رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

1007

"قفال" مسابقة المينى على شاطئ كتارا غداً

06 مايو 2016 , 06:40م
alsharq
الدوحة - الشرق

النواخذة الصغار أبدوا شجاعة مدهشة في الغوص على اللؤلؤ

المسابقة البحرية تميزت بالإثارة والتحدي والتنافس الشريف

تتويج الفائزين بالمراكز الثلاثة الأولى وتكريم جميع المشاركين

د. السليطي : المسابقة نجحت ببناء علاقة قوية بين أطفالنا وتراثنا البحري

ربابنة المستقبل : المسابقة علمتنا الإعتماد على النفس ومجابهة الصعاب

تتواصل مسابقة المينَّى حتى غداً السبت بعد صلاة الفجر لتسكمل أعمال فلق المحار وتحديد النتائج، ثم يتم الاستعداد للقفال (العودة) لاقامة الحفل الختامي على شاطئ كتارا في حدود الساعة الرابعة مساءً يشارك فيه أهالي المشاركين الذين سيكونوا في انتظار قدوم أطفالهم بلهفة حارة وشوق شديد للقائهم ، ثم يتم تتويج الفائزين بالمراكز الثلاثة الاولى، بالاضافة الى تكريم جميع المشاركين ومنحهم شهادات تقديرية، تحقيقا للهدف التعليمي والتربوي الذي تكرسه المسابقة، وذلك وسط أجواء فلكورية من التراث الشعبي البحري لدولة قطر الذي يستعد أمجاد الأجداد وبطولاتهم الخالدة.

أجواء اليوم الثاني

ويذكر أنه وسط أجواء من الحماس والتحدي والتنافس، واصل يوم اليوم الجمعة نحو (100) من النواخذة الصغار المتراوحة أعمارهم بين (10-14) عاماً فعاليات مسابقة المينّى للغوص على اللؤلؤ وذلك لليوم الثاني على التوالي، حيث خاض أبطال اليم منافساتهم الساخنة والمثيرة في الغوص على اللؤلؤ على محاملهم التسعة الراسية في فشت بري العيسيري، وذلك بعد أدائهم لصلاة الفجر وتناولهم لوجبة الإفطار.

وفي سياق متصل، قام سعادة الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي المدير العام للحي الثقافي (كتارا) بجولة تفقدية على مسابقة المينى، اطلع خلالها عن كثب على سير الفعاليات والمنافسات بين المتسابقين.

وقال الدكتور السليطي في تصريح صحفي :" إن مسابقة المينى للغوص على اللؤلؤ نجحت في نسختها الثالثة لهذا العام في استقطاب عدد كبير من الأطفال لهذا الموروث الهام من تراثنا البحري ، كما وثقت علاقتهم الحميمة بالبحر ، مشيرا إلى أن النسخة الثالثة تميزت بارتفاع عدد المشاركين الذي وصل إلى 100 متسابق ما بزيادة تصل إلى أكثر من النصف عن العام الماضي.

فعاليات متنوعة

وكانت المنافسات بين الفرق المشاركة قد استمرت اليوم (الجمعة) على فترتين، الأولى صباحية بدأت في الساعة الثامنة صباحاَ وحتى فترة الظهيرة ، فيما بدأت الفترة الثانية بعد صلاة العصر وحتى صلاة المغرب ، وذلك بعد أن تم تقسيم كل فريق الى فئتين، بحيث ينزل خمسة مشاركين للغوص على اللؤلؤ، ثم يعقبهم خمسة آخرين، يتم اختيارهم بالاتفاق مع نوخذة المركب الذي يقوم بتحديد موعد الغوص أيضاَ،

وتميز اليوم الثاني من المسابقة البحرية بإقامة صلاة الجمعة والاستماع إلى الخطبة على ظهر المحمل الرئيسي الذي تشغله اللجنة المنظمة للمسابقة للإشراف على سير الفعاليات ، حيث دارت الخطبة التي ألقاها السيد جهاد الجيدة من إدارة الشاطىء بكتارا على بر الوالدين مشيرا إلى أن ديننا الحنيف حض الأبناء على طاعتهما واكرامهما والإحسان لهما وخاصة عندما يبلغا مرحلة الكبر والشيخوخة، لتنطلق الجولة الثانية من المنافسات على الغوص بعد تناول الأطفال لطعام الغداء وأخذهم قسطا من الراحة ،

وفي هذا الإطار، أبدى النواخذة الصغار الذي شاركوا في المنافسات شجاعة نادرة وجرأة لا توصف، خلال نزولهم لأعماق المياه القطرية ليستخرجوا محار اللؤلؤ في مهمة توصف بأنها الأخطر بين المهام الموزعة على ظهر السفينة. إذ استدعت تلك المشاهد الرائعة، تلك الأزمة المجيدة من ماضي قطر الأصيل وتراثها البحري العريق، حينما كان النواخذة والبحارة القطريون على استعداد لتحمل مشاق احتراف الغوص على اللؤلؤ، بسبب ما توفر لهم من طموحات وتطلعات، سعياَ للعيش في حياة رغيدة .

كما أثار تمرسهم واتقانهم للغوص على اللؤلؤ ، الأعجاب والتقدير والثناء ، سيما وأن المنافسات تمت بالطرق والوسائل التقليدية القديمة ، وذلك من خلال استخدامهم لملابس وأدوات الغوص المعروفة في التراث القطري البحري والتي كان يستخدمها أجدادهم، مثل السروال والدراعة والشمشول والفطام والايدا (حبل يشد الغواص حول وسطه ) والديين (سلة يشدها الغواص الى وسطه ويجمع فيها المحار) ، كل ذلك وسط أجواء معيسية قاسية وصعبة عاشها الربابنة الصغار على متنون محاملهم الشراعية التقليدية.

من جهة أخرى ، اختتم اليوم الثاني من مسابقة المينى للغوص على اللؤلؤ بعد غياب أفول شمس نحو المغيب ، حيث أبحرت السفن المشاركة وعلى ظهرها الفرق المتنافسة ، محملة بما جمعة الأبطال الصغار من محار ، لتبدأ عملية فلق المحار التي تمت على ظهر المحامل وبإشراف اللجنة المنظمة ) وذلك بواسطة المفلقة (سكين معوجة خاصة تستخدم لفتح المحار واستخراج اللؤلؤ ).

سعادة كبيرة

من جانبهم ، أعرب الكثير من المشاركين الاطفال عن سعادتهم البالغة بالمشاركة في المسابقة البحرية الرائدة ، مؤكدين عزمهم وتصميمهم على مواصلة مسيرة الاباء والأجداد والحفاظ على تراثهم البحري الجميل والزاهر، مثمنين المبادرة التي أطلقتها (كتارا) والتي تمكنهم من اكتساب المعرفة الشاملة والخبرة الواسعة والعميقة بطرق وفنون الغوص على اللؤلؤ وما يزخر به من اثارة ومغامرة .

وفي هذا الاطار ، قال النوخذة الصغير ناصر بن مهنا النعيمي ( من فريق الهملة) ، أنه بادر بالمشاركة في المسابقة التراثية الفريدة لأنها تعلمه الكثير من القيم الجميلة مثل الصبر والتعاون ، كما تعزز في نفسه صفات القيادة والإدارة وتنمي لديه الاعتماد على النفس ،

أما البحار الصغير الطفل محمد يوسف الحمادي فقد أكد أن مشاركته الثانية في المسابقة جاءت بدافع حبه للبحر وتعلقه بتراثه الجميل، فضلا عن الأجواء المفعمة بالقوة والنشاط والحيوية التي توفرها ، مشيرا الى أن المسابقة التي تتيح الاقامة بشكل متواصل لمدة يومين متواصلين ، ينقطع عن الأهل والأصدقاء ، يتعلم المرء فيها الصبر والتحمل ، بالاضافة الى تدريبه على تدبر شؤونه اليومية من تجهيز لوجبات الطعام والمحافظة على نظافة المحمل.

أما الطفل عبد الله العزيز المغيصيب ، فقد أعرب عن فرحه وسروره بالمشاركة في المسابقة ، مؤكدا تصميمه على خوض غمار المنافسات بروح معنوية عالية ، مقدما الشكر لـ(كتارا) واللجنة المنظمة للبطولة ، مشيدا بما تبذله من حسن تنظيم ومتابعة دقيقة للمراكب ومراقبتها والإشراف عليها ، بالاضافة الى ما تقدمه لطواقم الفرق المشاركة من ارشادات وخدمات تتعلق بالطعام والمياه والاسعافات الاولية على مدار الساعة .

وفي السياق ذاته ، يشير يوسف محمد السادة (12 سنة) الى انه جاء بصحبة والده لاحياء تراث الاباء والاجداد ، ولتعلم هذه المهنة العريقة والشاقة التي تكسب الانسان الشجاعة والجرأة ومجابهة الصعاب ، موضحا أن حياة البحر تحتاج الى قوة تحمل لا حدود لها ، بالاضافة الى التحلي بروح التعاون بين أفراد الفريق الواحد ، وروح التنافس الشريف والنزيه بين الفرق المتسابقة ، مضيفا :" أنا أعشق البحر منذ نعومة أظفاري ، ولاهلنا وقيادتنا الفضل الكبير في غرس هذا الحب في نفوسنا وقلوبنا .

مساحة إعلانية