رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي alsharq
القسام تفرج عن ألكسندر وتؤكد جاهزيتها لمفاوضات شاملة لوقف إطلاق النار (فيديو)

أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، الإفراج عن الأسير الأمريكي الإسرائيلي، إيدان ألكسندر، وذلك بعد اتصالات مع الإدارة الأميركية ضمن جهود الوسطاء الرامية إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة وإدخال المساعدات الإنسانية. وأوضحت القسام أن الإفراج عن ألكسندر جاء في سياق اتصالات مهمة أبدت خلالها حماس إيجابية ومرونة عالية، مؤكدة أن ذلك يأتي في إطار استجابتهم لجهود التهدئة وتخفيف المعاناة الإنسانية في القطاع المحاصر – حسب موقع الجزيرة. وفي بيان لها، دعت الحركة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى مواصلة العمل الجاد لإنهاء ما وصفته بـالحرب التي يشنها مجرم الحرب نتنياهو على الأطفال والنساء والمدنيين. وأكدت حماس جاهزيتها للشروع فوراً في مفاوضات جادة ومسؤولة بهدف التوصل إلى اتفاق شامل يشمل وقفاً دائماً لإطلاق النار، وانسحاب قوات الاحتلال من غزة، ورفع الحصار، وتنفيذ صفقة تبادل أسرى، إضافة إلى إطلاق عملية إعادة إعمار القطاع. ???? #عاجل| لحظة تسليم الأسير عيدان ألكسندر للصليب الأحمر في #غزة pic.twitter.com/ICGKTn6KPm — صحيفة الشرق - قطر (@alsharq_portal) May 12, 2025

1290

| 12 مايو 2025

عربي ودولي alsharq
استشهاد 7 فلسطينيين في قصف وإطلاق نار إسرائيلي بمناطق متفرقة من قطاع غزة

استشهد 7 فلسطينيين، وأصيب آخرون اليوم، في قصف وإطلاق نار من جيش الاحتلال الإسرائيلي في مناطق متفرقة من قطاع غزة. وأفادت مصادر محلية بأن طواقم الإسعاف انتشلت جثامين 4 شهداء عقب قصف إسرائيلي في منطقة قيزان النجار جنوبي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، وأشارت إلى انتشال جثمان شهيدة قضت إثر قصف إسرائيلي سابق في منطقة المنارة جنوبي المدينة. كما أصيب 4 فلسطينيين بنيران مسيرة إسرائيلية في منطقة السناطي ببلدة عبسان الكبيرة شرقي المدينة. واستشهد شخصان، وأصيب عدد أخر في عمليتي قصف شنهما جيش الاحتلال الإسرائيلي على سوق الجمعة وشارع النزاز بحي الشجاعية شرقي مدينة غزة. واليوم، ارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، إلى 52,862 شهيدًا و119,648 إصابة منذ السابع من أكتوبر للعام 2023. واستأنف الاحتلال الإسرائيلي منذ 18 مارس الماضي عدوانه على قطاع غزة، بعد توقف دام شهرين بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي، لكن الاحتلال خرق بنود وقف إطلاق النار على مدار الشهرين، حيث استمر في قصفه لأماكن متفرقة من قطاع غزة، ما أوقع شهداء وجرحى، ورفض تطبيق البروتوكول الإنساني، وشدد حصاره الخانق على القطاع الذي يعيش مأساة إنسانية غير مسبوقة.

192

| 12 مايو 2025

عربي ودولي alsharq
غزة.. مشاهد المجاعة تطغى على الحرب

يكتسب دخول غزة رسمياً زمن المجاعة، أبعاداً أخرى عن الحرب التي أفرزتها، فمنذ أن تم تسجيل العشرات من حالات الوفاة بالجوع، لم يعد رادار الأخبار الواردة من قطاع غزة يلتقط أكثر من مشاهد النازحين الجوعى، بل ربما سرقت هذه المشاهد الأضواء من الحرب نفسها، وما يرافقها من قتل وتشريد ونزوح. بسطت المجاعة سلطتها، ودخلت غزة في مدار كارثة إنسانية كبرى، مصدرها منع الاحتلال دخول المساعدات الإغاثية للسكان، في محاولة اجتراح ضغط إضافي على حركة حماس ووضعها في مهب احتجاجات الشارع الغزّي، لكن غزة تلج منازلة أخرى مع الجوع، وباتت على تخوم احتمالات قاتمة، ولا وقت لديها للانتظار، أو حتى المناورة أمام أزمة تراكمية، قوامها القصف والنزوح والجوع، وهي مسارات خضعت لها غزة في خضم الحرب. تعود عقارب ساعة المجاعة إلى الوراء، مذكّرة بالأشهر الأولى للحرب، وبدأت طوابير المنتظرين تتوارى شيئاً فشيئاً، فلا تكايا طعام ولا مخابز ولا مراكز لتوزيع المساعدات، وحتى الأسواق بدت خاوية على عروشها، وما زال النازحون يعيشون تحت وقع حرب لا تبقي ولا تذر، وتهديدات إسرائيلية متصاعدة بتوسيع رقعتها. كان رغيف الخبز مغمس بالدم في قطاع غزة، لكن في زمن المجاعة، الخبز أصبح «من الماضي» بعد أن أصبح الدقيق عملة نادرة، واستنفدت التكايا مخزونها، وحيث لا وقود ولا حتى حطب، تنعكس هذه الصعوبات على واقع الحياة اليومية. «المجاعة المستشرية دخلت فصولاً كارثية، وآثارها بدأت تتعمق مع نفاد السلع الغذائية من الأسواق بشكل شبه كامل، ونفاد المخزون الغذائي للتكايا ومراكز توزيع المساعدات، ونشعر بالضيق لعدم قدرتنا على تلبية احتياجات السكان الجوعى» والحديث للمواطن أحمد الحاج أحد العاملين في تكية لتوزيع الطعام في مخيم النصيرات أحد المخيمات الكبرى بقطاع غزة. يشرح الحاج لـ»الشرق»: «في الأيام الأخيرة قدمنا القليل من الشوربة فقط، ولم يعد بوسعنا إعداد أي نوع من الطعام، وكم كانت المشاهد مرعبة وصادمة للجوعى الذين لم يسعفهم الحظ في الحصول على الطعام.. طفل يلتقط ما تبقى في الأواني بعد نقعها بالماء لتنظيفها، وامرأة تحاول استصلاح بقايا الأرز المتساقط على الأرض، الكل هنا يبحث عن أي شيء يمكن أن يؤكل».ومع دخول الشهر الثالث للحصار الإسرائيلي المشدد على قطاع غزة، بعد استئناف الحرب، بدت آثار المجاعة جلية على الغزيين، فغدت الوجوه شاحبة، والأعين غائرة، والأجسام هزيلة، وقفز عداد الوفيات بالجوع عن الـ70 حالة، بينها 55 من الأطفال، وسط تحذيرات من توالي وفيات جماعية. وتروي النازحة أماني الخال أن أطفالها ينامون على جوعهم، لعدم توافر أي نوع من الطعام في خيمتها، فضلاً عن كونها لا تملك المال للشراء من الأسواق إن توافر بها شيء، مبينة أن آخر وجبة قدمتها لأولادها كانت عبارة عن علبة صغيرة من حب الحمص المسلوق، قبل يومين. وشأنها شأن غالبية المواطنين في قطاع غزة، تنتاب الخال خيبة أمل كبيرة، بعد أن جالت على التكايا كلها، دون أن تنال نصيب أطفالها، مبينة: «عندما أسمع صرخات أطفالي وهم يطلبون الطعام، أفقد صوابي، وأخرج للبحث عما يسد رمقهم، رغم معرفتي المسبقة بالنتيجة، وليس سوى جواب واحد يتردد أمامنا.. لا يوجد طعام». ومنذ استئناف الحرب في 18 مارس الماضي، شدد كيان الاحتلال من حصاره المفروض أصلاً على قطاع غزة، فقطع امدادات الطعام والماء والوقود، ما تسبب بكارثة إنسانية، عنوانها العريض صعوبة الحصول على أبسط مقومات الحياة.

372

| 11 مايو 2025

عربي ودولي alsharq
سلطة المياه الفلسطينية: كارثة إنسانية وشيكة في غزة نتيجة انهيار خدمات المياه والصرف الصحي

حذرت سلطة المياه الفلسطينية من كارثة إنسانية وشيكة تهدد أكثر من 2.3 مليون مواطن في قطاع غزة، نتيجة انهيار شبه الكامل في خدمات المياه والصرف الصحي بفعل العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع. وأوضحت سلطة المياه، في بيان، اليوم، أن تدمير الاحتلال للبنية التحتية، وقطع الكهرباء، ومنع دخول الوقود والمستلزمات الأساسية، أدى إلى توقف شبه كامل لتقديم الخدمات المائية، مؤكدة أن غزة أصبحت منطقة تموت عطشا. وأوضح البيان أنه بحسب التقييمات الفنية، فإن 85% من منشآت المياه والصرف الصحي في القطاع تعرّضت لأضرار جسيمة، كما انخفضت كميات استخراج المياه بنسبة 70-80%، ونظرا لذلك انخفض معدل استهلاك الفرد من المياه إلى ما بين 3 و5 لترات يوميًا، وهو أقل بكثير من الحد الأدنى الذي توصي به منظمة الصحة العالمية في حالات الطوارئ. كما نبهت سلطة المياه الفلسطينية إلى أن تصريف المياه العادمة في المناطق السكنية وامتلاء أحواض الأمطار بها، يهدد بتفشي الأمراض، في ظل اضطرار السكان لاستخدام مياه مالحة وغير صالحة للشرب. وأكدت أن السياسات الإسرائيلية تشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني، بما يشمل اتفاقية جنيف الرابعة، واتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية، ونظام روما الأساسي. وطالبت المجتمع الدولي بتحرك فوري لوقف العدوان، ورفع الحصار، وتوفير الحماية للكوادر الفنية، إلى جانب دعم جهود الحكومة الفلسطينية في التدخلات الطارئة وخطط التعافي.

346

| 10 مايو 2025

عربي ودولي alsharq
توسيع الحرب.. ترقّب وقلق يشوب غزة

ما كادت غزة تتنفس الصعداء بعد إشارات التقطتها من البيت الأبيض، وتلميحات من الرئيس دونالد ترامب باتفاق وشيك، يسبق زيارته المرتقبة إلى المنطقة، حتى راحت دعوات تمديد وتوسيع رقعة الحرب تأخذ منحى يشوبه القلق والتوتر والترقب، مع خضوع غزة لضغط عسكري حوّل القطاع إلى كومة حطام، وآخر إنساني قوامه الجوع الذي أخذ يتدحرج نحو المجاعة القاتلة. وفي غمرة الحرب الضروس الدائرة على أرض غزة، ويتردد صداها في المحافل السياسية، ظلت صورة الأوضاع قاسية ومؤلمة، وإن حفها شيء من التفاؤل، يراه أهل غزة وهمياً، ويهدف إلى إعادة الحرب إلى المربع الأول الدموي على حد تعبيرهم. الأوضاع الكارثية في قطاع غزة، يضاف إليها ضغط ثقيل هذه الأيام، مع إعلان إسرائيل نيتها توسيع الحرب، وليس ثمة معادلة أكثر رعباً، من تهجير جديد يتربص بالنازحين المثقلين بالهموم، إذ يمهد الجيش الإسرائيلي لدفعهم للرحيل بالقوة، وحصرهم في منطقة الجنوب، والمقصود هنا رفح. وحتى تكتمل دائرة النار، لا تزال إسرائيل توقد حطباً في وسط وشمال قطاع غزة، مواصلة حرب الإبادة باستهداف خيام النازحين وتجمعاتهم، لجعل المنطقة ملتهبة، ومضاعفة معاناة النازحين، الذين لن يكون أمامهم إلا النجاة بأرواحهم. ويعيش سكان قطاع غزة حالة من الرعب المشوب بالقلق، مع استدعاء جيش الاحتلال عشرات آلاف الجنود الاحتياطيين، ما يؤشر على عدوان عسكري بري بات وشيكاً، كما يقول زايد أبو غالية النازح من بلدة بيت لاهيا، مبيناً أن أهالي غزة يعيشون حالة قلق كبيرة، خصوصاً في جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا، بؤرة العمليات العسكرية، وفق تعبيره. يقول أبو غالية: «لا نعلم أين وجهتنا القادمة، ونخشى من نوايا مبيتة لجيش الاحتلال بارتكاب مجازر دموية لإجبار المواطنين على النزوح نحو رفح كما أعلن قادة عسكريون إسرائيليون، وهناك مئات الآلاف ينتظرهم نزوح جماعي، في حال سيطرت قوات الاحتلال على وسط وشمال قطاع غزة بالكامل». ولم يخف مواطنون مخاوفهم من فرض الكيان حكماً عسكرياً في قطاع غزة، وما سيحمله تهجيرهم وتجميعهم في مناطق يسمونها زوراً «إنسانية» في رفح، حيث لا متسع لمخيمات جديدة، وربما يضطر كثيرون للنزوح دون حاجياتهم نتيجة لتعطل المركبات، وهذه معضلة أخرى وفق النازح من بيت حانون نضال الكفارنة. «الجميع قلقون، وما تحمله تطورات الحرب في الأيام المقبلة ليست في صالح غزة، والنزوح أصبح كارثياً مع انعدام وسائل النقل وحتى الخيام، ناهيك عن الجوع الذي ينهش الأجساد» أضاف الكفارنة، الذي بدا يائساً من التوصل إلى هدنة جديدة. وثمة الكثير بين ثنايا المرحلة المقبلة، فالتهدئة تبدو محكومة بمخرجات جولة ترامب إلى المنطقة، ما يعني أنها ستكون محفوفة بسيناريوهات صعبة، بدأت ملامحها تظهر جلية في منع الاحتلال إدخال المساعدات الإغاثية إلى قطاع غزة، واستعراض قوته العسكرية على الأرض.

294

| 09 مايو 2025

عربي ودولي alsharq
6 دول أوروبية ترفض أي تغيير سكاني في غزة

أكدت ست دول أوروبية رفضها خطة الاحتلال الإسرائيلي الجديدة لتوسيع نطاق عملياتها العسكرية والسيطرة على قطاع غزة، مشددة على أن أي تغيير سكاني أو في أراضي القطاع يعد انتهاكا للقانون الدولي. وأبرز وزراء خارجية الدول الست (إسبانيا وإيرلندا والنروج وسلوفينيا وأيسلندا ولوكسمبرغ)، في بيان مشترك، أن تنفيذ خطة الاحتلال الإسرائيلي بالبقاء لأمد طويل في غزة يعني تجاوز خط أحمر جديد وتقويض أي فرصة لحل الدولتين القابل للتطبيق، معتبرين الخطة «تصعيدا عسكريا جديدا في غزة، لن يؤدي سوى إلى تفاقم الوضع الكارثي بالنسبة للمدنيين الفلسطينيين». وأكدوا أن «غزة تشكل جزءا لا يتجزأ من دولة فلسطين التي تنتمي إلى الشعب الفلسطيني» ودعمهم الثابت لحل الدولتين، داعين سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى اتخاذ جميع التدابير التي تضمن وصول الفلسطينيين إلى المساعدات الإنسانية من دون تأخير وعوائق. من جهته، عبّر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك عن قلقه من أن خطط إسرائيل لتوسيع هجومها في غزة تهدف إلى خلق ظروف تهدّد «استمرارية وجود الفلسطينيين كمجموعة» في القطاع. وقال تورك في بيان «الخطط المعلنة لإسرائيل لتهجير سكان غزة قسرا إلى منطقة صغيرة في جنوب القطاع إلى جانب تهديدات المسؤولين الإسرائيليين بترحيل الفلسطينيين خارج غزة، تثير القلق». وأضاف «لا يوجد ما يدعو للاعتقاد بأن الإصرار على الاستراتيجيات العسكرية التي لم تُحقق حلا مستداما منذ عام وثمانية أشهر، بما في ذلك إطلاق سراح جميع الرهائن، سينجح الآن». وأكد قائلا «بل على العكس، فإن توسيع الهجوم على غزة سيؤدي على الأرجح إلى مزيد من التهجير الجماعي، والمزيد من الوفيات والإصابات في صفوف المدنيين الأبرياء، وتدمير ما تبقى من البنى التحتية المحدودة في غزة». وحذّر تورك من أن تصعيد الهجوم الإسرائيلي «لن يؤدي إلا إلى زيادة البؤس والمعاناة التي تسبّب بها الحصار الكامل المفروض على دخول السلع الأساسية منذ ما يقارب تسعة أسابيع».

272

| 08 مايو 2025

عربي ودولي alsharq
د. الأنصاري: قطر لن تنساق وراء أي مساومات سياسية

■ ضرورة وقف استخدام المساعدات الإنسانية كسلاح أو ورقة ضغط ■ نعمل على إيجاد آليات فعَّالة لضمان دخول المساعدات إلى غزة أكد الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري، مستشار رئيس مجلس الوزراء والمتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أن دولة قطر تواصل جهودها الحثيثة في الوساطة من أجل إنهاء الحرب على غزة، رغم تعقيد الأوضاع واستمرار الكارثة الإنسانية في القطاع. وشدد الدكتور الأنصاري، خلال الإحاطة الإعلامية الأسبوعية لوزارة الخارجية، على ضرورة وقف استخدام المساعدات الإنسانية كسلاح أو ورقة ضغط وتفاوض من قبل إسرائيل، مطالبا بتحرك دولي فاعل لإيجاد حلول تضمن إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة بشكل عاجل ودون عوائق. وقال د. الأنصاري: «إن المساعدات الإنسانية، في أي نزاع وفي أي مكان في العالم، يجب ألا تُستخدم كأداة للابتزاز السياسي من أي طرف كان. ومن هذا المنطلق، نعمل بالتنسيق مع شركائنا في الوساطة على إيجاد آليات فعالة لضمان دخول المساعدات إلى قطاع غزة بشكل آمن ودون شروط». وأشار إلى أن جهود الوساطة التي تقودها قطر أسفرت عن إطلاق سراح أعداد من الأسرى تفوق ما تحقق من خلال العمليات العسكرية. كما أكد أن الوساطة المشتركة بين قطر ومصر والولايات المتحدة تركز على وقف الحرب الكارثية في غزة، مشدداً على أن قطر تواصل دورها كوسيط نزيه يحظى بتقدير دولي واسع. وأضاف أن قطر لن تنساق وراء أي مساومات سياسية، لافتا إلى أنها تؤدي وساطة مهمة بين روسيا وأوكرانيا بشأن لمّ شمل الأطفال المتأثرين بالحرب. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية: «لن أخوض في التفاصيل، لكن من المعروف للجميع أن هناك فرصاً عديدة كانت متاحة لإنهاء هذه الحرب، وأن التوصل إلى اتفاق كان من شأنه أن يمهّد الطريق نحو سلام دائم في مراحل متعددة. ورغم التحديات، لا نزال نعمل على إيجاد فرص جديدة ونواصل التواصل مع جميع الأطراف المعنية. ونؤكد أن توجيه الاتهامات إلى جهود الوساطة لن يخدم المساعي الرامية إلى التهدئة والوصول إلى حل شامل. وتابع: «دولة قطر، المعروفة دوليًا بدورها النزيه في الوساطة، أثبتت مصداقيتها في مختلف الملفات، وليس في هذه الوساطة فقط. وبالتالي، لسنا معنيين فعليًا بالتصريحات أو التجاذبات الإعلامية». وشدد د. الأنصاري أن من يوجّه اتهامات إلى جهود الوساطة يجب أن يدرك أن مثل هذه التصرفات لا تخدم المسار السلمي ولا تسهم في الوصول إلى حل، مبرزا أن دولة قطر عصية على مثل هذه الاتهامات، وسمعتها الدولية معروفة وراسخة، وقد أثبتت نزاهتها كوسيط موثوق من خلال تعاملها في ملفات إقليمية ودولية متعددة، وليس في هذا الملف فقط. وأوضح أن قطر غير معنية بالتصريحات أو التجاذبات الإعلامية التي تعد مجرد ضجيج لا يغيّر من واقع الدور القطري المؤثر والذي يحظى بتقدير دولي. وأضاف د. الأنصاري أن التصريحات الأخيرة تأتي في سياق استقطاب سياسي داخلي تشهده إسرائيل، وهو ما يشكّل الدافع الرئيسي وراءها، موضحا: «نحن نعلم جيداً أن انخراط إسرائيل في جهود الوساطة، منذ اليوم الأول، جاء بالتنسيق مع بقية الأطراف، ولم يكن مفاجئاً رغم كل ما يصدر من اتهامات. كما أننا على يقين بأن من يسعى بصدق نحو التوصل إلى اتفاق لن يلجأ إلى هذه الأساليب أو التصريحات المسيئة». كما لفت المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية إلى أن زيارة حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى إلى موسكو تحمل أهمية بالغة، وتعكس حرص دولة قطر على تعزيز علاقاتها مع جميع شركائها الدوليين، ولا سيما مع روسيا، التي تربطها بها علاقات اقتصادية وإستراتيجية مهمة. وتأتي هذه الزيارة في سياق دور قطر الحيوي في الوساطة بين روسيا وأوكرانيا، خصوصاً فيما يتعلق بملف الأطفال المتأثرين بالحرب في أوكرانيا، وهو ملف إنساني بالغ الحساسية. وأوضح أن أهمية الزيارة تجاوزت إطار الوساطة، لتشمل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات، بما في ذلك التعاون السياسي والاقتصادي والإنساني.

338

| 07 مايو 2025

عربي ودولي alsharq
غزة تواجه الخلطة الكارثية.. الحرب والمجاعة

في الوقت الذي يواصل فيه الاحتلال استخدام كل الأسلحة المشروعة وغير المشروعة، ممثلة بقطع الماء والغذاء والدواء والكهرباء، في ضرب أهالي غزة، كان عدد الشهداء الذين قضوا بالجوع يأخذ في الارتفاع، بينما كانت عقارب ساعة المجاعة تدور إلى الوراء، مذكّرة بالأشهر الأولى للحرب. وعادت مشاهد الموت جوعاً، إذ منذ استئناف الحرب في 18 مارس الماضي، استشهد 57 مواطناً، هؤلاء كانوا نجوا غير مرة من القصف العنيف والغارات المتواصلة، لكن التهمهم غول الجوع، الذي تصارع غزة لمنع تداعياته وارتداداته القاتلة. ولم تتردد دولة الكيان في تشديد قبضتها على قطاع غزة، بل أخذت تصر على تطبيق أدوات قتل جديدة، بقطع الكهرباء والوقود، ومنع دخول المساعدات الإغاثية، وهكذا دخل القطاع الذي يئن تحت وطأة حصار مطبق، في مواجهة من نوع جديد، ونزال مع أسلحة غير تلك المعتادة، التي تردي المدنيين في خيامهم، إنها خلطة كارثية تحت سماء واحدة، وأسلحة قتل ثلاثية الأبعاد: قصف وجوع ونزوح. الرسالة هذه، فسرها مراقبون على أنها وسيلة ضغط على المقاومة الفلسطينية، للرضوخ للشروط والإملاءات الإسرائيلية لوقف الحرب، ويبرز في مقدمتها: الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين، تسليم سلاح المقاومة، وإبعاد قادة حركة حماس إلى الخارج، كما أن في ذلك للكيان مآرب أخرى، من أهمها دفع المواطنين إلى الشارع، والضغط على الحركة للموافقة على أي حل يوقف الحرب. سقطت غزة في براثن الجوع، خرجت الأمور بالفعل عن نطاق السيطرة، فتكايا الطعام المتبقية لم تعد تقدم سوى القليل من الحساء، وفي غضون ذلك يغرق القطاع في ظلام دامس، بعد نفاد الوقود وتوقف كل محطات الكهرباء عن العمل، بينما أقفلت المخابز أبوابها أمام طوابير الجوعى، الذين ينتظرون ساعات طويلة للحصول على رغيف خبز. «الأوضاع صعبة للغاية، والمجاعة تزيدها تعقيداً، ولا يوجد غير حلين وحيدين: تدخل دولي لمنع استخدام سلاح التجويع ضد المواطنين، أو الموت جوعاً، واعتقد أن الموت هو الذي سيسود» هكذا علّق المواطن رمزي أبو العون على الأوضاع في قطاع غزة، متسائلاً في حديث لـ»الشرق»: «ما ذنب المواطنين العزل في دفعهم إلى هذه الدرجة من العجز»؟. بينما لفت أحمد الأزبكي إلى أن ما يجرى في قطاع غزة ما هو إلا مقدمة لكارثة انسانية، ستتسع حلقاتها مع استمرار الحصار وإغلاق المعابر، ومنع دخول المساعدات والمواد الغذائية، مؤكداً لـ»الشرق» ان «الأوضاع فاقت كل حدود الصبر، ونعيش في مجاعة هي الأكثر فظاعة في القرن، حتى المواد الأساسية بدأت تنفد، والنازحون منشغلون بالبحث عن الطعام ولا يجدونه». وفي زمن المجاعة، التي تطل مرة أخرى برأسها في «عز الحرب» وجدت غزة نفسها أمام سيناريو لا تتمناه، وهو احتمال موت جماعي، بدأت طلائعه بتسجيل عشرات الحالات، فيما تتمدد المجاعة لتحصد المزيد من الضحايا. وإذ يُحرم الغزيون من رغيف الخبز، تشتد وطأة الحرب الدامية، ويتسع نطاقها ومداها، تمضي حكومة الاحتلال باتخاذ قرار بالإجماع لتمديد وإطالة عمر الحرب، ما يعني أن كل ما تعرض له السكان من كوارث، ليس سوى قطرة أمام السيناريو القادم.

362

| 07 مايو 2025

عربي ودولي alsharq
ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى52615 شهيدا و118752 مصابا

ارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، إلى 52 ألفا و615 شهيدا، و 118 ألفا و752 مصابا، منذ السابع من أكتوبر 2023. وأفادت وزارة الصحة في غزة، بأن من بين الحصيلة 2507 شهيدا و6711 مصابا منذ استئناف الاحتلال عدوانه على القطاع في 18 مارس الماضي عقب شهرين من وقف إطلاق النار. وأشارت إلى أن 48 شهيدا وصلوا إلى مستشفيات القطاع خلال الـ24 ساعة الماضية، بينهم تسعة شهداء تم انتشالهم، و142 مصابا، فيما لا يزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض والركام، وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم. واستأنف الاحتلال الإسرائيلي منذ 18 مارس الماضي عدوانه على قطاع غزة، بعد توقف دام شهرين بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي، لكن الاحتلال خرق بنود وقف إطلاق النار على مدار الشهرين، حيث استمر في قصفه لأماكن متفرقة من قطاع غزة، ما أوقع شهداء وجرحى، ورفض تطبيق البروتوكول الإنساني، وشدد حصاره الخانق على القطاع الذي يعيش مأساة إنسانية غير مسبوقة.

232

| 06 مايو 2025

عربي ودولي alsharq
الوفد البريطاني في العدل الدولية: حظر إسرائيل المساعدات الإنسانية إلى غزة غير مبرر قانونيا

كسرت المملكة المتحدة صمتها واتباعها للصوت الأمريكي في محكمة العدل الدولية، حيث أعلن الوفد البريطاني لدى المحكمة الدولية أن حظر إسرائيل المفروض على المساعدات الانسانية إلى قطاع غزة غير مبرر قانونيا ومرفوض، ويجب عليها السماح بدخول المساعدات الإنسانية فورا إلى الفلسطينيين في القطاع، جاء ذلك في كلمة للفريق القانوني البريطاني ألقتها المستشارة القانونية بوزارة الخارجية البريطانية «سالي لانجريش» أمام فريق القضاة في جلسة بالمحكمة عقدت بشأن بحث مدى التزام إسرائيل بتسيير دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. وانتقد الفريق القانوني ما تقوم به إسرائيل من حظر على دخول أية مساعدات غذائية وطبية للفلسطينيين في غزة، وطالب الفريق إسرائيل بتوفير المساعدات الإنسانية بشكل كامل وآمن لسكان غزة، مع ضمان الوصول إلى الرعاية الطبية وفقا للقانون الدولي، وفي كلمتها أكدت المستشارة القانونية «سالي لانجريش» على أن إسرائيل تخرق التزاماتها الدولية بشأن وصول المساعدات الإنسانية إلى سكان قطاع غزة أثناء احتلالها للقطاع، موضحة أن المواد 59 و55 من اتفاقية جنيف الرابعة تلزم اسرائيل بصفتها قوة احتلال توفير المساعدات الإنسانية بما في ذلك الطعام للسكان في الأراضي المحتلة ورفض اسرائيل تطبيق ذلك يعتبر انتهاكا للمادة 59 من الاتفاقية. وذكرت المستشارة «سالي لانجريش» في كلمتها أمام فريق القضاة في محكمة العدل الدولية، أن حظر اسرائيل لمنظمة «الأونروا «منذ أكتوبر من عام 2023 يعد انتهاكا لحقوق الفلسطينيين في الحصول على المساعدات الإنسانية، حيث إن الأونروا هي وكالة انسانية محايدة ويجب احترام دورها وفقا للمادة 59 من الاتفاقية الدولية، وبصفتها وكالة تابعة للأمم المتحدة يجب أن تتمتع بالحصانات والامتيازات اللازمة للقيام بعملها الإنساني في الأراضي المحتلة، وأكدت على أن لا يوجد أي أدلة تشير إلى تورط موظفي الأونروا في دعم العمليات العسكرية أو التورط في أعمال ضد القانون الدولي، وأن رفض اسرائيل للمساعدات الإنسانية من الأونروا يتعارض مع التزاماتها الدولية. وأشارت المستشارة القانونية البريطانية إلى أن هناك تقارير موثقة تظهر تعرض المعتقلين الفلسطينيين لانتهاكات داخل السجون، ولا يمكن لإسرائيل منع دخول الصليب الأحمر لزيارة المعتقلين الفلسطينيين، موضحة أنه على إسرائيل أن تسمح بدخول أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر من الوصول إلى المعتقلين الفلسطينيين.

404

| 06 مايو 2025

عربي ودولي alsharq
الاحتلال يستغل حرب غزة ويوسع إرهابه لسكان الضفة

ليس فقط في غزة، النزوح والتهجير في الضفة الغربية أيضاً، إذ في واقع الحال ثمة مشاهد متطابقة، وإن حاول كيان الاحتلال استغلال انشغال العالم والهيمنة الإعلامية للحرب الطاحنة على قطاع غزة. التجارب علّمت الشعب الفلسطيني أن كل أزمة أو حدث يستحوذ على اهتمام الإعلام، عادة ما يتخلله جرائم إسرائيلية أكثر فظاعة بحقهم، ومن هنا، فقد اتسعت مع عودة الحرب في 18 مارس الماضي، عمليات الترحيل والتهجير للمواطنين في مخيمات طولكرم ونور شمس وجنين شمال الضفة الغربية. واللافت كذلك تسارع وتيرة القتل التي تمارسها قوات الاحتلال بعيداً عن الإعلام، في تصعيد صامت تعمل على تمريره بمنتهى الوحشية، والعنجهية التي تفيض بالحقد الأسود، مستغلة انشغال العالم بالمجاعة المميتة في قطاع غزة. وتحفل مخططات الاحتلال لاستغلال الأزمات والأحداث الساخنة بكل ألوان القمع، فمنذ الأيام الأولى للحرب، بدأت قوات الاحتلال تتصرف مع الفلسطينيين في الضفة الغربية كمن فقدت صوابها، فزاد عدد الشهداء عن الـ1000، وأضعافهم من الجرحى، وكدأبها فقد استخدمت القوة الغاشمة في قمع التظاهرات المنددة بسلوكها الأقرب إلى البلطجية، وقطّاع الطرق. ومع استمرار حرب الإبادة في قطاع غزة، وغياب أفق تسوية قريبة لها، واستمرار انشغال العالم بتطوراتها، تنتاب الفلسطينيين في الضفة الغربية مخاوف كبيرة من اتساع دائرة القمع والعربدة الإسرائيلية، خصوصاً لجهة تمرير مخططات الاحتلال في ضم ومصادرة المزيد من الأراضي، والتوسع الإستيطاني، وصولاً للقيام بعمليات تطهير عرقي بحق الفلسطينيين، واقتلاعهم من أراضيهم، كما جرى في مخيمات طولكرم وجنين ونابلس. وتستعر هذه الأيام، عمليات النزوح القسري التي تضعها حكومة الاحتلال على رأس أولويات مخططاتها، الرامية إلى تغيير ملامح وطمس هوية المخيمات الفلسطينية، علاوة على تمرير محاولات تقسيم الضفة الغربية إلى كانتونات معزولة. وتسللت مخاوف لدى الفلسطينيين في مناطق الأغوار الفلسطينية، التي تعد سلة غذاء فلسطين، من تنفيذ قادة الاحتلال تهديداتهم بترحيل المواطنين والاستيلاء عنوة على أراضيهم، لإقامة مستوطنات جديدة عليها، وربطها بالمستوطنات الجاثمة عليها، بما يحول هذه المناطق إلى معازل وكانتونات، تقطع أوصالها المستوطنات، ويعزلها غربان المستوطنين. ومن وجهة نظر مراقبين، فالخوف الأكبر يتمحور حول عودة قوات الاحتلال لمصادرة أراضي الفلسطينيين في المناطق المصنفة (ج) لا سيما في الأغوار الفلسطينية، التي تشكل نحو 60 في المائة من أراضي الضفة الغربية، إذ كانت تراجعت في قت سابق عن ضم هذه المناطق، على وقع الضجة العالمية التي عارضت محاولات الضم هذه. ويجد المستوطنون في انشغال العالم بحرب غزة، فرصة لارتكاب المزيد من الجرائم والاعتداءات بحق المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم، فزادت في الآونة الأخيرة، عمليات رشق سيارات الفلسطينيين بالحجارة على الطرق، وتدمير المزروعات، وترويع الأسر التي تقطن في مناطق نائية، أو قريبة من المستوطنات. وليس بالجديد على دولة الاحتلال استغلال الحروب والأزمات ذات الهالة الإعلامية، فتحفل الحقب والمحطات التاريخية المتعاقبة بمشاهد القمع المتصاعد بحق الفلسطينيين في ظل الأحداث الكبرى، لتحقيق مكاسب على الأرض.

294

| 06 مايو 2025

محليات alsharq
د. غسان سلامة لـ "الشرق": قطر تعمل بكل إمكاناتها لوقف العدوان على غزة

■ لمست لدى المسؤولين القطريين الاستعداد لدعم ومساعدة لبنان ■ ترحيب قطري واهتمام بعدد من الأفكار التي طرحتها في الدوحة ■دور قطر في جهود الوساطة حاجة ملحة في ظل شلل المجتمع الدولي ■الحرب على غزة تجاوزت مرحلة ازدواج المعايير إلى انعدام المعايير ■لم نجد تضامنا عربيا وإسلاميا يعوض التضامن الغربي مع إسرائيل ■ سمح لإسرائيل ما لم يسمح لغيرها بالقتل والتدمير واستباحة كل القوانين ■ لهذه الأسباب غاب دور النخب والمثقفين العرب عن المشهد السياسي ■ وجدت اهتماما من الشيخة المياسة والوزيرات لمعرفة المساعدات المطلوبة ■ شكرت الوزيرة لولوة الخاطر على الدعم لإعادة تأهيل المكتبة الوطنية مرتين ■ مجلس الأمن في حالة شلل والنظام العالمي عاجز عن إيجاد حلول للحروب وزير الثقافة اللبناني الدكتور غسان سلامة شخصية فكرية عالمية، مثّل الأمين العام للأمم المتحدة بكفاءة رفيعة في مهام دقيقة كان أبرزها قيامه بدور المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى ليبيا، كما عمل مستشاراً سياسياً لبعثة الأمم المتحدة في العراق عام 2003، حيث ساهم في إنشاء مجلس الحكم الانتقالي في العراق بعد سقوط نظام صدام حسين. وشغل سلامة منصب وزير الثقافة عام 2000 وعمل الى جانب رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري، وخلال تلك الفترة كلف بمهمة تنظيم قمة بيروت العربية التي عقدت في آذار 2002، وتبنى فيها العرب مبادرة ولي العهد السعودي آنذاك الأمير عبدالله للتطبيع مع إسرائيل مقابل انسحابها من الأراضي العربية وإنشاء دولة فلسطينية معترف بها دولياً على حدود 1967 وعودة اللاجئين، وهي المبادرة التي عرفت بـ»مبادرة السلام العربية» أو «الأرض مقابل السلام». كما أشرف على تنظيم القمة الفرانكوفونية في لبنان في تشرين الأول 2002، وكان في كلتا القمتين رئيساً للهيئة التنظيمية وناطقا رسمياً. هذه السيرة الغنية والجامعة لشخصية فكرية تجمع الثقافة والدبلوماسية والسياسة تجعل الحوار معه شاملا ومعمقا وثريا حول الكثير من القضايا الراهنة والمستجدات الدولية والإقليمية وهز يدق ناقوس الخطر للواقع المذري الذي في المجتمع الدولي الذي تجاوز مرحلة ازدواجية المعايير الى مرحلة انعدام المعايير، حيث سمح لإسرائيل ان تستبيح كل الأعراف والقوانين والقيم الإنسانية فتقتل وتدمر وتشرد بلا حسيب او رقيب. خصوصا ان النظام الدولي في مأزق غير مسبوق حيث مجلس الامن مصاب بالشلل ومؤسسات الأمم المتحدة تكاد تفقد دورها بدون أن تبدو في الأفق بارقة أمل. لكنه يستدرك ان هناك مبادرات وجهود وساطة أبرزها الجهود القطرية ويرى أن قطر طرقت كل الأبواب وما زالت تفعل ما تستطيع لوقف العدوان على غزة. أما على الصعيد الثقافي فإنه يرى ان الثقافة تستطيع ان تبني أفكارة مشتركة لمنع التطرف لكنها لا تنتج حلا سياسيا. لافتا الى ان ثورة الاتصالات والذكاء الاصطناعي قلبت المعادلة في المشهد الثقافي رأسا على عقب. الحوار مع وزير الثقافة اللبناني والدبلوماسي الأممي ثري بالقضايا الفكرية والسياسية والثقافية مع طروحات فلسفية جديرة بالقراءة والتمعن. • المشاركة بمؤتمر الاستشراق - شاركتم في أعمال المؤتمر الدولي للاستشراق الذي استضافته الدوحة أبريل الماضي تحت شعار نحو تواصل حضاري متوازن.. كيف تقيمون هذه المشاركة؟ الحقيقة، بسبب المواعيد لم يتح لي أن أحضر كل جلسات المؤتمر، لكن ما سمعته كان جيدا. كان مؤتمرا كبيرا حضره حوالي 600 شخص، ويطرح موضوعا قديما وجديدا في الوقت ذاته. قديم بمعنى أن موضوع مساجلة المستشرقين بدأت منذ زمن، وأخذت طابعا عالميا مع صدور كتاب إدوارد سعيد عام 1972، ولكن هناك استشراق جديد موجود في مؤسسات أخرى مثل مراكز البحوث واللوبيات والشركات التجارية العملاقة، ويتم إيصال أفكاره من خلال وسائل جديدة، يحمل أحيانا نفس الصور النمطية، ولكن يضيف إليها الصورة، والصورة تضيف الكثير للرسالة النصية، لذلك فإن فاعلية الاستشراق الجديد لا يستهان بها. •مفاهيم الاستشراق - هل نفهم من كلامكم أن مفاهيم الاستشراق تغيرت؟ المفاهيم لم تتغير بصورة أساسية لكن وسائل التعبير عن الاستشراق تنوعت لاسيما من خلال وسائل الاتصال الحديثة، وسبل التواصل أصبحت أوسع بكثير مما كانت عليه قبل أربعين عاما، والاستشراق ليس الوحيد الذي يستفيد من هذه الثورة الرقمية. • الاستشراق السياسي - ما أهمية أن يطرح هذا الموضوع الإشكالي اليوم في مؤتمر دولي تستضيفه دولة قطر؟ موضوع الاستشراق ما زال مفتوحا. ربما لديَّ رأي في هذا الموضوع، ولقد عبرت عنه في المؤتمر. الرأي الغالب أن هناك غربا مستشرقا ونحن مادة بحثهم وبالتالي إما عن سوء نية أو عن جهل هذا الاستشراق يكتب عنا أشياء لا يمكن أن نتقبلها وأعتبرها خاطئة أو مغرضة أو لها طابع السيطرة السياسية التي تختبئ وراء الدراسات الأكاديمية، ولقد عبر كثيرون في هذا المؤتمر كما عبر قبلهم كثيرون عن تأففنا وغضبنا من عدم دقة المستشرقين في عملهم، أو عدم موضوعيتهم في ما ينقلون، أو أحيانا في استعمال معرفتهم بالمنطقة لأهداف سياسية، هذا كلام بات كلاسيكيا عن الاستشراق ولا أجده جديدا. أعتقد أنه علينا أن نسبر أغوار هذه الظاهرة أكثر، ونضعها في السياق التاريخي الذي أنا مقتنع به، وآمل أني أقنعت بعض العاملين في هذا المجال، وأنه في كل مرحلة تاريخية تضعف أو تنهار فيها الأيديولوجيات الكبرى تحل مكانها ظاهرة الثقافوية ونحن في نهاية القرن العشرين خصوصا مع انتهاء الحرب الباردة ومع انفجار ظاهرة العولمة رأينا تماما ذلك. رأينا انهيارا لأيديوليوجيات القرن العشرين، وأعني بذلك الاشتراكية والشيوعية والقومية العنصرية على الطريقة الهتلرية.. عندما تهبط الأيديولوجيات يتغير السؤال الأساسي وهو: ما هو رأيك؟ ولقد شاهدنا في عدد كبير من النزاعات أنه داخل العائلة الواحدة قد تكون الثقافة المشتركة، ولكن في عصر الأيديولوجيات قد تكون الأفكار مختلفة داخل العائلة الواحدة. مثلا عندما انفجرت الثورة الأهلية اليونانية عام 1947 هناك دراسة قيمة جدا تشير إلى أن العائلات انقسمت قد يكون أخ إلى جانب الشيوعيين وأخ آخر إلى جانب الملكيين، وحدث نفس الشيء في الثورة الإسبانية الأهلية وفي أماكن أخرى كثيرة ولاسيما في الصين، إذا الانتماء إلى ثقافة واحدة لا يعني التشارك في نفس الأفكار بالضرورة، بينما الثقافوية أي المبالغة في إعطاء الثقافة دورا في تكوين الوعي السياسي تشير إلى شيء آخر وهو أن السؤال المهم ليس: ما هو رأيك؟ لكن السؤال: ما هو لون بشرتك؟ أو ما هو دينك؟ أو ما هو مذهبك؟ أو ما هو جنسك؟ أو ما هي مهنتك؟ لأن كل هذه العناصر تشكل هويتك وبالتالي أن أسير هذه الهوية وأفكارك ليست مهمة لأن السؤال المهم بالنسبة للثقافويين هو من أنت؟ وليس بماذا تفكر؟ • الفجوة الثقافية - إذن نحن أمام فجوة ثقافية كبيرة مع رحيل زمن الأيديولوجيات؟ نحن دخلنا في عصر الثقافويين التي عبرت عن نفسها في عدة تعابير مثلا فكرة الإمبريالية الثقافية لم تكن موجودة، الاستشراق هو نفسه، والقول بصراع الحضارات أو بتحالفها أو حوارها هو أيضا تعبير ثقافوي لأنه يعتبر أن الحضارات حلت مكان الدول، وأصبحت تتصارع وتتصالح. أنا لا أعتقد أن الحضارات لاعب دولي، بل هي مخزن من القيم والذكريات والأفكار التي نعود إليها لنستقي منها جزءا من هويتنا. لذلك لم أسر في التيار الثقافوي رغم أني وزير الثقافة. أعتقد أن المبالغة في إعطاء الثقافة هذا الدور في تكوين أفكارنا أمر خطير لأنه يقلل من قدرة الفرد على اختيار أفكاره واختيار مواقفه. • الرؤية والأيدولوجيا - مع رحيل زمن الأيديولوجيات ظهر زمن الرؤية (vision).. فهل تجد أن الرؤية أصبحت بديلا للأيديولوجيا؟ الرؤى آتية إجمالا من الفكر الاقتصادي وليس الثقافي، هي البديل للخطة كان يقال الخطة الخمسية أو الخطة العشرية، وكلمة خطة ارتبطت كثيرا بالأنظمة الاشتراكية ومع أفول الاشتراكية ظهرت الرؤية. • العلاقات القطرية اللبنانية - كانت لكم لقاءات مع مسؤولين في دولة قطر في إطار هذه الزيارة.. حدِّثنا عن فحوى هذه اللقاءات؟ كوني وزيرا حاليا عليَّ أن ألتقي بمسؤولين في كل بلد أزوره. ومنذ أن تولت الحكومة اللبنانية الجديدة تسيير دواليب الدولة، انشغلنا بأمور كثيرة قد لا تكون لها علاقة بالثقافة، أحيانا الوزير هو عضو في الحكومة قبل أن يكون مستلما لحقيبة ما، وكان أمامنا عدد من القضايا الكبرى التي بدأنا مواجهتها لاسيما الانهيار المالي والاقتصادي، وموضوع الترتيبات الأمنية التي وافق عليها لبنان في شهر نوفمبر الماضي، لذلك لم أسافر خلال فترة وهذا ما لم يحدث معي سابقا. • الدعم القطري للمؤسسات الثقافية - سبقت زيارتك للدوحة زيارة قامت بها سعادة السيدة لولوة الخاطر للبنان، وقد جمعكم بها لقاء في بيروت.. هل كانت هناك رؤى مشتركة؟ بالتأكيد نحن نسعى لإعادة الثقة بلبنان مستقل وقادر على التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة بما في ذلك مصلحته ومصلحة الطرف الآخر، لذلك رحبت بسعادة الوزيرة لولوة الخاطر في بيروت وشكرتها على المساعدة التي قدمتها قطر في إعادة تأهيل المكتبة الوطنية مرتين، المرة الأولى عندما تسلمناها، والمرة الثانية عندما تدمرت جزئيا جراء انفجار مرفأ بيروت وفي الحالتين قامت قطر بتقديم المساعدة، وشكرت سعادة الوزيرة على ذلك، ودعوتها للتفكير في قضايا أخرى يمكن لقطر أن تساعد فيها في مرحلة إعادة البناء التي نباشرها الآن في لبنان، ولقد وجدتها منفتحة كما وجدت المسؤولين الذين قابلتهم في الدوحة على نفس المستوى من الاستعداد والتفكير في مساعدة لبنان. ‏هناك ترحيب قطري واستماع واهتمام شديدين لعدد من الأفكار التي طرحتها على الإخوة في قطر. • المشاريع المقترحة - هل يمكن أن نعرف ما هي أبرز هذه الأفكار؟ لبنان بحاجة إلى أمور كثيرة. لدينا أماكن أثرية مهمة دمرتها الحرب مؤخرا أعطي مثالا على ذلك سوق النبطية القديم وهناك مناطق بحاجة إلى إعادة ترميم سريعة بسبب حالة التصدع التي أصابت عدداً من الأماكن الأثرية القديمة في مدينة طرابلس وهناك متاحف بدأنا ترميمها قبل الحرب، وتوقفنا في منتصف الطريق بسبب الانهيار المالي الذي أصاب الدولة. هناك عدد كبير من المجالات التي يمكن لبلد شقيق أن يساعدنا على إتمامها.هناك مشاريع كبيرة تحتاج إلى سنوات وهناك مشاريع أصغر قد تحتاج إلى أشهر أو سنوات قليلة. • الدور القطري في لبنان - كيف تنظرون لدور قطر تجاه لبنان؟ نحن أمام عدد من التحديات المهمة والكبيرة والتي يصعب على لبنان أن يواجهها بمفرده. نحن أمام انهيار مالي يجعل خزينتنا ضعيفة، واقتصادنا متأثر عمليا ثلث ما كان عليه قبل الانهيار المالي، وهذا أمر يتطلب عودة السياحة وعودة الاستثمار الخارجي، ويتطلب مساعدات عاجلة قبل البدء بعمليات الاستثمار، ولدينا بسبب الانهيار المالي انزلاق شريحة واسعة من الطبقة الوسطى إلى ما دون خط الفقر، وقطر قادرة على مساعدتنا في هذا المجال. لدينا في المجال الدبلوماسي مناطق ما زالت محتلة من قبل إسرائيل وعمليات تقوم بها إسرائيل بين الحين والآخر رغم وجود القرار 1701 وترتيبات نوفمبر الماضي ونحن بحاجة إلى دعم دبلوماسي في القواسم الكبرى كما في المنظمات الدولية من قبل الدول الشقيقة وقطر يمكن أن تساعدنا اقتصاديا وتنمويا واستثماريا، ويمكن لها أن تساعد سياسيا ودبلوماسيا ونحن نتوقع ذلك من الدول الشقيقة وبالذات من قطر. •قطر تدعم فلسطين بكل طاقتها - كيف تنظرون لدور قطر فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وموقفها الثابت تجاه هذه القضية المحورية؟ هو دور إيجابي بمعنى أن قطر سعت قدر وسعها كما سعت دول أخرى للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وبوقف الانتهاكات اليومية في الضفة لكن موضوع الصراع الإسرائيلي الفلسطيني موضوع كبير جدا، ومن سوء طالعنا ومن سوء طالع الفلسطينيين أننا أمام حكومة إسرائيلية صعبة المراس، حكومة يمينية متطرفة تضم عددا من الوزراء الذين يجاهرون بالرغبة في ضم الضفة وغزة وفي تهجير السكان الأصليين من البلاد ولذلك هناك تحد كبير أمام من يريد أن يتوسط لأن هذه التركيبة صعبة في التعامل معها. أعتقد أن قطر لم تترك وسيلة لمحاولة تطويق هذه الظاهرة المرعبة في تطرفها قدر الإمكان أو التوصل إلى اتفاقات جزئية لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرار وتوصيل المساعدات. لقد طرقت قطر كل هذه الأبواب وأعتقد أنها فعلت ما استطاعت لكن الواقعية تفرض علينا أن نعترف بأن القضية صعبة وأن إمكانيات التوصل إلى اتفاقيات ثابتة فيما يخص هذا النزاع لا تبدو لي ناضجة. • عجز المجتمع الدولي - هذا يقودنا إلى الحديث عن العجز الذي أصاب المجتمع الدولي خصوصا وأنتم لديكم تجربة عريقة مع المنظمة الأممية... ألا تعتقدون أن دور قطر جاء ليغطي جزءا من العجز الدولي، على الأقل أن يكون هناك مبعوث أممي لحل الأزمة؟ هناك مبعوث أممي لكن لا تسمع عنه ولا تعرف اسمه. يجب أن تخرج من المنطقة وتنظر إلى النظام العالمي بأسره. النظام العالمي في حالة شلل، وقد تكون حرب أوكرانيا أحد أسباب هذا الشلل الكبرى وربما أكبر من قضية الشرق الأوسط لأنها وضعت القوى الكبرى في مواجهة بعضها، وقد يكون اعتبار أمريكا أن الصين هي خصمها الأول في الساحة الدولية عنصر آخر يعطل عمل المنظمات الدولية، لذلك لديك مجلس أمن دولي مشلول عمليا بسبب الصراعات بين الدول الكبرى. ولديك منظمات دولية أضعف. مثلا منظمة الصحة العالمية قرر ترامب الخروج منها وهي منظمة كلنا بحاجة لها، وهناك خطر أن تخرج الولايات المتحدة الأمريكية من اليونسكو، وأمريكا لا تعترف بالمحكمة الجنائية الدولية، وإدارة ترامب فرضت مؤخرا عقوبات على العاملين في المحكمة الجنائية الدولية. أنا أعطيتك بعض الأمثلة لكن يمكن أن أستمر ساعة كاملة وأنا أقدم لك الأمثلة التي تشير إلى أشكال العطب الذي أصاب المنظمات الدولية. • الدول الصغرى تدفع الثمن - كيف السبيل للخروج من هذا المأزق الدولي؟ هذا الخروج لا يمكن أن يتم إلا من خلال علاقات مختلفة بين الدول الكبرى. مع احترامي للدول الأخرى لكن إذا بقيت العلاقة على ما هي عليه من انعدام الثقة، ومن التصادم، ومن الاختلاف المتكرر داخل مجلس الأمن وداخل المنظمات الأخرى بين الدول الكبرى فنحن ندفع الثمن أقصد الدول الصغرى ستدفع الثمن، ثم أعطيك مثلا آخر على ترهل النظام الدولي. الموضوع لا يخص فقط الأمم المتحدة، فمثلا المساعدات الخارجية بسبب حرب أوكرانيا نحن رأينا أن عددا كبيرا من الدول العربية التي كانت تقدم مساعدات لأفريقيا وغيرها من الدول قد خفضت بصورة دراماتيكية من ميزانية العمل الخارجي وأزاحته بصناعتها العسكرية بسبب ما تعتبره خطرا عليها. مثلا بريطانيا خفضت مساعدتها الخارجية هذا العام بنسبة 40 %، وفرنسا خفضتها بنسبة 37 % وكل الدول الأوروبية خفضت مساعدتها باستثناء دولة واحدة هي النرويج التي أبقت عليها. ماذا يعني ذلك؟ يعني أن محاربة الملاريا في أفريقيا، ومحاربة الإيدز، والجوع، والفقر في حالة خطرة. هناك منظمات مثل منظمة الغذاء الدولية أو برنامج الأغذية العالمي يحتاج إلى حوالي ثلاثة أضعاف ما تقدمه له الدول لأنها خفضت إسهاماتها في المنظمات الإنسانية. نحن في حالة صعبة للغاية على مستوى النظام الدولي. هي عملية عطل في التواصل والتفاعل والتفاعل بين الدول الكبرى ينسحب على الدول الأصغر كما ينسحب على المنظمات الدولية لكن العطب في علاقات زعماء الدول الكبرى. • أزمة ازدواجية المعايير شهدنا أزمة ازدواجية المعايير في التعامل مع الحرب على غزة... هل تعتقد أننا أمام أزمة مجتمع دولي في معايير التعامل مع النزاعات؟ ما قبل غزة غير ما بعد غزة، ففي هذه الحرب سمح لإسرائيل ما لم يسمح لأحد غيرها فهي تقتل، تدمر، تهجر، تشرد الناس، تستبيح كل شيء. وهذا لا نسميه ازدواج المعايير، هذا انعدام المعايير. نحن نشهد إزالة المعايير التي كانت سائدة في العالم لعقود، لا بل لقرون، وبذلك وضعت القوانين الدولية والأعراف الدولية في الثلاجة. ولكن توخيا للدقة نقول إننا لم نجد من الدول العربية والشعوب الشقيقة للشعب الفلسطيني ما كان يمكن أن نتوقعه من تضامن لكي نعوض هذا التساهل الغربي مع إسرائيل. ربما التساهل الغربي مع إسرائيل ليس جديدا لكن في السابق كنا نرى تضامنا عربيا وإسلاميا يعوض بعض الشيء هذا التساهل الغربي. وهذا مؤسف أننا لم نلمس هذا التضامن خلال الحرب المستمرة على غزة. • التضامن الغربي مع فلسطين - على الرغم من القصور العربي لكننا وجدنا تضامنا واسعا من الشعوب والطلبة في أمريكا وأوروبا.. فما رأيك بتأثير هذا التضامن؟ أنا عشت مدة طويلة من حياتي في الغرب أكثر من نصف عمري. وأنا فرح أن أرى بعض تلامذتتي في باريس ونيويورك يتظاهرون في الشوارع والجامعات ويقمعون ويطردون. ولكن هذا لا يكفي لنصرة فلسطين وغزة ولكنه مؤشر مهم على أن الضمير العالمي لم يمت خصوصا لدى فئة الشباب. وهذا الأمر على أهميته لم يشكل الضغط المطلوب على الحكومات الغربية لتغيير سياساتها. نحن نفرح بهذا التضامن الإنساني اللاديني وعرقي وطائفي. ونذكر أن الدولة الوحيدة التي وقفت بوجه إسرائيل هي جنوب أفريقيا التي لم تحركها وحدة البشرة ولا وحدة الدين ولا وحدة القومية. حركها فقط مشاعر رد الجميل للفلسطينيين من قبل شعب نيلسون مانديلا. وهذا يعني أنه ما زال في العالم ضمير حي يتحرك ويتفاعل ويعبر لكنه لم يتحول إلى قوة ضغط تؤثر في القرارات. • غياب المثقفين النخب العربية - في ظل هذا الواقع لابد من السؤال عن غياب النخب العربية والمثقفين العرب عن المشهد السياسي؟ كلمة المثقف فكرة جديدة وليست قديمة جاءت مع القرن العشرين لاسيما في أوروبا مع عصر الانوار جاء من يقول من له قدر من العلم والمعرفة أن لا يكتفي بكتابة الشعر والقصص ولكن أن يعبر عن رأيه في السياسة والنموذج الكبير الذي يعطى هو نموذج اميل ذولا الذي كان يكتب روايات ثم كتب كتابه الشهير وبدأت فكرة المثقف تنتشر وانتشرت في بلداننا أيضا ويمكن أن تعتبرني مثقفا ولكن شتان بين ما يسميه غرامشي المثقف العضوي الذي حاز بعض علم وبعض معرفة المثقف العضوي هاجسه الأول الالتصاق بالفئات الأكثر ضعفا أو تهميشا بينما رأينا أن جزءا من المثقفين كان هاجسهم التمايز عن عموم الناس. ولذلك فإن تحديد فكرة المثقف أصابها نوع من العطب لأن المثقف العضوي أصبح أقلية بينما أصبح لكل الناس رأي في كل شيء. وبذلك جاءت ثورة الاتصالات لتلغي الدور الذي كان يعتبر مميزا للمثقف لأن كل شخص بات يقول رأيه في كل شيء. ولم يعد لشريحة المثقفين تلك الميزة التي كانت موجودة قبل ثورة الاتصالات. • الهجرة ليست سبباً للغياب - لماذا لم يحافظ المثقفون العرب على هذا الدور؟ هل لأنهم هاجروا خارج أوطانهم ونأوا بأنفسهم عن المشهد والقضية العربية؟ ربما نعكس السؤال ونتساءل لماذا من بقي من المثقفين ولم يهاجر نأوا بأنفسهم؟ أما بالنسبة للذين هاجروا فلديهم أسباب موضوعية، على سبيل المثال أمين معلوف ومعه مليون ونصف المليون لبناني هاجروا بسبب الحرب الأهلية ولم يكن أمين معلوف آنذاك روائيا، كان صحفيا. ولذلك فإن الهجرة بحد ذاتها ليست سببا للنأي بالنفس لأن هناك كثيراً من المثقفين ما زالوا في أوطانهم لكننا لم نسمع صوتهم. بينما يمكنني أن أعطي أمثلة بالعشرات عن مثقفين هاجروا وازداد تعلقهم بقضايا أوطانهم، وأبدأ بإدوارد سعيد ومحمود درويش وغيرهما. أنا لا أعتقد أن البقاء في البلد هو معيار أساسي للالتزام بالقضايا الوطنية. لا، بل إن الهجرة قد تزيد من التعلق بالبلد والالتزام الوطني والقومي، فالهجرة ليست هجرة بالضرورة عن قضايا الوطن. • المدخل الإلزامي للعمل السياسي - في مرحلة السبعينيات والثمانينيات كانت الثقافة معبرا إلزاميا للعمل السياسي لكن الزمن تحول وأصبحنا نرى أن الميديا الحديثة أو السوشيال ميديا أصبحت معبرا رئيسيا للعمل السياسي؟ لقد غيَّرت ثورة الاتصالات والثورة داخل الثورة، أقصد الذكاء الاصطناعي، غيرت الكثير من الأمور. وقبل أسابيع أطلقت أسبوع المطالعة في لبنان فجاءني من يسأل عما إذا أجرينا استطلاعا حول نسبة الذين يطالعون ويقرأون في هذا الزمن. في حقيقة الأمر أكاد لا أجرؤ على إجراء هذا الاستفتاء لأني أعرف النتيجة مسبقا. أعتقد أن الكتاب بالذات هو منتج مهدد. وعلى الرغم من استمرار معارض الكتب وازدهارها لكني قلق من كثرة الإنتاج حيث أصبح كل شيء قابلا للطباعة والنشر بدون مراعاة للمعايير الفكرية للمحتوى. وأصبحنا أمام إنتاج غزير متدني المحتوى مع تدني نسبة المطالعة لدى جيل الشباب. وعلى سبيل المثال لديَّ تحدٍّ دائم لإقناع أحفادي بالقراءة ولو لمدة ربع ساعة في اليوم. بينما أبناء جيلي والأجيال السابقة كنا نلتهم الكتب التهاما من عمر السابعة. ثورة الاتصالات حولت الهاتف والجهاز اللوحي إلى مغناطيس فيه الإبهار البصري والسمعي وتمكنت من جذب الجميع في مختلف الأعمار. حتى أصبحت أفضل المطالعة السمعية على التصفح المباشر فأنا مشترك في إحدى المجلات العالمية منذ خمسين عاما لكن في السنوات الأخيرة أصبحت أسمعها ولا أقرأها. • تراجع الثقافة والفنون - يبدو أن التراجع لم يتوقف عند مطالعة الكتب بل وجدنا أن كل الأدوات الثقافية تراجعت الفنون والمسرح والنقد... فهل تخشى من هذا التراجع؟ أظن أن الذين هم أبناء جيلي يظنون أن أيامنا كانت أفضل. أنا لا أظن ذلك وأعطي مثالا عندما تركت الوزارة في الفترة السابقة قبل سنوات قررت الابتعاد عن السياسة والاهتمام بالثقافة لكني وجدت أن كل الأدوات الفنية والثقافية بحاجة إلى دعم وقررت مع مجموعة من الأصدقاء تأسيس صندوق خاص لدعم الفنون وأطلقناه عام 2007 وعملنا جاهدين وحصلنا على دعم جيد مما مكننا من حوالي 80 منحة للشباب المبدعين ويسعدني أنني لمست إنجازا باهرا لبعضهم حيث فازوا بجوائز عالمية في الأفلام الوثائقية وهناك سينمائيون أيضا حصلوا على جوائز من مهرجان كان وهناك آخرون حصلوا على جوائز في مهرجان أمستردام. وهذا دليل على أن الأرض ما زالت صالحة لإنبات المبدعين متى توفرت لهم البيئة المناسبة. في لبنان تعلمت شيئاً وهو لو نظرنا إلى واقع المجال الثقافي مقارنة مع المجالات الأخرى مثل المصارف والصناعة والزراعة وغيرها لوجدنا أن الثقافة بوضع أفضل. لأن الثقافة لا تتكل على الدولة وعلى سبيل المثال فيروز لم تصدر بمرسوم جمهوري أو حكومي والأخوان رحباني لم يعينا من قبل الدولة وكذلك وديع الصافي بوصفه ظاهرة فنية. وأيضا المهرجانات الفنية الكبرى والتاريخية في لبنان لم تأت بمراسيم حكومية إنما كانت مبادرات فردية أو من المجتمع المدني. بينما هناك قطاعات واسعة في لبنان انهارت مع الدولة بينما الثقافة لم تنْهَر ربما ينقصنا الكثير نحن بحاجة إلى أوبرا، بحاجة إلى ترميم المسرح الكبير في لبنان لا يوجد مسرح وطني ولا يوجد دار نشر للدولة. وأجزم أن الثقافة لو كانت مرتبطة مباشرة بالدولة لانهارت معها. ولذلك أعتقد أن التجربة اللبنانية تشكل أمثولة قد يستفاد منها. • القواسم المشتركة بين الناس - أود التطرق إلى نقطة تتعلق بالبرامج والمبادرات التي تهدف إلى خلق بيئة ثقافية تستوعب الناس وتجمعهم على القواسم المشتركة... فهل لديكم مثل هذه المبادرات؟ من المؤكد أننا بحاجة إلى مبادرات لأنني أؤمن بدور الثقافة بجمع الناس على المشترك من القيم الإنسانية، هناك بلدان كثيرة بحاجة إلى إعادة بناء الهوية الوطنية عبر الساحة الثقافية مثل لبنان وسوريا والعراق والسودان وغيرها لأن الحروب والنزاعات مزقت الهوية الوطنية وبالتالي يجب إعادة بنائها. - لماذا لا يكون هناك مبادرات ثقافية تجمع النخب والمثقفين من مختلف الأحزاب للتحاور ومناقشة القضايا المطروحة؟ أول قرار اتخذته بعد تسلُّمِي الوزارة بتحويل المكتبة الوطنية في بيروت إلى مركز ثقافي يحتضن جلسات حوارية مفتوحة بين المثقفين. لكن لا يمكننا المبالغة بدور الثقافة، فالثقافة وحدها لا تصنع حلا للمشاكل والأزمات السياسية والاقتصادية وعلى سبيل المثال المشكلة بين المصارف والمودعين هذه لا تحل بحوار ثقافي بل بتشريع يصدر عن مجلس النواب ويأخذ بعين الاعتبار حقوق المودعين وتوزيع الخسائر بطريقة عادلة. لكن الثقافة تصنع حلا لبناء الأفكار المشتركة والقيم المشتركة بما يحول دون انزلاق الناس إلى التطرف. - من خلال خبرتك في العمل الدبلوماسي لحل الأزمات ألا تعتقد أن بوصلة الأولويات في لبنان تخضع لأجندة كل طرف؟ ربما تكون هذه هي المرة الأولى التي تمتلك فيها الحكومة أولويات واضحة وهي ثلاثة أولها تطبيق القرار الدولي 1701 على كامل الأراضي اللبنانية وهذا يقتضي عملا يوميا مع الأشقاء والأصدقاء وثانيها الخروج بقطاع مصرفي متعافٍ أما الأولوية الثالثة فهي إعادة الإعمار لأن الحرب على لبنان أحدثت دمارا واسعا يتطلب ما يقارب 14 مليار دولار لإعادة الإعمار. هذه هي أولويات، أما ما يطرح عبر السوشيال ميديا فهو للاستهلاك السياسي. ورغم اعتذاري عن عدم المشاركة في كثير من الحكومات السابقة فقد وافقت على انضمامي لهذه الحكومة بسبب وضوح الأولويات. • اهتمام الشيخة المياسة - هل هذه الأفكار تمت مناقشتها مع سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني، رئيس مجلس أمناء متاحف قطر، خلال لقائكم بها في الدوحة؟ ‏ صحيح، لقد عقدنا اجتماعا مطولا مع سعادة الشيخة المياسة بحضور سعادة مريم بنت علي بن ناصر المسند، وزيرة الدولة للتعاون الدولي، وسعادة السيدة لولوة بنت راشد بن محمد الخاطر وزيرة التربية والتعليم والتعليم العالي، وكان نقاشا واسعا، ووجدت من قبل سعادة الشيخة المياسة والوزيرات الموجودات اهتماما حقيقيا بمعرفة ما لدينا من مشاكل وما يمكن لقطر أن تساعد في حلها. • مخاطر الحروب والنزاعات - هل معنى ذلك أن الأفق محدود؟ الرئيس الأمريكي ترامب يقول إنه يريد بناء علاقات طيبة مع روسيا، وأن التعريفات الجمركية الهائلة التي فرضها على المنتجات الصينية مستعد لإعادة النظر فيها لكننا لم نرَ شيئا. في هذا الوقت هناك مخاطر حروب ونزاعات لا تتوقف بل تزداد بسبب تعطل النظام الدولي، هناك خطر حرب إسرائيلية ضد إيران، وهناك حرب جارية حاليا بين رواندا والكونجو. أنا أعطيك أمثلة أنه عندما يتعطل قلب النظام الدولي وهو مجلس الأمن الدولي ونادي الدول الكبرى فإن تداعياته تراها في كل مكان حتى في قرية كونجولية نائية.

942

| 04 مايو 2025

عربي ودولي alsharq
جراح أميركي يروي شهادات مروعة من غزة: مشاهد لا يصورها حتى أفلام الرعب

في مقابلة مؤثرة مع شبكة CNN، كشف الجراح الأميركي من أصل عربي، الدكتور سامر العطار، عن مشاهد صادمة عايشها خلال عمله في مستشفيات قطاع غزة، واصفًا الوضع هناك بـالكارثي في ظل الحصار والقصف المستمر. وقال العطار خلال حواره مع الإعلامية كريستيان أمانبور إن زيارته الأخيرة إلى غزة هي السادسة، لكنها كانت الأسوأ على الإطلاق، مضيفًا: في ليلتي الأولى، استقبلت غرفة الطوارئ نحو 200 مصاب، وكان الأطفال ملقين على الأرض بإصابات مروعة لا تُحتمل، كأن تراهم يلفظون أنفاسهم الأخيرة أمام ذويهم. وروى الطبيب حادثة مروعة لأب فلسطيني جاء إلى المستشفى يحمل بقايا ابنته في حقيبة إسعافات أولية بعد أن استخرجها من تحت الأنقاض. وقال العطار: كان الرجل في حالة صدمة كاملة، حمل رأسها وقطعًا من جسدها في كيس خيش وسألنا فقط عن الطريق إلى المشرحة. وأضاف الجراح: ما رأيته هناك لا يمكن لفيلم رعب أن يجسده. ما هو مرعب أكثر هو أن السكان باتوا يعتبرون هذه المشاهد يومية وعادية. كما تحدث العطار عن الأوضاع المعيشية في القطاع، مشيرًا إلى أن مئات الآلاف من السكان باتوا مشردين بسبب التهجير والقصف، مضيفًا أن معظمهم ينتقلون من مكان إلى آخر، ويعيشون في خيام أو بين أنقاض منازلهم المدمرة، وسط نقص حاد في المياه والطعام والرعاية الطبية. وأشار إلى أن المستشفيات، رغم أنها تبدو وكأنها واحات وسط الصحراء، إلا أنها تعاني من نقص شديد في الإمدادات الطبية وتعمل بالكاد على المولدات الكهربائية.

294

| 02 مايو 2025

عربي ودولي alsharq
بمشروع مخيمات الإيواء في غزة.. لايف للإغاثة والتنمية تحصد جائزة دبي الإنسانية للشراكة الأكثر تأثيراً في العالم

أكدت تقارير الأمم المتحدة الصادرة الشهر الماضي أنه ما يزيد عن 120,000 شخص ما زالوا يعيشون في المناطق التي صدرت بها أوامر إخلاء مؤخراً في غزة، إلى جانب 27,000 شخص يتكدسون في نحو أربعين موقعاً للنزوح! وقد كثف فريق لايف للإغاثة والتنمية Life For Relief And Development في غزة جهوده وإمكانياته خلال 17 شهراً من الأزمة الأخيرة لدعم النازحين وذلك رغم المعوقات والمخاطر الأمنية التي كانت تواجههم، ولهذا وخلال مؤتمر دبي الدولي للإغاثة والتطوير، مُنِحَت جائزة دبي الإنسانية لمؤسسة لايف للشراكة الأكثر تأثيراً لإنجازاتها الملموسة على الأرض في قلب غزة لإيواء النازحين. تعبئة السلال الغذائية المتواصلة في غزة العمل الإغاثي المتواصل.. رغم المخاطر والتحديات وصرح مدير مكتب لايف لفلسطين والأردن د.عبد الوهاب علاونة أنهم يعملون بشكل وثيق مع الشركاء المحليين حيث ينسقون جهودهم مع مجموعات الطوارئ والمتطوعين الذين وفروا الوصول إلى المناطق النائية. وخلال عام ونصف من الحرب عمل فريق لايف في قلب غزة على: - توفير الطحين لـ 359,000 مستفيد - توفير السلال الغذائية متكاملة العناصر لـ 278,365 من النازحين الأكثر استحقاقا ومعاناةً. - توفير 12,325,000 لتر من مياه الشرب للنازحين. - إعادة تشغيل آبار المياه تخدم 200,000 - مستلزمات العناية الشخصية ومواد النظافة والتعقيم لـ 60,410 - توفير الوجبات الساخنة لـ 42,933 - توفير الخضراوات الطازجة لـ 38,500 - توفير الخيام ومنها العازلة للماء والرطوبة والمضادة للاحتراق PVC لـ 29,000 - لحوم عيد الأضحى لـ 50,000 - توفير طعام الأطفال المدعم بالفيتامينات لـ 8,820 - زجاجات المياه لـ 7,200 - توفير مولد الطاقة لآبار المياه لـ 6,000 - سلال الطعام الجاهز للأكل والمعلبات لـ 4,774 - ألواح الطاقة الشمسية لـ 4,774 - مستلزمات الشتاء والملابس لـ 4,025 - توفير عازل للماء لخيام النازحين القماشية لـ 3,000 - طرود الكرامة ومستلزمات النساء لـ 3,000 - أفران الطين لـ 3,500 - توفير الخبز الطازج لـ 3,000 - خيام لايف التعليمية لـ 2,633 - مستلزمات العناية بالرضع وحديثي الولادة لـ 2,000 - البطانيات الشتوية لـ 2,600 - إرسال 15 شاحنات طبية - ألعاب الدعم النفسي للأطفال لـ 400 - حفلات الأيتام لـ 1,200 حفلات الأيتام العائلية...رفاهية مستحقة! وفي شهر رمضان المبارك عمل فريق لايف على سد احتياجات ما يقارب 14,500 نازح - 60% منهم من الأطفال والأيتام – خاصة في شمال القطاع والذي يعاني من أخطار المجاعة، حيث وفرت السلال الغذائية المتكاملة لـ 2,883 عائلة تكفيهم لعدة شهور، كما وزعت الوجبات الساخنة لـ 2,090 عائلة في المخيمات ومراكز الإيواء التي يعاني ذويها صعوبة الحصول على الطعام بسبب التحديات الاقتصادية واللوجستية. وفي مدينة غزة ودعماً للترابط والتضامن الاجتماعي وبث روح الأمل قام فريق لايف ومن فوق الأنقاض بعمل صرح مزين لحفلات الإفطار الجماعي الذي تم بـ 3,125 وجبة إفطار متكاملة العناصر الغذائية، وقد كانت الأولوية للنساء والارامل والأطفال والأيتام وكبار السن الذين غالباً ما يواجهون الجوع والعزلة الاجتماعية. وتعمل لايف على إقامة حفلات الدعم النفسي للأيتام حول العالم، وكان لأطفال غزة خصوصية أكبر لإعطاء شعور بالانتماء والأمل والسعادة للأطفال الذين تأثروا بالنزوح والفقد، وبعضاً من روح أجواء العيد، والهروب المؤقت من قسود الأوضاع تحت الحرب من خلال الأنشطة الترفيهية وبرامج للدعم النفسي، إلى جانب تقديم الهدايا والملابس الجديدة والأدوات التعليمية، والمساعدات الغذائية والكفالة النقدية التي تعينهم على مواجهة الحياة كما أكد المتخصصون. لايف غزة تدعم الأكثر احتياجاً في المخيمات النائية رمضان غزة .. روح الأمل من بين ثنايا الخوف والفقد وقد عبّرت مريم – إحدى المستفيدين من خدمات لايف - عن امتنانها العميق للمتضامنين معهم قائلةً: لم أعد مضطرة للقلق بشأن مصدر وجبتنا التالية، وأطفالي أصبحت معنوياتهم مرتفعة لإحساسهم بتوافر الطعام. كما ساعدت محتويات الطرود الغذائية الأيتام وكبار السن على إعداد طعامهم حيث يقول أبو محمد والذي يتخطى الـ 65 عاماً: فقدت أولادي دفعة واحدة، وهذا الدعم جعلني لا أحتاج لأحد لأسابيع كثيرة قادمة لأرعى أحفادي الصغار، فالطعام جاهز للأكل لا يحتاج لإعداد مسبق، وأرز الأطفال مدعم بالفيتامينات، وشعروا بالسعادة مع الخضراوات الطازجة، فهكذا أستطيع الاعتماد على نفسي، مما خفف عني العبء النفسي لشعور أحفادي بأنهم ليسوا منسيين، وحد أيضاً من الضغوط التي تصاحب الخروج للبحث عن طعام في ظل الظروف الأمنية القاسية. لايف عقدان من الزمن في فلسطين ومن الجدير بالذكر أن لايف تعمل في فلسطين منذ 21 عاماً من خلال مكتبها في غزة، والآخر في الضفة الغربية، ووفقاً للتقارير الصادرة للعام 2025 فقد حصدت مؤسسة لايف للإغاثة والتنمية Life For Relief and Development المركز الثالث كأفضل مؤسسة إغاثية عالمية تتميز بسرعة الاستجابة الإنسانية الطارئة، والمركز الخامس لأفضل مؤسسة تعمل في فلسطين، والمركز الخامس لأفضل مؤسسة تعمل على مكافحة الفقر حول العالم. لايف تأسست منذ أكثر من 32 عاماً في الولايات المتحدة الأميركية، وتتمتع بمركز استشاري لدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة، وقد نالت هذه المراكز لأنها تتميز بالتأهب الدائم لمواجهة الكوارث والطوارئ العالمية، بالإضافة إلى التوسع والانتشار على مدار السنوات السابقة في أكثر من 60 دولة بمشاريع تنفيذية شاملة، من خلال 14 مكتب لها حول العالم، حيث وزعت خلال هذه السنوات أكثر من 624 مليون دولار من المساعدات الإنسانية، مما أهلها أيضاً للحصول على تصنيف 96% من قِبَل هيئة التحكيم Charity Navigator، وأوصت بها USAID الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية. لمعرفة المزيد: https://linktr.ee/LIFEUSA

442

| 01 مايو 2025

عربي ودولي alsharq
500 منظمة في بريطانيا تسلم ستارمر 4 مطالب بشأن غزة

وقعت أكثر من 500 منظمة وشخصيات إسلامية عامة في المجتمع البريطاني على وثيقة رسمية موجهة إلى رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر يطالبون فيها بالاعتراف بالدولة الفلسطينية ووقف كافة الدعم العسكري لإسرائيل، وقام المجلس الإسلامي البريطاني بتسليم الوثيقة إلى مكتب رئيس الوزراء في مقر الحكومة البريطانية. وتضمنت الوثيقة أربعة مطالب رئيسية شملت إدخال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى قطاع غزة، ووقف جميع صادرات الأسلحة والدعم العسكري لإسرائيل على الفور، والمطالبة بإنهاء عمليات الإبادة الجماعية للفلسطينيين واعادة الرهائن والسجناء، إلى جانب المطلب الرابع وهو الاعتراف بدولة فلسطين كدولة ذات سيادة ومستقلة. وذكر الموقعون بأنه لا يمكن لهم أن يتم القبول بضمير مرتاح تورط بريطانيا في حرب الإبادة الجماعية التي تقوم بها إسرائيل بحق الفلسطينيين في غزة، ولا التورط في تقديم كلمات إدانة جوفاء حول ما يحدث في غزة طوال أكثر من 18 شهرا، حيث لم نجد سوى القليل من الدعم من الحكومة لاتخاذ خطوات عملية لمنع هذه الإبادة. وأشار الموقعون على الوثيقة إلى أن الحكومة البريطانية اكتفت بالتصريحات الغامضة بل استمرت توريدات أجزاء من الأسلحة إلى اسرائيل، كما استمرت رحلات المراقبة الجوية المساعدة لإسرائيل طوال الحرب، كما تم أيضا السماح للمواطنين بالانضمام للجيش الاسرائيلي، مضيفين أن الأوكرانيين تم الترحيب بهم في الأراضي البريطانية واعتماد برنامج للم شمل الأسر الأوكرانية، في الوقت الذي منعت الأسر الفلسطينية استخدام نفس البرنامج للم شمل الأسر الفلسطينية الهاربة من حرب غزة، وأشار الموقعون على الوثيقة إلى أن الصراعين الفلسطيني والاوكراني لهما خصائصهما الفريدة، لذلك ليس الفلسطينيون الذين يقتلون أقل انسانية ولا أقل استحقاقا لحق تقرير المصير والسلامة والأمن في بلادهم من الأوكرانيين، فهم على قدم المساواة معا. وأكد الأمين العام للمجلس الإسلامي البريطاني واجد أخطر في تصريحات للصحفيين على أن الجالية الإسلامية البريطانية تدعو ببساطة إلى سياسة خارجية عادلة وانسانية وعلى نفس المسافة من قضية فلسطين وأوكرانيا، مضيفا «نمر بلحظة فارقة مع تصاعد الأحداث في غزة مع إزهاق المزيد من الأرواح الأبرياء يوميا، وتدعو الجالية المسلمة ومعظم الجاليات الأخرى في جميع أنحاء المملكة المتحدة رئيس الوزراء البريطاني والحكومة البريطانية الى التحرك فورا لوقف هذه الإبادة الجماعية والتحلي بالقيادة الأخلاقية تجاه ما يحدث في غزة». وقال إنه يتوجب على بريطانيا أن تقود الجهود لإنهاء الصراع والاعتراف بالدولة الفلسطينية، وأنه سيكون من الخطأ أن تفوت بريطانيا هذه الفرصة لتكون في الجانب الصحيح من التاريخ وتحل القضية الفلسطينية.

416

| 01 مايو 2025

عربي ودولي alsharq
غزة تحفر بأظافرها لانتشال الضحايا من تحت الأنقاض

ما زالت أمواج الحرب في قطاع غزة تهدر عالياً، ولا مؤشر على نهايتها، حيث يواصل الاحتلال سياسته في قتل كل ما يؤشر إلى الحياة، ويشدد في حصاره على من تبقى من الأحياء. ولم تحسم أمور الهدنة الثانية بعد، فتبدو غزة كمنطقة هالكة، تغوص في أتون حرب مدمرة، آخر تداعياتها، إعطاب الجرافات وآليات رفع الركام، التي تعد ذراع غزة في البحث عن الضحايا والمفقودين، ما أضاف كابوساً جديداً، ليست غزة في وارد التفكير فيه، إذ باتت تحفر يائسة بأظافرها، لإنقاذ العالقين تحت الأنقاض، وقد أضافت إلى ذاكرتها المثقلة بالدم والدمار حملاً جديدا. وفي غمرة موجات القصف المتلاحقة، والتي لا تتوقف، لم يعد الوصول إلى جثامين الشهداء أمراً سهلاً، فأكوام الركام إلى ارتفاع، وفي الأحياء المدمرة حيث لا معدات ولا آليات، يستدل المتطوعون على وجود ضحايا تحت الردم، من خلال رائحة الجثث بعد أن تتعفن مع مرور الوقت. يروي المواطن عبد العال زعرب من رفح، أنه وثلة من رفاقه المتطوعين، يسيرون في الشوارع والأحياء المدمرة، ويواصلون البحث عن الضحايا، من خلال تتبع الروائح، مبيناً أن التعرف على أصحابها صعب للغاية. وبيّن زعرب أن ارتفاع درجة الحرارة، أخذ يسرّع من عملية تحلل الجثث العالقة تحت الأنقاض، لكن هذا «أرشدنا إلى أماكنها» لافتاً إلى صعوبة الوصول إلى الجثث وانتشالها، نتيجة للنقص الحاد في الآليات والمعدات اللازمة، وضيق المساحات نتيجة لحطام المنازل، الآخذ في التمدد طولاً وعرضاً. والأكثر تردياً في أوضاع الغزيين في الحرب، انهيار المنظومة الإغاثية، وغياب أي وسيلة تعينهم على انتشال الضحايا، ليصبح مردودهم الوحيد التنقيب من خلال تعفن الجثث، والحفر بالأيدي والأدوات البسيطة، هذا إن توفرت، وفق قولهم. ولعل المفردات المعاشة بشكل يومي في غزة، بين المناشدات المستمرة والبلاغات المتوالية عن وجود جثث تحت الأنقاض، كفيلة بأن توضح حجم المعاناة التي يعيشها الأهالي، وتصف الأوضاع المزرية التي يعيشها الغزيون.

346

| 01 مايو 2025

عربي ودولي alsharq
غزة.. 6 أشقاء خرجوا لتوزيع الأرز فعادوا شهداء

خطى متسارعة، ومشاعر مختلطة، وكلمات مبعثرة، مع اقترابه من مستشفى شهداء الأقصى، هكذا تعرف المواطن إبراهيم أبو مهادي على أبنائه الستة، الذين استشهدوا دفعة واحدة، جراء استهدافهم بغارة إسرائيلية في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، في خضم القصف الهمجي المجنون الذي عاد يشعل ليل غزة. كان وقع الخبر على الأب كالصاعقة، إذ لم يصدّق في بادئ الأمر، أن أولاده الستة: محمود، محمـد، أحمد، مصطفى، زكي، وعبد الله، الذين كانوا استقلوا سيارتهم للتو، قاصدين خيام النازحين في دير البلح، لتوزيع الأرز وما تيسر من المواد الغذائية عليهم، استهدفتهم غارة غادرة، ما أدى إلى تدمير المركبة، وتحويل جثامينهم إلى أشلاء. أبو مهادي، بدا متماسكاً محتسباً، كأنما يتوضأ بالصبر، لدرجة أنك تستعين بصلابته وأنت تلقي أسئلتك عليه، ويقول إن مصابه كان كبيراً وحزنه عميقاً، لكنه يحتسب أبناءه الستة شهداء عند ربهم يرزقون، لافتاً إلى أنه ودّعهم بكل الفخر، معتبراً أنهم كانوا يسبقونه إلى إغاثة النازحين، وسبقوه إلى الجنة. ويضيف: «لا أدري كيف تمالكت نفسي قبل أن أودعهم التراب، وأمّيت عليهم صلاة الجنازة، وسرت في موكب تشييعهم ولم أذرف دمعة واحدة، رغم الحزن الشديد الذي كان يعتمل قلبي.. الحمد لله الذي اختارهم إلى جواره، ونحن أفضل حالاً من غيرنا، فهناك عائلات أبيدت بالكامل، والصدمة لم تفجعني وحدي، بل فجعت كل أهالي دير البلح وقطاع غزة، ومساندة الناس لي ومواساتي في مصابي الجلل، خففت عني مصيبتي». أما والدة الشهداء الستة، فبدت صلبة وقوية عند علمها برحيلهم، وراحت تنعاهم بما يليق بالشهداء وتضحياتهم، وبعبارات أسالت دموع المعزيات المحيطات بها، رغم دخولها في غيبوبة لبعض الوقت، وبكائها بحزن شديد، كلما شاهدت صورتهم الأخيرة، التي كانوا قد التقطوها مع والدهم، خلال عيد الفطر قبل نحو الشهر. تقول الوالدة، وملامح وجهها تنطق بحزن عميق: «الحزن يدمي قلبي على رحيلهم دفعة واحدة، لكني فخورة بأبنائي وأعمالهم الإنسانية، ومنذ الأيام الأولى للحرب، كنت أراهم يجمعون المساعدات لتوزيعها على النازحين والعائلات التي يشتد عليها الحال، لم يكونوا يحملون السلاح عندما قصفتهم الطائرات الإسرائيلية، بل كانوا يحملون الطعام للجوعى».وتحت ركام المنازل التي دمرتها الحرب الإسرائيلية المستعرة على قطاع غزة، قضت عائلات بأكملها، ومسحت أخرى من السجل المدني للسكان، وهي حصيلة غير مسبوقة للمجتمع الغزي الصغير، الذي يتكون في معظمه من اللاجئين وأبنائهم وأحفادهم. فخلال الحرب التي قفزت عن العام ونصف العام، أبيدت 2165 عائلة عن بكرة أبيها، بحيث لم يعد لها وجود، ويضاف إليها 6664 عائلة أُبيدت جزئياً وفقدت معظم أفرادها، ومن بين الضحايا أكثر من 3500 مسن، وما يزيد على 12500 امرأة، وأكثر من 18000 طفل، فضلا عن أكثر من 11000 مفقود، بينهم نحو 4700 طفل، وهناك ما يقارب الـ 40000 طفل فقدوا والديهم (أحدهما أو كليهما) وأصبحوا أيتاماً.

346

| 29 أبريل 2025

عربي ودولي alsharq
حرب غزة.. اندفاعة سياسية تطل من الدوحة

الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يهوى التجديد، ومرة أخرى بين الحرب والدبلوماسية، ينعطف المسار باتجاه اندفاعة سياسية تطل من الدوحة، في مرحلة بالغة التعقيد، وتحفها احتمالات التدهور، لكن الفلسطينيين مرغمون على خوض غمارها، فهم لا يملكون من البدائل سوى القفز إلى مجهول، أو التراجع، حيث لا ينفع حتى الإقدام. وبانتظار مآلات جولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المرتقبة إلى المنطقة، وما بين تفعيل الهدنة وتمدد الحرب، طالبت الإدارة الأمريكية رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بإيجاد صيغة لهدنة جديدة، أو اتفاق مؤقت. ولم يكن عابراً أن تشكل دعوة ترامب هذه، استجابة فورية لدى الكيان، الذي أرسل رئيس جهاز الموساد ديفيد برنياع إلى الدوحة، لأول مرة منذ انهيار اتفاق التهدئة، بينما أرسلت حركة حماس وفداً إلى القاهرة، ما بث أجواء ايجابية، رغم التسخين الحاصل على الأرض في قطاع غزة، والمواجهة المحتدمة. ويرى المحلل السياسي محمـد دراغمة، أن بعض الآمال بدأت تلوح في الأفق، وأبرزها الزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكي إلى المنطقة، إذ لا يعقل أن تتم جولته في ظل استمرار الحرب وسياسة التجويع التي تنتهجها إسرائيل بحق سكان قطاع غزة، مرجحاً أن يستجيب نتنياهو لواحد من أشكال الاتفاق التي طلبها منه ترامب، منوهاً إلى اتصالات سياسية بدأت تنهض في الدوحة والقاهرة بهذا الخصوص. ويرجح دراغمة أن لا ينهي نتنياهو الحرب على قطاع غزة بشكل كامل، لكن ربما يغير من شكلها، بحيث يخفض مستواها، ويذهب إلى اتفاقيات جزئية، تكون قابلة للنقض أو الخرق، ذلك أن مصيره السياسي ومستقبل حكومته مرتبط باستمرار الحرب، على حد تعبيره. وفي الأوساط الإسرائيلية، ثمة من يرى بأن انتهاء الحرب على قطاع غزة، سيتبعه حرب أخرى لمساءلة نتنياهو، أكان على مستوى قضايا الفساد، أو فشل السابع من أكتوبر، ما يعني تهديد مستقبل ائتلافه الحاكم، في حال الذهاب إلى اتفاق شامل. وتراهن حركة حماس على جولة ترامب وضغط الشارع الإسرائيلي، في حين ينصب الرهان الإسرائيلي على عدم تحمل أهالي غزة الكلفة الإنسانية للحرب، ودفعهم للخروج إلى الشارع والضغط على حركة حماس للقبول بالشروط الإسرائيلية، فهل تحمل رياح الخماسين التي تلهب ربيع فلسطين هذه الأيام، صيحات فرح فلسطينية، باتفاق جديد؟.

468

| 28 أبريل 2025

عربي ودولي alsharq
استشهاد 12 فلسطينيا في قصف للاحتلال الإسرائيلي على خان يونس ودير البلح

استشهد 12 فلسطينيا، بينهم أطفال ونساء، وأصيب عدد آخر جراء قصف للاحتلال الإسرائيلي استهدف وسط وجنوب قطاع غزة. ونقل مراسل وكالة الأنباء القطرية /قنا/ عن مصدر طبي في مدينة /خان يونس/ قوله إن 8 أشخاص بينهم 4 أطفال وامرأة، استشهدوا جراء غارة شنها الاحتلال على خيمة تؤوي نازحين شمال غرب مدينة /خان يونس/. وأوضح أن من بين الشهداء 5 أشقاء من عائلة واحدة، ورجل وابنه من عائلة أخرى، وقد نقلتهم الفرق الطبية إلى المستشفى. كما استشهد 4 فلسطينيين، وأصيب عدد آخر في قصف لطيران الاحتلال الإسرائيلي استهدف مدينة /دير البلح/ وسط قطاع غزة. واليوم، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية ارتفاع حصيلة حرب الإبادة الجماعية، والعدوان الذي تشنه قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 52243 شهيدا، و117639 جريحا، منذ 7 أكتوبر 2023. وقالت في تصريح صحفي، إن من بين الحصيلة 2151 شهيدا، و5598 إصابة، منذ 18 مارس الماضي، أي منذ استئناف الاحتلال عدوانه على القطاع عقب وقف إطلاق النار. وأفادت بأن 51 شهيدا، و115 مصابا، وصلوا إلى مستشفيات قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية، فيما لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام، وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم. واستأنف الاحتلال الإسرائيلي منذ 18 مارس الماضي عدوانه على قطاع غزة، بعد توقف دام شهرين بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي، لكن الاحتلال خرق بنود وقف إطلاق النار على مدار الشهرين، حيث استمر في قصفه لأماكن متفرقة من قطاع غزة، ما أوقع شهداء وجرحى، ورفض تطبيق البروتوكول الإنساني، وشدد حصاره الخانق على القطاع الذي يعيش مأساة إنسانية غير مسبوقة.

272

| 27 أبريل 2025

عربي ودولي alsharq
هل تبقى إسرائيل في بطن الحوت الغزّي؟

في جو هادئ، قبل 20 عاماً، كان جيش الاحتلال الإسرائيلي يبدأ بسحب معداته من مستوطنات قطاع غزة، في أول خطوة على طريق إخلاء القطاع التي استكملت في صيف عام 2005. في حينه، تعززت التكهنات لدى الشارع الإسرائيلي بحصول «فوضى» عقب الانسحاب، وأن الفلسطينيين الذين يعيشون في خانيونس ورفح القريبتين من مستوطنات غوش قطيف، حيث القسم الأكبر من المستوطنين، سيقومون بعمليات نهب واسعة، لكن رئيس وزراء الكيان آنذاك أرئيل شارون، ظل على عناده، مصراً على خروج إسرائيل من بطن الحوت الغزي، الذي لبثت فيه 38 عاماً. غير أن مسألة الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، كانت منوطة بتداعيات عصية، يتطلب فك لغزها الوقوف على حالة مضطربة، فغزة التي صلّى رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل إسحاق رابين كي يلقيها في اليم، ويلتقمها الحوت، عادت تطل عليه بإصرارها على البقاء. لم تفارق غزة بحرها ولا شاطئها، إذ ما زالت تغوص في عمق البحر، وتتمدد على الرمل الأبيض، لكن الآليات العسكرية الإسرائيلية الثقيلة، عادت كي تطأ بأقدامها في سواحل غزة، ولا ينفك رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو التلميح إلى أنه لن يغادرها هذه المرة، والتلويح بدفنها عميقاً في رمالها. وبعد عام ونصف العام من الحرب عادت قضية غزة لتقف على المسألة ذاتها، فثمة رزمة قلقة من التساؤلات حول الانسحاب الإسرائيلي تطرح نفسها، لكن يبقى الفرق في المد والجزر على شاطئ غزة، ما بين 2005 ويومنا هذا، إذ وفق مراقبين، سيدفع نتنياهو بالكثير من الشروط والاملاءات لتحقيق حلم أهل غزة بالانسحاب. ويرى هاني المصري الكاتب والمحلل السياسي، أن غزة ستظل مجبرة على الانتظار، والاستمرار في الوضع القائم، وربما الخضوع لسلسلة من اختبارات الحلول، في سبيل الإبقاء على حلم التسوية حي يرزق، منوهاً إلى أن الحديث عن حل وشيك ليس له أي مؤشر سوى أنه سراب. ولم ينس المصري الإشارة إلى المقترحات السابقة لموضوع الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، كالخطة المصرية (لجنة الإسناد المجتمعي لإدارة غزة) أو مقترح (الشركاء الدوليين) الذي سبق وأن طرحه الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، مبيناً أن هذه المبادرات لم تلبث وأن تبخرت عند ملامستها لأول اختبار. الدلائل تقول، إن ثمة مؤشرات على بقاء جيش الاحتلال في غزة، لتتراجع خريطة الطريق الدولية، وقوامها عودة السلطة الفلسطينية لحكم غزة، الأمر الذي يرفضه نتنياهو وائتلافه الحاكم، وليست دلائل أقوى على هذا الموقف، من تقييد وأحياناً منع حركة رموز السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية أخيراً. وربما لن يبقى في بحر غزة أي ماء زلال ولا حتى ملح أجاج، فدولة الكيان إن غادرتها ستتركها قفراء قاحلة، وهكذا، وإلى أن تحين ساعة الحل، ستواصل غزة في انتظار المجهول، وستظل تئن تحت وطأة الحرب وما يتفرع عنها من المعاناة بشتى صورها وأشكالها، فيما يصر كيان الاحتلال على التلويح بإعادة السيطرة على غزة.

318

| 24 أبريل 2025