رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

518

الحوثيون.. من جماعة دينية إلى عنف ونزاع سياسي

02 سبتمبر 2014 , 12:16م
alsharq
القاهرة، صنعاء - بوابة الشرق، وكالات

كان الحوثيون، في تسعينيات القرن الماضي، يقطنون بلدة صغيرة في محافظة صعدة، شمالي اليمن، تدعى "مران"، لكن الجماعة التي ظلت "مُجرّمة وغير شرعية"، طيلة عقدين، انخرطت في الثورة التي أطاحت بالنظام السابق في العام 2011، لتحصد ثمارا سياسية كبيرة.

ثمار الثورة

مكنت الثمار السياسية الحوثيين من المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني، مارس 2013 - يناير 2014، وانتزاع مكاسب عديدة، وتمدد غير مسبوق، انتهى بعد اجتياحهم لبلدات الشمال اليمني بتطويق مسلح للعاصمة صنعاء، مؤخرا، تحت مبرر "إسقاط الحكومة".

بداية ثقافية

تشكلت النواة الأولى للحوثيين، أو ما عُرف مؤخراً بـ"أنصار الله"، بمجموعة شبابية أُطلق عليها "منتدى الشباب المؤمن"، في العام 1992، على يد محمد عزان، ومحمد بدر الدين الحوثي، لكنهما لم يستمرا طويلاً، فحدثت انشقاقات في صفوفهم، تحول على إثرها، اسم المنتدى كمدلول ثقافي فكري، إلى مدلوله السياسي، فأصبح "تنظيم الشباب المؤمن"، وتفرّغ حسين بدر الدين الحوثي "قتلته القوات الحكومية منتصف عام 2004" لقيادة التنظيم الجديد، تاركاً مقعده في البرلمان اليمني كنائب عن محافظة صعدة، وبرز والده، بدر الدين الحوثي، كمرجعية عليا للتنظيم، وتم إقصاء الآخرين بعد خصومات بين الطرفين، اتُهم فيها "تنظيمَ الشباب المؤمن" بالانقلاب على مبادئ الزيدية.

أهداف دينية

ووضع التنظيم لنفسه ابتداءً أهدافاً لا علاقة لها بالسياسة، من قبيل تعليم الشباب "العلم الشريف"، بمختلف أنواعه، وإعداد الداعية إلى الله، ثقافياً وأخلاقياً وروحياً وسلوكياً، لكنّ هذه الأنشطة الدينية تحولت إلى مشروع سياسي مع قيام الوحدة اليمنية في مايو 1990، تمثلت في ظهور عدة أحزاب شيعية في البلاد، لم يصمد منها سوى حزبين، هما "الحق"، و"اتحاد القوى الشعبية".

وانقلب حسين الحوثي، في نهاية العام 2001، على "تنظيم الشباب المؤمن"، وأعلن رفض منهجه وأهدافه، وجعل من محاضراته بديلاً للمنهج السابق، وذهب في اتجاه آخر، انتهى به إلى مواجهة الدولة عسكرياً عام 2004.

رفض النظام الجمهوري

كان الحوثيون، في الأصل زيديون، على المذهب "الهادوي"، لكن زعيمهم حسين الحوثي اعتنق المذهب الإثنا عشري "الجعفري"، رغم أنه كان أحد كبار علماء الزيدية الشيعية.

ومن الناحية العقائدية لا يؤمن الحوثيون بالنظام الجمهوري، ولا بالدستور والقانون اليمني، ويعتبرون الثورة اليمنية انقلاباً على نظام الإمام وعلى الحكم الشرعي، رغم قيامهم، في المظاهرات التي يقودونها في العاصمة صنعاء الأيام الماضية، برفع العلم اليمني.

ارتباط بإيران

ارتبطت نشأة المذهب الزيدي في اليمن بالأئمة الذين حكموا البلاد لعقود من الزمن، لذا لا يمكن فصل نشر المذهب الزيدي عن سيطرة الأئمة على مناطق اليمن، وتوسعهم فيها، قبل أن تطوى صفحتهم ثورة 26 سبتمبر 1962.

وتؤكد الشواهد التاريخية الدور البارز لثورة الخميني في إيران عام 1979، في زيادة نشاط المشروع الشيعي في اليمن، فبدأ أول تحرك مدروس لهم في العام 1982 على يد العلامة، صلاح أحمد فليتة، في محافظة صعدة، والذي أنشأ في العام 1986 اتحاد الشباب، وكان من ضمن ما يتم تدريسه مادة عن الثورة الإيرانية ومبادئها، وفي العام 1988 تجدد النشاط بواسطة بعض الرموز الملكية التي نزحت إلى المملكة العربية السعودية، عقب ثورة 1962، أي بعد سقوط دولة الأئمة وقيام الجمهورية، وعادوا بعد ذلك وكان من أبرزهم العلامة مجد الدين المؤيدي، والعلامة بدر الدين الحوثي، ويُعد الأخير الزعيم المؤسس للحركة الحوثية، والأب الروحي لها.

تنظيم الشباب المؤمن

وبإعلان الوحدة اليمنية، في 22 مايو عام 1990، أتاح الدستور الجديد لدولة الوحدة، التعددية السياسية، وكفل حق الأحزاب والجماعات السياسية في الإعلان عن نفسها، فظهرت الأحزاب والتنظيمات السياسية، خصوصاً السرية منها، إلى العلن، ومن بينها تنظيم الشباب المؤمن، أو ما سُمّيَ بعد ذلك بـ"حركة الحوثيين"، وبدأ التنظيم بإنشاء مراكز تعليمية لتدريس المذهب الشيعي، ضمن منهج دراسي خاص به.

وبدأت الحركة الحوثية "أنصار الله"، أولى خطواتها كتجمع ثقافي دعوي يعتنق فكر الفرقة الزيدية، ويمثل أقرب الفرق الزيدية إلى السنة، "بدون تصريح من الجهات المعنية"، لكن مع ظهور نجم حسين الحوثي، تحولت إلى حركة سياسية تحت عدة لافتات، مثل حزب الثورة الإسلامية، وحزب الله، وحزب الحق، واتحاد القوى الشعبية اليمنية، وجميعها أحزاب ذات خلفيات شيعية.

وشاركت جماعة الحوثيين في مؤتمر الحوار الوطني الشامل، الذي انطلق في 18 مارس 2013، تحت مسمى "أنصار الله"، كمحاولة منها لتغيير الصورة النمطية للجماعة لدى الرأي العام، والتي رسمتها الحرب عنهم، وحققت من وراء تلك المشاركة مكاسب سياسية كبيرة وفقا لمراقبين.

مناطق الانتشار

تحول الحوثيون من جماعة دينيية لجماعة لها تأثير سياسي باليمن

ينتشر الحوثيون في مناطق التواجد الزيدي، أي محافظات الشمال اليمني، وتنشط أفكارهم حيث الجيوب الشيعية في البلاد.

وتعتبر محافظة صعدة، شمالي اليمن، المعقل الرئيسي لحركة الحوثيين، ومنها انطلقت الجماعة نحو توسيع رقعة البلدات التي تسيطر عليها.

وخاض الحوثي معارك شرسة على تخوم محافظة عمران الشمالية والقريبة من صعدة، واستطاع، في الـ8 من يوليو الماضي، إحكام سيطرته على عمران، وبدأ منذ ذلك الحين، يزحف باتجاه صنعاء، وها هو اليوم يحاصر صنعاء ويُسيّر مظاهرات حاشدة في قلب العاصمة.

تمويل الحوثيين

اتهمت الحكومة اليمنية، أكثر من مرة، الحوثيين بتلقي الأموال من إيران، وتحدث الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، صراحة عن تدخل إيراني في اليمن والقبض على خلايا تابعة لها في صنعاء أثناء زيارته للولايات المتحدة في سبتمبر 2012، كما أن وزير الخارجية اليمني السابق، أبو بكر القربي، دعا في 13 ديسمبر2009 إيران إلى التوقف عن دعم الحوثيين، لكن الحوثيين ينفون اتهامات الحكومة اليمنية لهم بتلقي الدعم من ايران، متهمين النظام اليمني بأنه يسعى من خلال ذلك، إلى صرف الانتباه عن الدور السعودي في اليمن.

اقرأ المزيد

alsharq  العمل الإنساني العالمي.. مفاهيم راسخة تمثل الضمير الحي للبشرية

يعد اليوم العالمي للعمل الإنساني، الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2008 ويُصادف 19 أغسطس من كل... اقرأ المزيد

192

| 18 أغسطس 2025

alsharq إيطاليا تغرّم شركة ملابس صينية شهيرة مليون يورو.. ما حقيقة المواد المستخدمة؟

غرّمت هيئة مراقبة المنافسة الإيطالية، اليوم الإثنين، الجهة المسؤولة عن المواقع الإلكترونية في أوروبا لمجموعة شين للتجارة عبر... اقرأ المزيد

294

| 04 أغسطس 2025

alsharq مشاريع الطاقة الشمسية في قطر.. طاقة خضراء في أعماق الصحراء

في ظل العديد من التحديات العالمية المتصلة بالتغيرات المناخية، يبقى البحث عن مصادر جديدة لطاقة نظيفة ومستدامة مسعى... اقرأ المزيد

254

| 28 يوليو 2025

مساحة إعلانية