رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

1339

د. المريخي : إذا أراد الله خيرًا بعبد زينه بخلق الحياء

06 نوفمبر 2015 , 05:56م
alsharq
الدوحة - بوابة الشرق

أكد د. محمد حسن المريخي أن لكل أهل ملة خلقا وأدبا يتميزون به عن سائر الملل الأخرى، مشيرا إلى أن أهل ملة الإسلام خلقهم الحياء.
وبين في خطبة الجمعة بمسجد عثمان بن عفان بالخور أن الحياء هو شعور داخلي يبعث على الكف عن ارتكاب القبائح ودناءة الأخلاق ، ويحث على استعمال مكارم الأخلاق ومعاليها، مؤكدا أنه من أجل الأخلاق التي يمنحها الله العبد ويجبله عليها، واستشهد خطيب مسجد عثمان بن عفان بأقوال بعض السلف في هذا الشأن، مشيرا إلى قول ابن رجب رحمه الله عن الحياء بأنه (هو من خصال الإيمان بل من أعلى خصال الإيمان ودرجات الإحسان) وقول الصحابي الجليل ابن مسعود رضي الله عنه: الاستحياء من الله أن يحفظ الرأس وما وعى والبطن وما حوى وأن تذكر الموت والبلى.

الحياء من الله
وأوضح د المريخي أن الحياء يكون من الله تعالى ومن رسوله والناس، مبينا أن الحياء من الله تعالى يكون حين يعرف العبد ربه ويعرف عظمته وقربه منه وإطلاعه عليه وعلمه بخائنة الأعين وما تخفي الصدور.
وأكد أن الحياء يتولد عند العبد ويستقر في قلبه وفؤاده حين يطالع نعمة الله عليه ويطالع تقصيره نحوها في شكرها.

الهداية والنجاة
وذكر أن الحياء يكون من رسول الله صلى الله عليه وسلم حين يعرف حقه عليه وما قدمه له رسول الله من التسبب في الهداية والنجاة من النار فيكثر من الصلاة عليه ويجعل في نفسه تعظيماً له صلى الله عليه وسلم وتوقيراً فيحب سنته ويقدمها على كل قول بعد قول الله تعالى، ويحترمه ويصدقه ويتبعه احتراماً وتوقيراً وطاعة لله تعالى وعرفاناً وجزاءً.
ونوه إلى أن الحياء زينة الإنسان رجلاً كان أو امرأة وهو أوكد للمرأة وهو خلق النبيين والمرسلين والصالحين والصحابة والأئمة والفائزين والناجين في الحديث الصحيح (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها، وكان إذا كره شيئاً عرفناه في وجهه).
وقال إن الله تعالى وصف ابنة شعيب عليه السلام بأنها كانت تتحلى بهذا الخلق الكريم، فقال سبحانه (فجاءته إحداهما تمشي على استحياء قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا) وقال عليه الصلاة والسلام (إن موسى كان حيياً ستيراً لا يرى من جلده شيء استحياء من الله، فآذاه من آذاه من بني إسرائيل ..... ).
كمال قال صلى الله عليه وسلم واصفاً عثمان بن عفان رضي الله عنه بهذا الخلق الكريم (ألا أستحيي من رجل تستحي منه الملائكة).
وذكر د. المريخي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان كاشفاً عن فخذه مضطجعاً في بيته فدخل عليه أبو بكر ثم عمر رضي الله عنهما فلم يزل على حالته، فلما دخل عليه عثمان سوّى ثيابه وجلس.

الحياء دليل الإيمان
وشدد على أن الحياء من الإيمان، مؤكدا أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أنه مصدر الخير وأنه إذا تحلى العبد بالحياء جاءته كل الحلى تباعاً.
وقال خطيب مسجد عثمان بن عفان إن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً يعظ أخاه في الحياء كأنه يقول له: أضعت بسببه خيراً كثيراً، أو فاتك خير كثير بسبب حيائك، فقال له (دعه فإن الحياء من الإيمان)، وفي رواية قال (الحياء لا يأتي إلا بخير) وقال ( الحياء خير كله) رواه البخاري ومسلم، فإذا أراد الله بعبده خيراً زينه بهذا الخلق وحلاه به.

قلة الحياء
وأضاف: ما أقبح الإنسان بلا حياء ولا أدب يقترف القبائح ويفعل ما شان من الرذائل والسواقط والدنايا، يقول رسولنا صلى الله عليه وسلم (إذا لم تستح فاصنع ما شئت).
وأوضح أن ابن رجب يقول في معنى الحديث: أن من لم يستح صنع ما شاء، فإن المانع من فعل القبائح هو الحياء، فمن لم يكن له حياء انهمك في كل فحشاء ومنكر، وقال: الحديث فيه التهديد والوعيد.
ونبه الخطيب إلى أن حياة المسلمين بدأت تطرد هذا الخلق الكريم وتعمل عبثاً على تفريغ المسلمين منه.
وأكد أننا في زمان الحياء فيه عيب وسبة وعار، متعجبا من تصرفات بعضنا التي كأنها تقول: لا تستحِ واترك الحياء جانباً، فقد ولى زمن الحياء.
واستعرض د. المريخي عددا من صور قلة الحياء في حياتنا المعاصرة، حيث قال: إننا نعاني من قلة الحياء في اللباس والهيئة، مشيرا إلى أن الهيئة النسائية ليست إلى خير حيث تسير، ولكنها إلى شر مستطير، بسبب التشبه بالكافرات المشركات اللائي لا يؤمن بالله ولا بلقائه، اللباس الواصف والمفصل والمفتح والفاتن والشفاف.
وفيما يتعلق بالذكور، قال د. المريخي: قلة الحياء عند الذكور تتجلى بوضوح في التشبه بالنساء واستعمال حوائج النساء كالأصباغ والعطور وما شابه ذلك ومخالطتهن والتطبع بطبائع الإناث.

مساحة إعلانية