رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

1794

د. المريخي: الوفاء بالعهود والمواثيق قيمة إنسانية وأخلاقية عظمى

06 مايو 2016 , 10:54م
alsharq
الدوحة - الشرق

قال د. محمد بن حسن المريخي إن العهود والمواثيق من أشد ما اعتنت به شريعتنا الإسلامية، ودعت إلى المحافظة عليها ورعايتها، والوفاء بها، مستشهدا بقوله -تعالى- (يأيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود) وقوله -سبحانه- ( وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولاً).

وقال في خطبة الجمعة بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب إن الله -عز وجل- أثنى على أنبيائه ورسله لوفائهم بالعهود والمواثيق حتى مع أعدائهم، موضحا أن رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم- قد أوفى بكل العهود والمواثيق التي عقدها أو أعطاها المشركين واليهود كصلح الحديبية وغيره. مضيفا أن لأهمية الأمر ذكر الله -عز وجل- نبيه إسماعيل -عليه السلام- بهذه الصفة الكريمة، فقال -تعالى- ( واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولاً نبياً).

تحذير من الخيانة

مؤكدا أنه في المقابل حذرت الشريعة المحمدية الغراء من خيانة العهود والمواثيق والغدر بها. مبينا أن الغدر هو الخيانة للعهود والمواثيق، وهو الرجوع عما أعطاه الإنسان لغيره من المواثيق وتعهد بالوفاء به، فيقول الله -تعالى- مادحاً عباده المؤمنين (إنما يتذكر أولو الألباب الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق)، وذم -سبحانه وتعالى- من نقض العهد وخان ما أعطاه للناس على نفسه من الالتزام والوفاء، ذمه الله -تعالى- وهدده (الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون).

ناقض العهد

وقال إنه يكفى خسة لناقض العهد أنه يتشبه باليهود والنصارى عبّاد الصليب كما قال -تعالى-(فبما نقضهم ميثاقهم وكفرهم بآيات الله وقتلهم الأنبياء بغير حق وقولهم قلوبنا غلف بل طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلاً)، وقال (فبما نقضهم ميثاقهم لعنّاهم وجعلنا قلوبهم قاسيةً يحرفون الكلم عن مواضعه)، وقال (إن شر الدواب عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون الذين عاهدت منهم ثم ينقضون عهدهم في كل مرةٍ وهم لا يتقون). كما يكفي الغادر الخائن خسة أن هذه الصفة القبيحة هي صفة أرذل البشر اليهود والكفار والمنافقين .

واستطرد فضيلته مخاطبا المصلين بأن الإسلام توعد الغادر الخائن بالملاحقة في الدنيا واستمرار الملاحقة في الآخرة، بفضحه وكشف خبثه بين البشر في موقف القيامة، بهذا أخبر الصادق المصدوق -عليه الصلاة والسلام- يقول ( لكل غادر لواءٌ يوم القيامة يقال: هذه غدرة فلان) رواه البخاري ومسلم. فتوضع له علامة يشتهر بها بين الناس ويعرفه أهل المحشر جميعاً بهذه العلامة، فضيحة له وخزياً، وفي الدنيا سماه رسول الله منافقاً وصنفه ضمن صفوفهم وأسكنه معهم فقال (أربع من كنّ فيه كان منافقاً خالصاً ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: فعدد الأربع وذكر منها: وإذا عاهد غدر).

أعظم الغدر

وأكد الخطيب أن أعظم الغدر والخيانة خيانة دين الله -تعالى- والطعن فيه والتشكيك في عقيدته وإهماله وتهميشه وعدم رد المعتدي عليه، يقول -تعالى- ( يأيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون) ثم خيانة العهود التي قطعها الناس على أنفسهم والمواثيق التي أعطوها عباد الله ( واذكروا نعمة الله عليكم وميثاقه الذي واثقكم به إذ قلتم سمعنا وأطعنا واتقوا الله إن الله عليم بذات الصدور).

ونوه د. المريخي بأن قيمة الإنسان تظهر بوفائه والتزامه ومصداقيته، فلهذا يسقط المرء إذا كان غداراً خواناً أثيماً، يسقط من عيون الثقات وتلتصق به صفة الغدر.

ولفت إلى أن للوفاء بالعهود قيمة إنسانية وأخلاقية عظمى، لأنه يرسي دعائم الثقة بين الناس ويؤكد أواصر التعاون في المجتمع بحسب قوله، فيقول الراغب الأصفهاني: الوفاء أخو الصدق والعدل والغدر أخو الكذب والجور.

مساحة إعلانية