رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

550

"حمد الطبية" تدرس فعالية دواء "GLP1" لعلاج السكري

01 فبراير 2016 , 12:38ص
alsharq
محمد صلاح

كشف البروفيسور عبدالبديع أبو سمرة - رئيس إدارة الباطنية في مؤسسة حمد الطبية، أن فريقا طبيا تابعا للمؤسسة يعكف على دراسة فعالية عدد من الأدوية المستخدمة عالمياً في علاج السكري لدى مرضى السكري في قطر، موضحا أن أحد هذه العلاجات هو دواء مشابه لهرمون تفرزه الأمعاء الدقيقة عند الإنسان يسمى "GLP1" يساعد هرمون الأنسولين في القيام بوظيفته، إضافة إلى دوره في تثبيط الشهية وتقليل حركة المعدة.

وتابع قائلا "وهذا الهرمون لا يمكن أخذه عن طريق الفم ولا بد من إعطائه عن طريق الحقن، وهناك عدد من الأدوية التي تعتمد على هذا الهرمون مختلفة الأسماء والتركيبات الكيميائية، منها ما يوصف مرة أسبوعيا، ومنها ما يوصف مرة يوميا، ومنها ما يوصف مرتين يوميا".

وأوضح البروفيسور أبو سمرة في حوار خاص لـ الشرق أن هذه الأدوية كغيرها تملك فوائد علاجية وآثاراً جانبية، منوها بأن هذه الأدوية توصف للمصابين بالنوع الثاني من السكري وتساعد في تثبيط الشهية لديهم، مما يؤدي إلى إنقاص الوزن وتحسين الحالة الصحية لهم، كما تساعد البنكرياس على إفراز الأنسولين.

وقال "وهذه الأدوية عند إعطائها للمرضى من الممكن أن تساعد البعض، لكنها لا تنجح مع البعض الآخر، وفي النهاية لا تشفي من المرض بشكل كامل وتام كما روج البعض لذلك على خلاف الحقائق العلمية".

وأكد ضرورة مراجعة الطبيب المعالج لوصف هذه النوعية من الأدوية أو غيرها بناء على تشخيصه للحالة المرضية ومدى احتياجها من عدمه لهذه الأدوية، مشيرا إلى أن أدوية "GlP1" تتسبب في عدد من الآثار الجانبية كغيرها من الأدوية تتمثل في: الغثيان والإقياء والتهاب البنكرياس، وللحقيقة تظهر عند بعض المرضى وليس جميعهم.

وأضاف قائلا "ومن ثم فهناك من يستفيد من الدواء ومن لا يستفيد، كما أن هناك من تظهر لديه الأعراض الجانبية ومن لا تظهر لديه، فضلا عن أن هذه الأدوية المعروفة بأدوية "GlP1" لا تفيد المرضى من النوع الأول الذين يعانون من عدم إفراز الأنسولين بشكل كامل".

وحول أسباب الإشاعات التي تدور بين المرضى عن فعالية هذا الدواء في القضاء على مرض السكري تماما، أوضح البروفيسور أبو سمرة أن الأمر في الغالب تسرب إلى الناس عبر أحد المرضى الذين شعروا بتحسن نتيجة استخدام هذه الأدوية، مضيفا "نحن لا ننكر أهمية تبادل الخبرات بين المرضى، ولكن تبادل الخبرات في مجال تغيير نمط الحياة والنشاط الحركي وغيره يكون مفيدا جدا في تلك الحالات، عنه في مجال تبادل وصفات الأدوية التي تعتمد على العديد من المحددات، ومن ثم فلا يصح تبادلها لأنها لن تفيد".

وأشار إلى أن وصف نوع دواء لأحد المرضى دون غيره يعتمد على وظائف الأعضاء الحيوية لدى هذا المريض، ضاربا مثالا لذلك بأن المريض الذي يعاني قصورا ما في وظيفة الكلية يوصف له دواء غير الذي يوصف لشخص أخر يعاني قصورا في الكبد وهكذا.

ودعا المرضى إلى عدم استقاء المعلومات الدوائية من المرضى مهما كان درجة القرب معهم، مؤكدا أن ذلك يكون له في الغالب تداعياته الصحية على المريض، منبها إلى أن ما ثبتت فعاليته مع مريض ليس بالضرورة يفيد غيره.

وأشار إلى وجود طلب متزايد من المرضى على هذه الأدوية نتيجة نصيحة مريض آخر لهم عبر مقطع مصور، مؤكدا أن هذه الأدوية هي عامل مساعد ولا تقضي على المرض كما يروج لذلك.

وشدد رئيس إدارة الباطنية بـ"حمد الطبية" على أن أي دواء تثبت فعاليته في علاج السكري بالشكل الذي يروج له ستكون دولة قطر سباقة في توفيره للمرضى، مشيرا إلى أن تاريخ الطب يزخر بالكثير من العلاجات التي اكتشفت في العالم ونظر إليها العلماء على أنها مذهلة من ناحية النتائج ومع مرور الأيام ظهرت لها أعراض جانبية واسعة كانت سببا في إيقاف تداولها.

وأكد حرص مؤسسة حمد الطبية على إدخال أفضل العلاجات الجديدة لمرض السكري، مبينا أن الأدوية الجديدة التي تثبت فعاليتها ونجاعتها تستمر، أما التي لا تثبت ذلك فتختفي مع الزمن.

استراتيجية مكافحة السكري

وفيما يتعلق بالاستراتيجية الوطنية لمكافحة السكري، فقد أشار إلى أن إعداد الاستراتيجية يمر بمرحلتين: الأولى إجراء الدراسات القبلية للوقوف على مشاكل السكري في قطر ونوعية الخدمات المقدمة ونوعية الثغرات التي يجب تغطيتها، أما المرحلة الثانية فقد تمثلت في كتابة الاستراتيجية ثم التطبيق الفعلي لما تم وكتابته فعليا.

ونوه بأن الاستراتيجية تعنى بمعالجة قضية قلة وعي الجمهور بالسكري ومراحل المرض، موضحا أن مريض السكري يمر بعدد من المراحل يحتاج في كل منها نوعية من الرعاية تختلف عما قبلها وما بعدها، مضيفا في السياق ذاته "ولذا هناك اهتمام بتوضيح تلك المراحل وتحديد نوعية الخدمات وطريقة الحصول عليها".

وألمح إلى أن الاستراتيجية تعمل على تنظيم جهود مكافحة وعلاج السكري وخلق تناسق فيما بينها، مضيفا "وفي الدول المتقدمة هناك دور واسع يلعبه أخصائيو التغذية والتثقيف الصحي والتمريض، في حين أوضحت الدراسات التي أجريت مؤخرا أن المريض في قطر يتوجه للطبيب فقط ولا يعتمد بالقدر ذاته على التخصصات الأخرى".

وبين أن الاستراتيجية تسعى إلى إيجاد تناسق بين الرعاية الأولية ومؤسسة حمد الطبية وباقي القطاعات المعنية بعلاج السكري، بحيث يتم توضيح دور الأطباء في تلك الجهات في عملية علاج المرض، فضلا عن توضيح جدول زيارات المرضى لتلك الجهات طبقا لحالتهم ونوعية الخدمة الصحية التي يحتاجون إليها.

وذكر أن الإستراتيجية تركز أيضا على هدف بناء القدرات البشرية في مجال مكافحة وعلاج السكري، وذلك من خلال وضع برامج التدريب، مشيرا إلى أن فئة الأطباء تعد الأكثر مقارنة بالفئات المساندة والمساعدة في مجالات العلاج والتوعية والتثقيف.

50 ألف مراجع

ونبه إلى أن الأبحاث الطبية في مجال السكري تحظى باهتمام في الاستراتيجية، موضحا العمل على وضع خطة بحثية حول أسباب المرض في قطر وطرق العلاج والوقاية المناسبين، مؤكدا أن آليات الكشف المبكر هي الأخرى من الأمور التي تحظى باهتمام الاستراتيجية، مضيفا" وفي هذا المجال سيتم توفير فحص السكري في مرحلة محددة من عمر الاستراتيجية لجميع السكان في قطر".

وفيما يتعلق بجهود حمد الطبية في مجال علاج السكري، نوه البروفيسور عبدالبديع أبو سمرة بأن حمد الطبية توفر خدمات نوعية متطورة في هذا المجال، مشيرا إلى أن إنشاء المركز الوطني لعلاج السكري في مستشفى حمد العام يشكل إحدى النقلات النوعية في هذا المجال.

وأضاف "وقد تم افتتاح مركز وطني آخر في مستشفى الوكرة لتوفير نفس الخدمة لسكان جنوب البلاد، ويتم الإعداد لافتتاح مركز وطني ثالث في مستشفى الخور لتوفير الخدمة لسكان الشمال".

ونبه إلى أن المركز الوطني للسكري استقبل 50 ألف مراجع خلال 2015، مقارنة بـ 30 ألف مراجع استقبلهم المركز خلال 2014، مرجعا ارتفاع عدد المراجعين إلى ارتفاع الوعي بدور المركز.

وفيما يتعلق بالأبحاث التي تجريها حمد الطبية في مجال السكري، أشار إلى إجراء بحث حول الأسباب الوراثية للإصابة بالسكري في قطر، موضحا أن البحث يسعى لمعرفة دور المورثات في الإصابة بالمرض وكذلك دور العوامل البيئية ونظام الحياة المتسم بالرفاهية والتغذية الغير صحية وقلة الحركة.

وتابع قائلا "وهناك أولويات للبحث العلمي تعتمدها حمد الطبية في مجال السكري، منها: البحث في أسباب الإصابة بالسكري في قطر، وأفضل العلاجات المتاحة للمرضى في قطر"، وحول الخدمات الجديد في مركز السكري، أشار إلى توفير عيادة متخصص في طب العيون، وعيادة العناية بالقدم.

مساحة إعلانية