الحديثُ إلى الإعلامية القديرة عائشة حسن حديثٌ ذو شجون، وكيف لا يكون كذلك وهي التي تمرّست بالكلمات حتى تركتَها تقول أشاخ الشِّعرُ أم تأدّب الأدبُ؟! كان اللقاء عفويا دون موعد مسبق، وكعادتها، لبّت الدعوة بابتسامة يكتنفها الحنين إلى البدايات، في انتظار أسئلة تستفزها لاستحضار الماضي، والوقوف عند أبرز محطاته. هي أول مذيعة قطرية تصافح المستمعين عبر ميكروفون الإذاعة، وتشارك مع نخبة من الإعلاميين الرواد في بناء جزء من ثقافة البلد، وذاكرته. كان التحاقها بإذاعة قطر مغامرة حقيقية في مرحلة لم يكن فيها اندماج المرأة في المجتمع المختلط سهلا، لكن ثقتها بنفسها، وإيمان المذيع الراحل حسن خميس بصوتها كان وراء ظهورها واستمرارها في المجال الإعلامي. رافقت المستمعين على مدى سنوات طويلة قدمت خلالها العديد من البرامج الإذاعية المنوعة والهادفة، فكانت صوتا نسائيا بارزا، ونموذجا للمرأة القطرية المثابرة والناجحة. تم تكريمها في محافل خليجية وعربية، كان آخرها مهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون بمملكة البحرين، ومن قبل جامعة الدول العربية في القاهرة، ولا يزال شغفها بالمايكروفون يتجدد بين الحين والآخر رغم ابتعادها عنه. أحبت عملها وأخلصت له، ولها في هذا المجال ثوابت أهمها أن الإعلامي الحقيقي هو من يمتلك موهبة التفاعل مع الآخرين بروح منطلقة نحو الجمال. "الشرق" التقتها وهي تقف على مسافة من المشهد الإعلامي، فكان الحوار التالي: كيف تصفين تجربتك الإعلامية اليوم وأنت تتأملينها خارج أروقة الإذاعة؟ تجربة جميلة ومثمرة، لأنها كانت برغبة وحب، وخالية من أي مشاكل أو عراقيل. كيف كانت الانطلاقة، ومن هو المحفز الأول لها؟ أنا مدينة للزميل الراحل فوزي الخميس الذي أقنعني بخوض التجربة، حيث كانت إذاعة قطر في تلك المرحلة بحاجة إلى أصوات نسائية قطرية، واقترح علي أن يختبر صوتي، وتم ذلك في بيت الوالد، ثم قدم الاختبار للمسؤولين في الإذاعة فرحبوا وطلبوا أن أتقدم للعمل، وبعد ذلك تكفل الراحل بتقديمي لهم، ثم تدريبي على العمل الإذاعي، حيث شاركت معه في تقديم برنامجه "ورقة وقلم"، ومنه كانت انطلاقتي مع المايكروفون ومع المستمعين. وكيف كان تعامل زملائك الإعلاميين وقتئذ مع صوت نسائي قادم على مهل؟ كانت إذاعة قطر في تلك المرحلة عملاقة حيث كانت تضم نخبة من الإعلاميين من مختلف الدول العربية، كانوا علامات بارزة في المشهد الإعلامي العربي، والجميع تعاون معي ورحب بي، لذلك أعتبر تجربتي ناجحة، رغم أن الانخراط في مجتمع مختلط في ذلك الوقت كان أمرا صعبا، ولعل ذلك كان سبب تخوف والدي ـ رحمه الله ـ في البداية لولا تدخل خاله أحمد بن يوسف الجابر ـ رحمه الله ـ وإقناعه له وقد كان رجل دين وعلم، وشاعرا أيضا، والحمد لله كنت محل ثقة الجميع، وأثبت نفسي عن جدارة منذ البداية، حيث قدمت برنامج "ما يطلبه المستمعون"، ثم أسند إلي برنامج "عالم الأسرة" الذي نجح نجاحا باهرا واستمر معي فترة طويلة. ثم تتالت البرامج، حيث كان "إبداع الإرادة" مع ذوي الاحتياجات الخاصة، وكان التواصل معهم في منتهى الجمال، وبرنامج "حنين الذكريات" وهو من البرامج الناجحة أيضا، و"امرأة من بلدي"، و"المرأة والتنمية"، و"مهن في ذاكرة الزمن" وهو برنامج علق في الذاكرة لأنني تناولت فيه المهن التي كان يمارسها الآباء قديما، مثل مهنة الغوص، والكندري، والداية وغيرها.. ماذا أتاحت لك الإذاعة في تلك المرحلة، وهل كان ذلك أيضا في إطار من التحدي بالنسبة إلى عائشة حسن؟ بكل تأكيد، التحدي كان مشتركا بيني وبين المسؤولين في إذاعة قطر فقد منحوني فرصة السفر خارج حدود الوطن للتعرف على التجارب الإعلامية المختلفة، واكتساب الخبرة في هذا المجال، فكانت سوريا والأردن وجهتي الأولى، حيث دخلت استوديوهات الإذاعة، وشاركت في تقديم بعض البرامج مثل برنامج "صباح الخير"، كما سافرت إلى أبو ظبي ودبي والكويت وسلطنة عمان وشاركت في تقديم البرامج ونشرات الأخبار، ثم إلى الولايات المتحدة الأمريكية وزرت خمس عشرة ولاية اطلعت فيها على مختلف الإذاعات أهمها إذاعة صوت أمريكا، وصادف ذلك زيارة ملك إسبانيا للبيت الأبيض، حيث أخذني الزملاء في نقل خارجي، وكانت تجربة مليئة بالدهشة والجمال. إذن، الإذاعة أتاحت لي إمكانية السفر والتعرف على تجارب إعلامية متنوعة في الشرق والغرب، بالإضافة إلى وجودي في بلدي، وتعاون الزملاء الإعلاميين معي وترحيبهم بي، ومساعدتهم لي. ما أبرز المواقف التي حدثت لك في سفرك؟ مواقف جميلة حدثت مع الزميلين ضياء سالم وجمانا مجلي في برنامج "صباح الخير" بالأردن، ذات يوم انتقل الزميل ضياء سالم إلى مكان خارجي لنقل أجواء التبرع بالدم، وإجراء لقاءات للبرنامج، فذهبت معه وتبرعت بالدم وهو موقف إنساني لم أنسه، وفي الأردن التقيت الفنانة سلوى العاص وسجلت معها أول لقاء إذاعي، ثم مع الفنانين دريد لحام ونهاد قلعي في سوريا حيث كانا يقدمان مسلسل "صح النوم"، وكان يفترض أن أسافر إلى لبنان لكن الرحلة تم إلغاؤها بسبب الحرب الأهلية. وأنت تقفين اليوم على مسافة من المشهد الإعلامي، كيف تصفين الجيل الجديد من المذيعين؟ ثمة اختلاف واضح بيننا وبينهم في طريقة التعاطي مع العمل الإعلامي، فالمذيعون الشباب اليوم للأسف يتعاملون مع هذا المجال من زاويتين اثنتين: الأولى البحث عن الشهرة، واستسهال العمل، والزاوية الثانية الاكتفاء بالوقت المحدد للبرامج وكأنه وقت إداري يبدأ في الساعة كذا وينتهي في الساعة كذا، أما نحن فكنا نتعامل مع الإذاعة بحب، ولم نكن نفصل بين العمل داخل الاستوديو وخارجه، فمثلا عندما كنت أقدم برنامج "الأسرة" كنت أتنقل يوميا خارج أروقة الإذاعة وأسجل اللقاءات بنفسي، وكان المسؤولون يقدرون ذلك، فكان عملي غير محدد بوقت معين، وكان شاقا لأن التقنيات لم تكن متوفرة مثل اليوم، والراتب كان محدودا، لكننا كنا مستمتعين بذلك، والأهم من ذلك كله أن الجميع يذكرك بخير أينما ذهبت. اليوم وجود التقنيات الحديثة سهل على المذيعين العمل، فبضغطة زر يتم نقل المادة المسجلة دون حاجة إلى مونتاج يدوي. ألا ترين أن الوقت مازال مبكرا كي تعتزلي العمل الإذاعي؟ أنا موجودة كلما سمحت ظروف الحياة بأن أقدم فكرة برنامج، ولا أجد إلا كل الترحيب من القائمين على الإذاعة. ألا تفكرين في تقديم برنامج رمضاني؟ الرغبة موجودة لكن الفكرة لم تتبلور بعد، وإذا تحقق ذلك فسيكون مبعث سرور بالنسبة لي. بماذا تنصحين المذيعين الجدد اليوم؟ من يحب المهنة لابد أن يتقنها ويتفانى فيها والصبر والتأني والقدرة على التصرف مع بعض المفاجآت التي تطرأ، فالشخص الذي تتصل به ويرفض الحوار لابد أن تحترم رغبته، العمل الإذاعي يقوم على جميع هذه العناصر، ولا يمكن للمرء أن ينجح بدونها. لقاءات بلا موعد كيف كنت تتصرفين في اللقاءات الإذاعية التي لا يتم التنسيق لها مسبقا؟ أنا مارست العمل لسنوات طويلة، وأذكر أنه أثناء تكريمي في القاهرة لم أفوت الفرصة لتسجيل لقاءات مع فنانين مصريين كبار وكانت من أجمل اللقاءات الفنية التي أجريتها. وأذكر أيضا أنني كنت أقدم برنامجا في رمضان، وكان لابد من إجراء لقاء مع فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي، اتصلت به في جامعة قطر فلم أفلح، فذهبت إلى مكتبه دون موعد مسبق، وظللت أنتظره حتى جاء، وطلبت منه بكل لطف أن يسمح لي بربع ساعة من وقته لإجراء اللقاء، فلم يمانع، وتحولت ربع الساعة إلى ساعة كاملة. وهذه من الذكريات الجميلة التي لا يمكن أن تنسى.

عزة صلاح : أصبحنا في وقت وجيز صلة وصل بين المواهب والجهات الرسمية شيماء الحمادي : نحن لانخلق الموهبة .. ولكن نوجهها من خلال التدريب العملي نورة الكعبي : من أهدافنا الرئيسية تقليل الفجوة بين الحياة الأكاديمية والحياة العملية مهرجان عيدية أفاد المنتسبين في تعلم أصول البروتوكول الصحيحة العنود : نستهدف الشباب من عمر 16 إلى 25 سنة هبة حبيب : نتبع نظرية تعليمية جديدة وفريدة من نوعها علي حسين : نصقل المواهب من أصحاب الأصوات والموسيقيين تحتكر مؤسسات الدولة المعنية برعاية الشباب منذ عقود التخطيط لاستثمار طاقات الشباب وتزجية أوقات فراغهم فيما يعود عليهم بالنفع فى حياتهم المستقبلية وعلى مجتمعاتهم بتنشئة جيل واع يتحمل المسوؤلية ويحمل الراية مستقبلا ، فى السنوات الاخيرة اقتحم القطاع الخاص مجالات رعاية الشباب وتنمية المواهب الشابة من خلال الاستثمار فى أجيال المستقبل ، متسلقوا السماء أو سكاي كلايمرز هي إحدى شركات القطاع الخاص التى اختارت دعم المواهب الشابة والفنية منها على وجه الخصوص ، وذلك من خلال تنظم دورات للشباب الموهوب لمدة ستة أشهر مجانا ، وبرعاية مدربين متطوعين على درجة كبيرة من التأهيل ، سعياً للإرتقاء بالمجتمع و مساعدة الشباب على تطوير موهبهم. واعتمدت سكاي كلايمرز سبعة برامج للتدريب هى : التقديم التلفزيوني والاذاعي ، الفن الابداعي للجرافيك والرسم ، فن الاداء من المسرح والموسيقى ، التصوير السينمائي والفوتوغرافي ، العلاقات العامة والبرتوكول ، المكياج السينمائي والتجميلي ، وأخيرا رعاية مصممي الازياء. وقد شاركت سكاي كلايمرز فى مهرجان رمضان السياحي "عيدية"، الذي نظمه مركز قطر الوطني للمؤتمرات و هيئة قطر للسياحة بالتعاون مع شركة "ميديا ون" للاعلان. دعم المواهب المتعددة حلم تحول الى حقيقة كما قالت رئيسة المشروع عزة صلاح ، واستطردت قائلة : كان حلمنا دعم أصحاب المواهب المتعددة، وبداية انطلاقتنا كانت عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي تحديداً عن طريق الانستجرام، وتم عبره جمع أصحاب المواهب في قطر والالتقاء بهم . وتم اختيار هذه البرامج بعد دراسة ثغرات سوق العمل والسعي لسد هذه الثغرات، وقد دُشنت الشركة رسميا في 3 مارس العام الجارى ، في حفل كبير حظى برعاية جهات تؤمن بالمسوؤلية الاجتماعية وانتسب الى برامجنا فى بداية الانطلاق مايقارب 217 شخص اما الدفعة الحالية عدد المنتسبين هو 117 تم تسجيلهم خلال يومين. وأوضحت عزة ان رحلة المنتسب تبدأ في جلستين لتعلم المهارات المتعددة والتنمية البشرية، لتوجيه الموهبة وصقل المهارة وتنمية الابداع، للوصول الى أقصى درجات الابداع. وأضافت صاحبة المشروع عزة صلاح انهم اصبحوا فى وقت وجيز صلة الوصل بين المواهب والجهات الرسمية، وتلقوا الرعاية من شركة الاتصالات فودافون والحي الثقافي كتارا ولجنة رياضة المرأة القطرية، وتم التعاون مع مركز قطر للمؤتمرات وشركة ميديا ون وأسباير، خلال شهر رمضان الكريم من خلال المشاركة فى مهرجان عيدية. وقالت ان الدفعة الحالية سيتم تخريجها في مطلع سبتمبر المقبل في الحي الثقافي كتارا، و من بعد ذلك يتم فتح باب التسجيل لدفعة جديدة من المنتسبين. كما يتم العمل على تطوير الشركة وفتح فروع أخرى لها في دول الخليج. نظرية تعليمية جديدة وقالت اختصاصية تطوير المواهب هبة حبيب. هذه الشركة تتبع نظرية تعليمية جديدة و فريدة من نوعها و هي 70 ،20 ، 10 مما يعني 10 بالمائة تكون عبارة عن عملية تعلم تقليدية داخل الصف أربع ورش متخصصة وورشتين حسب احتياجات المجموعة المنتسبة، و20 بالمائة هي عبارة عن لقاء او لقاءين أسبوعياً لتبدل الخبرات بين المتعلمين و 70 بالمائة هي نسبة التعلم عن طريق التطبيق الميداني. ومن جانبها قالت العنود اختصاصية العلاقات العامة ان الشركة تستهدف الشباب من عمر 16 الى 25 سنة، و تتماشى رؤية الشركة مع رؤية قطر 2022 و 2030 من حيث التنمية البشرية و تطوير المجتمع. مهرجان عيدية وقالت الأستاذة نورة الكعبي مديرة العلاقات العامة في الشركة ان مهرجان عيدية كان بمثابة فرصة لتدريب المنتسبين في البرنامج و تعليمهم كيفية التعامل مع الضيوف من حيث الاستقبال و تعلم اصول البروتوكول الصحيحة، و كيفية التعامل مع الصعوبات والتعامل مع الاخطاء، حيث ان هناك إشرافا مباشرا للمنتسبين على أرض الميدان، وأضافت أن من أهداف الشركة هو تقليل الفجوة بين الحياة الاكاديمية والحياة العملية. جيل إعلامي متكامل الإعلامية شيماء الحمادي تدير قسم الاذاعة والتليفزيون فى الشركة ، والذى يسعى الى تحضير جيل إعلامي متكامل، من حيث أعداد البرامج و تقديمها ان كانت إذاعية أو تليفزيونية، و التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي ، و السعي الى كسر الحاجز بين المتدربين و الجمهور، و يتم الان العمل على قناة يوتيوب للشركة، و يتم تدريب المنتسبين على تغطية الفاعليات حيث انهم يتدربون على كيفية عمل المراسلين و من خلال أجراء مقابلات كما يتم تدريبهم على التقديم. وأضافت ان الشركة لا تخلق الموهبة لكن توجهها وتسعى الى أثراء هذه الموهبة من خلال التدريب العملي. وقال ابو بكر احمد السيد مدير قسم الانتاج ان اول ما يتعلمه المنتسب في قسم التصوير السينمائي والفوتوغرافي هو قواعد التصوير الاساسية ، وهذا القسم يأخذ المنتسبين خطوة بخطوة للتعرف على مراحل الإنتاج السينمائي، و هي ثلاث مراحل مرحلة ما قبل الإنتاج من كتابة القصة و بناؤها ثم العصف الذهني و كتابة السيناريو، ثم مرحلة الإنتاج وهي التصوير وترتيب مواقع التصوير، ومن ثم مرحلة ما بعد الإنتاج وتحرير الفيديوهات والتعديل عليها. صقل المواهب وقال علي حسين قائد فريق الموسيقى انه يتم صقل المواهب من أصحاب الأصوات والموسيقيين وان الشركة ليست بمؤسسة تعليمية ولكن شركة دعم وتوجيه للمواهب وتوفير فرص للموسيقيين للمشاركة في المجتمع من خلال مواهبهم، وأضاف انه يتم إعطائهم ورش لتعزير ثقافتهم الموسيقية والتعرف على جميع انواع الموسيقى حول العالم، ويسمح لهم بتوسيع ثقافتهم الموسيقية وعدم حصرهم في قالب موسيقي محدد، وأيضاً يتم تعليمهم التاريخ الموسيقي من جميع أقطار العالم.