رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

236

طهران.. عثرة تُعقد المسار السياسي في سوريا

03 نوفمبر 2015 , 12:45م
alsharq
القاهرة – بوابة الشرق

يبدو أن طهران هي الرابط بين أغلب المشاكل في المنطقة ففي سوريا تقف طهران موقف معاكس لأغلب دول المنطقة وتواصل دعم الأسد بشكل قوي، كما أنها تلعب دورًا بارزا في دعم الحوثيين في اليمن، بالإضافة إلى دورها الذي يمكن إهماله في العراق.

وتمارس إيران هوايتها في عرقلة المباحثات الإيجابية، حيث تقف عثرة أمام المباحثات الجارية في فيينا الهادفة إلى إيجاد مخرج سياسي للأزمة المتفاقمة في سوريا من مارس 2011، فما زال دعم طهران للرئيس السوري بشار الأسد بمثابة حجر يقف أمام أي توافق محتمل لإخراج البلاد من نفق الحرب.

تهديد وإصرار

فمع بداية المفاوضات في فيينا جاء تهديد إيراني بالانسحاب من المفاوضات، ليصب الزيت على النار، وذلك بعد 3 أيام فقط من المؤتمر، الذي تحضره طهران للمرة الأولى بمشاركة قوى عالمية كبرى، إذ ترك البيان الختامي للمؤتمر الباب مواربا أمام بقاء الأسد في السلطة من عدمه.

من جانبها تصر المملكة العربية السعودية على رحيل الأسد عن سدة الحكم ضمن أي مرحلة سياسية انتقالية يتم التوافق عليها، تصطف روسيا وإيران إلى جانب بقاء الرجل، في حين يلف الغموض موقف الولايات المتحدة بهذا الخصوص.

كان قد شارك في مباحثات فيينا، الجمعة الماضية، وزراء خارجية وممثلون عن روسيا والسعودية وتركيا والولايات المتحدة والصين ومصر والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وإيران والعراق وإيطاليا والأردن ولبنان وعمان وقطر والإمارات والمملكة المتحدة والأمم المتحدة.

عقدة الأسد

لا شك أن الأسد قد أصبح هو العقدة الرئيسية في الأزمة بشكل عام فبالرغم من أن مصير الأسد كان مطروحا بقوة من جميع أطراف المباحثات قبيل مؤتمر فيينا، فإن البيان المشترك لم يؤكد سوى على "جمع ممثلي الحكومة والمعارضة في سوريا في عملية سياسية تفضي إلى تشكيل حكومة ذات مصداقية وشاملة وغير طائفية على أن يعقب تشكيلها وضع دستور جديد وإجراء انتخابات".

لكن هذه النتيجة أيضا لم تروق لطهران، حليفة الأسد القوي في المنطقة، إذ قال نائب وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، إن "إيران لن تشارك في المحادثات إن لم تكن مثمرة"، الأمر الذي يشير إلى تملص طهران من المشاركة في مباحثات فيينا، والالتزام بمقرراتها، التصريحات الأخيرة للرئيس الإيراني حسن روحاني التي أبدى فيها استعدادا "مشروطا" للدخول في مفاوضات بشأن سوريا، بحيث تضمن نتائجها "إرساء الاستقرار والأمن في بلدان المنطقة".

ماذا تريد طهران؟!

التهديد الإيراني بالانسحاب يدل بقوة على موقفها من المفاوضات حيث أنها تريد مباحثات لا يكون الأسد هو موضعها، لكن على ما يبدو فإن طهران فهمت إشراك المعارضة في عملية سياسية انتقالية على أنه تمهيد لسحب البساط من تحت أرجل حليفها الأسد، وبالتالي هددت بالانسحاب من المفاوضات مبكرا دون أي يكون هناك بوادر ترجمة لما تم التوافق عليه في فيينا من وقف لإطلاق النار وعدم التدخل في شؤون الغير عبر إرسال قوات لها إلى سوريا.

وتصر طهران على أن لا يكون الرئيس السوري جزءا من المباحثات، ما ينذر بانهيار مخرجات مباحثات فيينا على غرار ما حدث بعد محادثات مماثلة في جنيف خلال الأعوام الماضية، وتواصل إيران إتباع سياسة العرقلة ولكن إلى متى؟!.

مساحة إعلانية