رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

2131

حول الجامعة العربية إلى كيان بلا روح ولا تحترمه الشعوب

أبو الغيط.. خطاب الهروب من قضايا الأمة

01 أبريل 2019 , 06:30ص
alsharq
الدوحة - الشرق

الجامعة تجاهلت الأزمات ولم تقدم حلولا للقادة

الاستقواء بالمظلة العربية أمنيات وليس واقعا

كلمة الأمين العام لم ترتق لمستوى التحديات

من أفشل قمة غزة لن يجلب حقا لأهلها

الشعوب تتطلع إلى مواقف قوية تستعيد الحقوق

قمة سرت فتحت باب الحوار بين العرب وجيرانهم فلماذا يغلقه أبو الغيط ؟

المطلوب الأفعال وليس الأقوال والشجب 

             

أحبط أحمد أبو الغيط، الأمين العام للجامعة العربية، الشعوب العربية،التي كانت تنتظر مواقف قوية ازاء التحديات والازمات التي تشهدها المنطقة،وليس مجرد اقوال انشائية،حيث تحدث خلال القمة الثلاثين في تونس بـ"لغة الغائب" ولم يقدم موقفا او حلولا للقادة لتبنيها، وحتى بيان "الشجب" و"الادانة" لم تفلح الامانة العامة في اعداده ولم يرتق إلى مستوى التحديات التي اشار اليها !بل كانت كلمته بعيدة كل البعد عن القضايا الجوهرية في وقت تواجه فيه قضية فلسطين خطر التصفية، وهضبة الجولان الضياع بشرعنة السيادة الاسرائيلية عليها بينما تتفاقم الاوضاع في اليمن وليبيا بسبب التدخلات والاجندة التي لا تريد استقرارا بل تحركها الاطماع !

 خطاب بلا مقترحات

 جاء خطاب الامين العام انشائيا،وبعيدا عن الواقع، والقضايا الرئيسية والتحديات والازمات التي تشهدها المنطقة العربية، التي باتت تهدد استقرارها،وتحتاج لموقف موحد وقوي، وليس الاكتفاء بالدعوة لوضع مفهوم جامع للامن القومي،ويبدو ان الامين العام يحتاج لمن يذكره بواجبه ومهامه السياسية، وفي مقدمتها، توجيه نظر المجلس أو الدول الأعضاء في الجامعة إلى مسائل يقدر الأمين العام أهميتها،وينبغي مخاطبتها بقدر عال من المسئولية، لانها تمس الامن القومي العربي، لانها تحديات وجودية تحتاج لموقف موحد وقوي والتصدي لها لانها قضية وجود وليست مجرد اطماع،كان متوقعا ان يقدم للقادة مقترحات وليس مجرد كلمات انشائية، لا تمس جوهر القضية المركزية، وفي الوقت الذي عبر الامين العام للامم المتحدة انطونيو غويتريس، و السيدة فيدريكا موغريني مفوضة الأمن والسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، عن مواقف قوية وتمسكا بقرارات الشرعية الدولية، وانتقدا بوضوح قرار امريكا بشأن الجولان وتجاهل قرارات مجلس الأمن الدولي، لم يعبر الامين العام عن موقف مماثل.

وبدا لافتا توجيه خطابه بعيدا عن القضايا الراهنة ،ليتحدث عن قوى اقليمية، وهذا ما يستدعي طرح السؤال بلسان من يتحدث؟ حيث لم يعبر الامين العام عن موقف ازاء القضايا المصيرية وهو الذي تحفظ له الذاكرة العربية- حينما كان وزيرا لخارجية مصر صمته عن إعلان نظيرته الاسرائيلية تسيبني ليفيني 2008 شن حرب ضروس على غزة ووقتها وثقت الكاميرات لحظة الضعف العربي وهو ممسك بيدها حينما اختل توازنها، فما اشبه الليلة بالبارحة، وشبح حرب أخرى تلوح في سماء غزة أليس هذا كافيا لاتخاذ موقف قوي ام ذخيرته من الكلمات لم يتبق منها إلا بيان فشلت الامانة العامة في اعداده وتقاصرت لغته لضعف تأثيرها ! أليس هو من قال: "نحن من أفشلنا قمة الدوحة" التي كرست لوقف العدوان على غزة.

أين المظلة العربية؟

مر على تأسيس الجامعة 74 عاما،وكانت تطلع الشعوب ان تكون مظلة عربية، لكنه حلم لم يتحقق،فكيف يدعو الى الاستقواء بمظلة لا تلبي طموحات الشعوب وتتجاهل التحديات التي كانت تعصف بمستقبلها، ولم تنجح في جمع العرب،وما يوحد كلمتهم،حيال كافة القضايا التي تتعلق بمصيرهم ومستقبلهم،في وقت تشهد المنطقة ازمات وخلافات تحتاج الامة لتجاوزها لمواجهة التحديات، إذ ليس كافيا الحديث عن العمل العربي المشترك والازمات لا تزال المحتدمة.

 فمن الضرورة بمكان الارتقاء إلى مستوى التحديات والمسئوليات، وليس الحديث في كل مرة بلغة لا تمت للواقع، او يكون جل الاهتمام عن الوضع المالي الصعب، وتجاهل ما هو اصعب من ازمات وتحديات تتعلق بمستقبل المنطقة والشعوب.

اللافت انه مع كل قمة يكون الخطاب بعيدا عن الطموحات، والسمة المرافقة للامين العام – منذ توليه المنصب – البعد عن جوهر القضايا المصيرية والخروج عن العرف الدبلوماسي،على نحو رده على سؤال اعلامي لبناني في قناة الجديد خلال القمة الاقتصادية في لبنان يناير الماضي وفحواه يتعلق بمدى فاعلية الجامعة العربية بالتعامل مع الملفات الاقتصادية خاصة لدى مقارنتها بالجانب السياسي وما وصفه الصحفي بالـ"فشل"، ليأتيه جواب الامين العام بلهجته: "ما تيجي نحل الجامعة العربية، ننفرط جميعاً، وكل واحد يروح في اتجاهه، لا يا سيدي عمره ما هيكون أحسن"..ستكون الجامعة مظلة حينما ترتقي لمستوى التحديات وتلبي طموحات الشعوب واحترام خياراتها منذ ربيعها الاول 2011 الذي اعتبره ابو الغيط وقتها بأن جزءا من اهدافه "تهميش دور الجامعة" لكن يبدو أن الامين العام سيختم حياته الدبلوماسية ويترجل عن منصبه بلا موقف او انجاز لأن دورته شهدت تحديات عجزت الجامعة عن الارتقاء الى مستوى مواجهتها او حتى تقديم مقترحات حلول.

استعداء جيران العرب

وعلى النقيض من أدبيات العمل العربي المشترك التي اقرتها قمة سرت في 2010 بضرورة انفتاح العرب على جيرانهم (تركيا وإيران وتشاد) وإطلاق عمرو موسى الامين العام للجامعة في هذه القمة لخطط لإجراء حوار مع التكتلات المحيطة بالعالم العربي راح ابو الغيط وبعد 30 عاما من القمم العربية يناقض ما استقر عليه العرب من ضرورة الانفتاح على جيرانهم وراح يحذر ويخون ويهدد ويشجب ويندد بما اسماه تدخلات من جيران العرب بدلا من ان يجدد الدعوة الى الحوار الاقليمي زاعما ان التدخلات من جيراننا فاقمت الأزمات ولم يطرح اي حلول لكيفية اجراء حوار مع الجيران واكتفى بالرفض ، وفات الامين العام للجامعة اننا في زمن التكتلات ومن الضرورة الانفتاح على جيراننا وعدم غلق باب الحوار الذي كانت القمم السابقة تدعو إليه .           

مساحة إعلانية