رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

188

إنجاب الأطفال ودفنهم قد يكون في لحظة..

غزة.. الولادة في زمن الحرب كابوس مرعب

06 أغسطس 2025 , 07:00ص
alsharq
الغزيات.. معاناة مضاعفة في زمن الحرب
❖ غزة - محمـد الرنتيسي

هنالك مخاض لأكثر من ولادة، مع كل ضحية تدخل ثلاجة الموتى في مستشفيات غزة، فهنا الحياة تسابق الموت، بل إن الأحياء ينوبون عن الأموات، ويحتفلون بالولادة في أتون الموت، والأم في غزة، قد تنجب الأطفال وتدفنهم في لحظة.

وفي الحرب، يولد الأمل رغم الألم، وربما يولد طفل في سرير آخر، يشرب حليبه، ويواصل عمره بدلاً منه، ويواصل السير إلى غده ما بين قذيفة وأختها.

وتواجه الحوامل في قطاع غزة، تحديات الحرب، خصوصاً في ظل صعوبة وصول الخدمات الطبية، والمجاعة المستشرية. آلام الولادة في زمن الحرب، ترويها النازحة من رفح جنوب قطاع غزة عبير أبو ماضي، وهي في أواخر العقد الثالث، موضحة أنها وضعت أولادها الثلاثة في المستشفى، لكن هذه المرة وضعت مولودتها الرابعة تحت جذع نخلة، مبينة أنها لن تنسى هذه اللحظات الأكثر ألماً وقسوة في حياتها.

وتصف أبو ماضي لحظة ولادتها الأخيرة، قائلة: بدأت أصرخ من الألم، وأخذت أنادي على جاراتي في خيام النزوح، فلا شحن لدي في هاتفي المحمول، وبدأت أفقد توازني، وانتابني الهلع والخوف، وكان رأس المولودة يطل علي، ولم أعد أقدر على الصراخ أو الاستنجاد، الخوف والألم والمفاجأة ألجمتني، وأصبحت مشلولة التفكير. وتابعت: نقلتني بعض جاراتي إلى مكان قريب في مواصي رفح، أقصى شمال غرب المدينة، لأني أردت أن لا ألد في الخيمة، حيث لا خصوصية ولا مواد لازمة، وكنا نحاول الوصول إلى أقرب مستشفى، لكن لصعوبة توفير وسيلة نقل أو مركبة إسعاف، جلسنا تحت نخلة تتوسط باحة منزل مدمر، وكنت في هذه اللحظات أريد الحياة لطفلتي، وفي ذات الوقت أريد أن أنجو بنفسي.

"قطعت الحبل السري بسكين، وتناثرت الدماء على جسدي، وعندما سمعت بكاء طفلتي التي أسميتها جنى، شعرت بالراحة والسعادة". أضافت أبو ماضي، مبينة أن زوجها فوجئ بأنها وطفلتها ما زالتا على قيد الحياة.

وفي شهادة للدكتور أحمد الشاعر أخصائي طب الأطفال في مستشفى الهلال الأحمر الإماراتي للولادة في قطاع غزة، فإن الأطفال الذين يولدون في المنازل، معرضون للموت بنسبة تزيد ثلاث مرات عن أؤلئك المولودين في المستشفيات، لكن في قطاع غزة، الموت والحياة أصبحا صنوان في زمن الحرب.

ويصف الشاعر الظروف الإنسانية التي تواجهها النساء الحوامل في قطاع غزة، بأنها الأسوأ مما يمكن أن يجده الإنسان في أي مكان في العالم، منوهاً إلى استقبال العديد من حالات الولادة المبكرة، نتيجة للخوف والقلق الذي ينتاب الأمهات.

ومضى يقول: "معاناة النساء الغزيات تستمر لما بعد الولادة، فلا غذاء للأمهات، ولا حليب للأطفال، ولا أماكن هادئة، والرعاية مفقودة.. الولادة في ظل الحرب أضحت كابوساً مرعباً، بعضهن ولدن في بيوت مدمرة، أو في خيام متهالكة".

مساحة إعلانية