رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

3909

د. شريفة نعمان العمادي: مؤسسة قطر تدعم السياسات الاجتماعية من أجل بناء أسر متماسكة

06 أبريل 2020 , 07:00ص
alsharq
جانب من مؤتمرات معهد الدوحة الدولي للأسرة
وفاء زايد

فهم الوالدين للفرق بين الرعاية والتربية يؤسس بنية سليمة في حياة الصغار

الحوار والنقاش مع الأطفال وتعزيز الثقة يرفع تقدير الذات لديهم

تخصيص غرف لرعاية الموظفات لأطفالهنّ في أماكن العمل

زيادة إجازة الأمومة للأمهات.. وإجازة أسبوع للأب فترة ولادة طفل

المطالبة بحضانات للأطفال في أماكن العمل أو قريبة من العمل

أكدت الدكتورة شريفة نعمان العمادي المدير التنفيذي لمعهد الدوحة الدولي للأسرة لـ الشرق أنّ مؤسسة قطر لا تألو جهداً في دعم كل السياسات الاجتماعية والتوصيات والنتائج البحثية التي يخرج بها المعهد من المؤتمرات والاجتماعات المحلية والدولية، وتدفع بقوة من أجل تفعيلها وإقرارها في برامج وأنشطة تعزز الارتباط الأسري والتماسك الاجتماعي، منوهة ً أنّ التربية القويمة للأبناء هي السبيل أمام الأسرة المتماسكة لمجابهة التحديات العالمية.

 

وأوضحت أنّ الشبكة المعلوماتية الإنترنت والرفقاء والسلوكيات السلبية وغياب الحوار الأسري والثقافة الاجتماعية في التربية الوالدية من التحديات الواقعية التي تواجه الأسر، وأنه لا سبيل لحلها إلا بالحوار مع الأبناء، والتواصل معهم في محيطهم الاجتماعي والمدرسي.

تحديات أمام التربية الوالدية

ـ ما هي تحديات التربية الوالدية؟

من التحديات فهم الوالدين للتربية، وعدم معرفة البعض بالفرق بين الرعاية والتربية، حيث إنّ الرعاية تعني المأكل والمشرب والمسكن والاهتمام بالنظافة وغيره، أما التربية فتعني غرس القيم الدينية والروحية والعادات والتعليم والابتكار والأنشطة، وطريقة تكوين شخصية الطفل ومساعدة الأبناء في وضع أهداف وتحقيقها.

وصارت التربية اليوم عبارة عن رعاية تقدم للطفل، ولكن كحوار ونقاش وتعليم وأهداف هي غير متوافرة لدى بعض الأسر، وأؤكد أنّ التربية منبعها الأسرة وهي أهم المرحلة في حياة الطفل، فإذا بنيّ على أساس صحيح فإنّ كل ما يتلقاه في صغره بشكل سليم سيجده أمامه في المستقبل.

وكل ما بنيّ على حوار ونقاش من صغر الطفل فإن ما يواجهه في المدرسة أو حياته خارج البيت فإنه سيلجأ لوالديه للنقاش فيها بكل تأكيد.

ومن التحديات أيضاً بعض المفاهيم الخاطئة التي يأخذها الطفل من المدرسة ووسائل التواصل الاجتماعي والأصدقاء والرفقاء، وقد يلتقط أموراً سلبية فإذا كان لديه استعداد لتلقي تلك السلبيات فإنه يتأثر بها أو يبحث عن حلول إيجابية لنفسه، وإذا كانت شخصية الطفل بنيت على أساس صحيح وطريقة تعامل الأسرة مع تلك السلوكيات سليمة فإنه يقلل من السلوك السلبي ويظهر لديه السلوك الإيجابي.

دور المؤسسات المجتمعية

* ماذا عن دور المؤسسات المجتمعية؟

المؤسسات المجتمعية هي داعم للمعلومات وسلوكيات التربية ولكن الأساس هي الأسرة حيث تبدأ من البيت.

وكانت الأسر قديماً أسراً ممتدة من الجد والجدة والأقارب، والجميع يشترك في تربية الأبناء، بينما اليوم تميل الأسر أن تكون أسر نووية وفي مجتمعنا القطري لا تزال الأسر الممتدة موجودة ولها دور في التربية

فقد أثبتت الدراسات الاجتماعية أنّ الحوار والنقاش مع الطفل ينمي الذاكرة والعقل بشكل أكبر خاصة ً عندما يتحاور معه الجميع على انه شخص كبير، وهذا ما تقدمه المؤسسات الاجتماعية بالدولة من حيث توفير دورات تدريبية ومحاضرات تربوية ولقاءات مع الأسر لتعزيز دورها في حياة الوالدين.

تحد إلكتروني

* ما تأثير التحدي الإلكتروني على التربية الوالدية ؟

أؤكد أنّ التحديات بكافة أشكالها موجودة في عالمنا اليوم، وإذا وجد الأساس التربوي السليم في بيت الطفل فإنه ينجذب إلى الأمور الإيجابية التي أخذها وتعلمها من محيطه الأسري، والحوار يبعد الطفل على التأثر السلبي. وأكدت الدراسات العلمية والاجتماعية أنه لابد من إعطاء تفسيرات وتوضيحات للأطفال حول كل ما هو خطأ وصواب.

وأنوه أنّ أكثر الأمور التي تجعل الطفل أكثر ارتباطاً بأسرته هو رفع تقدير الذات لديه، وتعزيز الثقة بالنفس، وذكر إيجابيات الطفل في كل موقف منذ الصغر ولابد من وجود القدوة في حياة الطفل فهذا يزيد من قوة احترامه لذاته.

ومع تسلح الأبناء بهذه المقومات الاجتماعية والنفسية في تقدير ذاته وتقدير أسرته له فإنهم سيكونون قادرين على تجاوز أيّ عقبات قد يواجهها مستقبلاً.

سياسات اجتماعية

* ما مدى حاجة الأسرة اليوم إلى سياسات؟

بالتأكيد، نحتاج إلى سياسات في الدولة تدعم تربية الطفل بشكل سليم مثل أوقات العمل للمرأة والرجل، وتوصيل ومرافقة الوالدين لأطفالهم من وإلى المدارس، وأوقات الإجازات، وسياسات الرضاعة الطبيعية، وتخصيص غرف لرعاية الأم لوليدها في كل جهة عمل، وإطالة إجازة الأمومة إلى 3 أشهر للأمهات، ودعم الوالدين للأنشطة المدرسية التي تتعلق بالأبناء في المدارس حيث إن مشاركة الوالدين لأطفالهم في الأنشطة المدرسية يرفع تقدير الذات لديه بشكل كبير جداً.

تشريعات أسرية

* التشريعات الأسرية.. هل من تعديلات عليها؟

أؤكد أنه يوجد في قطر الكثير من التشريعات الأسرية التي تدعم الكيان الأسري، وهناك سياسات يتطلب تفعيلها حيث نطالب بحضانات في قطاعات العمل أو قريبة من أماكن العمل فهي مهمة جداً، وهذا يهيء للأمهات فرصة أكبر لإعطاء اهتمام ورعاية كافية للأطفال وزيادة إجازة الأمومة إلى 3 أشهر، وتخصيص إجازة أسبوع للأب خلال فترة ولادة طفل وتخصيص ساعات معينة من الدوام المهني تقوم فيه الأم بتوصيل طفلها للمدرسة وكذلك الأب.

وأؤكد أنّ تلك السياسات مبنية على دراسات اجتماعية، فقد قدمنا تلك الدراسات للجهات المختصة وهناك تعاون وثيق مع وزارات الداخلية والصحة و التنمية الإدارية والشؤون الاجتماعية ومؤسسة العمل الاجتماعي وغيرها لوضع سياسات للنقاش بشأنها بين المختصين. وعندما نخرج بسياسات وبرامج توعوية واجتماعية يتم عرضها على الجهات المعنية.

دراسات اجتماعية

* ما هي الدراسات التي يعكف المعهد على إعدادها؟

نعد حالياً دراسات عن الزواج والطفل والمرأة والزوج والتربية الوالدية، وتوجد دراسات مجتمعية وعربية خرجت للنور ونشرت في مؤتمرات استضافتها الدوحة مؤخراً.

إطارعملي

* كيف يتم الدراسات الاجتماعية من إطار نظري إلى عملي؟

نقوم بعمل دراسات اجتماعية مكثفة ثم نخرج بنتائج، يتم تحويلها إلى سياسات ونشرها في وسائل الإعلام ومراكز التوعية المتخصصة ونقوم بمناصرتها والتواصل مع الجهات لتفعيلها.

تحديات مستجدة

* كيف يتعامل الوالدان مع التحديات المستجدة؟

أؤكد أنّ دور الأسرة هو المهم في حماية الطفل من المتغيرات المحيطة به، وكل ما هو موجود من ثقافة عالمية فهي موجودة في حياة الجميع منذ الصغر ولكن التربية القويمة تمكنها من مجابهة التحديات، والمعهد يعتبر أنّ التربية الوالدية هي الأساس للقضاء على المشاكل العالمية.

* هل من رسالة يوجهها المعهد للجهات أو الأسر؟

أوجه نصيحتي للأسر أن تحرص على التفاعل مع المحيط المدرسي للأبناء للتعرف على حياته المدرسية ومع أقرانه. ودورنا هو توصيل الأسر إلى التماسك ومساعدتهم على تكوين أسر ناجحة.

خبرات دول

* كيف يستفيد المعهد من خبرات الدول الأخرى؟

يتعاون المعهد مع جميع الدول العربية في التعرف على آليات التربية وأوجه دعم السياسات الاجتماعية لديها.

ودور المعهد هو إجراء الدراسات الاجتماعية على الدول العربية ثم الخروج بتجارب نوعية وأفضل الممارسات التي ننقلها بدورنا إلى دول أخرى لتعميم الفائدة من خلال الندوات والمحاضرات واللقاءات.

كما نقوم بدعوة الجهات التربوية للتعرف على أفضل الممارسات الاجتماعية والوالدية لديها ثم تعريف الدول بها للفائدة، فمثلاً في قطر توجد مراكز للإرشاد النفسي وهي تجربة رائدة جداً في الدولة وهناك دول عربية تطالب أن يكون لديهم نفس المبادرة.

وهناك تعاون بين المعهد والمؤسسات الاجتماعية بالعراق في وضع دراسة لإنشاء مركز إرشادي أسري، وكذلك تعاون آخر مع المغرب في عمل دورات تدريبية للمرشدين النفسيين لأنّ تجربة قطر رائدة وناجحة في هذا المجال.

ونبدأ تطبيق سياسات اجتماعية في الدولة بالتعاون مع مؤسسات اجتماعية محلية.

سلوكيات الأبناء

* دورك كمعالجة أسرية.. هل يمكن تغيير سلوكيات الأبناء الخاطئة ؟

تغيير السلوك يتطلب فترة طويلة وأنه مع التدريب وحل المشكلات والتواصل مع المعالجين الموجودين في مؤسسات الدولة فإنني أرى أنّ الوقاية خير من العلاج من بداية تنشئة الطفل وهذا يساعده على التخلص من السلوك السلبي في حال واجهه في المستقبل.

مساحة إعلانية