تقارير وحوارات

18121

إجازة الطلاب بين لهيب الفراغ ونار الألعاب الإلكترونية

أكد عدد من المختصين وأولياء الأمور أن الألعاب الإلكتروينة أصبحت ادمانا لدى معظم الأبناء وباتت ممارستها بشكل مستمر تشكل خطورة بالغة عليهم وعلى سلوكياتهم، داعين إلى استغلال الاجازة الصيفية بما يعود بالنفع على الأبناء ومحاولة ابعادهم عن الالعاب الافتراضية والأجهزة الالكترونية التي تستنزف أوقاتهم وطاقاتهم وتؤثر على عقولهم وتهدد مستقبلهم، وتحد من ادراكهم لما لها من تأثيرات خطيرة على الجسد والعقل، وذلك بوضع جدول مخصص للإجازة الصيفية يتضمن ترفيها ورياضة وممارسة الهوايات وغيرها.

ويتجه غالبية الأبناء الى استغلال الاجازة الصيفية بشكل خاطئ وربما ينعكس عليهم سلبا، في ظل اهمال مراقبتهم من قبل أولياء الامور المعنيين في الاهتمام بهم ومراعاتهم والاشراف عليهم، والعمل على حثهم لاستغلال الاجازة الصيفية بما ينفعهم ويطور من مهاراتهم وقدراتهم العقلية والذهنية والبدنية والصحية، إذ إن غياب الرقابة على الأبناء خلال الإجازة وعدم توجيههم التوجيه الصحيح يجعلهم يتجهون إلى الألعاب الالكترونية التي تشكل خطرا جسيما عليهم وتؤثر على تصرفاتهم وسلوكهم.

ودعا مختصون واولياء أمور في استطلاع أجرته معهم "الشرق" إلى وضع خطط للإجازة الصيفية وذلك من خلال الحاقهم بالمراكز الشبابية التي تقيم فعاليات نافعة وذات قيمة لهم بالاضافة إلى تشجيعهم على ممارسة العمل الطوعي لخدمة المجتمع والانسانية عبر عدد من المؤسسات المعنية بالعمل الإنساني في الدولة، مؤكدين أن الأنشطة والبرامج التفاعلية التي تنظمها هذه المراكز تنعكس نتائجها إيجابيا على الأبناء من خلال سلوكياتهم اليومية وتعاملهم مع الأسرة والمحيطين بهم.

خالد فخرو: وضع خطة للإجازة تتضمن العمل التطوعي

قال خالد فخرو: في السابق كان الأبناء بالأندية الرياضية والانشطة الصيفية خلال الاجازات الصيفية، وذلك للاستفادة منها فيما ينفع الأبناء ولا يضرهم، ولكن مع تقدم السنوات وطفرة التكنولوجيا التي يشهدها العالم أجمع ودخول الالعاب الالكترونية تقلص الامر واصبح التركيز على ممارسة الألعاب الإلكترونية بشكل أكبر بين أوساط الأبناء من مختلف الفئات العمرية والشباب أيضا، وهو ما يدعو الى القلق نتيجة التأثيرات السلبية عليهم.

وأضاف من النتائج والآثار السلبية على الأبناء أن عدد كبير من الاطفال اصيبوا بضعف البصر بسبب كثرة ممارسة الالعاب الالكترونية، وارتدائهم للنظارة في سن مبكرة، وذلك غالبا ما يكون نتيجة اهمال أولياء الامور لأبنائهم.

وأوضح أنه من الممكن الاستفادة من الاجازات الصيفية للشباب من خلال الالتحاق بالتطوع مع الهلال الاحمر القطري، والمشاركة بأن يكونوا منظمين في كأس العرب الذي سيقام بالدولة قريبا، والمشاركة أيضا في الفعاليات الاخرى.

اما بالنسبة للأبناء اليافعين أوضح فخرو: لا بد من مراقبتهم وابعادهم عن الالعاب الالكترونية وذلك من خلال استغلال أوقات فراغهم بالقيام بأنشطة مختلفة وممارسة الرياضة وتطوير مهاراتهم مما يعود اليهم بالفائدة العامة بدنيا وذهنيا، داعيا إلى ضرورة مراقبة الأبناء، والحاقهم بالمراكز الشبابية التي تقيم فعاليات نافعة وذات قيمة لهم، حيث ان الاستفادة من هذه المراكز ينعكس ايجابا عليهم.

 د. محمود عبدالعزيز: المسلم مُحاسب على إهدار وقته

قال الدكتور وفضيلة الشيخ محمود عبد العزيز: إن من المواسم التي ينقسم فيها الناس في كيفية الاستفادة منها، موسم الإجازة الصيفية، حيث توفر الوقت الكبير مع قلة المشاغل، وراحة البال، وفي بعض الأحيان وفرة المال، فالتوفيق والتسديد في استغلال هذه الإجازة منحة ربانية، وأُعطية إلهية، إذ لابد من الدعوة إلى شغل وقت الأبناء بما ينفعهم، والابتعاد عن الملهيات وما يؤثر على الأبناء مثل الالعاب الالكترونية التي باتت الوسيلة والخيار الوحيد لدى غالبية الابناء للاستمتاع في اوقات فراغهم والاجازة الصيفية، وهو ما قد يضيع الوقت دون الاستفادة من هذه الاجازة.

وأضاف: إن استغلال الإجازة بتحصيل العلم النافع، فإن طلب العلم وتعلُّم العلوم الشرعية من أعظم القربات، مشددا على أهمية استغلال هذه الاجازة وجعلها نقطة تحول في حياة الأبناء يستفيدون منها ويتعلمون فيها ادارة أوقاتهم ومعرفة ثمن الوقت وكيفية المحافظة عليه دون الاستفادة منها، لأن المسلم سوف يسأل عن الوقت "العمر" فيما أفناه وقضاه ودعا الى الحرص على شغل الوقت في اكتساب بعض المهارات والحرف التي تعود بالنفع على الأبناء.

ظبية المقبالي: إشراكهم في أنشطة تنفعهم بدنياً ونفسياً

قالت ظبية حمدان المقبالي مرشد نفسي مجتمعي: إنه مع وجود واستمرار أزمة كورونا، والطقس الحار صيفا، تفضل معظم الأسر التواجد في الاماكن العامة المغلقة مثل المجمعات التجارية، او البقاء في المنازل، إذ يستوجب الامر مراقبة الأبناء أولا ومحاولة ابعادهم عن الالعاب الالكترونية بقدر المستطاع ثانيا، ويكون ذلك بتنظيم رحلات بحرية لهم لممارسة هواية السباحة والرياضة الشاطئية التي تعود على الأبناء بالنفع وتكسبهم اللياقة البدنية والذهنية العالية مما شأنه يقوي اجسادهم وينشط أذهانهم، كما من الممكن أيضا ممارسة ألعاب أخرى تقليدية وشعبية فيها حركة كثيرة تسهم بإبعادهم عن الالعاب الالكترونية.

وأضافت: إن للأجهزة الالكترونية تأثيرات كبيرة على سلوكيات الأبناء ونفسياتهم، وفي حال الاستخدام المفرط لها واهمال أولياء الامر يجعل الأبناء ضحية للألعاب الالكترونية.

ودعت أولياء الامور إلى وضع جداول تتضمن فعاليات منزلية مختلفة وذلك في حال بقاء الأسرة في المنزل، وتتضمن أيضا اقامة فعاليات وأنشطة خارجية مثل زيارة الشواطئ مع اعتدال الأجواء ليلا وغيرها من الأنشطة الاخرى ذات الفائدة.

مبارك السهل: إبعادهم عنها مسؤولية مشتركة بين الزوجين

يرى مبارك يوسف السهل أن ابعاد الأبناء عن الألعاب الالكترونية مسؤولية مشتركة بين الزوجين، وهما معنيان بمتابعة ومراقبة الأبناء في كل وقت، ومحاولة إبعادهم عن مثل هذه الألعاب التي تؤثر عليهم بشكل كبير، موضحا أنه يوجد العديد من الالعاب والانشطة التي من الممكن الاستفادة منها والاستمتاع بها بعيدا عن الالعاب الالكترونية، حيث يتطلب الامر من اولياء الامور استغلال الاجازة الصيفية بحث الأبناء على ممارسة هواياتهم، وتنظيم رحلات لهم بحيث يتم ابعادهم عن التكنولوجيا ووسائلها المتنوعة والتي يدخل من ضمنها الالعاب الالكترونية.

وأوضح من الممكن الحاق الأبناء بالمراكز الشبابية التي اتجهت معظمها إن لم يكن جميعها لإقامة فعاليات وأنشطة متنوعة "أونلاين" من الممكن إلحاق الأبناء بها والاستفادة منها داخل المنزل، خاصة أن غالبية هذه الانشطة ذهنية وأخرى رياضية تساعد على الحركة والنشاط.

م. محمد السقطري: تسبب الانفعال الزائد والتوتر الجسدي

ولفت مهندس محمد السقطري مهندس تكنولوجيا معلومات، إلى ان نسبة كبيرة من الأبناء يمارسون الالعاب الالكترونية بشكل مفرط يوميا مما أثر عليهم وعلى تصرفاتهم وحركاتهم الجسدية أيضا، إذ ان بعضهم اصبح لا يسيطر على حركاته الجسدية اللاإرادية نتيجة كثرة الحركة وزيادة الانفعال والتوتر الجسدي.

وأضاف: إن ما يفعله بعض أولياء الامور بأبنائهم من حيث عدم متابعتهم أو ابعادهم عن الالعاب والاجهزة الالكترونية جعلهم يدمنون هذه الاجهزة والألعاب ولا يستطيعون التخلي عنها، مما يستدعي التدخل لعلاجهم من إدمان الاجهزة والألعاب الالكترونية التي يحتوي بعضها على فكر ومحتوى خطير جدا لا يتناسب مع ديننا الإسلامي ولا مع القيم والعادات والتقاليد الإسلامية.

ونوه الى ان الالعاب منتشرة على نطاق واسع وولي الامر ربما لا يدرك ما هي الالعاب المناسبة بحسب أعمار الأطفال، لذا على الاهل الاستعانة بالبرامج الأبوية الالكترونية الخاصة بالتحكم بأجهزة الأبناء بشكل عام، مما يساعدهم على التحكم بأوقات اللعب واختيار اللعبة المناسبة، وكذلك وقت استخدام الإنترنت، مما يسهل عملية ضبط الأبناء، علما بأنها برامج مجانية من نفس الشركات التي توفر الأجهزة الالكترونية.

اقرأ أيضاً

 اليوم الدولي لمنع استغلال البيئة في الحروب.. نداء جماعي من أجل السلام والاستدامة

"المشروع المعجزة" بالسعودية.. 4 ساعات من الرياض لجدة براً وتحول مرتقب في الربط مع دول الخليج

هام للمسافرين.. تعرف على المسموح به على الطائرة بشأن الشواحن المتنقلة والسجائر الإلكترونية

أخبار ذات صلة

وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل في سوريا: مشاركتنا في المؤتمر الإسلامي لوزراء العمل بالدوحة يكرس عودة سوريا إلى محيطها العربي والإسلامي

سلسلة جبال التاكا شرق السودان.. رحلة عبر الزمان وشموخ يحكي عظمة المكان