رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

10241

السؤال الأهم..  ماذا سيعني فوز ترامب أو بايدن للعرب والمسلمين؟

04 نوفمبر 2020 , 08:28م
alsharq
الدوحة - الشرق

هدوء غريب يخيم على الشرق الأوسط بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية الأمريكية، إذ تبدو خطوط الصدع السياسية التي تتقاطع مع المنطقة أهدأ من المعتاد، ويبدو أن الاقتتال السياسي قد هدأ.

لكن هذا السلام النسبي لا يعكس سوى خوف القادة الإقليميين الذين يتطلعون إلى واشنطن لمعرفة ما إذا كان هناك تغيير وشيك في القيادة العالمية.

يقول محللون وسياسيون إن الانتخابات الامريكية قد تغير الحسابات السياسية للاعبين الرئيسيين في الشرق الأوسط. من مصير الاتفاق النووي الإيراني إلى ما يسمى بـ "صفقة القرن" التي أطلقها الرئيس الامريكي دونالد ترامب للإسرائيليين والفلسطينيين إلى الصعود المستمر للاستبداد غير المنضبط، يمكن أن يكون لنتائج السباق الرئاسي تأثير جذري على القضايا التي تشكل المنطقة بحسب الـ CNN..

ولكن ما موقف المرشح الديمقراطي للرئاسة، جو بايدن والرئيس ترامب من بؤر التوتر السياسية؟

تصاعد السلطوية

وعد بايدن بإلغاء ما يعتبره الكثيرون عنصرًا أساسيًا في سياسة ترامب الخارجية، من غض الطرف عن الأتوقراطية وانتهاكات حقوق الإنسان لصالح السياسة الواقعية الفظة.

فبالنسبة لمصر، انتقد بايدن دعم ترامب للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي وصفه الرئيس الأمريكي ترامب ذات مرة بأنه "الديكتاتور المفضل لدي". وانتقادات بايدن فيما يتعلق بمصر متقاربة إلى حد ما، رغم أن الانقلاب المصري الذي أطاح بالرئيس الوحيد المنتخب ديمقراطياً في البلاد، محمد مرسي، وأدخل السيسي في نهاية المطاف إلى السلطة، حدث أثناء فترة أوباما في 2013، الذي حاول ظاهريًا الضغط على الزعيم المصري لتحسين سجله في مجال حقوق الإنسان، دون فائدة.

كان مستوى حملة السيسي على المنتقدين صادما، إذ يُعتقد أن عشرات الآلاف من المعارضين قد سُجنوا في السنوات الأخيرة. هذا الصيف، كانت وفاة المدافعة عن حقوق مجتمع الميم، سارة حجازي، انتحارًا بمثابة تذكير قاسٍ للظروف الصعبة التي تعرضت لها من اكتئاب واضطراب إثر سجنها لرفعها علم قوس قزح في حفل موسيقي في عام 2017.

 

إسرائيل والفلسطينيون و"صفقة القرن"

عندما أعلن ترامب عن صفقات تطبيع بين إسرائيل و3 دول عربية، ربما كان ذلك أحد أهم النقاط في رئاسته.

وقادت الإمارات العربية المتحدة المجموعة في أغسطسالماضي، وكانت أول اتفاقية بين إسرائيل ودولة عربية مسلمة منذ أكثر منعقدين. واعتبرت القيادة الفلسطينية، التي كانت مُهمشة من المفاوضات، أن هذه الصفقات "خيانة." ووجهت الاتفاقات ضربة لأحلامهم بإقامة دولة فلسطينية.

وزادت الاتفاقات الطين بلة بعد سنوات جراء سياسات ترامب أحادية الجانب، مثل إعلان القدس عاصمة لإسرائيل، وإضفاء الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية التي تعتبر غير قانونية بموجب القانون الدولي، التي قوضت موقفهم (الفلسطينيين) في المفاوضات المحتضرة الآن مع الإسرائيليين.

من جانبه، رحب بايدن باتفاقيات الأخيرة، وقال إنه سيدفع المزيد من دول المنطقة لاتخاذ خطوات لتنفيذ صفقات مماثلة، لكنه قال إنه يعارض السياسة الأحادية التي حددت نهج ترامب تجاه إسرائيل والفلسطينيين.

وجاء في موقع حملته على شبكة الإنترنت أن "بايدن يعارض أي خطوات أحادية الجانب من قبل أي من الجانبين تقوض حل الدولتين"، و"يعارض الضم والتوسع الاستيطاني وسيواصل معارضة كليهما كرئيس".

كما تعهد بايدن بالتراجع عن انسحاب ترامب من الدعم الاقتصادي والإنساني للفلسطينيين، وإعادة فتح بعثة منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، وكذلك القنصلية الأمريكية في القدس المسؤولة عن الشؤون الفلسطينية.

لكن ترامب ساعد بالفعل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في إرساء حقائق جديدة على الأرض، مما عزز بشكل كبير الموقف الإسرائيلي. وبهذا يتوقع أن يجد بايدن نفسه في مسار تصادمي مع بعض مؤيدي إسرائيل في واشنطن.

وتجدر الإشارة إلى أن بايدن اعترض على أساليب ترامب تجاه القضية الإسرائيلية الفلسطينية، ولكن ليس نتائجه.

الاتفاق الإيراني

قال بايدن إنه سيعيد الاتفاق النووي الإيراني من عهد أوباما، المعروف رسميًا باسم خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA)، التي انسحب منها ترامب في مايو/ أيار 2018. ومنذ ذلك الحين، خضعت إيران تحت وطأة عقوبات تعتبر أشد ما واجهته على الإطلاق. وبعد عام من انسحاب ترامب، استأنفت طهران أجزاء من البرنامج النووي الذي فككته خطة العمل المشتركة الشاملة.

وقال بايدن لمجلس العلاقات الخارجية: "إذا عادت إيران إلى الامتثال لالتزاماتها النووية، فسأعاود الدخول في خطة العمل الشاملة المشتركة كنقطة انطلاق للعمل جنبًا إلى جنب مع حلفائنا في أوروبا والقوى العالمية الأخرى لتمديد القيود النووية للاتفاق".

وأضاف أن "القيام بذلك من شأنه أن يوفر دفعة أولى مهمة لإعادة ترسيخ مصداقية الولايات المتحدة، مما يوحي للعالم أن كلمة أمريكا والتزاماتها الدولية تعني شيئًا ما مرة أخرى".

يُعتقد على نطاق واسع أن وعد بايدن بالعودة إلى الاتفاق النووي هو السبب وراء رفض إيران العودة إلى طاولة المفاوضات مع البيت الأبيض، في تحدٍ لحملة تعجيزية سعت إلى الحصول على مزيد من التنازلات من طهران. وقال وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، الذي لعب دورًا رئيسيًا في إبرام اتفاق 2015، مرارًا وتكرارًا إن إيران لن تتفاوض على اتفاق آخر.

ومع ذلك، إذا أعيد انتخاب ترامب، فقد تجد إيران صعوبة في مقاومة مبادرات الرئيس والمضي قدمًا خلال 4 سنوات أخرى من الضغوطات الاقتصادية الأليمة. فمن جوانب عدة، يمكن اعتبار انسحاب ترامب من الاتفاق النووي سمة مميزة للشرق الأوسط على مدى السنوات الأربع الماضية، وقد تؤدي عودته إلى دخول المنطقة في المجهول.

عندما سقطت معاقل داعش في السنة الأولى من رئاسة ترامب، بدأ البيت الأبيض في تحويل انتباهه إلى احتواء قوة إيران المتصاعدة، وحارب المقاتلون المدعومون من أمريكا وإيران، دون تنسيق بينهما، من أجل هزيمة داعش.

ويبدو أن زوال الجماعة المتطرفة تزامن مع ولادة ما يسمى بحملة "الضغط القصوى" لترامب على إيران، مما مهد الطريق للمنطقة التي تبدو وكأنها تتأرجح باستمرار على شفا حرب كارثية. وبالمقابل شنت إيران أكبر هجوم صاروخي باليستي على مواقع أمريكية. وتقول طهران إنها لم تنتقم بعد لمقتل قاسم سليماني.

أزمات متفاقمة بالمنطقة

وفي الوقت نفسه، كان الناس في المنطقة مُثقلون بضغوط الأزمات الاقتصادية وبطالة الشباب وزيادة عمق عدم الثقة في قياداتهم، وكلها تفاقمت بسبب جائحة فيروس كورونا. وعليه فقد وجد استطلاع رأي الشباب العربي هذا العام أن غالبية الشباب العربي في الدول التي مزقتها الأزمات يؤيدون الاحتجاجات المناهضة للحكومة، وأن ما يقرب من نصف الشباب العربي يفكرون في مغادرة بلدانهم.

القيادة الفاسدة وسوء الإدارة الحكومية جزء رئيسي من المشكلة، وكذلك السياسة الخارجية للولايات المتحدة في شكل تدخلها العدواني في بلدان مثل العراق، ودعم الحكومات الفاسدة والقمعية. وبحسب رامي خوري، الزميل البارز غير مقيم في كلية هارفارد كينيدي فإن "سنوات ترامب جعلت السياسة الأمريكية السيئة في الشرق الأوسط أسوأ".

إرث أوباما في المنطقة، مثل العديد من أسلافه، ليس إرثاً إيجابياً. بالنسبة لشعوب الشرق الأوسط، ترتبط رئاسته بالصراعات التي بدأت في اليمن وليبيا وسوريا، واستمرت في اشتعالها بالعراق. وبينما يتعرض الناس في الشرق الأوسط لضغوط شديدة، وتتجه أنظارهم وتوقعاتهم نحو حدوث تغيير جذري في النهج الإقليمي لأي بيت أبيض في المستقبل، فإنهم ما زالوا يأملون في أن تنتهي سلسلة طويلة من إخفاقات السياسة الخارجية في منطقتهم يومًا ما.

مساحة إعلانية