اقتصاد

2741

السفير التركي لـ الشرق: اتفاقية التعاون الصناعي تفتح آفاقاً جديدة بين قطر وتركيا

أكد سعادة السيد فكرت أوزر، سفير الجمهورية التركية لدى الدولة، أهمية اتفاقية التعاون الصناعي والتكنولوجي بين حكومة دولة قطر وحكومة الجمهورية التركية.

وافق مجلس الوزراء الموقر في اجتماعه الأخير على اتخاذ الإجراءات اللازمة للتصديق عليها، وأوضح سعادة السفير في اتصال مع الشرق أن هناك فوائد كبيرة متوقعة من هذه الاتفاقية التي ستفتح آفاقا جديدة للبلدين الشقيقين وتعزيز شراكتهما الإستراتيجية في مجالات الصناعات والتكنولوجيا.

ونوه سعادة السفير بأن تركيا تحتضن مختلف الصناعات، الكبيرة والمتوسطة والصغيرة، وتلبي هذه الفئات مختلف الاحتياجات القطرية في أي مستوى من المستويات، مضيفا إن دولة قطر تعمل على تحقيق الاكتفاء الذاتي، وهذه الاتفاقية تخدم هذا الهدف وتفتح مجالات جديدة للتعاون في المجال الصناعي بين البلدين. وأشار سعادة السفير إلى أن البلدين يمتلكان الآليات والوسائل الكفيلة بتحقيق الفائدة المرجوة من هذه الاتفاقية، وبالنظر إلى ما تمتلكه قطر من وسائل وموارد ومشاريع استراتيجية، تمتلك تركيا مناطق صناعية متكاملة في مختلف المدن التركية، وفي كل مدينة من هذه المدن بنية تحتية صناعية متكاملة ومجهزة بأحدث التقنيات والتكنولوجيا الحديثة، والدولة التركية تشجع وتقدم الحوافز لنمو وتطور هذه الصناعات في مختلف المدن حسب الشروط المحددة لذلك والأهداف التي تسعى إليها كل منطقة صناعية، وهذه الصناعات ستوفر كل المتطلبات التي تحتاجها قطر، وهذا التعاون سيكون مثمرا وبناء بإذن الله.

التبادل التجاري

وعلى صعيد التبادل التجاري بين البلدين، أوضح سعادة السفير في حديثه لـ الشرق أن حجم التبادل التجاري بين البلدين الشقيقين في تطور ونمو مستمرين، وأحدث البيانات تشير إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ 2.1 مليار دولار في عام 2019، منها 1.1 مليار دولار صادرات تركية إلى قطر، و1 مليار دولار صادرات قطرية إلى تركيا. وهذه الأرقام تشير إلى حصول زيادة في حجم الصادرات التركية إلى قطر بنسبة 10 % خلال العام. كما شهد التعاون السياحي بين البلدين تطورا كبيرا فقد زاد عدد الزوار القطريين إلى تركيا من 97 ألف زائر في 2018 إلى أكثر من 100 ألف زائر في 2019. وأعرب سعادة السفير عن تطلع البلدين الشقيقين إلى المزيد من تعميق الشراكة الاستراتيجية في مختلف المجالات وهو ما ستسهم في تحقيقه مثل هذه الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تم توقيعها بين حكومتي البلدين.

اتفاقيات متعددة

وترتبط قطر وتركيا باتفاقيات متعددة تعزز الشراكة القائمة بين البلدين، وأسهمت أعمال الدورة الخامسة للجنة الإستراتيجية العليا بين دولة قطر والجمهورية التركية التي عقدت في الدوحة بتاريخ 25 نوفمبر 2019 برئاسة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى وفخامة الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس الجمهورية التركية، في الارتقاء بحجم هذه الشراكة لمستوى تطلعات القائدين والشعبين الشقيقين. وخلال الدورة الخامسة، تم التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم منها التعديلات المدخلة على الاتفاقية المتعلقة بترتيبات اتفاق تبادل العملات الثنائية (الريال القطري والليرة التركية) بين مصرف قطر المركزي وبنك تركيا المركزي، واتفاقية التعاون الصناعي والتكنولوجي بين حكومة دولة قطر وحكومة الجمهورية التركية، ومذكرة تفاهم بين هيئة مركز قطر للمال ومكتب التمويل التابع لرئاسة الجمهورية التركية، ومذكرة تفاهم بين وكالة ترويج الاستثمار في دولة قطر ومكتب الاستثمار التابع لرئاسة الجمهورية التركية، ومذكرة تفاهم للتعاون في مجال التخطيط المدني بين حكومة دولة قطر وحكومة الجمهورية التركية، وإعلان نوايا مشترك بشأن إنشاء مختبر لتسهيل التجارة وتعزيز حماية المستهلك بين الهيئة العامة القطرية للمواصفات والتقييس في دولة قطر والمعهد التركي للمواصفات في الجمهورية التركية.

وأعرب الجانبان في أعقاب اجتماع اللجنة عن رضاهما للزيادة المستمرة في حجم التجارة الثنائية وتعهدا برفعه إلى مستوى يتناسب مع عمق مستوى العلاقات السياسية. وتحقيقاً لهذه الغاية، أكدا التزامهما بإتمام عملية المصادقة على اتفاقية الشراكة التجارية والاقتصادية التي تم التوقيع عليها في الدورة الرابعة للجنة الاستراتيجية العليا. كما رحبت اللجنة بالاهتمام المتزايد للشركات القطرية بالاستثمار في تركيا، وعبرت اللجنة عن رضائها عن تعزيز التعاون في المشاريع المرتبطة بنهائيات بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022. ورحب الجانب القطري بمشاركة الشركات التركية في مشاريع تطوير البنية التحتية المتعلقة بنهائيات بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، وخطتها لرؤية قطر الوطنية 2030. اتفق الطرفان على رفع مستوى مشاركتهما في مشاريع البنية التحتية الخاصة بهما. أكدت اللجنة أهمية دور الغرف التجارة في كل من البلدين في تعزيز الفرص الاستثمارية.

ازدهار كبير

وترتبط قطر وتركيا بعلاقات اقتصادية قوية واستراتيجية ترتكز على التبادل التجاري، حيث شهدت هذه العلاقات في السنوات الأخيرة ازدهارا كبيرا شمل مختلف المجالات والنشاطات الاقتصادية، كما توجت هذه العلاقات بالعديد من الاتفاقيات في مختلف المجالات. وإلى جانب التعاون الاقتصادي، تقام في الدوحة سنويا نسخة من معرض إكسبو تركيا ضمن جهود البلدين لتوطيد أواصر التعاون بينهما، وإقامة استثمارات مشتركة تسهم بزيادة حجم التبادل التجاري بينهما، وتتنوع الشركات التي يضمها المعرض لتغطي مجالات العقارات، والبناء، وتكنولوجيا المعلومات، والأثاث، والصحة، واللوجستيات، والنسيج، والطاقة، والسياحة وغيرها. ويبلغ عدد الشركات التركية العاملة في قطر برأس مال قطري وتركي مشترك، 242 شركة، فيما يصل عدد الشركات ذات رأس المال التركي الخالص، حوالي 26 شركة. وتعد دولة قطر من أهم المستثمرين في تركيا، حيث وصلت استثماراتها هناك إلى 23 مليار دولار، أما حجم التجارة بين البلدين فيزيد على ملياري دولار، وهو ما يعكس حرص وتصميم البلدين على زيادة حجم التجارة والتعاون بينهما، بشكل يلبي مصالحهما وأهدافهما المشتركة، وتركز الاستثمارات القطرية على مجالات مختلفة في مقدمتها القطاع المصرفي التركي، وقطاعات الطاقة، والتصنيع، والسياحة، والعقارات، والزراعة، إضافة إلى التصنيع العسكري الذي يعتبر واجهة من أهم واجهات الاقتصاد التركي الحديث.

اقرأ أيضاً

التزام قطري بدعم الوعي البيئي والاستدامة

النفط يعزز مكاسبه الأسبوعية 2 %

2.92 مليار ريال زيادة في القيمة السوقية للبورصة

أخبار ذات صلة

إريكسون وأريدُ قطر تعززان خاصية «موفّر الطاقة المؤتمت»

مدير المجلس الاقتصادي الوطني الأمريكي: مجلس الاحتياطي مطالب بخفض أسعار الفائدة في اجتماعه المقبل