رياضة

393

الخريطيات.. الصمود في وجه التحديات الجديدة

كان الموسم المنصرم من أكثر المواسم صعوبة بالنسبة إلى الخريطيات منذ صعوده إلى دوري نجوم قطر، فقد كان على حافة الهواية، إذ تعلق مصير بقائه ضمن أندية الدرجة الأولى بيد الآخرين، وتحديدًا نادي الوكرة الذي خاض مباراة تاريخية مع الملك الذي غرق في بحر النواخذة رغم النتيجة التعادلية ورغم الخسارة التي تعرض لها الفريق أيضًا أمام أم صلال لينجو الخريطيات من الهبوط إلى الدرجة الثانية ويتيح له الحظ حياة جديدة لن تظهر ملامحها، إلا مع انطلاقة الموسم الجديد الذي ستعمل من خلاله لكل الفرق للظهور بالمستوى المتميز وتحقيق انتصارات متتالية من أجل احتلال مركز أفضل يتيح لها الصراع بقوة للظفر بلقب الدوري وللدخول إلى المربع الذهبي، بينما ستكون المعارك على أشدها للعديد من الفرق الباحثة عن البقاء والابتعاد عن شبح الهبوط في ظل القرار الجديد القاضي بهبوط أربع فرق إلى الدرجة الثانية، وهو القرار الذي من شأنه أن يدفع بإدارة النادي للتعاقد مع عناصر محترفة بإمكانها أن تتغير من شكل الفريق الذي عانى كثيرًا بسبب تراجع مستوى محترفيه في الموسم المنصرم، إذ كانوا عالة على الفريق ولم يتمكنوا من الابتعاد به منذ وقت مبكر من شبح الهبوط واحتلال مركز وسط بالمنطقة الدافئة. ورغم أن البوركيني يحيى كيبي أفضل السيئين بإحرازه عددا لا بأس به من الأهداف، إلا أنه في ذات الوقت أهدر الكثير من الأهداف التي كان من شأنها أن تحسن وضع الفريق في الكثير من المباريات إلى جانب تراجع مستواه وبطء حركته في التصرف مع الكرة بالشكل المطلوب لحظة التهديف، لذلك استغنى النادي عن خدماته إلى جانب السنغالي إسيار ديا الذي كان عالة على الفريق إلى حد كبير، ولم يقدم ما يشفع ببقائه ضمن صفوف الفريق، وينطبق الأمر أيضًا على الأردني حسن عبد الفتاح الذي كان بعيدًا عن مستواه أيضًا، ولم يقدم نصف مستواه الذي قدمه الموسم السابق، وكان من الطبيعي أن يكون خارج قلعة الصواعق في الموسم الجديد ليبقى فقط البرازيلي دومينجوس صخرة دفاع الخريطيات الذي يلعب دائمًا بقوة وحماس منقطع النظير، وكان أكثر اللاعبين تصحيحًا لأخطاء زملائه المدافعين ونال إشادة وتقدير كل المتابعين لدوري نجوم قطر بفضل قوة أدائه وروحه القتالية بشكل متواصل في كل المباريات.

ومجمل القول إن الخريطيات في الموسم الماضي لم يقدم المستوى المطلوب، وكاد يهبط إلى الدرجة الثانية لولا حظوظه الجيدة، ولكن ما حدث يظل درسًا لإدارة النادي والجهاز الفني بقيادة المدرب المتميز عمار أوسيم الذي لم يجد المساندة المطلوبة من اللاعبين لتنفيذ مخططاته الفنية وتكتيكاته المتميزة، فعانى كثيرًا من عدم اكتمال تشكيلته لفترة طويلة في ظل أن دكة الاحتياط لديه كانت فقيرة نسبيًا.

ونسبة للقدرات المادية المحدودة للنادي، فإن إدارته قد اجتهدت قدر المستطاع لتدعيم صفوف الفريق بعدد من العناصر الجيدة، ولكن في ذات الوقت لم تقدم هذه العناصر المستوى المتوقع، فكانت الغيابات هي السمة الأساسية لهؤلاء اللاعبين لتدني مستوى البعض، وربما لإصابات تعرضوا لها وعلى رأسهم المعار من الريان جار الله المري وعبد العزيز الأنصاري القادم من السد، وكذلك محمد ياسر القادم من الغرافة ومحمد عبد الرب المعار من السد، إذ كان يتوقع أن يقدموا خدمات أفضل من التي قدموها للفريق ليتأثر الفريق إلى حد كبير بذلك.

التعاقدات الجديدة

كان اللاعب المغربي إدريس فتوحي هو أول المنضمين إلى قلعة الصواعق في الموسم الجديد، إذ ينتظر الخريطيات أن يكون هو الإضافة الحقيقية للفريق والمساهم في النجاحات التي يعمل على تحقيقها الصواعق في الموسم القادم، والذي سيعد من أكثر المواسم قوة وإثارة بعد قرار تقليص عدد الفرق بهبوط 4 فرق دفعة واحدة الدرجة الثانية باختلاف طريقة الهبوط.

ووقع فتوحي بديلًا عن الأردني حسن عبد الفتاح، وكان اللاعب المغربي الحاصل على الجنسية الإندونيسية قد أظهر مستويات متميزة مع فريق عجمان الإماراتي.

محترفان.. إفريقي وإيراني

تبذل إدارة النادي بالتنسيق مع البوسني عمار أوسيم مدرب الفريق جهودا مكثفة هذه الأيام من أجل التعاقد مع لاعب هداف ليقود هجوم الفريق في الموسم الجديد بدلًا عن البوركيني يحيى كيبي الذي لم يقدم ما يشفع له بالبقاء خاصة في ظل التحديات الجديدة،

ويسعى الخريطيات أيضًا إلى حسم ملف اللاعبين المحترفين بالتعاقد مع لاعب آخر ربما يكون إيراني الجنسية ليحل مكان السنغالي إسيار ديا.

التغييرات الإدارية

لم يترشح أحد إلى منصب رئيس نادي الخريطيات، ليغلق باب الترشيحات ويصبح سعادة الشيخ خليفة بن ثامر آل ثاني رئيسًا للنادي، ود. هادي البريدي نائبًا له، حيث لم يترشح الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني لرئاسة النادي بعد سنوات عديدة بذل فيها كل الجهد لتحسين وضع الفريق الذي صمد بقوة بالدرجة الأولى وكسر قاعدة الصاعد هابط.

وسيكون د. هادي البريدي هو الوجه الجديد في المقدمة الإدارية، إذ ظل يتابع تدريبات الفريق بالنادي بشكل مستمر وينتظر أن يشكل إضافة حقيقية لإدارة النادي من خلال منصب نائب الرئيس. وتنتظر الإدارة مهام جسام في حسم ملفات اللاعبين المحترفين واللاعبين المواطنين، بالإضافة إلى تهيئة الفريق بشكل متميز من أجل دخول التحديات الجديدة بالموسم الجديد، إذ يتطلب الوضع تضافر وتكاتف كل الجهود إدارة وجهازا فنيا ولاعبين، ليدخل الفريق الموسم الجديد بأفضل صورة ممكنة.

نتائج ضعيفة

مع نهاية دوري نجوم قطر احتل الخريطيات المركز الثاني عشر برصيد 27 نقطة متفوقًا على الملك القطراوي بفارق الأهداف، فتمكن الفريق من تحقيق الفوز في 7 مواجهات فقط وتعادل في 6 مباريات وخسر 13 مباراة وأحرز 38 هدفًا واهتزت شباكه 47 مرة، ولعل المركز الذي احتله الخريطيات الموسم المنصرم والأرقام تؤكد أن الفريق قد عانى كثيرًا، وكان على حافة الهاوية والهبوط إلى الدرجة الثانية، ولكن حظوظه أبقته بدائرة الأضواء لتمنحه فرصة جديدة ليؤكد أنه جدير بالبقاء، وذلك بتحقيق نتائج مشرّفة في الموسم الجديد.

النقاط تسربت

قدم فريق الخريطيات مستويات جيدة في عدد من المباريات، ولكن الحظ لم يحالفه في الفوز بنقاط هذه المواجهات بسبب الأخطاء غير المقصودة من قبل الحكام في تقديرهم لبعض الحالات التي غيرت من مسار هذه المواجهات ليتضرر منها الفريق، وبالتالي يفقد عددا من النقاط المهمة التي كانت كفيلة بأن تبعده كليا عن صراع البقاء والابتعاد عن شبح الهبوط إلى الدرجة الثانية.