رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ثقافة وفنون

4451

عائشة حسن لـ"الشرق": تجربتي الإعلامية ناجحة وستصدر في كتاب قريباً

02 أبريل 2017 , 07:40ص
alsharq

الحديثُ إلى الإعلامية القديرة عائشة حسن حديثٌ ذو شجون، وكيف لا يكون كذلك وهي التي تمرّست بالكلمات حتى تركتَها تقول أشاخ الشِّعرُ أم تأدّب الأدبُ؟!

كان اللقاء عفويا دون موعد مسبق، وكعادتها، لبّت الدعوة بابتسامة يكتنفها الحنين إلى البدايات، في انتظار أسئلة تستفزها لاستحضار الماضي، والوقوف عند أبرز محطاته.

هي أول مذيعة قطرية تصافح المستمعين عبر ميكروفون الإذاعة، وتشارك مع نخبة من الإعلاميين الرواد في بناء جزء من ثقافة البلد، وذاكرته. كان التحاقها بإذاعة قطر مغامرة حقيقية في مرحلة لم يكن فيها اندماج المرأة في المجتمع المختلط سهلا، لكن ثقتها بنفسها، وإيمان المذيع الراحل حسن خميس بصوتها كان وراء ظهورها واستمرارها في المجال الإعلامي.

رافقت المستمعين على مدى سنوات طويلة قدمت خلالها العديد من البرامج الإذاعية المنوعة والهادفة، فكانت صوتا نسائيا بارزا، ونموذجا للمرأة القطرية المثابرة والناجحة. تم تكريمها في محافل خليجية وعربية، كان آخرها مهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون بمملكة البحرين، ومن قبل جامعة الدول العربية في القاهرة، ولا يزال شغفها بالمايكروفون يتجدد بين الحين والآخر رغم ابتعادها عنه.

أحبت عملها وأخلصت له، ولها في هذا المجال ثوابت أهمها أن الإعلامي الحقيقي هو من يمتلك موهبة التفاعل مع الآخرين بروح منطلقة نحو الجمال.

"الشرق" التقتها وهي تقف على مسافة من المشهد الإعلامي، فكان الحوار التالي:

كيف تصفين تجربتك الإعلامية اليوم وأنت تتأملينها خارج أروقة الإذاعة؟

تجربة جميلة ومثمرة، لأنها كانت برغبة وحب، وخالية من أي مشاكل أو عراقيل.

كيف كانت الانطلاقة، ومن هو المحفز الأول لها؟

أنا مدينة للزميل الراحل فوزي الخميس الذي أقنعني بخوض التجربة، حيث كانت إذاعة قطر في تلك المرحلة بحاجة إلى أصوات نسائية قطرية، واقترح علي أن يختبر صوتي، وتم ذلك في بيت الوالد، ثم قدم الاختبار للمسؤولين في الإذاعة فرحبوا وطلبوا أن أتقدم للعمل، وبعد ذلك تكفل الراحل بتقديمي لهم، ثم تدريبي على العمل الإذاعي، حيث شاركت معه في تقديم برنامجه "ورقة وقلم"، ومنه كانت انطلاقتي مع المايكروفون ومع المستمعين.

وكيف كان تعامل زملائك الإعلاميين وقتئذ مع صوت نسائي قادم على مهل؟

كانت إذاعة قطر في تلك المرحلة عملاقة حيث كانت تضم نخبة من الإعلاميين من مختلف الدول العربية، كانوا علامات بارزة في المشهد الإعلامي العربي، والجميع تعاون معي ورحب بي، لذلك أعتبر تجربتي ناجحة، رغم أن الانخراط في مجتمع مختلط في ذلك الوقت كان أمرا صعبا، ولعل ذلك كان سبب تخوف والدي ـ رحمه الله ـ في البداية لولا تدخل خاله أحمد بن يوسف الجابر ـ رحمه الله ـ وإقناعه له وقد كان رجل دين وعلم، وشاعرا أيضا، والحمد لله كنت محل ثقة الجميع، وأثبت نفسي عن جدارة منذ البداية، حيث قدمت برنامج "ما يطلبه المستمعون"، ثم أسند إلي برنامج "عالم الأسرة" الذي نجح نجاحا باهرا واستمر معي فترة طويلة. ثم تتالت البرامج، حيث كان "إبداع الإرادة" مع ذوي الاحتياجات الخاصة، وكان التواصل معهم في منتهى الجمال، وبرنامج "حنين الذكريات" وهو من البرامج الناجحة أيضا، و"امرأة من بلدي"، و"المرأة والتنمية"، و"مهن في ذاكرة الزمن" وهو برنامج علق في الذاكرة لأنني تناولت فيه المهن التي كان يمارسها الآباء قديما، مثل مهنة الغوص، والكندري، والداية وغيرها..

ماذا أتاحت لك الإذاعة في تلك المرحلة، وهل كان ذلك أيضا في إطار من التحدي بالنسبة إلى عائشة حسن؟

بكل تأكيد، التحدي كان مشتركا بيني وبين المسؤولين في إذاعة قطر فقد منحوني فرصة السفر خارج حدود الوطن للتعرف على التجارب الإعلامية المختلفة، واكتساب الخبرة في هذا المجال، فكانت سوريا والأردن وجهتي الأولى، حيث دخلت استوديوهات الإذاعة، وشاركت في تقديم بعض البرامج مثل برنامج "صباح الخير"، كما سافرت إلى أبو ظبي ودبي والكويت وسلطنة عمان وشاركت في تقديم البرامج ونشرات الأخبار، ثم إلى الولايات المتحدة الأمريكية وزرت خمس عشرة ولاية اطلعت فيها على مختلف الإذاعات أهمها إذاعة صوت أمريكا، وصادف ذلك زيارة ملك إسبانيا للبيت الأبيض، حيث أخذني الزملاء في نقل خارجي، وكانت تجربة مليئة بالدهشة والجمال.

إذن، الإذاعة أتاحت لي إمكانية السفر والتعرف على تجارب إعلامية متنوعة في الشرق والغرب، بالإضافة إلى وجودي في بلدي، وتعاون الزملاء الإعلاميين معي وترحيبهم بي، ومساعدتهم لي.

ما أبرز المواقف التي حدثت لك في سفرك؟

مواقف جميلة حدثت مع الزميلين ضياء سالم وجمانا مجلي في برنامج "صباح الخير" بالأردن، ذات يوم انتقل الزميل ضياء سالم إلى مكان خارجي لنقل أجواء التبرع بالدم، وإجراء لقاءات للبرنامج، فذهبت معه وتبرعت بالدم وهو موقف إنساني لم أنسه، وفي الأردن التقيت الفنانة سلوى العاص وسجلت معها أول لقاء إذاعي، ثم مع الفنانين دريد لحام ونهاد قلعي في سوريا حيث كانا يقدمان مسلسل "صح النوم"، وكان يفترض أن أسافر إلى لبنان لكن الرحلة تم إلغاؤها بسبب الحرب الأهلية.

وأنت تقفين اليوم على مسافة من المشهد الإعلامي، كيف تصفين الجيل الجديد من المذيعين؟

ثمة اختلاف واضح بيننا وبينهم في طريقة التعاطي مع العمل الإعلامي، فالمذيعون الشباب اليوم للأسف يتعاملون مع هذا المجال من زاويتين اثنتين: الأولى البحث عن الشهرة، واستسهال العمل، والزاوية الثانية الاكتفاء بالوقت المحدد للبرامج وكأنه وقت إداري يبدأ في الساعة كذا وينتهي في الساعة كذا، أما نحن فكنا نتعامل مع الإذاعة بحب، ولم نكن نفصل بين العمل داخل الاستوديو وخارجه، فمثلا عندما كنت أقدم برنامج "الأسرة" كنت أتنقل يوميا خارج أروقة الإذاعة وأسجل اللقاءات بنفسي، وكان المسؤولون يقدرون ذلك، فكان عملي غير محدد بوقت معين، وكان شاقا لأن التقنيات لم تكن متوفرة مثل اليوم، والراتب كان محدودا، لكننا كنا مستمتعين بذلك، والأهم من ذلك كله أن الجميع يذكرك بخير أينما ذهبت.

اليوم وجود التقنيات الحديثة سهل على المذيعين العمل، فبضغطة زر يتم نقل المادة المسجلة دون حاجة إلى مونتاج يدوي.

ألا ترين أن الوقت مازال مبكرا كي تعتزلي العمل الإذاعي؟

أنا موجودة كلما سمحت ظروف الحياة بأن أقدم فكرة برنامج، ولا أجد إلا كل الترحيب من القائمين على الإذاعة.

ألا تفكرين في تقديم برنامج رمضاني؟

الرغبة موجودة لكن الفكرة لم تتبلور بعد، وإذا تحقق ذلك فسيكون مبعث سرور بالنسبة لي.

بماذا تنصحين المذيعين الجدد اليوم؟

من يحب المهنة لابد أن يتقنها ويتفانى فيها والصبر والتأني والقدرة على التصرف مع بعض المفاجآت التي تطرأ، فالشخص الذي تتصل به ويرفض الحوار لابد أن تحترم رغبته، العمل الإذاعي يقوم على جميع هذه العناصر، ولا يمكن للمرء أن ينجح بدونها.

لقاءات بلا موعد

كيف كنت تتصرفين في اللقاءات الإذاعية التي لا يتم التنسيق لها مسبقا؟

أنا مارست العمل لسنوات طويلة، وأذكر أنه أثناء تكريمي في القاهرة لم أفوت الفرصة لتسجيل لقاءات مع فنانين مصريين كبار وكانت من أجمل اللقاءات الفنية التي أجريتها. وأذكر أيضا أنني كنت أقدم برنامجا في رمضان، وكان لابد من إجراء لقاء مع فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي، اتصلت به في جامعة قطر فلم أفلح، فذهبت إلى مكتبه دون موعد مسبق، وظللت أنتظره حتى جاء، وطلبت منه بكل لطف أن يسمح لي بربع ساعة من وقته لإجراء اللقاء، فلم يمانع، وتحولت ربع الساعة إلى ساعة كاملة. وهذه من الذكريات الجميلة التي لا يمكن أن تنسى.

مساحة إعلانية