رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

734

عثمان واش: وثيقة الدوحة أنهت أسطورة الحاضنة الشعبية للحركات المسلحة

03 أكتوبر 2015 , 12:34ص
alsharq
الخرطوم/ عواطف محجوب

قال الأمين العام لحزب التحرير والعدالة وزير الدولة بالتعاون الدولي (عثمان أحمد فضل واش) أن أهالي دارفور استبشروا خيراً بوثيقة الدوحة لأنها أنهت أسطورة الحاضنة الشعبية للحركات المسلحة ولا وجود حقيقيا الآن لحركات عسكرية ناشطة في دارفور فقط تبقي قدرة السلطة على بسط هيبة الدولة..

وأشاد بالدعم المشهود والمقدر من دولة قطر من خلال التزامها بقيام المجمعات الخدمية كهدية من الحكومة القطرية وأسهمت بصورة فاعلة بتقديم الخدمات للنازحين في مواقع العودة الطوعية واصفا وثيقة الدوحة أنها وثيقة تاريخية للشعب السُوداني لأنها أسست لرؤية إجمالية لعملية السلام وقدمت حلول، وفيما يلي نص الحوار:

أربعه أعوام مضت من عُمر وثيقة الدوحة كيف تراها بعد قرار التمديد المُفاجئ؟

وثيقة الدوحة هي وثيقة تاريخية للشعب السُوداني، فأسست لرؤية إجمالية لعملية السلام وقدمت حلول لمشاكل ونزاعات متراكمة ووجدت الدعم والتأييد من أهل دارفور

ولكن الحلول لم تكن بالصُورة المطلوبة؟

صحيح أننا لا نستطيع أن نجزم بأنها هي حلول نهائية و لكن في النهاية هي جهود شاركت فيه أطراف عديدة ولاقت دعم وتأييد إقليمي ودولي وبدعم من المسهلين كان من المأمول على الأطراف العاملة أن تطور من أدواتها السياسية وإكمال الجهود التي بدأت.

رغم توقيع وثيقة الدوحة الأزمة لم تبارح مكانها ودارفور مازالت تشهد توترات؟

أريد أن أؤكد أن أهالي دارفور استبشروا خيراً بوثيقة الدوحة لأنها وجدت الدعم والتأييد وأسهمت في عودة الأمن والاستقرار كما أدت وثيقة الدوحة لإنهاء أسطورة الحاضنة الشعبية للحركات المسلحة ولا وجود حقيقيا الآن لحركات عسكرية ناشطة في دارفور والسلطة مسؤولة عن بسط هيبة الدولة..

كيف تنظرون للدور القطري في الإعمار والتنمية؟

دولة قطر بذلت جهودا كبيرة لاستكمال مرحلة الإعمار والتنمية التي تشهدها دارفور بفضل المساعدات القطرية وبفضل تلك الجهود تشهد دارفور أمنا واستقرارا فضلا عن عودة طوعية للعديد من القرى والمناطق مؤكدا تمسكهم بمنبر الدوحة لتحقيق السلام في دارفور مشيرا إلى أن هناك تجاوبا من العديد من الحركات المسلحة للانخراط في مسيرة السلام عبر وثيقة الدوحة..

هل هذا يعني أن هناك تخاذلا من المجتمع الدولي؟

هناك دعم مشهود ومعلوم وبرز ذلك من خلال المجمعات الخدمية التي أقيمت كهدية من الحكومة القطرية جاءت في إطار تقديم الخدمات للنازحين في مواقع العودة الطوعية ولكن إذا راجعنا أداء السلطة نشعر أنها أخفقت في هذا الجانب كما أن اللجان التي أنشئت لم تقدم أي جهد تذكر ولجنة المصالحة لم تقدم شيئاً ..

كثيرون اختلفوا ما بين مؤيد ومعارض لقرار التمديد كيف هو الحال بالنسبة لكم؟

القرار صائب فهو أعطى مساحة لإكمال الوثيقة ..

لكن من يقول بأن المُراجعة والتقييم هي التي يمكن أن تسبق قرار التمديد؟

يصعب جدا نمضي في العمل دون أن يكون هناك تقييم للتجربة فالأسباب الانشقاق داخل مكونات الحركة ناتجة من عملية الحوار الداخلي وكيفية تفعيل الجهاز السياسي وإدارة السلطة الإقليمية وعدم مُعالجة الإخفاقات أدى لانفجار الأوضاع داخل المؤسسة ..

الصراعات أجملها البعض بأنها ترجع لعدم قناعة الكثيرين للطريقة التي تُدار بها الحركة والسُلطة معاً؟

لعدم قناعة الأعضاء بالطريقة التي تُدار بها السُلطة فهي بالطبع غير مقنعة لكثيرين فلابد من مراجعة الأجهزة من قبل أجهزة الدولة المختلفة سواء كان البرلمان أو غيره لتسهيل عملية الرقابة وتطوير الأداء ودون تقييم ومراجعة أداء السلطة فإن النتيجة تكون صفراً.

لكن كثيرين عاتبون عليكم بأنكم لم تنتقدوا السلطة الإقليمية إلا بعد أن انتهت آجالها بعيد مرور أربعة أعوام؟

ليس صحيحاً نحن انتقدنا الأداء سواء كان داخل السُلطة أو خارجها قدمنا مراجعات من داخل الجهاز التنفيذي وكذلك في أجهزة الحركة وقلنا بالصوت العالي بأن الأداء غير مشرف...

حركة التحرير والعدالة فشلت في التعامل مع ملف السلام ولم تحسن الوضعية الجيدة لوثيقة الدوحة؟

هذا بعض ما نقوله بالرغم من الدعم الذي وجدته الحركة من قبل المجتمعات الدارفورية واعتبارها حركة رائدة في عملية السلام لم تكن الحركة في نفس الوقت مستعدة للدفع بمشروع عملاق مثل وثيقة الدوحة وتقاصرت قدرتها في أن تدفع بالمشروع وتساهم في عملية الحل وتكون نداً للمؤتمر الوطني الذي بقي في السلطة 26 عاما ..

إذن .. ما الذي يمنع أن تكونوا نداً للمؤتمر الوطني؟

مكونات الحركة كما هو معلوم تمت علي عجل فهي شتات لحركات دارفور فالأمل المرجو هو أن تكون هناك قيادة تعول عليها لأن تكون دافعة لعملية الوحدة والتماسك داخل أروقة الحركة

لكن من يقول إن ضعف الحركة وإخفاقها يؤكد على أنها حركة مصنوعة؟

لا نجزم أن ذلك صحيح أو خطأ لكن نعرف الظروف التي صاحبت تكوينها فالعلة كانت موجودة والقيادة الجديدة منحت ثقة حقيقية لأن تقوم بعملها بشكل مسؤول وتؤدي في عملية البناء في سبيل ذلك تنازلت الحركات بسلطات واسعة للرئيس..

يقال بأن السُلطات الواسعة التي مُنحت للرئيس كانت مسار جدل وخلافات عميقة بين المكونين للجسم؟

صحيح حصلت اعتراضات واسعة على منح الرئيس سلطات أكبر بسببه خرجت مجموعات عندما كُنا في الدوحة وسط هذا التشتت عولنا على سيسي ومنح صلاحيات واسعة لأن يقوم بالأداء لكنه أساء توظيفها وأصبح شخصية مفرقة أكثر من أن يكون شخصا جامعا.

تقصد أن من الأخطاء التي وقعت فيها حركة التحرير والعدالة هي منح صلاحيات أكبر لرئيسها آنذاك التجاني السيسي؟

أسهم في عملية التمسك بالفردية الكبيرة في إطار القيام بمهامه

إذن أين القيادة الواعية والصوت العاقل داخل الحركة؟

الأمر لم يكن سهلاً وتقديم الصلاحيات بهذا الحجم خضع لنقاش داخل مؤسسات الحركات كما قلت بسببها خرجت علينا شخصيات ومررنا بفترة عدم وجود قيادة لذا أردنا أن نمنح القيادة الجديدة صلاحيات لكنها أضافت لعملية أزمة التحرير والعدالة...

رغم ذلك يقولون إن المواطن الدارفوري فقد الثقة في القيادات ؟

صحيح الأداء كان ضعيفا جدا وطبيعي أن يفقد كثير منهم الثقة لكن النوايا الطيبة جعلتهم يتمسكون بالسلام والسودانيون عموماً سئموا الحرب رغم الأسى الكبير لعدم التنفيذ إلا أنهم متمسكون بالسلام ...

ألا توافقني بأن هُناك انفلاتا في بعض المناطق والدولة تشكل غياباً؟

هذه الانفلاتات ناتجة من سوء الإدارة التي مورست مما أحدث خللا في العملية الأمنية وكثير من الإشكاليات الأمنية التي وقعت جاءت كُلها نتيجة لعدم كفاءة الأداء السياسي للسُلطة الإقليمية أو غيرها ..

معسكرات النازحين مازالت تعج بالكثير بل إن هُناك تزايدا في أعدادهم ما الذي قدمته حركتهم لهذه الشريحة؟

السُلطة الإقليمية هي التي يجب أن تقدم لهذه الشريحة لأنه توفرت لها موارد حقيقة خلال السنوات الماضية ولكنها لم تقدم شيئاً للنازحين لكن ضعف أداء السلطة جعلها تفشل في أن تستقطب ولم تستطع أن تحرك المجتمع الدولي...

تتحدث عن المجمعات السكنية إذن لماذا يتمسك النازحون بالمعسكرات؟

المجمعات فقط هي خمسة ودارفور ذات مساحة واسعة أكبر من فرنسا فهناك عاملين لبقاء النازحين في المعسكرات هي أن السُلطة وحكومات الولايات لم يقدموا شيئاً بغية بسط هيبة الدولة الأمن وتوفر الخدمات بالإضافة إلى حاجة المجتمعات لحوار مجتمعي حقيقي.

كيف هو الطريق لفرض هيبة الدولة هل بقوة السلاح مثلاً؟

ليس بالسلاح بل بالتواجد الفاعل للعناصر القادرة أن تحمي الناس ووجود العدل والنيابات قادرة على أن تردع المنفلتين فالانتشار الحقيقي للدولة فلابد من أن يكون هناك انتشار مسؤول لأجهزة الضبط العدلية بغرض أن تعيش المجتمعات في أمان بالإضافة إلى الحاجة الماسة للحوار المجتمعي لقبول المجتمعات فيما بينهم والتواصل الطبيعي ..

إذن .. ما الذي يعطل الحوار بين المكونات الدارفورية؟

عدم همة السلطة فهناك موارد رصدت لكن لم يكن هناك جهد بذل لأن السلطة لم تبذل الجهد المطلوب منها وشكلت غياباً واضحاً وتقزمت عن التحديات التي حالت دون تقديم ما هو مطلوب من أساسيات لحياة طبيعية ...

مساحة إعلانية