رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ثقافة وفنون

2583

الشرق تتفقد مقتنيات معرض مال لوّل 3 في متحف قطر الوطني

05 سبتمبر 2021 , 07:00ص
alsharq
من صالة العرض
طه عبدالرحمن

بين جنبات إرث تليد، يمثل تاريخ عريق، يقام حالياً معرض مال لوّل في نسخته الثالثة بمتحف قطر الوطني، ويستمر حتى 15 الشهر الجاري، محققاً بذلك تفاعلاً مع زائريه الذين حرصوا على زيارته للنهل من تراث الماضي، وعبق التاريخ العريق الذي تضمه صالة العرض في المتحف الوطني.

الشرق، حرصت على تفقد مقتنيات المعرض، الذي يشارك فيه قرابة 26 من جامعي المقتنيات، حيث تتكامل هذه المعروضات في تجانس آخاذ، يعكس قيمة الماضي، بكل ما يحمله من عراقة، تتوق إلى الحاضر، وتستشرف المستقبل، وهو ما ينهل منه الزائرون، حيث يفتح المعرض أبوابه لاستقبال زائريه من المواطنين والمقيمين، فضلاً عن زائري الدولة من السائحين، ما يجعل المعرض فرصة كبيرة للتعرف على الإرث القطري، بكل ما يحلمه من مكونات وأركان.

وما إن يدلف الزائر إلى ردهة المعرض، إلا ويأخذه ذلك التصميم المبهر الذي تتوزع عبره مقتنيات جامعي المقتينات، مما يجعل فكرة العرض ذاتها، تتباين عن تلك الصورة النمطية التي عليها قاعات العرض التقليدية، إلى تصميم آخر جديد، يشكل معه العرض ما يمكن توصيفه بالعرض المتحفي، الذي ينقل الزائرين من ركن تراثي إلى آخر، دون الشعور بتباين المعروضات، على الرغم من كون عرضها يحقق التكامل فيما بينها.

في بداية جولتنا بالمعرض، استقبلنا السيد محمد عبدالصمد الملا، رئيس قسم المقتنيات في متحف قطر الوطني، وعضو اللجنة المنظمة لمعرض مال لوّل، والسيد عبدالله المفتاح، استشاري شؤون متاحف، وعضو اللجنة المنظمة لمعرض مال لوّل، واللذان قدما لنا شرحاً مستفيضاً عن طبيعة المقتنيات التي يضمها المعرض، وأهم ما يميز نسخته الثالثة، فضلاً عن التوقف عند كيفية زيارات المعرض، وما إذا كانت النية تتجه إلى تمديد زيارته مجددًا.

عراقة المقتنيات

بداية، يؤكد السيد محمد عبدالصمد الملا، أن توزيع المقتنيات داخل صالة العرض، تمت بطريقة متناسقة للغاية، بما يليق بقيمة وعراقة هذه المقتنيات، والتي تتنوع بين قطع مختلفة، "حرصنا فيها على أن تتكامل نوعياتها مع بعضها البعض منعاً للتكرار، فجاءت مجموعة المهندس إبراهيم يوسف الفخرو لتبرز عراقة الخط العربي، ومراحل تطوره، بجانب مجموعة السيد طارق الجيدة لتبرز القطع الفنية، والتحف التاريخية، لتضاف إليهما مجموعة السيد عبدالله المهندي، والتي تتناول العديد من جوانب التراث القطري الأصيل، من ملابس ومكتبة وألعاب شعبية، وغيرها، لتتكامل مع كل ذلك مجموعة السيد حسين الإسماعيل بعرض الطوابع والعملات القطرية التاريخية، وهكذا الحال مع بقية المقتنين، والذين يصل عددهم إلى 26 جامعاً للمقتنيات".

زيارة المعرض

وعن آلية زيارة المعرض، ومدى الاقبال عليه. يقول السيد عبدالله المفتاح: إنه لغرض تنظيمي، وضمن الإجراءات المتبعة للوقاية من وباء "كورونا"، فإنه يتم زيارة المعرض بحجز مسبق، وإنه مجاني للمواطنين والمقيمين، واصفاً الإقبال على زيارة المعرض بأنه جيد للغاية، ويشهد إقبالاً لافتًا من جانب المواطنين والمقيمين والزائرين للدولة، ما دفعنا إلى تمديد زيارته إلى 15 سبتمبر الجاري، "وتم هذا التمديد بعد التواصل مع جامعي المقتنيات، غير أنه من الصعوبة بمكان إعادة التمديد مرة أخرى، عن الموعد المشار إليه".

مزايا النسخة الحالية

وحول المزايا، التي يتسم بها المعرض في نسخته الثالثة. يعددها السيد محمد عبدالصمد الملا، ويبدؤها بالقول إنه "تم إخضاع المقتنيات قبل عرضها للصيانة، وذلك للحفاظ عليها، بالإضافة إلى ميزة أخرى، تكمن في إصدار كتاب، يشرح طبيعة ونوعية المقتنيات، ويلقي الضوء على جامعي المقتنيات".

ميزة أخرى، يرصدها السيد محمد الملا لمعرض مال لوّل 3، وتكمن في إقامته لأول مرة في متحف قطر الوطني، وهو ما انعكس على فكرة سيناريو عرض المقتنيات ذاتها، "والتي اتسم عرضها بأحدث سيناريوهات العرض، ما أضفى عليها ميزة كبيرة، جعلتها تستقطب الزائرين، فضلاً عما اكتسبه المعرض ذاته من ذلك الزخم الكبير، الذي يحظى به المتحف الوطني، وما يمثله من عراقة وتاريخ كبيرين".

ويلتقط السيد عبدالله المفتاح طرف الحديث ليؤكد أن ما تتسم به هذه النسخة أيضاً أن جميع المقتنيات هي من جانب جامعي المقتنيات القطريين، وأن النسخة الأولى كانت قاصرة على القطريين والمقيمين، إلى أن كانت في النسخة الثانية تضم قطريين ومواطني دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، لتكون هذه النسخة قاصرة على المواطنين القطريين، "واستهدفنا في ذلك حث المواطنين على فكرة الاقتناء، وتشجيع الوعي بأهميتها، وما تتميز به من تاريخ وأهمية كبيرين".

إجراءات المشاركة

وحول الآلية التي جرى من خلالها اختيار المقتنيات، يقول السيد محمد عبدالصمد الملا إن ذلك تم من خلال التواصل مع أصحاب المبادرات الذين أبدوا استعداداً كبيراً للمشاركة في هذا المعرض، "لذلك، لم تكن المشاركة في المعرض عشوائية، بل تمت وفق إجراءات وآليات محددة".

وفيما يتعلق بمعرض مال لوّل الافتراضي. يؤكد السيد عبدالله المفتاح"أننا حرصنا وفق الضوابط والإجراءات المتبعة للوقاية من انتشار فيروس كورونا، ولضمان تحقيق السلامة للجميع، تم إتاحة معرض مال لوّل افتراضيًا، وهذا ما سهل بدوره الوصول إلى شرائح مختلفة ومتعددة من الزائرين، الذين تواصلوا مع المعرض افتراضيًا".

ويلفت إلى أن معرض مال لوّل يصاحبه عرض للسيارات الكلاسيكية، وتضم مقتنيات كل من السيد عمر الفردان، والسيد سالم المهندي، وهي مقتنيات تعكس عراقة السيارات القديمة، وتحظى بجانب مقتنيات معرض مال لوّل 3 باقبال لافت، ما يجعل فكرة المعرض ناجحة للغاية، كما هو نجاح الإقبال على زيارته.

وفي هذا السياق، فقد جرى انتقاء السيارات الكلاسيكية من بين أكثر من 150 سيارة كلاسيكية يمتلكها السيد سالم المهندي، مدير مركز مواتر، في متحفه الخاص، ويعود تاريخ صنع أقدمها إلى عام 1908، ومن بين 130 سيارة نادرة موجودة في متحف السيد عمر حسين الفردان، الرئيس والمدير التنفيذي لمجموعة الفردان.

وفيما يمكن للزائرين زيارة معرض السيارات الكلاسيكية في الباحة الخارجية للمتحف الوطني في أي وقت من دون حجزٍ مسبق، فإنه يمكن زيارة مقتنيات معرض مال لوّل 3، داخل صالة العرض بالمتحف، بعد الحجز المسبق، قبل الزيارة، على نحو ما سبقت الإشارة.

المشاركون في المعرض

من ضيوف شرف المعرض، جامعو المقتنيات، وهم: إبراهيم يوسف الفخرو، حسين رجب الإسماعيل، طارق محمد الجيدة، عبد الله لحدان المهندي.

كما يشارك في المعرض كل من: إبراهيم محمد الشيخ، أحمد عبد الله الفهد، أسماء عبد العزيز الكواري، جمعة مبارك الكواري، حسن علي النعيمي، حسين سعد العجيل، خالد جمال العجمي، خالد محمد العتيبي، سالم محمد الأنصاري، سبعان مسمار الجاسم، عائلة سعود عبد العزيز العلي، سيف أحمد العامري، عبدالله شاهين المعاضيد، عائلة عبدالله محمد الهيدوس، عائلة عبد العزيز عبدالرحيم السيد، علي جاسم البوحقب، فاطمة عبد العزيز الكواري، مبارك يوسف السهيل، محمد عبد الله الجابر، محمد عبدالله صادق، نورة محمد النصر، يوسف عبدالله الكواري.

مقتنيات نادرة

يعتبر معرض "مال لوّل" من أبرز المعارض في الوطن العربي، ويقام المعرض كل عامين، ويقدم لزائريه مجموعات تراثية وفنية نادرة من المقتنيات، يوفر من خلالها منصة لزائريه للتعرف على هذا الإرث العريق، فضلاً عن إثراء المشهد الثقافي القطري، بالتركيز على التراث المحلي بأشكاله المختلفة، علاوة على تسليط الضوء على جامعي المقتنيات، وهو ما يعكس وعياً لديهم بأهمية التراث، وما يمثله من قيمة وعراقة كبيرين، تحمل جميعها قصصًا عديدة، ما يجعلها خزينًا تاريخيًا، وتوعية للجيل الحالي، والأجيال الأخرى القادمة بعراقة هذا الإرث الكبير، وما يحمله من تفاصيل وحكايات.

مساحة إعلانية