محليات

227

الأعلى للصحة ينفذ مسحاُ وطنياُ عن اضطرابات "عوز اليود"

يعتزم المجلس الأعلى للصحة تنفيذ مسح وطني عن اضطرابات "عوز اليود" بين طلاب المدارس وذلك خلال شهر مارس الجاري.

ويستهدف المسح الذي يستمر شهرين طلبة المدارس الابتدائية المستقلة (بنين وبنات) من عمر 6 الى 12 سنة من أجل معرفة نسبة الأسر التي تستخدم الملح المضاف إليه اليود ومتوسط كمية طرح اليود في البول لدى طلبة المدارس وانتشار تضخم الغدة الدرقية لديهم.

ومن المقرر ان تجري هذا المسح 7 فرق بحثية (كل فريق يتكون من طبيب وممرض ومساعد إداري) في 49 مدرسة حكومية مستقلة حيث تم اختيار شعبة واحدة من كل مدرسة بإجمالي 1600 طالب.

ويعتبر المسح فرصة جيدة للتعرف على حالة عوز اليود لدى الأبناء وتقييم حالتهم الصحية علما بأن جميع المعلومات التي يتم الحصول عليها من الطلاب المشاركين في هذا المسح سيتم ضمان سريتها ولن تستخدم إلا في الأغراض البحثية والإحصائية فقط دون الإشارة إلى أسماء المشاركين من الطلاب.

وتشمل خطوات المسح ملئ استمارة استبيان والإجابة الدقيقة على الأسئلة من قبل ولي الأمر بعد التوقيع على استمارة الموافقة على المسح وإرسال عينة (5 ملاعق طعام) من ملح الطعام المستخدم في الطبخ بالمنزل مع الطالب للفحص لقياس مستوى اليود فيه وقيام فريق المسح الذي يتكون من طبيب وممرض من كلا الجنسين بجمع عينات من البول من طلبة المدارس المشاركين في المسح بالإضافة إلى قيام الطبيب أو الطبيبة بالفحص اليدوي للغدة الدرقية.

ونظم المجلس الأعلى للصحة في هذا الاطار ورشة عمل تدريبية بعنوان "المسح الوطني لاضطرابات عوز اليود بين طلاب المدارس" بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية التي مثلها المجلس الدولي لمكافحة اضطرابات عوز اليود بمشاركة 40 من الأطباء والممرضين والمثقفين الصحيين والإداريين بإدارة الصحة العامة وطلبة البورد العربي لطب المجتمع.

وقالت الشيخة الدكتورة العنود بنت محمد آل ثاني مدير تعزيز الصحة والأمراض غير الانتقالية بالأعلى للصحة ان نتائج المسح الذي تم في دولة قطر عام 1997 أظهرت أن نسبة انتشار عوز اليود تصل إلى30% ولذلك فإن الهدف من الورشة ركز على تدريب الكوادر الوطنية والطبية واعدادها لتنفيذ المسح.

واضافت ان المسح سيوفر بيانات عن الوضع الحالي لاضطرابات عوز اليود وتقييم مفاهيم المجتمع تجاه كل من الملح المعالج باليود والاضطرابات الناجمة عن نقص اليود،

كما ستساعد نتائج المسح صناع القرار في وضع الاستراتيجيات الوطنية للتخلص والوقاية من اضطرابات عوز اليود في دولة قطر مما سيعود على البلاد بكثير من الفوائد الصحية والاقتصادية.

الجدير بالذكر أن الدراسات العلمية تشير إلى أن اضطرابات عوز اليود تصيب سكان البلدان المتقدمة والبلدان النامية على حد سواء ولا تزال 54 دولة من مختلف دول العالم تعاني من نقص اليود.

كما أظهرت تقديرات منظمة الصحة العالمية أنّ ثلث سكان العالم معرّضون الآن لمخاطر الإصابة بعوز اليود وهناك ما يقارب من 50 مليون نسمة يعانون من أضرار متفاوتة في الدماغ بسبب عوز اليود.

ويعتبر نقص اليود إحدى الأسباب الرئيسية لتلف الدماغ وانخفاض معدلات الذكاء لدى الأطفال على مستوى العالم الامر الذي يمكن الوقاية منه.. كما يعد اليود عنصرا من العناصر الأساسية والضرورية لتكوين هرمونات الغدة الدرقية (هرمون الثيروكسين وثلاثي يود الثيروكسين) اللازمة للنمو ولوظائف المخ والجهاز العصبي وللحفاظ على حرارة الجسم وحيويته.

ومن الآثار السلبية لعوز اليود بين طلاب المدارس تأخر النمو البدني وقصر القامة وضعف العضلات وضعف النمو العقلي وانخفاض نسبة الذكاء مما يؤدي إلى ضعف الأداء الذهني وعرقلة النمو المعرفي والتأثير على مستوى أداء الطلاب في المدارس.