رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

رمضان 1436

687

مفتي السعودية: الأخذ بالأسباب طاعة ولاينافي التوكل

05 يوليو 2015 , 02:39م
alsharq
مكة المكرمة – عبد النبي شاهين

أوصى سماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية رئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ المسلمين بتقوى الله، وقال إن طلب الرزق غريزة عند كل الأحياء فما أن تأتي بواكير الصباح حتى يخرج الفلاحون والتجار وأرباب الإدارات والموظفون في كدح طويل من أجل لقمة عيشهم.

وقال سماحته في جامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض إن الكدح الطويل محك قاس للقيم والأخلاق والثبات واليقين وإن اللهف وراء لقمة العيش قد يذهب ببعض الناس إلى التلون والتزييف والكذب والغش، مبيناً أن الشريعة الإسلامية تأبى أن يكون طلب الرزق مزلقة لهذه الآثام كلها مستشهداً بقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( لا يحملنكم استبطاء الرزق أن تطلبوه بمعاصي الله فإن الله لا يدرك ما عنده إلا بطاعته) موضحاً أن الحل لذلك يكمن في قوله صلى الله عليه وسلم (لَوْ أَنَّكُمْ تَوَكَّلْتُمْ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ ، لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ ، تَغْدُو خِمَاصًا ، وَتَرُوحُ بِطَانًا).

وأوضح الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ أن التوكل على الله هو إحساس بعظمته وألوهيته وهو عدم التعلق بالخلائق وإعلان الافتقار الى مقدر الأقدار مبيناً أن أول بواعث التوكل هو توحيد الله سبحانه وتعالى : (وتوكل على العزيز الرحيم ، الذي يراك حين تقوم ، وتقلبك في الساجدين) ، وقال سبحانه (إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين) ويقول سبحانه وتعالى عن أنبيائه عليهم السلام (وما لنا ألا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا) ، ويقول عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم (وتوكل على الله إنك على الحق المبين).

وبين سماحته أن الأخذ بالأسباب لا ينافي التوكل لأنه طاعة والتوكل عبادة والمتوكلون هم العاملون ،، واستطرد قائلا ( إن نبينا عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم هو إمام المتوكلين وسيرته عطرة مليئة بالتوكل فقد اختفى في الهجرة بغار حراء وأغلق الباب وقال لصاحب الناقة اعقلها وتوكل، وقال سبحانه عن لوط عليه السلام (فأسر بأهلك بقطع من الليل ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك إنه مصيبها ما أصابهم)، ونادى أهل الإيمان بقوله (يا أيها الذين أمنوا خذوا حذركم فانفروا ثبات أو انفروا جميعاً) ولم يذكر التوكل إلا بعد استفراغ الجهد وقال (وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله) فذكر التوكل بعد المشاورة وبذل الأسباب.

وقال سماحة مفتي عام المملكة إن المسلم إذا خرج من بيته فإنه يقول (بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله) وثمة منزلة عظيمة لا يصل إليها إلا الأنبياء والصالحين، يقول الله سبحانه وتعالى حين أمر موسى عليه السلام بأن يذهب إلى فرعون وملئه (اذهبا إلى فرعون إنه طغى ، فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى) فلما خافا قال الله لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى، ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم في هجرته من مكة إلى المدينة قال له أبوبكر لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا قال الرسول ما ظنك باثنين الله ثالثهما.

مساحة إعلانية