أعلنت هيئة الأشغال العامة أشغال عن إغلاق كلي مؤقت لشارع الكورنيش أمام القادمين من تقاطع ميناء الدوحة القديم باتجاه تقاطع شرق في كلا...
رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
انطلقت مساء أمس بقاعة المؤتمرات بمبنى شؤون الطلاب بجامعة قطر فعاليات المؤتمر الدولي، الذي يحمل عنوان: «قراءات في قضايا التجديد والترشيد في فكر العلامة يوسف القرضاوي»، الذي تنظمه كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر في الفترة من 15 إلى 18 أكتوبر 2023، بحضور عدد كبير من علماء الأمة الإسلامية، حيث سيتم على مدار أيام المؤتمر تدارس فكر علم من أعلام الأمة ترك إرثاً وأثرًا كبيرين، وكان خاتمة لجيل من العلماء والمفكرين الأفذاذ في عصرنا. ودشن الدكتور عمر محمد الأنصاري رئيس جامعة قطر موسوعة العلامة يوسف القرضاوي التي تتألف من 105 مجلدات في مختلف الفنون الشرعية والفكرية. وفي كلمته بمناسبة تدشين موسوعة العلامة يوسف القرضاوي، قال الدكتور إبراهيم بن عبد الله الأنصاري عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية: «نحتفل اليوم بتدشين عملٍ علميٍ ضخم لقامة عالية من قامات العلم وأعلامه في هذا العصر، نحتفل بتدشين موسوعة الأعمال الكاملة لسماحة العلامة يوسف القرضاوي تغمده الله بواسع رحمته». موسوعة القرضاوي وأضاف: «لم يكن فضيلة العلامة القرضاوي شخصا عاديا، فقد كان عالمًا شاملًا وعاملًا ملهمًا، كان عالما شاملا غطى بعلمه وكتاباته كل مجالات العلم الشرعي وتناول بفقهه شؤون الواقع المختلفة، كما كان عاملا ملهما أدار المؤسسات العلمية، وأسس المشاريع الدعوية؛ في فقد أدار المعهد الديني بدولة قطر وطوره، ثم انتقل إلى جامعة قطر فأسس كليتنا كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، وانتقى لها نخبة من أفضل الأساتذة من مختلف الدول العربية، وأنشأ مجلتها العلمية المحكمة التي ما زالت متواصلة الصدور، وقد بلغت السنة الحادية والأربعين منذ صدورها، كما أنه المؤسس لمشروع إسلام أون لاين الدعوي الذي سماه «جهاد العصر» وأسس مجلس الإفتاء الأوروبي والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين». وقال الدكتور الأنصاري إن الكلية وهي تحتفل بتدشين موسوعته العلمية وتقديم هذا المؤتمر فهي تحتفي بالعميد المؤسس لها، وتعترف له بالفضل وتقدمه إلى طلابها وطالباتها قدوة في العلم والعمل. وتقدم الدكتور الأنصاري بجزيل الشكر لأسرة الشيخ يوسف رحمه الله وعلى رأسها الدكتور محمد يوسف القرضاوي على اهتمامهم بتراث والدهم - وهو والد الجميع -، وحرصهم على إخراج هذه الموسوعة بحلتها القشيبة وبذل الجهد لإخراجها في هذا الزمن القصير قبل مرور سنة من وفاة الشيخ رحمه الله. جهود جليلة للتجديد الفكري ثم تحدث السيد أحمد بن سعود السياري المدير العام لمكتب مفتي سلطنة عمان سماحة الشيخ أحمد الخليلي نيابة عنه، عن العلاقة الوطيدة التي ربطت بين العالمين الجليلين منذ سبعينيات القرن الماضي وحتى وفاة الشيخ واشتراكهما في كثير من المنتديات العلمية والفكرية ولقاءاتهما المتعددة وأشاد فضيلته بالعلاقات الأخوية بين قطر والسلطنة مؤكدا أن السلطنة اعتمدت مناهج قطر في مدارسها لأكثر من عقد من الزمن واستفادت من جهود الشيخ القرضاوي رحمه الله تعالى. وبعد ذلك تحدث الأستاذ الدكتور علي محي الدين القره داغي الأمين العام لاتحاد العلماء المسلمين عن جهود العلامة القرضاوي في التجديد الفكري ودوره في الدراسات الإسلامية، وتحدث الدكتور عصام البشير وزير الأوقاف السوداني الأسبق عن أهمية الاحتفال بموسوعة العلامة القرضاوي وما يميزه من أهمية علمية، وتزامنه مع اللحظة التاريخية التي تمر بها الأمة بعد طوفان الأقصى وانتصار للمقاومة. كما تحدث السيد محمد غورماز مسؤول الشؤون الدينية التركي.
1166
| 17 أكتوبر 2023
شاركت جموع غفيرة في جنازة الشيخ يوسف القرضاوي المؤسس والرئيس السابق للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الذي أعلنت وفاته أمس الاثنين عن 96 عاما، وحضر صلاة الجنازة آلاف المشيعين بمقابر مسيمير. وأدى صلاة الجنازة عدد من كبار العلماء والمسؤولين، منهم الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور علي محيي الدين القره داغي الذي رثى الشيخ القرضاوي ووصفه بصاحب البهجة والطيب، صاحب الكرم والفضل والأيادي الرحيبة، منوها بجهاده وجهوده في خدمة الإسلام والمسلمين. فيديو #الشرق.. تجمع المواطنين والمقيمين لتشييع جنازة فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي#القرضاوي_رجل_بامه#يوسف_القرضاوي pic.twitter.com/dqHd186jaF — صحيفة الشرق - قطر (@alsharq_portal) September 27, 2022 وكانت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، قد نعت الشيخ يوسف القرضاوي، وقالت في بيان لها تنعى وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في دولة قطر إلى جموع المسلمين فقيد الأمة الإسلامية العلامة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي الرئيس السابق للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين. فيديو #الشرق| آلاف المشيعين يشهدون جنازة فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي.. ويتوجهون إلى الله بالدعاء له بالرحمة والمغفرة والتثبيت عند السؤال#القرضاوي_رجل_بامه #يوسف_القرضاوي pic.twitter.com/6PP0aWUzKW — صحيفة الشرق - قطر (@alsharq_portal) September 27, 2022 كما نعت قطر وتركيا وعشرات الشخصيات العربية والإسلامية من مختلف البلدان الشيخ القرضاوي ووصفوه بالمجدد، داعين له بالرحمة والجنان. فيديو #الشرق.. خالد مشعل رئيس حركة حماس في الخارج، ناعياً الشيخ يوسف القرضاوي: كان أباً لكل أبناء جيلي ونفتخر أننا تتلمذنا وتعلمنا الوسطية على يده #يوسف_القرضاوي #القرضاوي_رجل_بامه pic.twitter.com/OwhcrwYf5W — صحيفة الشرق - قطر (@alsharq_portal) September 27, 2022 وكان الراحل من أبرز علماء الشريعة في العالم الإسلامي، وهو عالم مصري أزهري. فيديو الشرق.. جموع المشيعين بمقابر مسيمير في #الدوحة يسألون الله الرحمة والمغفرة لفضيلة الشيخ الدكتور #يوسف_القرضاوي #القرضاوي_رجل_بامه pic.twitter.com/XBsx9j1d8U — صحيفة الشرق - قطر (@alsharq_portal) September 27, 2022
21971
| 27 سبتمبر 2022
انتقل إلى رحمة الله تعالى اليوم فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي. ونشر حساب فضيلته تغريدة تنعى الشيخ القرضاوي قائلاً: انتقل إلى رحمة الله سماحة الإمام يوسف القرضاوي الذي وهب حياته مبينا لأحكام الإسلام، ومدافعا عن أمته.. نسأل الله أن يرفع درجاته في عليين، وأن يلحقه بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين.. وحسن أولئك رفيقاً. وأن يجعل ما أصابه من مرض وأذى رفعاً لدرجاته.. اللهم آمين
15330
| 26 سبتمبر 2022
إدخال السرور على قلب المسلم من أحب الأعمال إلى الله من يحتفل بالقرنقعوه لا يحتفل تعبدًا وإنما يفعله عادة أكد فضيلة الشيخ د. يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن الاحتفال بليلة القرنقعوه ليس بدعة. لأنه من يفعل هذا الأمر لا يفعله تعبدًا، وإنما يفعله عادة، وبيّن أن إدخال السرور على قلب الإنسان المسلم، من أحب الأعمال إلى الله عز وجل. جاء هذا في رد فضيلته على سؤال حول حكم الاحتفال بليلة القرنقعوه. وتفصيلاً قال الشيخ القرضاوي: الاحتفال بالقرنقعوه يصبح بدعة إذا كان من يفعله يفعله تدينًا، يفعله بنية العبادة؛ لكن الواقع أن من يحتفل به لا يحتفل به على أنه عبادة، بل هم يعتبرونه عادة من العادات، تفريحة من التفريحات، فلو فعلوا ذلك تعبُّدًا لقلنا: لا، هو حرام؛ لأن الأصل في العبادات التوقيف، لكن هذه عادة مثل عادة عمل الفوانيس في بعض البلاد في رمضان للأولاد، وكنا ونحن صغار نحمل الفوانيس، وندور على الجيران والأقارب، ونفرح بها. فهذه الأشياء ليس لها علاقة بالعبادات، هي عادات يختلف فيها الناس، بعض البلاد يحتفلون بالقرنقعوه، وبعضها بأن يحمل الصغار الفوانيس، وبعضها بإضاءة المآذن، وتزيين البيوت والشوارع، كلها علامات فرح من الأمة بشهر رمضان، ورمضان جعله الله شهر فرحة يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه. الصغار يفرحون كنا ونحن صغار حين يؤذن المغرب نغني بأغنية مطلعها: حِلِ اللجام وافطر. كلمات نقولها ونحن في غاية السعادة والفرح. فهذا شهر فرحة للصغار وللكبار، فمن أجل هذا اخترع أهل الخليج هذه العادة، وهي عادة ليست في غير الخليج، فيما أعلم. بعض الناس يقول: إنها عادة غير طيبة، فالأطفال يتعودون على مسألة الناس. وأنا أقول لهم: لا يُنظر إليها بهذه النظرة الرزية، فالأطفال في هذه الليلة يفعلون ذلك من قبيل اللعب والفرح والسرور والابتهاج بهذه الليلة التي ينتظرونها كل عام، يخرج كل الأطفال حتى أولاد الأغنياء والأثرياء في الاحتفال بتلك الليلة، والناس يشاركونهم فرحتهم، فيتركون الأبواب مفتَّحة ليدخلوا عندهم، فيعطونهم الحلوى والمكسرات، ومن لم يكن عنده الحلوى والمكسرات أعطاهم النقود، لكن أنصح أن تكون الحلوى والمكسرات التي تعطى للأولاد نظيفة من أحسن وأجود الأنواع. إدخال السرور وإدخال السرور على قلب الإنسان المسلم، من أحب الأعمال إلى الله عز وجل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أحب الناس إلى الله أنفعُهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله سرورٌ تدخله على مسلم. فكيف بإدخال السرور على هؤلاء الأطفال؟ ولعل هذه الفرحة في ليلة النصف من الشهر نوع من التعبير عن الفرح والشكر لله أننا صمنا وقمنا نصف أيام هذا الشهر، فينبغي أن ننظر لهذا الأمر هذه النظرة، ولا نقول: إنه بدعة. لأنه من يفعل هذا الأمر لا يفعله تعبدًا، وإنما يفعله عادة. قصر البدع على الأمور التعبدية وينبغي أن نقصر البدع على الأمور التعبدية، أما الأمور العادية، فللناس أن تخترع العادات، الناس في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ما كانوا يعرفون المُنخُل، الذي ينخل به دقيق القمح والشعير، كانوا يذرونه في الهواء، ثم اخترعوا المُنخُل ليأخذوا الناعم من الدقيق، فهل نعتبر المناخل هذه بدعة؟! ونحن في عصرنا اخترعنا أشياء ما كان للسلف بها من علم، ولم تخطر لهم على بال، فهل هذه بدعة؟ فهل الغسالة بدعة؟ والثلاجة بدعة؟ والمكيف بدعة؟ وركوب السيارة بدعة؟ واستخدام التليفون بدعة؟ لو قلنا هذا، لكانت حياتنا مليئة بالبدع، فالبدع تكون فيما قصد به التعبد لله تعالى. في العبادات، فالأصل في العبادات الإتباع والتوقيف، وفي أمور الدنيا الابتداع. وأما بالنسبة للتصوير الذي تصوره الأخت على الأكياس والحقائب التي يجمع فيها الأطفال الحلوى والمكسرات ليلة القرنقعوه؛ بعض العلماء يكرهون هذه الصور، ولكني لا أرى الكراهة في صورة رأس بقرة أو كذا، خصوصاً صورة الحيوانات التي يألفها الأولاد، وهي صور غير كاملة، صورة رأس، فحتى الذين كرهوا الصور ومنعوها قالوا: أن تكون صورة لما يعيش به الإنسان أو الحيوان، فالرأس وحده أو الجسد وحده لا يعيش به الإنسان، والأولى من ذلك أن تصور لهم شجرة أو وردة أو زهرة، أو مركب أو نحو ذلك خروجاً من الخلاف، أو أن تكون مطبوعة لأن الطباعة ليست رسمًا، وليست من التصوير المحرم، بل هي عكوس (أي عكس للصورة) كما يسميها الناس في الخليج، وفي حديث عبيد الله الخولاني عن زيد بن خالد: إلا رقمًا في ثوب.
14412
| 30 مايو 2018
القره داغي: العلماء ورثة الأنبياء والواجب إكرامهم وإعزازهم إجراءات نظام السيسي تهدف لتصفية رموز ثورة 25 يناير الشيخ القرضاوي بذل عمره في سبيل دينه وأمته والحكم مخالف للقيم الإسلامية والإنسانية وللمعايير الدولية محاكم الانقلاب غير الشرعي لا يتوفر فيها أدنى معايير القضاء العادل أدان فضيلة الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين د. علي محيي الدين القره داغي الحكم الصادر في مصر ضد رئيس الاتحاد د. يوسف القرضاوي، وقال القره داغي في تصريح له إن هذا الحكم لم يكن الأول الذي صدر ضد علامة الأمة الشيخ يوسف القرضاوي الذى بذل عمره (92 سنة) في خدمة دينه وأمته، بل صدر قبله حكم بإعدامه وإدراج اسمه في قائمة الإنتربول، كل ذلك في ظل الانقلاب العسكري على الشرعية والذي فشل في تحقيق الأمن والأمان والاستقرار. وأضاف أن العلماء ورثة الأنبياء وهم الأمناء والشهداء، فالواجب إكرامهم وإعزازهم، ومع ذلك نرى مع الأسف الشديد أن يصل الأمر إلى هذا المستوى من الحكم على علامة الأمة الشيخ يوسف القرضاوي بالإعدام سابقا وبالمؤبد حاليا. ووصف القره داغي هذا التصرف بأنه مخالف للقيم الإسلامية والإنسانية ومخالف للمعايير الدولية وحقوق الإنسان، حيث لا تتوفر في هذه المحاكم التي شكّلها الانقلاب غير الشرعي أدنى معايير القضاء العادل، مؤكدا أن المقصود من مثل هذه الإجراءات هو تصفية رموز ثورة 25 يناير. وطالب القره داغي العالم الحر بالتنديد بهذه الإجراءات والقرارات التي لا تتوفر فيها المعايير المطلوبة لتحقيق العدل.
2320
| 20 يناير 2018
قررت نيابة أمن الدولة العليا بمصر، تجديد حبس "علا" ابنة رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور يوسف القرضاوي 15 يوماً، للمرة الخامسة، على ذمة التحقيقات في قضية اتهامها وزوجها حسام خلف بالانضمام لجماعة أسست على خلاف القانون. وبحسب صفحة "الحرية لعلا وحسام" على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، فإنه تم تأجيل النظر في التجديد الخاص بالمهندس "حسام خلف" ليضيف هذا الإجراء مزيداً من علامات الاستفهام والاستنكار على قرارات النيابة والسلطات القضائية المصرية. ونقلت الصفحة عن "جنا"، حفيدة "علا" البالغة من العمر 9 سنوات والتي تعيش في "سياتل" بالولايات المتحدة قولها: "كنا نقضي العيد دائما مع جديَّ خلال عطلة الصيف في مصر، ولكن غابا عنا هذا العام، هذا ليس عدلاً، لماذا يُحتجز شخص ما من دون أن يقوم بأي شيء!". ووفق الصفحة، قالت منظمة العفو الدولية، إن "علا وحسام محتجزان في ظروف قاسية، وفي الحبس الانفرادي طوال الوقت". وأضافت أن "مساحة زنزانة علا هي 1.6 متر × 1.8 متر دون سرير ولا تصلها أشعة الشمس أو تتعرض إلى التهوية". ونقل موقع "الخليج الجديد" عن الصفحة: "تعاني علا من سوء التغذية وفقدان الوزن بسبب عدم حصولها على طعام جيد ومغذٍ، كما حُرم كلاهما من حقوق الإنسان الأساسية والخدمات الاعتيادية (طبقاً لقانون السجون)، مثل الوصول إلى المقصف، والتمرين اليومي في الهواء الطلق، والزيارات الأسرية والقانونية، والرعاية الطبية". ودعت منظمة العفو الدولية السلطات المصرية إلى وضع حد فوري للحبس الانفرادي لعلا القرضاوي وحسام خلف، كما دعت أعضاءها إلى إرسال نداءات إلى وزير الداخلية المصري، ومكتب الرئيس، فضلاً عن نائب مساعد الوزير المصري للشؤون الخارجية لحقوق الإنسان.
925
| 13 سبتمبر 2017
شطبت منظمة الشرطة الدولية (الإنتربول) اسم رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور يوسف القرضاوي من قائمة المطلوبين، بعد أن تبينت أن التهم المزعومة التي وجهها النظام المصري إليه ملفقة. وأكدت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا أن شطب الإنتربول اسم القرضاوي من قائمة المطلوبين جاء بعد أن أجرت منظمة الشرطة الدولية "مراسلات ومناقشات عديدة وأصبحت أكثر معرفة بما يجري في مصر". وأوضحت في بيان تلقت "الجزيرة نت" نسخة منه أن "كل الأسماء التي تم إدراجها على قائمة المطلوبين بناء على طلب من السلطات المصرية قد تم تدمير ملفاتهم باستثناء معارض واحد بعد اكتشاف أن التهم الجنائية ما هي إلا غلاف لتهم سياسية خالصة تتمحور حول معارضة السلطات". وأضافت المنظمة العربية أن منظمة الإنتربول تبينت أن جميع التهم الموجهة للدكتور القرضاوي "ملفقة لكونها حدثت وهو خارج الدولة المصرية وكذلك عدم معقوليتها فهي لا تتناسب مع سيرته وعمره". ومن جانبه، عبر رئيس المنظمة العربية محمد جميل عن سعادته بهذا التطور، وأضاف أن "قرار الإنتربول بشطب اسم القرضاوي وأسماء أخرى يعتبر هزيمة للنظام المصري". وقال أيضاً إن هذا النظام "أمعن في قتل المصريين وعمليات الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري وانتزاع الاعترافات تحت التعذيب لتقديم أصحابها للمحاكم وطلب شارات حمراء من منظمة الإنتربول الدولي في استخدام رخيص لمنظمة محترمة لها أهداف سامية في مكافحة الجريمة على مستوى العالم". وأضاف جميل أن "العديد من الدول ومنها الإمارات على وجه التحديد وراء ترتيب نشر اسم القرضاوي على قائمة المطلوبين، ولدى نشر اسمه سادت حالة من الفرح والسرور في أوساط إعلامية إماراتية أولاً وتبعتها المصرية وغيرها وهي التي دأبت على شيطنة المعارضين للنظام المصري، لكن هذا الفرح لم يدم طويلاً فبعد وقت ها هي الحقيقة تنجلي وتعود الأمور إلى نصابها".
1078
| 10 سبتمبر 2017
انطلقت مساء الجمعة، فعاليات الاحتفاء بالشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، في مدينة إسطنبول التركية، والتي تستمر حتى اليوم السبت. وشارك بالفعالية، التي نظمها مركز الحضارة للبحوث والدراسات (غير حكومي)، تحت عنوان "يوسف القرضاوي إمام الوسطية والتجديد"، مئات من أبناء الجالية العربية المقيمين في تركيا، فضلا عن مئات من المواطنين الأتراك. ويهدف الحفل، إلى التعريف بالسيرة الذاتية للشيخ القرضاوي ونشاطه الدعوي، وقراءة في فكره السياسي والاقتصادي، إضافة إلى عرض اجتهاداته في القضايا الفقهية المعاصرة. وخلال حفل اليوم، تم عرض فيلم يحمل اسم بعنوان الحفل، لمدة 20 دقيقة، يروي حياة المحتفى به، ومقتطفات من خطبه، أهمها تلك المتعلقة بثورات الربيع العربي (التي بدأت عام 2011). وفي كلمة له، قال الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، علي قرة داغي، إن "القرضاوي ظلّ وفياً لدينه وأمته وجهاده، وقائدٌ ثائر في الجهاد ضد المحتلين والطغاة ومقاومة فكر الغلاة، وهو الذي عاش لأمته من أقصاها إلى أدناها". وتابع "القرضاوي عاش للقضية الفلسطينية، ووقف مع ثورات الربيع العربي، ولو قرأنا كافة كتب وبحوث الشيخ لوجدناها تبحث عن النهوض بالأمة الإسلامية، وتحصين الأمة من الغزو الفكري والثقافي". وأضاف قرة داغي، في كلمة له باسم الاتحاد، أنه "في هذه المناسبة لا يمكننا أن ننسى البيئة الحاضنة التي وفرت للشيخ القرضاوي كافة أسباب التميّز، وهي دولة قطر شعباً وقيادة". وقدّم الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، في نهاية كلمته، مجموعة من الرسائل المستوحاة من كتب الشيخ المحتفى به. وأوضح "الأولى هي للأمة الإسلامية بأن تراجع أحوالها ومشاكلها، كما أنها مطالبة بمراجعة تاريخها المشرف، والثانية هي لجمع الكلمة القائمة على العدل والإنصاف، فأمة التوحيد اليوم أمة ممزقة ومفرقة، والثالثة هي وجوب العمل وضرورة الكفاح ضد الظلم والطغيان والجهل والفساد". أما الرابعة، إلى العلماء بضرورة الاجتهاد والتجديد، والخامسة للشباب بأن تتجه الطاقات نحو البناء وليس الهدم والفناء، والأخيرة هي رسائل البشائر، فالشيخ القرضاوي مؤمن حق الإيمان بأن الله سبحانه وتعالى سينصر الأمة الإسلامية، بحسب قرة داغي. ويعدُّ الشيخ يوسف عبد الله القرضاوي، أحد أبرز علماء السنة في العصر الحديث، ولد في قرية صفط تراب مركز المحلة الكبرى بمحافظة الغربية في مصر عام 1926، وله المئات من الأبحاث والكتب المتعلقة بالفقه الإسلامي.
528
| 09 ديسمبر 2016
قال الكاتب عبد الرحمن، نجل الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، إن الاتهامات الموجهة إليه ضمن قضية أصدرت محكمة مصرية، اليوم الاثنين، حكما غيابيا فيها بحبسه 3 سنوات، "ملفقة وكاذبة". وفي وقت سابق اليوم، قال مصدر قضائي مصري، للأناضول، مفضلاً عدم ذكر اسمه كونه غير مخول بالحديث للإعلام، إن "محكمة جنح الدقي (بمحافظة الجيزة غرب العاصمة القاهرة) عاقبت غيابيا الإعلامي عبد الرحمن يوسف القرضاوي، بالحبس 3 سنوات لاتهامه بنشر أخبار كاذبة تهدد أمن البلاد". وحسب نص الدعوى، فإن الحكم "الأولي" الصادر اليوم، جاء على خلفية "قيام القرضاوي في حلقة برنامجه (مصر البعيدة) المذاع على قناة الوطن (تبث من خارج مصر) بتاريخ 21 يوليو/تموز الماضي، بالتحريض على مؤسسات الدولة، والدعوة لإحداث ثورة ضد النظام الحالي والسخرية من رئيس الجمهورية، وإسقاط النظام وإثارة الفتنة لإشاعة الفوضى في البلاد". وفي تعليقه على تلك الاتهامات، قال "القرضاوي" للأناضول "هذه ليست اتهامات، هذه تلفيقات لا ترقى لدرجة اتهامات (..) لم يكلفوا أنفسهم بمعرفة تواريخ ظهوري في الوقت الذي يزعمون، فأنا لم أتحدث في هذا الوقت والبرنامج المذكور لم يكن موجودا". وأضاف "لا يوجد برنامج باسم (مصر البعيدة) في القناة المذكورة في تلك الفترة، فقد بدأ هذا البرنامج في إبريل/ نيسان الماضي، وانتهى مع دخول شهر رمضان أي في أواخر مايو/ أيار الماضي". واعتبر "القرضاوي" أن الحكم "حلقة في مسلسل طويل من التلفيق والكذب والبلاغات والقضايا، وجاء بسبب دوري كمتحدث رسمي للهيئة التحضيرية للجمعية الوطنية المصرية". وأوضح أن "الهيئة التحضيرية للجمعية الوطنية تمثل خطرا كبيرا على النظام في حال نجحت بإقامة هذه الجمعية الوطنية، وبالتالي بدأوا مبكرا بقصفنا ونحن نملك خططا لمقاومتهم، وسنستمر في مقاومة هذا الانقلاب وفي الدعوة لإسقاطه على أساس أهداف ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011". وأعلن في 9 يوليو/ تموز الماضي، عن تدشين "الهيئة التحضيرية للجمعية الوطنية للشعب المصري، التي ستعمل على تأسيس الجمعية الوطنية، لتكون كيانا ثوريا جديدا جامعا للثورة المصرية ومعبرًا عنها في الداخل والخارج". يشار أن "عبد الرحمن القرضاوي" مطلوب أيضًا ضبطه على ذمة قضية "إهانة القضاء" التي يحاكم فيها الرئيس الأسبق محمد مرسي (أول رئيس مدني منتخب) و23 آخرين. ووجهت النيابة للأخرين اتهامات بـ"إهانة وسب القضاء والقضاة بطريق النشر، والإدلاء بأحاديث في القنوات التلفزيونية والإذاعية ومواقع التواصل الاجتماعي الإلكترونية من خلال عبارات تحمل الإساءة والازدراء والكراهية للمحاكم والسلطة القضائية".
3095
| 14 نوفمبر 2016
قال فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن سمو الأمير الأب الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني رحمه الله كان يواظب على حضور دروسي الدينية في شهر رمضان ولم يتأخر عنها 35 عام إلا لظروف طارئة. وأضاف فضيلته في فيديو تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي، أن دولة قطر شهدت نهضة كبيرة في عهد المغفور له الشيخ خليفه، حيث وصفه بأنه المؤسس الأول للنهضة في قطر والتي أكملها سمو الأمير الوالد وصاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، داعياً له بالمغفرة والرحمة لما قدمه لوطنه وشعبه. وكان الديوان الأميري قد نعى فقيد الوطن المغفور له بإذن الله صاحب السمو الأمير الأب الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، الذي وافته المنية مساء أمس الأحد عن عمر يناهز 84 عاما. وشارك حضرة صاحب السمو الشيخ تميم وصاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد في تشييع جثمان الفقيد إلى مثواه الأخير في مقبرة الريان، حيث ووري الثرى اليوم. كما أعلن الديوان الأميري أن حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وصاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني حفظهما الله، سيستقبلان المعزين بالفقيد الكريم في قصر الوجبة العامر، في المواعيد التالية: اليوم الاثنين الموافق 24 أكتوبر 2016، بعد صلاة المغرب وحتى صلاة العشاء . يومي الثلاثاء والأربعاء 25-26 أكتوبر 2016، من الساعة التاسعة صباحا وحتى صلاة الظهر ... ثم من بعد صلاة العصر مباشرة وحتى صلاة العشاء.
617
| 24 أكتوبر 2016
يعمل "مركز القرضاوي للوسطية الإسلامية والتجديد" التابع لكلية الدراسات الإسلامية في قطر على تعزيز مفهوم الوسطية وإحياء الفكر الإسلامي، من خلال البحث العلمي ويحمل المركز اسم فضيلة العلامة يوسف القرضاوي، حامل لواء الوسطية في العالم الإسلامي، كما يسعى المركز من خلال إحياء البحث العلمي للمساهمة بطور جديد من الحضارة الإسلامية وتتمحور رؤيته حول إقامة مجتمع مبني على الوسطية والتعاون المنفتح والعدالة المستنيرة، مدعماً بالمعرفة التي تتفاعل مع القضايا المعاصرة كالديمقراطية والاقتصاد وحقوق الإنسان ودور المرأة والعائلة والمشاكل البيئية وتحديات الحرب والسلم والعنف والإرهاب والتخلف والفساد. ومن أجل المساهمة في دعم الحقل المعرفي للفكر الوسطي يقوم "مركز القرضاوي للوسطية الإسلامية والتجديد" بتدريب الباحثين في مجال الدراسات الإسلامية، ونشر مبادئ الوسطية والتجديد بين المسلمين في مختلف أنحاء العالم، وذلك من أجل مكافحة الإيديولوجيات المتعصبة والمتطرفة. إلى جانب المشاركة ببناء مجتمع إنساني فاضل يقوم على الانفتاح والتعاون والعدالة والرحمة والسلام من خلال التفاعل الإيجابي بين الحضارات والثقافات، وذلك عبر حوار الأديان والحضارات، وخلق بيئة بحث إنتاجية تنشر مطبوعات المركز باللغة العربية واللغة الإنجليزية، وذلك من أجل جعل هذه المنشورات متوفرة للقراء والباحثين المهتمين. كما يهدف إلى تزويد المسلمين الذين يشاركون بحوار الأديان محلياً وعالمياً بتقنيات الحوار المثمر الفعال. والمشاركة في تطوير المجتمع، وذلك بتقديم المشورة فيما يخص القضايا والمسائل الدينية والثقافية التي تخص المجتمعات المسلمة وبناء قاعدة البيانات لتزويد المعلومات للباحثين والكتاب، وتقديم المشورة الأكاديمية للدارسين المهتمين باختصاص المركز كما يسعى المركز إلى بناء قاعدة بيانات من المعلومات المتعلقة بالوسطية الإسلامية، وبناء مكتبة متخصصة بالفكر الإسلامي الوسطي، وإنتاج بحثي متنوع يضم كتبا وأوراقا بحثية في الفكرالإسلامي الوسطي وأوراقا بحثية عن رواد الفكرالإسلامي الوسطي، وترجمات لأعمال مختارة ومتميزة، ومحاضرات عامة وندوات ومؤتمرات واستضافة ورش عمل عن تطبيقات مختلفة للفكر الإسلامي الوسطي، إضافة إلى استضافة ورش عمل عن تطبيقات مختلفة للفكر الإسلامي الوسطي. جائزة القرضاوي وإلى جانب المركز فقد خصص المجلس الاستشاري في كلية قطر للدراسات الإسلامية في جامعة حمد بن خليفة جائزة أكاديمية عالمية تكريما للشيخ يوسف القرضاوي "جائزة القرضاوي العالمية للدراسات الإسلامية" وذلك اعترافاً بالدور الريادي للشيخ القرضاوي في الوسطية الإسلامية والتجديد، ودوره في تناول القضايا المعاصرة من خلال التطبيق المتوازن للفقه مع مقاصد الشريعة وجوهر الدين، واعترافاً بدوره في نشر الإسلام، وتعزيز التعليم، والانخراط في الأعمال الخيرية والاجتماعية داعياً إلى نهج من الإسلام ينبذ التعصب والعزلة في العصر الحديث، تاركاً إرثاً خالداً للبحث الإسلامي في عصرنا. وتُمنح جائزة القرضاوي كل سنة لعالم وباحث متميز ولباحث شاب لإسهاماتهم في مجال الدراسات الإسلامية ولدورهم في إغناء الثقافة الإسلامية، وتهدف الجائزة إلى دعم البحث والدراسة التي تثري الفكر الإسلامي من خلال الفكر الوسطي وتطبيق مبادئ الإسلام بعناية في المجتمعات الحديثة، وبما أن الجائزة تُمنح لجمهور دولي فإنها تسهم في تقارب الكيانات الدينية والثقافية وتعمق فهم البشرية جمعاء من خلال حوار الأديان والتعاون. وتهدف الجائزة إلى تكريم الشخصيات الأكاديمية الرائدة في الثقافة الإسلامية المعاصرة، وتشجيع الباحثين الشباب للقيام بالبحث الأكاديمي، الذي يهدف إلى تطوير حلول لمشاكل المجتمع المسلم المعاصر، ونشر ثقافة الوسطية الإسلامية والتجديد من خلال البحث الأكاديمي الجاد الذي يحارب الغلو والتطرف، وتعزيز التعاون بين الحضارات وتبني مبدأ الحوار مع الآخر.
2066
| 22 يوليو 2016
تحقيق الزواج لأهدافه والمثل الأعلى الذي يصبو إليه المسلم والمسلمة الأسرة أساس المجتمع، وهي اللبنة الأولى من لبناته، التي إن صلحت صلح المجتمع كله، وإن فسدت فسد المجتمع كله، وعلى أساس قوة الأسرة وتماسكها، يقوم تماسك المجتمع وقوته؛ لذا فقد أوْلى الإسلام الأسرةَ رعايتَه وعنايتَه. وقد جعل القرآن تكوينَ الأسر هو سنّة الله في الخلق، قال عز وجل: "وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ" (سورة النحل:72). بل جعل الله نظام الأسرة، بأن يكون لكل من الرجل والمرأة زوجٌ يأنس به ويأنس إليه، ويشعر معه بالسكن النفسي والمودة والرحمة، آية من آيات الله، قال سبحانه: "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً، إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ"(سورة الروم:21). زواج المسيار إن زواج المسيار كما يُسمَّى، ليس شيئًا جديدًا، إنما هو أمر عرفه الناس من قديم، وهو الزواج الذي يذهب فيه الرجل إلى بيت المرأة، ولا تنتقل المرأة إلى بيت الرجل، وفي الغالب: تكون هذه زوجة ثانية، وعنده زوجة أخرى هي التي تكون في بيته وينفق عليها. فرُوح هذا الزواج هو إعفاء الزوج من واجب المسكن والنفقة والتسوية في القَسم بين من تزوجها هذا الزواج، وبين زوجته الأولى أو زوجاته، تنازلًا منها، فهي تريد رجلًا يعفُّها ويُحصِنها ويؤنسها، وإن لم تكلفه شيئًا، بما لديها من مال وكفاية تامة. أذكر في صباي جارة لنا توفي عنها زوجها وترمَّلت، ولم تزل شابة، وترك لها طفلين، وبعد عدة سنوات تزوجت رجلًا من قرية قريبة من قريتنا، ونظرًا لأن لها بيتًا وأولادًا، فكان الرجل هو الذي يأتي إليها كل أسبوع يومًا أو يومين، وقد أعفته من السكنى بحكم وجودها في بيت زوجها السابق مع ولديها، ولم تلزمه بكل النفقة، بحسبها أن يساعدها في ذلك. وكان جاراتها يتغامزْن عليها في أول الأمر، فإن الأرامل في العرف الاجتماعي عندنا لا يُستحسنُ منهن الزواج ( )، ولكن هذه المرأة العاقلة لم تبالِ بذلك، واستفادت من إجازة الشرع لها، واستقر الأمر بعد ذلك، ورضي به الجميع. وقد كان هذا في الأزمنة الماضية قليلًا؛ فقد كان الزواج سهلًا ميسَّرًا، ولم تكن هناك عوائق مادية ولا اجتماعية كالتي نراها في عصرنا، وكان قليل من النساء من لهن مال خاص جاءهن عن طريق الميراث في الغالب، ولهذا لم ينتشر كثيرًا هذا النوع من الزواج الذي تتنازل فيه المرأة الموسرة عن بعض حقوقها. أسباب ظهور بعض أنواع الزواج المعاصر أما في زمننا فقد كثرت عوائق الزواج، ومعظمها مما كسبت أيدي الناس، ونشأ عن ذلك كثرة (العوانس) اللاتي فاتهن القطار، وعشن في بيوت آبائهن محرومات من الحق الفطري لهن في الزواج وفي الأمومة، إضافة إلى المطلقات، وهن للأسف كثيرات، وإلى الأرامل اللاتي مات عنهن أزواجهن، وخلّفوهن وحيدات، أو مع أطفال، وكثيرًا ما يكون معهن ثروة ومال. كما أن الأوضاع في عصرنا قد أعطت كثيرًا من النساء فرصة لتكون لهن موارد خاصة بهن من كسبهن المشروع، كمن تعمل مدرِّسة أو موجِّهة أو طبيبة أو صيدلانية أو محامية أو غير ذلك من أنواع المهن. فكل هذه الأسباب أدَّت إلى شيوعٍ نسبي لهذا النوع من الزواج الذي سمَّوْه (زواج المسيار). وأنا لا أعرف معنى (المسيار)، فهي ليست كلمة معجمية فيما رأيت، إنما هي كلمة عامية دارجة في بعض بلاد الخليج، يقصدون منها: المرور وعدم المكث الطويل. لا عبرة بالأسماء والعناوين وأنا عندما سُئِلت عن هذا الزواج (المسيار)، قلتُ: أنا لا تُهمُّني الأسماء، فالعبرة في الأحكام ليست بالأسماء والعناوين، ولكن بالمسميات والمضامين. وفي القواعد الشرعية لمجلة الأحكام العدلية الشهيرة: العبرة في العقود للمقاصد والمعاني، وليست للألفاظ والمباني ( ). سمُّوا هذا الزواج ما تسمُّونه، ولكن المهم عندي أن تتحقق أركان عقد الزواج وشروطه. وأول أركان عقد الزواج هو الإيجاب والقبول ممن هو أهل للإيجاب والقبول. وأن يتحقق الإعلام والإعلان به، حتى يتميَّز عن الزنى واتخاذ الأخدان، الذي يكون دائمًا في السر، وهناك حد أدنى في الشرع لهذا الإعلان، وهو وجود شاهدين، ووجود الولي في رأي المذاهب الثلاثة المعروفة: مالك والشافعي وأحمد( ). وألا يكون هذا الزواج مؤقتًا بوقت، بل يدخله الرجل والمرأة بنية الاستمرار( ). وأن يدفع الرجل للمرأة مهرًا، قل أو كثر، وإن كان لها بعد ذلك أن تتنازل عن جزء منه أو عنه كله، لزوجها إذا طابت نفسها بذلك، كما قال تعالى: {وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا}[النساء:4]. بل لو تزوَّجت بغير مهر، صح العقد، وكان لها مهر مثلها ( )، لقوله تعالى: {لَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً} [البقرة:236]. والفريضة هنا المهر. فإذا وجدت هذه الأمور الأربعة: الإيجاب والقبول من أهلهما، والإعلام ولو في حده الأدنى، وعدم التأقيت، والمهر، ولو تنازلت عنه المرأة بعد ذلك، فالزواج صحيح شرعًا، وإن تنازلت المرأة فيه عن بعض حقوقها، ما عدا حق الجماع الذي لا يجوز أن يشرط في العقد، لأنه شرط ينافي مقصود العقد، فيبطله ( ). ولا يملك الفقيه أن يبطل مثل هذا العقد المستوفي لأركانه وشروطه، ويعتبر هذا الارتباط لونًا من (الزنى) لمجرد تنازل المرأة فيه عن بعض حقوقها، فهي إنسان مكلَّف، وهي أدرى بمصلحتها، وقد ترى- في ضوء فقه الموازنات بين المصالح والمفاسد- أن زواجها من رجل يأتي إليها في بعض الأوقات من ليل أو نهار: أولى وأفضل من بقائها وحيدة محرومة أبد الدهر. والعاقل الحكيم هو الذي يعرف خير الشرين، ويرتكب أخف الضررين، ويفوّت أدنى المصلحتين. فهل يجوز للمرأة أن تتنازل عن بعض حقوقها؟ وهل يؤثر هذا في صحة العقد؟ أعتقد أن فقيهًا لا يملك أن يمنع المرأة من التنازل عن بعض حقوقها بمحض إرادتها لمصلحتها هي التي تقدِّرها، وهي امرأة بالغة عاقلة رشيدة، ليست طفلة ولا مجنونة ولا سفيهة. وإذا أخذنا بمذاهب الأئمة الثلاثة الذين يشترطون وجود الولي أو إذنه- وهو المعمول به في بلاد الخليج، حيث ينتشر المذهب المالكي والحنبلي- فمع المرأة أيضًا وليها من أب أو أخ، ولا يُتصوَّر أن يرضى لها الضياع أو الهوان. ولا يخفى أن في الحياة- كما نشاهدها- عوامل وأسبابًا، تجعل الإنسان يتنازل عن بعض حقوقه، تحصيلًا لما هو أهم منها. وأنا أفضِّل ألا يُشترط مثل هذا التنازل في صُلْب العقد، وأن يكون أمرًا متفاهمًا عليه عُرفًا، على أن ذكره في صلب العقد لا يبطله. وأرى وجوب احترام هذه الشروط. زواج المسيار وتحقيق أهداف الزواج الشرعي ويقول بعض المعترضين على زواج المسيار: إن هذا الزواج لا يحقق كل الأهداف المنشودة من وراء الزواج الشرعي، فيما عدا المتعة والأنس بين الزوجين، والزواج في الإسلام له مقاصد أوسع وأعمق من هذا، من الإنجاب والسكون والمودة والرحمة. وهذا يتَّفق مع رواية نقلت عن الإمام أحمد في زواج النهاريات أو الليليات، قال: ليس من نكاح الإسلام. يعني: ليس هو النكاح الكامل، كما تقول: ليس بمؤمن من لا يحب لأخيه ما يحب لنفسه. وأنا لا أنكر هذا، وأن هذا النوع من الزواج ليس هو الزواج الإسلامي المثالي المنشود، ولكنه الزواج الممكن، والذي أوجبته ضرورات الحياة، وتطور المجتمعات، وظروف العيش، وعدم تحقيق كل الأهداف المرجوة لا يلغي العقد، ولا يبطل الزواج، إنما يخدشه وينال منه، وقد قيل: ما لا يدرك كله، لا يترك كله. والقليل خير من العدم. هب أن رجلا تزوج امرأة عاقرًا لا تنجب، أو أن امرأة تزوجت رجلًا عقيمًا، فهل يكون هذا الزواج باطلًا، إذ لا إنجاب فيه؟ هب أن رجلا تزوج امرأة في سن اليأس لم تعد صالحة للحمل، فهل في ذلك مانع شرعًا؟ وهب أن رجلا تزوج امرأة (نكدية) كدرت عليه حياته، ونغصت عليه عيشه، ولم يجد معها سكينة ولا مودة ولا رحمة، هل يفسخ العقد بينهما بذلك؟ إن تحقيق الزواج لأهدافه كلها هو المثل الأعلى الذي يصبو إليه المسلم والمسلمة، ولكن ما كل ما يتمنَّى المرء يدركه، والمسلم يحاول أن يحصل من هذه الأهداف ما يقدر عليه. والأصل في الزواج أن يعيش الزوج مع زوجته ليلًا ونهارًا صيفًا وشتًاء، ولكن كثيرًا من الأزواج يسافرون في مهام تجارية أو صناعية أو وظيفية أو غيرها، ويتركون زوجاتهم أيامًا وليالي، بل أشهرًا عدة في بعض الأحيان، وهذا لا يبطل الزواج القائم. ولهذا اشترط بعض المذاهب ألَّا يغيب الزوج عن زوجته أربعة أشهر- وبعضها قال: ستة أشهر- متصلة، إلا لضرورة، أو بإذن الزوجة ( ). وكان الناس في قطر وبلاد الخليج أيام الغوص يتغرَّبون عن وطنهم وأهليهم بالأشهر، وبعضهم كان يتزوج في بعض البلاد الإفريقية أو الآسيوية التي يذهب إليها، ويقيم مع المرأة الفترة التي يبقى فيها في تلك البلدة، التي تكون عادة على شاطئ البحر، ويتركها ويعود إلى بلده، ثم يعود إليها مرة أخرى، إن تيسر له السفر. فهذا زواج اقتضته الحاجة، ورضيت به المرأة وأهلها، وهم يعلمون أن هذا الرجل لن يبقى معهم إلا فترة من الزمن، وقد يعود إليهم وقد لا يعود، ولم يعترض على هذا الزواج معترض. وأحب أن أقول لبعض الإخوة الذين يهوِّنون من هدف الإمتاع والإحصان، ويحقِّرون من شأن المرأة التي تتزوج لتستمتع بالرجل في الحلال، ولا تفكر في الحرام، ويعتبرون هذا انحطاطًا بكرامة المرأة، ونزولًا بقدرها، أحب أن أقول لهؤلاء كلمة صريحة: إن هدف الإمتاع والإحصان ليس هدفًا هيِّنًا، ولا مَهينًا، كما تتَصَوَّرون وتُصَوِّرون. بل هو أول أهداف الزواج، ولهذا لا يجوز التنازل عنه في العقد، وفي الحديث الصحيح المعروف: "يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج" ( ). العفة والإحصان فالعفة والإحصان قيمة كبيرة من قيمنا الإسلامية، وهي مما يميز مجتمعنا عن المجتمعات السائبة المتحللة، وحاجة الرجل إلى المرأة، وحاجة المرأة إلى الرجل: حاجة فطرية، ولا ينظر الإسلام إليها نظرة بعض الأديان الأخرى على أنها قذارة أو رجس، بل هي غريزة فطر الله الناس عليها، ولا بد من تسهيل الطرق الشرعية إليها، حتى لا يضطر النـاس إلى ركوب الحرام، ولا سيما في عصر فتحت فيه أبواب المحرمات على مصاريعها، وكثرت فيه المغريات بالمنكر، والمعوقات عن المعروف. إن الإسلام لم يستنكف من الاستمتاع الجنسي، ولم يقلل من شأنه إذا كان حلالًا، بل قال الرسول الكريم: "وفي بضع أحدكم صدقة!". قالوا: يا رسول الله، أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: "أليس إذا وضعها في حرام، كان عليه وزر، فكذلك إذا وضعها في حلال كان له أجر"( ). والمجتمع الغربي المعاصر- في إطار حضارته المادية الإباحية المعاصرة- حَلَّ هذه المشكلة: مشكلة الغريزة الجنسية، وحاجة الرجل والمرأة الفطرية كليهما للآخر، بإطلاق العنان لكل منهما، يستمتع بصاحبه بلا عقد ولا رباط مقدس، ولا مسؤولية أخلاقية، ولا دينية، ولا قانونية. أجل، حل الغرب هذه المشكلة عن طريق ما سموه (البوي فرند) و(الجيرل فرند). ونحن لا نملك أن نحل هذه المشكلة بهذه الطريقة، إذ لا بد عندنا من عقد ومن رباط شرعي. فلماذا يحقر بعض الناس هذا الجانب المهم في حياة الإنسان، وهو جانب فطري لا حيلة في دفعه، ولماذا يتظاهرون وكأنهم ملائكة مطهَّرون، لا يحتاجون إلى الجنس، ولا يفكرون فيه؟!
7054
| 04 يوليو 2016
الكتاب: فقه الأسرة وقضايا المرأة المؤلف: د. يوسف القرضاوي الحلقة : الثامنة الأسرة أساس المجتمع، وهي اللبنة الأولى من لبناته، التي إن صلحت صلح المجتمع كله، وإن فسدت فسد المجتمع كله، وعلى أساس قوة الأسرة وتماسكها، يقوم تماسك المجتمع وقوته؛ لذا فقد أولى الإسلام الأسرة رعايته وعنايته. وقد جعل القرآن تكوين الأسر هو سنة الله في الخلق، قال عز وجل: "وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ" (سورة النحل:72). بل جعل الله نظام الأسرة، بأن يكون لكل من الرجل والمرأة زوجٌ يأنس به ويأنس إليه، ويشعر معه بالسكن النفسي والمودة والرحمة، آية من آيات الله، قال سبحانه: "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ"(سورة الروم:21). فالحياة الأسرية في الإسلام وعلاقة كل من الزوجين تجاه الآخر، ليست شركة مالية تقوم على المصالح المادية البحتة، بل هي حياة تعاونية يتكامل فيها الزوجان، ويتحمَّلان مسؤولية إمداد المجتمع بنسل يعيش في كنف أسرة تسودها المحبة والمودَّة، ولا يظلم أحد طرفيها الآخر، بل يدفع كل واحد منهما عن شريكه الظلم والأذى، ويحنو عليه. وفلسفة الإسلام الاجتماعية تقوم على أن الزواج بين الرجل والمرأة هو أساس الأسرة، لذا يحث الإسلام عليه، وييسر أسبابه، ويزيل العوائق الاقتصادية من طريقه، بالتربية والتشريع معا، ويرفض التقاليد الزائفة، التي تصعبه وتؤخِّره، من غلاء مهور، ومبالغة في الهدايا والولائم وأحفال الأعراس، وإسراف في التأثيث واللباس والزينة، ومكاثرة يبغضها الله ورسوله في سائر النفقات. ويحث على اختيار الدين والخلق في اختيار كلٍّ من الزوجين: "فاظفر بذات الدين تربت يداك". "إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوِّجوه، إلا تفعلوا تكنْ فتنةٌ في الأرض وفساد عريض". وهو — إذ يُيَسِّر أسباب الحلال — يسدُّ أبواب الحرام، والمثيرات إليه، من الخلاعة والتبرُّج، والكلمة والصورة، والقصة والدراما، وغيرها، ولا سيما في أدوات الإعلام، التي تكاد تدخل كل بيت، وتصل إلى كل عين وأذن. وهو يقيم العلاقة الأسرية بين الزوجين على السكون والمودة والرحمة بينهما، وعلى تبادل الحقوق والواجبات والمعاشرة بالمعروف، "وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً"، (البقرة: 19). "وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ"، (البقرة: 228). ويجيز الطلاق عند تعذُّر الوفاق، كعملية جراحية لا بد منها، بعد إخفاق وسائل الإصلاح والتحكيم، الذي أمر به الإسلام أمراً محكماً صريحاً، وإن أهمله المسلمون تطبيقاً: "وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحاً يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً خَبِيراً"، (النساء: 35) أثر خطبة المعتدة والمخطوبة في صحة عقد الزواج: ذهب الجمهور إلى صحة عقد الزواج على امرأة تحرم خطبتها على العاقد، ولا يحرم زواجها به، كأن يكون خطبها على خطبة أخيه، أو خطبها في عدتها، مع الإثم والحرمة؛ لأن الخطبة المحرمة غير مقارنة للعقد فلم تؤثر فيه؛ ولأنها ليست شرطا في صحة النكاح، فلا يفسخ النكاح بوقوعها غير صحيحة. وعن المالكية ثلاثة أقوال ذكرها ابن رشد قال: ((واختُلف إن خطب الرجل على أخيه في الموضع الذي لا يجوز له، فأفسد عليه وتزوَّج هو، فقيل: النكاح فاسد لمطابقة النهي له، يفسخ قبل الدخول وبعده، ويكون فيه الصداق المسمى، وقيل: يفسخ قبل الدخول ويثبت بعده، وقيل: يمضي النكاح ولا يفسخ، وقد حَرِج وأَثِم وظلم الذي أفسد عليه، فعليه أن يتوب إلى الله ويستغفره ويتحلَّل الرجل، فإن حلَّله وإلا ترك المرأة وطلَّقها، فإن لم يتزوَّجها الرجل تزوَّجها هو بعدُ إن شاء)). والمشهور من المذهب أن العقد يفسخ قبل الدخول، ويثبت بعده. وذهب الظاهرية إلى أن العقد على من خُطِبت في عدتها باطل، يجب فسخه، سواء أكان ذلك قبل الدخول أو بعده، قال ابن حزم: ((ولا يحل لأحد أن يخطب امرأة معتدَّة من طلاق أو وفاة، فإن تزوجها قبل تمام العدة فسخ أبدا — دخل بها أو لم يدخل، طالت مدته معها أو لم تطل — ولا توارث بينهما، ولا نفقة لها عليه، ولا صداق ولا مهر لها)). والذي نميل إليه أن الخِطبة إذا كانت محرمة، يجب على المسلم الذي يخشى الله ويخاف عقابه أن يبتعد عنها، وعن كل ما يغضب الله تعالى، ولكننا مع ذلك لا نرتب على هذا التحريم إبطال العقد أو فسخه، خاصة بعد البناء، وعلى من خطب على خطبة أخيه، أو خطب امرأة في عدة طلاقها: أن يستغفر الله تعالى ويتوب إليه مما فعل، وأن يسترضي الخاطب الأول أو الزوج الأول ما أمكنه ذلك. ما يباح رؤيته من المخطوبة لم يحدد الحديثان السابقان القدر الذي يباح النظر إليه من المرأة المخطوبة، وقد روي الإمام أحمد وأبو داود عن جابر أن النبي قال: "إذا خطب أحدكم المرأة، فإن استطاع أن ينظر منها إلى ما يدعوه إلى نكاحها (زواجها) فليفعل". قال جابر: فخطبت جارية من بني سَلِمة، فكنتُ أتخبَّأ لها، حتى رأيت منها بعض ما دعاني إلى زواجها". ومذهب الإمام أحمد جواز النظر إلى الوجه والعنق واليدين والقدمين. وقال بعض العلماء: لا ينظر إلا إلى الوجه والكفين. ولكن الوجه والكفين تـجـوز رؤيتـهـا — بدون شهوة — في غير الخِطبة، وما دام ظرف الخِطبة مستثنًى، فلا بد أن يجوز له أن يرى منها أكثر مما يجوز في الظروف المعتادة الأخرى. وقد جـاء في حديث جابر الذي ذكرناه: "إذا خطب أحدكم المرأة، فقدر أن ينظر منها إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل". وقد تطرَّف بعض العلماء في الترخيص بالقدر الذي يُرى، وتطرف آخرون في التشديد والتضييق، والخير في التوسط والاعتدال. وقد حدَّده بعض الباحثين بأن للخاطب في عصرنا الحالي أن يراها في الملابس التي تظهر بها لأبيها وأخيها ومحارمها بلا حرج، قال: بل له في نطاق الحديث الشريف أن يصحبها مع أبيها أو أحد محارمـهـا — وهـي بزيـهـا الـشـرعـي — إلـى ما اعتادت أن تذهب إليه، من الزيارات والأماكن المباحة؛ لينظر إلى عقلها وذوقها وملامح شخصيتها، فإنه داخل في مفهوم (البعضية) التي تضمنها قوله عليه السلام: "فقدر أن ينظر منها إلى بعض ما يدعوه إلى زواجها". ومن حديث المغيرة الذي ذكرناه نعلم أنه لا يباح للأب المسلم باسم التقاليد أن يمنع ابنته أن يراها من يريد خِطبتها صادقًا، فإن الواجب أن تخضع التقاليد للشريعة، لا أن تخضع شريعة الله لتقاليد الناس. كما لا يحل للأب ولا للخاطب ولا للمخطوبة أن يتوسَّعُوا في الرخصة، فيلقوا الحبل على الغارب للفتى والفتاة باسم الخِطبة، يذهبان إلى الملاهي والمتنزهات والأسواق، بغير حضور أحد من المحارم، كما يفعل اليوم عُشَّاق الحضارة الغربية والتقاليد الغربية. إن التطرف إلى اليمين أو اليسار أمر تأباه طبيعة الإسلام. الخطبة في أثناء الإحرام اختلف الفقهاء في خطبة المحرم وزواجه، وكذلك خطبة المحرمة وزواجها، فذهب الجمهور إلى أنه يكره للمحرم أن يخطب امرأة ولو لم تكن محرمة، كما يُكره أن يخطب غير المحرم المحرمة، ويحرم عليهما عقد النكاح، واستدلوا بحديث مسلم عن عثمان رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يَنكِح المحرم ولا يُنكِح ولا يخطب". ولأن الخطبة تراد لعقد النكاح فإذا كان ممتنعا كره الاشتغال بأسبابه؛ ولأنه سبب إلى الحرام. وخالف ذلك الأحناف، فقالوا بإباحة الخطبة والزواج للمحرم، واستدلوا بحديث ابن عباس: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم تزوَّج ميمونة وهو محرم. وأجاب الجمهور عن حديث ميمونة بأجوبة أصحها أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما تزوجها حلالًا. هكذا رواه أكثر الصحابة، قال القاضي عياض وغيره: ولم يَرْوِ أنه تزوجها محرمًا إلا ابن عباس وحده، وروت ميمونة وأبو رافع وغيرهما أنه تزوَّجها حلالًا، وهم أعرف بالقضية لتعلُّقهم به، بخلاف ابن عباس؛ ولأنهم أضبط من ابن عباس وأكثر. الجواب الثاني: تأويل حديث ابن عباس على أنه تزوجها في الحرم وهو حلال، ويقال: لمن هو في الحرم محرم وإن كان حلالًا. وذهب ابن تيمية إلى تحريم خطبة المحرم؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الجميع نهيًا واحدًا، ولم يفصِّل، وموجب النهي التحريم، وليس ما يعارض ذلك من أثر أو نظر. ونحن نرى ما يراه الجمهور من كراهة الخطبة في أثناء الإحرام بحج أو عمرة، ونتأول ما قاله ابن عباس بما تأوَّله به الجمهور. النظر إلى المخطوبة ومن جميل ما شرعه الإسلام أن ينظر الخاطب إلى مخطوبته، ليطمئن إلى خلوها من العيوب الظاهرة، ويرى موقفها من نفسه: أهو القبول والرضا، أم الصدود والنفرة؛ فإن العين رسول القلب. فيشرع للمسلم إذا عزم على الزواج، واتجهت نيته لخِطبة امرأة معينة أن ينظر إليها، قبل البدء في خطوات الزواج، ليقدم عليه على بصيرة وبينة، ولا يمضي في الطريق معصوب العينين، حتى يكون بمنجاة من الوقوع في الخطأ، والتورط فيما يكره. هذا لأن العين رسول القلب، وقد يكون التقاء العين بالعين سبيلًا لالتقاء القلوب، وائتلاف الأرواح. روى مسلم عن أبي هريرة قال: كنتُ عند النبي، فأتاه رجل، فأخبره أنه تزوج امرأة من الأنصار. فقال رسول الله: "أنظرتَ إليها؟". قال: لا. قال: "فاذهب فانظر إليها، فإن في أعين الأنصار شيئًا"( ). وروى المغيرة بن شعبة أنه خطب امرأة فقال النبي: انظر إليها، فإنه أحرى أن يؤدم بينكما". فأتى أبويها، فأخبرهما بقول رسول الله، فكأنهـمـا كـرهـا ذلك.. فسمعت ذلك المرأة وهي في خِدْرها، فقالت: إن كان رسول الله أمرك أن تنظر، فانظرْ. قال: فنظرتُ إليها: فتزوجتها. وقد ذهب الحنفية والمالكية والشافعية إلى أن هذا النظر مندوب، للأمر به وتعليله بأنه: "أحرى أن يؤدم بينهما". أي تدوم المودة والألفة. وأزيد أن توجيه النبى إلى رؤية المخطوبة للتأكيد على حق الخاطب في ذلك، لئلا يمنعه وليها من ذلك. وهنا ينبغى أن نفرق بين أعراف الناس وتقاليدهم وأحكام الشريعة إذا وجد تعارض، وعلى المسلم أن يتحرَّى الشرع، ويشرع في تصحيح ما يتعارض معه. يحرم على المسلم أن يخطب امرأة يحرم عليه الزواج بها يحرم على المسلم أن يخطب امرأة يحرم عليه الزواج بها؛ لأن الخطبة مقدمة للزواج، ويشمل ذلك محارمه المذكورات في سورة النساء: {وَلَا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاءَ سَبِيلًا * حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا}[النساء:22 — 23]. وكذلك تحرم خطبة المشركة غير الكتابية، سواء أكان لها دين غير سماوي كالهندوس والبوذيين وغيرهم، أو كانت ملحدة ليس لها دين أصلًا، كمن تتبنى الفلسفة الشيوعية أو الوجودية، لقوله تعالى: {وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ}[البقرة:221]. أما خطبة المسلم لمرأة كتابية وزواجه منها فمستثنى من ذلك الحكم بقوله تعالى: {الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ}[المائدة:5]. وكذلك يحرم خطبة الزانية المعالنة بالزنى، لقوله تعالى: {الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ}[النور:3]. وسنفصل الحديث في ذلك في المحرمات من النساء.
5366
| 12 يونيو 2016
الكتاب : فقه الأسرة وقضايا المرأة المؤلف: د. يوسف القرضاوي الحلقة : الخامسة الأسرة أساس المجتمع، وهي اللبنة الأولى من لبناته، التي إن صلحت صلح المجتمع كله، وإن فسدت فسد المجتمع كله، وعلى أساس قوة الأسرة وتماسكها، يقوم تماسك المجتمع وقوته؛ لذا فقد أولى الإسلام الأسرة رعايته وعنايته. وقد جعل القرآن تكوين الأسر هو سنة الله في الخلق، قال عز وجل: "وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ" (سورة النحل:72). بل جعل الله نظام الأسرة، بأن يكون لكل من الرجل والمرأة زوجٌ يأنس به ويأنس إليه، ويشعر معه بالسكن النفسي والمودة والرحمة، آية من آيات الله، قال سبحانه: "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ"(سورة الروم:21). فالحياة الأسرية في الإسلام وعلاقة كل من الزوجين تجاه الآخر، ليست شركة مالية تقوم على المصالح المادية البحتة، بل هي حياة تعاونية يتكامل فيها الزوجان، ويتحمَّلان مسؤولية إمداد المجتمع بنسل يعيش في كنف أسرة تسودها المحبة والمودَّة، ولا يظلم أحد طرفيها الآخر، بل يدفع كل واحد منهما عن شريكه الظلم والأذى، ويحنو عليه. وفلسفة الإسلام الاجتماعية تقوم على أن الزواج بين الرجل والمرأة هو أساس الأسرة، لذا يحث الإسلام عليه، وييسر أسبابه، ويزيل العوائق الاقتصادية من طريقه، بالتربية والتشريع معا، ويرفض التقاليد الزائفة، التي تصعبه وتؤخِّره، من غلاء مهور، ومبالغة في الهدايا والولائم وأحفال الأعراس، وإسراف في التأثيث واللباس والزينة، ومكاثرة يبغضها الله ورسوله في سائر النفقات. ويحث على اختيار الدين والخلق في اختيار كلٍّ من الزوجين: "فاظفر بذات الدين تربت يداك". "إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوِّجوه، إلا تفعلوا تكنْ فتنةٌ في الأرض وفساد عريض". وهو — إذ يُيَسِّر أسباب الحلال — يسدُّ أبواب الحرام، والمثيرات إليه، من الخلاعة والتبرُّج، والكلمة والصورة، والقصة والدراما، وغيرها، ولا سيما في أدوات الإعلام، التي تكاد تدخل كل بيت، وتصل إلى كل عين وأذن. وهو يقيم العلاقة الأسرية بين الزوجين على السكون والمودة والرحمة بينهما، وعلى تبادل الحقوق والواجبات والمعاشرة بالمعروف، "وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً"، (البقرة: 19). "وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ"، (البقرة: 228). ويجيز الطلاق عند تعذُّر الوفاق، كعملية جراحية لا بد منها، بعد إخفاق وسائل الإصلاح والتحكيم، الذي أمر به الإسلام أمراً محكماً صريحاً، وإن أهمله المسلمون تطبيقاً: "وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحاً يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً خَبِيراً"، (النساء: 35) الشذوذ الجنسي من كبائر المحرمات وكما حرم الإسلام الزِّنَى وحرم الوسائل المفضية إليه، حرم كذلك الشذوذ الجنسي الذي يُعرف بـ(عمل قوم لوط) أو (اللِّواط). فهذا العمل الخبيث انتكاس في الفطرة، وانغماس في حمأة القذارة، وإفساد للرجولة، وجناية على حق الأنوثة. وانتشار هذه الخطيئة القذرة في جماعة، يفسد عليهم حياتـهـم، ويجعلهم عبيدًا لها، وينسيهم كل خُلُق وعرف وذَوق. وحسبنا في هذا ما ذكره القرآن الكريم عن قوم لوط، الذين ابتكروا هذه الفاحشة القذرة، وكانوا يَدَعون نساءهم الطيبات الحلال، ليأتوا تلك الشهوة الخبيثة الحرام. ولهذا قال لهم نبيهم لوط: {أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ * وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ} [الشعراء:165 — 166]. ودمغهم القرآن — على لسان لوط — بالعدوان، والجهل، والإسراف، والإفساد، والإجرام، في عدد من الآيات. ومن أغرب مواقف هؤلاء القوم التي ظهر فيها اعوجاج فطرتهم، وفقدان رشدهم، وانحطاط أخلاقهم، وفساد أذواقهم: موقفهم من ضيوف لوط عليه السلام، الذين كانوا ملائكة عذاب، أرسلهم الله في صورة البشر؛ ابتلاء لأولئك القوم، وتسجيلًا لذلك الموقف عليهم عقوبة من يرتكب فاحشة اللواط وقد اختلف فقهاء الإسلام في عقوبة مَن ارتكبا هذه الفاحشة:: أيُحدَّان حد الزِّنى أم يقتل الفاعل والمفعول به؟ وبأي وسيلة يقتلان؟ أضربة بالسيف أم حرقًا بالنار أم إلقاء من فوق جدار؟ وكان علي رضي الله عنه يقول: يجلدان إن كانا غير محصنين، ويرجمان إن كانا محصنَيْن. وكان ابن عباس رضي الله عنهما يقول: يُعلى أعلى الأماكن من القرية ثم يُلقى منكوسا فيتبع بالحجارة، وهو قوله تعالى: {فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ}[الحجر:74]. وكان ابن الزبير رضي الله عنه يقول: يحبسان في أنتن المواضع حتى يموتا نتنًا. وهذا التشديد الذي قد يبدو قاسيًا، إنما هو تطهير للمجتمع الإسلامي من هذه الجراثيم الفاسدة الضارة، التي لا يتولد عنها إلا الهلاك والإهلاك. ويرى الشافعية أن عقوبة اللواط هي حد الزنى؛ فإن كان اللائط محصنًا وجب عليه الرجم، وإن كان غير محصن وجب عليه الجلد والتغريب. ويرى المالكية والحنابلة في أظهر الروايتين عن أحمد أن عقوبته الرجم بكل حال، سواء أكان ثيبًا أم بكرًا. ويرى أبو حنيفة أن عقوبة من يأتى فاحشة اللواط تعزيرية، موكولة إلى القاضى تقديرًا بما يناسب الجريمة، ويعتبر هذه الجريمة لا عقوبة لها في الشرع مقدَّرة، فيجب التعزير فيها يقينًا، وما وراء ذلك من السياسة موكول إلى رأي القاضى إن رأى شيئًا من ذلك. ويعلل أبو حنيفة لذلك: بأن هذا الفعل ليس بزنى لغةً؛ لأنه ينفى عنه هذا الاسم بإثبات غيره. فيقال: لاط وما زنى. وما ورد في الحديث: "إذا أتى الرجل الرجل فهما زانيان". فهو مجاز لا تثبت حقيقة اللغة به، والمراد به الإثم دون الحد، ألا ترى أنه قال: "وإذا أتت المرأة المرأة فهما زانيتان". أي في الإثم، كما أن الله تعالى سمى هذا الفعل فاحشة، فقد سمى كل كبيرة فاحشة، فقال: {وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ}[الأنعام:151]. وأما قوله في حق من يأتون هذه الفاحشة: "اقتلوا الفاعل والمفعول به". وفي رواية: "ارجموا الأعلى والأسفل". فمحمول عنده على من استحلَّ ذلك الفعل، فإنه يصير مرتدًّا فيقتل لذلك. وقد اتفق الصحابة على أن هذا الفعل ليس بزنى؛ لأنهم عرفوا نص الزنى، ومع هذا اختلفوا في ما يجبُ من العقوبة بهذا الفعل، ولا يظن بهم الاجتهاد في موضع النص؛ فكان هذا اتفاقًا منهم أن هذا الفعل غير الزنى، ولا يمكن إيجاب حد الزنى بغير الزنى. ولذلك أرجح أن العقوبة هنا في جريمة الشذوذ الجنسي من الرجل أو من المرأة، هي عقوبة تعزيرية، والعقوبة التعزيرية تخضع للاعتبارات المختلفة للزيادة أو النقص، يقدرها أهل الرأي والقدرة على ذلك. حكم الاستمناء ولما كان الشيء بالشيء يذكر، رأينا أن نتحدث عن حكم الاستمناء، فنقول: قد يثور دم الغريزة في الشابِّ، فليجأ إلى يده، يستخرج بها المني من جسده، ليريح أعصابه، ويهدئ من ثورة الغريزة، وهو ما يعرف اليوم بـ(العادة السرية). وقد حرمها أكثر العلماء، واستدل الإمام مالك بقوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ}[المؤمنون:5 — 7]. والمستمني بيده قد ابتغى لشهوته شيئًا وراء ذلك. وجاء عن الإمام أحمد بن حنبل أنه اعتبر المنيَّ فضلة من فضلات الجسم، فجاز إخراجه كالفصد، وهذا ما ذهب إليه وأيَّده ابن حزم. وقيَّد فقهاء الحنابلة الجواز بأمرين: الأول: خشية الوقوع في الزنى. والثاني: عدم استطاعة الزواج. ويمكن أن نأخذ برأي الإمام أحمد في حالات ثوران الغريزة، وخشية الوقوع في الحرام؛ كشاب يتعلم أو يعمل غريبًا عن وطنه، وأسباب الإغراء أمامه كثيرة، ويخشى على نفسه العَنَت، فلا حرج عليه أن يلجأ إلى هذه الوسيلة يطفئ بها ثوران الغريزة، على ألا يسرف فيها ويتخذها ديدنًا. وأفضل من ذلك ما أرشد إليه الرسولُ الكريمُ الشابَّ المسلمَ الذي يعجز عن الزواج؛ أن يستعين بكثرة الصوم، الذي يربِّي الإرادة، ويعلِّم الصبر، ويقوِّي ملكة التقوى، ومراقبة الله تعالى في نفس المسلم، وذلك حين قال: "يا معشر الشباب، مَن استطاع منكم الباءَة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومَن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء".
6873
| 09 يونيو 2016
خلوة الرجل بالمرأة الأجنبية من الوسائل التي حرَّمها الإسلام الخلوة بالقريب أشد خطراً من غيره والفتنة به أمكن لا يجوز للرجل أن يُعرِّض زوجته للفتنة العينَ مفتاح القلب والنظر رسول الفتنة وبريد الزِّنَى الكتاب : "فقه الأسرة وقضايا المرأة" المؤلف: د.يوسف القرضاوي الحلقة : الثالثة الأسرة أساس المجتمع، وهي اللبنة الأولى من لبناته، التي إن صلحت صلح المجتمع كله، وإن فسدت فسد المجتمع كله، وعلى أساس قوة الأسرة وتماسكها يقوم تماسك المجتمع وقوته، لذا فقد أولى الإسلام الأسرة رعايته وعنايته. وقد جعل القرآن تكوين الأسر هو سنة الله في الخلق، قال عز وجل: "وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ" (سورة النحل:72). بل جعل الله نظام الأسرة، بأن يكون لكل من الرجل والمرأة زوجٌ يأنس به ويأنس إليه، ويشعر معه بالسكن النفسي والمودة والرحمة، آية من آيات الله، قال سبحانه: "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ"(سورة الروم:21). فالحياة الأسرية في الإسلام وعلاقة كل من الزوجين تجاه الآخر ليست شركة مالية تقوم على المصالح المادية البحتة، بل هي حياة تعاونية يتكامل فيها الزوجان، ويتحمَّلان مسؤولية إمداد المجتمع بنسل يعيش في كنف أسرة تسودها المحبة والمودَّة، ولا يظلم أحد طرفيها الآخر، بل يدفع كل واحد منهما عن شريكه الظلم والأذى، ويحنو عليه. وفلسفة الإسلام الاجتماعية تقوم على أن الزواج بين الرجل والمرأة هو أساس الأسرة، لذا يحث الإسلام عليه، وييسر أسبابه، ويزيل العوائق الاقتصادية من طريقه، بالتربية والتشريع معا، ويرفض التقاليد الزائفة، التي تصعبه وتؤخِّره، من غلاء مهور، ومبالغة في الهدايا والولائم وأحفال الأعراس، وإسراف في التأثيث واللباس والزينة، ومكاثرة يبغضها الله ورسوله في سائر النفقات. ويحث على اختيار الدين والخلق في اختيار كلٍّ من الزوجين: "فاظفر بذات الدين تربت يداك". "إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوِّجوه، إلا تفعلوا تكنْ فتنةٌ في الأرض وفساد عريض". وهو - إذ يُيَسِّر أسباب الحلال - يسدُّ أبواب الحرام، والمثيرات إليه، من الخلاعة والتبرُّج، والكلمة والصورة، والقصة والدراما، وغيرها، ولا سيما في أدوات الإعلام، التي تكاد تدخل كل بيت، وتصل إلى كل عين وأذن. وهو يقيم العلاقة الأسرية بين الزوجين على السكون والمودة والرحمة بينهما، وعلى تبادل الحقوق والواجبات والمعاشرة بالمعروف، "وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً"، (البقرة: 19). "وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ"، (البقرة: 228). ويجيز الطلاق عند تعذُّر الوفاق، كعملية جراحية لابد منها، بعد إخفاق وسائل الإصلاح والتحكيم، الذي أمر به الإسلام أمراً محكماً صريحاً، وإن أهمله المسلمون تطبيقاً: "وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحاً يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً خَبِيراً"، (النساء: 35). تحريم الخلوة بالأجنبية من الوسائل التي حرَّمها الإسلام خلوة الرجل بالمرأة الأجنبية عنه، وهي التي لا تكون زوجة له، ولا إحدى قريباته التي يحرم عليه زواجها حرمة مؤبدة، كالأم والأخت، والعمة والخالة، وبنت الأخ وبنت الأخت، كما سنذكر بعد. وليس هذا فقدانًا للثقة بهما أو بأحدهما، ولكنه تحصين لهما من وساوس السوء، وهواجس الشر، التي من شأنها أن تتحرك في صدريهما، عند التقاء فحولة الرجل بأنوثة المرأة، ولا ثالث بينهما. وفي هذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فلا يخلوَنَّ بامرأة ليس معها ذو محرم منها، فإن ثالثهما الشيطان". وفي الصحيحين: "لا يخلوَنَّ رجل بامرأة إلا مع ذي محرم". وفي تفسير قوله تعالى في شأن نساء النبي: "وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ"[الأحزاب:53]. يقول الإمام القرطبي: يريد: من الخواطر التي تعرض للرجال في أمر النساء، وللنساء في أمر الرجال، أي أن ذلك أنفى للرِّيبة، وأبعد للتهمة، وأقوى في الحماية. وهذا يدل على أنه لا ينبغي لأحد أن يـثـق بنفـسـه فـي الخلوة مـع مَنْ لا تحل له، فإن مجانبة ذلك أحسن لحاله، وأحصن لنفسه، وأتم لعصمته. تحريم الخلوة بالحمو ويحذر الرسول تحذيرًا خاصًّا من خلوة المرأة بأحمائها- والحمو أحد أقارب الزوج كأخيه وابن عمه- لما يحدث عادة من تساهلٍ في ذلك بين الأقارب، قد يجرُّ أحيانا إلى عواقب وخيمة؛ لأن الخلوة بالقريب أشد خطرًا من غيره، والفتنة به أمكن، لتمكُّنه من الدخول إلى المرأة من غير نكير عليه، بخلاف الأجنبي. ومثل ذلك أقارب المرأة من غير محارمها، كابن عمها وابن خالها وابن خالتها، فلا يجوز لأحد منهم الخلوة بها. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إياكم والدخول على النساء". فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله، أفرأيتَ الحَمْوَ؟ قال: "الحَمْوُ الموت". وحَمو المرأة: أقارب زوجها. يعني أن في هذه الخلوة الخطر والهلاك؛ هلاك الدين إذا وقعت المعصية، وهلاك المرأة بفراق زوجها، إذا حملته الغَيرة على تطليقها، وهلاك الروابط الاجتماعية إذا ساء ظن الأقارب بعضهم ببعض. وليس مثار هذا الخطر هو الغريزة البشرية، وما تجلبه من خواطر وانفعالات فحسب؛ بل يضاف لذلك الخوف على كيان الأسرة، ومعيشة الزوجين وأسرارهما، أن تتطاول إليها ألسنة الثرثارين والفضوليين، أو هواة تخريب البيوت. وفي ذلك يقول ابن الأثير: "الحمو الموت": هذه كلمة تقولها العرب، كما تقول: (الأسد الموت) و"السلطان النار". أي: لقاؤهما مثل الموت والنار. يعني أن خلوة الحمو معها أشد من خلوة غيره من الغرباء؛ لأنه ربما حسَّن لها أشياء، وحملها على أمور تثقل على الزوج، من التماس ما ليس في وسعه، أو سوء عشرة، أو غير ذلك. توضيح حول الخلوة بزوجة الأب وأم الزوجة: إن الشرع الشريف حينما أباح للمرأة أن تبدي بعض الزينة لبعض الفئات من الناس، ومنهم أبناء بعولتهنَّ، أراد الشارع بذلك أن يرفع الحرج وأن يدفع العنت والمشقة عن الناس، فلو كلفنا المرأة وهي تسكن في بيت واحد مع أبناء زوجها أن تغطي جسمها كله من قمة رأسها إلى أخمص قدميها، كلما دخل عليها أحد أبناء زوجها، أو كلما دخلت هي عليه، لكان في ذلك حرج كثير. لهذا قال: "وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ.." الآية [النور:31]. فابن البعل اعتبر بهذا من الناس المخالطين والمعاشرين دائمًا، فلم يُطلب من المرأة أن تتحفظ منه كما تتحفظ من الأجنبي تمامًا، كأن نطلب منها أن تغطي شعرها، وألا تكشف شيئًا من ذراعيها، أو رقبتها.. أو غير ذلك؛ لأن في ذلك حرجاً شديداً، وما جعل الله في هذا الدين من حرج. ولكن ليس معنى هذا أن يصبح ابن البعل كالابن تمامًا، أو كالأخ، له مثل هذه المحرمية، لا.. لابد أن يُراعَى الفرق، كما نبَّه على ذلك الإمام القرطبي وغيره من الأئمة المحقِّقين، خصوصاً إذا تزوج رجل كبير السن فتاة لا يزيد عمرها على عشرين سنة مثلًا، وله ابن في مثل سنِّها أو قريب منه، في مثل هذه الحالة نجد فرقا شاسعا بين المرأة وزوجها، بينما نجد تقاربا بينها وبين ابنه، وهنا تُخشى الفتنة، وعلى هذا نص الفقهاء، وقالوا: إن كل ما أبيح في مثل هذا الموضوع يحرم عند خوف الفتنة سدًّا للذريعة، كما أن كل ما حرم هنا يباح عند الضرورة أو الحاجة. وذلك مثل علاج المرأة على يد طبيب لا يوجد سواه من الطبيبات، وفي مقابل ذلك يمنع ما أبيح عند خوف الفتنة، كالمسألة التي نحن بصددها. فلو فرضنا أن هذا الزوج سافر، فهل نقول بجواز أن يختلي ابنه الشاب بزوجة أبيه الشابة مع خشية الفتنة؟! بالتأكيد لا.. وإنما خفَّف الشارع على المرأة في موضوع التستر، وأما الخلوة التي قد تبعث على الرِّيبة، وتسبب الفِتْنة، فلا.. ولا يجوز للرجل أن يُعرِّض زوجته للفتنة. ومثل هذا أيضًا الحماة- وهي بطبيعة الحال بمنزلة الأم- ولكن إذا خشيت الفتنة ينبغي على المرء أن يتجنب دواعيها. قد لا يكون هناك تفكير في الشر، ولكن حينما يُفتح الباب قد يؤدي إلى الشر، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما". ولهذا ينبغي الحذر والاحتياط في مثل هذه الحالات، وسد أبواب الفساد، حتى نتجنبه ولا نقع فيه. تحريم النظر إلى الجنس الآخر بشهوة: ومما حرَّمه الإسلام- في مجال الغريزة الجنسية- إطالة النظر من الرجل إلى المرأة، ومن المرأة إلى الرجل. فإن العينَ مفتاح القلب، والنظر رسول الفتنة، وبريد الزِّنَى. وقديماً قال الشاعر: كل الحوادثِ مبداها من النظرِ ومُعظْم النَّارِ من مُستصغر الشَّرَرِ وحديثًا قال شوقي: نظرةٌ، فابتسامةٌ، فسلامُ فكلامٌ، فموعدٌ، فلقاءُ! لهذا وجَّه الله أمره إلى المؤمنين والمؤمنات جميعاً، بالغض من الأبصار، مقترِناً بأمره بحفظ الفروج: "قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}[النور:30- 31]. وفي هاتين الآيتين عدة توجيهات إلهية، منها توجيهان يشترك فيهما الرجال والنساء جميعا، وهما الغض من البصر وحفظ الفرج، والباقي موجَّه إلى النساء خاصة. ويُلاحظ أن الآيتين أمرتا بالغض من البصر، لا بـغـض البـصـر، ولـم تـقـل: (ويحفظن من فروجهن)، كما قالت: {يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ}؛ فإن الفرج مأمور بحفظه جملة، دون تسامح في شيء منه. أما البصر، فقد سمح الله للناس بشيء منه؛ رفعًا للحرج.
15600
| 07 يونيو 2016
نشر الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، صورة تجمعه بالملاكم العالمي الراحل محمد علي كلاي، أثناء حضور الأخير أحد دروس العلم لـ"القرضاوي". ونشر "القرضاوي" الصورة عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، اليوم السبت، معلقا عليها: "مع الرياضي والملاكم البطل محمد علي كلاي رحمه الله". وتوفي أسطورة الملاكمة الأمريكي محمد علي عن عمر يناهز 74 عاما، ونقل علي الخميس الماضي إلى مستشفى في فينيكس بولاية أريزونا بسبب ضيق في التنفس، وهو مصاب بداء الرعاش، وقالت عائلته إن تشييع الجنازة سيكون في مسقط رأسه لويس فيل كنتاكي.
1212
| 04 يونيو 2016
بعد اطلاعه على دورها في مساعدة المرضى النفسيين ما تقوم به "وياك" يعد من أفضل القربات التي يتقرب بها العبد إلى الله تعالى أشاد فضيلة الإمام د. يوسف بن عبد الله القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بالدور الكبير الذي تقوم به جمعية أصدقاء الصحة النفسية "وياك" كجمعية أهلية في المجتمع القطري الذي يتضمن نشر ثقافة الصحة النفسية في أوساطه وتنفيذ البرامج النفسية والمجتمعية التي تسهم في تحقيق حماية المجتمع من العديد من المشاكل ذات الطبيعة النفسية التي تفتك بالفرد والأسرة كالطلاق والانتحار والإدمان. وقد تفضل فضيلة العلامة د. يوسف القرضاوي بإصدار فتوى حث فيها الشركات والمؤسسات المالية والاقتصادية على تقديم يد المساعدة للجمعية التي تتمثل بتقديم الصدقات والزكوات وأشكال التبرعات الأخرى وذلك ليتسنى لها الاستمرار في تقديم خدماتها. وجاء في الفتوى أن ما تقوم به جمعية أصدقاء الصحة النفسية "وياك" يعد من أفضل القربات التي يتقرب بها العبد إلى الله تعالى، لما في هذا العمل من إعانة فئة من الضعفاء، الذين يستحقون الرحمة من إخوانهم في الدين والوطن والإنسانية، وقد جاء في الحديث الشريف: "الراحمون يرحمهم الرحمن" و"ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء". جاء ذلك خلال استقباله وفد الجمعية المكون من مديرها التنفيذي السيد محمد البنعلي ود. محمد خليفة الكبيسي مسؤول التخطيط والتطوير والداعية د. عايش القحطاني المرشد النفسي المجتمعي. وقال إن الجمعية تقدم البرامج الخاصة بأسر أصحاب الاحتياجات الخاصة التي تساعد هذه الأسر على التعايش مع الحالات لضمان سير وتيرة الحياة على الصورة المطلوبة، كما تتولى الجمعية ومن خلال عدد من الأطباء النفسيين والمرشدين المجتمعيين التواصل مع الجمهور مباشرة أو عبر الهاتف أو الموقع الالكتروني لتقديم المساعدة المتعلقة بالمشاكل النفسية والأسرية. واقع الجمعية وقد وضع الوفد بين يدي فضيلته واقع الجمعية والمهام الكثيفة الملقاة على عاتقها، ومن ذلك توليها مجاناً تقديم الدعم النفسي والإرشادي للحالات النفسية التي تعرض على استشارييها وتحملها بالكامل نفقات جلسات الإرشاد العلاجية للمرضى النفسيين المسجلين لديها، وكذلك نفقات الاستشارات النفسية والأسرية الهاتفية التي يتلقاها الاستشاريون النفسيون والمرشدون المجتمعيون بصورة منتظمة على الهواتف المخصصة لهذه الغاية. كما تم استعراض دور الجمعية فى تنظيم الدورات والورش والمحاضرات التي تعنى بالمرضى النفسيين وتقدم التوجيهات اللازمة لأسر أصحاب الاحتياجات الخاصة، حيث وصل عدد هذه الفعاليات في بعض الأشهر إلى ثلاثين فعالية بمعدل فعالية واحدة يومياً، خدمات نفسية كما استعرض الوفد الخدمات النفسية والأسرية التي تقدمها الجمعية عبر موقعها الإلكتروني الرسمي ومواقع التواصل الاجتماعي وكذلك عبر تطبيق "وياك" على الهواتف المحمولة والتكاليف الباهظة المترتبة على كل ذلك والتي لا تستطيع الجمعية تحملها بمفردها بل لا بد من تلقي المساعدات والتبرعات من المؤسسات الخاصة والعامة والجمهور ليتسنى لها القيام بدورها على خير وجه، وكذلك تحقيق طموحاتها بإنشاء مركز التدريب الخاص بالجمعية الذي سيسهم في رفد المجتمع بالكفاءات في مجالات الإرشاد النفسي والأسري والمجتمعي والتربوي، وكذلك إنشاء مركز خاص بالبحوث النفسية والمجتمعية، إضافة إلى إنشاء عدد من الفروع للجمعية في المدن والمناطق القطرية المختلفة.
597
| 30 مايو 2016
مساحة إعلانية
أعلنت هيئة الأشغال العامة أشغال عن إغلاق كلي مؤقت لشارع الكورنيش أمام القادمين من تقاطع ميناء الدوحة القديم باتجاه تقاطع شرق في كلا...
26390
| 01 أكتوبر 2025
- رؤيتنا تقوم على الاستثمار المستدام وتقديم منتجات عقارية متميزة بمرافق متكاملة أعلنت مجموعة إزدان القابضة المتخصصة في بيع العقار من أجل الاستثمار،...
12642
| 01 أكتوبر 2025
أصدرتوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي جداول اختبارات منتصف الفصل الدراسي الثاني للعام الدراسي 2025-2026 م ، للاختبارات الشفوية والعملية للصفوف من الصف الأول...
10046
| 01 أكتوبر 2025
أعلنت قطر للطاقة، اليوم الثلاثاء، أسعار الوقود في دولة قطر لشهر أكتوبر المقبل 2025، حيث شهدت زيادة في أسعار الجازولين 91 ممتاز، وسعر...
9448
| 30 سبتمبر 2025
تابع الأخبار المحلية والعالمية من خلال تطبيقات الجوال المتاحة على متجر جوجل ومتجر آبل
أصدرت وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي تعميماً إلى المدارس الحكومية، حصلت الشرق على نسخة منه، بشأن ضمان توفير جميع المستلزمات التعليمية اللازمة للطلبة...
7998
| 30 سبتمبر 2025
كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم الأربعاء، أنّ الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، خرج صباح أمس الاول الإثنين من مستشفى بضواحي العاصمة الروسية...
4876
| 01 أكتوبر 2025
- القرار يضمن أن المعلمين الذين يقدمون دروسًا مؤهلون عقدت السيدة إيمان علي النعيمي، مديرة إدارة مراكز الخدمات التعليمية بوزارة التربية والتعليم والتعليم...
4382
| 02 أكتوبر 2025