رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

6467

طول الدوام يقلل إنتاجهنّ ويؤثر على عطائهنّ

عمل القطريات في المناوبات والإجازات يؤدي لخلافات ومشكلات اجتماعية

06 مايو 2018 , 07:00ص
alsharq
وفاء زايد ونشوى فكري

أزواج يفضلون عمل المرأة في دوام واحد لتتفرغ لبيتها وأولادها

المطالبة بآليات وظيفية لتقليل المخاطر على القطريات في العمل

مواطنات يؤيدنّ تقليل الساعات الطويلة في العمل لتفادي التأثير السلبي على الأبناء

القطريات يشكلنّ نصف القوى العاملة في الوظائف والمؤسسات

مواطنات يأملنّ في تعاون المؤسسات الحكومية مع أدوارهنّ الاجتماعية في رمضان

العاملات غير المتزوجات يفضلنّ العمل في أكثر من دوام لتحقيق ذواتهنّ

 

أكدت قطريات لـ"الشرق" أنّ عمل القطريات في المناوبات (الشفتات)، سواء طوال الأسبوع أو أيام الإجازات مجهد نفسياً وجسمانياً، ويؤثر كثيراً على الوضع الاجتماعي لأسرهنّ، بحيث يجعلهنّ غائبات عن بيوتهنّ طوال الدوام، وهذا يسبب خلافات ومشكلات اجتماعية لا يمكن حلها أو تفاديها، وذكرنّ أنهنّ يؤيدنّ تقليص ساعات عملهنّ الطويل ليتمكنّ من تحقيق الإنتاجية بدون صعوبات.

وقلنّ إنّ الساعات الطويلة لعمل المرأة في الوظيفة تؤثر سلباً على محيطها الاجتماعي وتكوينها النفسي، وتجعلها غير قادرة على العطاء الأسري بشكل جيد، لأنها تعود إلى منزلها مجهدة من عناء يوم طويل، ونوهنّ إلى أهمية تطبيق دراسة تقليل ساعات عمل المرأة في الدوام، خاصة مع قرب الشهر الفضيل؛ لتكون أكثر تفرغاً لأسرتها وأبنائها، مؤكدات أنّ زيادة أوقات العمل لا تحقق الإنتاجية، بل تزيد الأعباء عليها، ويؤثر سلباً على طريقة تعاملها مع الآخرين.

وأشارت مستشارات نفسيات إلى أنه يوجد البعض من الموظفات، وخاصة اللاتي لم يتزوجن يطالبن جهات العمل، بوضعهن في الدوام المسائي، ليستفدن من البدل المادي المقدم نظير ذلك، ولكن الأم والزوجة تختلف تمام، لذلك فإن عملها في دوام ليلي أو لساعات عمل طويلة خارج منزلها، يشكل انعكاسا سلبيا عليها وعلى أسرتها، خاصة أن البعض من السيدات، هن العائل الوحيد للأسر، وبحاجة للعمل كمصدر رزق ودخل يعينهن على الحياة ومتطلباتها، الامر الذي يشكل ضغطا نفسيا عليها.

وقلنّ: يجب ان يكون هناك مرونة من قبل المسؤولين في الجهات المختلفة، وليس شرطا إصدار قوانين، وخاصة واننا تفصلنا ايام قليلة على شهر رمضان المبارك، لذلك يجب مراعاة الأسرة، فثقافتنا وعاداتنا القطرية المحافظة، وديننا ويجب الحرص على وجودهن داخل منزلها.

وأضفنّ أن الرجل بطبعه لا يتقبل خروج المرأة لساعات طويلة خارج المنزل، خاصة أن عليها مسؤوليات أسرية تلقى على عاتقها، إضافة إلى متابعة الأبناء دراسيا، لذلك يجب تخفيف الأعباء من على كاهلها، فهي الأم والزوجة والأخت.

وفي إحصائيات حديثة، تكشف أنّ القطريات يشكلنّ نصف القوى العاملة، وأنهنّ دخلن قطاعات حيوية مهمة جداً، وأثبتنّ قدرات كبيرة على العمل بتفانٍ، كما تبين الإحصائيات أنهنّ حاصلات على درجات علمية متقدمة، ولديهنّ طموحات لا تتوقف عند حدود.

وفيما يلي اللقاءات:

تقليل ساعات عمل الموظفة يزيد الإنتاجية

من جهتا أكدت السيدة إيمان البسطي، سيدة أعمال ورئيسة جمعية المرأة القطرية للوعي الاقتصادي والاستثماري، أنّ الساعات الطويلة التي تقضيها المرأة في العمل مجهدة جداً، ولها تأثير سلبي عليها من الناحيتين الاجتماعية والنفسية، وتزيد من ضغوطها اليومية، وتؤثر بالتالي على إنتاجها في الوظيفة.

وقالت إنّ الجهات المختصة تدرس تقليل ساعات العمل للمرأة في الوظيفة، لتمكينها من القيام بواجباتها الاجتماعية بشكل جيد، مضيفة أنّ الكثيرات يعملنّ بنظام المناوبات، وهذا يؤثر على إنتاجهنّ لأنهنّ يعملنّ بساعات أطول وفي أيام مخصصة للإجازات.

وتساءلت عن جدوى زيادة أعباء الموظفة في العمل، وإلزامها بساعات طويلة، وفي المقابل تقدم إنتاجية ضعيفة وتقلل من طاقتها اليومية في الوظيفة، مؤكدةً أنّ التوازن بين ساعات العمل ومراعاة طبيعة المرأة يساعدها على بذل جهد إنتاجي أكبر.

وأشارت إلى أنه في الدول الأجنبية يقبلون بعمل المرأة عن طريق الحاسوب، واليوم نلحظ الكثير من السيدات لديهنّ مشاريع خاصة على شبكة الإنترنت، وهي توفر الجهد والتعب والوقت وعبء المواصلات أيضاً، لأنه يمكنها قضاء أوقات إضافية في عملها على جهاز الحاسوب وبرفقة أسرتها.

وأكدت أنّ الدولة بكافة مؤسساتها تحرص على توفير بيئة عمل مناسبة للقطريات بتقليل ساعات العمل، أو بتهيئة الأجواء المناسبة أمامها للإبداع والإنتاج.

ساعات العمل المرهِقة تزيد الخلافات الاجتماعية

فيما قالت السيدة فاطمة الغزال، كاتبة صحفية، إنّ عمل المرأة في مناوبات ليل نهار يؤثر على حياتها الاجتماعية سلباً، ويجعلها بعيدة عن محيطها الأسري، فلا تجد الوقت الكافي للجلوس من الزوج أو الأبناء، مما يزيد من الفجوة بين أفراد البيت الواحد.

وأكدت أنّ عمل القطرية في كل القطاعات مهم جداً، لأنها أثبتت كفاءة وقدرة، وتمكنت من تحمل مسؤوليات كبيرة على عاتقها، مضيفة أنّ الساعات الطويلة في الوظيفة يمنعها من الالتقاء بأسرتها، ويزيد من المشكلات الأسرية لقلة ساعات تواجدها في بيتها.

وأثنت السيادة فاطمة الغزال على الجهود التي تبذلها الدولة من أجل تقليل المخاطر على القطريات في أعمالهنّ، وهذا يدل على الرعاية والاهتمام اللذين تحظىبهما المرأة في الأعمال المختلفة.

عمل المرأة من بيتها يخضع لظروف معينة .. والوظيفة توسع مداركها

وقالت السيدة منى السليطي، سيدة أعمال: إنني لا أؤيد عمل الموظفة في المناوبات، وأرى أن يترك أمر الدوام صباحيا أو مسائيا اختيارياً، حتى تتمكن المرأة من التصرف في أمورها الحياتية وفق ما يناسب وضعها الاجتماعي.

وأكدت أنّ المرأة ركيزة أساسية في البيت، ولابد من إيلاء الاهتمام بها، مبينة أنها تؤيد تقليص دوام المرأة في الوظيفة قلباً وقالباً، لأنها بحاجة إلى التركيز في بيتها وأسرتها، وهي بصفتها مربية للأجيال، فإنها تستثمر التربية في الأبناء.

وقالت: أنا لا أؤيد عمل المرأة من البيت، لأنّ هذا الوضع يجعلها تنفصل على محيطها الخارجي، ولا تستفيد من خبرات المحيطين بها، وأنّ عمل المرأة على الحاسوب من بيتها قد يفيد في بعض الوظائف، ولكن لا نطلق ذلك على العموم.

وأضافت أنّ الالتقاء بخبرات في الوظيفة يوسع الآفاق أمام المرأة العاملة، ويزيد من مدركاتها حول متطلبات العمل، ويساعدها على الابتكار لتكون فاعلةً في المجتمع.

ونوهت إلى أنّ تقنين الدوام للمرأة في كل القطاعات، يتيح أمامها اختيار الأنسب لها بما يتوافق مع أحوالها الاجتماعية وظروف أسرتها.

غياب المرأة لساعات طويلة عن منزلها يسبب التفكك الأسري

وأكدت الدكتورة مريم المالكي، مستشارة تربوية وخبيرة اسرية، على أن هناك عددا كبيرا من الحالات والمشكلات التي تراها، السبب الرئيسي بها غياب المرأة لساعات طويلة عن الأسرة، الأمر الذي يحدث فجوة في المنزل، وقد يصل في حالات كثيرة إلى الطلاق أو التفكك الأسري، وأحيانا قد يسبب غيابها انحراف الأبناء، مشيرة إلى عمل المرأة ليلا في نظام الدوريات أو المناوبات لا يتناسب مع طبيعتها، ويؤثر على حياتها الأسرية والاجتماعية، كما أنه يشكل ضغطا نفسيا عليهن، وقد يتسبب في عزوفها عن هذا العمل أو تركه، لعدم تمكنها من التوفيق بين متطلبات العمل وحياتها الأسرية، خاصة أننا نعيش في مجتمع محافظ على العادات والتقاليد. وتابعت قائلة: في أمريكا، لاحظوا تفاوت في أداء الموظفين وإنتاجيتهم على مدار الـ 24 ساعة، حيث إن البعض يرتفع أداؤه صباحا، والبعض ينخفض ليلا أو العكس، ومن هنا جاء ما يسمي بساعة الذروة، فقاموا تقسيم الموظفين إلى فئات بناء على اختبارات، لمعرفة أنسب موعد يحقق من خلاله الموظف أعلى معدلات إنتاج، ولذلك أرى أن عمل المرأة لساعات طويلة، وأيضا عملها بنظام الشفتات له العديد من الآثار السلبية عليها وعلى أسرتها، لذلك يجب على الجهات المختصة أو المسؤولين في الجهات المختلفة، مراعاتها، خاصة وإننا على أعتاب شهر رمضان المبارك، بما يحقق استمرار المرأة على رأس عملها، وفي الوقت نفسه يساعدها على اداء مهامها الأسرية، كزوجة وأم، وما يتطلبه ذلك من أهمية تواجد الأم في المنزل معظم الوقت.

وأشارت المستشارة النفسية، إلى أن المرأة القطرية، قادرة على العمل، ولديها روح التفاني والإخلاص، إلا أنها لديها ايضا أعباء منزلية، إضافة إلى العمل فى الأيام العادية، وبالطبع تتضاعف هذه الأعباء فى شهر رمضان الكريم، نظراً لضيق الوقت، بالإضافة إلى حاجتها للتفرغ للعبادة، الأمر الذي يشكل عبئا إضافيا عليهن، مبينة أن الرجل بطبعه لا يتقبل خروج المرأة لساعات طويلة خارج المنزل، خاصة أن عليها مسؤوليات أسرية تلقى على عاتقها، إضافة إلى متابعة الأبناء دراسيا، لذلك يجب تخفيف الأعباء من على كاهلها، فهي الأم والزوجة والأخت.

نورة المناعي: طبيعة وتكوين المرأة يختلفان عن الرجل ويجب مراعاتها

وترى نورة المناعي، استشارية نفسية وأسرية، أنه يجب إعطاء الفرصة للموظفات والأمهات القطريات، للاختيار ما بين مواعيد العمل الصباحي أو المسائي، وعدم إجبارهن على ذلك، حتى لا تشعر بالظلم والاضطهاد، مشيرة إلى أن المرأة تركيبتها النفسية والفسيولوجية وتكوينها وقدرتها تختلف تماما عن الرجل، لذلك يجب معاملتها في العمل على هذا الأساس، وأوضحت انه يجب استثناء الموظفات القطريات اللاتى يعملن في مؤسسة عمل، من نظام العمل بالمناوبات، على أن يعملن في الدوام الصباحي فقط، وأن يتم تخصيص الدوام المسائي للموظفين من الرجال، الأمر الذي سيمكنهن من متابعة أبنائهن الدراسية، والتواجد في المنزل وسط أفراد عائلتهن، خاصة أننا نعيش في مجتمع محافظ على العادات والتقاليد، ولنا طقوس داخل محيط الأسرة، وتواجد المرأة داخل بيتها.

وأشارت إلى أنه يوجد البعض من الموظفات، وخاصة اللاتي لم يتزوجن يطالبن جهات العمل، بوضعهن في الدوام المسائي، ليستفدن من البدل المادي المقدم نظير ذلك، ولكن الأم والزوجة تختلف تماما، لذلك فإن عملها في دوام ليلي أو لساعات عمل طويلة خارج منزلها، ينعكس سلبيا عليها وعلى أسرتها، خاصة وأن البعض من السيدات، هن العائل الوحيد للأسر، وبحاجة للعمل كمصدر رزق ودخل يعينهن على الحياة ومتطلباتها، الأمر الذي يشكل ضغطا نفسيا عليها، واستطردت قائلة: يجب أن يكون هناك مرونة من قبل المسؤولين في الجهات المختلفة، وليس شرطا إصدار قوانين، وخاصة أننا تفصلنا أيام قليلة على شهر رمضان المبارك، لذلك يجب مراعاة الأسرة، فثقافتنا وعاداتنا القطرية المحافظة، وديننا ويجب الحرص على وجودها داخل منزلها، وتذليل العقبات التي تواجهها في محيط العمل، لأن شهر رمضان تحديدا له خصوصية دينية ومجتمعية، فضلا عن حاجاتهن للعبادة وقضاء مستلزمات وحاجات أسرتها، لذلك فإنني أؤكد على أن عمل المرأة ليلا لا يتناسب مع طبيعتها، ويؤثر الأسرة كاملة.

القطرية بحاجة إلى تذليل الصعوبات لتوازن بين عملها وأسرتها

قالت المواطنة ولاء أحمد يوسف، طالبة ماجستير إدارة عامة بمعهد الدوحة للدراسات العليا، إن هناك عددا من التحديات التي تواجه المرأة القطرية العاملة، وأبرزها تتمثل في طول ساعات العمل، وعدم كفاية المدة المحددة لإجازة الأمومة، بالإضافة إلى تأثير مشاكل الأبناء على عمل المرأة، مؤكدة أن الأسرة وتحديدا الأبناء هم أكثر المتأثرين بخروج المرأة للعمل، وخاصة المرأة التي تعمل بنظام "الشيفتات" أو المناوبات، وتابعت قائلة: في رسالة الماجستير، والتي أعمل عليها في الوقت الحالي، والتي تحمل عنوان "التحديات والعقبات التي تواجه المرأة القطرية للتوفيق بين حياتها العملية وحياتها الاجتماعية"، حيث هدفت الدراسة إلى بيان التحديات والعقبات، التي تواجه المرأة القطرية للتوفيق بين حياتها العملية وحياتها الاجتماعية، ولتحقيق أهدافها، فقد اعتمدت الدراسة على إعداد استمارة استبيان بهدف جمع البيانات والمعلومات التي تساعد على إعداد الدراسة.

وقد بلغ إجمالي عدد المشاركين في عملية الإجابة على أسئلة الاستبيان (123) مشاركة من مختلف قطاعات الدولة الحكومية، وقد تم تحليل البيانات والمعلومات من خلال برنامج معالجة البيانات إكسيل(Excel).

وأشارت إلى أن الدراسة توصلت إلى مجموعة من النتائج من أهمها، أن أكثر الأسباب التي تدفع المرأة للعمل هي رغبتها في أن تكون مستقلة مالياً، ولتأمين مستقبل أولادها، ولتحسين الوضع الاقتصادي لأسرتها، إضافة إلى شغل أوقات فراغها والهروب من الملل، لذلك يجب تذليل الصعوبات لتمكين المرأة القطرية من التوفيق بين عملها وحياتها الاجتماعية، بحيث أن يتم تطبيق سياسة ساعات العمل المرنة في مجال عمل المرأة، لافتة إلى ضرورة تقليل ساعات العمل اليومية للمرأة العاملة، حتى تتمكن من التوفيق بين عملها ومتطلبات أسرتها، كما أوصت الدراسة بضرورة العمل على توفير دور حضانة في مقر العمل لمساعدة المرأة العاملة، للحفاظ على استقرار حياتها الأسرية، وكذلك أهمية إعادة النظر في مدة إجازة الأمومة الممنوحة للمرأة العاملة وزيادتها، بما يمكن المرأة من رعاية مولودها واستعادة صحتها.

مساحة إعلانية