قالت إدارة الأرصاد الجوية، إن غدا السبت 20 سبتمبر 2025هو أول أيام طالع الزبرة، وهو النجم الثالث من نجوم سهيل وأول نجوم فصل...
رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
اختتم منتدى الجزيرة الحادي عشر أعماله مساء اليوم في الدوحة، بعقد جلسة حوارية عن مستقبل منطقة الشرق الأوسط. وأشاد الخبراء المشاركون بمستوى النقاشات والقضايا المطروحة، مؤكدين أن الربيع العربي يمر بمرحلة إخفاقات واضحة، نظرا لغياب الطبقة الوسطى، وتردي الأوضاع الاقتصادية، واضطراب الوضع الإقليمي بشكل عام، مشيرين إلى أن عودته ستكون قوية وحاسمة في المستقبل. الدكتور حسن نافعة، رئيس قسم العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة سابقا، قال إن مفهوم الشرق الأوسط ينطوي على ثلاثة مكونات رئيسية أولها المكون العربي، والثاني الدول المحيطة به، والثالث المكون العالمي من خلال تواجد القوى العالمية بأساطيلها ومصالحها في المنطقة. وأوضح أنه كان يفترض أن يكون المكون العربي هو الأساس الصلب لهذه المنطقة، نظرا لما يمتلكه من مقومات بشرية كبيرة، وقدرات اقتصادية هائلة، ولكن للأسف الشديد ظل المكون العربي الجانب الأضعف قياسا بالتفاعلات الدولية، حيث تواجه عدد كبير من الدول مشاكل ضخمة ومتنوعة، كما أن هناك خللا في أنظمة الحكم. إضعاف الدولة وأكد نافعة أن هناك محاولات مستمرة لإضعاف الدولة الوطنية في البلدان العربية، التي هي أصلا تمر بمرحلة تفكك، مشيرا إلى أن هناك أزمة في تحديد الهوية وأيضا تحديد معالم المستقبل. وتوقع أن تستمر هذه الأزمات لفترة من الزمن، وأن يظل العالم العربي في الموقف الأضعف. وفيما يتعلق بالمكون الإقليمي قال نافعة إن هناك ثلاث دول بارزة في هذا الإطار وهي إيران وتركيا وإسرائيل، فإيران لها مشروع طائفي وتريد من خلاله الهيمنة والسيطرة على العالم العربي، وتركيا تطرح نفسها كقيادة لمشروع اسلامي معتدل، بينما تظل اسرائيل الجانب الذي يستحيل على العالم العربي أن يتعامل معه إلا من خلال كسر شوكته واجباره على الخضوع والتفاوض والعيش بسلام. الدولة الأقوى من جانبه، قال عدنان هياجنة، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة قطر، إن أميركا هي الدولة الكبرى التي ما زالت تستطيع تقديم سلع عامة، وتوفير الامن والاستقرار في مختلف مناطق العالم، مشيرا إلى أن ترامب ليس مشكلة بالنسبة للعالم العربي، فالعلاقة بين الجانبين تاريخيا قائمة على أساس تحقيق المصالح الأمريكية مقابل الأمن والاستقرار. وأشار إلى ان النظام الدولي لم يتغير كثيرا، حيث تظل الولايات المتحدة القوة الأوحد تقريبا بعد تراجع روسيا، وضعف الاتحاد الاوروبي، وبداية تفككه، مؤكدا أن الخيار العربي الأمثل في الفترة الحالية مرتبط بدور المملكة العربية السعودية في المنطقة. ولفت إلى ان العالم العربي يواجه حاليا تحديات بقاء الأنظمة، على الرغم من أنها أثبتت قدرة واضحة على محاصرة الربيع العربي والعودة للخيارات القديمة، وهو ما يدلل على جبروت هذه الانظمة، مضيفا بأن الدول العربية لن تفعل الكثير في مواجهة هذا الحال. وتوقع أن تمر العديد من الدول العربية بتغيرات وصراعات وكثير من المشكلات، رغم قدرة بعض الأنظمة على الاستمرار لفترات طويلة، فإيجاد تلك الانظمة للاستراتيجيات اللازمة للبقاء يعني أنها أنظمة ذكية في هذا الجانب. تفكك الإقليم بدوره قال طارق يوسف، مدير مركز بروكنجز الدوحة، إنه من المبكر التنبؤ بما هو قادم في الأوضاع الداخلية بدول المنطقة، لكن الثابت هو أن هناك حالة تفكك واضحة في المنظومة الاقليمية، علاوة على حالة التفكك الاقتصادي، يضاف إلى ذلك الوضع الاقليمي المتردي. واختلف الدكتور يوسف مع الاطروحات التي تقول إن الولايات المتحدة ما زالت حاضرة وقوية في الشرق الأوسط، مؤكدا أنها انحسرت بشدة على كافة المستويات، مطالبا الدول العربية بترتيب أوضاعها الداخلية. وأكد في ختام كلمته أن افلاس النخب كان أحد أهم ضحايا اخفاقات الربيع العربي. بدوره قال بشير نافع، أستاذ تاريخ الشرق الأوسط بمركز الجزيرة للدراسات، إن المنطقة العربية تعيش حالة ارتداد بعد فشل التحول الديمقراطي، ولكن هذه الردة سوف تتغير مستقبلا، مشيرا إلى أن وجود طبقة وسطى يحمي عملية التحول الديمقراطي، علاوة على وجود وضع اقتصادي قوي. وطالب نافع باستقلال جهاز الدولة عن أنظمة الحكم، منوها إلى أن الأوضاع الاقليمية المتأزمة كانت سببا في التراجع.
433
| 16 أبريل 2017
د. يزيد صايغ الخبير المتخصص في شؤون الدفاع والجيوش العربية لـ"الشرق": لا يمكن إحداث تغيير حقيقي في البلدان العربية دون إصلاح الأجهزة الأمنية الإصلاح يبدأ بإخضاع أجهزة الأمن والشرطة للمساءلة والمحاسبة فساد أجهزة الأمن أحد الأسباب الرئيسية لاندلاع ثورات الربيع أي جيش محترف يعمل بالأمن الداخلي يتأثر مهنيا ويتآكل من الداخل رفض بعض الأنظمة نشر ميزانيات جيوشها لاعتبارات الأمن القومي.. كذبة كبيرة الانقسام الطبقي داخل المؤسسة العسكرية المصرية يهدد بانتقال الصراع إلى صفوفها تمكّن جماعات المصالح العسكرية المصرية يؤثر سلبا في بيئة التنمية الإطاحة بأول رئيس مدني منتخب في مصر مكن الجيش من الهيمنة الكاملة على الدولة إصلاح الشرطة يبدأ بحوار مجتمعي يشارك فيه المجتمع المدني والشرطة الاستناد إلى معايير واضحة شرط أساسي لأي مؤسسة عسكرية تريد أن تلعب دورا داخليا أوردت صحيفة الجارديان البريطانية في واحدة من افتتاحياتها، أن الظروف التي تعيشها شعوب المنطقة العربية ربما تكون أسوأ من تلك التي أدت إلى اندلاع ما عرف بالربيع العربي، وأن وجود تلك الظروف ربما يجعل تكرار تلك الأحداث واردا وبقوة. أبرز هذه الظروف عودة الأجهزة الأمنية التي كانت سببا رئيسيا في اندلاع تلك الثورات، إلى ممارسة نهجها القمعي والدموي وربما بدرجة أكثر شراسة، فحالات القتل والتعذيب في مصر، مثلا، على يد الأجهزة الأمنية فاقت بكثير ما كانت عليه قبل الربيع العربي، في المقابل تراجعت الحريات بشكل كبير، وانتكست قيم حقوق الإنسان بوضوح، وأصبحت الأوضاع مهيأة بدرجة كبيرة لاندلاع ثورات أخرى ربما تكون أكثر شراسة من سابقتها. "الشرق" التقت الدكتور يزيد صايغ الخبير المتخصص في شؤون الدفاع والجيوش العربية، الذي أكد أن فساد وقمع الأجهزة الأمنية والشرطة، في العديد من الدول العربية، وتحولها من حماية الشعوب، إلى قهرها وإذلالها، أحد الأسباب الرئيسية لاندلاع ثورات الربيع العربي. واستبعد صايغ إحداث أي تغيير ديمقراطي في أي بلد عربي، دون إصلاح الأجهزة الأمنية والشرطة، باعتبارها أحد الأسباب الرئيسية لاندلاع ثورات الربيع العربية. وقال الصايغ إن الربيع العربي كان فرصة مواتية للبدء بعملية إصلاح هذه الأجهزة التي كانت محاصرة ومنبوذة من قبل الناس، لكن تأخر ذلك من قبل السلطات الانتقالية، ضيع الفرصة. ودعا إلى إجراء عملية الإصلاح عبر حوار مجتمعي يشارك فيه المجتمع المدني وأجهزة الأمن والشرطة، ولا يشترط أن يكون بعد سقوط هذه الأنظمة، بل يمكن القيام به والتحكم فيه. وتطرق الصايغ لما تروجه بعض الأنظمة العسكرية من استحالة نشر ميزانيات جيوشها قائلا إن مسألة التحجج باعتبارات الأمن القومي لعدم إخضاع هذه الأجهزة للمساءلة كذبة كبرى، خاصة أن الدول الكبرى تُخضع هذه الأجهزة بما فيها القوات المسلحة للمساءلة والمحاسبة دون الخوف من المساس بالأمن القومي. وإلى نص الحوار.. * بعد مرور 6 سنوات على اندلاع الربيع العربي ثم تراجعه في بعض الدول إثر صعود الثورات المضادة مما جعل الأجهزة الأمنية تعود أكثر شراسة من ذي قبل "الحالة المصرية مثالا".. برأيك لماذا عادت الشرطة أكثر قمعا؟ ** لا شك أن فساد وقمع الأجهزة الأمنية والشرطية، في العديد من الدول العربية، وتحولها من حماية الشعوب، إلى قهرها وإذلالها، أحد الأسباب الرئيسية لاندلاع ثورات الربيع العربي. لكن ما أصاب الربيع العربي، أعاد هذه الأجهزة من جديد، أكثر قمعا وبطشا بالشعوب، وأصبحت التجاوزات والانتهاكات التي ترتكبها شبه محمية من قبل الأنظمة، التي تولت الحكم في تلك الدول، مما يفتح الباب أمام ملف إصلاح أو إعادة بناء أجهزة الشرطة. ومن المؤكد أنه لا يمكن إحداث أي تغيير ديمقراطي في أي بلد عربي، من دون إصلاح جهاز الشرطة، الذي أعتبره "صندوقًا أسود" لا يعلم من بخارجه ما بداخله، حتى أولئك الذين تولوا الحكم. إصلاح الأجهزة الأمنية * هل تعتقد أن اندلاع الربيع العربي كان فرصة مواتية لإصلاح الأجهزة الأمنية؟ ** بالطبع، فلقد أصبح قطاع الأمن محاصرا ومنبوذا من قبل الناس، وهذه اللحظة كانت فرصة مواتية للبدء بعملية إصلاح لأجهزة الشرطة، لكن تأخر ذلك من قبل السلطات الانتقالية ضيع الفرصة للمرة الأولى، ثم ضاعت للمرة الثانية من قبل الحكومات المنتخبة التي جاءت بعد ذلك. وللأسف فإن الكثير من القوى السياسية التي تسلمت السلطة والحكم في هذه البلدان، ولدت في العهد السلطوي، ومعتادة على النمط الفوقي للحكم، لذلك لم تفتح هذا الموضوع للحوار السياسي البناء مع قوى المجتمع السياسية والثقافية والإعلامية. المساءلة والمحاسبة * برأيك.. كيف تكون عملية إصلاح أجهزة الأمن والشرطة حال سقوط الأنظمة القمعية التي عادت لتحكم بعض دول الثورات؟ ** بداية، فإن عملية الإصلاح لا بد أن تتم عبر حوار مجتمعي يشارك فيه المجتمع المدني والشرطة، كما لا يشترط أن يكون الإصلاح بعد سقوط هذه الأنظمة، بل يمكن القيام به والتحكم فيه. وأولى هذه الخطوات للمعالجة والإصلاح هي إخضاع جهاز الشرطة للمساءلة والمحاسبة المالية والإدارية وأمام البرلمان ولجان التحقيق العادية. أما عن مسألة التحجج باعتبارات الأمن القومي لعدم إخضاع هذه الأجهزة للمساءلة فهذا غير صحيح، فالدول الكبرى كالولايات المتحدة تخضع هذه الأجهزة بما فيها القوات المسلحة للمساءلة والمحاسبة دون الخوف من المساس بالأمن القومي. الحالة المصرية * بعد انقلاب 3 يوليو 2013 في مصر سيطر الجيش المصري بكل إمكاناته العسكرية والأمنية على المقدرات الاقتصادية للبلاد.. إلى أي مدى تستمر هذه السيطرة؟ ** من المؤكد أن دور الجيش المصري منذ انقلاب 23 يوليو 1952 عاد للظهور، وأصبح اليوم هو العامل الحاسم والأساسي في الحياة السياسية المصرية، خاصة بعد أن اكتشفت القوات المسلحة بعد ثورة 25 يناير 2011، والتي تولت الحكم في الفترة الانتقالية، أنها الأقوى على الساحة السياسية، وأن الأحزاب والجماعات السياسية، أكثر ضعفا مما كانت تتصور، الأمر الذي زاد شوكة الدولة المركزية عما كانت عليه في زمن الرئيس المخلوع حسني مبارك. لذا فمن الناحية النظرية، قد يشير دخول جهاز مشروعات أراضي القوات المسلحة كطرفٍ تجاري فاعل جديد، إلى تحوّل كبير في السياسة التي يتّبعها السيسي والقوات المسلحة المصرية، من إعطاء الأولوية للاحتياجات السياسية إلى توليد أقصى قدرٍ من الأرباح للعسكريين وشبكاتهم المختلفة، أو السعي إلى تحقيق كلا الأمرين. بيد أن التفسير الأكثر ترجيحًا لذلك هو أن عدم وجود إستراتيجية شاملة للتنمية الاقتصادية في مصر، بات يفضي إلى شيء هو أقرب إلى نهج الاقتصاد الحر في داخل الاقتصاد العسكري، ما يمكِّن جماعات المصالح العسكرية المتعدّدة من متابعة أجنداتها الخاصة، حتى لو كانت متعارضة مع بعضها الآخر، وهذا يجعل من الصعب التكهّن بدقّة حيال التأثيرات طويلة الأمد على بيئة الأعمال والتنمية الاقتصادية والسياسة في مصر، لكنها ستكون بالتأكيد سلبية. * على ضوء الحالة المصرية، ما مدى تأثر الجيوش عندما تتدخل في الشؤون الداخلية لبلدانها؟ ** بكل تأكيد، فأي جيش محترف يدخل دائرة العمل بالأمن الداخلي سيتأثر مهنيا وسيتآكل من الداخل، وهذا ما ينطبق في صورة جلية على المؤسسة العسكرية بمصر منذ عهد الراحل جمال عبد الناصر، خاصة أنها تشهد انقساما طبقيا داخليا. ونظريا يمكن أن يؤدي هذا الانقسام إلى صراع في صفوف المؤسسة العسكرية نفسها. فقد تسبب الربيع العربي في كسر بنية السلطة وأفسح المجال لاصطفافات جديدة لعبت الجيوش العربية بمقتضاها أدوارا داخلية أساسية لم تلعبها طوال عقود، لذا أعتقد أنه من الضروري أن تستند أي مؤسسة عسكرية إلى معايير واضحة إذا ما وجدت نفسها مضطرة للعب دور داخلي، فالجيش الذي لا يقدر على انتزاع حي من مجموعة مسلحة خارجة عن القانون إلا بتدمير الحي بمن فيه وقتل أعداد هائلة من المدنيين هو جيش يفتقد الكفاءة والمهنية. كذبة كبرى * ما قولك فيما تردده بعض الأنظمة العسكرية بأن ميزانيات جيوشها يجب أن تكون سرية خوفًا من اطلاع الدول المعادية عليها؟ ** سرية الميزانيات العسكرية في العالم العربي كذبة كبيرة، وكلمة حق يراد بها باطل، فكل المعلومات معروفة عند الدول التي يُخشى منها، كما أنه لا يوجد جيش عربي لا يرسل ضباطه للتدريب في الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا وغيرهم. جمهورية الضباط * إلى أين تتجه الأوضاع المصرية، هل إلى الدولة المدنية أم مزيد من العسكرة؟ ** لقد أكدت القوات المسلحة المصرية، التي طالما اعتبر البعض أنها تحكم مصر بصورة فعلية، هيمنتها الرسمية على الدولة المصرية منذ فبراير2011، عندما نقل مبارك صلاحياته إليها، فلقد تردد حينها المجلس الأعلى للقوات المسلحة في أن يحكم، ولكنه بالمقابل لم يكن راغبًا في تمكين الحكومة المدنية الانتقالية التي عيّنها، لكنه أثبت عجزه بصورة فاضحة في تعامله مع العملية السياسية والانتعاش الاقتصادي وإصلاح جهاز الدولة. وبعد أن فقد مأواه المحمي والبعيد عن السياسية نسبيًا في ظل مبارك، سعى المجلس العسكري إلى إعادة إنتاج استقلاله القانوني والمؤسّسي عن الرقابة المدنية عبر إضفاء طابع رسمي عليه من خلال إصدار سلسلة من التعديلات والبنود الدستورية بين عامي 2011- 2014. إلا أن الإطاحة بالرئيس محمد مرسي يوم 3 يوليو 2013، وهو أول رئيس مدني يتقلّد هذا المنصب منذ تأسيس الجمهورية في العام 1952، أدت إلى استكمال هيمنة الجيش على الدولة المصرية. ومنذ ذلك الحين، انتقلت "جمهورية الضباط"، التي تطوّرت في عهد مبارك واستوطنت أجزاء كبيرة من الإدارات المدنية في الدولة والحكم المحلي والمخابرات العامة وقوات الأمن المركزي والشركات التجارية المملوكة للدولة، إلى الواجهة وتوسعت أكثر. ومن أجل مزيد من التوسع العسكري عيّن السيسي كبار الضباط في وظائف إضافية، ومنح صلاحيات جديدة شاملة للقوات المسلحة في مجال الأمن الداخلي، وبعد غياب التوازن النسبي للسلطات في نظام مبارك، وإطاحة الجيش بالديمقراطية وحلّ أكبر حزبين سياسيين في البلاد، «الإخوان المسلمون» و«الحزب والوطني الديمقراطي»، تتّجه مصر إلى دكتاتورية عسكرية واضحة.
1713
| 01 أبريل 2017
الشيخ راشد الغنوشي لـ "الشرق":تعثر الربيع العربي لن يطول لوجود إعلام حر وأنظمة ديمقراطية سائدة في العالمالنهضة حزب مدني ديمقراطي يستلهم قيمه من الإسلامالمنطقة في مرحلة تحوّل ديمقراطي والبحث عن توافقات أمر أساسي لإنجاحهاعرضنا الوساطة بين الإخوان والجيش المصري والإقصاء لن يفيد أي طرفالاستثناء العربي انهار أمام إرادة الشباب الذي أصبح مصدر إلهام لشعوب العالمالثورات أعادت للشعوب ثقتها بنفسها وجعلتها أقوى من أنظمتهاالربيع العربي لم يفشل ونجح في حلحلة أنظمة عاتية في زمن قياسيتنازلاتنا ورفض قانون العزل السياسي وحياد الجيش أدت لنجاح الثورة التونسيةجينات شعوبنا ليست مختلفة عن التي نالت حريتها وحققت المساواةالديمقراطية لا تتناقض مع الإسلام والعقل والحكمة لا يتعارضان مع الدينمصر لن تكون استثناءً في المنطقة ونخبتها ستتوقف لاكتشاف المعادلة المناسبةالليبيون على وشك التوصل لحل سياسي في المستقبل القريبتلقف أقطار عربية لثورتنا دليل على أن الأرض كانت متهيئةتشتت النخب يؤخر التغيير الديمقراطي ويضاعف في كلفتهيجب على الأطراف المتصارعة أن تقبل ببعضها وتبتعد عن المقاربات الصفريةزمن الحكم الفردي والإعلام الخشبي وانتخابات الـ 99% انتهى أعرب الشيخ راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة التونسية عن امتنانه لدعم قطر السخي والمتواصل لتونس، ووقوفها مع الثورة التونسية منذ بدايتها، سواء إعلاميا أو عن طريق قناة الجزيرة. واستبعد الشيخ راشد في حواره مع "الشرق" فشل الربيع العربي قائلا، إن مسار الثورات طويل ومتعرج، يتقدم مرة ويتأخر أخرى، ولكن في النهاية ينتصر، مستشهداً بالثورة الفرنسية التي مرت بمراحل انتكاسية، وقطعت رؤوس الملوك، والثوار أيضا، ودخلت فرنسا في مرحلة إرهاب وعنف، طيلة سبعين سنة. ونفى أن تكون الشعوب العربية استثناءً في المشهد العالمي، لافتاً إلى أن هذه النظرية انهارت أمام إرادة الشباب الذي أصبح مصدر إلهام لشعوب العالم، كما شدد على أن من ينظر إلى واقع الحكام الديكتاتوريين، يجدهم في حالة هلع وخوف، ويشددون القبضة الأمنية، بما يدل على أن شيئا جديدا حدث، وأن الشعوب التي تذوقت الحرية وأصبحت تثق في نفسها لن تعود إلى ما قبل عام 2011. وأكد نجاح الثورة التونسية نجاحاً باهراً، وأرجع السبب في ذلك إلى تناغم تركيبة المجتمع التونسي المنسجم في جميع مكوناته، وحياد المؤسسة العسكرية، التي فضلت حماية الدولة والديمقراطية وحماية العملية الانتخابية، إضافةً إلى ما قدّمناه من تنازلات. وكشف الغنوشي عن عرضه الوساطة بين الجيش والإخوان المسلمين في مصر قائلاً: عبرت عن استعدادي للعب أي دور يقرب بين المختصمين، وينهي الانقسام والأزمة، لأننا نتمنى مصر قوية، ولأن في ذلك مصلحة الأمة العربية. وتوقع الغنوشي انتهاء الصراع في ليبيا قريباً، مؤكداً أن هناك مؤشرات على اقتناع لدى الليبيين بضرورة التوافق، واعتماد الحوار بدلا من اعتماد السلاح سبيلاً للحل السياسي، وهو ما يجعل هناك أملا في التوصل إلى حل سياسي في المستقبل القريب. وأوضح أنّ الديمقراطية لا تتناقض مع الإسلام، وأنّ العقل والحكمة لا يتعارضان مع الدين، مؤكداً أنه يفضل خيار التمييز أو التمايز بين المجال الديني والسياسي، وبين القضايا الثابتة في الدين. وإلى نص الحوار.. شيخ راشد، في ظل صعود مضطرد للثورات المضادة في دول الربيع العربي، سواء في مصر أو اليمن أو ليببيا.. برأيك هل طوى التاريخ صفحة الربيع العربي؟ بالطبع لا.. فمسار الثورات طويل ومتعرج، يتقدم مرة ويتأخر أخرى، ولكن في النهاية ينتصر، فالعالم العربي ظل لمدة طويلة استثناءً في المشهد العالمي، الذي كان يتجه منذ الحرب العالمية الثانية نحو الحرية، وتثبيت حكم الشعوب، وحرية الإعلام وتكوين الأحزاب، والمساواة بين الناس" العدالة الاجتماعية"، لكن العالم العربي ظل مثل الجزيرة المنعزلة في هذا المحيط، لأسباب لا تعود إلى طبيعة الشعوب العربية!، أو لأنهم مختلفون عن مواطني الدول الأخرى!، لكن الحقيقة أنه ليس في جينات العرب ما هو مختلف عن الشعوب الأخرى، والدليل أنها ظلت طيلة الـ 50 سنة الماضية تدفع أثماناً باهظة ومتوالية من أجل الحرية، فالسجون في أوطانهم ممتلئة، ومناطق المهاجر متكدسة بهم، والصحافة مقموعة في بلادهم، وأنظمة العدالة مختلة، مما يدل على أن الأنظمة الحاكمة غير مستقرة أو مرتاحة، بل وخائفة من شعوبها. وتقديرنا أن الشرارة التي انطلقت من تونس في 2011، وتلقفتها أقطار عربية شتى، لهي دليل على أن الأرض كانت متهيئة، وأن في شرايين العرب تجري دماء حارة تنتظر الفرصة للانطلاق، ولكن هي مسألة زمن وكلفة ووعي نخب، لمواصلة الطريق نحو الحرية، لأنه بالتأكيد ما كان يسمى "الاستثناء العربي" قد انهار أمام إرادة الشباب الثائر، وأصبح الربيع العربي مصدر إلهام لشعوب العالم". وأنا شخصيا على قناعة أنّ ثورات الربيع العربي التي اندلعت عام 2011، هي عصر جديد من الحرية ورفض الاستبداد، وأعادت للشعوب ثقتها بنفسها، وأنّها أقوى من أنظمتها، وأنّ هذه الثورات ستحقق أهدافها بالتراكم، وأنّ الديمقراطية ستأخذ طريقها في هذه المنطقة، والثورة مسارٌ سيحقق أهدافه ولو بعد قرون. تاريخ الثورات لكن هناك من يرى أن الأنظمة السابقة عادت بقوتها، وكأن ثورة لم تقم، وكأن الثورات لم تمر على هذه البلدان.. بل إن قطاعاً لا يُستهان به من الشعوب بات يتوق لعودة الأنظمة السابقة؟ هذا وَهْمٌ، فمن ينظر في تاريخ الثورات سيجد أنها ليست دائماً في خط متصاعد، وإنما في أحيان كثيرة يمكن أن تحدث تراجعات وانتكاسات ورِدّةٌٌ، كما يسمى في التاريخ الإسلامي، ولكن هذه الردة مؤقتة، فالثورة الفرنسية مرت بمراحل انتكاسية، فبعد أن قطعت رؤوس الملوك، قطعت بعدها رؤوس الثوار، ودخلت فرنسا في مرحلة إرهاب وعنف، طيلة سبعين سنة. لكنني أعتقد أن ذلك لن يحدث في بلادنا؛ نظراً لوجود الإعلام الحر والمفتوح، ووجود أنظمة ديمقراطية سائدة في العالم، لذلك فزمن التحرر العربي لن يأخذ عشرات السنين، ونأمل أن تستفيد النخب العربية من التجربة التونسية وتتوفق إلى إيجاد تسويات وتوافقات بينها، لأن ما يؤخر التغيير الديمقراطي هو تشتت النخب، فتشتت النخب سواء في اليمن أو سوريا أو ليبيا أو مصر، ضاعف التكلفة ومدد زمن التغيير. الربيع العربي لم يفشل إذاً، أنت ترى أن الشعوب العربية التي كانت خائفة ومترددة لن تعود إلى ما قبل 2011؟ نعم.. فهناك حالة كمون وتربص، ومن ينظر إلى واقع الحكام الديكتاتوريين، يجدهم في حالة هلع وخوف، ويشددون القبضة الأمنية، بما يدل على أن شيئا جديدا حدث بعد عام 2011، وأن الشعوب تذوقت الحرية وأصبحت تثق في نفسها، وصارت أكثر استهانة بالطغاة، بعدما رأت طاغية يهرب بليلٍ، وآخر يُجرجَر للسجون والمحاكم، مما جعلهم اليوم أكثر استهانة بالحاكم الذي كان يُصوَّر على أنه لا يقهر. ولقد تبين يقيناً أن الشعوب إذا حزمت أمرها فستكون صاحبة المبادرة، لذلك أنا على يقين بأن الربيع العربي لم يفشل، وإنما نجح في حلحلة أنظمة قوية، وفي زمن قياسي مقارنة بثورات أخرى. الثورة التونسية شيخ راشد، هل نجحت الثورة التونسية.. وما أسباب نجاتها مما عصف بثورات أخرى؟ بكل تأكيد نجحت الثورة التونسية نجاحاً باهراً، والسبب في ذلك تناغم تركيبة المجتمع التونسي المنسجم في جميع مكوناته، وحياد المؤسسة العسكرية، التي فضلت حماية الدولة والديمقراطية وحماية العملية الانتخابية، إضافةً إلى ما قدّمناه من تنازلات، لتجنب الاستقطاب الأيديولوجي، واعتبارنا أنّ مصلحة الوطن أولى من مصلحة الحزب، وهذا ما جعلنا نقف ضد قانون العزل السياسي، ما أدى إلى نجاة الثورة التونسية من ما لحق بمثيلاتها. لكن من يحكم تونس الآن هو امتداد للنظام القديم؟ صحيح الآن أن بعضا من أجيال العهد القديم يحكمون، ويشاركون الثوار، ولكن هذا ليس فشلاً، وإنما نجاح، فالتوافق الآن في تونس ليس على أرضية الحزب الواحد والإعلام الخشبي والديكتاتورية، وليس على أرضية الثورة المضادة كما يزعم البعض، وإنما على أرضية الثورة ودستورها، فالرئيس الباجي قائد السبسي عندما تقدم للشعب يطلب أصواته لم يحمل في يديه شعارات الحزب الواحد، والإعلام الخشبي، وإنما حمل دستور الثورة، الذي هو دستور التعددية وحقوق الإنسان، وحرية الصحافة والمرأة، لذلك تونس اليوم متوافقة على أرضية الثورة وليست على أرضية الثورة المضادة. فالإعلام حر الآن في تونس، والانتخابات تجري تحت رقابة مؤسسة منتخبة من البرلمان، لا سلطان للحكومة عليها، ولا يوجد صحفي مسجون، أو وسيلة إعلام أو جريدة مغلقة، أو هناك انتخابات مزورة ومزيفة، وبالتالي تونس الآن تعيش ربيع الحرية حقيقة. ما هي الإجراءات الأخرى التي تتخذونها لاستكمال نجاح التجربة التونسية؟ لقد نجحت تونس في تغيير الدستور والقوانين والمؤسسات، وذلك على قاعدة إدارة الاختلافات بطريقة متحضرة وسلمية، وهي الآن بصدد استكمال المرحلة الديمقراطية، بانتخاب مجلس أعلى للقضاء، ومحكمة دستورية، فضلا عن برلمان يمثل كل التيارات السياسية. وماذا عن الثورات الأخرى؟ الثورات الأخرى لم تفشل، لكنها في حالة تعثر، وفي أوضاع معقدة، لكن أنا على يقين أنها ستتجاوز هذه التعقيدات والصعوبات، بقدر ما تنجح النخب في التوصل إلى توافقات وإلى تسويات فيما بينها، والتخلي عن فكرة الإقصاء والإبعاد والانقسامات، كما حدث في الثورة السورية وثورات أخرى، حيث الانقسامات الطائفية والعرقية والاجتماعية، وهو ما عرقل التطور الإيجابي في تلك البلاد. تطبيق النموذج التونسي هل نموذج التوافق الذي حدث في تونس قابل للتطبيق في دول أخرى مثل ليبيا ومصر مثلا، أم أنه مقصور فقط على تونس، نظراً لطبيعة البلد وشعبه؟ نحن في تونس أدركنا، أن هناك فرقاً بين الديمقراطية الراسخة، والتحول الديمقراطي، لأن منطقتنا ليست في مرحلة ديمقراطية راسخة، وإنما في مرحلة انتقال ديمقراطي، ففي الديمقراطية الراسخة يمكن أن تحكم بـ 51 %، أما الديمقراطية الانتقالية فهذا لا يكفي، بل يجب البحث عن توافقات واسعة تتجاوز الـ 70 و80 %، باعتبار حالة الانقسام تمثل خطراً على التحول الديمقراطي. أما في مصر فقد وقعت حالة انقسام بين الإسلاميين والعلمانيين، فالرئيس مرسي "فرّج الله كربه" انتخب بـ 51% فقط، وهو ما يعد حالة انقسام، لأن الـ49 الباقية اعتبرت نفسها غير معنية بهذه الانتخابات، كما اعتبرت نفسها غير معنية بالدستور، لأن من كتبه هم الإسلاميون، بالرغم أن الدستور لابد أن يمثل الجميع، وهذا ما أحدث حالة من الانقسام في الشارع، لذلك أعتقد أن البحث عن توافقات وتسويات بين النخب أمر أساسي لإنجاح عملية التحول الديمقراطي. تحدثت عن أن هناك طرقاً مختلفة لاستكمال مسار الحرية في الدول العربية.. ما هي؟ بطبيعة الحال طريق الثورة ليس هو الوحيد، وإنما يمكن للمسار الديمقراطي أن يسلك أكثر من مسلك، يمكن أن يسلك مسلك الثورة عندما تسد كل الأبواب، ويمكن أن يسلك مسلك التطور التدريجي، عندما يكون هناك حكام أذكياء، يدركون أن زمن الحكم الفردي، والإعلام الخشبي وانتخابات الـ 99%، قد ولّى، فيفسحون المجال لشعوبهم، وهذا المسلك هو الأقل كلفة. الإخوان والجيش إذا ما طلبنا منكم توجيه رسالة لطرفي الصراع في مصر حاليا، الإخوان والجيش.. ماذا تقولون وتنصحون؟ نحن نؤكد على أن مصر لن تبقى استثناءً في المنطقة، وهي الآن في مراحل الانتقال الديمقراطي، الصعب والمتعثر، لأسباب كثيرة، منها مكانة مصر وأهميتها في المنطقة، وكل ذلك يجعل معادلة التغيير معقدة، وكلفة التغيير باهظة، وزمن التغيير أطول، ولكن أنا على يقين أنها لن تكون استثناءً في المنطقة، وأن النخبة المصرية ستتوقف لاكتشاف المعادلة المناسبة لهذا. هل عرضتم الوساطة بين الإخوان والمؤسسة العسكرية؟ لقد عبرت عن استعدادي للعب أي دور يقرب بين المختصمين، وينهي الانقسام والأزمة، لأننا نتمنى مصر قوية، ولأن ذلك فيه مصلحة للأمة العربية. هل تلقيت أي رد؟ حتى الآن يبدو أن الأمور لم تنضج، لكن أعتقد أنها ستنضج عاجلا أم آجلا، وسيكتشف الجميع أن الإقصاء لن يفيد، وأن المعادلة المصرية معقدة وإقصاء أي طرف سيعقد الأمور، سواء أكان من الجيش أو الإخوان، أو الليبراليين والعلمانيين واليساريين، أو إقصاء النظام السابق بالجملة، لأن كل ذلك لا يفيد والأفضل اعتراف الجميع بالجميع، والبحث عن تسوية تشمل الجميع. الوضع الليبي ما هي رؤيتكم للوضع في ليبيا وهل في الإمكان أن يكون هناك توافق؟ من المؤكد أن الشعب الليبي تعب من الصراع، وأدرك أن أطراف الصراع لن تستفيد من استمرار هذا الصراع العنيف، والآن هناك مؤشرات على اقتناع لدى الليبيين بضرورة التوافق، واعتماد الحوار بدلا من اعتماد السلاح سبيلا للحل السياسي، وأن الحل في ليبيا سياسي وليس عسكريا، لذلك نحن على اقتناع أن الليبيين على وشك التوصل لحل سياسي في المستقبل القريب، هذا الحل يتحقق به السلم، وتنجح به الديمقراطية، ويشارك الجميع بعيداً عن الإقصاء والإبعاد. النهضة حزب مدني هناك مسألة مطروحة على الساحة بقوة وربما لم يُجب عليها الآن أحد بطريقة كافية.. هل هناك تعارض بين الديمقراطية والإسلام وبين ما هو دعوي وما هو سياسي؟ نحن على قناعة بأنّ الديمقراطية لا تتناقض مع الإسلام، وأنّ العقل والحكمة أيضا لا يتعارضان مع الدين. أما فيما يخص فصل ما هو دعوي عن السياسي فأنا أفضل خيار التمييز أو التمايز بين المجال الديني والسياسي، وبين القضايا الثابتة في الدين، وما هو في مجال الحرية، فشمولية الإسلام لا تعني ضرورة شمولية الهياكل التي تستلهم رؤيتها من الإسلام، لقد قررنا أن نتخصص في العمل السياسي كحزب مدني ديمقراطي يستلهم قيمه من الإسلام، دين الرحمة والسماحة، ويمكن لغيرنا أن يتخصص في مجالات أخرى. كما أننا نشأنا كردة فعل على نظام شمولي بسط سيطرته على جميع المجالات العامة، والثورة استطاعت أن تنهي هذا النظام الشمولي، وتفسح المجال للمجتمع سواء في مؤسسات المجتمع المدني، أو في المجال الخيري أو الديني، لذا انتفت الحاجة لحركات شمولية، وبالتالي قررنا التفاعل مع المتغيرات، والتخصص في مجال خدمة المجتمع عن طريق حزب سياسي يعمل من أجل تحقيق الديمقراطية وتثبيت الاستقرار وتحقيق الازدهار وخدمة المواطنين. أما من أراد أن ينشط في مجالات العمل المجتمعي فله أن يؤسس هياكل مستقلة تقوم بهذا. القوة لا تحل الخلافات تسود المنطقة حالة من الاضطرابات التي قد تؤدي لمزيد من الدماء.. هل لديكم تصور معين لحل هذه الأزمات والاضطرابات؟ لقد تعلمنا من تجربتنا أن المسؤولية تقع على النخب في بلداننا، وعلى قواها الحية، وعلى الأنظمة أيضا، فحالة الاضطراب والتقاتل لن تنتهي إلا حين يقتنع الجميع، أن القوة لا يمكن أن تحل الخلافات، وأن الحوار هو الطريق الوحيد لحل الخلافات. كما يجب أن تقبل الأطراف المتصارعة ببعضها وتبتعد عن المقاربات الصفرية، ويجب على بلداننا أن تكون لجميع أبنائها، بدون إقصاء أو احتكار، وواجب علينا أيضا أن نضع مصلحة بلداننا فوق مصالحنا الخاصة الحزبية أو الشخصية، يجب على الأطراف الأساسية أن تقدم تنازلات للأطراف الأضعف حتى نحفظ بلداننا من الانقسام. قطر تدعم الثورة التونسية كيف تقيّمون رؤية قطر لثورات الربيع العربي؟ قطر وقفت مع الثورة التونسية منذ بدايتها، سواء إعلاميا أم عن طريق قناة الجزيرة، أو في المجالات الاقتصادية والتنموية، فقد قدمت قطر مشكورة وديعة في البنك المركزي التونسي وقدمت قرضا سخيا، وأيضا أقامت العديد من المشاريع الاقتصادية، كما دعم الأشقاء في قطر مشكورين مبادرات الشباب التونسي الاقتصادية، عن طريق صندوق الصداقة القطري التونسي الذي أذن بإنشائه سمو الأمير "حفظه الله". وقد كانت مشاركة قطر متميزة في المؤتمر الاستثماري الذي أقيم في تونس قبل عدة أشهر، حيث كرمنا سمو الأمير بترؤس وفد قطر، وأعلن سموه في المؤتمر دعمه لتونس بتخصيص مبلغ مليار ومائتين وخمسين مليون دولار للاستثمار في تونس، وقد كانت تلك أعلى مشاركة من الوفود الدولية من فرنسا وألمانيا وإيطاليا والمملكة العربية السعودية وغيرها من الدول. هذا الدعم لتونس استمر عبر الحكومات المختلفة التي أتت بعد الثورة لتثبت أن دعم الشقيقة قطر لتونس، ليس دعما لهذا الطرف أو ذاك، بل هو دعم للثورة التونسية. نحن ممتنون لهذا الدعم السخي والثابت والمتواصل ونوجه من خلال منبركم كل الشكر والتقدير والاحترام لسمو الأمير الشيخ تميم بن حمد حفظه الله، ولسمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني — حفظه الله — على كل هذا الدعم للثورة التونسية خلال السنوات الست الأخيرة.
842
| 11 مارس 2017
أكدت السيدة كيت جيلمور نائب المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة، ضرورة التعامل مع قضايا حقوق الإنسان وما يتصل بها من كرامة وسلام مستدام بكل احترام، باعتبار ذلك رغبة دولية مشتركة لحياة خالية من المخاطر والمهددات. وأهابت السيدة جيلمور في كلمتها بالجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي حول مقاربات حقوق الإنسان في مواجهة حالات الصراع بالمنطقة العربية، بالجميع ضرورة نبذ ممارسات الكراهية والتهميش والقمع لأجل مستقبل باهر تتوق له البشرية. وأشارت إلى ما يسمى بالربيع العربي في المنطقة، ينبثق من وعي فردي بالكرامة والحرية والعدالة والمساواة والديمقراطية ووضع حد لممارسات الأنظمة القمعية، في وقت غاب فيه حكم القانون وتعدد المنابر الإعلامية وارتفعت حالات قمع المعارضين والتمييز على أسس غير مقبولة للقانون الدولي. ولفتت إلى ضرورة محاسبة ومساءلة الحكومات والمجموعات المسلحة التي ترتكب انتهاكات بحق الشعوب، معتبرة ذلك من تحديات حقوق الإنسان التي يتعين حمايتها وضمانها بمقتضى القانون الدولي. ورأت أن آليات المحاسبة مثل محكمة الجنايات الدولية، هدفها منع تكرار الجرائم والتهميش والخوف، والتي قالت إن استمرارها يؤدي إلى الظلم الذي يتسبب بدوره في انتفاضات وحروب وصراعات. وشددت السيد جيلمور على أن الإلتزام بمبادىء ونصوص حقوق الإنسان هدف استراتيجي وأخلاقي للحد من العنف، ونتائجه أكثر فاعلية من القنابل والطائرات بدون طيار.
274
| 20 فبراير 2017
ندوة لـ "الجزيرة للدراسات" حول الثورات العربية وتجربة تونس .. المؤسسة العسكرية كانت أحد المعطيات لنجاح الثورة في تونس الزمر: لايمكن التسليم بفشل الثورة المصرية.. ولا مستقبل للمنطقة إلا بنجاح الربيع العربي صديقي: المشهد المصري إلى حد كبير يشبه التجربة التركية عام 1993 نظم "مركز الجزيرة للدراسات" ندوة بعنوان " 6 سنوات على الثورات العربية: لماذا نجحت تونس وأخفق الأخرين؟"، وشارك فيها الدكتور الدكتور رفيق عبد السلام وزير الخارجية التونسي الأسبق، والدكتور طارق الزمر رئيس حزب البناء والتننمية، مصر، والدكتور العربي صديقي الأستاذ بجامعة قطر، ومن باريس الدكتور زياد ماجد استاذ العلوم السياسية في الجامعة الامريكية في باريس، وأدار الندوة سالم المحروقي المذيع بقناة الجزيرة. وقد بدأ الحديث الدكتور رفيق عبدالسلام، حيث أكد أن المشهد التونسي مركب ومتداخل، ورغم ما تحقق من نجاحات، إلا أن هناك صعوبات مازالت قائمة، مشيرا إلى أنه من المبكر الحكم على تجربة الثوارت بعد خمس أو ست سنوات، لافتا إلى أن المنطقة مازالت تعيش مسار تحول قاسي ومؤلم، وأن العرب في مختلف أماكنهم طموحاتهم تتجاوز واقعهم، مشددا على أن ثورة الياسمين حققت الكثير من المنجزات حتى الن رغم ما يعتريها من عثرات تنموية واقتصادية. طموحات وواقع وأكد الدكتور عبدالسلام، أنه عند الحديث عن دور الجيش التونسي في مسار العملية الديمقراطية، عقب ثورة الياسمين مقارنة بدوره في الثورتين السورية والمصرية، فإن دور المؤسسة العسكرية كانت أحد المعطيات لنجاح الثورة في تونس، بجانب معطيات أخرى، وذلك لأن الجيش ليست لديه معطيات التدخل في الشؤون السياسية منذ زمن الحبيب بورقيبة، الذي كان يتوجس خيفة من العسكريين، حيث لم يرد تكرار النموذجين الناصري ولا البعثي السوري، مما يعني أن تقاليد حركات الاحتجاج التونسية ظلت حراكا مدنيا سياسيا، فيما كانت مصر ومنذ جكم محمد علي، وكذلك في النموذجين السوري والعراقي، يظهر فيها التدخل العسكري الملحوظ في الأمور السياسية. رهانات خاسرة من جانب آخر قال الدكتور طارق الزمر رئيس حزب البناء والتنمية، أنه لايمكن التسليم بفشل الثورة المصرية، بل على العكس من ذلك، فهي قد نجحت كثورة شعبية جارفة في الاطاحة وازالة أكبر طاغية، كما أنه عند إحداث أي مقاربات بين التجربتين التونسية والمصرية، من حيث دور القوى الإسلامية، ينبغي الأخذ بعين الإعتبار أن الثورة التونسية لم يكتمل نجاحها، وغيرها لم تفشل بعد، موضحا أن كافة الرهانات على إجهاض ثورات الربيع العربي منذ عام 2011، قد فشلت، وأنه لا مستقبل للمنطقة إلا بنجاح ثورات الربيع العربي، والثورات المضادة غير قادرة على الاستمرارية . وقال إن كلمة السر في نجاح الثورة التونسية، يكمن في توافق النخبة السياسية، وهذا ما افتقدته الحالة المصرية، كما ينبغي النظر إلى أثر التعليم في تونس، مقارنة بما عليه الحال في مصر، من تجهيل للناس، واستخدام ألة إعلامية لتضليل الرأي العام، فضلا عن نضج تجربة المجتمع المدني في تونس، ودور الرباعية الحيوي، من أجل استكمال المسار الثوري، مع غياب للتحالفات بين العلمانيين وقوى الاستبداد أو العسكر. الطريق الصحيح وعن الاخفاق والنجاح تحدث الدكتور العربي صديقي، أنه عند الحديث عن النجاح والاخفاق، والطريق الصحيح بالنسبة للتجربة التونسية، ينبغي التعمق في هذه المسألة، والوقوف على مقاييس النجاح والإخفاق، موضحا وجود مشهد مركب، وبالنسبة للمشهد المصري، فهو يشبه إلى حد كبير ما مرت به التجربة التركية من إنقلابات عسكرية عام 1993 ، لافتا إلى أن أكبر إشكالية تواجه الدول العربية هي الأرضية القانونية، والوصول إلى الدولة القانونية المعقلنة.
501
| 17 يناير 2017
عندما نتحدث عن الربيع العربي، لابد أن نتطرق إلى الحديث عن مقدمة قاطرته، وهي الثورة التونسية، التي افتتحت الطريق، وقادت مشوار الثورات العربية التي لا تزال في طريقها لإبصار النور حتى الآن، ولكن بكل تأكيد، فإن الثورة التونسية كانت "الأنجح" و"الأقل ضريبة"، وهذا ما جناه التونسيون من سبقهم وتحركهم السريع. وبناء على كل ذلك، تحول النموذج التونسي إلى مصباح يقتفي العرب أثره، كما اقتفوه قبلًا على صعيد التحرك، وهم يحاولون اللحاق به من باب النجاح، وقلة التكاليف. البوعزيزي بدأت الأمور من حادث بسيط، كان ذا تأثير كبير، حين أضرم الشاب التونسي محمد البوعزيزي النار في نفسه احتجاجًا على إهانة السلطات له، وضيق ذات يده، وعدم قدرته على تدبير أموره العائلية، ما ترتب عليه اندلاع احتجاجات قادها مئات الشبان في منطقة "سيدي بو زيد" يومي الثامن عشر والتاسع عشر من ديسمبر واجهتها الأجهزة الأمنية التونسية بالعنف، الأمر الذي أدى إلى إنهائها سريعًا. وفي الحادي والعشرين من ديسمبر، انتقلت الاحتجاجات من "سيدي بوزيد" إلى مدن مجاورة "كالمكناسي والرقاب وسيدي علي بن عون ومنزل بوزيان" طالب فيها المواطنون بتوفير فرص العمل وتحسين الأوضاع الحقوقية. تصاعد الأحداث وفي الرابع والعشرين من ديسمبر، اتخذ مجرى الأحداث منحنى خطيرًا، حين تحولت الاحتجاجات في "سيدي بوزيد" إلى انتفاضة شعبية شملت جميع أنحاء المحافظة، وهنا أطلقت قوات الأمن التونسية الرصاص الحي لأول مرة، وأدى ذلك إلى مقتل الشاب محمد العماري، وإصابة العديدين، واعتقال العشرات، ما أدى إلى انتقال الاحتجاجات في اليوم التالي، إلى قلب العاصمة تونس، حين تجمع مئات النقابيين والحقوقيين لإعلان التضامن مع هبة "سيدي بوزيد" والاعتراض على التعامل القمعي من قوات الأمن التونسية. تاريخ السابع والعشرين من ديسمبر، كان فاصلًا في خط سير الأحداث، حين انتقلا الاحتجاجات إلى عموم مدن ومحافظات تونس، وطالب التونسيون خلالها بصوت واضح بالهتاف الشهير "خبز.. ماء.. بن علي لا"، احتجاجات انتقلت إلى تونس وصفاقس والقيروان والقصرين وتالة ومدنين وقفصة، مع استمرار اشتعال مهد الثورة "سيدي بوزيد". تصاعد حدة الأحداث دفع الرئيس زين العابدين بن علي إلى إلقاء خطاب تليفزيوني أدان فيه ما أسماه "أعمال الشغب" وتوعد فيه "المتطرفين والمأجورين"، في بادرة أوحت بعدم إلمامه بخطورة الوضع. ويبدو أن بعض المقربين إلى بن علي في ذلك الوقت، أوحوا إليه بحل وسط، تمخض عن تعديل وزاري محدود في الثلاثين من ديسمبر، عين فيه سمير العبيدي وزيرًا للاتصال، مع وزير جديد للشباب والرياضة، وآخر للشؤون الدينية. انخفضت وتيرة الأحداث بعض الشيء، ثم عادت لتشتعل مرة أخرى في "تالة" يوم الثالث من يناير، حين اندلعت مواجهات عنيفة بين الشرطة ومحتجين، استخدمت فيها قوات الأمن جميع أنواع الأسلحة، بدءًا من الرصاص الحي، مرورًا بالمطاطي، والغاز المسيل للدموع، تلا ذلك مقتل 3 أشخاص بولاية بنزرت. وحينما أُعلن رسميًا خبر وفاة الشاب محمد البوعزيزي، يوم الخامس من يناير، انقلبت الأمور رأسًا على عقب، وأصبحت التظاهرات غير قابلة للسيطرة، فاستنفرت قوى الأمن التونسية كل إمكاناتها لوأد الثورة. اشتعلت حدة الاحتجاجات، واستلمت "تالة" اللواء من "سيدي بوزيد" قبل أن تنتقل التظاهرات إلى تونس العاصمة، مع تنامي الأحداث، وإضراب المحامين، واشتعال الأمور بسقوط 35 قتيلًا في مدن القصرين وتالة والرقاب. في العاشر من يناير، حاول بن علي تهدئة الأوضاع، من خلال وعود بتوفير 300 ألف فرصة عمل، لكن الأمر كان قد تعدى ذلك النطاق، حيث أخذ التونسيون يطالبون في كل المدن بإسقاط نظام بن علي. تواصلت الاحتجاجات، وأخذت رقعتها تتوسع، وقوات الأمن لا تزال مصرة على التعامل القمعي، ما أسفر عن سقوط 35 قتيلًا في يومي الحادي عشر والثاني عشر من ديمسبر، اليوم الذي أعلن فيه بن علي عزل وزير الداخلية وتعيين وزير آخر، قام فورًا بحظر التجول في مدن تونس الكبرى لأجل غير محدد. المظاهرة الكبرى وفي الثالث عشر من يناير، ألقى بن علي خطابًا رمى فيه بكل أوراقه وتنازلاته بالصيغة الشهيرة "أنا فهمتكم"، لكن الأمر لم يكن قابلًا للسيطرة بعد وصول الاحتجاجات إلى مبان حكومية حساسة. وفي الرابع عشر من يناير، كان شارع الحبيب بورقيبة مسرحًا للمظاهرة الكبرى، مع توحد التونسيين على التظاهر في جميع ربوع البلاد، أدى الأمر إلى تهديد المتظاهرين علنًا بالذهاب إلى قصر قرطاج، وحينها أعلنت جميع وسائل الأنباء الخبر المنتظر، هروب بن علي خارج البلاد، ونجاح الثورة التونسية، وإنهاء عشرات الأعوام من القمع والعنف. وبعد هروب بن علي، انهالت الإشادات والاعترافات الدولية بثورة الشعب التونسي، عربيًا وعالميًا، إشادات لم يشذ عنها سوى الرئيس الليبي السابق معمر القذافي، الذي أعلن أن الشعب التونسي قد تعجل في الإطاحة بزين العابدين بن علي، قبل أن يطيح الشعب الليبي نفسه بالقذافي ضمن تبعات انتفاضة "الياسمين"، التي اندلعت في تونس. مخاضات عسيرة ومرت تونس منذ نجاح ثورتها بالعديد من المخاضات، التي تمثلت في العديد من المحافل الانتخابية البرلمانية، وتشكيل الحكومات، واختيار الرؤساء، أمر أفضى إلى وصول المنصف المرزوقي إلى سدة الحكم، ثم الباجي قائد السبسي، إلى غير ذلك من الاستحقاقات التي خاضها التونسيون بعزيمة وصدق، كللت بنجاحات في بعض الأحيان، وبالفشل في أحيان أخرى. لكن فوز الرباعية التونسية بجائزة نوبل للسلام في 2015، كان تصديقًا عالميًا على نجاح الشعب التونسي في الوصول بتبعات ثورته إلى بر الأمان، في حين دفعت معظم بلدان المنطقة التي لحقت بتونس تكاليف باهظة من أرواح أبنائها واستقرار أراضيها، ولا تزال تدفع الثمن كل يوم. نجاح وفشل وبعد مرور 6 سنوات على نجاح ثورة "الياسمين"، لا يزال الحديث عن نجاح الثورة وفشلها الشاغل الأكبر للتونسيين، لكن قلة الضرائب التي دفعها التونسيون، والحالة السياسية والاجتماعية والاقتصادية المستقرة نسبيًا، تدفع الجميع لضرورة المحافظة على ما تحقق من مكاسب، والبناء للمستقبل. وفي هذا الصدد، قال المؤرخ التونسي البارز عبد اللطيف الحناشي، إن التوافق القائم الآن في الحكم ببلاده، هو "جرأة" سيسجلها التاريخ وبه ستحقق الثورة أهدافها. الحناشي، الذي يعد من أبرز الأكاديميين الذين يواكبون التحولات السياسية في تونس منذ أكثر من 6 سنوات كتابة وتحليلا، وصف "ثورة الياسمين" التي تحل ذكراها السادسة، بأنها "ثورة القرن الـ21" وفي هذا الصدد قال الحناشي وهو أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة تونس: "إنها ثورة نوعية، وهي ثورة القرن الـ21 ، جاءت بأدوات هذا القرن، لم يكن وراءها حزب أو أحزاب وعندما تكون ثورة دون مرجعية فكرية ودون أحزاب تسندها ودون برنامج". وتحدث عن شعارات تلك الثورة قائلا إنها كانت "تتعلق بمسألة الكرامة والشغل، بخلفيات اجتماعية واقتصادية وحتى سياسية، باعتبار أن الحرية هي مطلب سياسي، وهذه الشعارات لازالت مرفوعة ومستمرة ولكن قد تكون بأشكال أخرى". وأضاف أن بعض الشعارات تحققت مثل الحرية "الواسعة جدا" التي تمتع بها المواطن التونسي ووسائل الإعلام وتشكيل الأحزاب والجمعيات والمنظمات. وعن عدم تحقق بعض الشعارات الاقتصادية والاجتماعية مثل الحد من البطالة، قال الحناشي: "يجب التمييز بين مرحلة الثورة ومرحلة ما بعدها". ويرى المؤرخ التونسي أن المسالة تتطلب وقتا، وقال: "كلي أمل أننا سنحقق في تونس المجتمع الذي نحلم به والشعارات التي نسعى لتحقيقها".
2283
| 14 يناير 2017
في ظل التحديات الإقليمية وعدم الاستقرار السياسي "نادي الإعلام" يطرح القضية الأكثر إثارة لمستقبل الشرق الأوسطأسامة حمدان: استمرار القمع أدى لفقدان الثقة بشعارات السلميةشفيق الغبرا: تقلص الخيارات السلمية وضبابية المستقبل ينذران بالعنف علي الشاوي: لابد من التفريق بين التطرف والمرجعية الدينيةالمولى: غالبية منفذي العمليات الإرهابية خريجو معتقلات تعسفيةفي عنفوان الإنتصارات التي انتشت بها الشعوب العربية، بالربيع السياسي السلمي في أغلبه 2011، وإنسلال خيط رفيع من الأمل، كان هناك على الطرف الآخر أزمات محورية تنخر في النخاع المجتمعي للجماهير التي خلعت الأنظمة الحاكمة وقتها.في ظل هذا تجلت تحديات صعبة، لازال أبرزها يتصل بتصاعد الإرهاب الحامل لشعارات متطرفة، ما أدى إلى استغلال الأنظمة القديمة للحالة الراهنة، لتعيد عقارب الثورة للوراء بحد وصف متابعين، بالإضافة لرجوع الحالة القمعية للواجهة من جديد بعد أن كانت الرئة العربية على مقربة من الارتقاء فوق سطح السلطة المستبدة.ويفترض أنه في هذه اللحظة الحرجة تبدلت أيدلوجية الشباب الثائر إلى فقدان الثقة بشعارات السلمية، بعد انحصار الاختيارات، بين الإستسلام للوضع المعاش أو الدخول في صراع انتزاع الحق السياسي بالقوة. د. شفيق الغبرا خلال حديثه لنادي الإعلام "نادي الإعلام" حمل هذه الحالة والاحتمالات ليستطلع آراء مجموعة من المختصين، والذين حضروا الأسبوع الماضي مؤتمراً نظمته جامعة قطر حول التوجهات الفكرية في سياسة الشرق الأوسط، وننقل لكم الإجابة الكاشفة لجانب من وجه مستقبل المنطقة العربية، فهل ستتحول فعلاً الجماهير الثورية إلى العنف بعد فشل السلمية؟ وهل هناك مؤشرات حقيقية للانفجار؟ في البداية توجهنا بالسؤال إلى أسامة حمدان القيادي بحركة «حماس» ومسؤول العلاقات الخارجية فيها، والذي اعتبر الثورات المسلحة ردة فعل على تقليص السلطات الحاكمة لاختيارات الحل أمام شعوبها، وفشلها كذلك في توفير بديل مناسب وحقيقي ينتشلها من الظرف الراهن البائس على حد وصفه.وقال إن عدم التفريق بين العنف ومقاومة الاستبداد ووضع الجميع في مربع واحد وصب العقاب عليهم جميعاً بالتساوي، تشعل حالة من العدوان الشعبي على الجميع، وهذا ما يتصل بالصدام الذي يحتدم بين المجتمع والدولة، وبين الفرد والجماعة. فلا يمكن أن نسأل لماذا تحولت الجماهير للعنف، ونغفل محاسبة السلطات القمعية التي جعلت العنف السبيل الوحيد للخلاص من المشهد الحالي، وأضاف: استمرار القمع أدى لفقدان الثقة بشعارات السلمية.القهر لا يولد إلا العنفعلى نفس الافتراض أكد أ.د شفيق الغبرا أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت، بأن تقلص الخيارات السلمية وانعدام المستقبل أمام الأعداد الكبيرة للشباب الذين فقدوا الأمل بشعارات السلمية، ينذران بتوجه الحشود الغاضبة للنهج العنيف، كحتمية تاريخية وبشرية، إذا لم تتح الفرصة أمام هذه القوة الحاشدة لتحديد مصيرها ورسم مستقبلها الذي ضاع بين قمع السلطة والشعارات الكاذبة للجماعات التي ادعت امتلاكها للحل الجذري. ويعيد علي الشاوي أستاذ علم الاجتماع بجامعة قطر أسباب تطرف الشباب إلى الجماعات المتطرفة في المنطقة، ويقول إنها تتظاهر بالمذهب الأخلاقي الديني ولكنها تضمر المبدأ الميكافيلي في التعامل -الغاية تبرر الوسيلة -، مضيفاً أن هذه الجماعات تحمل الشباب على الاستشهاد والذهاب إلى الفردوس كما يدعون وتجلس هي لتراقب المشهد من بعيد.على الطرف الآخر هناك أحزاب أخرى لها مرجعية تحترم وتستوعب الجميع وتريد بالفعل الإصلاح، ولكنها تُجَرم، وتخلط بالجماعات الأخرى الإرهابية، ويزج بأعضائها في المعتقلات مع حاملي الفكر المنحرف، وهناك تحدث عملية التحول الجذري السلبي خلال انعزال الشباب الطموح الواعي مع المنحرفين فكرياً في جو يسوده الإحباط والنقمة والظلم.وينصح الشاوي بضرورة التفريق بين التطرف والمرجعية الدينية، لأن الخلط الذي يحدث في المعتقلات يحول الشباب "العادي" إلى انتحاريين.سعود المولى الباحث والمتخصص بالفكر والفلسفة الإسلامية وعلم الاجتماع في العالم العربي والانثروبولوجية الدينية، يؤكد من خلال دراساته أن غالبية الذين قاموا بتفجيرات إرهابية وعمليات قتل وتدمير عشوائية، في أوروبا والمشرق الإسلامي، كانوا خريجين للمعتقلات الشرق أوسطية، هؤلاء الشباب في الأغلب اعتقلوا تعسفياً بدون وجه حق.ويشير إلى أن هذه الأعداد الكبيرة خرجت من المعتقلات تريد الانتقام من الظلم الوجودي، فالأزمة لا تتعلق بالأصولية الإسلامية كما يشاع، بل إن الدراسات التي أجريت على عينات من هؤلاء الانتحاريين كشفت أن نمط حياتهم منفتح إلى حد كبير، فتجدهم يذهبون إلى الملاهي الليلية ولديهم علاقات نسائية كثيرة، وفي العادة غير ملتزمين دينياً إن صح التعبير، ولكنهم يجدون في الجماعات الإرهابية الحاملة للشعار الإسلامي باباً مفتوحاً لنزعتهم الانتقامية، ويشدد المولى على أن هذه النتائج حصاد لمجموعة من الأبحاث الأكاديمية الهامة في أدبيات علم الاجتماع.فرانز فانون الفيلسوف الاجتماعي يذكر في كتابه "معذبو الأرض" أن الشعب الذي ظلوا يقولون له إنه لا يمكن أن يفهم غير لغة القسوة، يحزم أمره الآن على أن يعبر عن نفسه بلغة القوة".ويكتب الدكتور مصطفى حجازي في كتابه "مدخل إلى سيكلوجية الإنسان المقهور" إنه "يصل المجتمع المتخلف بالضرورة في مرحلة من مراحل تطوره إلى العنف، بعد فترة شيوع العلاقات الاضطهادية. وهنا يتوجه إلى العنف ضد القوى المسؤولة عن القهر. يتضح للشعب المقهور أن العنف المسلح هو السبيل الوحيد كي يعبر عن نفسه وعن حقه في الوجود". أسامة حمدان القيادي بحركة حماس الإعلام أكسجين الأزمةويعتبر الدكتور نور الدين ميلادي أستاذ الإعلام والاتصال الجماهيري بجامعة قطر، أن وسائل الإعلام العربية والغربية هي التي ضخمت صورة الجماعات الإرهابية وجماعات التغيير الرديكالي المسلح، فجعلت منها نموذجا للرجل المخلص الذي يمتلك الحل الفوري، وبهذا ضخت الأكسجين في الجماعات المتطرفة التي تضخمت صورتها الذهنية لدى الشباب المحبط. لم يسر الدكتور عبدالخالق عبدالله الأستاذ الزائر للعلوم السياسية بجامعة لندن على نهج الآراء السابقة ليقول: من الخطأ التعميم بأن الشباب العربي ميال للعنف، فالجسم الرئيسي للشباب العربي بين 60 إلى 70 % منهم مستقيم ومعتدل ولا يميل للعنف، فالشباب العربي تعرض لاختبارات عنيفة، كان يمكن أن ينتهج العنف خلالها، مع وجود ما نسبته 36% من العاطلين والمحبطين. قبل اشتعال أحداث الربيع العربي والذي يعتبر حدثا شبابيا من الطراز الأول، ولكنه كان سلميا وتنويريا بدرجة كبيرة، فالتعميم بأن الشباب العربي سيتجه للعنف هو خطأ، بشهادة التاريخ.أي أن الدكتور عبدالخالق يتمسك ويراهن على أن زيادة الوعي الشبابي ستجنبه الصدامات الدموية المستقبلية.
549
| 25 ديسمبر 2016
رئيس حزب مصر القوية د.عبد المنعم أبو الفتوح.. نظام مبارك أسوأ نظام حكم مصر ودمرها لا خلاف بين الشعبين المصري والقطري اعترضت وانتقدت حزب الله بشدة وطالبت بخروجه من سوريا نتمنى عودة الوئام والترابط بين قطر ومصر لمصلحة الشعبين والبلدين نعيش في عهد السيسي حالة تبعية عمياء لقوى إقليمية ودولية الربيع العربي لم يفشل وقد زرع في الناس معنى الحرية والكرامة أنا ممنوع من الظهور على القنوات الرسمية والخاصة بقرار رسمي وقفنا ضد إبعاد رئيس منتخب انتخابًا شرعيًا بأي انقلاب عسكري أوضاع سيئة تمر بها مصر والمنطقة العربية الشباب العربي الذي كان قلب الثورة العربية يواجه قمعًا أقبح من السابق الشعوب العربية تشهد حالة تعثر في مصر وسوريا وليبيا وتونس كأنه كتب على الشعوب العربية أن تبقى ذليلة تعيش على الشحاتة وليس على الإنتاج المنطقة العربية مازالت حية لأن الميت لا يمارس عليه القمع أقوى سلاح للمستبدين والفاسدين في دول المنطقة هو سلاح اليأس والإحباط أدعو الشباب العربي للتمسك بالثقة والإصرار على التفاؤل علينا أن نواجه هذا الاستبداد بنفوس لا يتسرب إليها يأس أو خوف أربعة عشر قرنًا بين المسلمين لم يعرفوا مثل الذي يحدث بينهم اليوم تفرقة مذهبية حركتنا قامت على مبدأ حرية الشعب الذي هو السيد الوحيد على أرض مصر القوى الإسلامية غيّبت في مصر والمجال السياسي والاجتماعي مغلق ما تشهده المنطقة العربية ليس هجمة على الإسلام السياسي الجيش مكانه الطبيعي هو حماية الحدود وليس الجلوس على كرسي الحكم حزب الله ارتكب خطأ كبيرًا بدخول المستنقع السوري وأعلنت اعتراضي الشديد عليه الفتنة السنية الشيعية في منطقتنا صناعة من أعداء الأمة أتواصل مع كل الأطراف العربية ولا يوجد عندي محظور سوى الاتصال بالعدو الصهيوني الغنوشي يتصرف على قدر كبير من التعقل والرشد الخلاف الإيراني السعودي يمكن حله بالحوار وتقديم تنازلات متبادلة وصف د. عبد المنعم أبو الفتوح، رئيس حزب مصر القوية، ورئيس اتحاد الأطباء العرب، نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك أسوأ نظام حكم مصر ودمرها، مؤكدًا أن مصر تعيش في عهد السيسي حالة تبعية عمياء لقوى إقليمية ودولية مشابهة تماما لما كانت عليه أيام مبارك. موضحا أنه وقف ضد إبعاد رئيس منتخب انتخابا شرعيا بأي انقلاب عسكري. وقال أنا ممنوع من الظهور على القنوات الرسمية والخاصة بقرار رسمي. وأكد أبو الفتوح أن الربيع العربي لم يفشل رغم الأوضاع السيئة التي تمر بها المنطقة العربية ومصر، مؤكدًا أن الثورات زرعت في الشعوب العربية معنى الحرية والكرامة، لافتا إلى أن الشباب العربي الذي كان قلب الثورة العربية والثورات العربية في الربيع العربي يواجه الآن بوسائل قمع أقبح من السابق واشد ومدعومة من قوى خارجية. وانتقد د. أبو الفتوح بشدة تدخل حزب الله في سوريا وقال في حوار شامل مع "الشرق": إنه من منطلق عضويته في المؤتمر القومي العربي والمؤتمر القومي الإسلامي أعرب عن رفضه التام لتدخل حزب الله في سوريا مطالبا إياه بالخروج من هذا المستنقع. وإلى نص الحوار... كيف تنظر إلى أحوال مصر بعد مرور أعوام على الربيع العربي؟ رغم الأوضاع السيئة التي تمر بها المنطقة العربية كلها بما فيها مصر، لكنني متفائل. الربيع العربي لم يفشل. الربيع العربي أنشأ في المواطن العربي والمواطن المصري جزء منه بلا شك معنى الحرية ومعنى الكرامة. هناك حالة تعثر نتيجة ما لقيته الشعوب العربية التي قامت فيها ثورات على الأنظمة المستبدة من قهر وطغيان سواء في مصر أو ليبيا أو سوريا وحتى في تونس بدرجات متفاوتة. الشباب العربي الذي كان قلب الثورة العربية والثورات العربية في الربيع العربي يواجه الآن بوسائل قمع أقبح من السابق واشد ومدعومة من قوى خارجية وكأنه تشن عليه حملة تأديب لأنه طالب بكرامته وحريته، وكأنه كتب على الشعوب العربية أن تبقى شعوبا ذليلة وتابعة وشعوب (شحاتة) عايشة على الشحاتة وليس على الإنتاج. كل هذا في الحقيقة آلة القمع التي زادت واستخدمت ضد الشعوب العربية في المنطقة دليل على أن المنطقة فيها حياة ولو أنها ميتة، الميت لا يمارس عليه قمع فلو لم تكن منطقتنا وشبابنا العربي شباب حي لم يكن يمارس ضده هذا الأمر. لقد مورس ضده كل أنواع القمع بدعم دولي وإقليمي وأنظمة تسير في فلك الأنظمة الغربية التي تكذب علينا كل يوم على أنها قوى تحترم حقوق الإنسان وتحترم الحريات سواء النظام الأمريكي أو بعض النظم الأوروبية وبالتالي عندما يقول أحد إن الأوضاع الآن أسوأ مما كان قبل الربيع العربي والثورات. لكن كل هذا يحمل في طياته تفاؤلا أدعو الشباب العربي والشعوب العربية أن تملأ نفسها بالثقة والتفاؤل لأنني اعتبر أن أقوى سلاح للمستبدين والفاسدين الذين يحكمون معظم دول المنطقة عندنا هو سلاح اليأس والإحباط التي يمكن أن يتسرب إلى نفوس الشعوب العربية. علينا أن نواجه هذا الاستبداد بنفوس وثابة نفوس لا يتسرب إليها يأس أو خوف. هذه الأنظمة أرادت أن تقيم جمهوريات الخوف في منطقتنا العربية لكنها الآن تريد أن تقيم جمهوريات الفزع لمواجهة شعوبها ومواطنيها بدلا من أن تستثمر مقومات وحيوية هذه المنطقة وأهم مكوناتها الإنسان العربي بما يحمله من قيم وتراث وحضارة كانت دائما تقول له عجبت لإنسان لا يجد قوت يومه لا يخرج على القوم بسيفه. هذه ليست دعوة للخروج بالسلاح. أنا ضد الخروج بالسلاح وأجمل ما في الثورات العربية أنها كانت سلمية وهذا يؤسس في حريته وغضبه لأجل كرامته. هذا تراث وحضارة وهذا يعطي أملا لكي تبقى تربة هذه المنطقة تربه حضارية قائمة. يجب علينا ألا نيأس من شعوبنا وأن نتهمها بالتخاذل وأنها شعوب لا تستحق الحرية هذا ما يردده أعداء المنطقة العربية سواء في إسرائيل رمز القتل والقمع وإراقة الدماء أو في الغرب والتي تقول إن هذه شعوب لا تستحق الحرية والديمقراطية. هؤلاء لا يعرفون رصيد وتاريخ هذه المنطقة من الحضارة والنساء التي قامت على حكامها تعترض عليه ليقول أصابت امرأة وأخطأ عمر. لا يعرف تراثنا العظيم الذي تربى عليه أهل هذه المنطقة. نظام دمر مصر هل تعتقد أن مصر ما قبل الثورة أفضل حالا مما هي عليه اليوم؟ إن الذي يقول هذا كأنه يلوم الشعب المصري على إسقاط النظام.. وكأنه يقول للشعب المصري إن نظام مبارك كان أفضل من نظام السيسي الشعب المصري لا يريد هذا ولا ذاك، الشعب يريد أن يحكمه نظام جاء بإرادة شعبية يحترم إرادته ويحافظ على ثرواته ويدعو لاستقلاله. علما أن أسوأ نظام حكم مصر ودمرها هو نظام مبارك. هذه القيم الني قامت عليها حركتنا حركة مصر القوية منذ الحملة الرئاسية التي تشرفت بتقديم نفسي كخادم لهذا الشعب العظيم قامت على مبادئ الاستقلال الوطني. نحن الآن كما كنا في أيام مبارك في حالة تبعية عمياء لقوى إقليمية ودولية وهذا لم يتحقق بالاستقلال الوطني. حركتنا قامت على مبدأ حرية الشعب، فالشعب هو السيد الوحيد على أرض مصر والذي يحدد من يحكمه وكيف يحكم وهو يحدد دستوره وليس يحدده آخر. قامت حركة مصر القوية على احترام حرية الفرد وحرية الاعتقاد وعدم التدخل قامت على فصل العمل الحزبي عن العمل الدعوي التنظيمات الدينية تتخصص في العمل الدعوي والتربوي والذي يريد أن ينافس على السلطة يذهب لعمل تنظيم سياسي حزبي. قامت على مبادئ العدالة الاجتماعية وضرورة تحقيقها في شعوب يئن بين 30 و40% من الفقر والحاجة لابد أن يكون فيها نظام للعدالة الاجتماعية ونظام الضمان الاجتماعي. نظام مبارك الذي حكم مصر على مدار 30 سنة خربها على كل المستويات السياسة والاقتصادية والحكم الحالي هو اعترف أنه يدير شيه دولة وبدلا من تحويل مصر من شبه دولة إلى دولة إذا به يسير على نفس خطى مبارك في التفكير والقمع. حجب القوى الإسلامية لماذا غابت القوى الإسلامية والوطنية عن المشهد السياسي في مصر؟ القوى الإسلامية لم تغب إنما غيبت فالمجال السياسي في مصر مغلق حتى المجال الاجتماعي الخيري مغلق. وعندما يسأل لماذا لا يظهر الدكتور أبو الفتوح على القنوات الرسمية أو الخاصة ليس لأنني ممتنع عن الظهور بل لأنه ممنوع على هذه القنوات أن تستضيفني ولأنه هناك قرار بمنعنا من الظهور. القوى السياسية موجودة وحريصة وإذا تابعتها إن كانت قوى إسلامية أو يسارية أو ليبرالية لا تزال موجودة وتعبر عن نفسها بالميديا المتاحة حيث لا يستطيع أي مستبد أو نظام فاسد من حجبها. الأزمة الاقتصادية كيف تنظر إلى الوضع الاقتصادي الذي تمر فيه مصر وما هي الأسباب؟ الواقع أن مصر تمر بأزمة اقتصادية كبيرة جدا جدا لا أريد أن أقول إنها على حافة الانهيار الاقتصادي ولا أتمنى هذا لبلدي ولا أريده ولأن خطورة الانهيار الاقتصادي أنه يحدث فوضى في الوطن ويحدث ما يسميه الآخرون ثورة الجياع وأنا لا أقول ثورة أنما فوضى جياع ولا يريد أحد مخلص لوطنه أن يكون وطنه ضحية فوضى. وإذا كان الخيار بين حال فوضى الجياع وبين الحال السيئة التي نعيشها الآن سياسيا واقتصاديا واجتماعيا فلاشك أنه لا يمكن أن يختار الفوضى. لكن هذا لا يعني رضائي على الوضع القائم. بالمعطى السياسي والاقتصادي والاجتماعي السيئ. ولكن نحتاج إلى قدر من التفاوض بظل ضغط شعبي لقوى سياسية تتحرك بشكل سلمي من أجل أن يحدث تفاوض على أكبر عقبتين أمامها وأمام الديمقراطية في منطقتنا العربية. دوافع الانقلاب هناك من يقول إن الحكم في مصر أخفق في الملفات الداخلية مثلما أحبط الجماهير العربية في الملفات السياسية والإقليمية؟ لا شك كان هناك دوافع لقيام انقلاب 3 يوليو لأن الشعب المصري قام وخرج في 30 يونيو للتعبير عن حالة غضب من الفوضى. وعدم القدرة التي اتسم بها نظام مرسي فنحن كنا نرى هذا أيضا ولكننا كنا ضد إبعاد رئيس منتخب انتخابا شرعيا بأي انقلاب عسكري وحذرنا من هذا قبل 30 يونيو وقلنا أما نتظاهر من أجل الضغط على الرئيس مرسي لكي يخرج ويقول لنا ما هي الأسباب التي تمنعه من إدارة البلاد بطريقة صحيحة. وأن البديل السلمي كان عنده هو إجراء انتخابات مبكرة لكن الرئيس مرسي لم يتجاوب. وحذرنا أنه في حال عدم تجاوبه سيحدث إما فوضى وهذا ما لا نريده أو انقلابا عسكريا وهذا ما لا نريده أيضا وكل الذين تظاهروا في 30 يونيو كانوا يريدون حماية الوطن ومنع الفوضى وعند عدم تجاوب الرئيس مرسي حدث انقلاب عسكري في 3 يوليو زاعما أنه سينقذ الوطن ويحميه. لكن ما نعيشه الآن أسوأ بعشرات المرات من سوء الأداء أيام الرئيس مرسي وحتى أيام مبارك. نتمنى أن يسير وطننا سيرًا طبيعيًا نعطي للديمقراطية مكانها. وإذا كان هناك تعثر نلجأ لانتخابات مبكرة للكن لا نلجأ لانقلاب عسكري. وإذا كانت القوى السياسية تتصارع دعوها تتصارع سياسيا نحن في حركة مصر القوية ما زال إيماننا بأن الجيش الذي يحكم لا يحارب وأن الجيش مكانه الطبيعي هو حماية الحدود والمكان المقدس الذي يتعبد فيه الجندي العربي هو مواجهة العدو وحماية الحدود وليس الجلوس على كرسي الحكم. الهجمة على المنطقة ما تشهده الساحات العربية هل هو هجمة على الإسلام السياسي أم مؤامرة تستهدف الأمة أم ماذا؟ ما تشهده المنطقة العربية ليس هجمة على الإسلام السياسي. فالمنطقة العربية ستظل أقوى مقوماتها هو المشرق العربي كما قال الكثير من الكتاب والفلاسفة أحد أهم مقوماته وصلابته وقوته هو الحضارة الإسلامية فلا يمكن للشعوب العربية أن تهاجم دينها وإسلامها وحضارتها. لكن ممكن تهاجم أخطاء حركات إسلامية وأنا لا اسميها حركات إسلام سياسي هناك أحزاب وتيار سياسي إسلامي ولا يمكن أن نرفض تيارات سياسية أخرى. كما نرحب بوجود تيارات أخرى. لكن سوء الأداء الذي تم من بعض الحركات والخلط بين العمل الدعوي والعمل الحزبي هو الذي أدى لذلك. يجب أن يكون هنالك فصل وظيفي بين العمل بين منظمة تعمل في العمل الدعوي والديني والتربوي ولها مرجعية إسلامية ومنظمة تعمل في السياسة وتنافس بها ولها مرجعية إسلامية. الزيارات إلى لبنان تتكرر زيارتكم على لبنان ضمن أي إطار تندرج هذه الزيارات؟ أنا عضو في المؤتمر القومي العربي والمؤتمر القومي الإسلامي وعضو في مؤسسة تحالف وهي مؤسسة ضد العنصرية وأيضا أنا رئيس اتحاد الأطباء العرب، وبالتالي علاقاتي بالنقابات الطبية العربية موجودة وعلى اتصال دائم معها. إضافة إلى الحب الذي أحمله للشعب اللبناني هذا الشعب الذي حرر أرضه من الاحتلال الإسرائيلي دون أن يقدم أي تنازلات أو كامب ديفيد. هذا الشعب الذي حرر وطنه بدم شبابه وبالمقاومة اللبنانية الإسلامية والوطنية لاشك هذا يجعل لبنان ساحة الحرية. نحن في المؤتمر القومي العربي عندما نريد عقد مؤتمر لا نجد دولة أو مكان لعقد المؤتمر سوى لبنان. ومرة واحدة عقدنا المؤتمر في تونس بعد الربيع العربي. ومرة في مصر أيام حكم الرئيس مرسي. ولدى حزب الله أخطاء وحماس لديها أخطاء. من أخطاء حزب الله دخوله المستنقع السوري وأنه ارتكب خطأ كبيرا ورغم اعتراضي الشديد وهذا ما أقوله في السر والعلن وقلته لقادة حزب الله إلا أنه ما زال حتى اللحظة على صموده في جنوب لبنان. انتقد دخول حزب الله سوريا لكن لا يمكن أن تنسى فضله في الدفاع عن لبنان وتحريره من العدو الإسرائيلي. والمقاومة والمستنقع كيف تنظر إلى تحول حزب الله من مقاومة إسلامية إلى ميليشيا طائفية؟ أنا أغار على المقاومة العربية سواء في لبنان أو فلسطين وكما أنني ضد دخول حزب الله إلى سوريا كذلك ضد وجود نزاع بين حماس وفتح، وأقدر ما أعلنه خالد مشعل على اعترافه بخطأ دخوله بصراع مع فتح في غزة وأقدر له هذا الاعتراف واعتبره أحد قادة المقاومة المحترمين. أعداء المقاومة يريدون أن يستدرجوا المقاومة ليقاتل المسلمين بعضهم بعضا. لذلك الفتنة السنية الشيعية في منطقتنا صناعة من أعداء الأمة حين يريق الشيعي دم السني ويريق السني دم الشيعي فتكون الفتة. لذلك أتوجه من خلال جريدتكم الغراء بنداء إلى الأخوة الأعزاء في السعودية وإيران أن يلتزموا بالرشد والعقل وبعدم السماح بإشعال فتنة طائفية في المنطقة. مجازر النظام السوري بعد خمس سنوات من حمام الدماء في سوريا والمجازر التي يرتكبها النظام مدعوما المحور الروسي الإيراني هل تظن أن المشكلة في العجز العربي أم تقاعس المجتمع الدولي؟ المشكلة في الاثنين تقاعس المجتمع الدولي والعجز العربي. سوريا العربية أحد مواطن العروبة والمقاومة يباد شعبها ويدمر الوطن والجيش سواء من قبل النظام المدعوم من روسيا وإيران أو من المنظمات والحركات الإرهابية الدموية، الطرفان يدمران سوريا. أين الدول العربية والجيوش العربية إذا لم يدافعوا عن سوريا ويستخدموا قواهم السياسية والعسكرية لإنقاذ سوريا، أما المجتمع الدولي فهو يريد ذلك. لا أحد يتصور أن بعض جماعات الإرهاب يتم تمويلها من قبل هذه الدول وعلى الجانب الآخر هل تدخل روسيا حبا للنظام السوري والعرب والمسلمين. المحظور الصهيوني هل ما زالت لديكم قنوات اتصال مع حزب الله وهل جرى مناقشة تورطه في دم الشعب السوري؟ أنا من خلال موقعي على تواصل مع كل الأطراف العربية ولا يوجد عندي محظور سوى الاتصال بالعدو الصهيوني. أنا عندي رؤية وقيم ومبادئ ولدي رسالة وهي رسالة الإسلام تفرض على التواصل مع الدنيا كلها. يقول الحديث الشريف كان كل رسول يرسل لقومه وإنما رسول الله محمد رسالة للبشرية كلها. فلا يتصور مسلم عاقل رشيد إلا أن يكون يتواصل مع الجميع إلا الذين يعادون الإسلام بالسر والعلن مثل الصهيونية. وحزب الله شريك معنا في المؤتمر القومي العربي والمؤتمر القومي الإسلامي وأنا انتقدتهم بشكل مباشر وحينما انتقدهم من باب الغيرة وقلت ابحثوا عن طريقة للخروج من سوريا إنقاذا للمقاومة التي نعتز بها. التجربة التونسية كيف تنظر إلى التجربة التونسية وهل تظن أنها إخفاق أم نجاح للإسلام السياسي؟ حركة النهضة بقيادة الأخ راشد الغنوشي تتصرف على قدر كبير من التعقل والرشد البعض يسميه تنازلات وهي تنازلات لأبناء وطنه وعندما تكون التنازلات من أجل الحفاظ على الوطن فهي تصرف عاقل وراشد. ولولا ذلك فإن التنمر وفتح السجون الذي جرى في مصر للإسلاميين كان يعد منتهى الإعداد وأقوى لتونس فتعقل الأخ راشد وإخوانه في مواجهة المؤامرة على الثورة أنقذ تونس وهو اتعظ من الدرس المصري والعاقل من يتعظ. وعندما تنقذ وطنك من الانهيار اعتبره نجاحا وليس إخفاقا. الشيء الذي تسير به تونس ليس هو الطموح والآمال لكن هذا خير من الانهيار والضياع أن تختار بين خسارة تامة وخسارة قليلة فإن العقل الرشد يقوم باختيار الخسارة القليلة. وعلى الناس أن تفرق بين الحق والقدرة على تحقيقه والحصول عليه وحمايته. الاستفزازات الإيرانية ارتفع سقف الاستفزازات الإيرانية لدول الخليج كيف يمكن مواجهة هذا الأمر؟ أنا أنادي أصحاب الرشد والعقل في النظام الإيراني أن يراجعوا علاقاتهم وهي أولى بإخوانهم في الخليج من باقي الدول والأنظمة الخليجية علاقاتها بإيران أولى ببعض يجب أن يكون هناك رشد. فأنتم اتباع آله واحد وقرآن واحد ونبي واحد. كلمة أخيرة عبر "الشرق"؟ أشكر مكتب جريدة الشرق القطرية في بيروت حيث علم بوجودي وطلب إجراء حوار معي وأنا أشكركم وأوجه من خلال "الشرق" تقديرا واعتزازا وإعزاز لشعب قطر الذي أعتز به. أملا أن يتم التفريق بين الخلاف مع النظام السياسي والشعب المصري فالشعب المصري والشعب القطري لا خلاف بينهما. أما النظام فلا دخل لنا به. نتمنى أن تعود المياه لمجاريها وأن تظل قطر داعمة لشعب مصر وأن تعود مصر داعمة لشعب قطر ويعود بينهما الوئام والترابط وهذا لصالح الشعبين.
939
| 08 أكتوبر 2016
مساحة إعلانية
قالت إدارة الأرصاد الجوية، إن غدا السبت 20 سبتمبر 2025هو أول أيام طالع الزبرة، وهو النجم الثالث من نجوم سهيل وأول نجوم فصل...
7976
| 19 سبتمبر 2025
قال عضو المكتب السياسي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، غازي حمد، إن وفد المفاوضات كان يدرس المقترح الأميركي مع بعض مستشاريه، عندما حاولت...
4128
| 18 سبتمبر 2025
عقد مجلس الدفاع المشترك في مجلس التعاون اجتماعًا عاجلًا في الدوحة، إثر اجتماع اللجنة العسكرية العليا لتقييم الوضع الدفاعي لدول المجلس ومصادر التهديد...
3482
| 18 سبتمبر 2025
وجّه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الجمعة، رسالة حادة إلى رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بشأن محاولا حصول إسرائيل على نقش سلوان الأثري....
2668
| 19 سبتمبر 2025
تابع الأخبار المحلية والعالمية من خلال تطبيقات الجوال المتاحة على متجر جوجل ومتجر آبل
أصدرت المحكمة المدنية – إدارة المنازعات الإدارية – حكمها الذي قضى بإلغاء قرار تقييم أداء موظف، وألزمت جهة العمل بإعادة تقييمه من جديد...
2454
| 18 سبتمبر 2025
أعلن مجلس الدفاع المشترك لدول مجلس التعاون الخليجي، اليوم مجموعة من الإجراءات الدفاعية عقب الاعتداء العسكري الإسرائيلي الخطير على دولة قطر. ومن بين...
2306
| 18 سبتمبر 2025
شهدت محافظة الدقهلية المصرية واقعة مأساوية، بعدما أقدم رجل على قتل زوجته وأطفاله الثلاثة داخل منزلهم بمدينة نبروه، قبل أن ينهي حياته بالانتحار...
1952
| 19 سبتمبر 2025