رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

917

كتاب قطريون لـ"الشرق": المشهد الإبداعي يعاني عشوائية الإستعجال

02 مايو 2017 , 06:15م
alsharq
طه عبدالرحمن

إشكالية ترصدها "الشرق" عبر استطلاع آراء الكُتّاب

فهد النعيمي: القراءة لم تعد ترفًا وصارت مكونًا حياتيًا

زينب المحمود: الثقافة القطرية تشهد تجارب شبابية ناجحة

عيسى عبد الله: نعاني من عشوائية الإصدارات الأدبية

ريم اليافعي: نفتقر لدراسات ترصد حالة القراءة بالمجتمع

في ظل وجود العديد من الفعاليات المعنية بتشجيع المتلقين على القراءة، فإنه لا تزال هناك فجوة بينهم وبين المبدعين، وبروز شكاوى عديدة من قبل المبدعين تجاه المتلقين بدعوى عزوفهم عن قراءة أعمالهم.

"الشرق" طرحت هذه الإشكالية على عدد من الكتاب، والذين لم تتفاوت إجاباتهم بأن هناك فجوة بالفعل بين القراء والمبدعين، وأنه إذا كان هناك عزوف من القراء، فإن هناك بالمقابل تسرع من قبل المبدعين في إصدار مؤلفاتهم، ما يعزز من نشوء ظاهرة العزوف عن القراءة.

غير أنهم في الوقت نفسه، اعتبروا أن الفعاليات القائمة والمعنية بالقراءة في الدولة، يمكن أن تسهم في التعاطي إيجابًا مع الظاهرة، فتؤدي إلى تشجيع المتلقين من ناحية، وتثري المشهد الإبداعي من ناحية أخرى.

السيد فهد النعيمي، مستشار التخطيط الإستراتيجي ومدرب التنمية البشرية، يرصد تجربة نادي الكتاب، والذي دشنته بيوت الشباب القطرية التابعة لوزارة الثقافة والرياضة، أخيرًا، كأحد الوسائل الداعمة لتشجيع القراءة، والحث عليها، الأمر الذي يقلل من هوة الفجوة بين المبدعين والمتلقين. مؤكدًا أن نادي الكتاب يستهدف الاطلاع على تجارب الآخرين، "كون الحصول على المعلومة، أمر في غاية الأهمية، وتكاد تعني البقاء من عدمه".

ويقول إنه من هذا المنطلق جاء تدشين مبادرة نادي الكتاب، بغية اجتماع دوري لإثارة نقاش حول أحد الكتب الصادرة في مختلف المعارف والآداب، بما يشجع على القراءة من ناحية، وإكساب المعارف من ناحية ثانية، انطلاقًا من إثراء الحصيلة المعرفية لدى المتلقين، "وجعل القراءة ليست ترفًا، ولكن جزءًا أساسيًا في حياتنا".

ويؤكد النعيمي أن مثل هذه الجلسات القرائية ستعمل على تنمية النمو الجمعي لدى الحضور تجاه القراءة، وإكسابهم معارف جديدة، ما ينعكس إيجابًا على المتلقين والمبدعين في الوقت نفسه، "خاصة أن الإنسان لا يستطيع فهم الواقع دون امتلاك مهارات ومعارف".

ويلفت إلى أن النادي يدعو إليه شخصيات عامة ومفكرين ومثقفين، لتقديم تجاربهم عبر مناقشة العديد من المؤلفات، "مستهدفين في ذلك الشريحة العمرية من 15 إلى 35 سنة، ولذلك نحرص على دعوة هذه الشريحة، والمشاركة بفعاليات بيوت الشباب القطرية، ومنها فعاليات نادي الكتاب، والتي تدور مناقشاتها حول إصدارات تتناول الخيال العلمي والكتابات الروائية، علاوة على كتب الفنون والآداب، مستهدفين الحرص على التكامل بين الأصالة والمعاصرة، من خلال مناقشاتنا لمختلف الكتب، وذلك بالتواصل مع التراث، والانفتاح على الآخر".

زينب المحمود: الثقافة القطرية تشهد تجارب شبابية ناجحة

من جهتها تدعو الكاتبة زينب المحمود، الملقبة بـ"فصيحة قطر"، إلى ضرورة التوسع في الفعاليات المعنية بالحث على القراءة، وتشجيع الإقبال عليها، "فمن المهم أن تكون هناك حركة أكبر وتوسع بهذا النشاط، سواء من خلال المقهى الثقافي أم عبر اللقاءات والاجتماعات، التي تعكس تبادلًا كبيرًا في المعارف والخبرات وتثري في الوقت نفسه تنوع الأفكار، علاوة على حماية الوقت، وعدم إضاعته، فالوقت يفيد الفرد والمجتمع، ويُخلّف العديد من البصمات، بما يفيد صاحبه".

وتلفت إلى تجربة نادي الكتاب ببيوت الشباب القطرية، "فهي من التجارب الثقافية الناجحة التي تثري المشهد الثقافي، لما يشهده من تنوع للزوار والضيوف وأصحاب الخبرات الذين يترددون على بيوت الشباب، بما يجعل الكثير يستفيد من خبراتهم وحثهم على القراءة والاطلاع المعرفي، ما يجعلها تجربة شبابية ناجحة، وذات أصداء ثقافية واسعة".

عيسى عبد الله: نعاني من عشوائية الإصدارات الأدبية

الكاتب عيسى عبد الله يحذر من خطورة تسرع بعض المبدعين الشباب في إصدار مؤلفاتهم، "دون تمييز بين الأنواع الأدبية، ما ينعكس على مستوى القراءة لدى المتلقين. ولذلك نجد من يستعجل النشر، فيصدر كل عام عملًا أدبيًا، ولاحظت خلال العام الفائت صدور أعمال روائية لكُتّاب، هم أنفسهم سبق أن أصدروا في العام الذي قبله أعمالًا روائية أخرى، ما يعني استعجالًا في إصدار الأعمال الروائية تحديدًا، ما ينعكس سلبًا على البناء الروائي للعمل الأدبي ذاته".

ويرصد تداعيات هذا التسرع في تأثر عملية التحرير نفسها، ما يجعلها مفقودة، "رغم أن تحرير العمل يلزمه وقتًا طويلًا، وبالنسبة لي أقوم بتحرير العمل 6 مرات، فيأخذ مني قرابة سنة أو سنة ونصف السنة، ما يجعلني أسهم في تعديل نسق الرواية، وإن كان لكل كاتب طريقته في التحرير، فإن الأمر يستلزم الدقة، والحرص على نسق البناء الروائي".

غير أن هذا التقييم لم يمنعه من التأكيد على أن هناك كتابا مشهود لهم بالكفاءة والحضور الأدبي بالمشهد الثقافي، "فهناك كتاب قطريون أجادوا في إنتاج أعمالهم، ما يجعل قطر تتربع على المشهد الثقافي العربي، كما أن المستقبل سينبئ عن صعود أعلام قطرية ترفرف في عالم الآداب، شريطة عدم الاستعجال أو الاستسهال في إنتاج الأعمال".

ويصف مبادرة مثل نادي الكتاب وغيرها من الفعاليات بأنها تسهم في تشجيع المتلقين على القراءة. مشددًا على أهمية دعم الأسرة، و"أذكر أنني استفدت من مكتبة والدتي في البيت، فكان لها دور كبير في إثراء تجربتي الإبداعية، ونحن بحاجة إلى أمور أكثر شبابية وحركية داخل المجتمع، لإنتاج قارئ جديد، شريطة أن تكون الأسرة مظلته لتنمية مواهبه".

ريم اليافعي: نفتقر لدراسات ترصد حالة القراءة بالمجتمع

وتعرب الأستاذة ريم اليافعي، مدير "نادي الريم للقراءة"، عن أسفها لعدم وجود دراسات أو أبحاث لرصد الحالة القرائية داخل المجتمع. غير أنها تؤكد أن الفعاليات والأنشطة المختلفة المعنية بالقراءة يمكن أن تسهم في إثراء الحالة القرائية بالدولة، علاوة على المدارس والجهات الخاصة، مثل "نادي الريم للقراءة" "والذي يثبت أن المجتمع القطري يحاول بشتى الطرق نشر الوعي والثقافة اللازمة للتوعية بأهمية القراءة.

وتقول إن وجود جهة مثل نادي الريم للقراءة وغيره من الفعاليات الأخرى مثل نادي الكتاب ببيوت الشباب القطرية يمكن أن يعزز ويحفز الشباب على القراءة ونشر هذه الثقافة بين الأطفال قبل الشباب، "الأمر الذي يزيد من مستوى الإدراك والوعي بينهم، كون القراءة تزيد الثقة بالنفس، فالقراءة تغذي العقل وتنمي الوعي، وتسهم في بناء مستقبل القارئ وتحديده".

مساحة إعلانية