رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

360

رمضان فلسطين.. الشبان يجيدون التحايل على البطالة

06 أبريل 2024 , 07:00ص
alsharq
❖ رام الله - محمـد الرنتيسي

ما أن يهل شهر رمضان، حتى تنهض معه مهن مختلفة ارتبطت به منذ القدم، ويعتبرها غالبية الشبان الفلسطينيين مصدر رزق لهم، لمواجهة تفشي الفقر والبطالة وغلاء المعيشة اليومية، نتيجة للحرب الدائرة في قطاع غزة منذ ستة أشهر، وألقت بظلالها على الأوضاع المعيشية في الضفة الغربية.

على رأس هذه المهن، تصطف الحلوى الرمضانية الشهيرة "القطائف" والعصائر بأنواعها كالخروب والتمر هندي والليمون واللوز، فضلاً عن المخللات، التي يقبل عليها الصائمون بشكل لافت، بحيث لا تخلو منها مائدة إفطار.

في مدن الضفة الغربية، لا يكاد يخلو شارع واحد من بائع للحلويات أو المشروبات الرمضانية، فاستولت العربات والأكشاك على مساحات من الميادين الرئيسية، بينما انتشر الباعة المتجولون في الشوارع والأزقة، وبالإمكان سماع أصواتهم تصدح في الأرجاء للترويج لبضائعهم، ولكن.. هل من جدوى لهذه المهن الموسمية؟ أم أن في الأمر فرصة للتحايل على الظروف الصعبة؟.

    فرصة مناسبة للعمل

مراد عديلي من مدينة نابلس، عاطل عن العمل منذ بداية الحرب في غزة، وجد في شهر رمضان فرصة مناسبة للعمل في بيع القطائف، مبيناً أنه استفاد من قدوم الشهر الفضيل بممارسة هذه المهنة، كي يجني من ورائها بعض المال، للإنفاق على أسرته وقوامها 8 أفراد.

يقول عديلي لـ"الشرق": "القطائف تحتل مكانة كبيرة بين الحلويات الرمضانية، ويتهافت الصائمون على شرائها على مدار الشهر الفضيل، لرائحتها الشهية، ولكونها تقليداً رمضانياً متوارثاً من الآباء والأجداد، عدا عن كونها زهيدة التكاليف".

والى جانب عربة محملة بالمشاريب الرمضانية التقليدية، يتخذ فراس عيد موقعاً "إستراتيجياً" في ميدان المنارة الشهير وسط مدينة رام الله، لبيع عصائر التمر هندي والخروب والليمون والعرقسوس، بطموح أن يجني مصاريف رمضان والعيد (وفق تعبيره)، لافتاً إلى أن شهر رمضان له طقوسه واحتياجاته، ويزداد فيه الإقبال على المشروبات الرمضانية.

   تقاليد رمضان في رام الله

ولفت عيد لـ "الشرق" إلى أن هذه العصائر تعد واحدة من عادات وتقاليد شهر رمضان، ولذا يحرص الجميع على شربها عند موعد الإفطار، مبيناً أن أسعارها معقولة، وفي متناول الغني والفقير، وهذا ما يشجع الصائمين على شرائها، حتى في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.

ولأن المخللات بأنواعها هي من تراث شهر رمضان، فلم يفت "أبو جميل" فرصة بيعها في أسواق مدينة الخليل، مبيناً أنه يبيع المخللات في رمضان وغيره من الشهور، لكن الإقبال عليها يزداد في شهر الصيام فلا تخلو منها مائدة.

يقول: بينما اصطفت أمامه أوعية كبيرة من مخلل الخيار والفلفل المكبوس والزيتون والزهر واللفت: "الأوضاع صعبة، ورمضان هذا العام مختلف عن غيره بسبب الحرب على قطاع غزة، وهذا ما دفع بالعديد من الشبان العاطلين عن العمل لبيع المخللات والمنتجات الرمضانية الأخرى لمواجهة البطالة.. الكل يجد في شهر رمضان فرصة للكسب من خلال المهن التي اقترنت بقدومه".

وألقت الحرب المستعرة في قطاع غزة، بظلالها القاتمة على الأوضاع المعيشية والاقتصادية في الضفة الغربية، ومن هنا، فكل من يعمل في المهن الرمضانية، يسعى من خلالها لكي تدر عليه دخلاً حتى لو كان متواضعاً، لعله يلبي بعضاً من احتياجات عائلته، ورغم كثرة الباعة للأصناف ذاتها، إلا أن "الكل يسترزق" كما يقول عايد حمدان أحد أشهر باعة المخللات في مدينة رام الله.

مساحة إعلانية