رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

8500

اختصاصيون يحذرون من تأثير العنف الأسري

06 مارس 2021 , 07:00ص
alsharq
ملاك لعباشي

قال اختصاصيون للشرق ان العنف الاسري هو سلوك سيئ يشمل الاعتداء الجسدي والنفسي والجنسي لاحد افراد الاسرة على بقية الافراد، بالاضافة الى انه يشمل الحرمان الاقتصادي والشتم والتهديد وفرض الرأي وما شابهها. ويعتبر المعنف هو الطرف الاقوى داخل العائلة وفي اغلب الاحيان يكون الرجل او رب البيت، وقد اثبتت الدراسات ان العنف الممارس ضد المرأة يعد من أكثر أنواع العنف انتشارًا.

واكد اختصاصيون ان اسباب العنف تختلف من عائلة الى اخرى لكن اغلبها يتمثل في ان المعنف إما يعاني من اضطربات نفسية عديدة او يعاني من مشكلات اجتماعية تعود الى بيئته ونشأته، بالاضافة الى ان غياب ثقافة الحوار والتشاور داخل الأسرة وعدم التكافؤ بين الزوجين في مختلف الجوانب يتسبب في اشكالات كثيرة. وشددوا على ان العنف إما يكون من الرجل على المرأة او العكس ويمكن أن يكون من الاولاد على آبائهم في شكل عقوق، وكذلك يمكن أن يمارس من الاخوة ضد بعضهم حول الميراث مثلا.

واكدوا ان العنف الأسري تترتب عليه اثار نفسية واجتماعية، مما يضع عبئاً هائلاً على الجانب النفسي للفرد وعلى نمو الشخصية لديه ويترتب عليه عدم سواء نفسي من شأنه أن يعوق تكيف الفرد في المجتمع، لهذا يجب القيام بحملات التوعية التي تنبه إلى خطورة العنف الأسري على الفرد أو على المجتمع ومحاولة نقلها من الشأن العائلي إلى الشأن العام والعمل على تعزيز الحوار داخل الأسرة من خلال برامج توجيه للأسرة.

عمرو أبو نيدة: أسباب عديدة تختفي وراء الظاهرة

قال ا. عمرو ابو نيدة اختصاصي اجتماعي ان العنف الأسري هو السلوك العدواني تجاه أحد أفراد الأسرة سواء كان هذا السلوك جسديا أو نفسيا أو اجتماعيا، ويتمثل العنف الجسدي في الضرب، العنف العاطفي واللفظي في الاستغلال النفسي، اما العنف الاقتصادي فيتمثل في الحرمان من الموارد كالميراث والحصول على الخدمات الأساسية كالتعليم والخدمات الصحية ومنها أيضاً الممارسات التقليدية الضارة كالإكراه على الزواج.

واكد ان أسباب العنف الأسري ترجع لعدة عوامل لعل أهمها ضعف الوازع الديني وسوء الفهم عن دور الأفراد داخل الأسرة كذلك الموروث المجتمعي التقليدي المتمثل في عدم المساواة بين الأولاد والفتيات في حدود الشرع الحنيف كذلك نشأة الأبوين أو أحدهما في بيئة عنيفة، بالاضافة الى غياب ثقافة الحوار والتشاور داخل الأسرة وعدم التكافؤ بين الزوجين في مختلف الجوانب بما فيها الفكرية.

وتابع عادة ما يكون المعنِّف هو الطرف الأقوى الذي يمارس العنف ضد المعنَّف الذي يمثل الطرف الأضعف وقد تبين من جميع الدراسات التي أُجريت أن الزوجة هي الضحية الأولى للعنف الأسري ويأتي بعدها في الترتيب الأبناء والبنات والمسنون وتبين أن مصدر العنف غالباً يكون من الرجل.

خالد عبدالله المهندي: القانون يحمي الأسرة بكل مكوناتها

اكد ا. خالد عبدالله المهندي المحامي الخبير والباحث بقضايا الاسرة ان قانون العقوبات القطري رقم (11) لسنة 2004 وفر حماية للاسرة بكل مكوناتها من أي سلوك يمكن ان تنبثق عنه جريمة تجاه أفراد الاسرة فيما يسمى بالعنف الاسري أو المنزلي، ويعرف العنف الأسري أو المنزلي بأنه نمط من السلوكيات المسيئة والقسرية، ويشمل ذلك الاعتداء الجسدي، واللفظي والجنسي والنفسي، وكذلك القسر الاقتصادي، الذي يمارسه البالغون أو المراهقون ضد شركائهم، واكد ان العنف الأسري ليس حدثا معزولاً أو حدثا فرديا، بل نمطا لتكتيكات متعددة وأحداث متكررة بخلاف العنف بين الغرباء، تتكرر اعتداءات العنف الأسري ضد نفس الضحية من قبل نفس المرتكبين.

وفي ذات الاطار نص القانون رقم (22) لسنة 2006 بإصدار قانون الأسرة، على قواعد منظمة لحقوق الاسرة من واجبات وحقوق، لحماية مكونات الاسرة من أي تعد واخلال بتلك الواجبات.

وتابع: كأي مجتمعات في أي مكان بالعالم يمكن أن ترصد حالالات عنف أسري في المجتمع من كافة افراده بدون تمييز رجالا ونساء وشبابا واطفالا، فيمكن ان يمارس العنف الاسري من الرجل على المرأة او العكس ويمكن أن يكون من الاولاد على آبائهم في شكل عقوق، وكذلك يمكن أن يمارس من الإخوة ضد بعضهم وبناء عليه تلقى الاسرة اهتماما في دولة قطر، حيث خصصت وزارة الداخلية ادارة الشرطة المجتمعية للمحافظة على مدى الاصلاح وحماية الاسرة من الفكك وتطور اي خلافات او نزاعات وردع مناسب وتحذير لمن يخل بالواجبات والحقوق، وكذلك خصصت نيابة للاسرة بالنيابة العامة للنظر في كل ما يتعلق بقضايا الاسرة ومحاولة السيطرة على كافة النزاعات المتعلقة بالاسرة.

وشدد على ان القانون قد كفل حماية افراد الاسرة من أي تعد وضمن ايضا طرقا لحل الخلافات بالطرق الودية فالاسرة هي لبنة المجتمع وبتحسينها وتقويتها يقوى المجتمع ويتطور، وبانهيارها تكثر الجرائم والقانون يقف حارسا لكل من تسول له نفسه ان يتعدى على حق من حقوق الاسرة ليجرم كل فعل يصدر عن عنف اسري ويضع الامور في نصابها الصحيح.

فاطمة نتوف: آثاره نفسية واجتماعية وطبية

قالت ا. فاطمة نتوف اختصاصية نفسية ان الآثار المترتبة على العنف الأسري هي آثار جسيمة ومباشرة وطويلة الأجل على الصحة الجسدية والنفسية، فقد يتسبب في نشوء العقد النفسية التي قد تتطور وتتفاقم إلى حالات مرضية أو سلوكيات عدائية، كما يؤدي إلى تفكك الروابط الأسرية وانعدام الثقة وتلاشي الإحساس بالأمان وربما تصل إلى تلاشي الأسرة.

واكدت انه يترتب على العنف الأسري بعض الآثار النفسية والطبية والاجتماعية مما يضع عبئاً هائلاً على الجانب النفسي للفرد وعلى نمو الشخصية لديه ويترتب عليه عدم سواء نفسي من شأنه أن يعوق تكيف الفرد في المجتمع وهنا مكمن الخطورة فينظر الفرد للمجتمع نظرة عدائية ومن هنا يمكننا أن نقسم أثر العنف الأسري على الإجرام إلى قسمين من حيث كونه يشكل جرائم جنائية ومن حيث كونه يشكل سبباً دافعاً إلى الإجرام.

ميس عصام: العنف ضد المرأة الأكثر انتشاراً

قالت ا. ميس عصام اختصاصية نفسية ان العنف الممارس ضد المرأة يعد من أكثر أنواع العنف انتشارًا وهو أي نمط من السلوك يستخدم لاكتساب أو الحفاظ على السلطة والسيطرة على الشريكة ويشمل جميع الأفعال الجسدية والعاطفية والاقتصادية والنفسية وقد أوضحت بعض الدراسات التي أجريت في بلدان مختلفة أن نسبة النساء اللاتي تتعرضن للعنف ما بين 15% و71%.

وتابعت: يجب القيام بحملات التوعية التي تنبه إلى خطورة العنف الأسري على الفرد أو على المجتمع ومحاولة نقلها من الشأن العائلي إلى الشأن العام والعمل على تعزيز الحوار داخل الأسرة من خلال برامج توجيه للأسرة والمقبلين على الزواج ومنع الأفلام والمسلسلات والألعاب الإلكترونية المحلية والمستوردة التي تعظم العنف وتجلبه بدلاً من ازدرائه بالاضاقة الى التوعية بفن اتباع أساليب العقاب بطريقة سليمة منذ الصغر التي تؤدي إلى تعريف الطفل الخطأ والصواب بشرط أن يخلو من روح العنف.

عبد الرحمن ضاحي: قلة الوعي الديني والتربوي أحد أسبابه

قال ا. عبد الرحمن ضاحي باحث أسري وتربوي ان انواع العنف عديدة وتتمثل في العنف الجسدي وذلك بالتعدي على جسد الضحية بأي شكل من أشكال الضرب أو التعذيب، العنف الاقتصادي كحرمان الضحية من النفقة او الميراث أو الرعاية الصحية او التعليم، العنف اللفظي قد يظن البعض أنه أخف انواع العنف ضررا لكنه في الحقيقة يترك آثارا عميقة في النفس بل قد يؤثر على نظرة الضحية لشخصه ويشككه في أهمية وقيمة وجوده، العنف الإقصائي والاستغلال العاطفي حيث يُمارس على الضحية نوع من التسلط على الآراء والقرارات الخاصة بالحياة الشخصية للضحية، العنف الجنسي بالتحرش اللفظي أو الجسدي أو بالتعدي الجنسي على المحارم أو الزوجة بشكل غير شرعي، العنف النفسي وهو عنف ينتج بالضرورة عن أحد أشكال العنف السابقة وربما تحول لمرض نفسي مزمن إن استمر العنف أو لم يُعالج.

واكد ان اكثر اسباب العنف تعود الى أسباب ثقافية اجتماعية من وراء تأثير المجتمع والاعلام وقلة الوعي الديني والتربوي بالاضافة الى الأسباب الاقتصادية المتمثلة في الضغوط الاقتصادية للاسرة والأسباب السيكولوجية كالامراض النفسية لدى المعنف وشدد على ان العنف الاسري يتسبب في انتشار الحوادث والجرائم الأسرية وإن نجا الضحية بدنيا فقلما ينجو نفسيا من آثار العنف وبصورة أوضح لو أن أسرة لديها ثلاثة أطفال يعانون العنف الأسري فإن النتيجة ثلاثة مجرمين أو ثلاثة مرضى نفسيين من ثم ثلاث أسر غير سعيدة وقابلة للانهيار بسهولة.

مساحة إعلانية