رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

427

خبراء خليجيون لـ "الشرق": زيارة خادم الحرمين للدوحة تمهيد لقمة خليجية قوية

05 ديسمبر 2016 , 06:47م
alsharq
أحمد البيومي

العجمي: دول مجلس التعاون تعيش لحظة خليجية بامتياز

العساف: زيارة خادم الحرمين لدول الخليج منعطف مهم

الكندري: الخليج الآن في وقت توحيد الصف

الباهلي: الجولة هدفها إيجاد كتلة خليجية موحدة

أشاد خبراء خليجيون بزيارة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، إلى الدوحة اليوم. وقال الخبراء في تصريحات لـ "الشرق" إن تلك الزيارة تاريخية ومهمة، كونها تمهد لقمة خليجية قوية.

وقال الدكتور ظافر العجمي، الباحث السياسية والأمني والمدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج، إن زيارة الملك سلمان لعدد من الدول الخليجية يعد إجراء جديد قبيل القمة الخليجية التي ستعقد بالمنامة، مشيرا إلى أن هناك تحضيرات واسعة من أجل الخروج بمقررات فاعلة في الصف الخليجي.

وأكد العجمي في تصريحات للشرق أن دول مجلس التعاون تعيش لحظة خليجية بامتياز، سواء في البعد الخليجي نفسه، أو البعد العربي، وهذا أمر جديد لم نعتاد عليه، مشددا على أهمية بحث تشريع قانون "جاستا" بتمعن، فالتبعات المقبلة عليها دول الخليج جراء هذا القانون ستكون كثيرة جدا، فالولايات المتحدة قد تعقبت بعض دول العالم في العقود الماضية لابتزازها أو معاقبتها، وكان الخليج خارج هذا الإطار. ثم بحث الولايات المتحدة عن صيغة جديدة لمعاقبة الخليج، فلم يجدوا غير هذا القانون الذي له عواقب متعددة على المنطقة.

وطالب قادة دول التعاون بموقف خليجي حازم تجاه قانون جاستا، لأن السعودية ليست وحدها المستهدفة، وإنما كافة الدول العربية والإسلامية. كما طالب بالاهتمام بمختلف قضايا الخليج الأخرى ن وليس الجانب الاقتصادي.

تحديات عالمية

وأضاف العجمي أن من أحد أهم التحديات العالمية التي تواجه دول الخليج، فوز دونالد ترامب بالرئاسة الأمريكية، وهذه استدارة استراتيجية جديدة للولايات المتحدة الامريكية الخاصة بسياساتها الداخلية والخارجية، مشيرا إلى أن ترامب جاء بأجندة واضحة، وهي أن تدفع الدول مقابل الحماية الأمريكية ، وهذا الأمر ليس الخليج فقط، وإنما دول الأطلسي، وكوريا الجنوبية واليابان، وهذا يعني أننا أمام سباق تسلح نووي من مختلف الدول، فالتكلفة التي ستدفع للحماية الأمريكية يمكن أن تدفع لامتلاك سلاح نووي، وهذا أمر خطير، لأن الكلفة الدفاعية هي التي غيرت وجه العالم وأسقطت الاتحاد السوفيتي.

وعن التحدي الاقليمي الذي تواجهه دول الخليج، قال العجمي، إن ملفات الإقليم المتفجرة سواء في سوريا أو اليمن أو تهديد داعش من أهم التحديات أمام دول الخليج، وكل تلك الملفات تحتاج التنسيق التام، وبالتالي جاء زيارة الملك سلمان إلى دول الخليج قبيل القمة الخليجية.

تنسيق دائم

من جانبه، قال يعقوب الكندري، أستاذ علم الاجتماع بجامعة الكويت، إن زيارة خادم الحرمين الشريفين إلى الدوحة، تأتي في إطار التنسيق الدائم بين دول الخليج، بما يفيد مصلحة دول مجلس التعاون، مشيرا إلى أن هذه الزيارة من الزيارات المهمة، خاصة أن هناك تهديدات اقليمية متعددة ، وبعض التغييرات الجذرية، بما يدفع قادة دول التعاون الخليجي إلى بذل المزيد من الجهود والتنسيق.

وأشار إلى أنه من الضروري الآن جمع كافة الجهود لتوحيد المواقف والرؤى تجاه كافة الملفات والقضايا من أن الخروج بلحمة خليجية أقوى يمكن من خلالها الوقوف صفا واحدة امام كافة المهددات سواء العالمية منها أو الاقليمية.

وحول تفعيل أداء مجلس التعاون الخليجي للأداء في مواجهة التحديات الإقليمية، أوضح الكندري أن الخليج الآن في وقت يجب أن يوحد صفه تماما في مواجهة كافة التحديات، ولذلك يجب التعامل معها على كافة المستويات، ويجب أيضا تفعيل أدوات مجلس التعاون ومؤسساته.

ونوه الكندري إلى أنه من المهم أيضا فتح حوار مع جميع الاطراف الاقليمية والدولية بهدف حل المشاكل العالقة، بدون فرض رؤيتنا الوحيدة، وإنما من باب الحفاظ على المصالح الخليجية، مشيرا إلى أننا في حاجة إلى وحدة اقليمية حقيقية من تراث الماضين بحكم أننا نشترك في خصائص ثقافية واجتماعية ودينية واحدة، وكل ذلك يؤهلنا لخلق قوة حقيقية من خلال كيان مجلس التعاون الخليجي.

منعطف مهم

بدوره، أكد عبد الله العساف، أستاذ الإعلام السياسي في جامعة الإمام بالرياض، أن زيارة خادم الحرمين لدول الخليج منعطف مهم للغاية، وذلك بسبب التداعيات الإقليمية والمحلية التي تمر بها دول الخليج العربي، مشيرا إلى أن الزيارة ربما تحمل مشروعا وحدويا لبعض دول الخليج، ومنها الوحدة الاقتصادية والاعلامية، وغيرها من الملفات.

وأشار إلى أن مجلس التعاون الخليجي بلغ اليوم مرحلة كبيرة من النضوج ما إلى الانتقال لمرحلة أكثر قوة وفاعلية، فالعالم اليوم يحترم الكيانات الكبيرة، وبالتالي عندما نتحدث مع الآخرين فإننا سنكون كتلة واحدة قوية وتكون حجتنا كبيرة وواضحة، فنحن قوة اقتصادية ضخمة حول العالم، وبالتالي لابد أن يكون لنا ممثل واحد يتحدث باسم الخليج كقوة اقليمية ودولية.

سياق واحد

وأكد العساف أن السياق السياسي والاجتماعي في دول الخليج متقارب، واللغة والدين، والعادات والتقاليد، وكل ذلك أسباب كفيلة بفكرة التوحد التام، وأن نترجم عبارة "خليجنا واحد" إلى تحرك واقعي. ونوه إلى أن المشروع الإيراني في منطقة الخليج يستهدف كل دولة من الدول الست سواء منفردة، أو بشكل ثنائي؛ في تركيبتها الاجتماعية والأمنية والسياسية والاقتصادية، ومحاربة قيام سوق نفطية خليجية مشتركة، وتسعى من خلال هذه العملية لعدة أمور أهمها العمل على تفتيت مجلس التعاون والقضاء على هذه الاتحاد وإن كان لا يشكل تهديدا حقيقيا لإيران لكنها تسعى لتكون هي المضلة لهذه الدول من خلال ربطها اقتصاديا وسياسيا بإيران.

نظرة واحدة

وقال العساف إنه من المهم أن تكون لدينا نظرة واحدة للتعامل مع المشروع الإيراني، خاصة بعد توغله في المنطقة برمتها. وأضاف بأن تسمية "مضيق هرمز" ليس هذا اسمه، لأنه أقرب إلى جزيرة مسندم العمانية ، واسمه مضيق الطاقة، لكن إيران حرفت الجغرافيا والتاريخ وأطلقت عليه اسم مضيق هرمز، وهذا خطأ تاريخي، مشيرا إلى أن العالم لا يمكن أن يسمح لإيران بخنق هذا الممر لأنه مرتبط بالتجارة العالمية، فالعالم بحاجة إلى طاقة ونفط الخليج.

وأوضح أن توقيع الاتفاق النووي أخرج إيران من عزلتها الدولية اقتصاديًا وسياسيًا، حيث نظرت إليه طهران نظرة براغماتية واعتبرته ضوءا أخضر للتمدد في محيطها العربي، وتحقيق حلمها الفارسي بمحاصرة الجزيرة العربية من الجهات كافة، مما أثار فزع الدول الخليجية التي صحت على أصوات تلمح بانسحاب الأسطول الأميركي الخامس من المنطقة وتراجع الدور الأميركي في المنطقة، وتغير أولوياته الإستراتيجية بالتركيز في آسيا ومحاولة حصار الصعود الاقتصادي الصيني.

الخليج وإيران

وأضاف بأن المتتبع للسياسة الخارجية الأميركية يمكنه الخروج بأن هناك تقارب بين الولايات المتحدة من ناحية، وإيران من ناحية أخرى، وهذا له آثار سلبية محتملة على منطقة الخليج العربي خصوصا والمنطقة العربية بصورة عامة. وفي ضوء ذلك يمكن الخروج بعدة ملاحظات، أولها أن التوتر في العلاقات الخليجية - الإيرانية هو سياسي وإستراتيجي، ولا يمكن فصله عن الميراث التاريخي للعلاقات بين الجانبين التي شهدت تقدما حقيقيا على مستوى التصريحات الإيرانية المعسولة فقط. وثانيها رؤية إيران لدورها الإقليمي بعد عام 2005 وحتى توقيع الاتفاق النووي، ومساعيها نحو الهيمنة والسيطرة على محيطها العربي. وثالثها سعي إيران إلى إلباس خلافها مع جيرانها العرب لباسا مذهبيا وطائفيا.

كتلة موحدة

وفي نفس السياق، قال عقل الباهلي، باحث سعودي في مجال حقوق الإنسان، إن زيارة خادم الحرمين الشريفين للدوحة ولكافة دول الخليج هدفها إيجاد كتلة خليجية موحدة للتكاتف في المستقبل. وأضاف بأنه من الملح في هذه المرحلة حل كافة القضايا الخلافية بين الأشقاء في الخليج وتوحيد الجهود اللازمة للخروج بمواقف ثابتة وواحدة.

وحول التحديات العالمية التي تهدد دول مجلس التعاون، أكد أن دول الخليج يجب أن تتخطى أزماتها في علاقاتها الاقليمية والدولية ، بسبب التركيبة السياسية المتقاربة، مشيرا إلى أن هناك حالة من الضعف الخليجي تجاه بعض المواقف، وهذا ربما يعود لغياب المؤسسات الموحدة التي تتبنى سياسات واحدة تجاه المشاكل الاقليمية والدولية.

مساحة إعلانية