تقارير وحوارات

3735

وزير المغاربة بالخارج: قطر تشهد خطوات تشريعية جبارة لحماية حقوق العمال

أكد سعادة السيد أنيس بيرو الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين في الخارج وشؤون الهجرة بالمملكة المغربية الشقيقة أن العلاقات بين قطر والمملكة المغربية متميّزة وعلى أعلى مستوى، منوها بما يربط بين حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وأخيه جلالة الملك محمد السادس.

وأشار في لقاء صحفي بمناسبة زيارته للدوحة ضمن جولة خليجية يزور خلالها سلطنة عمان، إلى أن البلدين تربطهما علاقات تجارية واقتصادية، ربما لم ترق إلى مستوى العلاقات السياسية بين البلدين، لكن هناك إرادة حقيقية لتطويرها، منوها بوجود استثمارات قطرية مهمة في المغرب، كما ان هناك كفاءات مغربية تساهم في الحركة التنموية والتطور الذي تشهده دولة قطر.

وعن زيارته للدوحة، قال معاليه إنها تدخل في إطار تطوير هذه العلاقات، بعد الزيارة التي قام بها وزير التشغيل المغربي إلى الدوحة الاسبوع الماضي، حيث تم توقيع اتفاقية لفتح مكتب لليد العاملة المغربية، واشار الى وجود اتفاق لاستقطاب 15 ألف مغربي ومغربية سنويا للعمل في قطر، خلال السنوات الثلاث المقبلة وفق ضوابط ومعايير اتفق عليها الجانبان، ما يرفع عدد العمالة المغربية إلى 60 ألفا خلال ثلاث سنوات، مقابل 12500 حاليا، و5 آلاف عامل فقط قبل بضع سنوات.

وأوضح أن هؤلاء المغاربة سيأتون للعمل في قطر وفق ضوابط، بما يحفظ كرامة المغاربة، وتحديد القطاعات والتخصصات التي توفر فرص عمل في قطر، وتحتاج لكفاءات مغربية.

واشار الوزير انيس بيرو الى أن مكتب العمل المغربي افتتح قبل فترة، وعلى رأسه مسؤول مغربي، منوها بان هناك آلية لتطوير عمله، بعدما كان استقطاب اليد العاملة المغربية يتم عبر مكاتب التوظيف التي لا تضمن دوما حقوق الأشخاص؛ وقد يصطدم بعض المغاربة بعقود عمل مغايرة لما تم الاتفاق عليه بعد وصولهم الدوحة، وغيرها من الإشكالات التي جاء المكتب لحلها، بما يحفظ حقوق ومصالح العمال، والمستقدمين من جهة أخرى، وذلك بالتنسيق مع وزارة العمل في قطر، وسفارة دولة قطر بالرباط، ومكتب العمل بالدوحة، والسفارة المغربية بالدوحة؛ بما يضم عملية توظيف في شفافية وضمن الأطر القانونية المنصوص عليها.

12500 مغربي

ولفت الوزير إلى أن اليد العاملة المغربية التي سيتم استقطابها مستقبلا ستكون في مجالات تنافسية، تسمح بتميّز اليد العاملة، وتقدم ظروف عمل مشجعة، وعقود عمل مغرية، مقارنة بما هو متوفر في المغرب؛ ووفقا لحاجيات قطر من الكفاءات، تماشيا مع ديناميكية التطور التي تشهدها قطر في كافة المجالات.

كما أوضح الوزير انيس بيرو أنه التقى خلال الزيارة لقطر بممثلين عن المواطنين المغاربة المقيمين في قطر، وعددهم 12500 مقيم بالدوحة، من مجموع 5 ملايين مغربي مقيم في الخارج، بينما تأتي العمالة المغربية في قطر في المرتبة الثالثة من حيث العدد، بعد الإمارات والمملكة العربية السعودية، على مستوى الدول العربية، بينما ترتكز الأغلبية الساحقة في فرنسا ودول أوروبا، موضحا أن الجالية المغربية لها خصوصية، بحكم أنها تضم كفاءات نوعية في قطاع الإعلام والمحاسبة، والتعليم وغيرها من القطاعات.

وقال الوزير بيرو إنه استمع لممثلي الجالية، من باب حرص الحكومة المغربية على التواصل والانصات لأبناء المغرب في الخارج، بما في ذلك تقديم حاجة المغاربة المقيمين في الخارج للمساهمة في الاستثمارات داخل بلادهم والتحفيزات التي تقدمها الحكومة لهم، والقضايا المتعلقة بتعليم أبنائهم، وغيرها من القضايا التي طرحت خلال اللقاء، لافتا إلى أن المقيمين المغاربة أكدوا ارتياحهم تجاه اجواء العمل في دولة قطر هذه الارض الطيبة وانها اعطت لهم فرصا طيبة للعمل واكدوا رغبتهم للمساهمة في خدمة قطر التي تحتضنهم ووفرت لهم ظروف إقامة مميّزة، والمساهمة في الوقت نفسة بخدمة وطنهم الذي يرتبطون به.

منتدى للإعلاميين المغاربة

وكشف الوزير بيرو عن موافقته والتزامه شخصيا بتنفيذ مقترح لتنظيم منتدى عالمي للإعلاميين المغاربة المقيمين في الخارج خلال سنة 2016، بالمملكة المغربية، يجمع كل الإعلاميين المقيمين في مختلف عواصم العالم، لأجل التواصل بينهم.

وقال الوزير الصديقي انه التقى السيدة مريم بنت عبد الله العطية، الأمين العام للجنة الوطنية لحقوق الإنسان، حيث اطلع على ما تقوم به اللجنة في مجال حماية حقوق الإنسان، لافتا إلى تسجيل تطور كبير، وان هناك مجالا للاستفادة من التطور التي حققته اللجنة.

60 ألفا

وعن لقائه مع وزير العمل سعادة الدكتورعبد الله صالح الخليفي، قال سعادة السيد انيس بيرو إن اللقاء جاء تتمة للقاء الذي جمع وزير العمل مع وزير التشغيل المغربي، وتناول الحديث بعض الإشكالات التي تواجه المغاربة المقيمين بالدوحة أحيانا، من قبيل حصولهم على عقود مختلفة عن تلك التي وقعوها في بلدانهم، وكيفية ضمان ظروف طيبة لليد العاملة المغربية. كما سمع من وزير العمل إشادة بالعمالة المغربية المقيمة في قطر، واطلاعا شاملا على كل القضايا والانشغالات المطروحة، ورغبة في تطوير العلاقات الثنائية والاستفادة من الكفاءات المغربية، الأمر الذي يعكسه الاتفاق على مضاعفة عددها إلى 60 ألفا خلال 3 سنوات. منوها بالتنسيق المستمر وفق الاتفاقيات المبرمة بين الجانبين في هذا الشأن.

وحول نوعية العمالة المغربية المطلوبة في قطر قال ان البحث عن النوعية يأتي من حاجيات القطاع الخاص القطري، لافتا الى الاطار الذي وضعته دولة قطر مع الحكومة المغربية لتدبير اطر العمل.

وقال ان زيارته تزامنت مع التطور الذي تشهده قطر في مجال حماية حقوق العمال، من قبيل القانون الذي يلزم بضخ الرواتب في حسابات بنكية لكل العاملين في قطر، وصدور قانون تنظيم شؤون الوافدين، وصولا إلى تدشين مدينة العمال الجديدة.

وردا على سؤال حول تقييمه لقانون الوافدين الجديد، قال معالي الوزير انيس بيرو: " قلت صراحة لمعالي وزير العمل إنها خطوات جبّارة وكبيرة جدا، ليس في مجال التشريع فحسب؛ بل حتى في تغيير الذهنيات، بفضل العمل الجبار الذي قام به المسؤولون في قطر، لجرأتهم وشجاعتهم ولقناعتهم القوية في تنفيذ هذه الإصلاحات التي تدخل في إطار دينامية شاملة تعرفها دولة قطر في كافة المجالات".

واضاف قائلا: "أنصت إلى خطاب سمو الأمير أمام مجلس الشورى، وكان خطابا قويا جدا، بالنسبة للعمل التشريعي، ومستقبل دولة قطر، وهذا أمر طبيعي يدخل ضمن دينامية التطور التي تشهدها دولة قطر".

تشجيع السياحة

وأكد الوزير بيرو أن المملكة المغربية حريصة على تقديم كافة التسهيلات اللازمة لاستقطاب الاستثمارات القطرية في المغرب، بما في ذلك تنقل السياح القطريين، لافتا إلى أنهم ليسوا بحاجة لتأشيرة لدخول أراضي المملكة، كما نوه بالمشروعات الكبيرة التي تنفذ في المغرب بتمويل قطري ومنها مستشفى طنجة الذي يعد أحد المشاريع الكبرى هناك.

وقال ان المغرب تسهل دخول القطريين الى المملكة حيث لا يحتاج القطريون الى تأشيرة دخول، مضيفا ان نسبة القطريين والخليجيين الزائرين للمغرب في ارتفاع مستمر وانه بانطلاق الخط المباشر للخطوط الجوية الملكية المغربية من الدار البيضاء الى الدوحة سيضاعف من عدد الزوار القطريين الى المغرب.خاصة ان المغرب باستقراره ومناخه وما يقدمه من مناخ واجواء هو محط اجتذاب للسياح من قطر والخليج حيث يزور المغرب اكثر من 10 ملايين سائح سنويا غالبيتهم من فرنسا واسبانيا والمانيا واوروبا الشرقية ومع الاهتمام بمنطقة الخليج فان الاقبال سوف يرتفع خاصة مع وجود مشاريع استثمارية قطرية وخليجية هناك حيث يوجد 3 مشاريع استثمارية قطرية ضخمة منها مشروع الديار في المنطقة الشمالية والجنوب.

كما تم انشاء صندوق استثماري خليجي في الدار البيضاء تشارك فيه قطر.

وحول تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين المغرب ودول مجلس التعاون قال الوزير انيس بيرو ان علاقات المغرب ودول الخليج متميزة ويحظى المغاربة بمعاملة خاصة على مستوى الخليج، حيث يلتحق مغاربة بالعمل في الخليج قادمين من اوروبا عن طريق شركات عالمية، وقال ان ما يهمنا هو ان يساهم اي مغربي في النهضة التي تعيشها دولة قطر والخليج انطلاقا من كون المغربي سفيرا لبلاده وهو ما يجعله يحمل مسؤولية كبيرة.

وقال ان عدد المغاربة في اوروبا أكبر بكثير مما هو في منطقة الخليج لأسباب تاريخية غير ان النهضة التي تعيشها دول الخليج تشكل عوامل جذب للعمالة المغربية التي تصل الى نحو 80 ألف مغربي.

تعزيز الانتماء

وعن استراتيجية وزارته، قال معاليه: "إن تسمية وزارة المغاربة المقيمين في الخارج، تعكس حرصنا على الحفاظ على الهوية المغاربية، وان هذا يرتبط بالدين والثقافة والعادات والتقاليد، وتقوية الانتماء للوطن، قائلا اننا نلمس ذلك حيثما نزلنا ضيوفا على بيوت المغاربة المقيمين في الخارج حيث نجد التلفزة المغربية والشاي المغربي والسجاد المغربي وغيرها من مظاهر الارتباط بين المغاربة ووطنهم الأم، وان مسؤولية الدولة هي تقوية هذه العلاقة خاصة لدى الاطفال المغاربة عبر عدة برامج ثقافية وتعليمية وحضور الاحتفالات المغربية بالخارج فضلا عن برامج ينفذها المجتمع المدني المغربي في هذه الدول، بالاضافة الى برامج الدعم الدراسي للاطفال واعدادهم للمستقبل. وقال ان الوزارة معنية بالدفاع عن حقوق المغاربة في دول الاستقبال منوها بالمفاوضات التي جرت في هولندا لحماية حقوق المغاربة في اتفاقيات الضمان الاجتماعي وفي فرنسا.

وحول استقبال المغرب للاجئين السوريين اوضح الوزير الصديقي ان المغرب استقبل قرابة 4500 سوري تمت تسوية اوضاعهم، لافتا الى ان وصولهم تزامن مع تطبيق برنامج للجوء.

وحول خطط الوزارة لحماية المغاربة في اوروبا من موجات الكراهية والاسلاموفوبيا قال الوزير انيس بيرو ان المسألة تتم معالجتها وفق محاور تتعلق بعلاقة الدولة مع الدولة من خلال الدبلوماسيين ومن خلال حماية المساجد والمراكز الثقافية المغربية وهناك جانب آخر اهم يتعلق بالتعريف بمن نحن وبمن نكون وما هي قيمنا ومبادئنا؟ فالعنف يبدأ بعدم معرفة الآخر، ومسؤوليتنا هي تكثيف اللقاءات وفرص التواصل عن طريق المثقفين والمجتمع المدني الذي عليه دور كبير في التعريف بمن نحن كأمة مسالمة وسطية تحترم الآخر وتقاليده وتحترم دول الاستقبال، وأشار الى جانب ثالث يتعلق بتنشئة الاطفال في دول الاستقبال حتى يتم ادماجهم في المجتمع الذي يعيشون فيه خارج المغرب. وقال ان الوزارة وضعت برنامجا خاصا للدعم المدرسي لكي ينجح الاطفال في الدراسة والاندماج في المجتمع ويتم تمويل الجمعيات المعنية بذلك لكي تؤطر لهؤلاء الاطفال الذين يعيشون في الأحياء الهامشية لمساعدتهم على النجاح والتفوق ليكونوا اضافة نوعية للمجتمعات التي يعيشون فيها ولوطنهم الأم.