رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ثقافة وفنون

2414

زكية مال الله.. الكتابة حين تتحول إلى شغف يومي

01 نوفمبر 2016 , 07:33م
alsharq
هاجر بوغانمي

في "معبد الأشواق" نصبت خيمتها.. أخذت خيطا من دودة القز وبنت سماء لها زرعت فيها قصائدها، ورسمت صهيل الكلمات بروح متوقّدة، جامحة لمزيد من الحضور في المشهد، وهي تنتظر قارئها عند باب النص.

في عيني قصيدتها يورق البنفسج.. عينان تطيلان التحديق.. تبوحان بأسرار الوجود، تحتفي الشاعرة بولادة كائن لغوي بعيدا عن سلطة النظم الخليلي، وانفلات قصيدة النثر.. وتيهان النص المفتوح.

وحي ما يناديها كأنه إيماءة سحرية، فتقتفي أثره، ثم تنشد ألوانا من الحب!!

بدأت الشاعرة والكاتبة الدكتورة زكية مال الله مسيرتها الإبداعية في منتصف ثمانينيات القرن الماضي، ووصفت تجربتها بالتنوع، حيث كتبت القصيدة والمقالة، وخاضت في الكتابة النثرية مجالات عدة من بينها الرياضة والسياسة والمرأة وعلم النفس والأدب.. كما وصفت بالكاتبة المتدفقة فقد صدر لها 21 كتابا بين نثر وشعر، وترجمت أعمالها إلى العديد من لغات العالم، واحتفى بنصوصها النقاد في العديد من الأمسيات والندوات الثقافية داخل قطر وخارجها.

من ديوان "في معبد الأشواق"، وحتى "مدى" الذي صدر مؤخرا بثلاث لغات، عن وزارة الثقافة والرياضة، قدمت زكية مال الله للمشهد الشعري في قطر إنتاجا شعريا تراوح بين التفعيلة وقصيدة النثر، كما كتبت المسرحية الشعرية، والملحمة الشعرية، والرواية الشعرية، إلا أن موسيقى القصيدة وإيقاعها الداخلي لم تعزلها البتة عن مجال تخصصها، فقلد أثرت المكتبة الصحية بمؤلفات علمية، ودعم حضورها المؤتمرات والندوات التي تعنى بالمرأة والمجتمع.

عرفت الشاعرة زكية مال الله بقدرتها على صوغ القصيدة ضمن سياقات الصوفية ومداراتها. فهي شاعرة تطرز نصها من لحن الحياة، ومن فوضى الحواس وهي تعانق المطلق، وتفتح في العشق نوافذ جديدة لم يطرقها شاعر من قبل، متكئة على "شمس تفيق وأخرى تولي"، وهي تكابد ذروة النقاء والطهر محاولة بهذا التجلي الحر أن تنتصر لذاتها، وتعيش حلمها في مكان ما، مستمدة قوة حضورها من علاقتها بالواقع، تلك العلاقة التي تتلخص في انتصارها للذات، واحتفائها الدائم بها. وهي ما تكشف عنه نصوصها الأولى حيث المغامرة في أوجها.. ثم انخراطها في ما يشبه التجريب والتمرد على القوالب الجاهزة، فكانت كما أرادت، وفية لنزف قلمها.

حازت الدكتورة زكية مال الله حائزة على جائزة الأمير خالد الفيصل للشعر الفصيح عام 2000، وشاركت في العديد من الأمسيات الشعرية والمحاضرات الفكرية والنشاطات الثقافية والاجتماعية داخل قطر وخارجها، وسيصدر لها قريبا مجموعة شعرية جديدة بعنوان "ضيف الخواطر"، وكتاب علمي بعنوان "الغذاء الصحي والطبخ".

مساحة إعلانية