رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

1148

دراسة لمؤسسة حمد: ارتفاع معدل استخدام الشيشة والتبغ

03 مايو 2021 , 07:00ص
alsharq
تقرير: هديل صابر

كشفت دراسة استقصائية أجراها مركز مكافحة التدخين التابع لمؤسسة حمد الطبية، سعي دولة قطر للحد من انتشار التدخين الحالي بنسبة 5٪، وذلك تماشيا مع رؤية قطر الوطنية 2030، واستراتيجية وزارة الصحة العامة 2018-2022، معتبرة أنَّ الاتجاهات الناشئة في التدخين الإلكتروني واستخدام أجهزة التبغ والتي قد تؤدي إلى ارتفاع المرض والعبء الاقتصادي تشكل مصدر قلق بالغ.

وبينت الدراسة التي أجريت بهدف تحديد مدى انتشار تعاطي التبغ والأنواع الأخرى المتداولة بين البالغين من عمر 18 عاماً فما فوق من المواطنين والمقيمين في دولة قطر، وحصلت "الشرق" على نسخة منها، بأن نسبة انتشار التبغ بين البالغين في العينة التي شملتها الدراسة تصل إلى 25.2% لتقل هذه النسبة بنسبة حوالي 15% عن آخر دراسة تم إجراؤها في عام 2000 لنفس الفئة المستهدفة والتي بينت نسبة استخدام التبغ بين هذه الفئة كانت 36.5%، حيث أجريت الدراسة على 7 آلاف و921 من العاملين في القطاع الحكومي والجهات شبه الحكومية، وكذلك طلبة الجامعات، وبلغت نسبة الذكور 58.4% والإناث 41.6%، فيما كان نصف المشاركين تقريباً من القطريين بنسبة (47.6%)، حيث تم جمع المعلومات لهذه الدراسة الاستقصائية خلال الفترة من شهر مارس حتى شهر ديسمبر عام 2019؛ والتي كانت تهدف إلى معرفة سن البدء في تناول التبغ، تحديد أنواع ونسب استخدام مختلف أنواع التبغ، إلى جانب تحديد المعرفة والمواقف والممارسات تجاه التبغ والتدخين والعوامل المرتبطة باستخدام التبغ الحالي ودراسة اقتصاديات التبغ.

*انخفاض معدلات التدخين

وأعلنت الدراسة متوسط العمر لبدء التدخين 19.7 عاما في الدولة، حيث كانت بين المواطنين 18.6، وغير المواطنين 20.3، كما لوحظ ارتباط كبير بين استخدام التبغ والجنس، والجنسية، والعمر، والدخل الشهري، والعيش مع مدخن، والصحة.

وكانت الدراسة هذه أول دليل على انتشار أنواع مختلفة من تعاطي التبغ بما في ذلك تدخين المدواخ بين البالغين (قطريين وغير قطريين) 18 سنة فما فوق في قطر، والتي تعد بمثابة خط أساس للدراسات البحثية المستقبلية حول هذا الموضوع بناءً على مراجعة نتائج مسح التبغ السابق والحالي، حيث يتضح أن معدل انتشار تعاطي التبغ الحالي في قطر قد انخفض مما يوحي بأن تدابير مكافحة التبغ التي نفذتها الدولة كانت فعالة في الحد من استهلاكه، والتي تمثلت في اعتماد اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ، وتنفيذ قانون مكافحة التبغ لعام 2002 في قطر والذي تم تعديل بنوده في 2016، بالإضافة إلى برامج أخرى تتماشى مع رؤية قطر الوطنية لعام 2030، واستراتيجية وزارة الصحة العامة 2018-2022 وجهود مركز مكافحة التدخين في مؤسسة حمد الطبية في مكافحة التبغ والوقاية منه، بالاضافة الى الجهود المبذولة من قِبل وزارة الصحة العامة ودور مراكز الرعاية الصحية الأولية التي توسعت في توفير خدمات عيادات الإقلاع عن التدخين التي تتحمل التكلفة الكاملة لدعم وعلاج جميع القطريين وغير القطريين، إلى جانب زيادة الضرائب على منتجات التبغ التي تم تطبيقها في عام 2019 بنسبة 100% كانت لها الأثر في انخفاض معدل استيراد التبغ والحد من استخدامه بين المواطنين والمقيمين.

*أنواع التبغ

وقد أظهرت الدراسة أن السجائر كانت أكثر أنواع التبغ استخداماً بنسبة 42.8%، يليها الشيشة بنسبة 20.9%، بينما جاء المدواخ في المرتبة الثالثة بنسبة 3.2%، أما التبغ غير المدخن مثل (السويكة والتنباك) فكانت نسبة انتشارها 1.9%، في حين شكلت أنواع التبغ الأخرى الحديثة مثل السيجارة الإلكترونية انتشاراً نسبته 2% من إجمالي المشاركين بالدراسة.    

وتعد هذه الدراسة الأول من نوعها للتعرف على معدل انتشار المدواخ في قطر وتعتبر نسبة انتشاره أقل مقارنةً ببقية دول المنطقة، كما أظهرت الدراسة أن نسبة تعاطي التبغ غير المدخن (السويكة) كانت أعلى بين القطريين بنسبة (2.9%) مقارنةً بغير القطريين بنسبة (1.3%) ولكن هذه النسب تعد أقل مقارنةً بغيرها من دول المنطقة، أما بالنسبة لأشكال التبغ الأخرى والحديثة كالسيجارة الإلكترونية، فقد أظهرت الدراسة أن نسب استخدامها بين القطريين وغير القطريين كانت متقاربة (1.9% للقطريين، 2.0% لغير القطريين).

*ارتفاع معدلات تدخين الشيشة

وأكدت الدراسة أن نتائجها تشكل قاعدة للأدلة اللازمة لإعلام جهود البرمجة المتعلقة بالصحة ومبادرات التوعية المجتمعية الأخرى اللازمة في قطر، حيث يمكن استخدام نتائج الدراسة لإثراء توصيات السياسة الجديدة وتقديم تدخلات جديدة ذات صلة بالسياق المحلي لدولة قطر، كما يجب أن يؤخذ ارتفاع معدل تدخين الشيشة والتبغ المتعدد في الاعتبار عند تصميم برامج مكافحة التبغ لفهم القضايا المعقدة المحيطة بتعاطي التبغ في قطر بشكل أفضل، كما أنَّ هناك حاجة إلى مزيد من البحوث المبتكرة باستخدام منهجية صارمة لتوليد بيانات إضافية وتوجيه تطوير برامج الإقلاع عن التدخين القائمة على الأدلة. أيضًا، هناك حاجة ماسة لبحوث التدخل لتحديد أفضل الممارسات للحد من استخدام التبغ، حيث يعد استخدام التبغ مصدر قلق خطير للصحة العامة لأنه يسبب العديد من المشكلات الصحية الضارة، لذا كان الهدف من هذه الدراسة هو تحديد مدى انتشار تعاطي التبغ وأنواعه المختلفة المستخدمة بين عينة سكانية من البالغين 18 سنة وما فوق في قطر، حاولت الدراسة أيضًا تقييم سن البدء في استخدام التبغ، والاعتماد على التبغ، وتحديد العوامل المرتبطة باستخدام التبغ الحالي.

*افتتاح عيادات للإقلاع عن التدخين

وفي ظل الجهود المحلية التي تبذلها الدولة بهدف مكافحة التدخين، وتشجيع المدخنين على الإقلاع عنه، كان قد أعلن الدكتور أحمد الملا - مدير مركز مكافحة التدخين بمؤسسة حمد الطبية-، افتتاح عيادتين أخريين للاقلاع عن التدخين في كل من مستشفى الخور، ومستشفى القلب قريبا، لتضافا إلى عيادة الإقلاع عن التدخين في مستشفى الوكرة التي تم افتتاحها مطلع عام 2020 وأخرى في مستشفى حزم مبيريك والتي تم افتتاحها في يناير 2021، بهدف التسهيل على المراجعين في الحصول على الخدمات التي يقدمها المركز للراغبين في الاقلاع عن التدخين على مستوى الدولة، لافتا نسبة انتشار التدخين بين الفئات العمرية من 13-15 عاما تتراوح بين 15.7% بين الذكور، و8.7% بين الإناث، بناء على آخر دراسة للمسح العالمي الخاص بالشباب والتبغ التي قامت بها وزارة الصحة العامة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية عام 2018 في دولة قطر، مؤكدا دعم مركز مكافحة التدخين قرار حظر استخدام الشيشة في الأماكن العامة للحد من انتشار فيروس كوفيد-19 في دولة قطر، متطلعا الاستمرار في تطبيق هذا القرار حتى بعد انتهاء جائحة كوفيد-19 بهدف حمايه كافة أفراد المجتمع، إلى أنَّ هذا القرار يعود لوزارة الصحة العامة والوزارات المعنية في هذا الشأن.

* الوفاة المبكرة

وتجدر الإشارة إلى أنه يظل التدخين أحد عوامل الخطر الرئيسية التي تسبب الوفاة المبكرة والعجز في جميع أنحاء العالم على الرغم من أنه من المتوقع أن يكون استخدام التبغ في إقليم شرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية (EMR) قد انخفض بشكل طفيف، إلا أن عدد المدخنين كبير وتبقى القدرة على تحمل تكاليف السجائر أعلى مقارنة بالباقي من العالم، حيث يختلف انتشار التدخين بين بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بشكل عام، إذ تصل إلى 50٪ بين الرجال وحوالي 10٪ بين النساء، كما يكتسب تدخين التبغ قبولًا واسعًا بين الشباب في جميع أنحاء المنطقة باستخدام منتجات التبغ المختلفة.

مساحة إعلانية