رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

4753

"التدين الشكلي".. خطر يهدد مجتمعاتنا

03 يوليو 2016 , 12:12م
alsharq
هديل صابر

طايس الجميلي:التدين الشكلي خطر لن يحصده إلا الجيل الجديد

وسائل الإعلام والمناهج الدراسية والمساجد مسؤولة عن صقل شخصية المسلم الحق

من لم يؤمن بأن التدين بالسلوك..فتدينه أجوف

( فساد الدين أشد ضررا من غفلة الضمير ، واستغلال الدين أشد خطرا من مناصبته العداء ، ولزاهد محتال أحب الى الشيطان من ألف منغمس في لذائذه وشهواته ) عبارة قالها قديما الدكتور مصطفى السباعي وأوردها الأستاذ محمد عبد الله الأنصاري في الأقوال المأثورة التي نجدها على أوراق التقويم القطري الجداري وربما لاينتبه لها أحد ومنها هذه العبارة التي نراها اليوم تتجسد حولنا في شخصيات عديدة نلتقيها في أعمالنا وفي حلنا وترحالنا .

التدين الشكلي أو التدين المظهري وجهان لعملة واحدة، قد لا تعتبر في مجتمعاتنا بالظاهرة، إلا أنَّ لابد من دق ناقوس الخطر، للتحذير من انتشار هذه الأنماط فيما بيننا، في ظل الهجمة الشرسة التي تريد أن تنال من الإسلام وسماحته، لذا بات من الواجب طرحها لمناقشتها، وتداولها مع المختصين، لاسيما وأنَّ جميعهم اتفق على أنَّ التدين المظهري أو الدين الشكلي أشد خطورة على المجتمع من الكفر الصريح، وفي كليهما شرّ!.

وبالاستناد إلى بعض الأراء خلال التحضير لهذا التقرير، أكدَّ أحد المختصين أنَّ سيدنا عمر بن الخطاب قد حذر من هذه النوعية من البشر، حيث كان ابن الخطّابِ يعرِفُ أنّ المرءَ من الممكن أن يخلعَ دينه على عتبةِ المسجد ثم ينتعلَ حذاءَه ويخرجَ للدّنيا مسعوراً يأكلُ مالَ هذا، وينهشُ عرض ذاك!،كان يعرفُ أن اللحى من الممكنِ أن تصبحَ متاريسَ يختبىء خلفها لصوصٌ كُثر، وأنّ العباءة السّوداء ليس بالضرورة تحتها امرأةٌ فاضلة، كان يعرفُ أن السِّواكَ قد يغدو مَسنّاً نشحذ فيه أسناننا ونأكل لحوم بعضنا،كان يعرفُ أن الصلاةَ من الممكنِ أن تصبحَ مظهرا أنيقاً لمحتال، وأنّ الحجّ من الممكنِ أن يصبحَ عباءةً اجتماعية مرموقة لوضيعٍ، كان يؤمنُ أنّ التّديّنَ الذي لا ينعكسُ أثراً في السُّلوكِ هو تديّنٌ أجوف!.

وكان للداعية الإسلامي طايس الجميلي رأي، قال فيه "خذوا الإسلام جملة أو فدعوه، والمقصود هنا أنَّ من اتبع دين محمد صلى الله عليه وسلم، إما عليه أن يأخذه كله، أو يتركه كله، محذرا في مستهل حديثه من ازدواجية شخصية البعض، الذي يقوم على دينه في المحراب من صلاة وقراءة قرآن، إلا أنه عندما يخرج من المسجد وكأنه خلع دينه ليتحول إلى شيطان رجيم، موضحا مدى خطر التدين الشكلي على الجيل الجديد، الذي لا يدرك هل يكتسب سلوكيات والده العابد في المسجد، أم والده الفاسق خارج عتباته، والابنه هل تتشرب سلوكيات والدتها المتدينة، أم والدتها التائهة في عجلة الأيام، مؤكدا أن من ينتقي من الإسلام له خزي في الحياة الدنيا، وأشد العذاب في الآخرة، مستشهداً بقول الله تعالى (أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ).

وأضاف الشيخ الجميلي إنَّ الخزي الذي تحياه الأمة هو من التوجه الخطير الذي يواجه مجتمعاتنا، ولابد التأكيد على أن الإسلام لا يتجزأ، فهو عبادات وسلوك ومعاملات، كما كان الرسول صلى اله عليه وسلم وصحابته والتابعين يتفاعلون مع الدين الإسلامي، فلم يكن مقتصرا على الصوامع والمساجد بل كان في حياتهم اليومية وفي معاملاتهم، لافتا فضيلته إلى أنَّ هذا الأمر لن يتحقق إلا عندما تتناغم أجهزة الإعلام، والمناهج الدراسية، والمساجد، والفضائيات لتصب في مجرى واحد وهو تكريس مفهوم الإسلام الحق، البعيد عن ما يشوه الإسلام، أو يلفق صورة ظالمه عن الإسلام، حيث أنه متى يبلغ البنيان أشده مستشهدا ببيت الشعر القائل "متى يبلغ البنيان يوما تمامه..إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم"، فهذه السلوكيات والتصرفات الدخيلة أو الإنتقاء في الدين يهدم ما يبنيه الأخرون.

لافتا إلى أهمية عدم اغفال التوجه الجاد لبعض من الأخوه والأخوات الذين يرفضون مثل هذا النوع من الأساليب التي تمس في معالم شخصية المسلم الحقيقي، خشية على الجيل الجديد الذي سيتأثر بالغثاء الطافي على السطح، مؤكدا أنَّ هذه قضية غاية في الخطورة، ولابد أن تتكاتف الجهود لاجتياز المصاعب.

وفي محور آخر أكدَّ الداعية الجميلي أنَّ المراد من هذا الحديث هو أن يسعى الإنسان إلى الدين الحق، أي لايوجد هناك ملائكة على الأرض، ولايستطيع أي منا أن يحيا بصيغة الملاك، ولكن الإنسان لديه صفات الملائكة والشياطين، وهنا تكمن الخطوة إذا أصل للانحراف، لذا على الإنسان أن يعزز من دينه بالعبادات وبالأذكار وبالمعاملات التي تقربه إلى ربه ، فالأثام لا تذهب إلا بالعبادات الحقيقية التي ترقق القلب لا العبادات الشكلية التي تؤخذ للتحايل على عباد الله.

مساحة إعلانية