رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات alsharq
الغنوشي: 4 أسباب لنجاح الثورة التونسية

أكد الشيخ راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة التونسية أنّ من أبرز عوامل نجاح الثورة التونسية تناغم تركيبة المجتمع التونسي، وطبيعة الحياد الإيجابي للمؤسسة العسكرية، والتنازلات التي قدمتها الحركة الإسلامية وتجنبها الاستقطاب الأيديولوجي، وإدارة الاختلافات واعتمادها نهج التوافق، والوقوف ضد قانون العزل السياسي. ورأى أنّ مسار الثورات في الدول العربية لم ينكسر، وما هي إلّا مسألة زمن وكلفة ووعي نخب لمواصلة الطريق نحو الحرية. جاء ذلك في حوار مفتوح للغنوشي مع طلاب معهد الدوحة للدراسات العليا وأساتذته، وباحثين في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، في الدوحة، حيث أشار الغنوشي إلى أنّ ما كان يسمى "الاستثناء العربي" قد انهار أمام إرادة الشباب الثائر، مؤكدًا أنّ الربيع العربي أصبح مصدر إلهام لشعوب العالم. وفي قراءته للتجربة التونسية التي نجحت ثورتها في إطاحة واحدة من أعتى دكتاتوريات المنطقة - في نظره - بطريقة سلمية، يعود إلى نجاحها في إنجاز دستور حداثي زاوج بنجاح بين الإسلام والديمقراطية، ونصّ على الحريات الأساسية؛ ومنها: حرية الضمير، وحقوق المرأة والأقليات. وقد نجحت تونس في تجاوز الأزمة السياسية التي مرّت بها وذلك لتناغم تركيبة المجتمع التونسي المنسجم في جميع مكوناته، ولدور المؤسسة العسكرية التي تولّت حماية الدولة وحماية العملية الانتخابية، إضافةً إلى ما قدّمته الحركة الإسلامية من تنازلات أثبتت أنّ مصلحة الوطن أولى من مصلحة الحزب، وأنّ همّها الأول هو حماية الخيار الديمقراطي. وقال المتحدث إنّ تونس قد نجحت في تغيير الدستور والقوانين والمؤسسات، وذلك على قاعدة إدارة الاختلافات بطريقة مُتحضرة وسلمية، كما يُحسب للنخب والمؤسسات والمجتمع المدني والعمال والتجار ورجال الأعمال والمحامين والحقوقيين دورهم في صناعة الاستثناء التونسي. وأضاف الغنوشي أنّه على اقتناع بأنّ ما حصل في عام 2011 هو عصر جديد من الحرية ورفض الاستبداد، مُعيدًا للشعوب ثقتها بنفسها وأنّها أقوى من أنظمتها، وأنّ هذه الثورات ستحقق أهدافها بالتراكم، وأنّ الديمقراطية ستأخذ طريقها في هذه المنطقة، وأنّ العرب ليسوا مختلفين عن البشرية فقد دخلوا عصرًا جديدًا من الحرية، وأنّ الثورة مسارٌ سيحقق أهدافه ولو بعد قرون؛ فما يحصل ما هو إلّا مسألة وقت وكلفة، ولاختصار الزمن يجب أن توجد نخبٌ واعية، فدول الربيع العربي يمكنها السير نحو الديمقراطية عبر أكثر من مسار. وفي نهاية الحوار ناقش الغنوشي العديد من المسائل، أبرزها أنّ حركة النهضة على اقتناع بأنّ الديمقراطية ممكنة التحقيق في المنطقة وأنّها لا تتناقض مع الإسلام، وأنّ ما يميز الحركات الإسلامية عن غيرها هو منظومة القيم، وأنّ العقل والحكمة لا يتعارضان مع الدين.

2898

| 06 مارس 2017

اقتصاد alsharq
رياض بالطيب: قطر أول دولة تبادر بدعم تونس وإسناد شعبها منذ الثورة

الشرق أجرت حواراً مع وزير التعاون والتنمية التونسي سابقاً ورئيس مكتب الإستثمار بحركة النهضةدعم قطر لتونس شجع دولاً أخرى على الإستثمارأشاد السيد رياض بالطيب وزير التنمية والتعاون الدولي والإستثمار سابقاً ورئيس المكتب التنفيذي لحركة النهضة المكلف بالتنمية والإستثمار بدعم قطر المستمر لتونس وللمؤتمر الدولي للإستثمار الذي احتضنته تونس مؤخراً.وقال في حوار لـ "الشرق": إن دولة قطر الشقيقة بقيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى هي الراعية والداعمة الرئيسية لهذا المؤتمر الدولي، الذي نأمل أن يكون انطلاقة فعلية للإستثمار الخارجي في تونس، وكان حضور سموه حدثاً فارقاً في تاريخ تونس الجديدة التي يبنيها أبناؤها بمساعدة الدول الشقيقة والصديقة، وفي مقدمتها دولة قطر التي رصدت لتونس إعتمادات كبيرة ومهمة لم تبدأ مع المؤتمر بل منذ الأيام الأولى بعد ثورة 14 يناير 2011 وتواصلت الى اليوم."وأبرز السيد بالطيب أن دولا كثيرة وعدت بالوقوف الى جانب تونس ما بعد الثورة، إلا ان الشعب التونسي لم يلمس سوى الدعم القوي من قطر التي كانت سباقة الى الإيفاء بوعودها وتقديم الإسناد اللازم للشعب التونسي في مسيرته الإنتقالية الصعبة. نجاح كبير حققه المؤتمر الدولي للإستثمار في تونس شركاء تقليديونوقال السيد رياض بالطيب: إن مستوى الدعم القطري لتونس من أهميته أحرج العديد من الأطراف التي لم نتلق منها الدعم المرجو، مشددا على أن الشركاء التقليديين أي فرنسا والشقيقة الكبرى الجزائر كانت لهما مواقف جيدة مع الثورة التونسية، حيث تولت فرنسا التوسع في قيمة التمويلات المخصصة لتونس وتحويل جزء من ديونها الى إستثمارات داخل الأراضي التونسية... فيما إختارت الجزائر التعهد بالمزيد مع مواصلة تدفق السياح الجزائريين الى تونس والذين يفوق عددهم سنويا المليون زائر، كما تعهدت الجزائر باستمرار سياسة تبادل الاتفاقية الحرة مع تونس.وأكد بالطيب ان تونس سجلت تحركاً سعودياً وكويتياً مهما، حيث أعلنت المملكة العربية السعودية تخصيص مبالغ كبيرة لتمويل المشاريع العمومية.. كما قررت دولة الكويت منح هبة لتونس بقيمة 100 مليون دولار لتمويل بناء مستشفى متعدد الإختصاصات في القيروان أحد اهم مدن الوسط التونسي وترميم مسجد عقبة بن نافع هناك.أصدقاء تونسولاحظ وزير التنمية والإستثمار والتعاون الدولي الأسبق أن دائرة أصدقاء تونس آخذة في التوسع وقال في هذا الصدد: "استبشرنا خيراً بهذا المؤتمر، حيث اصبح اليوم لتونس اصدقاء بمقدورها التعويل عليهم، وفي مقدمتهم دولة قطر الشقيقة التي لم تتوقف عن مساندة تونس ايمانا منها بأن الشعب التونسي هو شقيق حقيقي للشعب القطري واكبر دليل على ذلك ان العطاء القطري السخي لتونس لم يتراجع بنطا واحدا بالرغم من تغير لون الحكومات المتعاقبة منذ الثورة".وأوضح أن تركيا أيضا مدت يد المساعدة لتونس من خلال تخصيص 100 مليون دولار لتمويل ميزانية الدولة بشروط ميسرة، خاصة ان تونس تحتاج الى دعم المالية العمومية.وفي ما يتعلق بالجانب الثاني من الدعم الدولي، الذي كان لدولة قطر الشقيقة إسهام كبير فيه، فان الرسالة القوية التي قدمها المؤتمر الى الخارج تقول ان تونس لا تزال المنارة التي تضيء منطقة الربيع العربي.. وهي تعيش تقدما في المجال السياسي بعد تنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية شفافة وحرة ونزيهة وبعد المصادقة على دستور متطور حداثي فيما يحتويه من مبادئ دعم للديمقراطية والحريات العامة وتنظيم المشاركة السياسية.مؤسسات دستوريةوأشار وزير التنمية والتعاون الدولي والإستثمار الأسبق إلى ان المؤتمر الدولي الذي كانت دولة قطر الشقيقة الداعية له والممولة لأعماله اثبت ان تونس لا تزال في طور بناء المؤسسات الدستورية واستكمال البناء السياسي في المدة الأخيرة بعد الانتهاء من انتخاب المجلس الأعلى للقضاء، وبين انه مع تقدم البناء السياسي كانت رسالة المؤتمر الدولي تؤكد ان تونس بدعم اصدقائها ماضية في السير على سكة إنجاح الانتقال الاقتصادي واعتبار ان الأولوية القادمة لتونس هي التنمية العادلة التي تسهم في مقاومة البطالة والفقر والتقليص من الفجوة بين الجهات الداخلية والساحلية وكذلك بدعم الاستثمار الذي يمثل المحرك الأساسي لإنجاح الاستحقاقات الاقتصادية والاجتماعية.وقال بالطيب إنه يحق لتونس ان تعتبر مؤتمرها الدولي ساهم في تحسين صورتها واعطاء صورة جاذبة بالميزات التي تتوافر بها سواء من حيث موقعها الجغرافي المميز او بوجود نخبة منفتحة ومتميزة بكفاءتها.. او بشعبها المضياف إلى جانب الميزات التنافسية التي يمكن ان تجعل من تونس بوابة نحو أوروبا ونحو افريقيا ونحو العالم العربي.نسيج إقتصاديوأضاف مذكرا بان تونس تتوافر على نسيج اقتصادي متنوع مكنها من ان تحتل خلال السنوات القليلة الماضية المرتبة الأولى افريقياً في تصدير المنتجات المصنعة نحو اوروبا، وذلك بالرغم من الهزات المختلفة التي تعرض لها الاقتصاد التونسي وقتها، وخاصة ما رافق مرحلة ما بعد الثورة من صعوبات اجتماعية داخلية او الظروف المحيطة بتونس من حيث عدم الاستقرار الذي تعيشه الشقيقة ليبيا الشريك الاقتصادي الثاني لتونس.وافاد وزير التعاون الدولي والاستثمار الخارجي الأسبق، بأن ظروف الانكماش الاقتصادي التي تعيشها اوروبا الشريك الاقتصادي الأول لتونس، وبالرغم من الاضطراب الذي حصل على مستوى اسعار المواد الأساسية وخاصة منها المحروقات، فإن هذه الظروف رغم حدتها مثلت تحديات غير بسيطة أمام الإقتصاد التونسي الذي تمكن من إمتصاص تداعيات الأزمات المختلفة. واشار بالطيب الى أن المرحلة القادمة ستكون واعدة بإذن الله تعالى للإقتصاد التونسي باعتبار حجم الفرص التي تزخر بها البلاد وبفضل الوعود التي قدمتها الجهات الصديقة والشقيقة لفائدة تونس خلال المؤتمر الدولي للاستثمار " تونس 2020". جانب من فعاليات مؤتمر تونس للاستثمار التبادل الإقتصاديوبخصوص آفاق التعاون مع دولة قطر، أوضح السيد رياض بالطيب أن حجم التبادل مع بلدان الخليج العربي عموما لا يتجاوزاليوم 2 بالمائة من الناتج الداخلي الخام لتونس، وقال في هذا الصدد: "أمامنا فرص كبيرة لتنمية التبادل الاقتصادي البيني مع دولة قطر الشقيقة في ظل الإرادة السياسية الثابتة لصاحب السمو أمير البلاد المفدى الحريص على تنمية وتعزيز التعاون بين البلدين الشقيقين. كما ان تونس يمكن ان تكون محطة مهمة للاستثمار الخليجي عامة لتوافرها على خبرة ممتازة في مجال استقبال الاستثمار الخارجي.. فتونس فيها أكثر من 3500 شركة أجنبية ولديها مجموعة اتفاقيات للتبادل الحر مع اوروبا، فضلا عن العديد من الدول الإفريقية والمحيط المغاربي، مما يؤهلها لأن تكون بوابة لهذه الأسواق."وبين بالطيب في نفس السياق أن تونس مؤهلة ايضا الى ان يكون لها دور كبير في إعادة اعمار ليبيا، بالإضافة الى موقعها الجغرافي المميز الذي يرشحها لأن تكون قاعدة مالية إقليمية وقاعدة لخدمات التعليم والتدريب والصحة. وأضاف قائلا: " كما ان إحدى المشاكل الهيكلية لتونس يمكن ان تتحول الى عامل اضافي لجلب الاستثمار وهو ما يتعلق بتوافر اليد العاملة الكفؤة والمؤهلة تشمل عددا كبيرا من حاملي الشهادات العليا من العاطلين عن العمل في اختصاصات مختلفة سواء في مجال الصحة او في المجال الصناعي او في قطاع الخدمات التجارية والسياحية والتعليمية."

1363

| 27 يناير 2017

عربي ودولي alsharq
عبدالفتاح مورو لـ "الشرق": أيادي الخير القطرية تمتد لكل محتاج حول العالم ونحن مدينون لها

أشاد بوقوف صاحب السمو مع تونس ونوه بدعم قطر غير المشروط عبد الفتاح مورو النائب الأول لرئيس مجلس نواب الشعب التونسي في حوار شامل مع "بوابة الشرق": دعم قطر لتونس غير مشروط وجاء بمبادرة كريمة لصاحب السمو دعم قطر لمؤتمر الاستثمار في تونس كان رائدا وفاعلا جدا تشريف صاحب السمو ورعايته للمؤتمر يؤكد صدق التوجه القطري الداعم لتونس نحن مدينون لدولة قطر بما قدمته لتونس وشعبها كلما زرت قطر وجدت خلية نحل تعمل بجد لنجدة المكروبين قطر ارتفعت لتخدم مبادئ عليا منها كرامة الإنسان وحقه في العيش الكريم نعمل بجد مع الإخوة القطريين لتحويل مقررات مؤتمر الاستثمار لواقع ملموس تجربة رائدة لقطر في وقاية المجتمع من الإرهاب والتطرف جامعات قطر ضمت شخصيات إسلامية وسطية حمت أبنائها من التطرف والإرهاب تراثنا يحمل فكرا ليس مستقرا وينبئ عن شطحات إرهابية ولا يتسق مع مبادئ الإسلام تحصين شبابنا ضد الإرهاب يقتضي رفع أداء العقل وفهم قيم الإسلام وحقائقه ومقاصده المسلمون اليوم متخلفون على مستوى الفهم والإدراك وتغافلوا عن امتلاك قوة المعلومة ما نحن فيه من ذلة وفرقة ليس قدرا ويمكن تغييره بفهم أصول ديننا الحنيف القوانين والسجون لا تكفي لمحاربة الإرهاب ويجب تحصين العقل باستقراء الواقع الغرب يتقوقع على نفسه بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وفوز ترامب الغرب يرانا السبب في تردي أوضاعه الاقتصادية ويخشى هجرتنا إلى بلاده يجب فتح مساجدنا في أوروبا أمام زعامات الغرب وندعوهم لخطب الجمعة ونترجمها لهم أبناؤنا في الغرب هم الأقدر للحديث عن الإسلام ومطالبون بمحاربة الإسلاموفوبيا تونس لن يقيمها الإسلاميون وحدهم وتحتاج إلى قوى أبنائها جميعا علاقة النهضة ونداء تونس ليست زيجة كاثوليكية لا تنفك ونرغب في استمرار التعاون جلسات الحقيقة والكرامة ستدخل اليأس في نفوس الديكتاتوريين من سلامة مآلهم حركة النهضة تحضر لمرحلة انتقالية تضمن الاستمرارية وتبقي على حق الشباب أشاد الشيخ عبد الفتاح مورو النائب الأول لرئيس مجلس نواب الشعب بالجمهورية التونسية بالدور القطري الداعم لتونس وشعبها، مشيراً إلى وجود أرضية ثابتة تنطلق منها العديد من أوجه التعاون بين البلدين الشقيقين في شتى المجالات. وأكد في حوار شامل لـ"بوابة الشرق"، أن دعم قطر لمؤتمر الاستثمار في تونس ورعايتها له والإنفاق عليه كان رائدا وفاعلا جدا، كما أن تشريف حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى حفظه الله، ورعايته السامية للمؤتمر، تؤكد على الأخوة والصداقة المتينة بين البلدين وصدق التوجه القطري والسعي الجاد لتأمين وتنفيذ مقررات المؤتمر وتوصياته، مشيراً إلى أن أهم ما يميز هذا الدعم الكريم أنه لم يكن بطلب من التونسيين، بل كان بمبادرة كريمة من قطر وقيادتها التي شعرت بحاجة الشعب التونسي إلى الدعم المعنوي ثم الدعم المادي. وثمن الشيخ مورو الدور الإنساني الذي تؤديه قطر حول العالم، قائلا: إن أيادي قطر البيضاء تجوب العالم وتمتد لنجدة كل محتاج دون تمييز، وأنه كلما زار قطر الشقيقة وجد خلية نحل تعمل بجد ونشاط لنجدة المكروبين، ووفود قادمة ومغادرة وندوات ومؤتمرات في الشأن الإنساني تعقد في هذا البلد الصغير العدد لكن الكبير الأثر، وهذا يؤكد أن قطر ارتفعت لتكون غير مُجيرة لحجمها الذاتي، بل مُجيرة لمبادئ عليا تخدمها، منها كرامة الإنسان وحقه في العيش الكريم، وقطر تسعى في هذا الاتجاه سعيا محمودا يشهد به الجميع. وفي حديثه عن سبل مواجهة التطرف والإرهاب، أوضح الشيخ مورو أن المسلمين يعالجون الإرهاب معالجة أدبية خطابية، دون معرفة الأسباب الموضوعية التي انتهت إليه ومن ثم مقاومتها، والتي تقتضي رفع أداء العقل لفهم قيم الإسلام وحقيقة نصوصه ومقاصده.. مؤكداً في هذا السياق أن الله عز وجل، حمى قطر من الإرهاب لأنها بادرت منذ سنوات وقبل أن تظهر ظهيرة الإرهاب واحتوت في جامعاتها على شخصيات إسلامية مؤثرة تأثيرا وسطيا، كان من شأنها حماية قطر من الإرهاب، لأن ما قُدم من فكر في الجامعات القطرية كان له الأثر في صرف أبناء قطر وحمايتهم من الوقوع فريسة للإرهاب والفكر المتطرف. كما يرى أن الخطاب الديني قد تدنى من كونه خطابا صانعا للإنسان والعقل والقيم إلى خطاب وعظي قائم على أساس ترميم أو تمسيح الواقع وبالتالي هذا الخطاب لا يغير شيئا، وأن دور الإمام قد تقلص وأصبح مجرد خطيب يلقي جملتين لا يهمه إن فهم الناس أو لم يفهموا أو عملوا أو لم يعملوا، مؤكدا ضرورة تغيير ذلك وأن يعي كل فرد في هذه الأمة دوره ومسؤوليته في سبيل تحكيم العقل المرتكز على أصل الدين وقواعده وتشريعاته، وليس ما يفسره المتشددون أو المتطرفون. وتحدث الشيخ مورو عن مستقبل العلاقة بين الغرب والمسلمين في ظل تنامي خطاب التشدد بعد فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية فقال إن الغرب يريد وقف تدفق ما يسميه تيارات التطرف الإسلامية التي تضرب بلاده، وهذا يقلقه وبالتالي فإن الحل من وجهة نظر الغرب هو أن يتقوقع على نفسه، لافتا إلى أن ذلك يقتضي منّا أن ننفتح على الناس في الغرب، وأن نفتح مساجدنا في أوروبا أمام زعاماتهم من المثقفين ورجال الأعمال والإعلام والسلطة، وأن ندعوهم لمساجدنا في خطب الجمعة ونترجمها لهم، لنريهم سماحة الإسلام وقيم عقيدته. وفي الشأن التونسي تحدث الشيخ عبد الفتاح مورو عن العلاقة بين حركة النهضة ونداء تونس، قائلا إنها ليست زيجة كاثوليكية لا تنفك، بل هي تعاون في مرحلة من المراحل، ونحن راغبون في أن يستمر هذا التعاون، مشيراً إلى أن التونسيين استوعبوا درس الشقاق والتناحر على السلطة الذي حدث في مصر ودول أخرى، واستطاعوا أن يجنبوا بلدهم دفق دماء أبنائها بسبب خلاف أيديولوجي أو حزبي. وإليكم نص الحوار.. مبادرة قطرية كريمة ** شهد عام 2016 نقلة نوعية في العلاقات بين قطر تونس والتعاون في مجالات عدة، كيف تقيمون العلاقات بين البلدين الشقيقين؟ حقيقة، العلاقات القطرية التونسية متميزة جدا، ولله الحمد هناك أرضية ثابتة تنطلق منها العديد من أوجه التعاون بين البلدين الشقيقين في شتى المجالات، والكل يرى ويتابع الدور القطري الداعم لتونس وشعبها، وهذا لا يحتاج شهادتي لأنه يتحدث عن نفسه بنفسه، فهو دعم أخوة لإخوانهم، وأهم ما يميز هذا الدعم الكريم أنه لم يكن بطلب منّا نحن التونسيين، بل كان بمبادرة كريمة من قطر بقيادة سمو الأمير، حيث شعرت بحاجتنا إلى الدعم المعنوي ثم إلى الدعم المادي، وهذا الدعم تمحور حول مشاريع منتجة فكان النفع نفعين، الأول في دفع هذه المشاريع، والثاني في كونها مشاريع مدرة للدخل استطعنا من خلالها تخفيض عدد العاطلين عن العمل، وإيجاد شكل من أشكال التنمية. كما أن من أهم ما يميز هذا الدعم، أنه لم يكن مشروطا، والدعم غير المشروط يقوم مقام الهبة حتى ولو كان باسترداد الأصل، فالأخوة القطريون هم الذين بادروا ولم يُشعرونا بضعفنا عند تسلم هذه الهبات وهذه المساعدات المتعددة التي أخذت أشكالا تتجاوز مجرد الوديعة المالية أو القرض لتكون مساندة لمشاريع قائمة بشروط ميسرة جدا، بعضه كان من دون فائض أبدا، وهذا يعتبر تبرعا من دولة قطر لشعب تونس، فنحن حقيقة مدينون لدولة قطر بما قدمته لتونس وشعبها. ودعني أؤكد لك أن أيادي قطر البيضاء تجوب العالم وتمتد لنجدة كل محتاج دون تمييز، وأنا كلما زرت قطر الشقيقة وجدت خلية نحل تعمل بجد ونشاط لنجدة المكروبين، ووفود قادمة ومغادرة وندوات ومؤتمرات في الشأن الإنساني تعقد في هذا البلد الصغير العدد لكن الكبير الأثر، وهذا يؤكد أن قطر ارتفعت لتكون غير مُجيرة لحجمها الذاتي، بل مُجيرة لمبادئ عليا تخدمها، منها كرامة الإنسان وحقه في العيش الكريم، وقطر تسعى في هذا الاتجاه سعيا محمودا يشهد به الجميع. صدق التوجه القطري ** شهد مؤتمر الاستثمار في تونس الذي عقد مؤخرا رعاية قطرية وإرادة للوقوف إلى جانبها ومساندة خططها في التنمية وتعزيز الاستقرار السياسي؟ حدثنا عن هذا الدور ورؤيتكم لمرحلة ما بعد المؤتمر؟ دعم قطر لمؤتمر الاستثمار في تونس ورعايتها له والإنفاق عليه كان رائدا وفاعلا جدا، كما أن تشريف صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد حفظه الله، ورعايته السامية للمؤتمر، يؤكد على الأخوة والصداقة العميقة بين البلدين، وصدقا في التوجه القطري والسعي الجاد لتأمين وتنفيذ مقررات المؤتمر وتوصياته، بما يسهم في جذب رؤوس الأموال وتشجيع المستثمرين وحشد الدعم الإقليمي والدولي لتمويل مشاريع التنمية والبنية التحتية، التي تتحمل قطر جزءا منها بالفعل. ونحن الآن نعمل معا بجد في تحويل مقررات مؤتمر الاستثمار لواقع ملموس من خلال رسم خريطة طموحة للتنفيذ تتم على عدة مراحل، ونتعاون وننسق الرؤى بشكل مستمر ومميز مع الأخوة القطريين في هذا الشأن. دور رائد لقطر في وقاية المجتمع من الإرهاب ** شاركتم مؤخرا في مؤتمرات وندوات لمناقشة سبل مواجهة ومعالجة الإرهاب والتطرف الذي يضرب أمتنا، وقد أخذ الحديث عن الإرهاب شكلا نظريا في معظم نقاشاتنا، وهنا نريد أن نوضح كيف ننتقل إلى حلول عملية ناجزة في مواجهة الإرهاب وتتناسب مع مستجدات المنطقة والعالم؟ أولا نحمد الله عز وجل أن حمى وحفظ دولة قطر من الإرهاب، وندعو الله القدير أن يديم عليها نعمة الأمن والأمان وسائر بلاد المسلمين، ولعل الله فعل ذلك لأسباب موضوعية، فهي بادرت منذ سنوات وقبل أن تظهر ظهيرة الإرهاب، واحتوت في جامعاتها على شخصيات إسلامية مؤثرة تأثيرا وسطيا، كان من شأنها حماية قطر من الإرهاب، ونقول إن هذه التجربة الرائدة وما قُدم من فكر وعلم في الجامعات القطرية كان له الأثر في صرف أبناء قطر وحمايتهم من الوقوع فريسة للإرهاب والفكر المتطرف. وإذا تحدثنا عن الإرهاب باعتباره ظاهرة خطيرة، فأنا أتفق معك في أن معالجتنا للإرهاب هي معالجة أدبية خطابية، نحن نندد وندين الإرهاب لكن لا ننزل إلى مستوى معرفة الأسباب الموضوعية التي انتهت إليه وأدت إلى تفاقمه وكيف نقاومها، وأنا في تصوري هناك عدة أسباب لذلك من بينها أن في تراثنا فكرا ليس مستقرا، ولكنه ينبئ عن شطحات إرهابية وهذا الفكر ليس متناسقا مع مبادئ الإسلام، البعض أخذه على أنه دين مع إنه ليس إلا تراثا وتجربة بشرية تقبل وترد على ضوء الأصول الدينية، وإذا رجعنا إلى الأصول نجدها تنفي هذه التصرفات التي يستند إليها بعض الشباب ويتخذونها مبررا لقتل الناس. وأنا أرى أن تحصين شبابنا ضد الإرهاب يقتضي رفع أداء العقل ليقوم بأمرين؛ فهم قيم الإسلام وفهم حقائقه ومقاصده، فالدين الإسلامي دين مقاصدي، وقد رمى من خلال أحكامه إلى التخطيط لنيل مكانة أساسية للإنسان، هي الرفعة والسمو واحترام كيان الإنسان. والمسلمون الحاليون عجزوا عن تقديم مقاصد الدين في صورة عملية، ولم يأخذوا بأهم أسباب القوة وهو امتلاك المعلومة، وبالتالي تخلفوا على مستوى الفهم والإدراك، أقول إن ما نحن فيه اليوم من ذلة ومهانة وضعف وفقر ومرض وفرقة ليس قدرا، هو اختيار بشري، تغييره يقوم على أساس معرفة أصول التغيير وقواعده وقوانينه، والخطأ الذي وقع فيه الإرهابيون أنهم يريدون تغيير الواقع برفع السلاح وقتل الناس بعد خطبة عصماء يلقونها على مسامع بعض الشباب الموتور فيفرحون ويكبرون. نحن اليوم نحصن أنفسنا من الإرهاب ونقاومه عن طريق القوانين والمحاكم والسجون، لكن هذا لا يكفي، إذ يجب أن نتحصن بعقل قائم على استقراء الواقع والسببية والنقد وتوليف النصوص ومخاطبتها على أنها وحدة متكاملة لا تناقض بينها. الخطاب الديني ** من يتحمل مسؤولية هذا التغيير، وكيف يكون الخطاب الديني عاملا فاعلا في مخاطبة العقل وتغيير المفاهيم المغلوطة عند الشباب؟ إذا قيمنا الخطاب الديني الآن فإننا نراه قد تدنى من كونه خطابا صانعا للإنسان والعقل والقيم إلى خطاب وعظي قائم على أساس ترميم أو تمسيح الواقع وبالتالي هذا الخطاب لا يغير شيئا، وتقلص دور الإمام وأصبح مجرد خطيب يلقي جملتين لا يهمه إن فهم الناس أو لم يفهموا أو عملوا أو لم يعملوا، وهذا لا بد أن يتغير وأن يعي كل فرد في هذه الأمة دوره ومسؤوليته في سبيل تحكيم العقل المرتكز على أصل الدين وقواعده وتشريعاته، وليس ما يفسره المتشددون أو المتطرفون. الغرب والإسلاموفوبيا **لطالما يصمنا الغرب بالإرهاب، وتتجه أصابع الاتهام نحو المسلمين بعد أي عمل إرهابي يطال بلاده، كيف ترى سبل التعامل مع ذلك الواقع، وما هي مآلاته في ظل تنامي الخطاب المتشدد بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية؟ الغرب يتصرف على أساس أننا نشكل خطرا عليه لذا يجب أن يحمي نفسه، ويرى أننا السبب في تردي أوضاعه الاقتصادية، ويخشى هجرتنا إلى بلاده، فنحن بالملايين على أبوابه بحكم الحروب والدمار في العديد من بلداننا، لذلك يريد أن يوقف باب الهجرة، لأننا حسب فهمه نزاحم أبناء البلد في رزقهم. وهناك تصور آخر، يريد وقف تدفق ما يسميه تيارات التطرف الإسلامية التي تضرب مرة في باريس ومرة في لندن وبروكسل وغيرها، وهذا يقلقه وبالتالي فإن الحل من وجهة نظر الغرب هو أن يتقوقع على نفسه، كما يقول دونالد ترامب، فهو نجح في السباق الرئاسي الأمريكي لأنه تبنى عبارات مثل "أمريكا فوق الجميع، والدولار قبل كل شيء، والسلاح لكل أمريكي، والأجانب خارج البلد، وهذه العبارات الرنانة تعجب الطبقات الشعبية الأمريكية، لأنه يدغدغ شعورها القومي، فينتصر ترامب وتيار الفريق الذي يريد أن يتقوقع على نفسه، وهو ما حدث أيضا في بريطانيا التي صوت مواطنوها لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي. ونحن هنا لا نعجب من سلوكهم وفكرهم هذا، بل نعجب من غفلتنا عن أن نأخذ عدتنا، وذلك يقتضي منّا أن ننفتح على الناس في الغرب، نحن أمة ليس لها ما تخفيه من حيث عقائدها وقيم دينها وممارساتها الدينية في مساجدها، لا شيء يستوجب أن نخفيه عن الناس، ومن المفروض أن نفتح مساجدنا في أوروبا أمام زعامات الغرب من المثقفين ورجال الأعمال والإعلام والسلطة، ويجب أن ندعوهم لمساجدنا في خطب الجمعة ونترجمها لهم، لنريهم سماحة الإسلام وقيم عقيدته، ونخبرهم أنه وإن كان بيننا متطرفون فهؤلاء لم يتربوا في مساجدنا ومعظمهم في الأساس لم يدخلوا المساجد، ولم يتخذوا لأنفسهم قدوة تعرف الدين وترشدهم نحو الحق، فهم ضحية جهلهم وانصرافهم عن المسجد. أبناء الجيل الثالث **آلا ترون أن هناك دورا يقع على عاتق المسلمين الذين يعيشون في الدول الغربية في سبيل التعريف بسماحة الإسلام وقيمه المعتدلة؟ هذا الأمر مهم جدا، إذ يجب أن نحفز أبناءنا من الجيل الثالث في الدول الغربية أن يصبحوا من النخب المؤثرة في مجتمعاتهم، فهم الأقدر للحديث عن الدين الإسلامي ومحاربة الإسلاموفوبيا بحكم إلمامهم باللغتين والثقافتين، لذا يجب أن يقوم المشروع اليوم على عقول من شباب المسلمين لهم الإمكانية على إبراز الحكمة والوعي والفهم والقدرة على التأثير في المجتمع الغربي. التحالف العربي والإسلامي **كيف ترى الدور الذي يقوم به التحالف العربي والإسلامي بقيادة السعودية ومشاركة قطر، في مواجهة محاربة الإرهاب والتطرف؟ هو تحالف محمود ولكنه غير كاف، لأن الجماعات الإرهابية لا تقاوم بالسلاح فقط، ربما يقاوم بالسلاح فعلا في بعض الجبهات كاليمن، لكن ينبغي أن يقاوم بالوعي والإدراك لحقيقته ومعرفة المخططات والإطاحة بها، وتكوين الجانب العلمي والمعرفي، فهم يخططون لنشر التشيع في بلادنا ويصرون على ذلك، وفي المقابل نحن لا نمتلك مخططات لحماية أنفسنا، وعليه يجب أن نصنع كفاءات لتغيير عقول الناس، ولابد من قوى ضغط فكرية تدرك ما يُصنع في العالم الإسلامي اليوم. الحياة السياسية في تونس **إذا تحولنا للحديث عن الشأن التونسي وتحديدا دور حركة النهضة في الحياة السياسية.. هل تعتقد أن تونس تحتاج حاليا إلى نموذج المعارضة الكلاسيكية كما هو الحال في بعض الدول العربية أم إلى فصيل مشارك كما هو الحال بين حركة النهضة ونداء تونس؟ التونسيون استوعبوا درس الشقاق والتناحر على السلطة الذي حدث في مصر ودول أخرى، واستطاعوا أن يجنبوا بلدهم دفق دماء أبنائها بسبب خلاف أيديولوجي أو حزبي، ونحن في حركة النهضة أجلنا بقاءنا في السلطة إلى انتخابات ثانية جاءت بعد ذلك والتي أعطتنا المركز الثاني شعورا منا وإحساسا بأن المقصد هو المشاركة في العملية الديمقراطية والمساهمة في الدخول والخروج للحكم واحترام تداول السلطة، وهذا هو الدرس، ونحن نؤمن بأن تونس لن يقيمها الإسلاميون وحدهم ولا خصومهم وحدهم، تونس تحتاج إلى قوى أبنائها جميعا، ونحن مددنا أيدينا ومازلنا نمدها، ربما بعض الناس لم يرقهم هذا التوجه، وهؤلاء لا تعنينا قضيتهم فالزمن سيطويهم وسيطوي كل من يريدون أن ينفردوا دون غيرهم بالسلطة، فالظروف الآن تحتاج لتكاتف الجميع لتجاوز هذه المرحلة. هناك معارضة بمفهومها التشاركي للخروج من الأزمة، وهناك معارضة كلاسيكية تقول "لا" ولا تنجز أي شيء، وسيبرز أمام الناس من الأرجح من المعارضتين ومن الأقدر للمشاركة في جو الانتقال الديمقراطي للسلطات. حركة النهضة ونداء تونس **بناء على ذلك، كيف تستشرفون مستقبل العلاقة بين حركة النهضة ونداء تونس؟ وهل أنتم راضون عن حجم تمثيلكم في الحكومة ومجلس النواب؟ العلاقة بين حركة النهضة ونداء تونس ليست زيجة كاثوليكية لا تنفك، بل هي تعاون في مرحلة من المراحل، ونحن راغبون في أن يستمر هذا التعاون. ونحن ننظر لحجم ما أنجز في البرلمان الذي يجمع ممثلين عن مختلف قوى المعارضة، وما أنجز اليوم رغما عن العقبات يعتبر مشرفا، لكن هناك أيضا الكثير مما ينبغي إنجازه بعد ذلك. هيئة الحقيقة والكرامة ** شهدت جلسات الاستماع التي عقدتها هيئة الحقيقة والكرامة لضحايا الانتهاكات في الفترة الممتدة بين 1 يوليو 1955 إلى 31 ديسمبر 2013، ردود فعل واسعة محليا ودوليا، كيف تنظرون لهذه التجربة؟ وهل تتوقعون أن تسفر عن محاكمات لمن أدينوا في فترات سابقة؟ هذه الهيئة دشنت عهدا جديدا، وما سمعناه في جلسات الاستماع عظيم، أن تستمع إلى ما كانت تخفيه القصور والوزارات ومخافر الأمن والشرطة وكان يلملم كل ذلك ويوضع عليه طابع الشرعية كما تفعل كثير من الأنظمة اليوم، فهذا فضح من شأنه أن ينتهي إلى إدخال اليأس في نفوس كل الديكتاتوريين من سلامة مآلهم، فالفضح اليوم سيطالهم غدا وسيكونون على قيد الحياة وسيحاكمون، والأدلة قائمة ضدهم وهذا من شأنه أيضا أن يساعد الشعوب أن تدافع عن نفسها وأن تشعر بأن حقها محفوظ وتساعد الديكتاتور على أن يتخلص من ظلمه قبل أن يعاقبه شعبه. إتاحة الفرصة للشباب ** البعض ينادي بضرورة البدء في مرحلة انتقالية داخل حركة النهضة لإتاحة الفرصة للشباب للقيادة والتأسيس لمستقبل يراعي التحولات والمستجدات التي تشهدها تونس والمنطقة؟ كيف ترون ذلك؟ التداعي القائم داخل حركة النهضة اليوم حول موقع الأستاذ راشد الغنوشي وأنه استحوذ على سلطات الحركة أم لا، أنا أقول إن الاستاذ راشد باعتباره مؤسسا تعلق به كثيرون من أبناء الحركة ويعتبرونه رمزا للحراك الذي استمر أكثر من 40 سنة، فإن يكونوا هم من اختاروه وليس هو الذي اختار نفسه فهذا يخفف مسؤوليته في التمادي في السلطة، لكنه يدرك تماما بأن الوقت حان لأن يفكر في الانتقال في قيادة الحركة، لذلك تحضر الحركة اليوم لمرحلة انتقالية، من خلال مؤسسات تضمن الاستمرارية والإبقاء على حق الشباب في أن يعيدوا النظر في كثير من القضايا.

1347

| 08 يناير 2017

تقارير وحوارات alsharq
الغنوشي "للشرق": ممتنون لتشريف صاحب السمو مؤتمر الاستثمار الدولي

صاحب السمو حريص على إسناد تونس في مسارها الإنتقالي الصعب حضور قطر للمؤتمر يتجاوز المشاركة الفاعلة في الأشغال الى الدعم السخي في التنظيم مؤتمر الاستثمار محطة تاريخية مهمة ستعزز الإنتقال الديمقراطي الإستثنائي في تونس دولة قطر أعطت افضل الأمثلة على التعاون العربي العربي جائزة غاندي تقدير لما لمسته المؤسسة من دور لي في مسيرة الإنتقال الديمقراطي السلمي أشاد الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة التونسية بحرص صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد على المشاركة الفاعلة في رعاية وتنظيم المؤتمر الدولي للإستثمار الذي تحتضنه تونس يومي 29 و 30 نوفمبر الجاري، وأكد الشيخ الغنوشي في حوار مع " الشرق" ان حرص سمو الأمير على الحضور بنفسه أعمال هذا المؤتمر الذي تنتظر منه تونس الكثير، يتجاوز المشاركة الفاعلة في الأشغال الى الدعم السخي والكرم الموصول لسموه في تغطية مصاريف هذه التظاهرة التي ترعاها قطر الى جانب فرنسا وصندوق النقد الدولي. وعبر رئيس حركة النهضة عن امتنانه لكريم الرعاية التي يلقاها الشعب التونسي بمختلف انتماءاته الفكرية والحزبية من لدن سمو الأمير ودولة قطر ، مشيدا بالمثال الذي أعطته قطر عن التعاون العربي العربي. واعتبر الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة ان مشاركة دولة قطر في تنظيم المؤتمر الدولي للإستثمار ( تونس 2020) الذي تحتضنه تونس يومي 29 و30 نوفمبر الجاري مشاركة مميزة وتستحق كل تقدير، وقال في حوار خاص لـ"الشرق": " تقديرنا ان سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الذي كان اول من بادر بتغطية مصاريف هذه الندوة الدولية التي تنتظر منها تونس الكثير، ونحن ممتنون لسموه لهذه اللفتة الكريمة التي ما فتئ يحبو بها الشعب التونسي منذ قيام الثورة ، مما شكل دافعا قويا لبقية الدول الشقيقة والصديقة على تأكيد استعدادها لحضور اعمال هذه الندوة . لقد اعتبر فخامة الرئيس الباجي قائد السبسي ان موعد 29 نوفمبر الجاري هو موعد لتونس مع التاريخ... بما يجعل اوضاع البلاد قبل هذا التاريخ غير اوضاعها ما بعده....ونحن تقديرنا ان دور سمو امير دولة قطر الشقيقة لا يقتصر على التشجيع على حضور إقامة هذه المناسبة الهامة فحسب، بل يتجاوز ذلك بكثير،، بالتطوع السخي لإنجاح الندوة الدولية للإستثمار والصرف الكريم على اعمالها ومن ثم تشجيع الأخرين على شهودها ... نحن معتزون أيما اعتزاز لحرص سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني على الحضور بنفسه اعمال هذه الندوة باعتبار سموه الداعي لإقامتها الى جانب فرنسا وصندوق النقد الدولي.... تونس في انتظار قدوم سمو الأمير ،،، تونس في انتظار تنظيم الندوة ونجاحها ...هذه المحطة التاريخية المهمة التي ستعزز الإنتقال الديمقراطي الإستثنائي في تونس بانتقال اقتصادي تنموي.... كلنا امتنان لكرم سمو الأمير ووقوفه الدائم ودعمه الموصول لشعبنا في مراحل استراتيجية من تاريخه وحرص سموه المتواصل على إسناد تونس في مسارها الإنتقالي، وما حضوره الى تونس بعد أيام قليلة سوى خير دليل على أن خيار مساندة شعبنا بمختلف فئاته واطيافه خيار مبدئي لدى سموه...فدولة قطر الشقيقة تعطي افضل الأمثلة عن التعاون العربي- العربي الناجح والمثمر. جائزة غاندي منحتك مؤسسة غاندي مؤخرا جائزة دولية قيمة، ماذا تمثل لك ؟ هي جائزة تشرف عليها مؤسسة "جمنالال بجاج" الهندية وهي عائلة اقتصادية كبيرة مؤسسها كان يعتبر الإبن الخامس للمهاتما غاندي ...وهذه الأسرة هي اسرة اقتصادية بامتياز وهي سادس قوة اقتصادية في الهند تخصص سنويا 4 جوائز لمن قدموا خدمة علمية او اجتماعية او سياسية تندرج ضمن القيم الغاندية . وقد منحت هذه المؤسسة 3 من جوائزها لعلماء وباحثين هنود اما الجائزة الرابعة فخصصت للقيم الغاندية للسلام خارج الهند ونالني شرف الحصول عليها لما قدرته المؤسسة المانحة في شخصي المتواضع من دور لي في مسيرة الإنتقال الديمقراطي السلمي الذي جنب البلاد التردي في الحرب الأهلية والتقاتل الداخلي. ترى وسائل إعلام محلية بان التوافق السياسي يمر بمرحلة حرجة وانه بصدد الإهتزاز... هذه اخبار لا اساس لها من الصحة وتطور الأحداث يؤكد اهمية التوافق السياسي باعتباره حجر الأساس في بناء تونس....وهو ما جعل هذا البناء لا يتاثر في هذا الحجزب السياسي او ذاك. ولكن ما لمسناه من معارضة نواب النهضة في البرلمان لمشروع حكومة يوسف الشاهد التي تشارك فيها حركتهم وتحديدا مشروع قانون رفع السر البنكي يؤشر لوجود برود في التوافق السياسي بين اكبر حزبين في البلاد ؟ هذا المشروع لا يزال محل أخذ ورد والحقيقة أن حركة النهضة لم تفعل سوى إقرار مشروع قدمته حكومة هي طرف فيها وبالتالي فالمشروع هو مشروع النهضة ايضا، فكيف تعارضه اذن ؟ الغريب ان بعض الأحزاب المشاركة في الحكومة والبعض من نواب حركة نداء تونس لم يوافقوا على مشروع الحكومة ...عموما لم تحسم الأمور الى حد اليوم في هذا الشان وفي الغالب سينتهي الأمر بحل توافقي يقر برفع السر البنكي ولكن يشدد في تجريم العبث بأسرار الناس. لاشقوق في الحركة كلام كثير واخبار تنشر هنا وهناك تشير الى وجود " شقوق" في جدار وحدة صف حركة النهضة بعد استبدالها لقيادات الصف الأول بقيادات شابة بعضها من خارج الحركة، هل هذا صحيح؟ لم يخرج أحد من حركة النهضة وانما العكس هو الصحيح ، فقد انضمت اليها وجوه جديدة ...معلوم ان المواقع تختلف وهو امر طبيعي بعد المؤتمر، حيث يعاد تشكيل المؤسسات القيادية ولا تزال العملية جارية بعد تشكيل مجلس الشورى والمكتب السياسي .....ونحن الأن متجهون نحو تشكيل المناطق الداخلية ولذلك يمكن القول بانها عملية ديمقراطية عادية حيث تتأخر فيها قيادات وتتقدم أخرى ويظل الجميع في رحاب الحركة لهم احترامهم ودورهم . ومواقع التاثير في حركة النهضة لا تقتصر على الوجود في مؤسسات بعينها كالمكتب التنفيذي او مجلس الشورى،،، فالمجال واسع واذا صدرت تصريحات متباينة، فذلك في جزء منه على الأقل تعبير عن التنوع في الحركة.... وهذا مفهوم في حركة كبيرة هي فسحة واسعة للديمقراطية ...فالنهضة ليست تنظيما حديديا ولكننا نسعى باستمرار الى ان يظل خلافنا داخل سياقات وحدة الصف ...

517

| 24 نوفمبر 2016

تقارير وحوارات alsharq
د. رفيق عبد السلام للشرق": صاحب السمو حريص على الأخذ بيد تونس ومساعدتها

الدكتور رفيق عبد السلام مستشار الشؤون الخارجية بحركة النهضة لـ"الشرق": نقدّر دعم قطر المتواصل للشعب التونسي بكافة فئاته دور مهم لقطر في تنظيم المؤتمر الدولي للاستثمار (تونس 2020) اهتمام ومتابعة من أعلى مستوى في الدوحة لإنجاح الملتقى الدولي الاقتصادي حركة النهضة ليست حزبًا "ستالينيا" ولدينا تنوع واختلاف طبيعي في الآراء قادرون على إدارة خلافاتنا الداخلية من خلال وجود مؤسسات وهياكل قوية منح جائزة المهاتما غاندي للغنوشي مفخرة للشعب لكن الإعلام التونسي لم يعطها حقها لست من ابتدع مصطلح الدبلوماسية الشعبية والمصطلح متداول في الفكر السياسي أثنى الدكتور رفيق عبد السلام، القيادي في حركة النهضة ووزير الخارجية السابق في حكومة الترويكا، على الجهود التي تبذلتها دولة قطر من أجل الإسهام في إنجاح المؤتمر الدولي للاستثمار الذي تستعد تونس لاحتضانه نهاية الشهر الجاري، حيث أشاد بحرص صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني على حضور أعمال المؤتمر وقرار سموه أن ترعى قطر هذا اللقاء الدولي الذي تنتظر منه تونس الكثير والكثير. وقال المستشار السياسي للشؤون الخارجية لرئيس حركة النهضة الدكتور رفيق عبد السلام وزير الشؤون الخارجية السابق في حكومة الترويكا في بداية حواره مع "الشرق" بأن لدولة قطر الشقيقة دورًا كبيرًا في التقدم في تنظيم المؤتمر الدولي للاستثمار مضيفا قوله: "لقد لمسنا حرصًا شخصيًا من لدن سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد لإنجاح المؤتمر الدولي للاستثمار (تونس 2020)... حيث أدى سعادة وزير الخارجية زيارة إلى تونس مؤخرًا قصد التباحث حول آخر الاستعدادات لتنظيم المؤتمر، وهي زيارة أقامت الدليل مرة أخرى على أن هناك حرصًا ومتابعة من أعلى مستوى في دولة قطر لإنجاح هذا الملتقى الدولي الذي تنتظر منه تونس الكثير والذي ترعاه دولة قطر انطلاقا من حرص قيادتها على إسناد تونس اقتصاديا وماليا، وذلك من خلال الانخراط القطري الجاد في تنفيذ مشاريع استثمارية تنموية بما يخدم مصالح البلدين الشقيقين. ونظل ممنونين لوقوف دولة قطر قيادة سامية وشعبا شقيقا إلى جانب الشعب التونسي بتعليمات من سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد الحريص على الأخذ بيد تونس ومساعدتها في مسيرتها الانتقالية ودعمها اللامشروط لكافة فئاته. لكل رئيس بصمته * كلام كثير قيل حول تغير جذري مرتقب في السياسة الخارجية الأمريكية تجاه دول الربيع العربي بعد انتخاب الرئيس الأمريكي الجديد، فهل يبدو لكم أن هناك إمكانية تغير الموقف الأمريكي لمجرد تغير اسم ساكن البيت الأبيض؟ - لا يمكن الحكم بصورة نهائية على السياسة الخارجية الأمريكية من خلال التصريحات التي أطلقها الرئيس المنتخب ترامب خلال حملته الانتخابية...أكيد هذه التصريحات مخيفة ومزعجة في جوانب كثيرة تتعلق ببناء الجدار العازل مع المكسيك واعتزامه اتخاذ قرار بمنع المسلمين من دخول أمريكا وعلاقات الحلف الأطلسي وملف اللاجئين السوريين.. وغيرها من الملفات. الكثير من القضايا التي أطلقها ترامب كانت مزعجة ولكن تقديري بأن السياسة الأمريكية ستكون محكومة بأمرين رئيسيين...أولا السياسة الخارجية لا يصنعها الأفراد بالتأكيد لكل رئيس أمريكي بصمته الخاصة في مجال السياسة الداخلية والخارجية ولكن تبقى المؤسسة السياسية بمعناها العام سواء تعلقت بالكونجرس أو البرلمان أو برجال الأجهزة أو الخبراء وكل الأطراف التي تصنع السياسة الخارجية الأمريكية. المعطى الثاني أن السياسة الخارجية الأمريكية بصفة عامة، وتحديدا بمنطقة الشرق الأوسط ستكون محكومة بالتوازنات الدولية... وهذه التوازنات هي اليوم مركبة ومعقدة. وتقديري أن الولايات المتحدة الأمريكية هي لاعب رئيسي ولكنها من بين لاعبين آخرين...هناك الكثير من التوازنات السياسية التي من شأنها أن تفرض نفسها على السياسة الخارجية الأمريكية وبالتالي وجب انتظار بعض الوقت حتى تتضح وتتحدد معالم السياسة الأمريكية. وأعتقد أن تونس لا تدخل في أولويات السياسة الأمريكية لأن التفاهمات السياسية التي بنيت في تونس ومسيرة التجربة الديمقراطية كانت نتيجة معطيات داخلية حظيت بدعم دولي...لكني لا أتصور أن السياسة الخارجية الأمريكية ستتغير تجاه الملف التونسي. دبلوماسية شعبية *: سال حبر كثير حول الدبلوماسية الشعبية التي تتولاها حركة النهضة من خلال زيارات يقوم بها الشيخ راشد الغنوشي إلى دول شقيقة وصديقة، ألا تكون هذه الدبلوماسية التي تنافس الدبلوماسية الرسمية هي السبب الرئيسي للبرود الذي مس توافق الشيخين الغنوشي والسبسي؟ -: لست أنا من ابتدع مصطلح الدبلوماسية الشعبية...بل هو مصطلح متداول في الفكر السياسي والعرف الدبلوماسي... والمقصود بالدبلوماسية الشعبية أن هناك تكاملًا في الجهود مع الدبلوماسية الرسمية التي تقوم بها الدولة وتظل من صلاحياتها هي فحسب... وذلك من خلال السفراء والدبلوماسيين الرسميين. وهناك دبلوماسية أخرى تسمى الشعبية وغير الرسمية تقوم بها الأحزاب وهيئات المجتمع المدني وهذا أمر متعارف عليه، فنحن نستقبل أحزابًا وهيئات مجتمع أهلية كثيرة تزور تونس... وفي المقابل نحن نؤدي زيارات لمعاضدة الجهود الرسمية للدولة.... فحركة النهضة هي طرف في هذه الدولة، وبالتالي لا نرى تناقضًا بين الدبلوماسيتين الرسمية والشعبية بل هناك تكامل بينهما لما يخدم مصلحة البلد. وبالتالي لا نرى تناقضا بين الدبلوماسيتين الرسمية والشعبية بل هناك تكامل بينهما لما يخدم مصلحة البلد. *: وبم تردون على من يعلن اهتزاز التوافق بين "الشيخين"؟ -: يبدو لي أن التوافق السياسي الذي تتحدثين عنه صلب ومتين لأنه مبني على اعتبارات موضوعية وعلى مصالح متبادلة... تقديري أن المرحلة الانتقالية التي تمر بها البلاد لا تزال هشة ومعقدة وتحتاج إلى أوسع قاعدة ممكنة من التوافق السياسي وقد تعزز هذا التوافق من خلال وثيقة قرطاج التي حددت الأسس والمرتكزات العامة للتوافقات السياسية والاقتصادية والتي على أساسها بنيت حكومة التوافق الوطني. فخيار الشراكة السياسية والتوافق تعزز بوجود قوى أخرى داخل هذه الحكومة من خلال وجود قوى يسارية ونقابية بما يعني أن هذا الاتجاه هو اتجاه صحيح وسليم.....وهو اتجاه مستقبلي لتونس وهو يتعزز يوما بعد يوم. تنوع واختلاف *: برزت على سطح الحركة شقوق مباشرة بعد مؤتمرها العاشر الذي سجل خروج أسماء بارزة من الصف الأول لقياديي النهضة الذين أدلوا بتصريحات تجاوزت حدود الانضباط النهضوي المعروف ولا تسير في نفس المنهج الذي تتخذه قيادة الحركة...بما رسخ في الأذهان فكرة الاختلاف صلب الحركة؟ -: حركة النهضة ليست حزبا ستالينيا لدينا تنوع واختلاف في الآراء... ولكن خيار التوافق السياسي حظي بأوسع دائرة ممكنة من التزكية والمصادقة خلال المؤتمر العاشر للنهضة... فالوثيقة الرسمية التي تضبط التمشي السياسي للحركة سجلت تزكية ما يقارب 80 بالمائة من المؤتمرين بما يعني أن هذا التوجه يحظى بأوسع دائرة ممكنة من الدعم داخل قواعد الحركة وقياداتها. لكن بالتأكيد الخيارات التي انتهجتها الحركة ليست خيارات سهلة... وقد تلاقي بعض الانتقاد أو بعض التحفظ من طرف قيادات نهضوية عليا أو وسطى...ولكن حركة النهضة هي حركة مؤسسات بالدرجة الأولى ولدينا تقاليد في إدارة هذه الخلافات الداخلية... ومهما كانت دائرة الاختلافات فإننا دوما نحترم شرعية المؤسسات وشرعية الانتخاب بحيث تنضبط الأقلية للأغلبية. وهذه ليست المرة الأولى التي تكون فيها اختلافات تتعلق بالأساس بالتمشي السياسي للحركة. لكننا كحركة قادرون على إدارة خلافاتنا الداخلية من خلال وجود مؤسسات وهياكل قوية بالإضافة إلى أن لدينا تقاليد عمل ديمقراطي. ترابط الأجيال * يعاب على الحركة وفي إطار سعيها إلى التغير مهما كلفها الأمر دفعها إلى التضحية ببعض القيادات البارزة في الصف الأول والتي كان لها الفضل في تأسيس الحركة أيضا..وقدمتم وجوها جديدة شباب ونساء من خارج الحركة أيضا...وهذه القيادات المتخلي عنها غاضبة اليوم؟ - الحركة تقوم على تكامل الجهود وترابط الأجيال ولكل مرحلة شروطها ومقتضياتها،، الشرعية النضالية والتاريخية أمر أساسي ومهم بالنسبة لهذه الحركة، ولكن الآن الناس تبحث عن الإنجاز والعمل، فنحن انتقلنا بشكل من الأشكال من الشرعية التاريخية والنضالية إلى شرعية العمل والإنجاز التي تقتضي قدرا من الجرأة والتطوير والتجديد إن على مستوى الأفكار أو على مستوى الهياكل والمؤسسات والأشخاص. لكن مسارنا ليس مسار إلغاء بل تكامل بين كل هذه الطاقات، حيث تضاف أرصدة جديدة للحركة أرصدة شبابية ونسوية وقيادات جديدة تعمل جنبا إلى جنب مع الأرصدة الموجودة. السر البنكي *: تشارك الحركة في حكومة يوسف الشاهد وتدعمها بعد أن كانت سندًا إستراتيجيا لحكومة الحبيب الصيد إلى آخر لحظة، ولكن تصويت نواب الحركة بالبرلمان ضد مشروع رفع السر البنكي الذي قدمته حكومة الشاهد خلط الأوراق وجعل الأطراف السياسية الأخرى تتساءل عن معارضة نواب النهضة لحكومة حركتهم طرف فيها؟ -: هناك بعض فصول تم تعديلها وفصول أخرى تم إسقاطها تحت قبة البرلمان بتفاهمات سياسية مع بقية الكتل المشاركة في حكومة يوسف الشاهد...ولكننا لم نسقط فصل رفع السر البنكي ولكننا أسقطنا إلغاء الحكم القضائي في عملية رفع السر البنكي، نحن قلنا لا يمكن انتهاك الحقوق الخاصة للمواطنين إلا بأمر قضائي...والسر البنكي نعتبره من الحقوق الشخصية والذاتية للأفراد... وفي كلمة نحن لم نسقط السر البنكي، لا بل أسقطنا السر البنكي الاعتباطي...وطالبنا بأن يكون رفع السر البنكي بأمر قضائي، وتقديري بأن هذا هو المتعارف عليه ديمقراطيا، وهو دليل آخر على تشبثنا بالآليات الديمقراطية والشفافية، بحيث لا تنتهك حقوق الأفراد والمجموعات. * رافق زيارتكم الأخيرة إلى الجزائر جدل كبير، كيف تنظرون إلى مستوى العلاقات مع الجارة الكبيرة الجزائر؟ -: لقد ذهب وفد من حركة النهضة إلى الجزائر بدعوة من أصدقائنا في حزب التجمع الوطني الديمقراطي الذي يقوده السيد أحمد أويحي رئيس الوزراء الأسبق ورئيس ديوان رئيس الجمهورية الجزائرية وكانت زيارة مثمرة وفي أعلى المستويات.. ويمكن القول بأن العلاقات التونسية الجزائرية في أحسن حالها على المستويين الرسمي والحزبي والشعبي... ونحن حريصون على تطوير هذه العلاقة الأخوية. جائزة دولية *: تحصل رئيس الحركة مؤخرًا على جائزة دولية كبيرة تعتبر مفخرة للشعب التونسي بمختلف مكوناته وأطيافه الحزبية... رغم الصمت الإعلامي الرهيب. -: جائزة دولية مهمة جدا وهي جائزة المهاتما غاندي وتمنح لشخصيات فكرية وسياسية دولية وقد منحت هذه المرة للشيخ راشد الغنوشي، وذلك تقديرا لجهوده الفكرية والسياسية لا في تونس فحسب بل في العالم العربي الإسلامي وحظيت هذه الجائزة بتغطية واسعة جدا من وسائل الإعلام الهندية لكن للأسف وسائل الإعلام التونسية لم تعط الجائزة حقها...ففي الوقت الذي كانت تمنح الجائزة للشيخ الغنوشي في الهند كانت بعض وسائل الإعلام التونسية بصدد التشويش على زيارة وفد النهضة إلى الجزائر".

779

| 22 نوفمبر 2016

عربي ودولي alsharq
رئيس شورى "النهضة": قطر داعم رئيسي للمؤتمر الدولي للاستثمار في تونس

الهاروني: نقدر عاليا دعم الشقيقة قطر للثورة ووقوفها مع كافة التونسيين تستعد حركة النهضة لعقد دورة استثنائية لمجلس الشورى تخصص أشغالها للملفين الاقتصادي والاجتماعي وذلك قبل مناقشة مشروع ميزانية العام الجديد بمجلس نواب الشعب باعتبار أنها ميزانية مهمة وصعبة تحتاج الى مواقف واضحة وجريئة، وكذلك قبل انعقاد المؤتمر الدولي للاستثمار الذي سيكون مناسبة لتعبر الدول الشقيقة والصديقة عن دعمها لتونس ووقوفها الى جانب الشعب التونسي والتجربة التونسية الناشئة. "الشرق" التقت رئيس مجلس الشورى عبد الكريم الهاروني الذي أشاد بدعم حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى للثورة التونسية وللتونسيين بلا استثناء، مشيدا بحرص دولة قطر الشقيقة على تحمل جزء كبير من مصاريف المؤتمر الدولي للاستثمار الذي تعقده تونس أواخر الشهر القادم والذي سيكون لدولة قطر النصيب الأكبر في إنجاحه. كما تحدث الهاروني عن أهم ما سجل في الدورة السابقة لمجلس شورى الحركة وعن الانتظارات من الدورة الاستثنائية التي تعقد نهاية الأسبوع الجاري. ونفى رئيس مجلس شورى حركة النهضة أن تكون القضايا الخلافية سيطرت على مجرى سير أعمال الدورة السادسة الملتئمة مؤخرا، وقال:"النهضة باعتبارها حركة مؤسسات ديمقراطية ولديها مصداقية والحوار داخل الحركة يعبر عن تنوع في الاراء بين قيادات لها وزنها ولها مواقعها.. ومع تقدم تجربة حركة النهضة من حزب مضطهد الى حزب معارض إلى أن اصبحنا حزبا مشاركا في الحكم. ومنذ أن أصبحنا في الحكم ننقاش قضايا أكثر تعقيدا وأكثر خطورة ومن البديهي أن تكون فيها آراء ومواقف مختلفة ومتباينة. وأضاف: ما يميز حركة النهضة أن هذا التنوع وهذا الاختلاف في وجهات النظر والمواقف يتم في صلب مؤسسات الحركة ونحن نختلف ثم نتفق وعندما نحسم هذه الأمور بصفة ديمقراطية وبالتصويت فان الجميع عندئذ يلتزمون بقرارات المؤسسات. ولهذا السبب بالذات توفقت حركة النهضة الى ان تكون ديمقراطية داخليا وان تكون ديمقراطية مع الآخر خارجها، وتحافظ بالتالي على وحدة صفها رغم كثرة الضغوطات التي مورست عليها. * الخلاف الكبير الذي يسيطر على الساحة السياسية هو توافق الحركة مع حركة نداء تونس، يبدو أن أغلبية مجلس الشورى والحركة عامة موافقة على ان تواصل نهج التوافق، ولكن تلك الأقلية المعارضة له ما الذي تعيبه عليه كخيار استراتيجي؟ - نحن من خلال الدورة السادسة لمجلس الشورى أكدنا ان هناك اجماعا حول خيار التوافق والشراكة في الحكم وتوسيع هذا التوافق، ونحن عبرنا عن سعادتنا بهذا التوافق الذي بلغ درجة راقية أثمرت حكومة الوحدة الوطنية مرجعيتها وثيقة وقعت عليها 9 أحزاب و3 منظمات كبرى ونحن في مجلس الشورى وصلب الحركة عامة نحن مع التوافق الذي عليه إجماع، ولكن داخل خيار التوافق هناك تنوع في تصور تنزيل هذا التوافق على أرض الواقع ومدى تقدمنا في تكريس هذا الخيار ولكن قطعا ليس هناك خلاف حول هذا الخيار، لابد من ان تكون هذه المواقف واضحة لدى جميع التونسيين.. من ناحية اخرى وفي كل الحالات نحن في كل القضايا الخلافية او التنظيمية هناك اقلية تقابلها اغلبية وهذه هي روح الديمقراطية، ولكن عندما يتعلق الأمر بالخيار السياسي فنحن متوحدون. ولا ننسى انه من اهم نتائج المؤتمر العاشر للحركة نحن على المستوى الاستراتيجي للتخصص التوجه السياسي والفكري والاقتصادي والاجتماعي ومعالجة القضايا الأمنية ومكافحة الارهاب هناك اتفاق واسع ناهيك وان التصويت على لوائح المؤتمر كان بشكل واسع يتجاوز 80 بالمائة حيث توجت أعمالنا باقرار القانون الأساسي. باختصار شديد: نحن صلب حركة النهضة وعلى مستوى الخيارات موحدون متحدون وهذا شرط أساسي للمحافظة على وحدة الأحزاب، فكلما كانت الخيارات واضحة وكان الوفاق بشأنها واسعا، كلما توفرت الضمانات لوحدة الأحزاب وبالتالي كلما حدث خلاف في هذا المستوى فان الأحزاب تتهددها وقتها الانشقاقات والتفكك، فحركة النهضة ظلت موحدة ليس فقط بفضل علاقات بين اشخاص وانما بفضل الوحدة حول الخيارات الكبرى والوحدة حول ضرورة معالجة خلافاتنا واختلاف وجهات نظرنا داخل مؤسسات الحركة ونلتزم بقراراتها ان كانت مجلس الشورى او المؤتمر العام للحركة او مكتب تنفيذي. صحيح انها صفات وسلوكيات تميز حركة النهضة ونحن نتمنى ان تكون لنا ديمقراطية حقيقية في تونس وان تكون أحزابنا السياسية قوية، فنحن لا يسرنا ان تكون أحزابنا ضعيفة أو مفككة لأن هذه الوضعية تسمح للبعض بالتشكيك في الطبقة السياسية ككل وفي الأحزاب وحتى في الديمقراطية...فنحن في تونس لا تزال ديمقراطيتنا ناشئة ولذلك نحن في صلب الحركة حريصون على ان تكون النهضة احدى الضمانات الأساسية لنجاح الانتقال الديمقراطي في تونس. * ماذا حملت الدورة السادسة لمجلس الشورى من جديد؟ - الدورة السادسة العادية لمجلس الشورى أردناها متزامنة مع انطلاق السنة السياسية والبرلمانية والاجتماعية الجديدة حتى تظل الحركة مواكبة للحياة الوطنية بمختلف أوجهها لقناعتنا بان العمل الحزبي يجب أن يكون مترابطا مع الاهتمامات الوطنية لا في معزل عنها، كما أردنا ان يكون موعد انعقاد مجلس الشورى متزامنا مع ذكرى يعتز بها التونسيون في مسيرتهم من أجل الحرية واقصد الذكرى 53 لجلاء اخر جندي فرنسي عن بنزرت. وكانت هذه مناسبة جددنا من خلالها العهد على مواصلة الدفاع والذود عن أرضنا وسيادتنا وكرامة شعبنا وعلى مواصلة الحفاظ على اكبر مكسب حملته لنا الثورة ألا وهي الحرية.. ثورتنا الأولى من اجل الاستقلال وثورتنا الثانية من اجل الحرية والكرامة....ونحن خلال هذه الدورة قدمنا الوضع الوطني على الوضع الداخلي حيث تولى الشيخ راشد الغنوشي تقديم تقريره عن نشاط الحركة بين الدورة الأخيرة والدورة الحالية لمجلس الشورى باعتبار أن للمجلس دور مراقبة ودور متابعة للجهاز التنفيذي تماما كدور البرلمان إزاء الحكومة.... استعرضنا اهم القضايا ذات الأهمية على المستوى الوطني والتي تستوجب موقفا من الحركة كما ننظرنا في أداء هياكلنا الحزبية خلال هذه المرحلة..وكما اكدنا ذلك فقد برز مجددا إجماع حول خيار التوافق مع حركة نداء تونس وعزم متجدد على تقديم المصلحة الوطنية للبلاد مع التاكيد على حسن تنزيل هذا الخيار بما يساهم في انجاح الانتقال الديمقراطي ودعم حكومة الوحدة الوطنية ورفع التحديات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية التي تواجه البلاد. كما اعطينا اولوية للملفين الاقتصادي والاجتماعي وقررنا عقد دورة استثنائية لمجلس الشورى قريبا تخصص أشغالها للملفين الاقتصادي والاجتماعي وذلك قبل مناقشة مشروع ميزانية العام الجديد بمجلس نواب الشعب.

412

| 18 نوفمبر 2016

محليات alsharq
صاحب السمو والأمير الوالد يتلقيان التعازي من راشد الغنوشي ونجل الرئيس الفنزويلي

استقبل حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى وصاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ، صاحب السمو السيد نيكولاس إرنستو مدورو نجل رئيس جمهورية فنزويلا البوليفارية ، والسيد راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة التونسية الذين قدما التعازي بوفاة المغفور له إن شاء الله صاحب السمو الأمير الأب الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، وذلك في قصر الوجبة صباح اليوم. كما كان في الاستقبال سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل ثاني نائب الأمير ، وسعادة الشيخ عبدالعزيز بن خليفة آل ثاني ، وسمو الشيخ عبدالله بن خليفة آل ثاني ، وسمو الشيخ محمد بن خليفة آل ثاني ، وسعادة الشيخ جاسم بن خليفة ال ثاني ومعالي الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة ال ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية وعدد من أصحاب السعادة أنجال سمو الأمير الوالد .

443

| 25 أكتوبر 2016

عربي ودولي alsharq
"الصيد": أعرف أن تصويت البرلمان ضدي لكن أردته دستوريا

حضر رئيس الحكومة التونسية، الحبيب الصيد، اليوم السبت، جلسة مناقشة تجديد الثقة في حكومته بالبرلمان التونسي. وقال الصيد في كلمة ألقاها أمام البرلمان: "لم آت إلى هنا لأنال الثقة، أعرف أن التصويت سيكون ضدي، لكن أردت أن تكون المسألة دستورية"، متوجها إلى النواب بأن "الكلمة لكم في النهاية"، مضيفا "جئت لطرح الموضوع أمام الشعب ونوابه لإعطاء الموضوع الصبغة الدستورية، ولنري العالم أن بلادنا لها مؤسسات ودستور تحترمه، وأن الأشخاص ليس لهم قيمة أمام المصلحة العليا للبلاد". واعتبر الصيد أن "مبادرة رئيس الجمهورية مبادرة طيبة وتفاعلت معها ايجابيا، إلا أنها جاءت في وقت صعب". وأكد أنه "بعد إعلان المبادرة بدأت التدخلات ودعوات الاستقالة، وهناك من قال لي ألم تستقل بعد نريد هذا المنصب، وكأن الهدف لم يعد المبادرة بل تغيير رئيس الحكومة"، واستدرك الصيد "لم أرغب في هذا المنصب ولم أسعى إليه أبدا". من جهة أخرى شدد الصيد على أنه "كان جاهزًا للاستقالة منذ 4 يونيو الماضي، (بعد تقديم رئيس الجمهورية لمبادرة حكومة وحدة وطنية بيومين) لكن المبادرة لم تكن جاهزة"، واعتبر أن "رئيس الجمهورية كان السبب في وجودي بالبرلمان هنا، وقمت بواجبي وضميري مرتاح". وقالت حركة النهضة، الشريك بالحكومة، في وقت سابق اليوم، إن " كتلتها بمجلس نواب الشعب لن تصوّت لمنح الثقة لحكومة الصيد.. لفسح المجال لتشكيل حكومة وحدة وطنية ذات قاعدة سياسية أوسع وقدرة أكثر على الإنجاز على أساس برنامج بأولويات وطنيّة واضحة".

317

| 30 يوليو 2016

عربي ودولي alsharq
قيادي تونسي لـ "الشرق": ممتنون لقطر ونعتز بعلاقتنا معها

زيارة الرئيس السبسي أقامت الدليل مرة أخرى على أن الدوحة تقف مع تونس وشعبها قال القيادي بحزب "النهضة" التونسي والنائب البرلماني، عبد اللطيف المكي في تصريح لـ "الشرق"، على هامش أعمال مؤتمر حركة "النهضة" العاشر، إننا "نعتز كثيرا في حركة النهضة بعلاقاتنا المميزة مع دولة قطر الشقيقة التي كانت أول دولة تقف إلى جانب تونس غداة ثورة 14 من يناير 2011، ونحن ممتنون لأشقائنا في دولة قطر بقيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لمساندتهم المتواصلة لبلدنا، والتي تأكدت مرة أخرى بمناسبة الزيارة الناجحة لرئيس الدولة الباجي قائد السبسي للدوحة مؤخرا، وهي زيارة أقامت الدليل مرة أخرى على أن وقوف أشقائنا القطريين مع تونس وشعبها لا مع حركة النهضة كحزب سياسي، ونحن نجدد اعتزازنا بهذه العلاقة الثنائية المميزة والتي نتمنى أن تزيد تعمقا وصلابة ومتانة لما فيه خير الشعبين الشقيقين". وأسدل الستار في الساعات الأولى من فجر اليوم على أعمال المؤتمر العام العاشر لحركة النهضة بالإعلان عن قائمة الفائزين في انتخابات مجلس شورى الحركة، وذلك بعد انتخاب الشيخ راشد الغنوشي رئيسا لدورة جديدة بـ800 صوت من مجموع 1000 صوت من 1200 مؤتمر فضل 200 منهم المغادرة قبل التصويت. ونافس الغنوشي أحد قيادات الصف الأول، وهو رئيس مجلس الشورى المنتهية ولايته فتحي العيادي الذي حصل على 229 صوتا فيما حصد المترشح الثالث 29 صوتا.

694

| 23 مايو 2016

تقارير وحوارات alsharq
عقلانية "النهضة" التونسية تمنعها من استثمار أزمة "النداء"

أثارت موجة الاستقالات والانشقاقات من حزب نداء تونس تساؤلات حول ما إذا كان حركة النهضة ستستغل هذه الأزمة لصالحه، حيث يرى المراقبون أن الحركة سبق أن عاشت ظروفا مشابهة لما يمر به حزب نداء تونس ولا تتجه لاستثمار الأزمة لتحقيق مصالح انتخابية، وأن مواقف النهضة أعطت زخمًا معنويًا لجناح حافظ السبسي، نجل الرئيس، داخل نداء تونس، على حساب جناح محسن مرزوق الأمين العام المستقيل، والذي يعتزم إطلاق حزب سياسي مستقل. وعانى حزب نداء تونس من موجة استقالات وانشقاقات، كان أبرزها استقالة الأمين العام للحزب "محسن مرزوق"، وعدد من المقربين منه والمحسوبين على التيار اليساري البورقيبي، وإعلانه فتح باب الاستفتاء على تحديد هوية حزب سياسي جديد، حيث جاء هذا "الانشقاق" على خلفية رفض بعض الأوساط داخل الحزب للتقارب مع حركة النهضة، واحتجاجًا على ما وصفوه بهمينة "حافظ السبسي" نجل الرئيس على الحزب. موقف النهضة وحول موقف حركة النهضة نفى القيادي في الحركة أحمد قعلول، أي توجهات لدى قيادات حركة النهضة في "استثمار الأزمة التي يمر بها حزب نداء تونس لتحقيق مكاسب انتخابية، أو غيرها"، مشيرا إلى أن الحركة سبق أن عاشت ظروفا مشابهة لما يمر به حزب نداء تونس، دفعتها "للقبول بالخروج من الحكم، والمضي في الحوار الوطني والاستجابة لمخرجاته التي جعلت حركة النهضة طرفًا إلى جانب أطراف أخرى في الشراكة بالحكم وصياغة الدستور". وقال قعلول أن هذه المرحلة تعد "إعادة بناء إجماع سياسي جديد، ومنظومة حزبية جديدة لا تتسع دائرتها لأي طرف مهما كان حجمه أن يتفرد في قيادة البلد"، مضيفا أن "أزمة النخب السياسية التونسية هي انعكاس لأزمة داخل المجتمع تعود جذورها إلى منظومة الحكم القديمة قبل التغيير، وهي منظومة نخبوية وليست شعبية، وهي تسعى اليوم لتجاوز طبيعة تلك المرحلة باستبدادها واحتكارها للسلطة ونظرتها لمفهوم العلاقة بين المجتمع التونسي والدولة من منطلق لائكي (علماني)" بحسب القيادي بحركة النهضة. أرضية مشتركة ويرى قعلول أن "ثمّة أرضية مشتركة مع حركة النهضة على أساس المصلحة المتبادلة والعقيدة السياسية التي تجاوزت عقدة النظام السابق بتحالف جزء من تلك النخب في حزب نداء تونس مع حركة النهضة، في إطار شراكة سياسية تمثل إنقاذا لتلك النخب، وخروجا من أزمتها التي أدت في حينها إلى ثورة الشعب التونسي". وأوضح قعلول أنه من المبكر القول بـ "قدرة محسن مرزوق على تأسيس حزب سياسي له موقع مؤثر في الخارطة السياسية والحزبية"، واستدرك قائلا: "لكن الحكم على أمر كهذا متروك إلى حين ولادة الحزب الجديد ومعرفة حجم تأييده من شرائح مهمة في المجتمع التونسي، وقدرة الحزب على عقد تحالفات أو شراكات مع أحزاب أو حركات أخرى". لا تحالفات جانبية وفي سياق متصل نفا حزب نداء تونس عقد أي تحالفات جانبية مع حركة النهضة، واضعا العلاقة بينهما في إطار ما تمليه المصلحة الوطنية في عقد شراكة سياسية مع حركة لها ثقلها السياسي والاجتماعي. وحول الصورة التي تعكسها بعض وسائل الإعلام فيما يتعلق باحتمالات استغلال النهضة لأزمة حزب نداء تونس في تحقيق مصالح خاصة بالحركة، قال الباحث السياسي التونسي، محمد القايدي "إن حركة النهضة غير متحمسة كثيرا لصدارة المشهد السياسي في البرلمان، وهي تسعى لطمأنة جمهور نداء تونس لتفويت الفرصة على محسن مرزوق لاقتناص الفرص"، حسب تعبيره. وأضاف، أن محسن مرزوق، يحاول "اقتناص الفرص لجذب الغاضبين من حركة النهضة إلى صفوفه" لذلك تصرفت النهضة بـ "عقلانية وإدراك واعٍ، بعدم ذهابها بعيدا في تحالفات عميقة مع حزب نداء تونس لسحب البساط من تحت أقدام مرزوق الذي يسعى لاستغلال ذلك في ضرب الحزب الأم"، وهو ما تنبه له الرئيس السبسي في خطاب عيد الثورة " حيث ركز كثيرا على التمايز بين النداء والنهضة رغم التقارب بينهما والانسجام في مواقفهما"، على حد قوله. وفي ذات السياق، أبدى الخبير التونسي في شؤون المجتمعات الإفريقية، المنجي عبد النبي، أن صدارة حركة النهضة للكتل البرلمانية جاءت نتيجة طبيعية "للمتغيرات في المشهد السياسي التونسي، وليس بسعي الحركة التي ترى غياب المصلحة في صدارتها المشهد السياسي الذي يضعها أمام تحديات وجودية".

1221

| 18 يناير 2016

عربي ودولي alsharq
الغنوشي يثمن التقارب بين "النهضة" و"نداء تونس"

أكد رئيس حركة النهضة التونسية، راشد الغنوشي، خلال مشاركته في المؤتمر الأول لحزب نداء تونس، على قيم التوافق الذي يجمع بين كل التونسيين، واعتبر حضوره "لحظة تاريخية مهمة ومحطة من محطات نضج الديمقراطية في تونس". وأكد في مؤتمر صحفي اليوم السبت، عقب مشاركته على "تنافس حقيقي بين نداء تونس وحركة النهضة وليس التناحر، نحن ننتقل من مراحل التناحر والصراع الراديكالي إلى مرحلة المعايشة والمشاركة والتنافس الذي تشهدها كل الديمقراطيات بين الأحزاب". وتابع " النهضة لا تنتهج أسلوب الاختراق، كما يشاع عنها، والنداء هو من فرض نفسه، وليست النهضة من أرادت خلقه''. وأكد الغنوشي على أن التقارب بين النهضة والنداء هو "ثمرة من ثمار إستراتيجية التوافق، الذي بدأت في لقاء باريس سنة 2013، وأفضت إلى الحوار الوطني والانتخابات وإعطاء تونس دستور وهيئات دستورية". يذكر أن المؤتمر الأول للحزب، بدأ اليوم السبت بمدينة سوسة، ويستمر يومين، وستنبثق عنه القيادة الجديدة للحزب والنظام الداخلي والقانون الأساسي، وتوضيح الخط السياسي، وقد حضره أعضاء الهيئة التأسيسية برئاسة رئيس الحركة محمد الناصر، والهياكل المركزية، وحضور شخصيات وطنية وحزبية، مثل رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، وممثلين عن الائتلاف الحكومي، وعدد من ممثلي المجتمع المدني.

384

| 09 يناير 2016

تقارير وحوارات alsharq
زعيم حركة النهضة: نحيي قطر على وقوفها الثابت مع الشعب التونسي وقضايا الأمة

تجربتنا في الحكم بعد الثورة كانت صعبة نظراً للانتقال من الديكتاتورية إلى الديمقراطيةثورات الربيع العربي سقطت خلال مرورها بالجسر الانتقالي من الديكتاتورية إلى الديمقراطيةعام 2013 كاد المركب ينقلب بالتونسيين لولا تراجعنا خطوة إلى الوراءالمراحل الانتقالية لا يصلح فيها الانفراد بالحكم حتى لو جاء عبر صناديق الاقتراعكل المجتمعات العربية سائرة نحو الحرية والديمقراطية لكن بأثمان مختلفة وبدون تراجعنرفض وصف كل من اشتغل في عهد بائد بأنه مجرم ونشطب نصف قرن من تاريخناإقصاء أي مجموعة من السياسة يدفعها حتماً للعنف والاستغلال الأجنبيلو أقر قانون حظر العمل السياسي لمن عملوا مع بن علي لدخلت تونس في منعرج خطيرليس وارداً المصالحة مع من أجرم وسفك دماء الشعب التونسيأولوياتنا ليست صعود النهضة بل استمرار الديمقراطية والمحافظة على الحريات والدستورقلنا لمن عابوا علينا "تراجعنا خسرنا السلطة وربحنا تونس"ظاهرة الإرهاب لم تكن من بنات الثورة إنما ميراث من الديكتاتوريةلمواجهة ظاهرة الإرهاب نحتاج إلى تعزيز الوحدة الوطنيةلا يمكن القضاء على الإرهاب دون معالجة قضية فلسطين وإنهاء الاحتلال الإسرائيليالثورة في سوريا كانت سلمية ولكن النظام قابلها بكل قسوة وعنفاختلط الحابل بالنابل وأصبحت سوريا والعراق محارق للشباب الإسلامينحن ننهى شباب تونس عن الذهاب إلى المحارق في سوريا والعراقلا مستقبل للديكتاتورية ولنظام الأسد في الوطن العربيالديمقراطية جالت العالم كله وبقي العالم العربي ثقباً أسودالعالم بدأ تاريخاً جديداً عام 2011 ولن يتوقفمستقبل مصر مرتبط بمدى قدرة النخب المصرية على الحكمة والتوافقسيبقى هناك جيش مصري وإخوان وأقباط فلماذا نضيع الوقتوجهت الدعوة إلى مصالحة شاملة في مصر لا تستثني أحداًبعض الدول الكبرى تخشى من نجاح الديمقراطية في العالم العربيالانتفاضة في القدس رسالة إلى العام أن شعباً مظلوماً لايزال تحت الاحتلالما يجري في القدس لفتة للضمير العربي لكي لا ينسى قضية فلسطينفي تونس كانت بداية ثورات الربيع العربي عام 2011 وفي عاصمتها الخضراء كانت الشرارة الأولى التي سرعان ما امتدت لتشتعل في عدد من العواصم العربية، لكن المشهد بعد اربع سنوات من الثورات بدا ضبابيا، فيما انقشعت الرؤية في مهد الثورة وباتت الطريق واضحة المعالم. فلماذا نجحت الثورة التونسية وتعثرت الثورات الاخرى؟ هذا السؤال تكمن إجابته عند زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي، الذي قاد مرحلة انتقالية ببراعة واحترافية، لا يتقنها الا الحكماء مما جعله في نظر الشعب يستحق لقب حكيم الثورة خصوصا انه اتخذ قرارا جريئا بتنازل حركة النهضة عن السلطة لتحقيق نهج الحوار بديلا للتقاتل والتوافق بديلا للصراع، قائلا لكل من عابوا تراجع النهضة: " خسرنا السلطة وربحنا تونس ونحن فخورون؛ لاننا لم نقدم تنازلات لأعداء بلادنا بل قدمناها لأبناء وطننا وللسلم الوطني". وبذلك نجت تونس من التحارب واستحقت الفوز بجائزة نوبل التي تعتبر بمثابة تقدير من المجتمع الدولي لاعتماد التونسيين نهج الحوار والسلم والديمقراطية. تنازلنا عن السلطة لإنقاذ تونس وعدم تكرار التجربة المصرية.. الثورات العربية انتهت خلافاً للتجربة التونسية بما لا تحمد عقباه.. تونس نجت من التحارب بالتزامها بالنهج السلمي في إدارة الخلافات السياسية.. حركة النهضة تنازلت عن السلطة لتحقيق نهج الحوار بديلا للتقاتل.. والتوافق بديلاً للصراع الحوار مع الغنوشي يكشف الرؤية الثاقبة لزعيم تاريخي في ظرف استثنائي، فهو يتحدث بإسهاب وعمق عن اسباب نجاح التجربة التونسية واخفاق التجارب العربية ويقول: تجربتنا في الحكم بعد الثورة كانت صعبة نظرا للانتقال من الديكتاتورية الى الديمقراطية وفي عام 2013 كاد المركب ينقلب بالتونسيين لولا تراجعنا خطوة الى الوراء. وقد برهنت تونس قدرة القوى الاسلامية والعلمانية على التعايش والتوافق الديمقراطي.ويميط زعيم حركة النهضة اللثام عن سر تجاوز تونس للمرحلة الانتقالية وذلك عبر نقطتين، اولاهما ان حركة النهضة — كما يقول — رفضت اي قانون للاقصاء برغم اننا كنا الاغلبية في البرلمان وكنا قادرين على سن القوانين ورفضنا وصف كل من اشتغل في عهد بائد بانه مجرم؛ لان الاقصاء يدفع اي مجموعة للعنف والاستغلال الاجنبي. ولو اقر قانون حظر العمل السياسي لمن عملوا مع بن علي لدخلت تونس في منعرج خطير.أما النقطة الثانية لنجاح تونس، فهي ان المراحل الانتقالية لا يصلح فيها الانفراد بالحكم حتى لو جاء عبر صناديق الاقتراع، مشيرا الى ان الائتلاف الرباعي الحاكم يضمن مصلحة البلد والجميع يدرك عدم قدرته على الانفراد بالحكم.وعلى هذا الاساس نجحت تونس وسقطت ثورات الربيع العربي خلال مرورها بالجسر الانتقالي من الديكتاتورية الى الديمقراطية، حيث الاقصاء والسعي للانفراد بالحكم مما جعلها تنتهي بما لا تحمد عقباه. لكن زعيم حركة النهضة يجزم بأن كل المجتمعات العربية سائرة نحو الحرية والديمقراطية لكن بأوقات مختلفة وبأثمان مختلفة وبدون تراجع. فالعالم العربي بدأ تاريخا جديدا عام 2011 ولن يتوقف.وفي قراءاته للساحات العربية يقول الغنوشي، إنه لامستقبل للديكتاتورية ولنظام الاسد في الوطن العربي، فالديمقراطية جالت العالم كله وبقي العالم العربي ثقبا اسود، لكنه يعترف بأن بعض الدول الكبرى تخشى من نجاح الديمقراطية في العالم العربي.اما في الملف المصري، فانه يكشف عن دعوة وجهها لمصالحة شاملة في مصر لا تستثني احدا. لانه مهما طال الزمن سيبقى هناك جيش مصري واخوان واقباط، فلماذا نضيع الوقت، وبذلك يكون مستقبل مصر مرتبطا بمدى قدرة النخب المصرية على الحكمة والتوافق.وبخصوص الإرهاب، فان الغنوشي يرى ان هذه الظاهرة لم تكن من بنات الثورة انما ميراث من الديكتاتورية، مؤكدا ان مواجهة ظاهرة الارهاب تحتاج الى تعزيز الوحدة الوطنية، مشيرا الى ان القضاء على الارهاب لا يمكن تحقيقه بدون معالجة قضية فلسطين وانهاء الاحتلال الاسرائيلي.زعيم حركة النهضة قال الكثير في حواره الشامل مع الشرق وهذا نصه:* فوز الرباعية بجائزة نوبل للسلام.. هل يعني ذلك أنه مؤشر على ظاهرة صحية أن لغة الحوار والديمقراطية هي السائدة في تونس وستظل كذلك بعد مرور خمس سنوات على ثورتها؟** بداية أحيي أهلنا في الشقيقة قطر أميرا وحكومة وشعبا على وقوفهم الثابت مع قضايا الأمة الكبرى وندعو لهم بالتوفيق والسداد.كما نشكركم على التهنئة بفوز الشعب التونسي لأول مرة في تاريخه بهذه الجائزة الكبرى، وهذا التقدير الكبير المتمثل في جائزة "نوبل للسلام"، والسلام كما تعلمون مقصد من مقاصد الإسلام قال تعالى (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها) و(الصلح خير)؛ فالإسلام كما يتشوف للحرية يتشوف أن تدار معارك الحرية في سلم، وبالوسائل السلمية وليس بالوسائل الحربية.تعلمون أنه في سنة 2011 انطلقت جملة من الثورات في العالم العربي، هذه الثورات انتهت في "غير التجربة التونسية" بما لا يحمد عقباه، وحتى الآن وصلت لتحارب أهلي وإلى انقلابات.تونس نجت بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بانتهاجها والتزامها بالنهج السلمي في إدارة الصراعات وإدارة الخلافات السياسية رغم أنها حادة في تونس وليست بسيطة، لكنها ظلت تدار بالوسائل السلمية، وحتى الآن يعتبر الانتقال الديمقراطي التونسي استثناءً في الربيع العربي، وهذه الجائزة هي نوع من التقدير لهذا النهج في اعتماد الحوار بدلا من التقاتل، واعتماد التوافق بديلا عن الصراع، هذا التوافق ربما يصل إلى حد تقديم التنازلات، وحركة النهضة في تونس هي التي قدمت تنازلات أكبر في الحقيقة لتحقيق هذا الاستثناء، لأنها تنازلت عن أحب شيء في نفوس البشر.. وهو السلطة، وقد تنازلت عن سلطة محقة بالانتخابات وليست مهربة أو مسروقة.تنازلت حركة النهضة عن السلطة من أجل السلم، ومن أجل أن يسود، لأن البلد كان مهدداً لاسيما بعد الذي حصل في مصر، فتونس كانت مهددة بحالة مماثلة، وصراعات مشابهة، قد تؤدي إلى انقلابات، فانسحاب النهضة من السلطة يومئذ وتقديمها للتنازلات الكبيرة ودخول البلد في حوار وطني تحت إشراف مؤسسات المجتمع المدني، أفضى إلى دستور توافقي، وليس دستورًا يقوم على المغالبة وإنما على التوافق، تم توقيعه بنسبة فاقت 94% من كل الأطراف، وأفضى إلى تنظيم انتخابات شارك فيها الجميع واعترف الكل بنتائجها، وكان في مقدمة المعترفين حركة النهضة، هذا الاعتراف كان "قيمة" باعتبار الحركة المنافس الرئيسي، لأن اعترافها بالنتائج رغم أنها لم تكن في صالحها مثّل خطوة جيدة لتحقيق وترسيخ السلم في البلد.فإذن هذه الجائزة هي نوع من تقدير المجتمع الدولي، لاعتماد التونسيين لنهج الحوار، ونهج السلم والديمقراطية، فهي رسالة تشجيع في الحقيقة لهذا النهج وتعزيز لنهج التوافق بين القوى المتنابذة، وخاصة بين القوى الإسلامية والعلمانية، هذان التياران اللذان تصارعا خلال النصف قرن الأخير في العالم العربي، وقد برهنت تونس أن التيارين قادران على أن يتعايشا وأن يشتركا ويتوافقا على إقامة حكم ديمقراطي مشترك.الإسلاميون والعلمانيون.. التوافق والشراكة* نادراً ما نجد توافقا وشراكة بين التيار العلماني والإسلامي.. فكيف استطعتم تحقيق هذا التوافق وهذه الشراكة الفعلية وليست الوهمية؟** من يتتبع فكر الحركة الإسلامية في تونس منذ عام 81، يوم أن أعلنت عن نفسها حزباً سياسيا يدرك أن هذا المسلك ليس مفاجئاً ولا صادماً، وإنما هو النهج الذي أسست له الحركة تأسيساً فكرياً بتأكيدها على التوافق بين الإسلام والديمقراطية، وعلى مبدأ التعددية في الإسلام لأن الدولة الإسلامية التي ننشدها هي دولة مدنية يعترف فيها بكل الحقوق للجميع بالتساوي بغض النظر عن عقائدهم، ويُعترف فيها للنساء بحقوقهن وللأقليات أيضا، وهذا النهج أسسنا له منذ أكثر من ربع قرن وعقدنا عدة مواثيق مع مختلف الأطراف في منتصف 2005، وكان هنالك توافق بين جميع أحزاب المعارضة بما فيها الشيوعية والإسلامية على إقامة نظام ديمقراطي في تونس، يُعترف فيه للجميع بنفس الحقوق بما في ذلك التداول السلمي للسلطة، وبالتالي نحن لم نجد صعوبة أو أي عائق فكري في تحقيق حكم ثلاثي يسمونه هنا "الترويكا" بعد الثورة، وبعد ذلك توافق بين أربعة أحزاب بما فيها الحزب الذي ينظر إليه أنه امتداد للعهد السابق، وهذا ناتج على أننا رفضنا أي قانون للإقصاء، رغم أننا كنا الأغلبية في البرلمان وكنا قادرين على سنّ القوانين التي تقصي غيرنا، مثل أنصار العهد القديم، وقلنا إن الجريمة فردية، لذا فلا يصح أن نضع جميع من اشترك في العهد السابق في "كيس" واحد ونسميه جرائم وفسادا، وإنما اعتبرناه حالات فردية، من تعلقت به جريمة فيحاسب، أما الباقي فهم مواطنون أفسحنا لهم المجال أن يشتركوا معنا في صناعة الحياة الحديثة وصناعة الدستور الجديد واعتبرنا أن كل من دخل تحت خيمة الدستور فهو مواطن صالح وآمن. زعيم حركة النهضة التونسية في حواره مع رئيس التحرير تنازلات الحركة الإسلامية* لكن هناك من أنصار الحركة من اتهمكم بأنكم قدمتم تنازلات كثيرة، خصوصا في الفترة الأخيرة من دون أن يكون هناك مبرر أو مقابل.. هل بالفعل قدمتم تنازلات من أجل إرضاء التيار الآخر؟** نعم نحن قدمنا تنازلات ولسنا نادمين على ذلك بل فخورون بها، لأننا لم نقدم تنازلات لأعداء بلادنا، بل قدمناها لأبناء وطننا، وللسلم الوطني، حتى يسود السلم في وطننا وننأى بوطننا عن التحارب وهو أشد الأخطار التي يُمنى بها أي وطن، وأن يصبح أهل بدر يداً واحدة على من سواهم، ولكي لا نصبح كما قال النبي صلى الله عليه وسلم كـ"الحالقة" التي تحلق الدين، أو بما يسمى بالمصطلح الإسلامي "الفتنة "، ونحن نأينا بوطننا عن الفتنة وكل تنازل يُقدم من أجل ذلك فهو خير وبركة.والآن الشعب التونسي تقديره للحركة تقدير كبير وينظر للنهضة باعتبارها أنقذت البلد أو كان لها الإسهام الأكبر في إنقاذ البلد وصناعة الاستثناء التونسي حيث جاءت هذه الجائزة تكريما وتقديراً لهذا الدور وتشجيعا عليه.تحالف النداء* مر أكثر من 6 أشهر على التحالف مع حزب "نداء تونس" كيف تقيّمون هذه الفترة.. وهل هناك اتفاق على مجمل قضايا الوطن أو هناك نوع من التباين؟** لا شك أن هناك تباينا واختلافات وهنالك أيضا توافقات، فنحن لسنا حزباً واحداً بل أربعة أحزاب، ولكنها مؤتلفة حول مشتركات، ولدينا هيئة تنسيقية تجتمع أسبوعيا للتنسيق، كي نذهب للبرلمان ومجلس الوزراء برأي واحد، وهذه الهيئة التنسيقية يمثل فيها زعماء هذه الأحزاب المؤتلفة من أجل تحقيق التوافقات باستمرار وتجاوز مواطن الخلاف والبحث عن مواطن الاتفاق والالتقاء.* وهل نستطيع الآن القول إنه لا خوف على الائتلاف من التفكك؟** نتمنى ألا يحدث ذلك لأن هذا الائتلاف هو مصلحة البلد، وهناك إدراك من الجميع بعدم قدرة أحد على أن يحكم وحده، والشعب التونسي لم يعطِ أحدًا الحق بالحكم منفرداً، وإنما وزع الأصوات على أكثر من جهة حتى لا يعود إلى نظام حكم الفرد الواحد ولو عن طريق الانتخاب، وحتى لا يقال إننا أخرجنا الديكتاتورية من الباب ورجعت مرة أخرى من النافذة.* لكن كنتم في الفترة الماضية تحكمون بأغلبيتكم؟** لا.. لم نكن الأغلبية بل كان هناك حزبان كبيران يحكمان معنا فالرئيس كان من حزب، ورئيس الوزراء من حزب، ورئيس البرلمان من حزب آخر، وهذه المناصب السيادية لم تنفرد بها النهضة.* وكيف كانت تجربتكم بعد الثورة مباشرة وقد تصدرت حركة النهضة المشهد.. وخاصة أن هذه التجربة ظهرت بعد سنوات من القمع والاستبداد؟** كانت تجربة صعبة جداً وعصيبة لأن العملية الانتقالية ليست يسيرة، فأن تنتقل من حكم فردي مركزي ديكتاتوري، إلى حكم متعدد فجأة ومباشرة بعد أن حلت أجهزة القمع مثل أمن الدولة وتحرر الإعلام وحق التظاهر، والعودة للانتظام الطوعي بعد أن كان قسرياً، أعتقد أنها لم تكن عملية سهلة، فالانتظام كان قائما في تونس تحت تأثير الرعب والبوليس السياسي.أما الآن فإنه مطلوب من التونسيين أن ينتظموا دون إكراه ودون قمع أو رعب، هذه العملية ليست يسيرة وثورات الربيع العربي سقطت من خلال مرورها بالجسر الانتقالي، جسر الانتقال من الديكتاتورية للديمقراطية.التونسيون ساروا بقدر من التعثر إلا أنهم واصلوا السير وتحاملوا على أنفسهم كي يحلوا مشكلاتهم بالحوار لا بالسلاح، رغم أن المرحلة لم تكن سهلة وكادت المركبة أن تنقلب بنا خاصة عام 2013 لولا أن حركة النهضة آثرت الانسحاب، وأن تخطو خطوة للوراء كي تحافظ على السير، لأن تونس كانت معرضة لسيناريو شبيه لما حدث في تجارب أخرى.الثورة.. والحكم التوافقي* وهل أنتم مع حكم ائتلافي في مصر وليس انفراديا؟** بالتأكيد نحن مع حكم التوافق، لأن الديمقراطية المستقرة تكفي لشرعية الحكم فيها أن تحصل على 50% زائد 1 بينما الديمقراطية الناشئة التي لا تزال في حالة انتقالية لا يكفي فيها حكم الأغلبية، وإنما التوافق، أي بالمصطلح الإسلامي "الإجماع" أو نقترب من الإجماع كي تكون الحكومة مستندة لقاعدة برلمانية لا تقل عن 70 أو 80% وهذا الذي جربناه نحن في 2012 و2013، عندما انقسم المجتمع لحكم ومعارضة كادت المركبة أن تنقلب لذا فقد أدركنا بعد ذلك أن هذا النوع من الحكم لا يصلح للديمقراطية الانتقالية أو الناشئة، عندئذ طورنا الفكر السياسي كي لا يقوم على حكم الأغلبية بل على التوافق.* تحدثتم عن الديمقراطية وكيف طورتم فكركم للتعامل مع الأوضاع الناشئة بفكر جديد، لكن التجارب الأخرى ربما مصر التي دائما يتم الاستشهاد بها أنها لم تستطع أن تتعامل مع مجريات الأحداث كما حدث في تونس.. هل هذه الدلالات تفرض أهمية وجود فكر متطور للحركات الإسلامية يواكب المرحلة في المجتمعات الناشئة؟** كما قلت المراحل الانتقالية لا يصلح فيها الانفراد بالحكم حتى لو جاء هذا الحكم عن طريق صناديق الاقتراع، ولا يصلح أن ينفرد تيار ولو عنده أغلبية واسعة، بل نحتاج إلى توافق بين مختلف الأسر التي تحكم وبين مختلف الإسلاميين والعلمانيين، فلا يمكن أن يكون الحكم بيد الإسلاميين فقط أو العلمانيين فقط، نحن لا نحتاج لحزب يملك الأغلبية وإنما أحزاب مؤتلفة.وقد تكون المراحل الانتقالية متشابهة، لكن هناك اختلافا بين مجتمع وآخر، فهناك مجتمعات طبعها أكثر تعقيدا من مجتمعات أخرى، فالمجتمع المصري وضعه أكثر تعقيداً من التونسي، سواء من جهة دور الجيش في مصر، الذي له سوابق في المشاركة السياسية منذ زمن طويل، وهذا عكس الجيش التونسي الذي لم يكن عنده تجارب في السياسة وكان بعيداً عنها، ولذلك اقتصر دوره في الثورة على الدفاع عن الحدود والمؤسسات والمشاركة في حفظ الأمن ولم يتدخل في السياسة، أيضا المجتمع التونسي أكثر انسجاماً من المجتمعات الأخرى مثل سوريا والعراق وليبيا التي بها أكثر من دين ومذهب، فالمجتمع التونسي أكثر اتساقا عرقاً ولغةً ومذهباً وديناً، فبقدر ما تكون تركيبة المجتمع أعقد بقدر ما تكون تكاليف التغيير أكبر.وأنا شديد القناعة بأن كل المجتمعات العربية سائرة في طريق الحرية والديمقراطية ولكن بسرعات مختلفة وبأثمان وتكاليف مختلفة وبتقديري فإن السير نحو الديمقراطية لن يتم التراجع فيه. جائزة نوبل تقدير من المجتمع الدولي لاعتماد التونسيين نهج الحوار والسلم والديمقراطية.. تونس برهنت قدرة القوى الإسلامية والعلمانية على التعايش والتوافق الديمقراطي.. الحركة الإسلامية في تونس قامت منذ عام 81 على التوافق بين الإسلام والديمقراطية.. ننشد دولة إسلامية مدنية يعترف فيها بكل الحقوق للجميع وبالتساوي بغض النظر عن العقائد.. رفضنا أي قانون للإقصاء رغم أننا كنا الأغلبية في البرلمان وكنا قادرين على سن القوانين النظام القديم* أحد أسباب الثورات هو غياب العدالة الاجتماعية وكثرة الظلم والقمع التي تسبب فيها النظام القديم رغم أنكم في مصالحتكم صوّتم على عودة هذه الرموز مجدداً.. هل يعد ذلك تناقضا في مواقفكم؟** نحن صوتنا ضد المنع، ورفضنا أي قانون لإقصاء مجموعة بالجملة، واعتبرنا هذا غير عادل وغير منصف، لأن الجريمة فردية، وبالتالي لا يصلح أن نقول إن كل من اشتغل في عهد من العهود، كلهم مجرمون، أي نشطب نصف قرن من تاريخنا مثل ما حدث في ليبيا مثلا.وللأسف فإنك إذا أزحت مجموعة ما من السياسة فإنك بذلك تكون دفعتها للعنف ولاستغلال الأجنبي لها، ففي العراق سن قانون اجتثاث البعث، ما دفع كثيرا من قادة البعث للانضمام لداعش، فلا يمكن إقصاء مجموعة بالجملة إلا إذا أردت أن تدفعها للتطرف، وللحلول القصوى، ونحن كان سيمر عندنا قانون يمنع من اشتغل مع "بن علي" من ممارسة السياسة طيلة عشر سنوات لكنه ولله الحمد رفض.. وإنه لو مر لدخلت تونس في منعرج خطير.* هل هناك حديث عن عودة بن علي في شكل من أشكال المصالحة؟** بن علي محكوم عليه بحكم قضائي، وهو متورط في عدة جرائم، وبالتالي ليس وارداً مصالحة مع من أجرم وسفك دماء الشعب التونسي ولكن نحن قلنا إنه من حق كل مواطن تونسي أن يحمل الجواز وهوية البلد، فالقانون التونسي لا يجرد أحدا من هويته، يحاكمه ومن الممكن أن يعدمه لكن لا ينفيه.شعبية "النهضة"* أشرتم إلى أن وضع النهضة أفضل من ذي قبل بعد تقديمها تنازلات. برأيك هل إذا أجريت الانتخابات مجددا ستكون النهضة متقدمة عن الانتخابات السابقة؟** نتمنى ذلك، فنحن يهمنا أن تنجح النهضة وتقديرنا أنه لا غنى اليوم عنها، لأنها باعتراف الجميع الأكثر تنظيما، والحزب الأقدم في البلد والأكثر تماسكاً، وبالتالي ليس من مصلحة أحد أن يخسره.واللعبة السياسية تجعل طريق الصعود مفتوحا وطريق التراجع مفتوحا أيضا، لكن مع أهمية ألا تتراجع الديمقراطية في البلد، وأن نحافظ على الحريات والدستور.الحرية.. والسلطة.. والشريعة* إذاً الحرية مقدمة على وجودكم في السلطة وعلى تطبيق الشريعة؟** نعم بالتأكيد لأن أمن تونس أهم من أمن أي حزب من الأحزاب، ونحن قلنا لمن عابوا علينا أننا خسرنا السلطة، فقلنا لهم خسرنا السلطة وربحنا تونس، وهي أهم من النهضة ومن السلطة، قلنا لمن عابوا علينا خسارة السلطة: خسرنا السلطة لكننا لم نخسر تونس.تونس والإرهاب* تطل بين فترة وأخرى ظاهرة الإرهاب والتي يرجعها البعض للتيارات الإسلامية، برأيك ما مرجعيات هذه المجموعات لكي تضرب الأمن وتضرب الاستقرار، وكيف يمكن تلافي هذه الظواهر التي تسيء لتونس في الخارج؟** للأسف هذه الظاهرة مبعث حيرة وتساؤل من كثير من الباحثين، الذين يرونها ظاهرة غير منطقية في مجتمع الكثير منه منفتح، وتتعايش فيه كل الآراء ومتسامح، وليس فيه صراعات قبيلة أو مذهبية، وأنتج ثورة سلمية، كيف لشبابه أن يلتحق بصراعات وحروب في العالم العربي والإسلامي؟ وهذا سؤال مهم.هؤلاء الذين يتحيرون أمام هذه الظاهرة يغفلون عن جملة حقائق، منها أن هذه الظاهرة ليست وليدة الثورة وإنما جزء من ميراث الديكتاتورية، فتونس تعرضت مؤسسات الإسلام فيها للقمع والاضطهاد، وبعد الاستقلال تم تعطيل أهم مؤسسة دينية تخرج العلماء وتحفظ المرجعية الوسطية الإسلامية في تونس وهو جامع الزيتونة، فتونس لم تكن بلداً إسلاميا فقط، بل مدرسة من مدارس الإسلام، مثل الأزهر والقرويين بل هي أقدم من الأزهر والقرويين، والتونسيون يعتقدون أنهم هم من أسس الأزهر والقرويين، ومع ذلك هذه الأرضية الخصبة للحركة الإسلامية تم سحقها وقمعها، الأمر الذي جعل نشأة الحركة الإسلامية فيها قدر من التشدد في بداية السبعينيات متأثرة بتيارات خارجية، ولكن مع مرور الوقت تفاعلت مع البيئة التونسية واعتدلت، وأعلنت منذ بداية الثمانينات استعدادها للعمل في إطار القانون، لكن السلطة كان جوابها عليها قاسيا.ففي غياب النهضة وغياب التيار الإسلامي المعتدل خلال التسعينيات وبدايات القرن الجديد نشأت تيارات متشددة بعد أن أغلقت بواباب ومساحات الحرية، والتي كانت في الأساس ضيقة مع هامش بسيط من الحريات في عهد بورقيبة، أغلقت هذه المساحات وشنت سياسة سميت سياسة الاستئصال وتجفيف الينابيع، ولما قامت الثورة، كان هناك ثلاثة آلاف شاب من هؤلاء الذين تأثروا بفكر التشدد وتيار القاعدة، بل إنهم باشروا بعض الأعمال في عهد بن علي، ففجّروا معبداً تونسياً ودخلوا في صراع مع القوات المسلحة، ولما جاءت الثورة أُطلق سراح هؤلاء باعتبار أن الاحكام التي صدرت عليهم مشكوك فيها، وبالتالي فتحت لهم السجون وخرجوا منها، وانطلقوا إلى المساجد وسيطروا على المئات منها، ونشروا نوعا من الفوضى بعد الثورة. إذاً هذه الظاهرة لم تكن من بنات الثورة وإنما ميراث من مواريث الديكتاتورية. ولمواجهة هذه الظاهرة نحتاج إلى تعزيز الوحدة الوطنية وإلى الاتفاق على مقاربة وطنية للتصدي لظاهرة الإرهاب والتطرف. هذه المقاربة يجب أن تكون شاملة تجمع بين أبعاد يختلط فيها الديني والسياسي والثقافي الاقتصادي، علاوة على المعالجة الأمنية والقضائية. زعيم حركة النهضة في حديثه للشرق فلسطين الحل* وكيف يمكن معالجة وإيقاف مثل هذه التحولات والإرث؟** لابد أن نعالج الأصل، فهناك قضية تسمى قضية فلسطين، سيظل هناك شباب عربي يتوق إلى المشاركة في أعمال تحرير فلسطين، فلكي تمنعه من ذلك جفف ينابيع الظلم وامنع الاحتلال، حتى لا تبقى أقطار إسلامية محتلة، لأنه طالما هناك أقطار محتلة ستكون حركات ترفع لواء تحرير هذه الأقطار.ففي سوريا كانت هناك ثورة سلمية مثل باقي الثورات، قابلها النظام بكل قسوة وعنف، وعندما أراد بعض الفئات أن يرد عليه بنفس أسلوبه وأن يرفع الظلم والجبروت، الأمر الذي أدى لأن يعتبر الشباب العربي معنيا بالانضمام لهذه الفصائل، واختلط الحابل بالنابل، والنضال المشروع بالإجرام، والاندراج في أمميات واستراتيجيات دولية مثل القاعدة وداعش، بدلا من الاستراتيجية المحلية لتحرير شعب من الديكتاتورية، وهذا أيضا سبب من أسباب التطرف ألا وهو الديكتاتورية.سوريا.. تصفية حسابات* لكن هناك اليوم دول تقاتل في سوريا ليس فقط مجموعات أو أفراد، فروسيا وإيران تدخلتا علنا في سوريا؟** هذا من ضمن الاختلاط كما قلت وجعل سوريا والعراق وأفغانستان ساحات للصراعات الدولية، وأصبحت هذه الدول محارق للشباب الإسلامي يستقطبون فيها، ونحن ننهى شباب تونس عن الذهاب إلى تلك المحارق.* إذاً أنتم ضد توجه الشباب أياً كان للذهاب إلى تلك الدول؟** نحن ضد هذا التوجه لأن هذه الساحات أصبحت لحسم صراعات دولية يوظف فيها الكبار الصغار.الربيع العربي والمستقبل؟* إذا انتقلنا إلى ثورات الشعوب العربية، هل مازال الربيع العربي ربيعاً رغم وجود شعوب قمعت ووقع على خيارها انقلاب؟ وهل برأيك يمكن أن ترضى هذه الشعوب بالواقع أوهي جولة تأتي بعدها جولات أخرى؟** ليس الربيع هو الجولة وإنما الديكتاتورية، فلا مستقبل لها في بلادنا، فنظام الأسد وأمثاله لا مستقبل لهم؟ قد يبقى لمدة ولكن أعتقد بألا مستقبل لهذا النوع، فالعالم يتجه للتحرر، برغم أن العالم العربي أصبح ثقباً أسود، فالديمقراطية جالت العالم كله وبقي العالم العربي ثقباً أسود، لأنه قلب العالم والتغيير فيه يتطلب تكاليف كبيرة، نظراً لثرواته، ووجود الكيان الصهيوني به مما يجعله عرضة للتدخلات، لكن هل هذه التدخلات ستحول بين العالم العربي وبين أن يأخذ حظه من الحرية كبقية الشعوب؟ أعتقد لا.. فالذي ينظر لتاريخ الثورات يدرك بجلاء أنها لا تسير في خط صاعد أبداً، وإنما تصعد ثم تعود وهكذا إلى أن تستقر، فالثورة الفرنسية مثلا ظلت قرنًا من الزمان تتخبط من نظام ملكي إلى إمبراطوري، وقُطعت رؤوس الثوار، ولكن في النهاية وجدت طريقها، فالعالم العربي في طريقه إلى الحرية، ولذلك ليس عجباً أن تكون التكاليف باهظة كما يحدث في مصر وسوريا والعراق. فالعالم العربي بدأ في 2011 تاريخا جديدا ولن يتوقف بعد أن تنفست الشعوب الحرية واكتشفوا لذتها، واكتشفوا أنهم قادرون على التحرر من الديكتاتورية، فقد سقط الخوف.* إذاً لن يتراجع؟** لن يتراجع وإن بدا أنه توقف فهذا التوقف لحظي، لكنه سيعود ليستكمل المشوار، والديكتاتوريون مساكين لأنهم يظنون أنهم سيوقفون التاريخ.* لكن هناك غير الدول التي تدعم هؤلاء الحكام هناك ثورات مضادة داخل دول الثورات؟** نعم فكل ثورة لها ثورة مضادة تدعم من طرف الأنظمة التي تخشى وهج التغيير، وعندنا في تونس تم دعم جهات كثيرة من قبل أنظمة عربية للانقلاب لمنع حركة التغيير، ولكن هذه محاولات عابثة. نعم قدمنا تنازلات ولسنا نادمين لأننا قدمناها لأبناء وطننا وليس لأعدائنا.. ثقة الشعب التونسي في حركة النهضة كبيرة وينظر إليها كمنقذ للبلد.. لدينا هيئة تنسيق تجتمع أسبوعياً لبلورة المواقف في البرلمان ومجلس الوزراء.. نرفض إقصاء أحد وكل من دخل تحت خيمة الدستور هو مواطن صالح.. الائتلاف الحاكم يضمن مصلحة البلد والجميع يدرك عدم قدرته على الانفراد بالحكم الانقلاب في مصر والمصالحة* فيما يخص الوضع المصري كونها الدولة الكبرى في العالم العربي، كيف ترون المخرج للحالة المصرية وهل هناك من أفق لإيجاد توافق وطني يُخرج مصر من هذا النفق؟** أنا شخصيا أتمنى ذلك، وأن تسود الحكمة والتعقل داخل النخب المصرية، فهي وحدها القادرة على الخروج من المحرقة، ومن حالة التآكل والتدمير الذاتي، فمصر دولة كبرى ولا قيمة للعرب بدونها، ويبقى مستقبلها مرتبطًا بمدى قدرة النخبة المصرية على التوافق، لأنها مثل كل الأقطار متعددة، ففيها جيش هو فاعل سياسي لا يمكن استبعاده، وفيها أيضا إخوان مسلمون ضاربون في التاريخ ولا يمكن استبعادهم، وهناك أقباط وليبراليون، فبقدر ما يستطيعون التوافق بقدر ما تختصر مصر التكاليف وتوفر أرواح أبنائها.* لكن هل يستطيع طرف خارجي محايد أن يلعب دوراً في تقريب وجهات النظر؟ ثم ألم تكن لكم محاولات شخصية لإيجاد مخرج بين النظام والإخوان؟** أنا دعوت لمصالحة لا تستثني أحداً، لكن حتى الآن لم تلق هذه الدعوة تجاوباً، والطرف المنتظر منه أن يكون المبادر هو صاحب السلطة، لأنه القادر أن يدفع مسار التصالح بمد يده إلى خصومه وأن يقدم مصلحة مصر وأن يغلق الباب على عملية الإقصاء، وأنا أعتبر أن كل هذا مضيعة للوقت ومضيعة للجهود وهدرًا للدماء؛ لأنه في النهاية ستعود الأطراف للجلوس، وسيبقى هناك جيش مصر وإخوان وأقباط وليبراليون فلماذا نضيع الوقت؟.* إذاً لا يمكن لأطراف خارجية أن تلعب دوراً؟** لا يمكن لأطراف خارجية أن تلعب دورًا، إذا كانت الأطراف الداخلية لم تيأس من حسم المعركة لصالحها والانفراد بالسلطة.ليبيا بعد الثورة* بالنسبة لدول الجوار مثل ليبيا الآن الوضع متشابك وسيئ، هل لكم تواصل مع أطراف هناك لإيجاد أرضية مشتركة؟** لدينا تواصل مع كل الأطراف الليبية ونحن نقدر أنها قريبة من الحل ومساعي الأمم المتحدة تقترب من حل توافقي.الحكم الإسلامي* دائما يتم الاستشهاد بحكم إسلامي ناجح لكنه غير موجود في الدول العربية، فمثلا تركيا وماليزيا وإيران هذه الدول نجحت بينما دول العالم العربي الإسلامية المنشأ لم تنجح فيها التجارب الإسلامية، إلام تعزو ذلك؟** أنا أقدر أن الضغط الخارجي على العالم العربي خاصة هو الأشد في العالم كله بسب موقعه الاستراتيجي، وهناك خشية من نجاح الديمقراطية في العالم العربي، لأن بعض الدول الكبرى ربما تتخوف من أن هذا سوف يؤثر على مصالحها في المنطقة.الانتفاضة الثالثة* بخصوص موضوع القدس شيخنا، هناك مؤشرات تتحدث عن انتفاضة ثالثة قادمة، كيف تنظرون لهذا الأمر؟** هذا يبشر بخير ويدل على أن مكر الليل والنهار وغسيل العقول والضغوط لم ينتزع من الشعب الفلسطيني حقوقه، ولذلك هذه الانتفاضة التي تندلع مجدداً هي رسالة للعالم أن هناك شعبًا مظلوما لا يزال يعيش تحت الاحتلال ولايزال يدافع عن حقه في أرضه، وأن فلسطين لاتزال تعيش في سويداء قلوب الفلسطينيين والعرب والمسلمين وغيرهم من أحرار العالم. زعيم حركة النهضة في حديثه للشرق وهي رسالة على أن الحقوق لا تموت وهي أيضا رسالة تخجيل للعرب وللضمير الإنساني أن أفيقوا على أنفسكم واستحيوا من شعب مضى عليه أكثر من نصف قرن وهو تحت الخيام وأراضيه تكتسحها المستوطنات يوما بعد يوم وأنتم صامتون.* لكن الشعب العربي مشغول الآن في أكثر من بقعة بقضاياه المعيشية ومشاكله؟** أنا أعتبر أن هذه الانتفاضة لفتة قوية لأنظار الضمير العربي أن ينتبه وألا يجعل همومه الكثيرة تنسيه قضية فلسطين.* أنتم تلومون إسرائيل مثلا على إجراءاتها الاستيطانية وهناك غزة مثلا محاصرة من جانب عربي أكثر من إسرائيل؟** هذه أوضاع شاذة لا مستقبل لها، فما يُعنى من محاصرة غزة جريمة بامتياز، فنحن لم نستطع أن نساعد الفسطينيين بل ساهمنا في حصارهم، مثلما فعلت الجيوش العربية عام 48 عندما جردت المقاومة الفلسطينية من سلاحها، ويبدو أننا نريد أن نجدد الأمر ونجرد الفلسطينيين من سلاحهم.

1029

| 26 أكتوبر 2015

عربي ودولي alsharq
"النهضة" التونسية: نتفهم مبررات إعلان "الطوارئ"

عبرت حركة "النهضة" التونسية عن تفهمها لإعلان الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي يوم أمس السبت، حالة الطوارئ لمدة شهر في البلاد، وذلك في ضوء التهديدات والعمليات الإرهابية التي أضرت بأمن واستقرار البلاد. وأهابت "النهضة" في بيان لها بهذا الخصوص، اليوم الأحد، بجميع المواطنين الالتفاف حول مؤسسات الدولة وحول الخيارات الديمقراطية، داعية إلى اليقظة الدائمة ودعم المؤسسة الأمنية والعسكرية. وأكدت الحركة أن "الإرهاب مرفوض فكرا وممارسة من الشعب التونسي، وأنه لا مستقبل له في تونس وأنّ هزيمته آتية بإذن الله طالما واصلنا الحرب ضدّه وطوَّرنا الخطط والوسائل وقطعنا الطّريق أمامه في بثّ الخوف والفزع في المجتمع"، كما قال البيان.

217

| 05 يوليو 2015

تقارير وحوارات alsharq
محرزية العبيدي : تنازل "النهضة" يدحض مقولة أن "الإنتخابات التي تأتي بالإسلاميين تكون الأخيرة"

قالت محرزية العبيدي النائب الأول لرئيس المجلس الوطني التأسيسي وعضو البرلمان عن حركة النهضة إن تراجع حزب "حركة النهضة" عن تصدر المشهد السياسي وخاصة في الإنتخابات الرئاسية الأخيرة يدحض المقولة التي تدعي أن الإنتخابات التي توصل الإسلاميين للسلطة تكون الأخيرة. ولم تنكر العبيدي استيعاب "حركة النهضة" ما حدث في مصر والذي أدى للإنقلاب على الديمقراطية الوليدة، قائلة "كان يجب علينا بل وعلى كل المنتمين لنفس المنهج والعائلة تفهّم هذا الواقع واستيعابه وأخذ الدروس منه". واعترفت العبيدي في حوار مع "الشرق" بوجود تفاهمات بين النهضة وحزب "نداء تونس" من أجل المصلحة الوطنية واستمرار العملية السياسية والديمقراطية في تونس، وقالت "مرحبا بالصفقة بيننا إذا كانت من أجل مصلحة تونس ومن أجل المصلحة الوطنية". ورفضت العبيدي الادعاءات القائلة بأن النهضة تخلت عن الرئيس المنصف المرزوقي في الانتخابات الأخيرة. وأكدت أن النهضة أعلنت من أول يوم أنها لن تساند ولن تنحاز لأي من المرشحين للرئاسة. وأعربت عن احترامها الشديد للمرزوقي ووصفته بأنه كان الضمانة الحقيقية للديمقراطية التونسية. وأشادت بدور المرأة التونسية في العمل السياسي بعد الثورة وقالت إنها أثبتت قدرتها على العمل والقدرة على الفعل الإيجابي واجتياز الواقع السياسي الصعب. كما دعت الليبيين لسرعة إنهاء الحوار السياسي والاتفاق على المصالحة الوطنية قائلة: "ليس هناك وقت للـتأخر في المصالحة والاتجاه نحو بناء الدولة والمؤسسات". وإلى نص الحوار .. بعد أن تراجعت حركة النهضة عن إعلانها دعم أي من المرشحين للانتخابات الرئاسية الماضية الأمر الذي رآه الكثير من المراقبين تراجعاً من قبل الحركة وعدم تصدر المشهد .. فهل تتفقون مع هذا الرأي ؟ أولا الشعب التونسي هو الذي انتخب حزب "نداء تونس" وأعطاه أصواتاً أكثر من حركة النهضة وهو ما جعل ترتيب الحركة الثاني في تونس، ونحن من وجهة نظرنا كحزب ديمقراطي قبلنا بهذه النتيجة لأن الانتقال السياسي الديمقراطي حقاً نقطة متميزة ونجحنا فيها ليس فقط بإجراء الانتخابات ولكن بقبول حزب حركة النهضة ممثلا في رئيسه الشيخ راشد الغنوشي بنتيجة هذه الانتخابات من أجل أن نمر بالمرحلة الثانية وهي الاستقرار السياسي ونرجو أن نحقق أيضا الانتقال الاقتصادي . الدرس المصري البعض يقول إن حركة النهضة استوعبت الدرس المصري وتراجعت حتى لا يتكرر السيناريو المصري في تونس .. هل هذا صحيح ؟ ما حدث في مصر أوجب علينا بل وعلى كل المنتمين لنفس المنهج والعائلة تفهّم هذا الواقع ووعيه وأخذ الدروس منه. ثم إن النهضة قد خرجت من الترويكا الحاكمة في أكتوبر 2013 من أجل تشكيل حكومة تكنوقراط ومن أجل أن توصل البلاد إلى الانتخابات وأنا أحيلك لمقولة الشيخ راشد عندما قال:نخرج من الحكم هذا أمر جلل لكنه ليس هو الأهم إنما الأهم ألا يخرج البلد من السكة الديمقراطية التي بدأت بعد الثورة وأن يبقى مجلس يواصل كتابة الدستور ويصادق عليه،وأن تبقى هناك حكومة توصل البلاد للانتخابات، وأن تجرى الانتخابات فهذا أمر جيد. ولقد وصلنا بعد الانتخابات إلى أن نكون الحزب الثاني وهذه هي الديمقراطية ثم إن حزب حركة النهضة قاد الأغلبية في محيط إقليمي صعب جداً كما كانت هناك تحديدات اقتصادية وأمنية وانتقاد له ومع ذلك حافظ على نفسه كقوة ثانية في البرلمان فأعتقد أن هذا فيه كثير من الصواب وفيه الكثير من الإيجابيات، وفيه درس نرجو أن يعيه من يريد أن تنجح الفترة الانتقالية والانتخابية وأن نقبل بالديمقراطية التي لا تعني دائماً أن نكون من الأوائل وإنما أن نكون ثابتين على المبدأ وهو أن التناوب على السلطة يكون سلمياً ويكون بالانتخابات. وهل تنصحون التيارات الإسلامية الأخرى أن تحذو حذوكم ؟ نحن لا نحب أن نضع أنفسنا في موضع الذي يسدي النصيحة بل نقول ما تعلمناه من تجارب سابقة، وما نرجو أن يتعلمه الغير، ومن خلال تجربتي كامرأة قبلت أن تدخل السياسية وأن تكون مع حزب ذي مرجعية إسلامية يجب أن نضع نصب أعيننا وفي قلب مشاريعنا وطموحتنا،الإنسان، وحياته،وكرامته، فإن اقتضت هذه المحافظة عليه أن أتفاوض وأتناقش مع خصمي اللدود بل ومع عدوي فلم لا ؟ طالما أن هذا سيحفظ حياة الإنسان وكرامته حتى وإن اقتضت أن أتراجع،وطالما أن لدينا ثقة في مبادئنا، وثقة في شعبنا،وفي كل الأحوال ثقتنا بالله عزوجل لأن مبادئنا الإسلامية عندما نسخرها لخدمة الناس أياً كانت مكانتنا فبإذن الله الرسالة ستصل. البعض يقول إن حركة النهضة عادت إلى فلسفتها القديمة في الدعوة والنصح والإرشاد وتراجعت عن الدور السياسي كما كان في السابق. نحن لم نتغير أبداً ومن رأى كتابات الشيخ راشد ومواقفه سيجد تواصلا وثباتاً على المبدأ؛ فنحن حين نمارس السياسية نحافظ على مبادئنا الإسلامية وهذه المبادئ تقول إن المصلحة الوطنية فوق كل شيء،والحفاظ على السلم الاجتماعي قبل كل شيء، والتصدي للعنف والحفاظ على الكرامة الإنسانية والوطنية أيضا قبل كل شيء، وكيف نحافظ على هذه الكرامة ؟ أليس بتوفير الوظائف وتوفير مناخ اجتماعي سلمي يسمح بالاستثمار، أليس بتحقيق العدالة الاجتماعية والقضائية للجميع وهذا هو دورنا كحزب سياسي. تراجع النهضة لكن الكل يتكلم عند تراجع النهضة وصعود قوى النظام القديم ؟ الذين يرددون هذا الكلام وكأن هذه الانتخابات الماضية هي الأخيرة غير مدركين للواقع،فالانتخابات الماضية ما كانت إلا حلقة أو مرحلة في مسيرة طويلة نحو الديمقراطية،ويجب أن نتذكر أن ما قمنا به فند هواجس الكثير من أبناء الشعب التونسي والسياسيين الذين انتابهم شعور أن الانتخابات التي جاءت بنا ستكون الأخيرة وأننا إذا وصلنا إلى الكرسي سنتشبث به إلى الأبد فنحن في تجربتنا في النهضة والترويكا عامة فندنا هذه الهواجس وهذا التخوف وقلنا لهم لا؛ فحتى لو كانت عندنا شرعية انتخابية ليس هو الهدف إنما نوسعها لشرعية توافقية لأن الهدف هو بناء وطن وديمقراطية تتسع للجميع يتعايشون فيها، فإذاً أعتقد أننا في حركة النهضة أعطينا معطى جديدا وأحضرنا واقعا جديدا وبددنا مخاوف من يقول إن الإسلاميين إذا ما وصلوا للحكم لن يتزحزحوا عنه لا؛ فنحن وصلنا إلى الحكم وتركناه رغم أن لنا شرعية انتخابية وقبلنا بالتخلي عنه مراعاة للمصلحة الوطنية، وهذه بالنسبة لنا قمة الوطنية ولا نخدم الدين إلا بمثل هذه الأفعال التي تجعل كل التيارات تتقدم نحو الديمقراطية. يقال إن حركة النهضة تخلت عن الرئيس المنصف المرزوقي ولم تدعمه في الانتخابات الرئاسية أمام الرئيس الحالي قايد السبسي ؟ هذا غير صحيح وأنا شخصيا أحترم "سي منصف" وكانت بيننا وبينه شراكة في الحكم وتميزت بأنها دامت والحمد لله لمدة طويلة رغم الضربات الكثيرة التي وجهت لها، ولكن كان هناك نقد متبادل والكل احتفظ بهويته ثم إنه عندما دخل الانتخابات الأخيرة دخلها مستقلا وكان موقفنا واضحا من أول يوم أننا لن نتبنى أياً من المرشحين وحافظنا على ذلك الموقف بعدما درسناه في مجلس الشورى. التخلي عن المرزوقي لكنني في مقابلة مع الشيخ عبدالفتاح مورو قال ليإن الرئيس المرزوقي لم يقف معنا في مرحلة كنا نحتاج إليه فيها ..فهل ما فعلتموه كان ردة فعل على فعله السابق ؟ أنا أفهم ماذا يقصد الشيخ عبدالفتاح ولكن هذا لم يحدث أبداً ولم يكن الأمر ردة فعل"أبداً أبداً" فاحترامنا للسيد منصف المرزوقي كبير ونحن نعتبره حقق الكثير وأنا شخصيا قلت إنه من الذين سهلوا الانتقال الديمقراطي بوجوده وضمانه لدوام المؤسسة الديمقراطية الناتجة عن انتخابات نزيهة وقد كان شريكامعنافي بناء الوطن وهو الآن مع قوى ما تسمى الوسط الاشتراكي الليبرالي يبني كيانا سياسيا نتمنى له النجاح وأن يكون فاعلاً في الساحة السياسية التونسية ولكن قطعا ليست المسألة تصفية حسابات. ما صحة ما يتردد من أن حركة النهضة عقدت صفقة مع النظام القديم المتمثل في حزب "نداء تونس"وهو ما جعل السبسي يفوز بالانتخابات الرئاسية ؟ إذا كنت تقصد أننا نشتغل معاً كل من موقعه برغم اختلافنا ونلتقي على مصلحة تونس فمرحبا بالصفقة بمعنى مرحبا بأن يكون بيننا اتفاق على مصلحة تونس فنحن دائما نقدم المصلحة الوطنية التي هي استقرار سياسي، وعدم إقصاء لا لهذا الفصيل أو ذاك، وأعتقد أنه بعد انتهاء الانتخابات وفوز قايد السبسي أعلنوافي "حزب نداء تونس" أنهم يلتزمون بدستور وهو دستور الثورة 2014 ويعتبرونه مرجعية بل أحدثوا وزارة لشهداء الثورة ولعلاج ورعاية جرحاها وهذا يعد التزاما بالمسار الثوري واعترافاً بالثورة وهذه الأمور ناتجة عن التواصل بيننا، فقد نكون متنافسين سياسيا لكن الواقع يقول إن لدينا شراكة في الحكومة، هذه الشراكة تلغي الاختلافات وتجمعنا على المصلحة الوطنية،وفي السياسية لابد أن تعرف متى تتجاوز الامتياز الأيديولوجي والحزبي وتلتقي على المصلحة الوطنية. يفهم من كلامك أن النظام القديم أيضا قدم تنازلات كما قدمتم أنتم ؟ نعم هم تقدموا خطوة نحو الالتقاء على أرضية مشتركة كذلك هم أيضا عندما دعوا رئيس حزب"حركة النهضة" للمشاركة في الحكومة وهذا بكل المقاييس تقدمإيجابي نحو الآخر . مرجعية حركة النهضة الإسلامية تجعلها تعاني من مشكلات مع تيارات سياسية أخرى في تونس ..هل هذا صحيح ؟ نحن كفصيل كبير على الأرض التونسية لا نعبأ بتجاوزات الآخرين، فعندما يبسط لنا فصيل مواز لنا يده فسيجد منا الرد الحسن أما من يرفضون المشاركة في الحوار بدعوى مشاركتنا فيه مثل التيار اليساري أو لنقل أقصى اليسار الإقصائي بطبعه فهؤلاء سيظلون على الهامش. في حين أن المكونات الأساسية للمجتمع تجد مساحة الأرضية الوطنية المشتركة تتسع ونسميها نحن مساحة الوسط وكلما اتسعت مساحة الوسط ضاقت الأطراف الأخرى والحقيقة أن أكثر شيء جمعنا في تونس الضربات الإرهابية الأخيرة. الضربات الإرهابية فيما يخص الضربات الإرهابية ..تتهم حركة النهضة بأنها تتحالف مع قوى "الإسلام السياسي الراديكالي" فهل عقدتم تحالفات مع هذه القوى؟ في الديمقراطيات حرية التعبير وحرية النقد مكفولة أما إذا وجه لنا اتهام كهذا فليأت كل بحجته وبرهانه والشارع التونسي يعرف أنه عندما كانت حركة النهضة تترأس الحكومة فهي التي صنفت جماعة "أنصار الشرعية" كمنظمة إرهابية وهي التي قامت بأكبر حملة لنزع أسلحة هذه التنظيمات والقبض على عناصرها؛ فموقفنا واضح من هذه الهجمات والتنظيمات الإرهابية ولا يتغير أبداً. وضع المرأة البعض يعتبرك من السيدات الرائدات في العمل السياسي في العالم العربي لذا فنريد وجهة نظرك في دور المرأة في الحياة السياسية في تونس وخاصة المرأة التي تنتمي للتيار الإسلامي؟ قبل صدور دستور 59 كانت مجلة الأحوال الشخصية أول نص قانوني منذ فجر الاستقلال والتي أعطت للمرأة التونسية دفعة أو لنقل الحق في الشغل والزواج وحقوق عديدة لها بل إن الدستور الجديد لم يغفل ذلك وكرس هذه الحقوق وحفظها وقد دفع بها بالفعل إلى الأمام وقرر التساوي في فرص العمل وتقلد المناصب والمسؤوليات السياسية والاجتماعية وغيرها، وكذلك التناصف في المجالس الانتخابية وكما قلت فقد أقررنا هذا في الدستور ونحاول أن نقره في أي قانون قادم سواء كان قانونا انتخابيا،أو مؤسساً لمجلس القضاء،أو مؤسساً لهيئة دستورية، فنحن نسعى دائما إلى أن نضع ونرسي هذا المبدأ،ونرى أن أي مجلس منتخب يجب أن يكون فيه التناصف في الترشح حتى نفسح المجال للكفاءات النسائية وتجد مكانها،والحقيقة أنا لا أقول هذا كوني امرأة لكن من خلال تجاربي وخبراتي في المجالس المختلفة فقد أثبتت المرأة التونسية قدرتها على العمل والقدرة على الفعل الإيجابي واجتياز الواقع السياسي الصعب . الوضع في ليبيا أخيرا ًما هو تعليقكم على الوضع الجاري في ليبيا وخاصة أن ليبيا محازية لتونس والوضع هناك يمثل تهديدا لأمنها القومي ؟ ليبيا ليست فقط مجرد دولة تربطنا بها حدود بل ما يربطنا هو علاقات أسرية وتواصل بين العائلات وتواصل أيضا في كل المجالات، وعلاقتنا بالشعب الليبي لها جذور ضاربة في عمق التاريخ لذا فنحن في تونس مهتمون كثيراً بإحلال الدولة في ليبيا فهناك انشقاق بين الحكومات والمجالس والكثير من المليشيات وأنا أقول كسياسية تونسية لإخوتي في ليبيا ليس هناك وقت لتأخر الحوار والمصالحة وعليكم الرجوع والاتجاه نحو بناء الدولة والمؤسسات. وهل أنت مستبشرة بالحوار الجاري بين الفرقاء في ليبيا سواء في المغرب أم في الجزائر ؟ قد تكون هذه الحوارات في الدول المجاورة لليبيا إلى الآن لم تؤت أكلها لكن أنا مستبشرة ونحن في تونس، ودائما ما نعلن أننا على استعداد لمساعدة إخوتنا في ليبيا من أجل إيجاد طريق للحوار والإلتقاء.

931

| 20 مايو 2015

عربي ودولي alsharq
"النهضة" التونسية تدعو لـ"عدم استعمال القضاء في مواجهة الخصوم"

أدانت حركة "النهضة" التونسية، اليوم الأحد، قرار محكمة مصرية بإحالة أوراق 122 متهما من بينهم الرئيس الأسبق محمد مرسي، إلى المفتي، لاستطلاع رأيه الشرعي في إعدامهم، ودعت إلى "عدم استعمال القضاء في مواجهة الخصوم السياسيين. وقالت الحركة في بيان صادر عنها اليوم، إنها "تشجب الأحكام الجماعية الظالمة في حق محمد مرسي، الذي وصل إلى الحكم بإرادة حرة من الشعب المصري، وفي حق بقية المتهمين الذين يمثلون طرفا سياسيا رئيسيا في الساحة المصرية". ودعت الحركة إلى إلغاء "الأحكام الصادرة في حق مرسي ورفاقه، وعدم استعمال القضاء في مواجهة الخصوم السياسيين، كما دعت المنظمات الإنسانية، والحقوقية، وكل أحرار العالم إلى التحرك من أجل ذلك". ووصفت الحركة، في بيانها الحكم الصادر على الرئيس المصري السابق محمد مرسي، بأنه "سابقة لا مثيل لها، وأنه حكم ظالم سلط على رئيس منتخب ديمقراطيا"، على حد تعبيرها. وعبرت النهضة عن "استغرابها لإصدار حكم الإعدام في حق الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"، داعية، إلى "عدم استهداف هذا العالم الجليل الذي كان ولا يزال رمزا للحوار وللفكر الإسلامي الوسطي والمعتدل"، بحسب ما ورد في بيانها. ولفتت إلى "ضرورة إيجاد مساحة للحوار الوطني، ودفع مبادرات المصالحة، دون إقصاء بين الفرقاء المصريين، من أجل رأب الصدع السياسي، بعيدا عن المواجهة، وآثارها الخطيرة على وحدة مصر وشعبها". وتؤكد السلطات المصرية أن القضاء مستقل وغير مسيس، ولا تدخل في أعماله.

290

| 17 مايو 2015

عربي ودولي alsharq
الغنوشي: الحكومة تسير في الطريق الصحيح رغم المشاكل

قال رئيس حزب "حركة النهضة" التونسية، راشد الغنوشي، اليوم الجمعة، إن الحكومة التي يقودها حزب "نداء تونس"، صاحب الأغلبية البرلمانية، "تسير في الطريق الصحيح" رغم المشاكل التي تعترضها، لافتا إلى أن البلاد "تتجه نحو تطبيق الحكم المحلي". الغنوشي أضاف على هامش مشاركته في "المنتدى العالمي للديمقراطية المباشرة الجديدة" بالعاصمة تونس، أن الحكومة الحالية، التي يعد حزبه عضوا فيها، "تواجه عدة مشاكل لكنها تسير في الطريق الصحيح لذلك يجب مساعدتها". وتابع: "البلاد تتجه نحو تطبيق الحكم المحلي؛ كي يكون المواطن فاعلا ومشاركا في السلطة". ولفت في هذا الصدد إلى أن "البلاد قطعت خطوات كبيرة نحو تطبيق آليات الديمقراطية المباشرة، لكن بعض الأجزاء المتعلقة بالسلطة المحلية لم يتم إنجازها بعد بنقل السلطة إلى كل جزء من تونس".

471

| 15 مايو 2015

عربي ودولي alsharq
الغنوشي: ما نُشر حول تعهدي بإنشاء قاعدة أمريكية بتونس "كاذب"

نفى رئيس حركة "النهضة" التونسية، راشد الغنوشي، صحة ما أورده موقع إلكتروني حول تعهده في 2012 بـ"إقامة قاعدة أمريكية في مدينة رمادة من محافظة تطاوين جنوب شرق تونس، إلى جانب تركيز تأسيس مكتب اتصال إسرائيلي". جاء ذلك في بيان لمكتب الغنوشي، قال خلاله إن "مكتب راشد الغنوشي يؤكد أن الخبر كاذب وملفق"، مستنكرًا "هذا الأسلوب الوضيع في التضليل". وأكد البيان "احتفاظ رئيس الحركة بحقه في مقاضاة الجهات التي تنشر مثل هذه الأباطيل". وكان موقع "ميدل إيست" الإخباري نشر السبت الماضي مقالاً تحت عنوان "الغنوشي يعد واشنطن بقاعدة عسكرية ومكتب اتصال مع إسرائيل".

326

| 16 فبراير 2015

عربي ودولي alsharq
تونس: "النهضة" بالحكومة الجديدة بوزير و3 كتاب دولة

قالت مصادر مطلعة على مشاورات تشكيل حكومة رئيس الوزراء التونسي، الحبيب الصيد، إن حركة النهضة ستكون ممثلة في الحكومة الجديدة بوزير و3 كتاب دولة "مساعدي وزير". وأضافت المصادر، سيكون الناطق باسم حركة النهضة، زياد العذاري، وزيرًا لتنمية الجهوية والتشغيل. موضحة، أن النهضة ستشغل 3 مناصب كاتب دولة "مساعد وزير"، وهي بثينة بن يغلان "نائب في مجلس نواب الشعب"، كاتب دولة لدى وزير المالية، ونجم الدين الحمروني، كاتب دولة لدى وزير الصحة، وآمال عزوز كاتب دولة لدى وزير التنمية والاستثمار، حسبما ذكرت وكالة أنباء الأناضول. وبحسب تسريبات إعلامية، ستتشكل الحكومة من منتسبين لحركة نداء تونس، وحزب آفاق تونس "8 نواب"، والاتحاد الوطني الحر "16 نائبا"، وحركة النهضة "69 نائبًا"، ووزراء مستقلين قريبين من التيارات اليسارية.

394

| 02 فبراير 2015

عربي ودولي alsharq
"النهضة" توافق على الانضمام للحكومة التونسية

قال قادة حزب النهضة التونسي، اليوم الأحد، إن الحزب وافق على الانضمام إلى منافسه العلماني الرئيسي حزب "نداء تونس" في إطار حكومة ائتلافية. جاء الاتفاق بعدما واجهت حكومة رئيس الوزراء التونسي المكلف الحبيب الصيد تهديدا بعدم الحصول على الثقة في البرلمان الأسبوع الماضي من الأحزاب الرئيسية المعارضة للتشكيلة الوزراية التي وضعها الصيد. وقال الأمين العام لحزب حركة "نداء تونس"، الطيب البكوش، في وقت سابق اليوم إن حزبه سيدافع عن موقف عدم إشراك حركة النهضة في الحكومة المقبلة. أضاف: "سندافع عن موقف منخرطي الحزب المنادين لعدم تشريك النهضة"، وبيّن البكوش أن نداء تونس يرفض رجوع النهضة إلى الحكومة وأن حزبه أبلغ رئيس الحكومة المكلف الحبيب الصيد بهذا الموقف.

285

| 01 فبراير 2015

عربي ودولي alsharq
الغنوشي: هناك توجه نحو قبول مشاركة النهضة بالحكومة التونسية

قال رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، اليوم الجمعة، إن هناك توجها لقبول مشاركة حركته في تشكيلة الحكومة التونسية الجديدة. وقال الغنوشي، في تصريحات تناقلتها وسائل إعلام محلية بعد لقائه رئيس الحكومة المكلف الحبيب الصيد: "حركة النهضة قدمت قائمة بأسماء والذي يحسم فيها هو رئيس الحكومة، وهناك توجه نحو قبول مشاركة النهضة ولكن هذا الأمر ليس نهائيا". وتابع الغنوشي: '"نحن نقول بوضوح إن المشاورات جارية ومتقدمة، ولم تصل بعد للنتيجة التي نريد.. هناك توجه نحو تشكيل حكومة وحدة وطنية تشارك فيها عديد الأطراف السياسية ونحن هدفنا الأول نجاح هذه الحكومة". ومن المنتظر أن يعلن رئيس الحكومة المكلف الحبيب الصيد عن تشكيل جديد للحكومة المقبلة يوم الإثنين المقبل، على أن تعرض على مجلس نواب الشعب، الأربعاء المقبل.

242

| 30 يناير 2015