رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

942

مختصون لـ الشرق: الحاجة ماسة لتعزيز الالتزام بقوانين المرور

06 يناير 2018 , 03:30ص
alsharq
أبوبكر الحسن

لا بد أن مستخدمي الطريق قد لاحظوا قيام سائقين بتهدئة سرعاتهم العالية حينما يقتربون من موقع رادار ثابت، وحينما يتجاوزون نطاق تغطية الرادار يزيدون سرعاتهم، والبعض يتجاوز الإشارة الحمراء إذا عرف أن التقاطع المعنى خال من الرادار، ما يعنى أن البعض يخشى المخالفة وما يترتب عليها من غرامة مالية ونقاط تضاف إلى سجل السائق، وإذا أمن العقاب فهو لا يتقيد بقوانين المرور التي وُضعت أساسا لتحقيق السلامة والأمن للجميع في الشارع.

والسؤال الذي يطرح نفسه: كيف نجعل التقيد بقوانين وآداب المرور ثقافة مجتمعية، بعيدا عن الخوف من المخالفة؟

"الشرق" أحالت السؤال إلى مختصين لمعرفة آرائهم حول القضية، حيث أكدوا أهمية إشاعة ثقافة التقيد بقوانين وآداب المرور؛ حتى تصبح ثقافة مجتمعية، مؤكدين وجود حاجة ماسة إلى تعزيز هذه الثقافة.

أكد على أهمية القدوة الصالحة.. خالد الحمادي:

من لا يحترم قوانين المرور لايحترم ذاته

قال خالد الحمادى مدير فريق "سول رايدرز" للدراجات النارية إن فلسفتنا في الفريق "احترام القانون يأتي قبل احترام الذات، لأن الذي لا يحترم القانون لايحترم ذاته"، موضحا أن القيادة، سواء كانت سيارة أو دراجة هي ذوق وفن وأخلاق.

وأكد الحمادي أن إدارة المرور لم تقصر في سن القوانين الرادعة ولم تغفل في الوقت نفسه واجب التوعية المرورية المستمرة من خلال وسائل الإعلام المختلفة، كما أن الإعلان عن تخفيض قيمة المخالفات عند الدفع الفوري يعكس مرونة جهات الاختصاص تجاه المخالفين وإعطائهم الفرصة لمراجعة أنفسهم وتدارك أخطائهم مستقبلا.

وأضاف: إن التقيد بقوانين وآداب المرور يتحقق بالقدوة الصالحة؛ لذلك ندعو الآباء إلى عدم التهور في القيادة، وبوجه خاص إذا كان أبناؤهم برفقتهم، لأن الطفل يختزن مثل هذه التجارب ولاينساها أبدا، وحينما يكبر يقلد ما كان يفعل أبوه إن خيرا فخير وإن شرا فشر.

وقال إن فريق "سول رايدس" يضطلع بواجبه في التوعية المرورية من خلال التعاون مع إدارة المرور، وذلك من خلال القيام بزيارات ميدانية إلى المدارس في جميع المراحل وإلقاء محاضرات لتعريفهم كيفية القيادة الآمنة للسيارات، وضرورة التقيد بقوانين وآداب المرور، مشيرا في هذا الصدد إلى أن فريق سول رايدرز يقوم بجولات دورية في الشارع العام في شكل موكب قوامه أكثر من 80 دراجة نارية، ولم يحدث أن تسبب الفريق في إرباك مروري؛ لأننا نتقيد بقواعد وآداب المرور، وهذا ما نحاول أن نجعله ثقافة مجتمعية من خلال نشر التوعية المرورية، بالتعاون مع الجهات المختصة.

دعا إلى تضافر الجهود لنشر التوعية.. عبدالله الحجاجي:

السرعة ليست خطراً إذا كانت في الوقت والمكان الصحيحين

قال عبدالله الحجاجي كبير أخصائيي الأمن والسلامة والصحة في مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، إن التقيد بقوانين وآداب المرور يمكن أن يصبح ثقافة مجتمعية من خلال تضافر جهود جهات عديدة فى المجتمع، بدءا بالجهات الرسمية في إدارة المرور، والتي لاتألوا جهدا في بث التوعية والتواجد على الطرقات الرئيسية لتصحيح أخطاء السائقين وتوجيههم، وفي مرتبة ثانية الأسرة من خلال القدوة الصالحة، فإذا كان الأب حريصا على قوانين وتعليمات المرورر، فإن ابنه سينشأ على غراره ملتزما بالقوانين، وفي مرتبة ثالثة تأتي الصحبة، فإذا كان الشاب يرافق مجموعة شباب ملتزمين بقواعد المرور، فإنه سيكون ملتزما، أما إذا رافق شبابا مستهترين يحبون الاستعراض على الطرق العامة، فإنه قد يتأثر بهم بنسبة كبيرة.

وأضاف: إدخال الثقافة المرورية ضمن مناهج التعليم المدرسى في جرعات تبدأ من الإعدادي وتزداد تدريجيا إلى المرحلة الثانوية يمكن أن يفيد في تخريج جيل واع بمخاطر الطريق، وأساسيات القيادة الآمنة، على أن تكمل مدارس تعليم قيادة السيارات باقي المهمة من خلال تكثيف الجرعات المتعلقة بآداب المرور.

واستطرد قائلا: إن قيادة الفتيات للسيارة أصبحت أكثر خطرا من قيادة الشباب على الطرقات، موضحا أن غالبية الشباب قد يكون لديهم نوع من التهور أو السرعة في القيادة، بينما الفتيات أو النساء عموما، فإن الخوف والتردد في اتخاذ القرارات على الطريق يمكن أن يعرضهن لمخاطر، والتي بالضرورة ستنعكس على مستخدمي الطريق، مشيرا في هذا الصدد إلى أن نسبة الفتيات اللائي يقدن سيارات في العام 2007 كانت قليلة جدا وبعد عشر سنوات ( 2017 ) تضاعف هذا العدد مرات عديدة، ما يعني أن هذه الفئة بحاجة إلى توعية مرورية من نوع خاص. وأكد الحجاجي أن السرعة ليست خطرا إذا كانت في الوقت والمكان الصحيحين، بمعنى أن تكون السرعة في حدود المسموح به في الشارع المعني، خصوصا أن جغرافية البلد تسمح بذلك، نظرا لوجود طرقات مسفلتة واسعة ومسارات عديدة في الاتجاه الواحد، مؤكدا أن القوانين وُضعت من أجل المحافظة على سلامة جميع مستخدمي الطريق، وبالتالي فإن الغرامات الناتجة عن مخالفة القوانين القصد منها تصحيح الأخطاء مستقبلا.

دول غربية تخلي صناديق الرادار من الكاميرات.. حسن نصار:

مدارس تعليم القيادة تغرس العادات المرورية الحسنة

قال المهندس حسن نصار مدير عام مدرسة دلة للسواقة، إن مدارس تعليم القيادة تحاول غرس العادات المرورية الحسنة فى المتدربين من خلال إقناعهم بضرورة التقيد بقواعد القيادة الآمنة، بغض النظر عن وجود رادار فى الطريق أم لا.

وأكد نصار أن المحك في تقيد المجتمع بقوانين وآداب المرور هو التربية الصحيحة للأبناء؛ لذلك نوجه أولياء الأمور، والآباء بوجه خاص، أن يحاولوا أن يعكسوا صورة حسنة لأبنائهم أثناء سيرهم في الطريق؛ لأن الطفل عبارة عن كاميرا تلتقط وتصور ما تشاهده، وحينما يكبر هذا الطفل يحاول استرجاع ما فى مخيلته من أحداث تخص قيادة السيارة، فليحرص الآباء على أن تكون ذاكرة أبنائهم تختزن السلوك المروري الصحيح وليس العكس، مشيرا في هذا الصدد إلى أن الأطفال في السويد يمارسون اللعب، شأنهم شأن الأطفال الآخرين، ولكن حينما يركبون السيارة فإنهم يتقيدون بربط حزام الأمان في المقاعد الخلفية ويلتزمون الهدوء؛ لأنهم تعودوا على ذلك وأصبحت ثقافة بالنسبة لهم، ونحن بالإمكان أن نغرس في نفوس أطفالنا ذات الثقافة التي تحافظ على أمنهم وسلامتهم أثناء تحرك المركبة في الطرق العامة.

واستطرد قائلا: من تجاربي في بعض الدول الغربية إخلاء صناديق الرادارات في الطرق من الكاميرات، والإبقاء على الصناديق حتى يعتقد مستخدم الطريق أن هناك كاميرات تراقبه، وبالتالي يتقيد بالسرعة المحددة، وذلك في محاولة للتقليل من الإشعاعات التي تصدر عن تلك الرادارات، والتي قد تكون ضارة، مشيرا إلى أنه يمكن تطبيق هذه الفكرة فى قطر، بحيث يتم إفراغ صناديق الرادارات من شارع الشمال على سبيل المثال، فبدلا من تشغيل 20 كاميرا يمكن ترك كاميرا واحدة أو اثنتين فقط في حالة تشغيل، وجعل الصناديق الباقية فارغة، ويمكن تبديل الكاميرات بين الصناديق في كل مرة.

مساحة إعلانية