رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

3360

د.علي الحاج: خرجت من السودان طوعاً وسأعود في الوقت الذى يناسبني

02 مارس 2015 , 06:09م
alsharq
اجرى الحوار: حسن أبوعرفات:

الدخول الى عالم د. علي الحاج محمد المقيم حاليا فى برلين منذ نحو 14 عاما صعب للغاية وقد اجمع كثيرون على انه يملك قدرات تكتيكية "عالية" وملفات خطرة يحركها.. يتحدث اليك بشفافية ولا يخلو حديثه دوما من المزاح... وقد درس على الحاج الطب وتخصص فى امراض النساء والولادة التقيته فى الدوحة حيث شارك فى مؤتمر معنى بالاديان تحدث الرجل بكل صراحة جلست معه حتى الساعات الاولى من الفجر رغم مشغولياته واكملت الحوار معه عبر الهاتف من برلين بسبب المستجدات المتسارعة فى السودان تحدث الرجل بشفافية عالية عن اسباب خروجه من السودان.

تحدث عن خروجه من الخرطوم قبل 14 عاماً وعودته وقضايا الحوار الوطنى .. وقال إن وبنود اتفاقية "نيفاشا" كانت ذات توجهات انفصالية

وقال انه خرج طوعاً وسيعود فى الوقت الذى يراه مناسبا ان كان فى العمر بقية وتناول اجواء الحوار الوطنى الجارى حاليا قائلاً: "انا مع الحوار رغم وجود بعض العثرات والمشاركة بالرأى والنصيحة ان قامت الانتخابات وان لم تقم وقال الحكومة لان بيدها الامر والمبادرات كما ان الحوار بيدها ايضا... حسب ما أرى وعلى الدولة ان تتحرك بطريقة نشطة وجادة وسريعة لانجاح ذلك الحوار...الى مضابط الحوار:

— قلت له رشحت أنباء بانك تستعد للعودة الى السودان لتشارك فى الحوار الوطنى الجاري حالياً؟

ليس هناك شىء يذكر والإعلام أعطى حيزاً كبير لهذا الموضوع كما ذكرت من قبل خرجت من السودان بارادتى وطوعاً وسأعود طوعاً فى الوقت الذى أراه مناسباً.

— ولماذا وكيف خرج على الحاج من السودان؟

خرجت من السودان بطريقة عادية فى فبراير عام 2001 لتمضية اجازتى السنوية لمدة شهر تقريباً خرجت عبر مطار الخرطوم بجواز سفر وإجراءات عادية وسافرت عبر الطيران السورى الى دمشق ومنها الى الأردن بالطريق البرى وكان يرافقنى ابنى الكبير احمد المقيم حالياً بالسودان بعد ان اكمل دراسته الجامعية فى ماليزيا... وكنت مخططاً لزيارة العراق وتركيا وايران لاعود للسودان بعد شهر تقريباً ولم يكن فى نيتى البقاء خارج السودان منذ تلك الفترة وحتى الآن لنحو 14 عاماً.

اجتماع جنيف

— ولكنك لم تعد بعد الإجازة كما كنت تخطط لذلك؟

لقد حدثت عدة تطورات فى 21 و22 و23 فبراير من عام 2001، حيث جرى لقاء مع وفد من الحركة الشعبية لتحرير السودان فى جنيف وهو لقاء كان مرتبا له منذ فترة ولم يكن هناك شىء يربط بينى وبين هذا اللقاء ولم اكن مخططا للمشاركة فيه لان آخرين هم الذين تولوا المسألة وفى الاردن اتصل بى الاخ المحبوب عبد السلام وعمر الترابى وابلغانى بالاجتماع الذى تم مع قيادات الحركة الشعبية باقان اموم وياسر عرمان وقلت لهم استمروا وذكروا بان الشيخ حسن الترابى كان على علم بمجريات الاجتماع... ولكن الذى حدث انه خلال الحوار والمناقشات تداخلت عدة قضايا وكانوا يتصلون بالشيخ الترابى وبى وقلت لهم انا حاليا مشغول ولدى برنامج زيارات لعدة دول وطلبت منهم الاتصال مباشرة بالترابى حتى لايحدث نوع من الازدواجية فى المواقف... وقلت لهم من الناحية المنهجية ليس من الضرورى الاتصال بالامين العام ونائبه ويبدو انهم نقلوا الرأى هذا الى دكتور الترابى الذى طلب الاتصال به مباشرة وخلال يومين انتهى الاجتماع ووصل الى مقررات وخلاصات وابلغونى بطبيعة المناقشات ومحتوى ما تم التوصل اليه... وكان المقترح ان تكون هناك مذكرة تفاهم توقع عليها كل الاطراف وقد جاء الاقتراح من طرفنا وليس من الحركة الشعبية..

مذكرة تفاهم

يضيف د. علي الحاج: وبعدها عقدنا لقاء خاصا وتوصلنا الى مقررات محددة ورأينا ان يكون هناك بيان اسميناه مذكرة تفاهم لكى يكون الرأى العام على علم بما جرى من مناقشات وكانت هناك وقائع اخرى رأينا اخراجها فى وقت لاحق بعد التشاور مع الشيخ حسن الترابى وقلنا لـ " باقان اموم " قبل التوقيع على مذكرة التفاهم ضرورة ابلاغ رئيس الحركة الدكتور " جون قرن بما تم الاتفاق عليه وذكروا بانهم مفوضون بالكامل وفى تلك الليلة اتصلوا برئيس الحركة الشعبية د. جون قرنق وارسلوا له نسخة من المذكرة كما ارسلوا نسخة مماثلة الىّ وفعلياً ادخلنا بعض التعديلات واعدناه لهم حيث تمت الموافقة عليه ووقع الجميع على المذكرة.

... الى هنا كان الامر عادياً وطبيعياً وبعد التوقيع بيوم عقد دكتور حسن الترابى مؤتمراً صحفياً فى الخرطوم شرح فيه تفاصيل مذكرة التفاهم وعلى الفور حدثت تداعيات كبيرة حيث قامت الحكومة بعدة إجراءات إنتهت بإعتقال الشيخ حسن الترابى وحل الحزب وفى ظل هذه السيناريوهات طلب منى قيادات الحزب أن أبقى بالخارج فى تلك اللحظة جاء "يسن عمر الإمام " له الرحمة والسنوسى حيث حضرا بعض المناقشات التى جرت فى جنيف ومنذ تلك اللحظة بدأت الاوضاع تتجه نحو السوء وكانت "الاجواء مكفهرة " وغير ايجابية.

أنا مع الحوار إن قامت الإنتخابات أو لم تقم وأشارك بالنصيحة .. الحركات المسلحة ليست غريبة عن الحكومة وهى حريصة على السلام

وفاق وطنى مقبول

— ما طبيعة البنود المضمنة فى مذكرة التفاهم؟

اهم تلك البنود الاتفاق على ان الانظمة الأحادية لن تحل مشاكل السودان بل تعقدها كما ان الانظمة العسكرية والامنية تزيد الاوضاع السياسية تعقيدا لذلك اقر الطرفان ضرورة الوصول الى وفاق وطنى مقبول من كافة الاطراف والقوى السياسية السودانية وامنت المذكرة بان تحقيق الوفاق الوطنى يجب ان يتم عبر القنوات السلمية والحوار السياسى كما تضمنت المذكرة نصا بضرورة ان يخضع كل المسؤولين للمساءلة القانونية الجنائية والسياسية وهذه النقطة ازعجت الحكومة كثيرا فى رأيي الشخصى كما تناولت المذكرة قضية حق تقرير المصير لجنوب السودان.

— ألم تحدد تاريخاً معيناً للعودة للسودان؟

لم احدد الوقت الذى ارجع فيه للسودان ولكنى حضور فيما يجرى من حوارات فى السودان بين القوى السياسية عبر وسائل التواصل الاجتماعى الالكترونية الحديثة المتاحة لاننى جزء من السودان.

— هل اتصلت بك اية شخصيات نافذة من الحكومة بشأن العودة والانخراط فى الحوار الجارى حاليا؟

— هناك اتصالات عامة جارية " الناس تتصل عبر الهاتف والايميلات " وكما خرجت طواعية سأعود للوطن يوما ما ان كان فى العمر بقية.

انا مع الحوار الوطنى

الحوار الوطنى متواصل بين كافة القوى السياسية رغم بعض المطبات هنا وهناك والسودان قد يحتاج اليك فى هذه الفترة؟

انا ادعم اجواء الحوار الوطنى الجارى حاليا وما افرزه من اجواء سياسية ايجابية مهما كانت المآخذ فى " بعض الاشياء " انا مع الحوار رغم وجود بعض العثرات والمشاركة بالرأى والنصيحة يمكن ان يتم من اى مكان والقوى السياسية رغم اختلاف الرؤى السياسية الموجودة فى الداخل يمكن ان تصل لحلول سياسية وهو ما آمله وارجوه.

وهناك قضايا جوهرية يجب حلحلتها عبر الحوار مثل قضايا الحريات خاصة الحريات الصحفية والسلام ومعالجة الازمة الاقتصادية واطلاق سراح المعتقلين والوضع السياسى كله وضرورة تشكيل حكومة انتقالية ببرنامج محدد واعتقد ان تلك الحوارات الجارية المتشابكة والمعقدة قد تستغرق وقتا طويلا مما يستدعى تأجيل الانتخابات ان كنا صادقين فى الحوار لان غالبية القوى السياسية غير جاهزة وعملية انخراط المعارضين فى الخارج فى العملية السياسية يستغرق وقتا طويلا الى جانب حل ازمات دارفور والنيل الازرق وعملية اعاشة الناس وحل معسكرات الايواء ونزع سلاح الجماعات المتفلتة تحتاج لوقت ولجهود واموال وتهيئة المناخ السياسى.

الانتخابات جزء من الحلول

— انطلقت دعوات لحكومة انتقالية وتأجيل الانتخابات والاتفاق على بنود الدستور؟

ارى ان الدعوة الى الحوار منذ البداية تعنى الوصول الى حلول وان الانتخابات تكون جزءا من تلك الحلول وارى انه لابد من الحوار ان قامت الانتخابات او لم تقم ولكن من الافضل قيام الانتخابات بناء على مايتم التوافق عليه عبر الحوار.

— المفاوضات مع الحركات المسلحة كيف ترى نتائجها وآلية انخراطها فى العمل السياسى فى الداخل؟

انا لا اتحدث نيابة عن تلك المجموعة والحركات المسلحة التى كانت فى وقت ما جزءا من الحكومة دخلت معها فى شراكات وتحالفات واقول ان تلك الحركات ليست غريبة عن الحكومة... وقبل الحوار الجارى واطلاق "الوثبة" واعتقد بان الحركات المسلحة التى اعرفها حريصة على السلام الذى لا يأتي من طرف واحد وانما من الطرفين من الحكومة وحملة السلاح والشعب السودان بالطبع.... وارى ان فرص السلام مع الحركات المسلحة ممكنة ومتاحة.

الحكومة بيدها المبادرات

— هل من رسالة توجهها الى الحكومة والمعارضة فى الداخل والخارج؟

الخطاب يوجه الى الحكومة لان بيدها الامر والمبادرات كما ان الحوار بيدها ايضا... حسب ما ارى وعلى الدولة ان تتحرك بطريقة نشطة وجادة وسريعة لانجاح الحوار الوطنى لتحقيق السلام فى السودان وبمشاركة كافة القوى السياسية فى الداخل والخارج وارى ان تلك التحركات يمكن ان تفضى الى حلول وتحدث بتفصيل عن الفروقات بين اتفاقية نيفاشا ومذكرة التفاهم التى وقعت فى جنيف مع الحركة الشعبية عام 2001 كما تناول قضية ابوجا 2 "فى نيجيريا عام 1990

اتفاقيتا نيفاشا والخرطوم

— طبيعة الفروقات بين اتفاقية نيفاشا ومذكرة التفاهم فيما يتعلق بتقرير مصير جنوب السودان؟

اتفاقية الخرطوم للسلام التى وقعت مع "رياك مشار"فى 12 ابريل عام 1997 والتى وقعت عليها سبعة فصائل برئاسة مشار ولام اكول وكاربينو كوانين تضمنت سبعة بنود فى اطار كيان السودان الموحد ولفترة زمنية محددة خلال فترة انتقالية فى اطار فدرالى تشمل تدابير لقسمة السلطة والثروة بعد ذلك يجرى استفتاء على تلك التدابير وان تم الموافقة عليها يجرى تفعيلها على الارض باعتبارها الوحدة التى وافق عليها الناس وان لم تتم الموافقة على تلك التدابير يمكن للناس بعدها النظر فى مسألة انفصال جنوب السودان وقد بدأنا بخيار واحد هو السودان الموحد اما اتفاقية نيفاشا فقد بدأت بكيانين شمالى وجنوب وكيان ثالث يجمع القضايا المشتركة يعنى ان بنود اتفاقية نيفاشا كانت ذات توجهات انفصالية وعندما تقرأ بنود تلك الاتفاقية لاتجد اية عبارات للوحدة وهناك كيانان...جيشان وعملتان وعلمان و..و...

هناك قضايا جوهرية يجب حلحلتها: الحريات - والسلام والأزمة الاقتصادية وإطلاق سراح المعتقلين والوضع السياسي

وعندما جلست مع "جون قرنق " فى اخر لقاء معه فى الثامن من فبراير عام 2005 فى اسمرا وبعد التوقيع على اتفاقية الخرطوم بحضور ياسر عرمان ومن طرفنا كان الدكتور الحاج ادم ودكتور زكريا ادم وهو مغترب فى السعودية وسكرتارية من الشباب تضم الامين محمد عثمان وقد استغرق الاجتماع مع قرنق نحو الساعة... وقال جون قرنق بالحرف الواحد " نحن اتفقنا مع الجماعة — ويعنى الحكومة — على تأسيس نظام كنفدرالى دون ان نذكر ذلك صراحة قالها قرنق بالانجليزية " without saying it "بنفس الدوائر الثلاث التى عرضت خلال مؤتمر" ابوجا 2" والتى رفضت فى وقتها والآن قبلتها الحكومة ورددت عليه بالانجليزية مبروك gongratulation ولم اعلق اكثر من ذلك واعتقد بان اكبر مشكلة فى نيفاشا ان تقسيم السودان حدث من الوهلة الاولى حيث كان هناك خياران نظام كنفدرالى او انفصال ولم يكن هناك خيار للوحدة.. فى "ابوجا 2 "فى نيجيريا عام 1990 حددنا ثلاث دوائر عبر نظام كنفدرالية جنوبى وشمالى ودائرة مشتركه تجمع بينهما فى اطار تنسيقى حيث كنا سنضمن استمرار استفادة الشمال من البترول.

مساحة إعلانية