عربي ودولي

5561

خالد المطيري سفير دولة الكويت في حوار شامل مع الشرق: المونديال أكد للعالم أن حضارتنا ليست خياما

• دعوة طلاب "بلاط الشهداء" مبادرة إنسانية سامية
• حفل الافتتاح قدم رسائل وقيماً عديدة للعالم
• وجيهات للتحضير لاجتماعات اللجنة العليا المشتركة
• محور صباح الأحمد سيظل عنواناً للعلاقات الأخوية

أعرب سعادة السفير خالد بدر المطيري سفير دولة الكويت عن فخره بوجوده في قطر تزامنا مع استضافتها لمونديال كأس العالم فيفا 2022. مؤكدا نجاح قطر في استضافة البطولة وتفوقها في كافة مراحل الاستضافة.

وقال في حوار مع الشرق إن ما قدمته قطر من إبداع في تنظيم البطولة هو أبلغ رد على الحملات ضد المونديال ويعد مفخرة لنا جميعا كعرب. ونوه في الحوار بالمبادرة الكريمة باستضافة طلاب من مدرسة بلاط الشهداء الثانوية الكويتية بدعوة من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، مؤكدا أن هذه البادرة ليست مستغربة على سمو الشيخ تميم ولا حكام دولة قطر وأن هذه لفتات إنسانية كريمة ولها تقديرها الكبير لدى الجميع في الكويت.

وتوقف سعادة السفير خالد المطيري أمام حفل افتتاح المونديال، موضحاً أنه قدم رسائل وقيماً عديدة للعالم في أقل من 45 دقيقة وأن العالم رأى من خلال مونديال قطر أن حضارتنا ليست خياما وأباعير وإبل وإرهابيين. وقال إن الحملات التحريضية ضد المونديال تخفي رغبة في عدم تغيير الذهنية الغربية عن العرب لكنها لن تؤثر على أداء قطر في الاستضافة وأن الجمهور يتزايد حضوره إلى الدوحة لمتابعة المونديال في الملاعب المبهرة ومناطق المشجعين. وأكد تطلعه إلى تعزيز العلاقات مع دولة قطر على مستوى بناء شراكات اقتصادية وتحقيق اندماجات بين الشركات تتجاوز التعاون التقليدي منوها بقدرة الدولتين على بناء شراكات دولية كبرى تعزز القوة الناعمة لكلا البلدين منوها بأن لديه تعليمات وتوجيهات بالبدء في الترتيب لانعقاد اجتماعات اللجنة العليا القطرية الكويتية التي ستستضيفها الكويت مطلع العام المقبل.. وفيما يلي نص اللقاء:

- كيف انطباعك - سعادة السفير - مع بداية مهمتك في قطر سفيراً لدولة الكويت الشقيقة؟

- حقيقة أنا أشعر بأنني في بلدي وبين إخواني، فالله أكرمني بأن أعمل في قطر في هذه الفترة ولا أخفي عليكم أنه منذ لقائي مع صاحب السمو إلى أصغر قطري لم أشعر إلا بكل ترحاب واستقبال طيب وهذا الأمر يعطيني دفعة معنوية كبيرة لنؤدي الواجب المطلوب منا على أكمل وجه بدعم القيادة السياسية والعلاقات الأخوية التي تربط القيادتين والشعبين الشقيقين، والعلاقات الثنائية بين بلدينا أفضل.

- نود تسليط الضوء على موقف دولة الكويت الداعم للمونديال سواء من القيادة العليا أو مجلس الوزراء أو من الشعب؟

- الكويت علاقاتها مع قطر من قبل المونديال علاقات طيبة تنعكس دائما في المواقف وفي الأزمات وبحمد الله كانت المواقف لها ميزانيها وقبولها واحترامها وتقديرها، وتعرفون أن دولة قطر في الخليج والعرب تمثل العالم العربي بأكمله وهي تنظم هذه الفعالية الكبيرة وهذا بلا أدنى شك مفخرة لنا جميعا. وقطر تحتاج منا كدول عربية ودول شقيقة إلى كل الدعم والمساندة خاصة إذا علمنا حجم ما صُرف من مبالغ كبيرة على هذه المنشآت التي جهزتها قطر للمونديال طوال تلك السنوات وقطر ظهرت بحلة تختلف تماما عن السابق وتشجيع مثل هذه الأمور والمساندة يعطي دفعة معنوية كبيرة، ولنا أن نتخيل أن هذا الأمر موجود في الكويت سنفرح ونقدر هذا الأمر عندما تساندها قطر، ولا أرى أي غرابة في الأمر أن تقف الكويت مع قطر، والكويت وقطر علاقتهما متميزة وأتمنى من كل الدول العربية أن تحذو حذوهما.

- كيف تنظر - سعادة السفير - إلى مبادرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى في دعوة طلاب مدرسة بلاط الشهداء بدولة الكويت لحضور إحدى مباريات كأس العالم؟

- المبادرة انطلقت عفوية من المدرسة ونبعت من القلب حتى الشباب الذين ظهروا في اللقاءات بادروا من تلقاء أنفسهم بالحديث العفوي فهذا الموقف قوبل بالتشجيع من مدير المدرسة ووصل صداه إلى قطر وصاحب السمو الشيخ تميم، الله يحفظه، تلقى هذه الرسالة بصدر رحب وقدم هدية كبيرة لهم فحضور مباريات كأس العالم مطلب لهؤلاء الشباب، فتخيل أنهم وهم بالمدرسة تأتيهم دعوة من صاحب السمو لتنقلهم طائرة من الكويت ويتم توفير السكن لهم وكافة التنقلات فكان صداها طيبا جدا لدى الشباب وهي بادرة ليست مستغربة على سمو الشيخ تميم بن حمد ولا حكام دولة قطر فهذه لفتات إنسانية كريمة ولها تقديرها الكبير لدى الجميع.

ثقافة واحدة

- هذا الاهتمام الكويتي بالمونديال يدعونا للسؤال كيف استفادت الكويت من مونديال قطر؟ سواء اقتصاديا أو سياسيا أو بعدد الرحلات أو بالحضور الجماهيري من جانب الإخوة الكويتيين؟

- الحدث كبير وحجم هذه البطولة العالمية كبير جدا ولا شك أن الاستفادة كبيرة للدول بالمنطقة والكويت تقع في نفس الإقليم وقطر تمثل وتقدم الكويت ودول مجلس التعاون والعالم العربي بطريقة غير مباشرة وهي عاداتنا وثقافتنا العربية الأصيلة وديننا الإسلامي، وقطر تحملت هذا الأمر وقدمته للعالم. والكويت استفادت من ناحية أن الثقافة واحدة فالكويت تقدم ثقافتها من خلال بث برامج عبر قنوات رياضية جاءت تبث من قطر خلال المونديال وتنقل هذا الحدث بشاشة كويتية وبثقافة واحدة والجماهير الكويتية والطيران يزداد عدده يوما بعد يوم وبدأت الرحلات بثلاث رحلات والآن خمس رحلات ويتوقع زيادتها. وقد لا تكون الاستفادة مباشرة ولكن الاستفادة غير المباشرة أهم وهي إبراز ثقافتنا للعالم وهو ما نراه من الجماهير الذين بدأت الصورة تتغير لديهم عما يسمعونه من قبل في الإعلام عن المواطن العربي وهذا شيء نشترك فيه كلنا ونجاح قطر هو نجاح للكويت والعكس صحيح وكل دولنا العربية فائزة.

- على ذكر الاهتمام بتقديم الثقافة العربية للعالم.. ما الذي شد انتباهكم في حفل الافتتاح؟

- نحن نتمنى أن تكون جميع الاحتفالات المماثلة في الدول العربية بهذا الطابع، لأن العالم كله تتجه أنظاره إلى هذا الحدث وهذه المنطقة وهي فرصة أن توصل هذه الرسائل إلى العالم من هذا المكان، وهذا حدث مميز والافتتاح كان مميزا وتناول صفحات جميلة وانغرست فيه القيم والدين والعادات والتقاليد والحداثة المحترمة وكلها تمت بشريط مدته لا تتجاوز 45 دقيقة لكن شمل أمورا ورسائل عديدة وأتمنى في المستقبل أن أي فعالية نستضيفها نحرص على إبراز ثقافتنا لأن الناس في الجانب الآخر من العالم لا يتابعون إعلامنا ولا يعرفون عنا ولكن هذه المناسبات خاصة الرياضية هي أفضل فرصة لنقدم أنفسنا ووعاداتنا وحضارتنا وهي ليست خياما وبعارين وجمالا وإرهابيين مثلما يتصورون فنحن دول لها حضارتها وتحترم الضيف ولدينا عمارة حديثة وطرق على أعلى المستويات وكل المقومات الأساسية موجودة ولكنهم لا يرونها لأنه يوجد غرض أن تبقى هذه الصورة النمطية موجودة في الإعلام الغربي عن العالم العربي ولكن نحن دورنا الآن وخاصة في السوشيال ميديا نستطيع أن نرد ونغير هذه الصورة وأنا سعيد جدا بحضور حفل الافتتاح وسعيد جدا بما رأيته من رسائل جميلة وإنسانية وبسيطة وبالصدفة كان يجلس أمامي أجانب لاحظت مدى اهتمامهم وسعادتهم وتصفيقهم خاصة في فترة العرضة فهذه ثقافتنا فنحن لسنا إرهابيين.

احترام القوانين

- سعادة السفير نبقى في المونديال وهناك دول غربية كانت تدعي حقوق الإنسان ولكنها خلطت السياسة بالرياضة وفوجئنا في المونديال بهجوم إعلامي من جانب الدول الغربية وخلعت القناع التجميلي الذي كانت ترتديه.. فما هو تعليقك على هذا الهجوم الإعلامي على قطر والمنطقة العربية والمسلمين عموما؟

- أنا أرى أن الرد على هذه الاتهامات الغربية والحملات على قطر هي بالواقع الذي نعيشه هذه الأيام فهذا أبلغ رد، فقطر قامت بما يمكن القيام به وأكثر. وأذكر أنه عندما زار سمو الشيخ تميم برلين كنت أعمل في فرانكفورت وسئل هذا السؤال قبل أن يبدأ كأس العالم وكان السؤال حول الحريات الشخصية والأمور التي ينادون بها.. وكان رد سمو الشيخ تميم، الله يحفظه، واضحا: حريتكم مكفولة ومحترمة بما ينطبق ويتماشى مع قوانين البلد مثل ما هو الحال بالنسبة لنا عندما نذهب إلى بلدانهم ونحترم قوانينهم ونحترم لوائحهم المنظمة لكل الأمور وإذا نزلت عقوبة على أحد من أبنائنا نحن نحترم القوانين التي تنفذ وبالتالي فالكيل بمكيالين غير مقبول والدول لابد أن تحترم سيادتها. والتدخلات والهجمات الإعلامية لم تؤثر على أداء قطر في الاستضافة والمباريات قائمة والقطار يمضي والجمهور يتزايد وهناك ضغط كبير على المطار من الجماهير التي لا تكترث بالحملات، والغرب يدعون أن لديهم حرية هم أحرار ونحن لنا قوانيننا وعاداتنا وثقافتنا وتقاليدنا ونطبقها وهذا هو المهم.

- كيف كمجلس تعاون وكدول عربية نبني على ما تم من رسائل وصلت إلى شعوب العالم عن الثقافة القطرية والخليجية والعربية وتصحيح الصورة النمطية التي يفرضها الغرب على شعوبه عنا؟

- نحن لدينا الأرضية الصحيحة التي ننطلق من خلالها وهي عاداتنا وتقاليدنا وديننا ونوصلها بالطريقة الصحيحة ونحن لا نحتاج إلى وسطاء يوصلون رسائلنا للغرب نحن قادرون إعلاميا ودبلوماسيا على أن نوصل رسائلنا وسفاراتنا في الخارج عليها دور ولدينا كل المقومات الأساسية أن نعيش بكرامة وعزة وفخر فيما تنجزه بلادنا، وبحمد الله فقياداتنا حكيمة وتخطط لنا الأفضل خاصة عندما تتحدث عن الفرد، المواطن الخليجي والعربي يتميز بما يحرص عليه من تكافل اجتماعي وتعاون وهذا غير موجود في الغرب إلا ما ندر ونحن نحتاج إلى تكثيف جهودنا لنوصل هذه الرسائل.

تطوير الرياضة الخليجية

- سعادة السفير وجود كأس العالم في منطقة الخليج لا شك ينعكس على نشر الرياضة بصفة عامة وكرة القدم بصفة خاصة.. ما انعكاس ذلك في المستقبل على مستوى الرياضة في دولة الكويت؟ وكيف يمكن الاستثمار لذلك الحدث؟

- الرياضة في الكويت لها تاريخها ومكانتها وصولاتها وجولاتها على مستوى آسيا وعلى مستوى العالم، والرياضة لا تستمر على وتيرة واحدة فهناك هبوط وصعود وفق أمور كثيرة، والتجربة القطرية لها فوائد عديدة منها الملاعب الحديثة التي شُيِّدَت خلال فترة وجيزة فهذا التكامل وهذه الهندسة المعمارية في الملاعب المونديالية من المؤكد أن الكويت ستنظر لها بعين الاعتبار لأن هذه الإنجازات تحتاجها الكويت، خاصة ذوي الخبرة، والآن أصبحت قطر تمتلك هذه الخبرات في الإدارة وبناء الملاعب وحتى في التنسيق في الأمور اللوجستية كلها خبرات كبيرة وأتوقع في المستقبل أن يتم هذا الأمر وسوف تقوم السفارة بدور في ذلك، أن نحاول تقريب وجهات النظر أكثر وأكثر بين المسؤولين عن الرياضة في البلدين حتى تتم الاستفادة من هذا الأمر قدر المستطاع.

- على مستوى التعاون الأمني وتحقيق الاستقرار كان هناك تنسيق قطري كويتي في عملية الإجلاء التي تمت في أفغانستان بعد خروج القوات الأمريكية وكان محل إشادة دولية.. هذا التنسيق كيف يمكن استمراره في أكثر من ملف إقليمي؟

- الكويت وقطر يجمعهما تنسيق مستمر من قبل أفغانستان حتى على مستوى المنظمات الدولية وأي مرشح كويتي لأي منصب في منظمة دولية فهو يحظى بدعم لا محدود من المسؤولين في قطر، والعكس صحيح لأن هناك عاملا مشتركا ورؤية مشتركة بين الكويت وقطر في هذا الأمر وهو أن الأهداف واحدة وهي عدم التدخل في شؤون الآخرين واحترام القوانين الدولية وهذا أمر مشترك بين الدولتين تندرج تحته كل الأمور التي تنصب في هذا الاتجاه للتنسيق والتعاون اللامحدود.

تطوير العمل الخليجي

- فيما يتعلق بالتنسيق القطري الكويتي تحت مظلة مجلس التعاون.. كيف يمكن للمجلس الاستفادة من هذا التنسيق لتطوير العمل الخليجي؟

- طالما وجد هذا المثال الطيب الذي يحتذى به للعلاقة المتميزة بين الكويت وقطر، فبلا أدنى شك سوف يستفيد منها الإخوان في مجلس التعاون، ولا توجد أي إشكاليات تتدخل فيها قطر والكويت ودائما تنصب أمورهم في المصلحة العامة ومصلحة الدول المحيطة وهذا الأمر للمستقبل يعكس السياسات الحكيمة لقيادتي البلدين ودورنا أن تكون لنا أعمال مشتركة مع دول مجلس التعاون تحت مظلة احترام السيادة والتنسيق المتكامل بشكل أكبر حجما مما هو عليه وهناك إنجازات تحققت منها التنقل بالبطاقة الشخصية وقد لا ترى في الأمر أهمية لكنه تطور إيجابي وإن كان قليلا في ضوء ما مر به مجلس التعاون الخليجي من أزمات منها غزو الكويت والتهديدات الإقليمية وكافة الدول تريد التوجه نحو التنمية وتحقيق التكامل الخليجي وتحقيق طموحات المواطن الخليجي والمستقبل سيكون أكثر انسجاما وتوافقا تحت مظلة مجلس التعاون.

- لا شك لديكم تصورات لتعزيز التعاون ولكن فيما يتعلق بملف التعليم والتدريب مع إقبال طلاب الكويت على الدراسة بالجامعات والكليات العسكرية في قطر.. ما مدى حرصكم على تعزيز التعاون في هذا المجال؟

- الجامعات القطرية والتعليم في قطر حقق إنجازات كبيرة برعاية سمو الشيخة موزا. وهذا انعكس على ثقافة المجتمع، ولدينا طلاب بأعداد كبيرة مبتعثون في الخارج ولم يصبح المقصد الأساسي أمريكا أو أوروبا في ظل نظرة الغرب إلى العرب وما يلاقيه طلابنا من مضايقات ولهذا السبب يحاول الطلبة البحث عن الدراسة بالجامعات الإقليمية وقطر وفرت هذا المجال من خلال جامعات مؤسسة قطر ولدينا طلاب نطمح إلى مضاعفة أعداهم وهذا الجانب سيكون موضع اهتمام السفارة لزيادة العدد في المستقبل. وما يتعلق بالتدريب الأمني والعسكري فهناك تنسيق كبير وشراكات وتعاون كبير بين الأجهزة بمجملها ليس على الجانب الأمني والعسكري لكن حتى على جانب الوزارات للاستفادة من خبرات البلدين.

- كم عدد الطلاب الكويتيين بجامعات المدينة التعليمية؟

- الأعداد تتجاوز الخمسين طالبا وفي جامعة قطر لدينا طلاب وأيضا طلاب يحضرون دورات في الكليات العسكرية فهناك إقبال من طلاب الكويت في هذا المجال.

- الطلاب الكويتيون لهم حضور كبير في البعثات بالخارج.. كيف استفادت الكويت من هذه الكوادر؟

- القاعدة الشبابية في الكويت عددها أكبر بكثير من شرائح وفئات المجتمع الأخرى وبالتالي عندنا أعداد كبيرة من الطلبة والقدرة الاستيعابية للطلبة في الكويت وإن تعددت الجامعات إلا أنها تظل محدودة فيتم الابتعاث إلى الخارج والبعثات لا تقتصر على دراسة الجامعة بقدر ما هي عملية ثقافة مجتمع كامل فالطالب قد يحصل على تعليمه خلال خمس ساعات في اليوم لكن باقي اليوم مندمج في المجتمع ويكتسب كثيرا من الخبرات والثقافات وينقل هذه الخبرات الإيجابية إلى الدولة وتتم الاستفادة من هذه الخبرات المجتمعية وليس فقط التحصيل العلمي.

شراكات واندماجات

- في الملف الاقتصادي والاستثمارات.. كيف تنظر لها سعادة السفير؟ وكيف تستفيد الشركات الكويتية من وجودها في قطر والعكس؟

- هذا جانب مهم جدا ومن ضمن الملفات التي أوكلت فيها هو الجانب الاقتصادي والتجاري وتفعيل دور السفارة وركزت على هذا الجانب منذ وصولي لأنه جانب متأخر وأتمنى تفعيله بشكل أكبر في عدة مجالات ولا أقيسه على أن شركات كويتية تعمل في قطر أو شركات قطرية تعمل في الكويت ولكن أنظر إلى الشراكة بمعنى الشراكة وليس مجرد تعاون ولننظر إلى الشركات العالمية الكبيرة التي تحقق اندماجات مثل اندماج البنوك والشركات الكبرى لتصبح كيانات أقوى بالخبرات القطرية والكويتية، وقطر قد تعمل في أسواق لا توجد فيها الكويت والعكس فتملك قطر خبرات تختلف عن الخبرات الكويتية والعكس صحيح وأنا أشجع هذا الجانب أن تكون هناك شراكات اقتصادية وتجارية على كل المستويات، البعض يقول إن أسواقنا الخليجية محدودة ولكني أرى أن هناك آليات أخرى يمكن تطويرها في المستقبل فالتجارة مغامرة ولا بد من فتح أسواق جديدة نعمل فيها ونحقق أهدافنا سواء على مستوى القطاع الخاص أو الحكومي. ولا يوجد ما يمنع من بناء مثل هذه الشراكات وسوف ندعم كسفارة هذا الاتجاه سواء للقطاع الخاص أو العام. والكويت موجودة في الأسواق الآسيوية وتعمل على مستويات عديدة وفي العالم العربي وقطر كذلك لها أدوار ولك أن تتخيل أن هذه الكيانات الاقتصادية الكبيرة عندما تندمج ماذا ستحقق عندما تعمل في دول أخرى ولا أنظر إلى العائد المادي بحد ذاته ولكن أنظر إلى ربط شراكات مع الدول الأخرى.

- تصبح قوة ناعمة وليس مجرد أرباح مادية؟

- بالضبط تصبح لديك قوة ناعمة فالقوة ليست عسكرية فقط نعم تهدد الدول ولكن القوة الناعمة هي التي لها تأثير وثقل أكثر. ولا يوجد ما يمنع من الدخول في شراكات كبرى بدول ثالثة متى ما وجدت الإرادة والنظرة الواحدة والأهداف المشتركة.

- أن تكون سفيرا للكويت في قطر لا شك يعني لك محور صباح الأحمد كأحد أفضل الطرق شعورا معينا.. ماذا يعني لك هذا الرمز الكبير؟

- يعني لنا الكثير، فالشيخ صباح، رحمة الله عليه، كان له دور فاعل في عدم تصعيد الأزمة الخليجية والبحث عن سبل إنهائها وأن تحل بشكل أخوي في إطار مجلس التعاون الخليجي وكان هدفه الأساسي أن تحل مشاكل البيت الخليجي في البيت الخليجي وألا تخرج خارجه حتى لا تتطور إلى أبعاد أخرى ويتدخل فيها من لا يهمه مصلحة المنطقة، وحمل - رحمة الله عليه - هذا الملف بنفسه وتحمل عناء السفر واللقاءات لثقله وقيمته لدى جميع الأطراف وقطر مشكورة عبَّرت عن شكرها لصاحب السمو الشيخ صباح، رحمة الله عليه، بهذا العمل على أرض الواقع وسمته محور صباح الأحمد ومشكورين القيادة في قطر وهذا الاسم سيظل مظلة وجسرا يذكرنا دائما بالعلاقات الوطيدة بين البلدين والشعبين الشقيقين.

اللجنة مطلع العام

- متى تنعقد اللجنة العليا المشتركة والجهات التي ستحضرها؟

- الآن هي في طور الإعداد وستنعقد خلال بدايات السنة القادمة في الكويت بحضور العديد من الجهات الحكومية من كلا الجانبين وحتى الآن فإن لقاءاتي مع الكثير من المسؤولين بجهات الدولة يكون محورها الترتيب لانعقاد هذه اللجنة فلديَّ تعليمات وتوجيهات عليا بأن تعقد هذه اللجنة في القريب العاجل بما يتاح للمسؤولين في بداية السنة القادمة.

- ما تصوراتكم للقمة الخليجية المقبلة مع اهتمام دولة الكويت بتعزيز دور مجلس التعاون بالنظر إلى تولي الدكتور نايف الحجرف أمانة المجلس؟

- القمة الخليجية يجري الترتيب لانعقادها خلال شهر ديسمبر الجاري والأمانة العامة تترجم ما يتفق عليه القادة والوزراء المعنيون والأمين العام مرآة لكل مجلس التعاون والكويت تتبنى سياسة وسطية وتسعى إلى أن يكون هناك اتفاق شامل لكل دول مجلس التعاون على القضايا التي ستطرح في الاجتماع القادم وتجري اجتماعات واتصالات على مستوى وزراء الخارجية للتحضير للقمة الخليجية المقبلة وهذه الاجتماعات تنصب عند القادة في القمة المقبلة والكويت سوف تسعى جاهدة إلى إظهار هذه القمة بأحلى حلقاتها.

اهتمامات اقتصادية

- أخيرا السفير خالد المطيري في سطور؟

- عملت كرئيس للبعثة الكويتية في هونج كونج كقنصل عام لمدة 5 سنوات وقنصل عام الكويت في فرانكفورت لمدة 4 سنوات والعامل المشترك هو أن كلا منهما مركز مالي وتجاري فهونج كونج مركز مالي وفرانكفورت تقدم نفسها كمدينة مالية خاصة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وأتاح لي العمل في هذين المركزين الماليين الاهتمام بتعزيز التعاون الاقتصادي وهو ما سأوليه اهتمامي من خلال عملي كسفير لدولة الكويت لدى دولة قطر وأحقق ما يمكن تحقيقه في هذا الجانب. وأود أن أعرب من خلال الشرق عن شكري وتقديري للتعاون الكبير الذي أحظى به من جانب القيادة القطرية والحكومة وكافة المسؤولين وعلى كافة المستويات وما أجده من قبول وترحيب في المجالس وفي كافة اللقاءات من تقدير وكرم ضيافة وكلمات طيبة وهو ما يثقل كاهلي بحثا عما سأضيفه إلى رصيد هذه المحبة وذلك التقدير ولكن سنعمل على بناء نماذج جديدة للشراكات خلال فترة عملي في الدوحة، إن شاء الله.