محليات

438

لا إصابات وإجراءات جديدة لمكافحة "كورونا"

أعلن المجلس الأعلى للصحة النتائج الأولية للمسح الوطني حول فيروس متلازمة الشرق الأوسط التنفسية "كورونا"، والتي أظهرت أن الفيروس يتم إفرازه من مختلف أجزاء جسم الإبل خاصة في إفرازات الأنف، كما أن 20 % من الإبل في عينة الدراسة كانت مصابة بالفيروس.

كما أوضحت نتائج الدراسة — التي أجريت بالتعاون بين الأعلى للصحة ووزارة البيئة ومنظمة الصحة العالمية ومركز "ايراسمس" للصحة العامة بهولندا — احتمالية تلوث لحم الابل بعد ذبحها، حيث ثبتت إيجابية الفيروس في 13 % من عينات العقد الليمفاوية، غير أنه لا يعرف بشكل قطعي ما إذا كان لحم الإبل يحتوي على الفيروس المعدي أم لا.

وحول حليب الإبل أوضحت النتائح وجود الفيروس في حليب أكثر من 50 % من الإبل المصابة بالفيروس، إلا أنه لا يمكن استبعاد احتمال تلوث حليب الإبل أثناء عملية الحلب، غير أن كل عينات الحليب احتوت على الأجسام المضادة للفيروس.

وبينت الدراسة أن 8.7 % من العمال ضمن العينة قد أصيبوا في السابق بالعدوى مقارنة بنسبة صفر % من أشخاص آخرين في قطر وهولندا ممن لا علاقة لهم بالحيوانات بشكل عام، أو يتعاملون فقط مع الأغنام، والجدير بالذكر أنه لم تظهر على أي منهم أي أعراض مرضية، وهو ما يشير الى أن العدوى لعدة مرات للشخص الواحد قائمة خاصة أولئك المتعاملين بشكل لصيق مع الابل.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي لبحث آخر المستجدات حول فيروس متلازمة الشرق الاوسط التنفسية "كورونا "، حضره عدد من مسؤولى المجلس الاعلى للصحة ووزارة البيئة ومؤسسة حمد الطبية ومؤسسة الرعاية الصحية الاولية.

لا إصابات جديدة

ومن جهته أكد الدكتور صالح على المري — مساعد الامين العام للشؤون الطبية بالمجلس الاعلى للصحة أن عدد الحالات التى رصدت فى قطر منذ ظهور الفيروس بلغ 9 حالات، توفي منها 5 حالات فقط، بينما شفيت باقي الحالات.

ونوه بأن الحالات كانت لـ 6 مواطنين و3 مقيمين بينهم سيدة، وانه لم يثبت اى اصابات جديدة بالفيروس منذ 13 نوفمبر 2013 حتى الآن، مشيرا الى ان المعلومات المتاحة حول الفيروس قليلة نسبيا على المستوى العالمي.

وبين الدكتور المري أن دولة قطر لعبت دورا كبيرا فى توفير المزيد من البراهين والمعلومات العلمية حول الفيروس، مشيرا الى الاشادة العالمية بهذه الجهود.

ولفت مساعد الامين العام للشؤون الطبية الى أن دور دولة قطر لا يقتصر على المتابعة المحلية للفيروس، انما امتدت الجهود الى جميع دول العالم، من حيث متابعة المرض وترصد الحالات وغيرها من الاجراءات الاحترازية المهمه، مشيدا بمستوى وعي المجتمع القطري وإتباعه وسائل الامان والسلامة، وهو ما تجلى في توقف تسجيل الاصابات منذ نوفمبر 2013.

التعاون مع المؤسسات الخارجية

وحول التعاون مع المؤسسات الخارجية فى المكافحة، قال الدكتور صالح المرى "إن تقرير خبراء الصحة العالمية كشف عن اطمئنانهم على السياسات والخطط وإجراءات مكافحة العدوى المطبقة في المؤسسات الصحية في قطر، وأوصوا بإنشاء برنامج وطني لمكافحة العدوى، يصون القدرات الجيدة المتوافرة حالياً، ويشرف على تطبيق سياسات موحدة لمكافحة العدوى، تشمل القطاعين العام والخاص، وذكروا أنهم يعتزمون تقديم دعوة رسمية تطلب انضمام قطر إلى الشبكة العالمية لبرنامج مكافحة العدوى".

الحج والعمرة

وحول الاجراءات الخاصة بالحج والعمرة، بين الشيخ الدكتور محمد بن حمد آل ثاني — مدير ادارة الصحة العامة بالمجلس الاعلى للصحة، أن منظمة الصحة العالمية أوصت فى يونيو 2014 بعدم ضرورة فرض أية قيود على السفر للحج والعمرة.

وأوضح الدكتور محمد آل ثاني أن إدارة الصحة العامة تعمل بالتنسيق مع بعثة الحج القطرية على تقديم حزمة من الإجراءات والخدمات الوقائية والعلاجية، مع تعزيزها النصائح الطبية المناسبة في قطر والأراضي المقدسة بالتنسيق مع السلطات الصحية بالمملكة العربية السعودية.

ونصح مدير الصحة العامة بالاعلى للصحة الاشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 65 عاما، خصوصا المصابين بأمراض مزمنة، وكذلك الاطفال ما دون سن 15عاما بتأجيل الحج والعمرة لهذا العام تلافيا للاصابة.

وشدد الدكتور محمد آل ثاني على ان الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة كالسكري والأمراض الرئوية المزمنة واعتلال وظائف الكلى وأمراض نقص المناعة والنساء الحوامل والأطفال، لابد لهم من استشارة الطبيب لتقييم حالتهم والتشاور قبل اتخاذ قرار السفر الى الاراضي المقدسة.

ونبه الى ضرورة تلقي اللقاحات اللازمة للحج والعمرة قبل موعد السفر بأسبوعين على الأقل، موضحا أن اللقاحات تتوافر فى 17 مركزا تابعا لمؤسسة الرعاية الصحية الاولية، وشدد على أهمية اتباع الاجراءات الاحترازية المختلفة المعلن عنها من قبل الجهات الصحية للوقاية من الاصابة بالفيروس.

تنسق مع السلطات السعودية

ونوه مدير ادارة الصحة العامة بالتنسيق مع السلطات السعودية والذي يستمر طوال فترة الحج والعمرة، مشيرا الى توفير غرف عزل وأطباء لمتابعة الحالات، كاشفا عن الإعداد للتعاقد مع مستشفى بالسعودية بهدف توفير خدمات طبية مميزة لضيوف الرحمن في الاراضي المقدسة.

وأشاد الدكتور محمد آل ثاني بمستوى الخدمات الصحية المقدمة في دولة قطر، منوها بالاجراءات الاحترازية التي تطبقها المؤسسات الصحية في الدولة؛ مما كان له أكبر الأثر في عدم تسجيل حالات منذ نوفمبر الماضي.

وأشار الى أن 50 % من الاصابات بالفيروس سجلت فى المستشفيات والمرافق الصحية فى الدول المجاورة، مما يدلل على ارتفاع الوعى بين الممارسين الصحيين في دولة قطر.

ونصح الدكتور محمد آل ثاني الحجاج بالابتعاد عن زيارة حظائر الإبل وعدم تناول حليب الإبل غير المغلي والحرص على طهي لحومها جيدا، الى جانب اهمية الحصول على التطعيمات قبل السفر بفترة لضمان فاعليتها فى الوقاية من الفيروسات وعلى رأسها "كورونا"، مبينا وجود خطة لمراقبة العائدين من الاراضي المقدسة خلال الأسبوعين التاليين لأداء المناسك بهدف تقديم خدمات التشخيص والاستشارات الطبية المناسبة للحالات التي تعاني أعراضاً تنفسية إلى جانب الترصد المرضى المكثف.

14 ألف فحص

وبدوره بين الدكتور عبد اللطيف الخال — مدير إدارة التعليم الطبي بمؤسسة حمد الطبية، إجراء 14 الف فحص طبى بمستشفيات المؤسسة، مشيرا الى أنها لم تسفر عن اكتشاف حالات ايجابية سوى الحالات المعلنة.

وذكر الدكتور الخال أن مختبر الفيروسات بحمد الطبية يجرى ما بين 60 و 70 فحصا يوميا ضمن الجهود التى اتخذتها المؤسسة للوقاية، مبينا تشكيل لجنة متخصصة للاوبئة ترصد الفيروسات بشكل عام وفيروس "كورونا" بشكل خاص.

وألمح الدكتور الخال الى أن التعامل مع الفيروسات يتم طبقا لعدة مستويات تبدأ بالتشخيص المبكر، ثم التشخيص الوقتى ثم توصيل المعلومات الى الجهات المختصة، مؤكدا حرص حمد الطبية على ادخال الفحوصات الضرورية منذ 2012، بالاضافة الى جهودها البحثية فى الكشف والترصد للفيروس.

وشدد الدكتور الخال على جاهزية مؤسسة حمد الطبية لتوفير العلاجات اللازمة سواء فى العناية المركزة أو أقسام الطوارئ أو الاقسام الداخلية، مشيرا الى استقطاب عدد من الكوادر الجديدة المتخصصة فى الفحص والترصد للفيروس.

ونبه الدكتور الخال الى تطبيق اجراءات صارمة لمكافحة العدوى فى مختلف مستشفيات حمد الطبية، مبينا مراقبة اتباع الموظفين لتلك الاجراءات والالتزام بها، مؤكدا ان الوضع مطمئن جدا ولا يوجد ما يثير اى مخاوف.

وعن جاهزية المستشفيات كشف الدكتور عبد اللطيف الخال عن تزويد المختبرات بحزمة من المعدات والأجهزة الحديثة لتشخيص الفيروسات، متزامنة مع تدريب الكادر التقني بالتعاون مع معهد "إيراسمس" للصحة العامة بهولندا، وهو ما ساعد في إجراء جميع الفحوصات الأولية للحالات المشتبهة محلياً ويتم إرسال بعض العينات للخارج لتأكيد جودة وكفاءة الفحوصات المحلية.

المسح الوطني

ومن جهته ذكر الدكتور محمد الهاجري — مدير حماية الصحة ومكافحة الأمراض الانتقالية بالمجلس الأعلى للصحة، أن الجهود التي تقوم بها الجهات المعنية متواصلة منذ الاعلان عن إجراء المسح الوطني المشترك، منوها بإجراء عدد من الدراسات المصلية التجريبية لتقييم المخاطر والتي أظهرت نتائجها الأولية أن الإبل التي تم اخذ عينات منها تحمل فيروس كورونا المستجد، وأن الأشخاص المتعاملين بشكل لصيق معها معرضون للإصابة بالفيروس أكثر من غيرهم، مشيرا الى العمل على توسيع نطاق الدراسات المصلية الميدانية خلال المرحلة الحالية.

وأشار الدكتور الهاجري الى أن المنهجية التي وضعت للدراسات المصلية، وضعت بعد نقاشات مستفيضة وعدد من الاجتماعات مع منظمة الصحة العالمية ومركز "إيراسمس" للصحة العامة بهولندا والمركز الأمريكي للسيطرة على الأمراض، مبينا أن الغرض الرئيسي منها تلخص في الحصول على براهين علمية لتحديد طرق انتقال عدوى الفيروس وتحديد المصادر المحتملة للعدوى.

ونوه الدكتور الهاجري بوجود العديد من الأبحاث الجارية حاليا؛ بهدف ايجاد لقاح يقي من الاصابة بفيروس "كرونا"، ولكن الدراسات حسب ما أورده مازالت في بدايتها وتحتاج الى مزيد من الوقت.

وحول الاجراءات الاحترازية على المنافذ أشار الدكتور محمد الهاجرى الى التنسيق بين دول مجلس التعاون الخليجي والمكاتب الإقليمية للمنظمات الدولية للوصول للإجراءات المناسبة لمنع انتقال المرض، موضحا الاتفاق على دراسة تطوير شبكة لمعلومات الإنتاج الحيواني، بما فيها نتائج الفحص المخبري، ويتم إنهاء الآليات الخاصة باستخراج جوازات مرور للإبل ولن يسمح بدخول البلاد الا للإبل التي لها شرائح تعريفية وجوازات مرور.

الرعاية الأولية

وبدورها أوضحت الدكتورة جولييت ابراهيم الابراهيم — المدير التنفيذي للشؤون الإكلينيكية بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية، ان المؤسسة وبتوجيهات من المجلس الاعلى اتخذت كافة الاجراءات الاحتياطية اللازمة لمنع انتشار الفيروس خصوصا مع ازدياد حالات الاصابة.

وتابعت قائلة "وضعت المؤسسة العديد من التدابير لذلك بالتعاون مع المجلس الاعلى للصحة من خلال تدريب الممارسين وتوزيع المطويات التوعوية وتنظيم مسار محدد للمرضى المشتبه فى حالاتهم".

وشددت الدكتورة جوليت الابراهيم على أن الرعاية الأولية ومن خلال مراكزها الصحية تبذل جهودا كبيرة فى مجالي الترصد والوقاية، داعية الجمهور الى اتباع الارشادات المعلن عنها.

إصابات الإبل

ومن جانبه لفت المهندس فرهود الهاجري — مدير إدارة الثروة الحيوانية بوزارة البيئة، الى أن النتائج الأولية للدراسات التي أجريت في قطر أظهرت وجود فيروس "كورونا" في عينات الإبل التي أدرجت ضمن الدراسة في دولة قطر.

وبين المهندس الهاجري أن النتائج أظهرت أن الفيروس يتم إفرازه من مختلف أجزاء جسم الابل، وبشكل خاص في إفرازات الأنف، كما أن 20 % من الابل كانت نتائجها ايجابية وأكتشف الفيروس عبر البراز، إلا أنه لم يتم عزل الفيروس من عينات البول التي أخذت لنفس الابل التي كانت إفرازاتها الأنفية إيجابية.

وألمح المهندس الهاجري الى احتمالية تلوث لحم الابل بعد ذبحها، مشيرا الى أن النتائج أثبتت إيجابية الفيروس في 13 % من عينات العقد الليمفاوية، منبها الى عدم القطع بأن لحوم الإبل تحتوي على الفيروس المعدي أم لا.

وتابع قائلا "أخذت أيضاً عينات من حليب الإبل، والتي جمعت حسب الطرق التقليدية المتبعة لحلب الإبل وأظهرت النتائج وجود الفيروس لدى أكثر من 50 % من الإبل المصابة بالفيروس، إلا أنه لا يمكن استبعاد احتمال تلوث حليب الإبل أثناء عملية الحلب، غير أن كل عينات الحليب احتوت على الأجسام المضادة للفيروس".

المزيد من التفاصيل على صفحات "الشرق" غدا الخميس