رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

301

رئيس أكاديمية الأقصى لـ"الشرق":الاحتلال يخوض حربا مفتوحة ضد القدس وأهلها

06 سبتمبر 2016 , 11:19م
alsharq
القدس المحتلة - محمد جمال

دعا رئيس أكاديمية الأقصى للعلوم والتراث الدكتور ناجح بكيرات إلى ضرورة خوض الحرب ضد مشروع القطار الهوائي من جبل الزيتون إلى باب المغاربة وباب الخليل وجبل المكبر، مؤكدًا أنه لابد من وقوف العالم ضد هذا المشروع المدمر للمدينة المقدسة ذات العراقة والتاريخ، والمنصوص على ضرورة الحفاظ عليها وعلى طابعها وفق قرارات اليونسكو والأمم المتحدة.

وقال بكيرات في لقاء خاص مع "الشرق" إن الرفض يجب أن يكون عالميًا لأنه يشوه صورة مدينة عريقة جدا، مضيفًا أن "هذا مشروع خيالي وخطير نابع من فكرة "الهيكل" المزعوم، وكأنهم يقولون: وإن كان حلما ومزيفا، فإننا نريد أن ننفذه لجلب السياحة ولفرض السيادة الإسرائيلية على القدس والمسجد الأقصى".

وأوضح أن الاحتلال يقيم مشروع "القطار الهوائي" على معالم القصور الأموية، جنوب المسجد الأقصى المبارك وعلى جثث الشهداء والصحابة في مقبرة باب الرحمة ومقبرة باب الأسباط التي تضم رفات الصحابة شداد بن أوس وعبادة بن الصامت، في هدف لتغيير المشهد التاريخي الذي حافظت عليه هذه المدينة عبر العصور.

وأكد أن مقبرة باب الرحمة الملاصقة للجدار الشرقي للمسجد الأقصى المبارك مكان مقدس للمسلمين، وسيظل حق الدفن فيها للمسلمين إلى قيام الساعة، مضيفا أن البداية كانت عندما قام وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي آفي ديختر بإصدار قرار قبل ١٠ سنوات يمنع فيه المسلمين من دفن موتاهم في الجزء الجنوبي من المقبرة والقريب من الجدار الجنوبي للمسجد الأقصى المبارك ومنطقة القصور الأموية التي تطلق عليها سلطات الاحتلال اسم "الحديقة الوطنية".

وقال بكيرات إن ديختر ادعى في حينه أنه اتخذ القرار استجابة لمطالب ما يسمى بـ"لجنة منع هدم الآثار في جبل الهيكل"، والتي تدّعي أن هذا الموقع يعتبر جزءًا من الحديقة، وأن الفلسطينيين وسعوا المقبرة على حساب منطقة أثرية استولوا عليها"، وتعمل هذه اللجنة الصهيونية منذ فترة طويلة على عرقلة أعمال الترميم التي تقوم بها لجنة الإعمار التابعة لدائرة الأوقاف الإسلامية في المسجد الأقصى ومحيطه، بزعم أنه في موضع "الهيكل"، في إطار مساعي الاحتلال لتهويد المعالم العربية والفلسطينية بالقدس المحتلة، وفرض السيطرة بالكامل على المسجد المبارك.

وأوضح أن القطار الهوائي يأتي ضمن مشروعات هدفها الأساسي بناء الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى بتركيز على منطقة ما يسمى بـ"الحوض المقدس"، منوها عن أنه لا سلطة للاحتلال على ذرة تراب واحدة من المقبرة.

ولفت بكيرات إلى أن القرار الإسرائيلي بتسييج جزء من مقبرة باب الرحمة، حلقة في سلسلة القرارات الهادفة إلى تطويق المسجد الأقصى والسيطرة على حيزه الخارجي وعليه بالكامل لاحقًا، في إطار تهويده وتهويد المدينة، حيث يجري العمل على سلسلة مشاريع الهدف منها جلب المستوطنين عبر المزارات والقطار الخفيف والقطار الهوائي وتكثيف السياحة الداخلية الاستيطانية لخلق تواصل ديمغرافي وجغرافي لتكتمل حلقات الرواية التوراتية الصهونية في الهيكل المزعوم بعد إبعاد المقدسيين المسلمين عن مسجدهم والاستفراد به لهدمه.

وقال بكيرات: "الاحتلال يرمي إلى تغيير المشهد العريق بأعمدة مشوهة وأسلاك في المنطقة الأكثر حساسية لقربها من الأقصى المبارك"، مؤكدًا أنه مشروع وضعته عقليات مشوهة لم تقرأ التاريخ والآثار جيدا، ومدمر لعراقة تاريخية.

وأضاف أن هذا المشروع وغيره من المشاريع التهويدية ليست محض صدفة، وإنما هي مشاريع مبنية على أفكار وأهداف ومخططات لبناء المدينة كما يحلم بها هؤلاء المتطرفون ذوو النظرة الضيقة التي لا تريد أن ترى غير ذلك اللون الهامشي في المشهد الرائع الذي تميزت به القدس عبر آلاف السنين.

وأضاف: "نقف أمام تحد خطير آخر، فبعد أن قدموا رواية توراتية للأسماء، وغيروا سبعة آلاف اسم في فلسطين كاملة منها ألف وسبعمائة اسم في مدينة القدس، وحولوا الأسماء والمصطلحات من أصالتها العربية إلى الأسماء العبرية، فالآن هم يقدمون رواية يقولون من خلالها نحن نسيطر على التلال والجبال ونسيطر على تلة باب الرحمة وجبل الزيتون وجبل المكبر وباب الخليل، فهذا المشروع يأتي لتقديم رواية توراتية وتقديم رمز يهودي واضح جدا في المدينة".

ويعتقد بكيرات أن استمرار هذا المشروع يأتي تحت محور ضرب السكان والجغرافيا، متسائلًا: كم سيحمل هذا القطار؟ ومن الذين سيحملهم؟ هل سيحمل الحجاج المسلمين أم سيحمل الحجاج المسيحيين؟ أم أنه سيحمل أولئك الغرباء الذين قدموا إلى المدينة ليزداد عددهم فتكون عملية إحلالهم بدلا من السكان الأصليين؟

وأوضح بكيرات أن نتائج وتبعات هذا المشروع بدأت تظهر، حيث تم التمهيد لمصادرة أرض وقفية في باب الرحمة، إضافة إلى محاولات منع دفن المسلمين، كما تم أيضًا مصادرة أراضٍ في باب المغاربة، وفي حي وادي حلوة وفي منطقة باب الخليل.

وقال: "هو مشروع لمصادرة للأرض، وكل ما يجري في هذا الموضوع إنما يأتي في سياق الحرب المفتوحة على مدينة القدس والتي تتمثل في تحدي الحضارة والجغرافيا والتاريخ والواقع"، مشيرًا إلى أنها حرب مفتوحة تتحدى الإنسان المقدسي وتتحدى المشهد والرواية.

وقال بكيرات إن مشروع القطار الهوائي ليس جديدا، فقد قدم هذا المشروع رئيس البلدية قبل نحو عشرة سنوات بالضبط ضمن مخطط ٢٠٢٠، ويبدو أنه حان وقت تنفيذه الآن.

وأشار إلى أن هذا المشروع يعلن الحرب المفتوحة على القدس من خلال ثلاثة محاور: أولها محور السيادة، والتي تحاول دولة الاحتلال - من خلال أذرعها سواء كانت بلدية، أم دوائر قانونية، أم استيطان، أم اقتحامات، أم حفريات وتغيير الأسماء والمعالم - أن تظهر بأن السيادة في القدس هي سيادة الاحتلال وذلك من خلال استمرار الحفريات وتدمير كل الممتلكات الحضارية، مضيفا أن هذه الحرب المفتوحة جاءت في محور السيادة لقضايا خطيرة جدا، فالحفريات أدت إلى مصادرات كبيرة جدا للأراضي وبالتالي التهجير القسري لأهالي القدس.

وأكد بكيرات أن هذه الحفريات لم تتوقف إلى الآن، فحرب الحفريات حرب مستمرة، إضافة إلى حرب الهدم والجرافات فكل هذه الإجراءات الخطيرة لا يزال الاحتلال يستخدمها ويطورها لفرض السيطرة على القدس وتهجير سكانها، فطواقم البلدية البلدية تقوم يوميًا بتوزيع أوامر الهدم في البلدة القديمة ومحيطها والأحياء المختلفة في القدس.

وقال بكيرات إن هناك أكثر من 2500 بيت لا يزال معرضا لخطر الهدم ناهيك عن هدم 1400 بيت سابقا، في محاولة لطرد كل ما هو فلسطيني في القدس. حيث تتفاخر دولة الاحتلال بأنها تريد أن تقدم مدينة القدس "مدينة جديدة حضارية! أي مدينة؟ وعلى حساب من؟ وكيف؟.

وأردف: "محاولات تقليص عدد الرخص هي من الإجراءات التي يتبعها الاحتلال منذ العام 1967 لمنع البناء ومنع التجدد والاستمرارية الفلسطينية داخل مدينة القدس، ومحاولة لخلق كنس جديدة محيطة بالمسجد الأقصى المبارك أهمها كنيس الخراب، والإعلان عن كنس جديدة تحت الأرض وفي محيط المسجد، وتشكيل أحياء يهودية كاملة على حساب أحياء إسلامية كما تم تحويل حي المغاربة إلى حي يهودي.

ولفت إلى أنه "لا يمكن لمدينة مثل مدينة القدس مسجلة على قائمة التراث العالمي أن تصبح عبارة عن مدينة سياحية مثل نيكارغوا، فالقدس مدينة مقدسة لها طابعها الديني للمسلمين والمسيحيين تحمل بمعالمها الحضارية طابع خاص متميز بالعراقة وعبق التاريخ".

وأضاف أن إسرائيل تريد تحويلها إلى كتل استيطانية بطراز حديث غربي لا يمت لها ولشعبها ولحضارتها بصلة، بحجة تطوير المدينة. فهذا تشويه علني للمدينة وتغيير لجغرافيتها"، مؤكدًا على خطورة القضية، فمنذ خمسة آلاف عام قبل وبعد الفتح الإسلامي، لم تشهد المنطقة الشرقية التي ينوي الاحتلال أن يقيم فيها المشروع أي بناء كان وبالتالي قيام مثل هذا المشروع إلى تشويه لمعالمها التراثية، مشيرًا إلى أنه خلال الخمسمائة عام الأخيرة لم يتغير السور ولم تتغير الكثير من المعالم التاريخية وتم الحفاظ عليها وعلى بروجها وجغرافيتها وطابعها العريق والمتميز.

اقرأ المزيد

alsharq معروف بمقاومة الاستيطان الإسرائيلي.. وفاة "حكواتي فلسطين" غرقاً بنهر النيل في مصر

توفي الناشط والباحث الفلسطيني حمزة العقرباوي، المعروف باسم حكواتي فلسطين، غرقًا بنهر النيل في مصر، بعدما سقط من... اقرأ المزيد

298

| 31 ديسمبر 2025

alsharq  إصابة أكثر من 100 عامل في حادث تصادم قطارين بالهند

أصيب 109 عمال نتيجة اصطدم قطارين يسيران على خطين حديديين أحاديين (مونوريل) عند ‍محطة لتوليد الطاقة الكهرومائية قيد... اقرأ المزيد

44

| 31 ديسمبر 2025

alsharq وزراء خارجية 10 دول يعربون عن قلقهم البالغ إزاء تدهور الوضع الإنساني في غزة

أعرب وزراء خارجية عشر دول، بينها بريطانيا وكندا وفرنسا، عن قلقهم البالغ إزاء تدهور الوضع الإنساني في غزة.... اقرأ المزيد

102

| 31 ديسمبر 2025

مساحة إعلانية