رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

480

أردوغان للجزيرة: نبينا المحبوب أكثر من تأثرت به وسنته خارطة طريقنا

03 نوفمبر 2016 , 11:10م
alsharq
أنقرة - وكالات

قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن النبي محمد، خاتم المرسلين، هو أكثر الشخصيات التي تأثر بها في حياته، وأن سنته هي "خارطة الطريق" التي سار عليها في حياته هو و"حزب العدالة والتنمية"، الذي أسسه عام 2001.

جاء هذا خلال لقائه ضمن أولى حلقات برنامج "المقابلة" على قناة "الجزيرة" القطرية، الذي بثته مساء اليوم الخميس، والذي يروي سيرة وحياة ومحطات قادة السياسة، ونجوم الفكر والثقافة والفن، ويقدمه الإعلامي السعودي، علي الظفيري.

وقال الظفيري، في بداية الحلقة، إن "المقابلة" مع الرئيس أردوغان سيتم بثها على حلقتين؛ الحلقة الأولى اليوم يتحدث فيها عن أردوغان لاعب كرة القدم وبيئته ونشأته وشخصيته وتشكله السياسي والفكري، بينما يستعرض الجزء الثاني من المقابلة المقرر بثها الخميس القادم الملفات السياسية المعقدة والمتشابكة المرتبطة به وبلاده، والعلاقة المتوترة مع الغرب، والعلاقة مع الدول العربية والكيان الموازي في تركيا.

وفي رده عن سؤال بشأن الشخصيات التي أثرت في مجرى حياته، قال أردوغان: "بدأت حياتي السياسية مع أستاذنا نجم الدين أربكان، واستمريت معه إلى نقطة معينة، وبعدها أسسنا حزبنا (العدالة والتنمية) من خلال الانفصال عنه".

وتابع: "في الجانب الفكري هناك محمد عاكف ونجيب فاضل ويحي كمال، ولكن أمام كل هؤلاء هو نبينا المحبوب هو خارطة طريقنا وسنته بالأخص هي خريطة طريقنا، وكلما عشنا هذا الأمر وتعمقنا فيه يبتعد الإنسان عن الأخطاء، وفوق هذا كله هنا كتابنا الكريم القرآن الكريم وارتباطنا به وصدقنا تجاهه مهم جدا، ولكن لم نتجه يوما من الأيام إلى التشدد دائما تبنينا الطريق الوسط".

قال الرئيس التركي، إن حزب "العدالة والتنمية"، الذي أسسه عام 2001، قدم مفهوما جديدا للديموقراطية، ومفهوما جديدا للعلمانية، وأرى العالم كيف لمسلم أن يمارس السياسة.

وفي رده على سؤال حول ما إذا كان علماني أم إسلامي أم محافظ، قال أردوغان، خلال المقابلة التي تم بثها مساء الخميس: "قبل كل شئ أنا شخص مسلم وهذه الخطوة الأولى في العمل، ولكن بالنسبة لرجب طيب أردوغان المسلم فهناك تحديث دائم طوال الحياة".

وأضاف: "كلما قرأتم وعشتم وجربتم الحياة ترون أن الكثير من الأمور تتغير، إن بقيتم أثناء التغيير في المكان نفسه فستخسرون هذه المرة، ومن أجل هذا عليكم بتطوير وبتغيير أنفسكم، وقد نجحنا في هذا والحمد لله".

وتابع: "وأثناء النجاحات قمنا بتطوير نظرتنا للحياة في ضوء التطورات التي تحدث على الأرض بشكل مختلف وعلى أساس مختلف، وهكذا كان إنشاء حزب العدالة والتنمية، لماذا أسسناه؟ كي نحل هذا الأمر، وننظر بنظرة جديدة إلى العالم، وبهذه الطريقة نأتي إلى المكان الذي علينا أن نكون فيه".

وأردف: "قمنا بهذه الخطوة وجئنا بمفهوم جديد للديمقراطية، وأرينا العالم كيف لمسلم أن يمارس السياسة، وكمثال جئنا بمفهوم جديد للعلمانية، قلنا إن العلمانية ليست بالشكل المفهوم في تركيا (وقتها)، العلمانية هي معيشة كل المجموعات الفكرية والدينية بالطريقة التي يريدونها، وقيام الدولة بتأمين كل المعتقدات، وهكذا خططنا الطريق، وهذا أمر أصبح موقع جاذبية للجماهير، وقمنا بهذا العمل الناجح".

بوصلة جلال الدين الرومي طورت حركتنا السياسية

وبين إنه تأثر بالعديد من الأدباء والشعراء والعلماء، وأحب من بينهم الشاعر جلال الدين الرومي (1207 - 1273)، مع أنه دخل السجن في فترة سابقة بسبب الشعر.

وفي رده على سؤال بشأن استشهاده بأبيات الشاعر جلال الدين الرومي وقدرته على إلقاء خطابات قوية ومؤثرة أمام الجماهير بالساعات، وكيف حصل على هذه الملكات الأدبية، قال الرئيس أردوغان، خلال المقابلة التي تم بثها مساء الخميس: "علاقتي مع الأدب بدأت منذ سنوات ثانوية الأئمة والخطباء (...)، ولي علاقة كبيرة مع الأدباء، وعلى رأسهم جلال الدين الرومي، وكذلك محمد عاكف، ونجيب فاضل".

وعن تذكره لصور جمالية أو أبيات من أشعار جلال الدين الرومي، قال الرئيس التركي: "هناك صورة فنية لجلال الدين الرومي عن البوصلة، هي كما أن أحد أطراف البوصلة يظل ثابتا بينما الطرف الآخر يطوف كل أرجاء الأرض؛ فعالم أفئدتنا هو كالبوصلة تماما، ولقد طورنا حركتنا السياسية بمفهوم أن إحدى قدمينا ثابتة فيما القدم الأخرى تطوف وتعانق كل أنحاء العالم".

الرئيس التركي استطرد متحدثاً عن نظرته للحياة، قائلا: "أنظر للحياة كالنحلة التي تنتج العسل؛ تقوم بجمع الأشياء المفيدة من الأزهار، ثم تنتج العسل المفيد، أما أن أكون دبورا فحاشا".

وتحدث أردوغان عن الفترة التي تعرض فيها للسجن في تسعينات القرن العشرين؛ حينما كان رئيسا لبلدية إسطنبول؛ بسبب أبيات ألقاها من الشعر.

وقال في هذا الصدد: "الإدارات في تلك الفترة لم تكن تحتمل حرية الرأي والتفكير".

وبين أن الأبيات الذي دخل من أجلها السجن قال في مقدمتها "مآذننا حرابنا، وقبابنا خوذاتنا، والمساجد معسكراتنا، والمؤمنون جنودنا".

أردوغان يتذكر: حينما كنت لاعب كرة سجلت أهدافاً كثيرة

وقال الرئيس التركي، إنه سجل الكثير من الأهداف خلال ممارسته للعبة كرة القدم، وكان حريصا دائما على التنسيق والعمل بشكل متناغم مع الفريق.

وعن بداياته مع لعبة كرة القدم، قال الرئيس أردوغان، خلال المقابلة التي تم بثها مساء الخميس: "كان عمري 15 أو 16 سنة حينما بدأت اللعب، وكان والدي لا يرغب في لعبي كرة القدم حينا بدأت، كنت ألعب دون علم أبي، كان يريد أن أهتم بدراستي وليس بكرة القدم".

وتابع: "بدأت في الفريق المبتدئ في ثانوية الأئمة والخطباء، وظللت معهم 6 سنوات، وبعدها انتقلت إلى فريق مؤسسة النقل التابع للبلدية وكان يلعب في الدرجة الثانية؛ حيث بدأت حياتي المهنية كموظف في هذه المؤسسة، ولعبت معهم 7 أشهر، ثم لعبت في نادي حينا المبتدئ، وبعد أحداث 12 من أيلول (تاريخ الانقلاب التي جرى في العام 1980) أنهيت لعب كرة القدم".

وعن المركز التي كان يلعب فيه، قال أردوغان: "لعبت في خطوط الهجوم الوسط والدفاع، لعبت في كل مكان عدا حراسة المرمى".

وعما إذا كان يتلقى إنذارات خلال اللعب، قال: "في حياتي الرياضية أخذت كارت أحمر لمرة واحدة، كانت قريبا دائما من المرمى وسجلت الكثير من الأهداف، كما أني كنت لاعبا جيدا في خط الوسط، كنت أُجيد الضغط في خط الوسط، كما كنت ناجحا في الدفاع، وكان أساتذتي يقدرونني، وكنت متناسق مع أصدقائي دائما، كنت حريصا وبالأخص في حياتي الرياضية على التناسق والعمل بشكل متناغم مع الفريق".

عِرض عليّ التوجه بيخت إلى جزر ليلة محاولة الانقلاب ورفضت

وكشف الرئيس التركي أن صاحب المكان الذي كان ضيفا فيه ليلة المحولة الانقلابية الفاشلة، منتصف يوليو/ تموز الماضي، عرض عليه التوجه بيخته السريع إلى جزر تركية أو يونيانية قريبة، لكنه رفض، وقال له :" ولدت في هذه الأرض وسأموت على هذه الأرض، ولا أفكر أبدا بالتوجه نحو مكان آخر".

وفي رده على سؤال ما إذا كانت رادوته مخاوف ليلة الانقلاب الفاشل من أن يكرر تجربة السجن التي تعرض لها في التسعينيات على خلفية ابيات شعر القاها، قال الرئيس التركي: "فكرت في أمر واحد، إن ناديت الشعب للميادين سيأتي الشعب للمطار ، شعبي سيأتي للميادين، قلت أن علي أن التقي بشعبي ، انتقلت من المكان الذي كنت فيه أولا بالمروحية إلى المطار، ومن المطار قلت أن هناك مكانان إما إسطنبول وإما انقرة وإلى آخر 5 دقائق لم يكن يعلم طيارنا حتى المكان الذي سيذهب إليه، وفي آخر 5 دقائق قلت له إسطنبول ، وحينما نزلت إلى المطار كان في المدرج 10 آلاف شخص بينما كان هناك 20 الف امام المطار ، كان هؤلاء الناس ينتظرون زعيمهم في تلك الأثناء ".

وعما إذا كان احد عرض عليه اللجوء تلك الليلة، قال أردوغان:" صاحب المكان الذي كنت ضيفا فيه قال ان هناك جزر تركية قريبة من المكان وفي الوقت نفسه هناك جزر يونانية، وان لديه يخت سريع جدا يمكن الانتقال من خلاله إليها، قلت له ولدت في هذه الأرض وسأموت على هذه الأرض، ولهذا الأمر لا أفكر أبدا بالتوجه نحو مكان آخر".

وأردف:"،اعتقادي الدائم إنه إذا اختبأ الزعيم وراء حجر فإن الشعب سيختفي وراء الجبل ، لهذا الأمر فإن الزعيم يظل دائما في الميدان حتى ياتي الشعب من خلفه".

مساحة إعلانية