رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

1604

خدمات نوعية لذوي الاحتياجات الخاصة

05 ديسمبر 2021 , 07:00ص
alsharq
الدوحة - الشرق

يحتفل العالم في الثالث من شهر ديسمبر من كل عام باليوم العالمي للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، وتوجه جهود القائمين على اليوم العالمي للإعاقة وكافة المؤسسات ذات الصلة بتقديم الرعاية والخدمات والدعم للأشخاص ذوي الإعاقة لتحقيق مجموعة من الأهداف السامية والنبيلة التي يتمثل أهمها في تقديم الدعم النفسي والمعنوي الكافي للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، وتشجيعهم على ممارسة حياتهم بشكل طبيعي دون أي عوائق أو صعوبات، وتعزيز الفهم لدى جميع المواطنين بمفهوم الاعاقة وبكافة القضايا المتعلقة به من جميع الجوانب، مع التشديد على إقرار جميع الحقوق الخاصة بالأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة في جميع جوانب الحياة، وضمان تحقيق العدالة والمساواة في الخدمات الصحية والاجتماعية المقدمة للجميع دون أي تمييز أو عنصرية.

وحثت مؤسسة الرعاية الصحية الأولية بمناسبة اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة على وجوب تكاتف كافة فئات المجتمع ومؤسساته لتقديم الدعم والرعاية لهم بهدف تمكينهم وتحقيق الحياة السعيدة والصحية والآمنة لهم وخلق بيئة مناسبة لهم ودمجهم في المجتمع وضمان حصولهم على حقوق متساوية مع الجميع في كافة الخدمات وضمان سهولة وصولهم لتلك الخدمات والحصول عليها، وأكدت الدكتورة صدرية الكوهجي. مساعد المدير الطبي لصحة الاطفال والمراهقين بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية، على حرص المؤسسة على تقديم أفضل وأحدث وأكثر الخدمات أماناً للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة زيادة على تفضيلهم بتمييز إيجابي في الخدمات المقدمة لهم ذات الطبيعة الخاصة من حيث توفير البنية التحتية الملائمة لتقديمها لهم كتجهيز منطقة الانتظار لتتناسب مع احتياجات هذه الفئة، ومنحهم الأولوية في المواعيد والعلاج.

وأضافت د. صدرية الكوهجي أن المؤسسة قامت منذ عام "2018م" بطرح برنامج "الإيرلي بيرد"، والذي يتم عبره تدريب أولياء أمور الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد على التواصل الإيجابي مع أبنائهم، وأوضحت أن البرنامج يعمل على تحسين وتطوير علاقة الأبوين بالطفل وعلى تسهيل طرق التواصل بينهم وبين أطفالهم المشخصين بالتوحد خاصة في البيئة المنزلية، من خلال توفير الاستراتيجيات اللازمة لتحسين عملية التواصل والفهم بين الأبوين وأطفالهم، وأضافت بأنه تم من خلال البرنامج تدريب العديد من الاسر الذين لديهم أطفال مشخصين باضطراب طيف التوحد من دون السادسة من العمر، الأمر الذي يسر التواصل الإيجابي بينهم وابنائهم وعزز التفاعل الجيد بينهم وساهم في دعم الصحة النفسية للأبناء.

وأكدت د. الكوهجي أن احدى أهم مبادرات مؤسسة الرعاية الصحية الأولية هي توفير الخدمات الصحية في بيئة ملائمة لذوي الاحتياجات الخاصة في المراكز الصحية، حيث تم العمل على توفير بيئات صديقة للحواس في غرف انتظار العيادات الخارجية وعيادات الأسنان، تتوفر من خلالها المعدات والألعاب اللازمة للأطفال والمراهقين من ذوي الإعاقة، لحصولهم على الخدمات في بيئة مناسبة لهم، وأضافت أن العيادة الصديقة للحواس تهدف إلى توفير بيئة حسية تمكينية لتعزيز تجربة المرضى داخل المراكز الصحية.

وأوضحت د. الكوهجي أن المؤسسة توفر إمكانية الوصول للأشخاص ذوي للإعاقة لمرافقها من خلال "خدمة المسار السريع" والتي تم تدشينها لكافة الفئات العمرية من ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث يتم من خلال هذه الخدمة توفير الدعم اللازم بالتعاون مع فريق خدمة العملاء "حيّاك" والطاقم الطبي لتسهيل وتسريع الحصول على الاستشارة الطبية والخدمات العلاجية في المراكز الصحية، حيث تم اعتماد سياسة خاصة بأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة للعمل بها في جميع المراكز الصحية.

وشددت الكوهجي على أن إحدى أهم خدمات مؤسسة الرعاية الصحية الأولية هي خدمة الفحص المبكر لاضطراب طيف التوحد في كل من الشهر الـ"18" والـ"30" من عمر الطفل، حيث توفر هذه الخدمة جزءاً من خدمات عيادات الطفل السليم، والتي يتم فحص التوحد فيها وفقاً للجدول الوطني لفحص الطفل السليم، سعياً إلى الكشف المبكر عن الاضطراب، والعمل بالإحالات اللازمة للرعاية المختصة، وتوفير الدعم اللازم بناءً على التشخيص القائم به، وأيضاً لضمان جودة الخدمات المقدمة لهذه الفئة، حيث تم تدريب الكادر الطبي والاداري على فهم اضطراب طيف التوحد عن طريق خبراء محليين ودوليين من خلال دورات تدريبية مختلفة، كما ويتم أيضاً الاحتفال باليوم العالمي للتوحد سنوياً في شهر أبريل، حيث تقدم مؤسسة الرعاية الأولية فعاليات وأنشطة تهدف إلى نشر وتعزيز الوعي حول التوحد، ويشارك الطاقم الطبي في هذه الفعاليات في المراكز الصحية وفي الأماكن العامة لتشمل أكبر قدر من المشاركين، وتندرج تحت هذه الفعاليات تقديم محاضرات توعوية حول التوحد، ونشر ملصقات تعريفية ورسائل توعوية عبر وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من الأنشطة المعززة للوعي حول اضطراب طيف التوحد، بالإضافة إلى توفير الغرف الصديقة للحواس، وأيضاً تم تزويد عيادات الأسنان بأجهزة تعكس صور ترفيهية لطيفة تساعد على تسهيل توفير الرعاية وتعزيز تجربة تلقي الخدمة من قبل أطفال التوحد، وتم توزيع الألعاب الحسية لجميع المراكز الصحية، حيث سيتلقى طفل التوحد "حقيبة الألعاب الحسية" عند الوصول إلى المركز الصحي ليتم استعمالها والاستمتاع بها خلال الزيارة للمركز الصحي دون مواجهة أي مصاعب في تلقي الخدمة.

وحول مدى تأثر الخدمات المقدمة للأشخاص ذوي الإعاقة خلال فترة كورونا، قالت د. صدرية إنه تم اعتماد خدمة الاستشارات الهاتفية لجميع المراجعين في فترة كورونا، وفقاً للإجراءات المتبعة لاستقبال المراجعين خلال تلك الفترة، وعند الحاجة لتلقي الخدمات الصحية في المركز شخصياً، تم منح الأولوية لذوي الاحتياجات الخاصة وفقاً للعمليات والسياسات المعتمدة في المؤسسة، إلا أن جميع الخدمات الطارئة، تم التعامل معها بشكل فوري للتجاوب مع الحاجة للخدمات الصحية المطلوبة لهذه الفئة.

وأشارت الدكتورة الكوهجي إلى أن الهدف من الاحتفال باليوم العالمي للإعاقة هو زيادة الوعي بالأشخاص من ذوي الإعاقة، لا سيما وأن هناك أفراداً عانوا من نوع من أنواع الإعاقة الدائمة أو المؤقتة، لذلك يأتي الاحتفال للتذكير بأهمية توفير الخدمات في متناول الجميع ودعمهم في كافة جوانب الحياة، وأنه من المهم استمرار الخدمات العلاجية والتوعوية لهذه الفئة ومقدمي الخدمات والرعاية لهم والتأكيد على تكاتف الجهات المعنية لتوفير الصحة والسلامة لهم، وأضافت أنه على الرغم من أن جميع الأشخاص الذين يعانون من أي شكل من أشكال الإعاقة هم في الواقع يعانون من الحرمان من العيش بحياة طبيعية إلا أن درجة الحرمان التي يعاني منها كل شخص تختلف عن الآخر اعتماداً على الرعاية الطبية والمجتمعية والحكومية التي يحصل عليها كل فرد، ولهذا كان السبب الأساسي وراء هذا اليوم هو التقليل من معاناة الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، بالإضافة إلى عدد من الأهداف، من بينها العمل على تعريف المجتمع بالمشكلات التي يعاني منها الأشخاص ذو الاحتياجات الخاصة والعمل على توفير الحلول لهذه المشكلات، أو المساهمة في الفهم الحقيقي والعميق لمشكلات ذوي الاحتياجات الخاصة، والعمل على إيجاد الحلول لكي يضمنوا التمتع بكافة الحقوق التي يكفلها لهم القانون.

مساحة إعلانية