تستضيف الصين لأول مرة، غدا الأحد، أعمال قمة مجموعة العشرين، التي تتشكل من 20 دولة ذات الاقتصادات الأكبر في العالم، إلى جانب رؤساء حكومات ذات سيادة ومنظمات دولية. ودعت الصين كلا من تشاد، ومصر، وكازاخستان، ولاوس، والسنغال، وسنغافورة، وإسبانيا، وتايلاند، إلى القمة إلى جانب الدول العشرين، وسيحظى هذا الحدث الاقتصادي الكبير بتغطية نحو 5 آلاف صحفي محلي وأجنبي. والقمة التي يشارك فيها، الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، تحمل عنوان "نحو اقتصاد عالمي مبتكر ونشط ومترابط وشامل" حيث يناقش فيها زعماء الدول تحديد المشاكل ذات المدى القصير التي تواجه تحقيق التنمية المستدامة إلى جانب سبل مواجهة أسباب المشاكل ذات المدى الطويل. كما يبحث القادة سبل إحياء الاقتصاد العالمي المستقر، والخطوات التي من شأنها دفع علاقات دول العشرين نحو الأمام، وسبل استفادة الدول النامية والدول الأخرى من الاقتصاد العالمي. برنامج القمة تنطلق اليوم قمة مجموعة الأعمال (B20)، المنبثقة عن مجموعة العشرين، وذلك قبل يوم من انطلاق أعمال القمة. ومن المنتظر أن يعقد رؤساء دول مجموعة "بريكس التي تضم البرازيل، وروسيا، والهند، والصين، وجنوب أفريقيا، في اليوم الأول، اجتماعًا غير رسمي. ومن المزمع أن تبدأ أعمال القمة، بكلمة يلقيها الرئيس الصيني، شي جين بينج، بعد استقباله المشاركين، والتقاط صور تذكارية، يعقبها جلسة، ثم مأدبة عشاء على شرف الضيوف. ويبدأ الزعماء أعمالهم بجلسة حول التنظيم المالي، والعدالة الضريبية والإصلاحات، في اليوم الثاني من القمة، ثم يناقشون قضايا تتعلق بالنمو خلال غداء عمل. تغير المناخ ومن المرتقب أن يبحث الزعماء قضايا تتعلق بتغير المناخ، والمناطق التي تشهد صراعات، ومكافحة تمويل الإرهاب، ومواجهة أزمة الهجرة، فضلاً عن جلسة حول العوامل المؤثرة في الاقتصاد العالمي. وفي نهاية أعمال القمة، يقوم الرئيس الصيني، شي جين بينج، بعقد مؤتمر صحفي، يستعرض فيه نتائج القمة، ويسلم رئاسة دورة القمة المقبلة لألمانيا. كما سيناقش الزعماء، مدى تطبيق القرارات المتخذة في القمة الأخيرة التي عقدت في نوفمبر الماضي بتركيا، والأعمال التي تهدف إلى نمو شامل ومتوازن ومستدام، فضلاً عن القضايا السياسية وذلك في لقاءات ثنائية بشكل غير رسمي. ويشارك في تغطية أعمال القمة، نحو 5 آلاف صحفي بينهم نحو ألفي صحفي من 70 بلد، ونحو 3 آلاف من الصين، حيث خصص لهم مركز إعلامي يتألف من 6 أقسام، إلى جانب منصات للنشر. ويقوم 240 متطوعًا بتقديم كافة احتياجات المراسلين، لتذليل أي عقبات في تغطية الحدث الاقتصادي، ومنصة للاستعلامات، فضلاً عن شاشات كبيرة ترصد قدوم زعماء الدول، وتبث منشورات وإعلانات حول القمة.

أكد الدكتور عبدالمجيد حداد منسق برنامج تغير المناخ والمدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة لبرامج البيئة لإقليم غرب آسيا على أن هناك تعاون وتنسيق بين المكتب الأممي ودولة قطر في مجالات مختلفة. وثمن حداد ما تقوم به دولة قطر في مجالات المحافظة على البيئة وأن هناك مادة بالدستور القطري للمحافظة على البيئة، كما أن التشريعات القطرية تعمل على المحافظة على البيئة، وتحاسب كل من يرتكب مخالفة في هذا المجال. وقال حداد أن دولة قطر تولي اهتماما كبيرا في مجال المحافظة على البيئة بمختلف أنواعها سواء من ناحية التغيرات المناخية، أو من ناحية استخدام الكمياويات، أو من ناحية الاحتباس الحراري. وقال حداد هناك تعاون وتنسيق بين دولة قطر والمكتب الأممي وهناك مشاريع مشتركة في مجالات تغير المناخ وملف طبقة الأوزون، وملف تقارير حالة البيئة وهذه المشاريع تقام بالتعاون والتنسيق بين المؤسسات بدولة قطر المعنية، وبين مكتب الأمم المتحدة ولذلك نؤكد أن التعاون قائم وممتد وبصورة متميزة. وأشاد حداد بما شاهده من خبرات بدولة قطر في هذه المجالات قائلا عندما بدأت هذه المشاريع المشتركة اكتشفنا أن بدولة قطر خبرات فنية وكوادر بشرية مؤهلة على أعلى تأهيل وتدريب في هذا المجالات، كما أن دولة قطر تستخدم احدث أنواع التكنولوجيا في هذه المجالات والتي تساير احدث ما وصل إليه العلم والمعرفة. وقال حداد أن المنطقة العربية منطقة حساسة جدا في بيئتها ولذلك فهي تتأثر بشدة من التغيرات المناخية او مما يصيب المناخ بصفة عامة، وهذا التأثير السلبي يعود كون أن البيئة العربية بيئة جافة وهو ما يزيد من المعاناة سواء من ناحية التصحر أو من ناحية ندرة المياه أو غيرها من الأمور الأخرى. جاءت تصريحات حداد الخاصة لــــ "الشرق" على هامش ورشة العمل الإقليمية حول مركز وشبكة تكنولوجيا المناخ والتي تعقد بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية على مدار أربعة أيام، وبدأت أعمالها أمس الأحد، وتناقش العديد من الملفات الهامة ومنها تكنولوجيا المناخ ونقلها إلى الدول العربية وملف تمويل برامج المناخ وملف المفوضين العرب الخاص باتفاقية باريس للتغير المناخ وكيفية تطبيق بنود الاتفاقية.

سلطت منظمة الصحة العالمية، بمناسبة مؤتمر الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ الذي سيفتتح اليوم الإثنين في العاصمة الفرنسية باريس، الضوء على الأمراض التي تسببها التغيرات المناخية، الأمر الذي يؤدي إلى وفاة عشرات الآلاف سنويا. وأوضحت المنظمة، أن تغيّر المناخ يتسبب في وفاة عشرات الآلاف سنوياً، جراء تغيّر أنماط الإصابة بالأمراض وظواهر الطقس القاسية، مثل موجات الحر الشديد والفيضانات وتدهور نوعية الهواء وإمدادات الغذاء والماء، حسبما ذكرت منظمة الصحة العالمية. وتشير التقديرات إلى أنه في عام 2012 قضى نحو 7 ملايين شخص جراء الإصابة بأمراض ناجمة عن تلوّث الهواء، مما يجعلها من أكبر المخاطر البيئية على الصحة في العالم. ومن المتوقع أن يسبب تغير المناخ 250 ألف وفاة إضافية كل عام بسبب الملاريا والإسهال والإجهاد الحراري ونقص التغذية بين العامين 2030 و2050، وسيكون الأطفال والنساء والفقراء في البلدان منخفضة الدخل أكثر الفئات ضعفاً وتضرراً بذلك، مما سيوسّع الفجوات الصحية. وتقول المنظمة، إنه بمقدور مكافحة تغيّر المناخ أن تحقّق مكاسب صحية كبيرة، مضيفة أن الاستثمارات في ميدان التنمية منخفضة الكربون والطاقة النظيفة المتجددة وتعزيز القدرة على الصمود في وجه تغيّر المناخ هي أيضاً من الاستثمارات الموظفة في مجال الصحة.

ثمن أشرف نور الدين المنسق الإقليمي لملف تغير المناخ والأرصاد الجوية الدور الكبير الذي تلعبه دولة قطر في ملف تغير المناخ ودعم المطالب العربية في هذا الملف في كافة الفعاليات الدولية. وقال في تصريحات خاصة لـــ "الشرق" على هامش ورشة عمل معنية ببناء القدرات وتنمية المهارات للمفاوضين لملف تغير المناخ والتي تعقد بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية وتستمر 3 أيام وبدأت فعالياتها أمس الثلاثاء أن لدى دولة قطر خطة ورؤية في مجال تغير المناخ ولديها دراسة متكاملة لهذا الملف من أجل مواجهة أي أمور قد تحدث طارئة. وقال نور الدين أنه سيكون هناك اجتماع للمجموعة العربية على هامش أعمال وفعاليات الورشة من أجل العمل على توحيد الرؤى والتوافق الكامل وتوحيد المواقف العربية فيما يخص ملف التغيرات المناخية والخروج بموقف موحد للعرض على مؤتمر الأطراف في دورته 21 والمقرر عقده في العاصمة الفرنسية باريس خلال الفترة من 30 نوفمبر وحتى 11 ديسمبر القادم. وأضاف نور الدين بأن المجموعة العربية تسعى أن تتضمن الاتفاقيات الدولية المراد إقرارها فيما يخص التغيرات المناخية والمقرر الموافقة عليها خلال مؤتمر باريس كافة المطالب العربية والتي تتمثل في نقل التكنولوجيا، والعمل على بناء وتنمية القدرات في هذا الملف وكذلك الاستفادة الكاملة من التمويل المتاح بكافة الصناديق المقرر إنشائها من خلال الاتفاقية.

تبعث الجهود التي تبذلها الدول في سياق التحضير لمؤتمر المناخ العالمي المقرر عقده في باريس ديسمبر المقبل، على الثقة بأن تحقيق الهدف المعلن بخفض درجة حرارة الأرض درجتين مئويتين بات ممكنا، حسبما ذكرت الأمم المتحدة، اليوم السبت. وذكر تقرير لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، أن 146 دولة قد قدمت قبل الموعد النهائي في الأول من أكتوبر الجاري، مساهمات كل منها التي تقررت على الصعيد الوطني. ورحبت الأمينة التنفيذية لاتفاقية تغير المناخ، كريستيانا فيجيريس، في بيان صحفي، بخطط الـ146 دولة الأطراف في الاتفاقية، والتي تغطي 86% من انبعاثات الغازات الدفيئة العالمية، ما يقرب من 4 أضعاف مستوى فترة الالتزام الأولى لبروتوكول كيوتو، أول معاهدة لخفض الانبعاثات العالمية في العالم التي تطلبت خفض الانبعاثات من البلدان الصناعية. وأوضحت الأمينة التنفيذية لاتفاقية تغير المناخ أن المساهمات المقررة لديها القدرة على الحد من ارتفاع درجات الحرارة المتوقع إلى نحو 2.7 درجة مئوية بحلول عام 2100، و"هو وإن كان غير كاف بأي حال من الأحوال، إلا أنه أقل بكثير من التقديرات البالغة 5.4 درجة أو أكثر مما كان يتوقعه الخبراء قبل تقديم المساهمات".

قام فريق من العلماء والباحثين بوضع كاميرات لالتقاط مقاطع بتقنية الفاصل الزمني على أطراف الجبال الأسرع ذوبانا في العالم. والتقط العلماء طريقة مميزة لجعل الفن بخدمة العلوم عبر مقاطع الفاصل الزمني، وهذه "الصور تعرض ذلك، والأهم أنها الدليل المُشَاهَد لتأثير التغير المناخي على عالمنا". ومع تغطية 10% من الكرة الأرضية بالجبال الجليدية، فمن المحتم على البشر التركيز على تداعيات هذه الظاهرة. ويعتبر ذوبان الجليد مساهما رئيسيا في ارتفاع مستوى البحر، وهو أحد المخاطر الكبرى للتغير المناخي على الحضارة الحديثة. والتغير المناخي قد يكون في الغالب مفهوماً مجرداً، ما يجعل الأمر صعبا على قادة العالم في تبرير تغيير السياسات المناسب لكبح جماح الغازات المنبعثة، لكن صورا مثل هذه تجعل من الصعب تجاهل موضوع الاحتباس الحراري.

حثت مجموعة من الخبراء المسلمين، اليوم الثلاثاء، مسلمي العالم البالغ عددهم 1.6 مليار نسمة على بذل مزيد من الجهود لمكافحة ارتفاع درجة حرارة الأرض في مثال جديد للجهود الدينية لحشد التحرك قبل قمة الأمم المتحدة للمناخ التي ستعقد في باريس في ديسمبر. وفي يونيو حث البابا فرنسيس زعماء العالم على سماع "صرخة الأرض وصرخة الفقراء" في منشور عن البيئة موجه إلى الكاثوليك في العالم وعددهم 1.2 مليار نسمة. واتفق خبراء مسلمون من 20 دولة على إعلان من ثماني صفحات في محادثات جرت في إسطنبول حيث تبناه 60 مشاركا منهم مفتي لبنان ومفتي أوغندا. وقال الإعلان "التلوث المفرط الناجم عن الوقود الأحفوري ينذر بتدمير النعم التي وهبنا إياها الرب -الذي هو عندنا الله– نعم مثل مناخ يؤدي وظائفه وهواء صحي نتنفسه ومواسم منتظمة ومحيطات حية". وقالوا إن التقاعس عن مكافحة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الناجمة عن أنشطة البشر في المصانع ومحطات الطاقة والسيارات سيؤدي إلى "عواقب وخيمة على كوكب الأرض".

أعلنت كوريا الجنوبية الحد من الانبعاثات الغازية الخاصة بالاحتباس الحراري بنسبة 37 % بحلول عام 2030، وذلك بالنسبة إلى المستويات الحالية ارتفاعا عن الخطة السابقة التي اقترحت نسبة تتراوح بين 15 إلى 30 %. وكوريا الجنوبية ضمن أكبر 10 دول في العالم مسؤولة عن الانبعاثات الغازية، لذا فإن أي خطوات تتخذها للحد من الانبعاثات ستسهم بايجابية في الجهود العالمية لمكافحة آثار تغير المناخ. وقال بيان مشترك من وزراء البيئة والتجارة والطاقة والمالية أمس الثلاثاء، إن من المتوقع أن يصل حجم الانبعاثات من البلاد 850.6 مليون طن مكافئ من غاز ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2030، مقارنة بالمستويات الحالية. كانت سول قد اقترحت في مطلع الشهر الماضي 4 سيناريوهات للحد من انبعاثاتها وهي 14.7، أو 19.2، أو 25.7، أو 31.3 % بالمقارنة بالمستويات الحالية، وقالت إنها ستحدد النسبة بعد المشاركة المجتمعية في هذا الشأن.

أكد ممثلون من دول بمختلف أنحاء العالم في مؤتمر للأمم المتحدة حول الحد من مخاطر الكوارث اليوم الأحد، على الحاجة الملحة إلى معالجة قضية التغير المناخي للحد من آثار الكوارث، ودعم النمو المستدام، طبقا لما ذكرته وكالة "كيودو" اليابانية للانباء. وفي الجلسة الموسعة للاجتماع الذي يستمر 5 أيام، وبدأ أمس السبت، في مدينة سنيداي شمال شرق اليابان، قالت وزيرة الدولة الفرنسية لشؤون التنمية والشؤون الفرانكفونية، أنيك جيراردين، إن تغير المناخ مسؤول عن أكثر من 80% من الأضرار الناجمة عن المخاطر الطبيعية. ومؤتمر الأمم المتحدة، هو الأول في سلسلة من الاجتماعات هذا العام في مختلف أنحاء العالم بشأن أهداف التنمية والتغير المناخي، من بينها مؤتمر الأطراف الحادي والعشرين للاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة حول تغير المناخ، الذي يعقد في باريس نهاية العام.

يجتمع ممثلون من 195 دولة في ليما عاصمة بيرو، بداية من غد الإثنين، لبدء جهود تستمر عاما من أجل التوصل لاتفاق جديد حول تغير المناخ. وتناقش الوفود الأهداف المناخية الوطنية ويحولونها إلى إطار أكثر شمولا ويسعون إلى تحسين الآفاق المتعلقة بقضية الاحتباس الحراري بشكل عام. وتدور المناقشات حول بنود 3 اتفاقيات رئيسية سابقة ومستقبلية، المعاهدة العالمية للمناخ، من المفترض أن يكشف عنها النقاب في أواخر عام 2015 في باريس. ومن المتوقع أن تشارك جميع الدول في هذا الجهد لإبقاء حرارة العالم أعلى بدرجتين مئويتين فقط عن درجات الحرارة التي كانت موجودة في عصر ما قبل الصناعة، وهو هدف يعتبره الكثيرون بعيد المنال، نظرا للتعهدات الحالية بشأن تقليل غازات الاحتباس الحراري، مثل ثاني أكسيد الكربون الذي يلقى عليه باللوم في الاحتباس الحراري. ويمكن للدول الفقيرة الاعتماد على بعض المساعدة المالية في تطوير الطاقة البديلة والتكيف معها وحماية نفسها من تداعيات التغير المناخي، مثل ارتفاع مستويات سطح البحر ووقوع الفيضانات والجفاف.

أكدت دولة قطر أنها ستواصل العمل بشكل فاعل مع جميع الأطراف من أجل التوصل إلى اتفاق عالمي بشأن تغير المناخ بحلول عام 2015 ، مشددة على أن الجهود الريادية التي يبذلها الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون إزاء مسألة تغير المناخ سيكون لها أثر إيجابي في طريقة التعاطي مع التحديات الملحة والتغلب عليها. جاء ذلك في بيان دولة قطر أمام قمة الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ، التي عقدت بمقر الأمم المتحدة بنيويورك، والذي أدلى به يوم أمس الثلاثاء، سعادة الدكتور مطلق بن ماجد القحطاني، مدير إدارة المنظمات والمؤتمرات الدولية في وزارة الخارجية. وأضاف "أننا وإذ نسلِّم بأن هذا الاتفاق ليس المقصد النهائي لمسيرتنا، فإنه ليس بمعزل عن التحديات الأخرى التي تواجهها البشرية جمعاء، لكونه مرتبط بتحديات عالمية أخرى كالفقر وعدم المساواة والنزاعات وصعوبة الحصول على الغذاء والمياه". وأوضح أنه "ربما يرى البعض أن تطبيق الحلول التكنولوجية والاقتصادية السريعة يمكن أن يُشكل استجابة عاجلة لمواجهة هذه التحديات، بيد أن هذه الحلول، على أهميتها، لن تكون شاملة في نهاية المطاف، لكونها تتناول مظاهر المشكلة دون الدخول في أصلها، مما يجعل هذه القمة فرصة سانحة لنا جميعا للبحث واتخاذ الموقف المناسب". وأشار إلى أن دولة قطر تقع في إحدى أكثر المناطق جفافا في العالم، وفي الوقت الذي ندرك تماماً الأخطار التي يسببها تغير المناخ، "فإن من دواعي فخرنا في دولة قطر أننا تمكنا من التغلب على تحديات هائلة في هذا المجال. وذلك بعد أن نجحنا في توظيف مواردنا الطبيعية كمحركات للتقدم وأداة للتنمية والتعاون مع المجتمع الدولي، وأننا نشعر بالفخر كوننا شريكٌ موثوق به في التنمية الاقتصادية، وسنواصل العمل الدؤوب مع المجتمع الدولي لمواجهة التحديات الجماعية وفي مقدمتها تغير المناخ".

قال بنك التنمية الآسيوي إن تغير المناخ سوف يؤدي إلى خفض النمو في منطقة جنوب آسيا بنحو بنسبة 9% بحلول نهاية القرن الحالي ما لم تبذل حكومات العالم جهودا أكبر لمكافحة ارتفاع حرارة الأرض. وتضم المنطقة خمس سكان العالم وهي معرضة بالفعل لمخاطر موجات الطقس القاسية مثل الفيضانات الموسمية والأعاصير وموجات الجفاف التي تتلف مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية وتشرد مئات الآلاف من الأشخاص سنويا. تكلفة باهظة إلى ذلك، وكما أفاد تقرير نشرته صحيفة (فايننشيال تايمز) البريطانية، قال البنك في تقرير بعنوان " تقييم تكلفة تغير المناخ والتكيف في جنوب آسيا "إن تكلفة التصدي لتغير المناخ في جنوب آسيا سترتفع أيضا مع مرور الوقت وستكون باهظة في المدى البعيد. ومن المتوقع أن تبلغ خسائر الناتج المحلي الإجمالي 12.6 بالمائة لجزر المالديف و9.9 بالمائة لنيبال و9.4 بالمائة لبنجلادش و8.7 بالمائة للهند بحلول العام 2100. وقال التقرير: "بدون أن يغير العالم طريق الاستهلاك الكثيف للوقود الأحفوري فقد يفقد جنوب آسيا ما يعادل 1.8 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي السنوي بحلول العام 2050 ترتفع تدريجيا إلى 8.8 بالمائة بحلول 2100 في المتوسط بموجب السيناريو العادي". طقس قاسي وسوف تكون المالديف الأشد تضررا خلال العقود القليلة القادمة بخسارة 2.3 بالمائة من الناتج المحلي. وسوف تخسر بنجلادش اثنين بالمائة وبوتان 1.4 بالمائة والهند 1.8 بالمائة ونيبال 2.2 بالمائة وسريلانكا 1.2 بالمائة بحلول العام 2050. وقال البنك إن تلك الدول باستثناء سريلانكا ستشهد طقسا قاسيا بوتيرة أكثر تكرارا سيلحق الضرر بالممتلكات والبنية التحتية والزراعة وصحة الإنسان. وقال إنه في الفترة من 1990 حتى 2008 تأثر أكثر من 750 مليون شخص في جنوب آسيا بكارثة طبيعية واحدة على الأقل وهو ما تسبب في مقتل نحو 230 ألف شخص. آثار سلبية وسوف تشهد المناطق الساحلية في بنجلادش والهند والمالديف وسريلانكا ارتفاع مستويات البحار بما سيؤدي على الأرجح لتشريد أناس ويؤثر بشكل سلبي على قطاعي السياحة وصيد الأسماك. وذكر تقرير البنك أن تكلفة حماية المنطقة من تغير المناخ يمكن تخفيضها إذا خفضت حكومات العالم انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري بدرجة كبيرة. وإذا بقي الارتفاع في درجة حرارة العالم دون 2.5 درجة مئوية فيمكن خفض تلك التكلفة بواقع النصف تقريبا إلى حوالي 40.6 مليار دولار أو 0.48 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي.

توقع تقرير أعده الحزبان الديمقراطي والجمهوري الأمريكيان أن تتكبد الولايات المتحدة جراء تغير المناخ خلال الـ25 عاما المقبلة، خسائر سنوية في الممتلكات تبلغ نحو 35 مليار دولار بسبب الأعاصير وغيرها من العواصف الساحلية، انخفاض إنتاجية المحاصيل بنسبة 14%، وارتفاع درجات الحرارة بشكل يؤدي إلى زيادة الطلب على الكهرباء ويكلف المستهلكين ما يصل إلى 12 مليار دولار سنويا. وقال التقرير، الذي صدر أمس الثلاثاء، إن هذه ربما تكون مجرد البداية، إذ من المتوقع أن تقفز الخسائر إلى مئات المليارات من الدولارات بحلول عام 2100. وقال عالم المناخ مايكل أوبنهايمر إن التقرير "هو الأكثر تفصيلا عن الآثار الاقتصادية المحتملة لتغير المناخ على الولايات المتحدة". وقال هنري بولسون، وزير الخزانة الأمريكي الأسبق وأحد أفراد المجموعة التي كلفت بإعداد التقرير، إن التقرير يرسم صورة قاتمة للخسائر الاقتصادية، من بينها مخاطر ناجمة عن ارتفاع منسوب البحار وموجات ارتفاع الحرارة التي ستؤدي إلى وفيات وخفض إنتاجية العمال.

بينما تواصل درجات الحرارة الارتفاع وتتعرض البيئة للمخاطر، يحاول مجموعة من نجوم هوليوود تسليط الضوء على ظاهرة تغير المناخ، من خلال فيلم وثائقي جديد. وفيلم "سنوات العيش في خطر" فيلم وثائقي ذو تسعة أجزاء سيبدأ بثه على شبكة (شوتايم) التلفزيونية المملوكة لشركة سي.بي.إس كورب يوم الأحد الماضي، متناولا التأثير البشري على المناخ العالمي وتداعيات تغير المناخ على الإنسان. وابتداء من اختفاء غابات بإندونيسيا إلى التكرار المتزايد لحرائق الغابات في كاليفورنيا والجفاف الذي أصاب الحياة بالشلل في تكساس يحاول الفيلم الوثائقي إعادة قضية المناخ إلى بؤرة الضوء بعدما فقدت الظهور منذ الفيلم الوثائقي (حقيقة غير مريحة) الحائز على الأوسكار عام 2006. وقال جيمس كاميرون مخرج فيلمي "تايتانيك" و"أفاتار" والمنتج المنفذ للفيلم الوثائقي الجديد (سنوات العيش في خطر) "هذا هو الوقت الحرج". ولإنجاز هذا العمل استعان كاميرون بممثلين مشاهير في هوليوود للقيام بأدوار مراسلين مثل هاريسون فورد ومات دامون ودون شيدلي وجيسكا ألبا ومايكل هال وأرنولد شوارزينجر، وهو أيضا منتج منفذ للفيلم.

أكد الدكتور جمال جاب الله مدير إدارة البيئة والإسكان والتنمية المستدامة بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية أن دولة قطر تقوم بمجهودات كبيرة في مجال منظومة المجموعة التفاوضية العربية الخاصة المعنية بتغير المناخ. وأضاف جاب الله في تصريحات خاصة لــ "الشرق" على هامش الاجتماع السادس للمجموعة التفاوضية العربية بشان تغير المناخ ان دولة قطر تعمل بتوافق تام ضمن المنظومة العربية في شتي المحافل الدولية في هذا المجال سواء في مؤتمر الأطراف أو في الفعاليات الدولية الأخرى سواء كانت علي المستوي الإقليمي أو الدولي. وأشار جاب الله إلى ان الاجتماع الذي يعقد بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية يناقش على مدار اليومين القادمين ما تم التوصل إليه من نتائج وتوصيات في مؤتمر وارسو كما انه يناقش استعدادات الدول العربية لمؤتمر الأطراف والذي سيعقد بالعاصمة لاسيما عاصمة جمهورية بيرو خلال شهر ديسمبر القادم وان الهدف هو الخروج بورقة عربية ودراسة موحدة تضم كافة المطالب العربية من المؤتمر كما سيتم مناقشة الاستعدادات العربية للقمة العالمية للتغيرات المناخية والتي سوف تعقد بنيويورك خلال سبتمبر القادم. وأضاف جاب الله أن دولة قطر من الدول الرئيسية في المنظومة العربية التي تعمل في هذا المجال وتقدم دائما المقترحات مرئيات في هذا الأمر تضيف بقوة إلى الرؤية العربية الشاملة. والجدير بالذكر أن فعاليات الاجتماع والذي يعقد بحضور أكثر من 13 دولة عربية وبعض المنظمات بدء فعالياته صباح أمس بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية.