حذر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، هنري كيسنجر، من نشوب "حرب باردة جديدة" بسبب الأزمة الأوكرانية الحالية. وقال كيسنجر، في تصريحات لصحيفة "شبيجل" الألمانية، في تقرير صدر اليوم الأحد، إنه "من الممكن أن يتحول الأمر إلى مأساة"، إذا لم يتم التعامل مع هذا التحذير على محمل الجد. وأضاف كيسنجر أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يتصرف من منطلق "ضعف إستراتيجي، متنكرا في زي قوة تكتيكية". وبالنسبة للاستمرار في اتباع سياسة العقوبات ضد روسيا، أشار السياسي المخضرم "91 عاما"، إلى أنها ستؤدي إلى نتائج عكسية. متابعا، إنه يتوقع من ألمانيا أن تحمل لواء المبادرة على نحو أكبر في السياسة الخارجية، موضحا: "تعد ألمانيا الآن الدولة الأهم في أوروبا، وعليها المشاركة بشكل أكثر فاعلية". تجدر الإشارة إلى أن ميخائيل جورباتشوف، رئيس الاتحاد السوفيتي الأسبق، حذر أمس السبت، من العودة إلى العهود السابقة في ظل توتر العلاقات القائم حاليا بسبب الأزمة الأوكرانية، وذلك أثناء وجوده في العاصمة الألمانية برلين بمناسبة الاحتفال بمرور 25 على سقوط سور برلين.

حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، واشنطن من أن الخلاف بين القوتين النوويتين بسبب الأزمة الأوكرانية يمكن أن يهدد الاستقرار العالمي، وقال في تصريحات نشرت، اليوم الأربعاء، إن روسيا لن "تبتز" من خلال العقوبات. واتخذ بوتين خطا متشددا عشية محادثات مع الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو في ميلانو، وقال إن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بسبب دور موسكو في الأزمة تعرقل تحركات السلام. وقال بوتين لصحيفة بوليتيكا الصربية قبل زيارة قصيرة إلى بلجراد يوم الخميس: "نأمل ان يدرك شركاؤنا تهور محاولات ابتزاز روسيا وأن يتذكروا المخاطر التي يحملها خلاف بين قوى نووية كبيرة للاستقرار الاستراتيجي". وأضاف "من جانبنا فنحن مستعدون لتطوير تعاون بناء على أساس مبادئ المساواة والمراعاة الحقيقية للمصالح المشتركة".

طالب رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسينيوك، روسيا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، باتخاذ إجراءات جادة من أجل حل الأزمة القائمة في شرق بلاده. وقال ياتسينيوك في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة مساء أمس الأربعاء بالتوقيت المحلي لنيويورك: "إننا دولة تحتاج للسلام، ومن الصعب أن نتفاوض لعقد اتفاقية سلام، إذا ما كانت روسيا تصوب فوهة سلاح في وجوهنا". وأضاف رئيس الوزراء الأوكراني أن بلده لن تقبل ضم روسيا لشبه جزيرة القرم، مؤكدا: "القرم كانت وستظل جزء من أوكرانيا". ووجه ياتسينيوك حديثه مباشرة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين: "السيد بوتين، يمكنك كسب المعركة ضد قواتنا، ولكن لا يمكنك مطلقا كسب المعركة ضد أمتنا الأوكرانية الموحدة". وتجدر الإشارة إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يشارك فيها ياتسينيوك، في النقاش العام للجمعية العامة للأمم المتحدة بصفته ممثلا للرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو، الذي بقى في أوكرانيا.

بدأ ممثلون عن أوكرانيا وقيادة الانفصاليين وروسيا، ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا محادثات اليوم الجمعة، لحل الأزمة الأوكرانية في مينسك عاصمة روسيا البيضاء. ورفض غالبيتهم الإدلاء بأي تصريحات للصحفيين خارج فندق بوسط مينسك، لكن الرئيس الأوكراني الأسبق ليونيد كوتشما، قال: "جئنا جميعا من أجل السلام هذا هو الشيء الأهم.. للتوصل إلى هدنة".

افتتح حلف شمال الأطلسي (ناتو) اليوم الخميس، قمته في نيوبورت بالمملكة المتحدة، في ظل التوتر الشديد مع روسيا المتهمة بالتدخل عسكريا في أوكرانيا، في وقت يشدد الغربيون الضغط على موسكو مع قرار باريس تعليق تسليمها سفينة حربية من طراز ميسترال. وفي أوضاع دولية تهدد بالانفجار، تفتتح قمة "ناتو" قبيل الظهر في حضور 6 رئيس دولة وحكومة لبحث الأزمة الأوكرانية فضلا عن أزمات أخرى، وفي طليعتها تنامي مخاطر تنظيم "داعش" في العراق وسوريا. وستكون أوكرانيا موضع اجتماع أولي يعقد قبل افتتاح القمة، بين الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو وقادة الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا. وسيطلع بوروشنكو بهذه المناسبة محاوريه على "تقييمه للوضع على الأرض ولنتائج محادثاته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وفق ما أفاد مصدر حكومي بريطاني. وفيما تعتزم دول الحلف إبداء تصميمها ووحدة صفها في مواجهة روسيا، حاولت موسكو استباق الأمور الأربعاء بعرض خطة تسوية للنزاع في أوكرانيا اعتبرت كييف أنها تهدف إلى "ذر الرماد في العيون" فيما تلقاها الغربيون وفي طليعتهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما بكثير من الحذر.

استمد الذهب دعما فوق 1300 دولار للأوقية "الأونصة"، اليوم الأربعاء، مع إقبال المستثمرين على المعدن النفيس باعتباره ملاذا آمنا بسبب ضعف ثقة المستثمرين في ألمانيا والمخاوف من تأثر أوروبا اقتصاديا بالأزمة في أوكرانيا. ووجد المعدن الأصفر دعما في الإقبال على أدوات الاستثمار الآمنة في ظل معاناة الأسهم الآسيوية بعد توقف موجة صعود استمرت يومين في وول ستريت إذ تقوض الأزمة في أوكرانيا ثقة المستثمرين. وزاد سعر الذهب في المعاملات الفورية 0.2% إلى 1310.30 دولار للأوقية بحلول الساعة 06:27 بتوقيت جرينتش بعد استقراره عند الإغلاق في الجلسة السابقة. واقتفت الفضة أثر الذهب لتصعد نحو 1% إلى 20.03 دولار للأوقية. وارتفع البلاتين 0.5% إلى 1468.6 دولار للأوقية بينما زاد البلاديوم 0.3% إلى 875.1 دولار للأوقية.

تصدر دور روسيا في الصراع الأوكراني والإنفاق على الدفاع في أوروبا جدول أعمال المحادثة الهاتفية التي جرت أمس الاثنين بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما والرئيس البولندي برونيسلاف كوموروفسكي. قال البيت الأبيض إن الزعيمين تحدثا قبيل اجتماع اليوم الثلاثاء في وارسو والذي يضم زعماء تسعة أعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو) من أوروبا الوسطى والشرقية.. مضيفا أنهما "اتفقا على أهمية زيادة الإنفاق الدفاعي بين الدول الأوروبية الأعضاء في حلف الناتو". أكد بيان البيت الأبيض أن "الرئيسين شددا أيضا على ضرورة التضامن بين ضفتي الأطلسي فيما يتصل بالحادث المأساوي لطائرة الخطوط الماليزية والمحاولات الروسية لزعزعة استقرار أوكرانيا".

قرر الاتحاد الأوروبي، اليوم الثلاثاء، أعداد عقوبات أخرى ضد روسيا نظرا لعدم مساهمتها في خفض التوتر في الأزمة الأوكرانية، مؤجلا إلى الإثنين المقبل احتمال اتخاذ قرار لفرض تلك عقوبات وفق ما أفادت مصادر أوروبية. وقرر سفراء الدول الأعضاء الـ28 في الاتحاد "تكثيف" التحضير للعقوبات التي ستبقى في نطاق استهداف أشخاص معينين كما أضافت المصادر. لكن بما أن الوضع ميدانيا "يفتقر إلى الوضوح" بعد قرار كييف عدم تمديد وقف إطلاق النار أمام الانفصاليين، فضل أعضاء الاتحاد التأني ريثما ينعقد الاجتماع الطارئ المتوقع الاثنين المقبل، وفق المصادر. وقال دبلوماسي أوروبي، إن في الأثناء "طلب من خبراء" العمل على توسيع العقوبات التي تستهدف مسؤولين وكيانات روسية وموالية لروسيا. وأوضح مصدر من الاتحاد الأوروبي، أن توسيع العقوبات سيكون "كما ونوعا" ويستهدف "مزيدا من الأشخاص على قاعدة أوسع" لكن لا يتعلق الأمر بالانتقال إلى تدابير تندرج في المرحلة الثالثة وضرب قطاعات برمتها من الاقتصاد الروسي". وإذا حصل تطور كبير في الوضع، فإن الاتحاد الأوروبي مستعد لعقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية. وقد أمهل قادة الاتحاد الأوروبي خلال اجتماعهم الجمعة في بروكسل، 3 أيام روسيا كي تتخذ خطوات ملموسة تهدف إلى خفض التوتر في شرق أوكرانيا.

زادت صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا في النصف الأول من العام، على الرغم من الأزمة الأوكرانية التي تدفع الأوروبيين إلى البحث عن تنويع مصادر إمداداتهم، كما أعلنت المجموعة الروسية جازبروم، اليوم الثلاثاء. وارتفعت هذه الصادرات إلى 82,88 مليار متر مكعب في الأشهر الـ 6 الأولى من العام، أي 2,8% أكثر مما كانت عليه قبل عام، كما أوضح رئيس مجموعة جازبروم اليكسي ميلر في بيان. وقال ميلر أن هذه الزيادة سجلت "في حين كانت سنة 2013 سنة قياسية، وهذا يظهر أن المستهلكين الأجانب مستمرون في اختيار الغاز الروسي". ولا تتوقف جازبروم عن التشديد على أرقامها الجيدة للصادرات إلى أوروبا في حين تراجعت علاقات مع الإتحاد الأوروبي إلى أدني مستوياتها بسبب التوتر حول الأزمة الأوكرانية. ويحاول الأوروبيون التوافق على خطة لخفض تبعيتهم للغاز الروسي، عبر زيادة واردات الغاز من شمال إفريقيا والنزوج وأمريكا الشمالية.

اقترح الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، اليوم الثلاثاء، مبادرة بقيمة مليار دولار لتمويل نشر مزيد من القوات البرية والجوية والبحرية الأمريكية في دول "الحلفاء الجدد" في أوروبا الشرقية، وسط مواجهة بين الشرق والغرب بسبب الأزمة الأوكرانية. وقال البيت الأبيض، إن "مبادرة طمأنة أوروبا" التي يجب أن تحظى بموافقة الكونجرس، ستسهم كذلك في بناء قدرات الدول غير الأعضاء في الحلف الأطلسي بما فيها أوكرانيا وجورجيا ومولدافيا ب،حيث تعمل مع الولايات المتحدة والحلفاء الغربيين لبناء دفاعاتها. وجاء في بيان للبيت الأبيض، صدر في بولندا حيث بدا أوباما جولة أوروبية "الولايات المتحدة تقف إلى جانب حلفائها كما وقفوا إلى جانبنا". وفي حال الموافقة على مبادرة أوباما، فستكون أكثر خطوة ملموسة له لطمأنة حلفائه في أوروبا الشرقية، ولتوجيه رسالة إلى روسيا بأن أعمالها في أوكرانيا سيواجهها رد أمريكي حاسم. وأشار البيان، إلى أن "الحلفاء الجدد" للولايات المتحدة في أوروبا الشرقية، "قلقون جدا إزاء احتلال روسيا وضمها للقرم وأعمالها الاستفزازية الأخرى في أوكرانيا". وستزيد المبادرة التدريبات والمناورات والقوات الجوية والبرية التي يتم إرسالها بشكل دوري من الولايات المتحدة إلى أوروبا.

قتل 12 جندياً أوكرانياً وجرح أكثر من 30 آخرين، اليوم الخميس، في هجوم شنه اليوم مسلحون انفصاليون موالون لروسيا، على حاجز للقوات الحكومية بالقرب من بلدة "فولنوفاكها" التابعة لمدينة "بلاهوداتنا" بإقليم "دونيتسك" شرق البلاد. وأكدت وزراة الدفاع الأوكرانية وقوع الهجوم دون أن تذكر تفاصيل عن الضحايا. وقال شهود عيان؛ إن الانفصاليين استخدموا الأسلحة الثقيلة في الهجوم الذي تعرضت خلاله مدرعات وشاحنات تابعة للجيش للتخريب، مضيفين أن حالة بعض الجرحى خطيرة. وكانت حكومة كييف قد أعلنت في وقت سابق بدء عملية عسكرية تستهدف الانفصاليين الموالين لروسيا، الذين يسيطرون على العديد من مباني الهيئات العامة في مدن شرق أوكرانيا منذ أوائل أبريل الماضي. وستشهد أوكرانيا الأحد المقبل انتخابات رئاسية، أعلن الانفصاليون في إقليمي "دونيتسك" و"لوهانسك" شرقي البلاد أنهم لن يسمحوا بإجرائها على أراضي الإقليمين، الذين أعلنا استقلالهما عن أوكرانيا تحت اسم "روسيا الجديدة"، بعد استفتاء نظمه الانفصاليون بهما الأحد قبل الماضي.

التقى عدد من النواب البرلمانيين من ألمانيا وفرنسا، اليوم الأربعاء، في باريس لإجراء مشاورات حول الأزمة الأوكرانية. وشارك في الاجتماع، الذي عقد في مقر الجمعية الوطنية الفرنسية، الغرفة الأدنى في البرلمان الفرنسي، أعضاء من اللجنتين المختصتين بالشؤون الخارجية في البرلمان الألماني "بوندستاج" ومجلس النواب الفرنسي. وتولى إدارة الجلسة رئيس البرلمان الألماني، نوربرت روتجن، ونظيرته الفرنسية إليزابيث جيجو. وبجانب الأزمة الأوكرانية، يتناول الاجتماع العمليات الإرهابية لمتطرفين إسلاميين في إفريقيا والتطورات السياسية في دول الربيع العربي.

شبه المستشار الألماني الأسبق، هيلموت شميت، الأزمة الأوكرانية بالتوترات التي سبقت الحرب العالمية الأولى. وقال شميت في مقابلة مع صحيفة "بيلد" الألمانية الصادرة اليوم الجمعة: "خطر تصاعد حدة الموقف مثلما حدث في أغسطس عام 1914 يتزايد يوما بعد يوم". وردا على سؤال حول ما إذا كان يرى أوروبا تقف على حافة الهاوية مثلما كان حال قبيل الحرب العالمية الأولى قال شميت: "الموقف يبدو بالنسبة لي متشابه بصورة متزايدة، وأوروبا والأمريكيون والروس يتصرفون مثلما وصف الكاتب كريستوف كلارك، في كتابه الجدير بالمطالعة حول بداية الحرب العالمية الأولى: مثل السائرون نياما". وفي سياق متصل، وجه شميت انتقادات حادة للمفوضية الأوروبية، متهما بروكسل بالتدخل بصورة بالغة في السياسة الدولية، "رغم أن معظم مفوضيها لا يفقهون شيئا فيها". وقال شميت في إشارة إلى اتفاقية الشراكة بين بروكسل وكييف: "المثال الأحدث على ذلك محاولة المفوضية الأوروبية ضم أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي، وإنهم يضعون أوكرانيا أمام خيار واضح بين الغرب أو الشرق". كما أدان شميت محاولة ربط جورجيا بصورة أكبر بالاتحاد الأوروبي، وقال: "للتذكرة: جورجيا تقع خارج أوروبا، وهذا جنون العظمة، وليس لدينا شيئا نبحث عنه هناك".

بدأ 6 آلاف جندي من 8 دول أعضاء في حلف شمال الأطلسي "الناتو" اليوم الجمعة، مناورة عسكرية في استونيا تستمر أسبوعا تحت قيادة الجنرال الألماني هانز-لوتار دومروزه. وتهدف المناورة إلى التدريب على التنسيق بين الوحدات المختلفة التابعة لدول الحلف. وتشارك استونيا في المناورة بنحو 5500 جندي. ووفقا لبيانات وزارة الدفاع الإست ونية، يتفقد الأمير البريطاني هاري غدا السبت المناورة التي ستستمر حتى 23 مايو. يذكر أن حلف الأطلسي قرر تعزيز وجوده في منطقة البلطيق عقب الأزمة الأوكرانية.

أعلنت منظمة "الأمن والتعاون" في أوروبا اليوم الاثنين، أنه من الممكن البدء في إجراء سلسلة لقاءات مائدة مستديرة بشأن أوكرانيا هذا الأسبوع. وقال رئيس المنظمة ديدييه بورخالتر، لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل "يجب أن تجمع مباحثات المائدة المستديرة الممثلين البارزين من السلطات الحكومية الوطنية والبرلمان الأوكراني وممثلين من المناطق". وقال بورخالتر إنه لا يتوقع أن تضم المباحثات جماعات مسلحة، ولكن هناك حاجة لأن يكون لشرق أوكرانيا "صوت في الحوار الوطني" وقال إن "روسيا تريد بوضوح تام أن تكون هناك دلالة على أن المباحثات ستكون شاملة".

حذرت رئيسة صندوق النقد الدولي كريستين لاجارد، من عواقب عالمية محتملة للأزمة الأوكرانية. وقالت لاجارد في تصريحات لصحيفة "هاندلسبلات" الألمانية الصادرة اليوم الاثنين: "إنها خطورة جديدة على الاقتصاد العالمي". واعتبرت لاجارد الأزمة الأوكرانية خطرا "يصعب بشدة تقدير أبعاده أو التنبؤ بخطر انتقاله إلى دول أخرى"، موضحة أن ذلك قد يكون له عواقب اقتصادية وخيمة بسبب تأثير النزاع على التجارة الدولية والاستثمارات الأجنبية المباشرة والتدفقات الدولية لرؤوس الأموال وإمدادات الطاقة لأوروبا. وقالت لاجارد إن أوكرانيا ستحتاج إلى أكثر من المساعدات التي تعهد بها صندوق النقد الدولي، والتي بلغت قيمتها 17 مليار دولار. وأوضحت وزيرة المالية الفرنسية السابقة أن أوكرانيا بحاجة إلى مساعدات ثنائية من الخارج ومساعدات مالية من المؤسسات المالية الدولية. وقالت لاجارد: "المجتمع الدولي ليس أمامه خيار. لا يمكننا أن نقول ببساطة إن الوضع خطير لذلك لا يمكننا منح أموال الآن".

كشفت بيانات اقتصادية، صدرت اليوم الجمعة، انخفاض حجم الصادرات الألمانية بشكل حاد في مارس الماضي بشدة، بسبب تراجع حركة التجارة العالمية والتداعيات الاقتصادية الناجمة عن الأزمة السياسية في أوكرانيا. وتراجع حجم الصادرات من أكبر اقتصاد في أوروبا بنسبة تمثل مفاجأة بلغت 1.8% في مارس الماضي، بعد أن كان قد تراجع بنسبة 1.3% في فبراير، في ظل تفاقم الأزمة الأوكرانية، وضعف معدلات النمو في الصين. وكان المحللون الاقتصاديون يتوقعون نمو الصادرات في مارس بنسبة 1.3%، مقارنة بالشهر السابق عليه، كما تراجعت الواردات الألمانية بنسبة غير متوقعة بلغت 9ر0% في مارس الماضي مقابل زيادة نسبتها 4ر0% في فبراير. وقال كارستن برزيسكي، المحلل الاقتصادي في آي.إن.جي بنك، "كما حدث مع البيانات الصناعية الأخرى، فإن شهر مارس الماضي شهد تأثيرا اقتصاديا أقوى من المتوقع للأزمة الأوكرانية وتباطؤ الاقتصاد الصيني على مؤشرات الثقة".

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الأربعاء، إنه مستعد للبحث عن وسيلة للخروج من الأزمة الأوكرانية، مع رئيس منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، داعيا في الوقت نفسه انفصاليي الشرق إلى إرجاء استفتائهم على "إعلان جمهورية دونيتسك". وقال بوتين قبل محادثات مع ديدييه بوركهالتر، رئيس المنظمة لعام 2014 ووزير الخارجية بالحكومة الفدرالية السويسرية: "أعلم أنك لديك مقترحاتك وأفكارك، بشأن كيفية إيجاد وسيلة للخروج من الموقف الذي حدث (في أوكرانيا). موقفنا معروف أيضا". وأضاف: "دعونا نحلل الموقف ونبحث عن سبل للخروج من هذه الأزمة". وفي مؤتمر صحفي إثر لقائه بوركهالتر، دعا بوتين، الانفصاليين الموالين لموسكو في شرق أوكرانيا، إلى إرجاء الاستفتاء المقرر في 11 مايو حول "إعلان استقلال جمهورية" دونيتسك. وقال: "نطلب من ممثلي جنوب شرق أوكرانيا إرجاء الاستفتاء المقرر في 11 مايو لتوفير الظروف الضرورية للحوار".

طلبت روسيا عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي، على خلفية الأزمة الأوكرانية، ومن المفترض أن يعقد في وقت لاحق من اليوم الجمعة في نيويورك، بحسب ما نقل دبلوماسيون. وقال الدبلوماسيون إن الطلب الروسي جاء على خلفية "التصعيد الجدي للعنف في شرق أوكرانيا". وهذا الاجتماع هو الـ13 منذ بدء الأزمة الأوكرانية، ولم تؤد أي من الاجتماعات الرسمية أو جلسات المشاورات إلى التوصل إلى أي موقف موحد من مجلس الأمن حول هذا الملف.

اتفق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، مساء اليوم الأربعاء، أثناء محادثة هاتفية على أن حل الأزمة الأوكرانية "لا يمكن بلوغه إلا بوسائل سلمية"، وفقا لبيان أصدره الكرملين. وأعلن الكرملين في البيان، أن "المسؤولين الروسي والبريطاني اتفقا على أن نهاية المواجهة السياسية الخطيرة لا يمكن بلوغها إلا بوسائل سلمية، واتفقا على مواصلة تبادل الآراء في ما بينهما على عدة مستويات".