محليات

4084

حماية الحياة الفطرية أهم أهداف قطر لمستقبل مستدام

أكدت شبكة الأخبار الأوروبية "Euronews" أن دولة قطر تولي اهتماما خاصا بالحياة الفطرية والتقاليد المتوارثة من الآباء والأجداد، لافتة إلى أن حماية الحياة الفطرية والمحافظة عليها من الانقراض أحد أهم أهداف دولة قطر نحو مستقبل أكثر استدامة.

ونشرت الشبكة عبر شاشتها ومنصاتها الإلكترونية تقريراً مفصلاً بعنوان "كيف تحمي قطر الحياة الفطرية وتقاليدها الخاصة"، أشادت فيه بالجهود التي تبذلها دولة قطر والخطوات التي اتخذتها لحماية الحياة الفطرية والبرية والتقاليد والموروثات الثقافية والشعبية، مشيرة في هذا السياق إلى الخطوات التي نفذتها الدولة للحفاظ على الموائل الطبيعية للحيوانات وضمان ازدهار غابات المانجروف "أشجار القرم" في الدولة علاوة على اهتمامها بالصقور والإبل لارتباطها الوثيق بالثقافة المحلية. علاوة على الجهود والمبادرات والمسابقات التراثية التي تستهدف ربط الشباب والنشء بعادات وتقاليد الآباء والأجداد.

وقالت الشبكة الأوروبية إن مهرجان قطر الدولي للصقور والصيد، الذي يقام خلال أشهر الشتاء الباردة، يعد من أكبر المهرجانات من نوعها في المنطقة. وأوضحت أن الصقارون يتنافسون منذ 13 عامًا في هذه الرياضة الصحراوية التي يعود تاريخها إلى قرون مضت. ويُعرف المهرجان أيضًا باسم "مرمي" وتنظمه جمعية القناص القطرية، وفي شرحه حول هذه الرياضة التراثية، قال السيد علي بن خاتم المحشادي رئيس الجمعية: نقوم بخدمة الصقارين في قطر منذ عام 2008، ولدينا مشاريع كبيرة في هذا المجال، أهمها مشروع جينوم الصقور. كما لدينا أيضًا حملة ضخمة لإطلاق الصقور وإعادتها إلى الطبيعة. مؤكدا أن الصيد بالصقور في دولة قطر يعتبر من التراث غير المادي.

وتشمل منافسات المهرجان مسابقات السرعة والمهارة والجمال مع جوائز نقدية كبيرة وسيارة للفائزين بالمراكز الأولى في المنافسات. ومن أحد الأهداف الرئيسية للمهرجان الحفاظ على التقاليد وتراث الآباء والأجداد وربط النشء والشباب بها بشكل حي، الأمر الذي استدعى اللجنة المنظمة للمهرجان تخصيص جائزة للنشء باسم "جائزة الصقار الصغير" والتي فاز بها هذا العام، ثاني بن محمد الكبيسي "10 أعوام" وقد حصل على جائزة هذه الفئة والتي تقترب من 5000 آلاف يورو.

وأكدت الشبكة الأوروبية في تقريرها أن الصقارين لديهم ارتباط خاص مع صقورهم، الأمر الذي يضمن تمتع هذه الصقور بالاهتمام والصحة الجيدة خلال المنافسات. وأضافت إنه خلال الفترة المتبقية من باقي العام يأخذ الصقارون الصقور إلى مستشفى سوق واقف حيث تتوفر فيه مجموعة واسعة من خدمات الرعاية الصحية الخاصة بالصقور.

أشجار المانجروف

وأكدت "Euronews" أن حماية الحياة البرية والحفاظ عليها من الانقراض أيضًا، أحد أهم أهداف قطر لمستقبل أكثر استدامة. حيث تحتضن دولة قطر عددا من المحميات الطبيعية التي توفر ملاذا آمنا للطيور والنباتات ومجموعة متنوعة من الحيوانات، وذلك في إشارة إلى غابة أشجار المانجروف "القرم" التي تمتد على مسافة 6 كليو مترات في محمية الذخيرة الطبيعية الواقعة شمال الدولة، حيث تشكل أشجار المانجروف غابة ممتدة وسط مياه الخليج العربي الضحلة لتكون أكبر مساحة خضراء في البلاد. وتضم محمية الذخيرة جزءا بحريا يشمل جزيرة أم الفار وغابة المانجروف الطبيعية، وجزءا بريا يشمل أراضي حصوية وأودية. وتتميز هذه المنطقة بغناها وتنوعها البحري وبأشجار القرم الدائمة الخضرة صيفا وشتاء، التي تنمو على مياه البحر المالحة.

وفي هذا السياق قالت الشبكة في تقريرها إن الدكتور سيف الحجري - عالم بيئي رائد ومؤسس ورئيس مركز أصدقاء البيئة - يعد واحداً من المؤثرين عندما يتعلق الأمر بالمحافظة على البيئة، حيث انه يدير ورش عمل خاصة للأطفال، تستهدف تشجيع الأجيال المقبلة على بذل المزيد من الجهود لحماية محيطهم وبيئتهم.

مسابقة جمال الإبل

وتطرقت الشبكة في تقريرها إلى جذور العلاقة بين القطريين والإبل وقالت إنها تعود إلى حياة البدو، حيث إن الجمال لم تكن وسيلة نقل حيوية فحسب بل كانت علامة من علامات التطور والازدهار. ويقوم ملاك الإبل بالاعتناء بها بشكل خاص من خلال حمايتها من أشعة الشمس وإطعامها الحليب والقمح والعسل والتمر، وذلك قبل مشاركتها في المسابقات المهمة. وأضافت إن من أكثر المسابقات إلهاما مسابقة جمال الإبل والتي تقام بشكل سنوي، حيث التحكيم يشمل معطف الإبل وطول وعرض العنق وشكل الرأس والسنام والشفاه وحتى رموشها.

وأشارت إلى أن الجوائز المالية لمسابقة جمال الإبل تصل قيمتها إلى 350 ألف يورو، موضحة أنه رغم ذلك فإن المسابقة ومهرجان قطر للإبل أنشئت بشكل أساسي للحفاظ على التقاليد وإبقائها حية، وقال محمد علي سلعان المري، رئيس اللجنة الإعلامية لمهرجان قطر للإبل، إن المهرجان يعرف الشباب بهذه الثقافة القديمة والعميقة لدولة قطر.

واختتمت شبكة الأخبار الأوروبية "Euronews" تقريرها بالقول: ليس لجمالها فقط هو ما تحظى به الإبل من اهتمام، بل أيضا هناك مهرجان سباقات الهجن تتسابق الإبل على المضمار حيث يتم ربط ربوتات على ظهورها ويتم التحكم في الفرسان "الربوتات" من قبل أصحابها الذين يتسابقون بمحاذاة مضمار الإبل عبر سياراتهم ذات الدفع الرباعي، وخلال المسابقة فإن أسرع ناقة تتوج بجائزة بطل السباق، مضيفة إنها صناعة مربحة تبلغ قيمتها ملايين اليوروات ولكن الأهم من كل ذلك أن هذا السباق يستحق المشاهدة.

وزارة البيئة والتغير المناخي

تولي دولة قطر اهتماماً كبيراً بالبيئة والتغيّر المناخي لذا استحدثت أكتوبر الماضي وزارة جديدة باسم "وزارة البيئة والتغيّر المناخي" وجاءت هذه الخطوة تأكيداً على الرؤية الاستراتيجية للقيادة الرشيدة العمل في اتجاه مستقبل يقوم على التنمية المستدامة والمحافظة على البيئة والموارد الطبيعية وحمايتها ووضع خطط واستراتيجيات لخفض الانبعاثات الكربونية في جميع القطاعات وتشجيع الطاقة النظيفة واعتماد الأنظمة الصديقة للبيئة في مختلف المجالات.

وأطلقت الدولة العام الماضي الاستراتيجية الوطنية للبيئة والتغير المناخي لمجابهة التحديات البيئية الحالية والمستقبلية. وجاءت هذه الخطة التزاماً من الدوحة بمكافحة التغير المناخي من خلال تنويع اقتصادها وبناء القدرات واستغلال الموارد الطبيعية بشكل أمثل، كما تضمنت الخطة مشروعات وطنية قائمة تتبنّى إجراءات ملموسة للحدّ من الانبعاثات، بإنشاء أكبر محطة احتجاز للكربون وتخزينه في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتحسين كفاءة معالجة الهيدروكربون، وإطلاق برنامج ترشيد لخفض استهلاك الكهرباء والمياه، والقيام بإنشاء محطة للطاقة الشمسية بطاقة 800 ميغاواط علاوة على إطلاق مبادرة زراعة مليون شجرة بنهاية العام الجاري وزراعة 10 ملايين شجرة بحلول عام 2030، وذلك بالإضافة لعدد من المبادرات البيئية الهادفة.

اقرأ أيضاً

قطر تحصد ميداليتين فضيتين في منافسات الفروسية وألعاب القوى بدورة الألعاب الآسيوية للشباب بالبحرين

سفارتنا لدى المملكة المتحدة تهيب بالمواطنين تجنب أماكن التجمعات والتظاهرات في لندن

وزير الدولة للتعاون الدولي تجتمع مع نائبة وزير الخارجية في فيتنام

أخبار ذات صلة

قطر تشارك في حلقة نقاشية حول البيانات المتبادلة فيما بين بلدان الجنوب بجنيف

ملتقى "كتارا تك" يناقش فرص وتحديات الذكاء الاصطناعي في التعليم