رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

1037

حذر من انتشار الفساد ودعا للحث على الإصلاح..

"النعمة" بجامع الإمام: أمة الإسلام لن تعود أمجادها إلا بنبذ الخلاف

05 أغسطس 2017 , 02:36ص
alsharq
الدوحة - الشرق

تحدث فضيلة الشيخ عبدالله النعمة خلال خطبة الجمعة أمس، عن الحال الذي وصلت له أمة الإسلام، بعد أن كانت أعظم الأمم على وجه الأرض، والأقوى بالعلم والمعرفة والأخلاق والتمسك بالدين، إلا أن الأوطان الآن اختلفت وأصبحنا أمة مغلوبة، لانتشار مظاهر الفساد والإفساد في أوطاننا.

وقال النعمة خلال خطبته بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب: "كم يتمنى الإنسان أن يفخر بأمته المسلمة، وأن يراها تعود إلى منصة العزة والريادة، وتتربع على عرش النصر والتمكين، وتأوي إلى رابطة الولاء في الدين، والأخوة في العقيدة، والتحاكم إلى الكتاب والسنة، ونبذ الخلاف والفرقة".

فضائل الأمر بالمعروف

وأضاف فضيلة الشيخ أن أمة الإسلام التي كانت أعظم أمة في الأرض، تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، تنصر المظلوم وتغيث الملهوف وتحمي الذمار وتذود عن الحمى، لا كلمة فوق كلمتها، ولا راية تعلو رايتها، رائدة في العلوم والمعارف، والأخلاق والآداب والسياسة والاقتصاد، ثم عادت في أعقاب الزمن على كثرة عدتها وتنوع خيراتها وترامي أطرافها غثاء كغثاء السيل؛ أمة مغلوبة لا غالبة، ومحكومة لا حاكمة وخائفة لا مرهوبة.

وتابع "أصبحنا أمة مستباحة الذمار، مغتصبة الحمى، مغصوبة الحقوق، أحزاباً وجماعات، وطوائف وشعارات فرقتها الدنيا، ومزقتها المصالح وأفسدها العدو الخارجي بكيده ومكره، والعدو الداخلي بنفاقه وحقده وحسده.. ورحم الله الإمام الشافعي حين قال: نعيب زماننا والعيب فينا ..... وما لزماننا عيب سوانا، ونهجر ذا الزمان بغير ذنب ..... ولو نطق الزمان لنا هجانا، وليس الذئب يأكل لحم ذئب ..... ويأكل بعضنا بعضا عيانا".

الإفساد من الداخل

وأوضح أن من هذا المنطلق يدرك المسلم الفطن خطورة الإفساد من داخل المسلمين، وأنه أشد من الإفساد الخارجي، كما يدرك الحكمة الإلهية من كثرة التحذير من المنافقين وخطرهم وكيدهم في القرآن الكريم، الذين حذر النبي صلى الله عليه وسلم من أمثالهم في آخر الزمان، فقال تعالى (وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون • ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون)، لذلك جاءت الشريعة الإسلامية بشموليتها، داعية إلى نبذ الفساد في الأرض، حاثة على الإصلاح والصلاح وجعلت من أهم مقوماته وأسسه الأخلاق الحسنة.

دين الأخلاق الفاضلة

وأكد خطيب جامع الإمام محمد بن عبدالوهاب أن من شمولية هذا الدين وعظمته أنه دين الأخلاق الفاضلة، والسجايا الحميدة، والصفات النبيلة، جاءت تعاليمه وقيمه بالأمر بالمحافظة على الأخلاق الحسنة في كل أحوال المسلمين؛ صغيرها وكبيرها، دقيقها وجليلها، أفراداً ومجتمعات، وأسراً وجماعات، ويكفي لبيان ذلك أن يحصر النبي صلى الله عليه وسلم مهمة بعثته، وهدف رسالته في إصلاح الأخلاق وتهذيبها بقوله: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق).

وشدد على أن حسن الخلق، وانتشار الأخلاق الفاضلة بين الناس أساس بناء الأفراد والجماعات، ومعيار صلاح الأمم والمجتمعات، إنه علامة على كمال الإيمان وحسن الإسلام، وسبب عظيم لرفعة الدرجات، وعلو الهمم، وصلاح الأحوال، وتحصيل السعادة في الدارين، ونيل محبة الله تعالى ومحبة خلقه للعبد، ومتى تحلى الناس بالأخلاق الفاضلة، وتأدبوا بالآداب السامية والصفات النبيلة رفرفت على المجتمعات السعادة، وعاش الناس حياة الترابط والبناء، والمحبة والوفاء، والتعاون والإخاء، فانشرحت الصدور، وتيسرت الأمور، وتوثقت الصلات، وتلاشت العداوات.

حسن الخلق

واختتم خطبته بقوله "روى أبو داود وأحمد أنه صلى الله عليه وسلم قال: (إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم)، وما وضع في الميزان للعبد الصالح يوم القيامة أثقل من حسن الخلق؛ فهو أكثر ما يدخل الناس الجنة، ويبعدهم عن النار"، مضيفاً أن الرسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ما شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن، وإن الله ليبغض الفاحش البذيء). وعند الترمذي بسندٍ صحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: (سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة. فقال: (تقوى الله وحسن الخلق).

مساحة إعلانية