رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

454

غزة.. إعادة انتشار دبلوماسية تصطدم بإعلاء خطاب الحرب

06 فبراير 2025 , 07:00ص
alsharq
خيام النازحين العائدين تفترش رقاع غزة
❖ رام الله - محمـد الرنتيسي

في الطريق إلى واشنطن، صعّد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو من لهجته حيال العودة إلى الحرب في قطاع غزة، وإحياء الخيار العسكري من جديد، من دون أن يكون ممكناً استشراف الموقف الأمريكي بهذا الشأن، سوى إعلان ترامب أن لا ضمانات لصمود اتفاق وقف إطلاق النار.

نتنياهو، وهو يتجشم مشاق السفر، سالكا طرقا «التفافية» تجنباً لاعتقاله، بدا وكأنه يطلب منحه وقتاً إضافياً، لتمكينة من تحقيق أهدافه، التي كان أعلنها يوم 7 أكتوبر 2023، وإن كان حقق منها ما استطاع إليه سبيلا، قتلاً وتدميراً وتهجيراً.

في المرحلة الثانية من مفاوضات وقف إطلاق النار، ما يشبه إعادة انتشار دبلوماسية، وبعد انتهاء الوقت الأصلي للمرحلة الأولى، يأمل الفلسطينيون أن تأتي الثانية على قدر تطلعاتهم، وبما يلبي حاجتهم الملحة لتضميد الجراح، وإعادة الإعمار.

في الأوساط السياسية، يرون في محاولة نتنياهو، التوسل لدى ترامب، بالعودة إلى الحرب، ما يؤشر بوضوح على أن وقفها أو استمرارها ليس بيده، ولذا فالكثير من المراقبين، يستبعدون إشعال فتيل الحرب من جديد، ذلك أن ترامب يسعى لأن يكون «نوبل سلام» جديدا في ولايته الثانية، كما أن العودة للحرب من الصعب تصور إذكاء نارها دون غطاء أمريكي.

استناداً إلى الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطا الله، فهناك خشية من أن ينجح نتنياهو في إقناع ترامب برؤيته للمشهد الأخير في قطاع غزة، وقوامه التهجير القسري لسكان القطاع، منوهاً إلى أن هذا المشروع يحظى بدعم القوى اليمينية المتطرفة داخل حكومة الكيان، كما يتفق مع رؤية ترامب، باعتباره أحد أبرز المروجين لمشروع التهجير. بينما يعتقد الباحث المختص في الشأن الإسرائيلي محمـد دراغمة، أن اتجاه الأحداث في الضفة الغربية نحو التصعيد، كما هو جار في جنين وطولكرم وطوباس، ربما يفضي إلى احتلال الضفة الغربية بالكامل، كجائزة ترضية من ترامب لنتنياهو، مقابل الدفع لتثبيت وقف إطلاق النار في غزة.

وثمة معادلات تعويضية، تظهر بالفعل في مسار الأحداث وتطورها في الضفة الغربية، في خطوة يواكبها الفلسطينيون بقلق، ومخاوف من أن تنتقل الحرب من غزة إلى الضفة الغربية، خصوصاً أن ترامب الذي ساهم بقوة في فرض اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، يريد أن يحافظ على شباكه نظيفة في معرض الحديث عن الحروب، إذ إن الأحداث في الضفة الغربية ما زالت في مرحلة «أكثر من التصعيد وأقل من الحرب».

في قطاع غزة المثخن بالجراح، لا يفكر المواطنون بأي خطوة إلى الوراء، وكل همّهم ينصب على رد الاعتبار بإعادة الإعمار، ورفع وتيرة إدخال المساعدات الإغاثية، ونقل الجرحى للعلاج، ومن هنا يمنون الأنفس بأن تكون تصريحات ترامب (عدم ضمان صمود وقف إطلاق النار) مجرد وسيلة ضغط لانتزاع تنازلات إضافية، أو إضفاء شرعية على أي تدخل عسكري إسرائيلي «محدود» في قطاع غزة، حتى بعد وقف الحرب.

وتظل المرحلة الحالية أقرب إلى «التصحيحية» على مستوى تثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتجنب أي ارتدادات من شأنها أن تعين على العودة إلى القتال، وعليه، تبدو هدنة غزة، كما لو أنها عربة يجرها حصانان متعاكسان، ولم يعد مبالغة توصيف المشهد بأنه إعادة انتشار دبلوماسي، يقابله إعلاء خطاب الحرب.

فهل يظل قطاع غزة بين فكي كماشة ومرشح لتحديات إضافية؟ وهل يرسخ كيان الاحتلال مساراً جديداً عنوانه استعراض القوة من خلال «تهدئة مشوبة بالحرب»؟ الإجابة لن تتأخر، بانتظار ما ينجلي عنه لقاء نتنياهو ترامب.

مساحة إعلانية