رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

5148

د. جلال العيسائي استشاري الطوارئ : 100 حالة تسمم بغاز أول أكسيد الكربون شهريا

02 يناير 2021 , 07:00ص
alsharq
هديل صابر

حذر الدكتور جلال العيسائي – استشاري طب الطوارئ والسموم بمؤسسة حمد الطبية - من مخاطر التسمم بغاز أول أكسيد الكربون جرَّاء إشعال الفحم والحطب داخل الأماكن المغلقة مثل المنازل، وذلك تفاديا لزيادة حالات التسمم بهذا الغاز مع حلول فصل الشتاء، خاصة وأن عدد حالات الإصابة التي تم علاجها بأقسام الطوارئ بالمؤسسة خلال الشتاء الماضي تراوحت بين 70 و100 حالة شهريا.

وقال الدكتور جلال العيسائي، إن التعرض لغاز أول أكسيد الكربون يعتبر المسبب الرئيسي لحالات التسمم غير المقصودة أكثر من أي عامل آخر، مشيرا إلى أنه مع الانخفاض النسبي في درجات حرارة الجو خلال أشهر الشتاء، تشهد أقسام الطوارئ زيادة كبيرة في أعداد المرضى الذين يعانون من التسمم بغاز أول أكسيد الكربون.

وأضاف الدكتور العيسائي خلال لقاء له لبرنامج حياتنا على تلفزيون قطر، قائلا "إن من المعروف أن أول أكسيد الكربون هو غاز ليس له لون، ولا رائحة، وغير مهيج ينتج عن الاحتراق غير التام للوقود الكربوني، ويتواجد في الأدخنة التي تنتجها الأفران، والمركبات، والمولدات المحمولة، والمواقد، والفوانيس، وحرق الفحم أو الحطب خاصة التي تُستخدم للتدفئة في الخيام والتي تتضاعف خلال فترة التخييم".

مخاطر التسمم

وشدد الدكتور العيسائي على أهمية إدراك مخاطر التسمم بغاز أول أكسيد الكربون واتخاذ تدابير إضافية للوقاية، حيث يقوم البعض بحرق الفحم أو الحطب لتدفئة بيوتهم خلال أشهر الشتاء دون إدراك خطورة التسمم بغاز أول أكسيد الكربون، وتحدث بعض حالات الوفاة سنويا جراء التسمم بهذا الغاز وتحديدا استنشاق الدخان الناتج عن حرق الفحم والحطب في الأماكن المغلقة، موضحا أن هناك مصادر أخرى قد لا يكون الناس على دراية بها وتسبب التسمم بغاز أول أكسيد الكربون مثل تدخين الشيشة، حيث إن الفحم المستخدم لتسخين التبغ في الشيشة تنبعث منه كميات من غاز أول أكسيد الكربون والتي يحتمل أن تكون سامة.

ولفت إلى أن التسمم بغاز أول أكسيد الكربون خطير للغاية، لأن العلامات والأعراض يمكن أن تكون غير ملحوظة بشكل خاص وتتشابه إلى حد كبير مع أعراض الإنفلونزا ويمكن أن تظهر في صورة صداع خفيف، وإحساس بالتعب، ودوار، وغثيان أو قيء، وضيق في التنفس، وتشوش الرؤية، وفقدان للوعي في حين تزداد خطورة أول أكسيد الكربون عندما يتراكم في الأماكن المغلقة تماما أو المغلقة جزئيا بسرعة كبيرة، مما يكون من الصعب اكتشافه، وقد يموت الأشخاص النائمون جراء التسمم به قبل ظهور الأعراض.

وهناك فئات أكثر عرضة للإصابة بهذا التسمم مثل النساء الحوامل، والمواليد الجدد، والأطفال الصغار وكبار السن، وكذلك الذين يعانون من أمراض مزمنة، مثل أمراض الرئة والجهاز التنفسي، ومرضى القلب وفقر الدم، بينما يمكن أن يتسبب التسمم بغاز أول أكسيد الكربون اعتمادا على درجة ومدة التعرض له لتلف دائم في الدماغ، وتلف بالقلب، وحتى الوفاة.

ويعتقد الكثير من الأشخاص المصابين بالتسمم الخفيف بغاز أول أكسيد الكربون أنهم مصابون بتسمم غذائي أو إنفلونزا وبالتالي يتجاهلون الأعراض، ويمكن أن تبدأ أعراض التسمم بالظهور في غضون خمس دقائق من التعرض للغاز، ولكن قد تؤدي التركيزات المنخفضة للغاز إلى تأخير ظهور تلك الأعراض، ولذلك يجب على أي شخص يشتبه في إصابته بأعراض التسمم بغاز أول أكسيد الكربون أن يستنشق هواء نقيا على الفور ويطلب المساعدة الطبية الطارئة.

وحول أهم الإجراءات في حال تسمم بغاز أول أكيسد الكربون، عند التعرض للفحم في منطقة مغلقة يجب نقل المصاب لمنطقة مفتوحة، وتنحية مصدر الغاز للخارج أو إطفائه كليا، وإذا زادت الأعراض على المتواجدين برفقته الاتصال بالإسعاف لتلقي العلاج في الطوارئ، من خلال تعريضه لكمية كبيرة من الأوكسجين تنافس أول أكسيد الكربون الموجود في الهمجلوبين.

وحول أكثر الفئات المعرضة للتسمم بالغاز، كافة الفئات معرضة لخطر الغاز بلا استثناء ولكن قد تزيد المضاعفات على كبار السن نتيجة لعدم تحكم الدماغ في التنفس، والأطفال، الحوامل أيضا فالجنين لديه قابلية لأول أكسيد الكربون وممكن أن يؤدي للوفاة داخل الرحم.

كما نبه الدكتور العيسائي إلى ضرورة توخي الحذر عند التعامل مع المذيبات في الأماكن المغلقة، حيث من الممكن أن يتحلل كلوريد الميثيلين، وهو مذيب شائع يتواجد في مزيلات الطلاء والورنيش إلى أول أكسيد الكربون عند استنشاقه ويمكن أن يسبب التسمم بغاز أول أكسيد الكربون.

تعزيز التوعية

وقد أشار الدكتور العيسائي في تصريحات سابقة، إلى أن بعض حالات التسمم بغاز أول أكسيد الكربون التي وصلت الى أقسام الطوارئ في مؤسسة حمد الطبية قد أدت الى الوفاة، حيث استنشق المصابون غاز أول أكسيد الكربون اثناء احتراق الفحم أو الحطب في أماكن مغلقة، لذا فإن من الضروري تعزيز التوعية حول مخاطر هذه الممارسات والاستعاضة عنها باستخدام المدافئ المرخصة والآمنة، لافتا إلى جملة النصائح لتجنب التسمم بغاز أول أكسيد الكربون الامتناع عن تشغيل مولدات الطاقة التي تعمل بالبنزين داخل المنازل والأماكن المغلقة بما في ذلك الخيام ومقصورات التخييم، التأكد من استخدام المدافئ الكهربائية المرخصة والآمنة (والتي تحمل علامات الترخيص والأمان) فقط داخل المنازل والأماكن المغلقة، الامتناع عن حرق الفحم والحطب داخل المنازل والأماكن المغلقة إلا إذا كان ذلك في مدفأة مرخصة مخصصة لهذه الغاية، الامتناع عن استخدام أفران أو مواقد الطبخ لأغراض التدفئة، حيث إن ذلك يؤدي الى تراكم غاز أول أكسيد الكربون في المنزل، أو الخيمة، أو كابينة التخييم، الامتناع عن حرق الفحم داخل المنازل والأماكن المغلقة، حيث إن حرق الفحم بكافة أنواعه وألوانه ينتج غاز أول أكسيد الكربون، الامتناع عن استخدام مواقد الغاز المحمولة داخل المنازل والأماكن المغلقة، حيث إن ذلك يؤدي الى تراكم غاز أول أكسيد الكربون في المنزل، أو الخيمة، أو كابينة التخييم، إبقاء الجسم دافئاً، وذلك بارتداء الملابس الدافئة وتناول المشروبات الساخنة.

مساحة إعلانية