رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات alsharq
د. إبراهيم شهداد لمجلس الشرق: السوشيال ميديا أفقدت طلاب الجامعة التركيز

يواصل مجلس الشرق استضافة الدكتور إبراهيم محمد شهداد في الجزء الثاني من حديثه عن ذكريات الزمن الجميل، والذي تحدث فيه عن مسيرته التعليمية وحصوله على رسالة الماجستير والدكتوراه من جامعة عين شمس، وتركيزه على الأحداث التي حصلت في منطقة الخليج العربي، وتدريسه في جامعة قطر، وشارك في العديد من اللجان بالجامعة، كما يتطرق الحديث عن الإرادة القوية وراء الطفرة في قطر، ونعرج في الحديث عن مونديال قطر 2022 والذي فرضت قطر فيه ارادتها على العالم والنجاح الكبير للمونديال الذي أشاد به الجميع، حيث ان قطر نظمت أفضل مونديال في التاريخ وأبهرت العالم أجمع. كان للإذاعة المدرسية في مدرسة صلاح الدين الأيوبي الابتدائية خلال فترة ستينيات القرن الماضي دور كبير في نشر الوعي في أوساط التلاميذ حول بعض القضايا العربية آنذاك مثل القضية الفلسطينية والجزائرية عن طريق بثها بعض الاغاني الوطنية الحماسية مثل أغنية محمد عبدالوهاب أخي جاوز الظالمون المدى وحق الجهاد وحق الفدا، وكذلك اغنية الله اكبر فوق كيد المعتدين، يا هذي الدنيا أطلي وأسمعي جيش الاعادي جاء يبغي مصرعي، وغيرها من الاغاني الوطنية في تلك الفترة. محاولة تكوين نقابة لطلبة كلية التربية أذكر في عام 1975 تقريبا وافقت في البداية ادارة كلية التربية على تكوين نقابة للطلاب، ولكن سرعان ما تراجعت ووافقت على تكوين جمعية طلابية وفعلا تمت الانتخابات ففاز بالرئاسة اخي العزيز غانم بن علي الكشاشي المهندي، بينما تم اختياري بالتزكية كسكرتير لها، ومع ذلك الجمعية لم تستمر مدة طويلة في مشوارها لقلة الحماس لها.!! امتناع طلاب كلية التربية أذكر امتناع دخول طلاب كلية التربية المحاضرات بسبب تأخير تسلم رواتبهم الشهرية التي كانت تقدر بحوالي 400 ريال تقريبا والتي كانت تصرف لهم من قبل وزارة التربية كتشجيع منها لهم، ولكن هذا الاضراب لم يستمر بسبب تعهد ادارة الكلية الاستعجال بدفع الرواتب بالسرعة الممكنة. دراسة الماجستير ثم التحقت في جامعة عين شمس بجمهورية مصر العربية عام 1984 م لدراسة الماجستير وقدمت رسالة بعنوان (تطور العلاقات بين شركات النفط ودول الخليج المنتجة للنفط) منذ العقود الأولى لغاية حرب أكتوبر 1973، وقمت بجولة علمية وذهبت إلى السعودية والكويت والبحرين وعمان والامارات لعمل البحث والحصول على الوثائق والمستندات المهمة للرسالة، وكذلك حصلت على وثائق بريطانية هامة للبحث وكذلك من مصادر عربية تحت اشراف أ.د. صلاح العقاد، وبالعزيمة والإرادة نجحت في إنهاء رسالة الماجستير من جامعة عين شمس. بعد نهاية رسالة الماجستير قررت اكمال موضوع الحصول على الدكتوراه من نفس الجامعة (عين شمس) مع استاذي أ.د. صلاح العقاد، وقد بذلت جهداً كبيراً للحصول على درجة الدكتوراه وفي عام 1988 حصلت على درجة الدكتوراه مع مرتبة الشرف الأولى، وقد كرموني في يوم العلم القطري مع الدكاتره المكرمين وأذكر كان معي في نفس الدفعة الدكتور عيسى بن غانم الكواري المتخرج من بريطانيا والحاصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة في الإدارة العامة والاقتصاد من جامعة اكستر، وحصولي على الدكتوراه فتح أمامي أبوابا كثيرة وعينت منذ تاريخ تخرجي واستمريت حتى الآن دكتور في جامعة قطر. التدريس في الجامعة إن التدريس في جامعة قطر يحتاج للتحدي والاستنفار ومتابعة مع الطلبة، والتدريس والدراسة في جامعة قطر ممتع جداً والأجواء رائعة حتى نهاية التسعينيات من القرن الماضي حيث يقبل الطالب على الدراسة بحب وشغف ويعشق اجراء الأبحاث ويهتم بذلك كثيراً، ولكن اختلف الوضع كثيراً بالنسبة لجيل اليوم، ولم يعد يبالي بالدراسة والأبحاث بسبب الرفاهية والأجهزة الذكية. لدينا عقول شبابية نيّرة ولكن؟ لدينا في جامعة قطر عقول شبابية نيّرة ومفكرة ومتميزة ولكن ربما حدث لها نوع من التشبع، أذكر لك مثل على ذلك عندما كنت مسؤولا عن لجنة الخريج المتميّز في الجامعة، كان يتقدم لنا عدد من الطلبة الخريجين من الجامعة سواء القطريون او غير القطريين، وبصراحة تأتينا نوعيات مميّزة من الجنسين والواحد منا في اللجنة يحتار من يختار منهم ومازال فيهم الخير والبركة، وإن شاء الله نرى في المستقبل زيادة العقول القطرية المتميزة والقافلة تسير بثبات وتقدم نحو طريق النجاح، ونحن في سفينة واحدة الطلاب والدكاترة ولابد علينا من المحافظة على سفينتا من الغرق وعلينا أن نتحد جميعاً من أجل انقاذها. كتب وأبحاث قمت بتأليفها بصراحة لديّ العديد من الكتب والأبحاث التي قمت بتأليفها، وكنت مهتما بالمواضيع التاريخية التي تهم منطقة الخليج العربي وبذلت في سبيل ذلك جهوداً كبيرة ومضنية من أجل هذه البحوث والدراسات والمؤلفات، وأذكر من تلك المؤلفات والأبحاث: سياسة بريطانيا التنموية في الخليج، جاسم الكبير وسياسته في فرض سياسة الاستقلال لإمارة قطر، الخليج والعدوان الثلاثي على مصر 1956، جاسم يتطلع لبناء امارة قوية، موقف بريطانيا تجاه الجامعة العربية بالخليج. أتذكر عندما أوفدتني جامعة قطر إلى لبنان وبالتحديد في الجامعة الأمريكية وذلك من أجل سنة علمية تسمى (سبتيكل) وقد استفدنا منها، ولكن أول مرة زرت فيها لبنان كان في عام 1970 وقد أوفدتني وزارة الصحة للعلاج هناك من الجيوب الأنفية، حيث كانت ترسل المرضى القطريين الى بيروت وذلك للعلاج في مستشفى البربير في لبنان، وكان عدد القطريين الذين يتعالجون في لبنان كبيراً، كانت أياما جميلة وممتعة، كانت لبنان تسمى (برلمان العرب)، لأن جميع أحرار العرب والأمراء الأحرار كانوا متواجدين في لبنان. جائزة الدولة التشجيعية في عام 2008 حصلت على جائزة الدولة التشجيعية في مجال العلوم الاجتماعية والإنسانية، مناصفة مع الدكتور مصطفى عقيل، وقد كنت سعيداً جداً بتلك الجائزة التي أنصفتني وقدرت جهدي والعمل الذي قمت به خلال فترة دراستي وتدريسي للطلبة في الجامعة، في البداية لم تكن لديّ النية للتقديم للجائزة، ولكن الدكتور محمد حسن العمادي (رحمه الله) شجعني على ذلك، ورغم ترددي كثيراً الا أنني في النهاية اقتنعت بعد أن أحضر لي الاستمارة وقمت بملئها، وقدمت بعض ابحاثي التي كانت بعد الدكتوراه، وكان هناك لجنة خاصة تقوم بالتحكيم، وبعد مرور سنة تقريباً اتصل بي الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري وأبلغني بفوزي مناصفة مع الدكتور العزيز مصطفى عقيل، وفرحت كثيراً لأن هذا إنجاز علمي، وقد كان صعودي لمنصة التتويج للتكريم لحظة لا تنسى ولن تمحى من الذاكرة وقد قام بتسليمي الجائزة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الأمير الوالد حفظه الله. تجربة التدريس صعبة.. والطالب هدفه الشهادة !! إذا لم تكن لديك الشخصية القوية وتمكنك من المادة جيداً في التدريس ولك أسلوب معيّن لجذب الطلبة لأن التدريس في الجامعة مختلف جداً عن التدريس في المدارس، أنا بصرحة أسلوبي في التدريس تحليلي وليس سرديا، لأن الطلاب يحبون السردي، ودائماً أقول للطلبة القضية ليس اسلوب الحصول على الشهادة فقط، وانما تتعلّم طريقة التفكير في حل المشكلة، ولكل شيخ كما يقال طريقته، الطالب يمر بعدة مناهج مختلفة، في قطر يوجد اقبال على التعليم الجامعي ولكن الهدف هو الحصول على الشهادة فقط، وليس فهم اسلوب الحياة والتغلب على المشاكل والصعوبات التي تواجه خريج الجامعة عندما يتولى منصبا في عمله مستقبلا سواء في طريقة تفكيره في حل المشاكل التي تصادفه أثناء العمل أو غيره، وبصراحة ربما هم خطر على جيل المستقبل. الواتس آب وغيره عامل مدمر !! بصراحة بعض الطلبة أو الطالبات خلال المحاضرة تجدهم مشغولين جداً بالجوال والسبب الواتس آب أو السناب شات وغيره من هذه التطبيقات التي تعتبر ثورة تكنولوجية جيدة اذا استخدمت من أجل أغراضها، ومدمرة اذا شغلتك عن المحاضرات أو العمل فترى ذهن الطالب مشتت ولا يستفيد ولا يركز في المحاضرة، لذا علينا معرفة وقت الاستفادة من هذه الأجهزة، وأنا أشبهه وضعها مثل مرضاعة الطفل لا يمكن الاستغناء عنها !!. إرادة سياسية وراء التطور والنماء في قطر إن التطور السريع الذي حصل في قطر منذ تسعينيات القرن الماضي لم يأت وليد صدفة، بل كان وراءه إرادة سياسية وامكانيات مادية قوية هدفها التطوير ووضع قطر في مصاف الدول المتقدمة، ولن تكون أقل من دول الجوار، وقد تحقق حلم وطموح الشعب القطري بالإنجازات العالمية، فمنذ توليّ حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني مقاليد الحكم في البلاد وقطر تتطوّر نحو الأفضل، وحققت طفرة كبيرة، وتسارع في حركة العمران والبناء والنهوض في شتى المجالات وهذا أثر على المجتمع القطري الذي أصبح يشار له بالبنان، وتفتحت قطر على دول العالم، وأصبحت مركز ثقل ولها أهمية كبيرة واصبحت الدول الكبيرة تعتمد عليها في حل العديد من القضايا العالمية، وانتهجت قطر سياسة واضحة هدفها لّم الشمل العربي ومساعدة الدول النامية، والدول الاسلامية، وتقف مع الدول وتساعدها في الأزمات والكوارث، وأكمل المسيرة النهضوية بنجاح كبير حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، حفظه الله، الذي كان خير خلف لخير سلف. المونديال ساهم في تسارع التطور إن استضافة قطر لمونديال العالم 2022 ألقى الضوء العالمي على قطر، وإبرازها أمام العالم، وكان أفضل تنظيم لبطولة كأس العالم لكرة القدم على مر تاريخ البطولة بشهادة الجميع وفي مقدمتهم رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، فكانت المنشآت الرياضية والملاعب جميلة وتصميمها مستوحى من البيئة القطرية، مثل استاد (البيت) بمدينة الخور الذي يمثل بيت (الشعر) العربي والقطري والذي يرمز ويعبّر عن كرم الضيافة القطري والعربي والذي أقيم عليه افتتاح المونديال الذي أبهر العالم، واستاد الثمامة المستوحى من (القحفية) التي ترمز الى التراث القطري، واستاد الجنوب الذي يرمز للبيئة البحرية، واستاد 974 والذي شيّد من الحاويات على ضفاف الخليج العربي وهو فريد من نوعه، وجوهرة الصحراء استاد المدينة التعليمة، واستاد أحمد بن علي وتصميمه الجميل، واستاد لوسيل الذي يتسع لأكثر من (60) ألف متفرج، والذي عبارة عن شكل إناء عربي واستضاف المباراة النهائية والتي جمعت بين الأرجنتين وفرنسا وفازت الأرجنتين بالبطولة، وتوّج (ميسى) ورفاقه بكأس البطولة وتم إرتداء النجم العالمي (ميسى) للبشت العربي وهذا له دلالات عالمية ورسالة خاصة للعالم بأن العرب قادرون على أفضل تنظيم في العالم، كما أن قطر فرضت ارادتها على ( الفيفا) بخصوص منع المشروبات الروحية في الملاعب والذي أشاد جميع الحاضرين بهذه الخطوة الجبارة، كما أن قطر نجحت في التعريف بالإسلام المعتدل، وقد دخل الاسلام العديد من الجماهير التي حضرت للبطولة، كما أن سوق واقف المعلم التاريخي كان يعج بالحركة يومياً حتى ساعات الصباح الأولى. كما أن افتتاح مشروع الميناء القديم الذي ترسو فيه البواخر العالمية السياحية التي جاءت من أجل هذه المناسبة، وقد أقبل العديد من القطريين والسياح على تجربة السكن فيها، وكان ناجحاً وقد جذب العديد من السياح إلى دولة قطر، وكان لدرب لوسيل (البوليفارد) حيز من اقبال الجماهير عليه والسهر حتى الصباح، وكذلك المدينة العربية، وونتر لاند قطر بجزيرة المها، وكان من أنجح المشاريع السياحية، ولا ننسى ما قدم في الحيّ الثقافي (كتارا) من فعاليات متنوعة كانت ممتعة وسكن خاص للمشجعين، وقد لعب الشباب القطري دوراً كبيراً للتعريف بقطر وإبراز وجهها الحضاري أمام العالم، وقد استقبلت المجالس القطرية جماهير الدول وتذوقوا الأكل القطري، وتعرفوا على عادات قطر وتاريخها من خلال المجالس والمتاحف القطرية، وكان للمترو دور كبير في تخفيف العبء على المواصلات الأخرى، وسرعة وصول الجماهير للملاعب القطرية، ويمكن مشاهدة أكثر من مباراة في اليوم الواحد، كما كان المترو مسرحاً لمقابلة جماهير المنتخبات المشاركة، لقد كنت أتنقل عبر المترو وكانت بالنسبة لي تجربة ثرية وقابلت الجماهير واستمتعت بأيام المونديال وأشكر شبكة قنوات الكأس وشبكة قنوات بي ان سبورت، التي كانت تتنقل من مكان لآخر وتنقل كل صغيرة وكبيرة، وعشنا وكأننا في قلب الحدث، لقد عشنا أياماً جميلة، لدرجة أنه بعد انتهاء المونديال صار لدينا فراغ كبير وأصبنا بكآبة !!. قضية الأمن كانت من أهم القضايا بصراحة كانت التغطية من الناحية الأمنية رهيبة وأكثر من ممتازة، لدرجة أن الجماهير وبخاصة السيدات الأجنبيات تسهر حتى الصباح ولم تعترضهم أية مشاكل من الناحية الأمنية، لأنه كان هناك تخوّف أمني رهيب قبل انطلاق البطولة وخاصة من قبل بعض الدول التي شنت هجمات وحملة شعواء على قطر، ولكن رأينا أن هناك رجال أمن يسهرون على راحة الجماهير، رغم المصاعب والهجوم الذي هدفه تحطيم معنويات القطريين، لكن فرضنا الإرادة القطرية التي نريدها في مونديال قطر ولم نخضع لهم، وقد نجحنا في تحقيق هدفنا، وكان أفضل تنظيم نسخة لنهائيات كأس العالم 2022 وستبقى عالقة في ذاكرة العالم وذاكرة كل قطري حضر المونديال. وفي الختام أشكر حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، حفظه الله/‏‏ الذي كان له دور كبير في نجاح تنظيم مونديال قطر، فقد أصبح اسم قطر على إثرها يتردد في كل بقاع العالم.

3784

| 16 مارس 2023

محليات alsharq
الدكتور إبراهيم شهداد: مشرف الفصل كان يجبرنا على شرب حليب وليامس

ضيفنا في مجلس الشرق الأستاذ الدكتور إبراهيم محمد شهداد، حصل على شهادة الدكتوراه من جامعة عين شمس بجمهورية مصر العربية عام 1988، تقلّد عدة مناصب إدارية بجامعة قطر، فهو عضو هيئة التدريس في قسم العلوم الإنسانية بجامعة قطر، وعمل استاذا للتاريخ الحديث والمعاصر، وشغل منصب مدير الوثائق والدراسات الإنسانية، ثم رئيس قسم العلوم الإنسانية بكلية الآداب، كما شغل منصب رئيس وعضو في العديد من اللجان بالجامعة، له العديد من الدراسات والبحوث والمؤلفات المتعلقة بتاريخ منطقة الخليج العربي، حاز جائزة الدولة التشجيعية في مجال العلوم والفنون والآدب في (العلوم الاجتماعية والإنسانية) تاريخ الخليج والجزيرة في عام 2008 مناصفة مع الدكتور مصطفى عقيل.. فتح قلبه لمجلس الشرق وكان هذا الحديث نابعاً من القلب عن حقبة من تاريخ قطر.. الولادة في الدوحة الجديدة كانت ولادتي في فريج الدوحة الجديدة عام 1953 والتي تعتبر أحدث المناطق في بداية خمسينيات القرن الماضي وعدد بيوتها كان قليلا وأغلب السكان نزحوا من منطقة سوق واقف وبعض مناطق قطر، وكانت حياتنا سهلة وجميلة وهي مرحلة الحرية الكاملة واللامسؤولية وأعتبر الشارع ملعبا مفتوحا سواء بكسب صداقات أو الاستفادة من خبرة الشارع الذي يتواجد به مختلف الشرائح وبخاصة في بداية التكوين، لأنك تقابل مجموعة من الناس تستفيد منهم، وفي الفريج تحب دفء مشاعر الناس وترابطهم وتعاونهم معك وصدق الناس وصفاء قلوبهم. قهوة الفريج لم تكن هناك في تلك الفترة وسائل ترفيه أو أماكن سياحية أو وسائل اعلام تنقل لك الأخبار، بل كنا دائماً نجلس ونتجمّع في قهوة الفريج مع مجموعة الأصدقاء ونشرب الشاي ونتجاذب أطراف الحديث، ونناقش جميع أمور الحياة، فكانت القهوة عبارة عن منتدى ومنبر حر تطرح فيه رأيك وتستمع لآراء الآخرين من حولك، كما تستمع لأخبار الديرة وكل ما يحدث في البلد، وللعلم مازلنا نحن الأصدقاء نجتمع في محل بمنطقة الدوحة الجديدة ونتذكر الماضي الجميل. مدرسة صلاح الدين بداية علاقتي بالدراسة كانت مدرسة صلاح الدين الأيوبي القديمة هي بداية علاقتي بالدراسة والتعليم وانطلاقي نحو آفاق جميلة في عام 1963، وكان مديرها الوالد فضيلة الشيخ عبدالله بن إبراهيم الأنصاري (رحمه الله)، الذي كنا نعتبره والدنا وقدوتنا وقد استفدنا منه كثيراً، وكان مربيا فاضلا الكل يحبه ويقدره، ثم تحولنا لمدرسة صلاح الدين الأيوبي الجديدة القريبة من مدرسة الصناعة، كان لدينا أساتذة قطريون أذكر منهم راشد حسن الدرهم وعبدالله السيد وإبراهيم المحمود وكذلك الأستاذ الفاضل محمد بن علي المحمود، كانت وزارة المعارف تصرف لنا رواتب شهرية حوالي (45) روبية، وكسوتي الشتاء والصيف من الملابس، وأحذية مصنوعة من الهند ومصر وكذلك غترة وسراويل تشجيعاً على اقبال الشباب على التعليم سواء كانوا قطريين أو مقيمين. شرب الحليب بالقوة وأذكر ان مربي الفصل كان يشرف علينا ويتبعنا، بل كان يجبرنا في الصباح الباكر على شرب (حليب وليامس) من أجل مصلحتنا وذلك في المدرسة حيث كان يوزع علينا بالمجان من قبل وزارة المعارف، وذلك لتقوية ذاكرتنا كما يقول المدرسون لأن الحالة الاجتماعية في تلك الفترة كانت ضعيفة والناس كانوا بسطاء، كما كانت تصرف لنا وجبة إفطار، ووجبة غداء من قسم التغذية بالمجان والكتب والأدوات المدرسية، وكانت الباصات توصلنا لمنازلنا، كل هذا يقدم من قبل وزارة المعارف التي كانت تحثنا وتحفزنا للإقبال على التعليم. منافسة قوية بين المدارس كما كانت تربطني بالأستاذ المربي الفاضل عمر الخطيب وهو من لبنان علاقة قوية حتى وفاته، كان رحمه الله يهتم بالرياضة وركز على كرة القدم وكنت أنا من ضمن فريق الناشئين الذي أسسه الأستاذ عمر الخطيب ولعبت بجوار الكابتن محمد غانم وعيال الصديقي عبدالله ومحمد والبلم وغيرهم، وكنا كلنا اخوة متعاونين ومتكاتفين، كما كانت المباريات مع مدرسة خالد بن الوليد لها طابع خاص وكانت هناك منافسة قوية في كل الألعاب، كنا ننتظر هذا اليوم بشوق وتلهف ونشجع فريق مدرستنا بحماس منقطع النظير، وكانت المدارس في تلك الفترة زاخرة بالمواهب الرياضية، لأن في المدارس كنزا من المواهب، وكانت المنافسة قوية في دوري المدارس بل كانت في بعض الأحيان أفضل من دوري الأندية !!. عبدالله شهداد لعب للعروبة ومات في حادث أذكر ان أخي عبدالله شهداد ( رحمه الله ) كان لاعباً معروفاً في نادي العروبة وله ذكريات ومواقف جميلة، يتذكر اللاعب المعروف الكابتن طالب بلان حادثة طريفة وقعت في تلك الفترة، بأن لاعبي فريق العروبة كانوا يتدربون أمام نادي العروبة وكانت الأرضية من الاسفلت الجاف وكان اللاعبون يسددون الكرة على حارس المرمى عبدالمجيد إسماعيل وهو يقوم بصدها، ولكن عندما يسدد عبدالله شهداد لا يصد الكرة، وزعل عبدالله وقدم استقالته من النادي، وعندما سئل عبدالمجيد قال: ان تسديدات عبدالله قوية جداً ولا يمكن صدها، وبعد ذلك تم الأخذ بخاطره لأنه كان من أوائل اللاعبين مع نادي العروبة وللنادي محبة خاصة وعدل عن استقالته ورجع لأحضان النادي، وقد توفي بسبب حادث على دراجة نارية قرب محطة بترول ناصر بن خالد آل ثاني، وبعد وفاته وفي أول مباراة لنادي العروبة كانت مع نادي قطر في موسم 1965/‏1966 في بطولة الدوري العام وفاز نادي العروبة (3/‏1) وضع جميع اللاعبين شريطا أسود على ملابسهم حداداً على وفاته والوقوف دقيقة حدادا عليه. الثقافة جذبتني لم استمر كثيراً بالرياضة لأنني وجدت نفسي غير موهوب وليس لديّ الإمكانيات الفنية، فتحولت للثقافة، حيث كنت شغوفاً بالعلم وزيادة المعرفة وجذبتني الثقافة والأدب والتاريخ، وركزت على قراءة الكتب والقصص المختلفة والمجلات وأصبحت لديّ حصيلة جيدة من المعرفة، كنت دائم التردد على المكتبة لأنهل من أمهات الكتب الموجودة بالمكتبة، وكنت أستعير الكتب وكذلك أقضى وقت الفسحة في المكتبة، وكنت ألخص بعض القصص وأشترك في المسابقات وحصلت على العديد من الجوائز لأنني كنت متفوقاً. شاركت في مهرجانات استاد الدوحة أتذكر عندما كنت طالبا في المدرسة الابتدائية شاركت في المهرجانات المدرسية التي كانت تقام على استاد مدرسة الثانوية (استاد الدوحة) حالياً، وقدمنا نشيد (أحرار يا عرب أحرار )، وكنا نحمل السيوف ونلبس ملابس زاهية، كما شاهدت أحداث معركة ودبابات وصراعا بين الجزائريين والفرنسيين وتحسبها كأنك في معركة حقيقية وهي عبارة عن تمثيل، وكنا سعداء بتلك المهرجانات التي نستعد لها استعداداً طيباً، كما لا ننسى زيارة المناضل الفلسطيني (أحمد الشقيري ) مؤسس وأول رئيس لمنظمة التحرير الفلسطينية، وفي استاد الدوحة تم القاء الخطب والكلمات والقصائد بمناسبة الثورة الفلسطينية واستاد الدوحة شهد أحداثا رياضية غير مباريات كرة القدم مثل المصارعة والملاكمة حيث استعرض البطل (محمد علي كلاي ) مهاراته، وبطولة اختراق الضاحية والعاب القوى، ومهرجان كرة اليد في الستينيات،وكذلك أنشطة ثقافية في فترة الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي ومهرجان العهد الجديد عندما تولى صاحب السمو الأمير الأب الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني مقاليد الحكم في البلاد 1972 م، وكان أبرز حدث رياضي في كرة القدم هو زيارة فريق سانتوس البرازيلي للدوحة في شهر فبراير من عام 1973 م بكامل نجومه ومن ضمنهم الجوهرة السوداء الملك (بيليه ) أحسن لاعب في العالم في تلك الفترة، ولعب مع النادي الأهلي القطري وفاز عليه (3/‏0) وسط حضور جماهيري كبير غير مسبوق. الإعدادية مرحلة التأطير أنا أعتبر المرحلة الإعدادية هي مرحلة التأطير حيث تختلف كثيراً عن المرحلة الابتدائية من ناحية نوعية الطلاب واختلاف المناهج الدراسية، واختلاف الأصدقاء والثقافات وتوسيع مدارك الطالب وتكوين شخصيته وفيها جميع أطياف المجتمع القطري، وأنا درست في مدرسة قطر الإعدادية القديمة بجوار مستشفى الولادة وقد استحوذت المدرسة على جميع أهل قطر في تلك الحقبة حيث كانت الوحيدة، لقد كانت مدرسة جميلة وكان طرازها فريدا من نوعه في تلك الأيام وبها خريطة الوطن العربي قام بتنفيذها مدرسو التربية والاجتماعية والفنية، كما أن الصفوف والحوائط الداخلية للمدرسة معلق عليها لوحات فنية من رسومات الطلبة وكذلك الخطوط الجميلة التي كانت من تنفيذ الطلبة، وقد حضر الملك سعود بن عبدالعزيز ملك السعودية، وزار المدرسة الإعدادية وأقيم له احتفال بتلك المناسبة وتزينت المدرسة بأعلام قطر والسعودية، وكانت تقام على ملاعبها التحتية منافسات دوري كرة السلة واليد والطائرة، وعلى ملعب كرة القدم كانت تقام عليها مباريات المدارس وتتدرب الأندية القطرية عليها عصراً وبها مضمار لألعاب القوى نجري عليه وتقام مسابقات، كما أذكر بها حديقة جميلة ونافورة، وعندما كنت في نهاية المرحلة الإعدادية طلعت نتيجتي وكان ترتيبي (16 مكرر) على مدارس الإعدادية بقطر ومنحت عدة جوائز منها قلم باركر وألبوم صور وغيرها من الهدايا العينية. مدينة دخان أبهرتني أذكر انني ذهبت في رحلة مدرسية لمنطقة دخان المدينة الصناعية التي بدأ منها استخراج البترول واستقطبت أهل قطر للعمل في شركة نفط قطر المحدودة. وقد شاهدنا آبار البترول وبخاصة البئر الأول رقم (1) الذي استخرج منه البترول، وتجولنا في مدينة دخان الصناعية وشاهدنا بيوت الموظفين والعمال، وسينما دخان التي كانت تعرض عليها الأفلام والجماهير يجلسون في الهواء الطلق لمشاهدتها وكانت شاشة العرض كبيرة، كما شاهدنا نادي اتحاد العرب بدخان الذي انطلقت منه كرة القدم، وتناولنا وجبة الغداء في مطعم دخان الذي كان يسمى في تلك الفترة ( الميز)، كما شاهدنا فيلما وثائقيا يحكي قصة ظهور واستخراج النفط وعن مدينة دخان وكيفية العمل هناك، وكنا سعداء بذلك أن نرى جزءا من الوطن الغالي قطر المزدهر في تلك الحقبة الجميلة. الصدفة قادتني لدخول دار المعلمين بعد الانتهاء من المرحلة الإعدادية توجهت للدراسة في دار المعلمين، وكانت الصدفة هي التي قادتني لدخول الدار لحبي ورغبتي وشغفي للتدريس لأن المدرس كان له مكانة كبيرة، وقد كان مدير دار المعلمين في تلك الفترة الأستاذ محمد بن عبدالله الأنصاري وكان مقرها في (بيت الجبر ) في حزم المرقاب، وأذكر قدم الطلبة في دار المعلمين في تلك الفترة مسرحية ( صقر قريش ) من تمثيل الطلبة ومعهم المدرس الأستاذ /‏عاهد الشنطي ومن اخراج اللبناني عبداللطيف سمهون، وكانت الدراسة في دار المعلمين قوية وقاسية جامعة بين العلمي والأدبي، ومنها النظري والعملي وكنا نذهب للمدارس للتدريب على كيفية طرق التدريس وتحت اشراف المدرسين، وقد درست أثناء دراستي في دار المعلمين في مدرسة طارق بن زياد، ثم مدرسة عثمان بن عفان في المنتزه،كانت امتحانات الشهادة في دار المعلمين تأتي من القاهرة وتصحح أيضاً في القاهرة. وأذكر، وأجزم أن الدراسة في دار المعلمين كانت أقوى من بعض الكليات الموجودة في الجامعات !!. لم أدخل سلك التدريس !! بعد التخرج من دار المعلمين لم أقم بالتدريس، لأنه تم اختياري لدخول كلية التربية في جامعة قطر لأنني كنت الأول على دفعتي في دار المعلمين، وكان رئيسها في تلك الفترة الدكتور محمد إبراهيم كاظم الذي اختار أفضل الأساتذة في الجامعات العربية، كانوا يكلفوننا بعمل أبحاث لدرجة أنني كنت أقوم بعمل أبحاث أثناء فترة الاجازة الصيفية، قضيت أربع سنوات جميلة في كلية التربية بجامعة قطر اكتسبت خلالها مهارات وخبرة علمية وعملية من جراء الأبحاث وتوجيه الدكاترة وإصرارهم على تعليمنا وتأهيلنا واعدادنا للمرحلة القادمة، كنا نحب الدراسة ونقضي جُل يومنا في الجامعة ومتابعة دراستنا وأبحاثنا، وفي إجازة منتصف العام كانت الجامعة ترتب لنا زيارات الى الدول الأوروبية والآسيوية والعربية للتعرف والاستفادة المعرفية والترفيه عن الطلبة، وقد حصلت على المركز الأول على دفعتي في قسم التاريخ الذي هو جزء من السياسة، وتخرجت من جامعة قطر بدرجة بكالوريوس تربية في عام 1977، وتم اختياري معيدا في الجامعة. اخترت كمبردج.. ثم عين شمس أوفدوني في بعثة دراسية الى جامعة كمبردج ببريطانيا لعمل رسالة الماجستير، وذلك حسب اختياري الذي كان هدفه الاستفادة من وجود الوثائق والمعلومات في الأرشيف البريطاني خاصة أنهم يسجلون المعلومات اليومية الوثائقية في تلك الحقبة في دفاترهم الخاصة بالمناطق التي تقع تحت سيطرة نفوذهم، ويهمني كباحث في رسالة الماجستير أن أحصل على بعض الوثائق التي تهم أبحاثي، وبدأت بهمة ونشاط بدارسة اللغة الإنجليزية، لم أتمكن من مواصلة دراستي في كمبردج بسبب الظروف الخاصة التي صادفتني، وعدت للدوحة، ثم غيّرت وجهة دراستي الى القاهرة واخترت جامعة عين شمس. نتابع الجزء الثاني من حديث د. إبراهيم شهداد لمجلس الشرق في الأسبوع القادم.

2302

| 09 مارس 2023

محليات alsharq
عبد العزيز الملا لمجلس الشرق: هذه قصة الرسائل المتبادلة بين الملا حبيب وعبدالناصر

نواصل في الجزء الثاني من لقاء مجلس الشرق مع الخبير التربوي الأستاذ عبدالعزيز بن عبدالرحمن الملا وهو يروي ذكرياته خلال حقبة الخمسينيات والستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، ويتحدث عن المدرسين والمهن التي كانت في سوق واقف، وعن قصة ملا حبيب مع جمال عبدالناصر، ويواصل مشواره مع العمل في سلك التعليم، وغيرها من الأمور التي جادت بها قريحته عبر (مجلس الشرق). أحسن شاي زنجبيل عند عموه !! أذكر كان سالم سعيد عموه وهو من ساحل عمان في تلك الفترة يسكن في قطر، فهو رجل يحب الكرة بشغف ويعشقها بجنون ويجمع اللاعبين والفرق ويلعب مباريات تحدي الفرجان، وقد لعب مع نادي النصر، ولعب مع عدة أندية رياضية مثل النجاح، وكان يملك (كافتيريا) في نادي النصر، وكان يبيع السندويشات الخفيفة والحلويات والمكسرات والمرطبات والشاي، وكان يعمل في فصل الشتاء الشاي بالزنجبيل وكنا نستمتع بشرب الشاي بالزنجبيل الذي تشعر بالحرارة والدفء بعد شربه، ولا ندفع له المبلغ فوراً بل نتسلف بالدين، ويسجله في الدفتر، ثم ندفعها عندما تتوفر لنا الفلوس، وكان رجلاً متسامحاً وطيباً عليه رحمة الله. الملا حبيب وعبدالناصر كان الملا حبيب هو مطوّع وكان إمام مسجد (عبلان) الذي يقع بين بيت الغزال وبيت الشيخ فالح آل ثاني، وكنا نذهب للصلاة عنده في المسجد، وكان يعطينا حلويات يطلق عليها (برميت) وذلك لتشجيعنا على المحافظة على الصلاة، وقد أخفى عن الجميع علاقته القوية مع الزعيم جمال عبدالناصر رئيس مصر، لكن الحقيقة ظهرت وانكشف المستور، وكانت المفاجأة الكبيرة عندما انتقل الرئيس جمال عبدالناصر إلى جوار ربه، فقد ذهب له محمد مبارك الدرويش وزملاؤه ووجدوه يبكي بحرقة على موت الرئيس عبدالناصر، وقال لهم بصوت عالٍ (مات البطل، مات البطل)، وسألوه ما علاقتك به؟، وقام مسرعاً وفتح المشتخته (الصندوق) وهنا كانت المفاجأة والدهشة على وجوه الشباب، فقد وجدوا بالصندوق رسائل متبادلة مع الزعيم عبدالناصر وذلك عن طريق مدير مكتبه (الخولي) كما وجدوا دعوات كثيرة للملا حبيب لزيارة مصر في تلك الفترة، كما شاهدوا أسطوانات عليها صورة جمال عبدالناصر وفيها أغانٍ وطنية مثل (حنا بنينا وحنا سنبني السد العالي)، وتم طلب تلك المقتنيات ولكنه رفض بشدة تسليم الرسائل والأسطوانات لأنه يعتبرها مقتنيات شخصية، وكان محتفظاً بها حتى وفاته، أتمنى من المسؤولين عن المتاحف أو من يهمهم الأمر الاحتفاظ بهذه الذكريات خاصة من زعيم مثل جمال عبدالناصر أيام فترة المد القومي العربي. شخصية محمود أبو واصل قوية أذكر في أيام الدراسة كان من المدرسين العرب الذين لهم شخصية قوية وله هيبة ويحترمه الطلاب والبعض يخاف منه هو الأستاذ أسامة أبو واصل مدرس اللغة الإنجليزية، كان في منتهى الرقيّ يأخذ ويعطي مع الطلاب ويتناقش معهم لا يضرب ولا يطرد الطلاب، كان عندما يخطئ الطالب يقوم بالتصحيح له حتى يتعلّم النطق الصحيح للكلمة الإنجليزية. مدرس الرسم في منصب قيادي كما أتذكر الأستاذ عبدالرحمن المزيّن أستاذ التربية الفنية (الرسم)، وكان مشهوراً ويتقن رسم وجوه الشخصيات في مرسم المدرسة، وكان خلال فترة الاستراحة يقوم برسم وجوه الطلاب، وكانت أغلب رسوماته تُعبّر عن الثورة الفلسطينية، وبعد أن قضى فترة زمنية معينة انتقل للعمل الثوري الفلسطيني وانضم للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وتبوأ منصبا قياديا كبيرا، حيث تم تعيينه في منصب وكيل وزارة، وكنا خلال الفترة الأولى نقوم بمراسلته بصفته مدرسنا. الحجام محمد البلوشي من الذكريات التي عاصرتها خلال فترة الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، كان هناك رجل قويّ البنية وله شنبات كبيرة وهو من سلطنة عمان، اسمه محمد البلوشي وكان يقوم بعمل الحجامة للرجال وكان الإقبال عليه كبيراً، وكانت أدواته هي عبارة عن قرون ثور وكذلك إبرة خياطة الخياش حيث يقوم بثقب المكان ثم يقوم بمص الدم. وكان يعتبرها مهنة طبيّة تدر عليه دخلاً يقتات منه، وكان يتخذ غرفة في منارة مسجد الأحمد مكاناً لعمل الحجامة. مسجد الأحمد تخطى (100) عام يعتبر مسجد الأحمد في سوق واقف من أقدم المساجد في قطر وقد بناه (الأحمد)، وربما تأسيسه تجاوز المائة عام، وأذكر كان إمام المسجد الشيخ عبدالرحمن بن عبدالوهاب المطاوعة ويقولون كان صوت المؤذن فيروز من أجمل الأصوات، ثم تعاقب عليه عدة أئمة عينتهم إدارة المساجد، ثم جاء الشيخ محمد بن راشد البلوشي ومكث أكثر من (20) عاماً إماماً للمسجد، وكان خطباء الجمعة يختلفون، فقد خطب فيه بعض خريجي جامعة المدينة المنورة وجامعة الإمام محمد بن سعود وأذكر منهم محمد عبدالله الأنصاري وبعض الخريجين، كما خطب بعض القضاة في المحاكم الشرعية. سوق واقف مركز اقتصادي كانت منطقة سوق واقف تعج بالحركة والنشاط والحيوية، فكانت الحركة الاقتصادية مزدهرة فهناك سوق الطيور، والدجاج والحمام، كما تجد أمامك سوق الفواكه والخضار، وسوق القصابين، وسوق الحدادين وسوق الصفارين وسوق الذهب، كما تجد الندافين الذين يقومون بندف القطن وعمل الفرش والمساند وكان أشهرهم باقر، والخرازين الذين يقومون بعمل الأحذية والنعل، والنجارين وسوق الملح وسوق التتن وغيرها من المهن البسيطة. كان يمر من منطقة السوق إلى البنك العربي مجرى مائي يقسم السوق إلى نصفين، وقام الخال بعمل دوسة (جسر صغير) وذلك للعبور إلى القسم الثاني، ثم قامت البلدية بدفن وردم المجرى المائي وأصبح السوق منظماً وجميلا، وكان يقف على مفترق السوق شرطي بلباسه الجميل ويرتدي الغترة والعقال وشعار شرطة قطر وينظم حركة المرور والسير، وكان في سوق واقف مركز شرطة. المسرح الحديث بدء من دار المعلمين أذكر بعد بدء الحركة المسرحية من دار المعلمين وقبلها من المعهد الديني الثانوي وبعض التجارب في ستينيات القرن الماضي، انطلق المسرح من مدرسة الاستقلال الثانوية التي كان مديرها محمد عبدالله الأنصاري حيث قدمت عدة مسرحيات مثل (حلاة الثوب رقعة منه وفيه) ومسرحية (سبع السبمبع) ومسرحية (عانس)، كما كنت مسؤولا إداريا في مسرح نجمة أيام مسرحية أم الزين تأليف عبدالرحمن المناعي وتمثيل مجموعة من الشباب منهم غانم المهندي وسعاد عبدالله وقدمت على مسرح نجمة الذي بعد إنشائه بدأت الحركة المسرحية في الظهور والتوّهج، وبدأ الإقبال الجماهيري على حضور مسرحيات. لولا الملقن فما مصير المسرحية؟ أذكر أننا شاركنا في المهرجان السابع للفنون المسرحية في دمشق بسوريا الذي يعتبر من أكبر المهرجانات وأنشطها في تلك الفترة، وقدمنا مسرحية إلى أين؟ تأليف عبد الله أحمد وإخراج هاني صنوبر 1976، وقدمت الكويت مسرحية علي جناح التبريزي وتابعه قفة، وقدمت العراق مسرحية الثعلب، وقدمت مصر مسرحية أقوى من الزمن، وعند الساعة الثانية عشرة ليلا تتم مناقشة ونقد المسرحيات التي قُدمت على خشبة المسرح، طلب مني وزير الإرشاد القومي السوري الذي يجلس بجانبي رفع حرارة النقاش والنقد في الجلسة، فطلبت من الوزير الأمان وكنت يومها رئيس الوفد، فتحدثت قائلاً: مصر كما قال الشاعر المصري حافظ إبراهيم: أنا إن قدر الإله مماتي.. لا ترى الشرق يرفع الرأس بعدي ما رماني رام وراح سليما.. من قديم عناية الله جندي.. وتابع: مصر في كل شيء أعلى حتى في الفن، ولكن لولا الملقن فما مصير المسرحية؟ وشكراً، وهنا ضجت القاعة بصوت التصفيق الحار من قِبَل الحاضرين وخاصة الكويتيين، بصراحة لم يكن الممثلون المصريون حافظين أدوارهم في المسرحية وكانوا معتمدين على الملقن رغم أنهم من عمالقة المسرح في مصر في تلك الفترة مثل عبدالرحمن أبوزهرة وصلاح قابيل وبرلنتي عبدالحميد، ولم يشفع تبريرهم أمام الحضور ولم يقنع تبريرهم، وأنا خارج من القاعة مسك يدي الممثل عبدالرحمن أبوزهرة قائلا (إحنا عملنا فيكم إيه؟!) فقلت له أنا مدرس ولابد من قول الحقيقة للجميع حسب ما رأيت ولا أجامل، وقال لي أشكرك لأن لديك الجرأة، وفي صباح اليوم التالي طلعت الجرائد في دمشق وكتبت بالخط العريض: القطري عبدالعزيز الملا يقول (لولا الملقن فما مصير المسرحية؟!!). شؤون المسرح كرموني بصفتي أحد رواد الحركة المسرحية في قطر وعملت فترة طويلة مع فرقة المسرح القطري كإداري، فإن شؤون المسرح قد كرموني كأحد رموز الحركة المسرحية وذلك في مهرجان الدوحة المسرحي في دورته (34) والاحتفال بتكريم الرموز. تنقلت بين عدة مدارس مسيرتي مع سلك التعليم طويلة وحافلة بالعطاء وتنقلت بين عدة مدارس في قطر كمدرس ووكيل ومدير ثانوي، والمدارس هي: خالد بن الوليد ومدرسة الصناعة وخليفة الثانوية والدوحة الثانوية وكنت مديراً لثانوية الوكرة، وعملت بجد وإخلاص وتفانٍ لأنني أحب سلك التعليم والتدريس وعلمني أستاذي محمد بن عبدالله الأنصاري في دار المعلمين كيفية العطاء وإعطاء الطلاب المعلومات الهامة ومشاركة الطلاب في الأنشطة والتعامل مع الطلاب بمهنية ودبلوماسية حتى يحبوك ويخلصوا في تعليمهم وتعطيهم حافزاً قوياً لمواصلة التعليم. قصتي مع مدرسة الصناعة الثانوية بناء على تعليمات من محمد بن عبدالله الأنصاري أحد كبار المسؤولين بوزارة التربية والتعليم، طلب مني الانتفال فوراً إلى مدرسة الصناعة الثانوية ولما سألته لماذا؟، أجاب على الفور أصبح عدد طلاب المدرسة (60) طالباً فقط وعليك بذل مزيد من الجهد لزيادة عدد الطلاب أو يتم إغلاق المدرسة، وشمَّرت عن ساعدي ولملمت أوراقي وأغراضي ورغم صعوبة المهمة، وتحتاج إلى تفكير ووضع خطة لانتشال هذه المدرسة من الإغلاق، فجلست مستغرقاً في التفكير، وهداني تفكيري أن أذهب إلى مجلس وزير الداخلية الشيخ خالد بن حمد آل ثاني، وطلبت الجلوس معه عشر دقائق فقط، وعرضت عليه حال الطلبة القطريين وعزوفهم عن الإقبال على مدرسة الصناعة، وتفهم الموضوع وقال غداً سيكون عندك كبار الضباط واطلب منهم ما تشاء لمصلحة شباب قطر، وبالفعل حضر الضباط واجتمعنا معهم وشرحت لهم الهدف، وعلى الفور جاءت ثلاث سيارات وحملت الطلبة والمدرسين إلى كتيبة الدروع وذلك في عام 1982 تقريباً، وقد استقبلهم الشيخ عبدالله بن خالد آل ثاني، وشكرهم على الحضور إلى كتيبة الدروع وقال لهم كل طالب يوقع على عقد للانضمام للدروع سيتم صرف (3500) ريال شهرياً له، وبعد إكمال تعليمه في مدرسة الصناعة، سيمنح رتبة مرشح ضابط وسيعلق النجمة، وقد وقَّعَ العديد منهم على العقود خاصة أنه سيمنح خلال دراسته مبلغا شهريا، وبعد سماع زملائه هذا الخبر التحق عدد كبير منهم بمدرسة الصناعة وأصبح عدد الطلبة حوالي (300) طالب ثم أصبح العدد يزداد في كل عام في الالتحاق حتى أصبح عدد الطلبة في النهاية حوالي (800) طالب. لدينا في الوزارة سياسة الأبواب المفتوحة في وزارة التربية لدينا سياسة الأبواب المفتوحة، وقد طلبت مقابلة الشيخ محمد بن حمد آل ثاني وزير التربية والتعليم ووافق على الفور وشرحت له ما حدث وشكرني، طلبت منه منح مكافأة للطلبة الملتحقين بالثانوية الصناعية لتشجيعهم، فوافق على الفور، كما طلبت زيادة عدد الطلبة المبتعثين للدراسة في الخارج من طالب واحد إلى (8) طلاب يختارون من كل قسم حسب درجة تفوقهم، ووافق كذلك على طلبي، وهذا يعتبر إنجازاً لي وللطلبة، كما زدت في طلباتي وقلت له منجرتك الخاصة متوقفة منذ فترة ونحن نحتاجها لمدرسة الصناعة، فأهداها لمدرسة الصناعة تقديراً لهم وتشجيعهم. وأذكر سألني السيد أحمد رجب عبدالمجيد مدير إدارة البحوث في الوزارة، اليونسكو يريدون معرفة عزوف الشباب عن مدرسة الصناعة وارتفاع الإقبال مرة ثانية من (60) طالبا حتى أصبح (800) طالب، فقلت هذا ثمرة اجتهادنا وعلاقتنا بكبار المسؤولين، وزيارة الشيوخ والشخصيات في مجالسهم وعلاقتنا مع الطلاب وتشجيعهم وتحفيزهم باستخدام الدبلوماسية لا العنف معهم. انتهت قصة الهروب من المدرسة خلال تعييني مديرا لمدرسة خليفة الثانوية، وجدت أن الطلبة يهربون من المدرسة وخاصة في فترة الفسحة لكي يتناولوا فطورهم في مطعم هندي قريب من المدرسة، قادني تفكيري للذهاب للمطعم وإذا هو مكتظ بالطلبة، وطلبت كيمه وشاي وشباتي وأكلت معهم، ولم أتحدث مع الطلبة لكن رأيت في عيونهم الخوف والهلع، وعندما رجعت للمدرسة استفسرت من الشباب عن سبب هروبهم من المدرسة فوجدت شكوى منهم تتعلق بأن الكافتيريا بالمدرسة لا تناسبهم، بينما يجلسون في المطعم يتحدثون مع زملائهم ويأكلون أنواعا معينة من الأطعمة وسعرها مناسب، وعلى الفور خطرت في بالي فكرة للقضاء على هروب الطلاب دون الرجوع للوزارة لاستشارتهم، توجهت إلى مطعم المجلس بمنطقة السد وطرحت عليهم فكرة فتح مطعم وإحضار طاولات وكراسي عديدة للشباب وأن تكون أسعار الوجبات تتراوح من 3 ريالات سعر سندويش والوجبات لا تزيد على 20 ريالا، وسنمنحكم مكانا خاصا لكم وسيكون بالمجان، وعندما فتحت الكافتيريا أبوابها كان الإقبال كبيراً من قبل الطلبة وأشادوا بما تقدمه الكافتيريا وكانوا يجلسون على كراسي الكافتيريا يتحدثون مع بعضهم وقت الفسحة، وانتهت قصة الهروب للمقهى لأننا عالجناها بحكمة ودبلوماسية!!

2576

| 02 مارس 2023

محليات alsharq
عبدالعزيز بن عبد الرحمن الملا لمجلس الشرق: أهالي روضة راشد أهدونا التيوس والضببة والفقع امتنانا لتعليم أبنائهم

ضيف مجلس الشرق اليوم، الخبير التربوي الأستاذ عبدالعزيز بن عبدالرحمن الملا من جيل الزمن الجميل، ولد في منطقة سوق واقف قلب الدوحة النابض والذي يحمل عبق التاريخ وتفوح منه رائحة الماضي الجميل، منطقة كان يسكنها أغلب أهالي قطر وكذلك التجار، وكانت تعج بالحركة والنشاط منذ الصباح الباكر وحتى آذان المغرب الذي تتوقف فيه الحركة التجارية، بسبب عدم وجود كهرباء، بل كانت توضع (فناره) فوانيس تتعلق على مداخل السوق وفي ممرات السوق الداخلي، وكانت هناك مناوبة حراسة على السوق من قبل الحراس القطريين الذين يطلق عليهم تسمية (نواطير) مزودين بالسلاح. مجلس الشرق أبحر في ذاكرته المليئة بمخزون معلوماتي يخص تلك الفترة وغصنا في أعماقها واستخرجنا منها ذكريات تلك الفترة الجميلة من تاريخ قطر.. ولد عبدالعزيز بن عبدالرحمن الملا عام 1951 في بيت العائلة الكريمة الكبير في منطقة سوق واقف والذي يضم جميع أفراد عائلة الملا، وقال: وعشت طفولتي في ذلك البيت الكبير في قلب سوق واقف، وأذكر أنه كان على يميننا مطعم بسم الله الذي مازال قائماً بعد التطوير، وفريج البراحة من ناحية الجنوب، وفريج البحارنة ناحية الشرق، وشارع النجادة من ناحية الغرب، كان الجميع متكاتفين ومتعاونين. وقد بدأت دراستي في الكتاتيب لحفظ القرآن الكريم عند المطاوعة، وأذكر أنه كانت المطوّعة آمنة هي التي درستني. تنقلت بين عدة مدارس بعد توجهي للدراسة النظامية كنت سعيداً جداً، والتحقت بروضة الوسط التمهيدية والتي كانت تقع عند مصلى العيد القديم وصيدلية بهزاد في الجسرة، لم أستمر طويلاً ثم نقلوني الى مدرسة عمر بن الخطاب الابتدائية في البدع واستمررنا حوالي شهرين، ثم حولونا إلى مدرسة خالد بن الوليد الابتدائية القديمة التي بجوار مشيرب عند حوطة كان يلعب فيها فريق السلام، ودرست الصف الأول والثاني، ثم نقلوني الى مدرسة صلاح الدين الأيوبي الابتدائية التي كان مديرها فضيلة الشيخ عبدالله الأنصاري وأذكر انه كان الطالب حمد عبدالله المري رئيس نادي الريان سابقاً هو الذي كان يؤذن في المدرسة في أوائل الستينيات وكان صوته جميلا، وكانت الوزارة تعطينا وجبة الفطور والغداء، ثم نقلوني إلى مدرسة أبوبكر الصديق ودرست فيها الصف الثالث وكان المدير صالح الخليفي، ولم أستمر فيها طويلا سوى سنة واحدة ثم حولوني الى مدرسة خالد بن الوليد الابتدائية بجوار قسم التغذية والملاصقة للقسم الداخلي وهو سكن للطلبة القاطنين خارج الدوحة وكذلك القادمين من خارج قطر من الدول العربية والاسلامية، ودرست فيها الصف الرابع والخامس والسادس أعوام 62- 63 – 1964، ثم نلت الشهادة الابتدائية وحضرت احتفال يوم العلم وكرّمت فيه وفرحت عندما وجدت اسمي ضمن الطلاب في كتيب يوم العلم. في الإعدادية تغيّرت الأمور في المرحلة الاعدادية كانت هناك نقلة نوعية في مسيرتي التعليمية وتحولت لمدرسة قطر الاعدادية التي تقع بالقرب من مستشفى الولادة القديم، كانت مرحلة مهمة في حياتنا وتوسعت مداركنا وكنا نقبل بشغف على قراءة الكتب من المكتبة والاطلاع على الصحف والمجلات. لقد أبهرني تصميم المدرسة الوحيد في الدوحة في تلك الحقبة الجميلة من التعليم وكانت تحتوي على طابقين بها عدة صفوف ومرسم ومكتبة ومختبرات ومكاتب ادارة وغرف للمعلمين، وكانت تميّزها خارطة الوطن العربي التي رسمها اساتذة المادة الاجتماعية وتقع في باحة المدرسة، كما كانت هناك حديقة مميزة غناء بها الورود والأزهار الجميلة المتنوّعة والأشجار الباسقة ونافورة ماء، وكان الطلاب يتواجدون فيها أثناء الفسحة للاستراحة، وهناك ملاعب تحتية تضم كرة السلة والطائرة واليد ولها مدرجات خاصة تقام عليها منافسات دوري المدارس القوي، كما يوجد به ملعب كرة قدم وتقام عليه المباريات وتدريبات الأندية القطرية في حقبة الستينيات،وأذكر أنه وضع له شبك من الاسلاك الحديدية بارتفاع كبير حتى لا تذهب الكرة الى الشارع الذي يقع أسفل المدرسة، وأذكر أنه زارها الملك سعود بن عبدالعزيز في الستينيات بتاريخ 6/‏فبراير/‏1961 م، وأقيم له احتفال خاص بمناسبة هذه الزيارة وعلقت الأعلام السعودية والقطرية على أقواس المدرسة، وألقيت الخطب الترحيبية والأشعار، وحضرها كشافة المدرسة وجمهور غفير من الطلاب وأولياء الأمور. دار المعلمين نقطة تحوّل في حياتي بعد المرحلة الاعدادية وبعد تفكير عميق اتجهت للدراسة في دار المعلمين الثانوية وذلك لكي أساهم في تطوّر النهضة التعليمية في بلادي الغالي قطر، ولي فيها ذكريات جميلة، وتعتبر نقطة تحوّل في حياتي، وهي انطلاقتي إلى آفاق أرحب وأوسع ولاستعداد لخوض غمار المشاركة في التعليم، وفي دار المعلمين تعلّمت كيفية التدريس عملي في المدارس تحت اشراف مدرسين ذوي خبرة وكانت تجربة رائعة استفدنا منها كثيراً، وكذلك كنا ندرس منهجا نظريا في المعهد وكان متخصصاً في طريقة التدريس بالإضافة الى المواد التي تدرس في المدارس الثانوية، وكان خريج دار المعلمين أفضل بكثير من خريجي بعض الجامعات في التدريس. مسرحية صقر قريش قدمت على المسرح أذكر أنه وبتشجيع من مدير دار المعلمين محمد بن عبدالله الأنصاري، قدم المخرج اللبناني عبداللطيف سمهون مسرحية (صقر قريش ) على مسرح دار المعلمين الذي خصص لتقديم هذه المسرحية، وقام الطلبة وبعض المدرسين بتمثيل المشاهد وتم استخدام أصوات عصافير حقيقية وكذلك صوت خرير الماء والاضاءة، وكان التمثيل والاخراج رائعاً، وقد استمتع الجميع بهذا العرض الرائع. تخرجت من دار المعلمين بعد تخرجي من دار المعلمين عام 1970، احتفلت بنا وزارة المعارف بإقامة احتفال ( يوم العلم ) حيث يكرّم جميع الخريجين من الطلاب الحاصلين على الشهادات الابتدائية والاعدادية ومدرسة الصناعة الاعدادية الثانوية، والمدرسة الثانوية، والمعهد الديني الاعدادي والثانوية ودار المعلمين، والطلبة خريجو الجامعات العالمية والعربية، وتتم توزيع الشهادات عليهم، ويحضر أولياء أمور الطلبة والمدرسون وكبار الشخصيات في وزارة المعارف في تلك الفترة. درّست في روضة راشد بعد التخرج من دار المعلمين عينتني وزارة المعارف مدرساً في روضة راشد، مع مجموعة من المدرسين أذكر منهم أحمد حجر وسعيد عباد وجاسم البوعينين وكان مدير المدرسة فهمي الحلاق بالإضافة الى الاستاذ أحمد منيف، واجتهدنا في تعليم الطلبة رغم بعض الصعوبات، خصصت لنا الوزارة سيارة أجرة تنقلنا يومياً من الدوحة إلى روضة راشد، وكنا نعاني من بُعد مسافة الطريق، وخطورة الشارع وخاصة في الصباح الباكر عندما يكون الجوّ مكسواً بالضباب الكثيف، أو عندما تهطل الأمطار بغزارة، أذكر معنا الاستاذ علي القحطاني مدرس علوم شرعية وقد ظل فترة طويلة يقوم بالتدريس هناك، وأحد أبنائه الدكتور فهد علي القحطاني طبيب العيون المعروف.كان أهالي المنطقة أناسا طيبين وبسطاء، وكان الطلاب طيبين ويقبلون على التعليم بشغف، والطريف أن الأهالي كرماء وكانوا يقومون بإهدائنا الخرفان والصخلة والتيوس، و( الفقع ) والضببة أيضاً. حفظنا ألف بيت شعر من الأمور التي لن أنساها وقد استفدت منها هي حفظ أبيات من الشعر العربي، وقد اقترح علينا الاستاذ المصري أحمد منيب أن يعطينا كل يوم بيت شعر نحفظه عن ظهر قلب، ونسجله في مذكرة، وانشغلنا بحفظ الشعر يومياً ونحن ذاهبون لروضة راشد بالسيارة، وقد وسع مداركنا وتفتحت عيوننا وقلوبنا على الشعر وأصبحنا نحبه ونحفظه ونتداوله مع أصدقائنا، وقد حفظنا من الشعر (1000) بيت شعر. بداية الكهرباء كانت من مشيرب أذكر أنه كانت بداية دخول الكهرباء لقطر في 1953، وكانت موقع محطة توليد الكهرباء بمنطقة مشيرب وكانت مجانية لجميع المواطنين، وكانت عبارة عن (شبرة) مخزن وبه ماكينة واحدة، وتشتغل في أوقات معينة، وقد وضعت في البداية ماكينة ثم تبعتها بإضافة ماكينة أخرى، وكانت التمديدات بدائية وتوصل عن طريق أسطح المنازل وكانت التمديدات واضحة للعيان، وفي البداية استخدمت الاضاءة والثلاجات والمراوح، ولم تستخدم المكيفات بل تأخرت، وتم التمديد للمدارس والمباني الحكومية والمهمة ثم السوق التجاري، ومن ثم باقي البيوت. بعد فترة تم بناء مبنى خاص للإدارة، وتحولت الى ادارة الكهرباء ثم إلى وزارة، وقد سميّ شارع الكهرباء بالدوحة عليها وأصبح مشهوراً يرتاده الزوار والمواطنون والقاطنون في قطر. الكهرباء دخلت سوق واقف 1953 أول دخول للكهرباء في قطر كان في عام 1953 م في الفريج في مطعم وفندق بسم الله هوتيل، الذي كان يملكه رجل هندي اسمه ( حمزة)، وخصص الطابق الأول للفندق ويضم ست غرف أو سبع غرف، أما المبنى الأرضي فهو مطعم يقدم الأكلات الهندية مثل البرياني والكيمة والسبجية والسمبوسة والكليجة وغيرها من الأكلات الهندية وكذلك كان يصنع الايسكريم اللذيذ، وكان الاقبال على المطعم كبيراً، وكان بعض زوار قطر يسكنون في الفندق. والدي تاجر علف وشعير كان والدي تاجرا معروفا، وكان يستورد العلف والشعير من استراليا، وأذكر أنه زار قطر في تلك الفترة تاجر علف استرالي، وقد حجز له الوالد غرفة في فندق بسم الله، ثم جاءنا تاجر مشهور في الخليج اسمه مهدي منديل من الهند، وقد أنزله الوالد في نفس الفندق لأنه الوحيد الموجود في تلك الفترة، كما أن والدي كان يملك عمارة كبيرة وهي عبارة عن ساحة تستخدم كمخازن لتخزين البضائع فيها ويزود المحامل التي تذهب للغوص بالمؤن والمواد الغذائية وغيرها من احتياجات أهل الغوص، وتعتبر ثاني عمارة بعد عمارة (الخال) في الدوحة، وفي مدخل العمارة تجد المكتب وكراسي طويلة يجلس عليها رواد العمارة من كبار السن ويأتون من الساعة الثامنة صباحاً ويجلسون حتى وقت صلاة الظهر يتناقشون في أمور الدنيا، وعندما توفي جدي علي الملا وجدنا دفترا واحدا ذاكرا فيه الديون التي كانت على العملاء، وباقي الدفاتر ضاعت ويقولون تم رميها، وكان هناك (سوق الباكر) المزدهر بالحركة والنشاط، وكان موجوداً به صيدلية ومحلا تباع فيه أدوات الكهرباء وغيرها من الأمور وكان المانع وكيل ماركة فيليبس. إدارة السوق منحتني محلا تجاريا منحتني ادارة سوق واقف محلا تجاريا اسميته ( الملا بلازا ) وفي أحد الأيام مر عليّ رئيس الوزراء الاسترالي في الدكان، واستوقفته وأخبرته بأن والدي كان تاجرا ويتعامل مع استراليا في استيراد العلف والشعير منذ عام 1950 م، فقال هل كانت علاقتنا مع قطر منذ تلك الفترة، وقد أوضحت له قبل ذلك، وقال لي هذه المعلومة جديدة تهمني كثيراً لأول مرة أسمع بها، وبدأت علامة السرور والفرح عليه، وشكرني على المعلومة. كنت أشاهد الأفلام السينمائية في الأندية في تلك الحقبة الجميلة في أوائل الستينيات كانت وسائل الترفيه قليلة جداً، فقد كنت أتابع الأفلام السينمائية إما في نادي الوحدة وندفع رسوم الدخول، أو نادي النصر الذي كان الدخول فيه بالمجان، ويعتبر من أقوى وأفضل الأندية فهو تأسس منذ أوائل الخمسينيات واغلق في عام 1964 ولم يشارك في الدوري بل فاز بعدة كؤوس وكان خير سفير للرياضة في تلك الفترة، فقد زار لبنان وسوريا ودول الخليج وكان لديه مجموعة مميّزة من اللاعبين المحترفين والقادمين من عدة دول، ويدعمه الشيخ عبدالعزيز بن أحمد آل ثاني، وكنا نشاهد الافلام السينمائية كذلك في بيت الشيخ فالح آل ثاني أو بيت عبدالله خليفة المطاوعة الذي كان يحضر الأفلام من بيت الحاكم فكان أهل الفريج يحضرون ويستمتعون بمشاهدة الأفلام، فكانت هذه الوسيلة الوحيدة للترفيه في تلك الفترة. مجلس الشرق سيتابع الجزء الثاني من لقاء الأستاذ عبدالعزيز بن عبدالرحمن الملا الأسبوع المقبل.

4604

| 23 فبراير 2023

محليات alsharq
د. سلطان الخالدي: هذه قصتي من مدرسة الوكرة للملحقية الثقافية بالقاهرة

نواصل في مجلس الشرق (الجزء الثاني) من لقاء الدكتور سلطان بن محمد آل مذكور الخالدي الملحق الثقافي والعسكري بالقاهرة والذي يروي من خلاله مشواره مع الرياضة لاعباً وحكماً وإدارياً والعمل مع بعثة الحج القطرية، ورحلته مع مهنة التدريس والإدارة، ثم تعيينه ملحقا ثقافيا وبعده ملحق عسكري بالقاهرة والجهود الذي بذلها لخدمة طلبة قطر في القاهرة، وكيفية حصوله على درجة الماجستير والدكتوراه من جامعة عين شمس، وفي عام 2020 تقاعد عن العمل بعد رحلة طويلة من العطاء. من الذكريات أيام زمان في فترة الستينيات من القرن الماضي خلال شهر رمضان المبارك كانت الأمسيات الرمضانية جميلة وتتميز بكثرة النشاطات الرياضية، أذكر كان نادي الوحدة الرياضي بفريق الجفيري ينظم دورات في كرة الطائرة ونشارك نحن مجموعة من الشباب فيها وكانت المنافسة قوية ومثيرة، كما كنا نشارك مع نادي الناشئين التابع لوزارة التربية والذي أصبح اسمه الأهلي في عام 1968 في مباريات كرة الطائرة والسلة واليد على ملاعب اللجنة الرياضية العليا في منطقة أم غويلينة وتشارك فيها معظم أندية قطر في تلك الفترة وكانت تحضرها جماهير من محبي الرياضة. أول اتحاد لكرة السلة أتذكر بعد تشكيل اللجنة الأولمبية القطرية في عام 1979 برئاسة الشيخ عبدالله بن خليفة آل ثاني تم تشكيل الاتحادات القطرية ومن ضمنهم اتحاد كرة السلة برئاسة سعادة أحمد بن غانم الرميحي وصقر المفتاح نائباً للرئيس وإبراهيم أسد الأنصاري أمين السر العام وسلطان محمد الخالدي أمين السر المساعد، ومحمد علي المهندي أمين الصندوق، وعضوية محمد رضا الخزاعي وعلي خميس الكواري، وعلي ناصر المسيفري. في البداية تم وضع اللوائح الخاصة بالاتحاد مثل اللائحة المالية ولائحة المسابقات ولائحة الحكام ولائحة المنتخبات، وقد تم الاطلاع على جميع اللوائح في الدول العربية والعالمية وتم وضع اللوائح التي تناسبنا في قطر، وقد بذلنا جهوداً مضنية من أجل إتمام تلك العملية، ونظمنا الدوري القطري لفرق الرجال والشباب والناشئين وركزنا اهتمامنا على البراعم، وشكلنا منتخبات الناشئين والشباب وقد تم الاستعانة وجلب المدربين المتخصصين وركزنا على المدربين من كوريا الجنوبية، وساهموا معنا في تطوير العمل بجميع الأندية والمنتخبات، ووجدنا الإقبال الكبير من قبل الشباب القطري، وتم إقامة المعسكرات التدريبية في كوريا ونجحنا في خطتنا، ثم بدأنا نشارك في الدورات الخليجية والعربية، وتم الاهتمام بمجال التحكيم والتدريب وقد شارك عدد من الشباب المعتزلين في هذه الدورات، وبدأنا بنشر اللعبة في قطر. عضوية الاتحاد الآسيوي في فترة رئاسة ناصر العلي لاتحاد السلة اختلفت الرؤية وقمنا بالتركيز على تواجد عضو من قطر في عضوية مجلس إدارة الاتحاد الآسيوي لكرة السلة، واتصلنا مع سكرتير الاتحاد الآسيوي لكرة السلة (مارتلينو) من الفلبين وفاتحناه في الموضوع بأن لنا رغبة في الترشح لمجلس الإدارة وبعض اللجان، فطلب منا تقديم طلبات الترشيح في الانتخابات القادمة في الفلبين، وبدأنا العمل والإعداد والتجهيز والتخطيط، ثم رشحنا أعضاء من قطر ونسقنا مع الاتحادات الآسيوية من أجل دعمنا وتحقيق الهدف، ونجحت مهمتنا وترشح أعضاء من قطر فحصل السيد ناصر العلي على منصب نائب رئيس الاتحاد الآسيوي، ومحمد رضا الخزاعي عضو لجنة المسابقات وسلطان الخالدي عضو لجنة الميني باسكيت وأصبح لنا ثقل كبير في الاتحاد، ثم بعد استلام سعادة الشيخ سعود بن علي آل ثاني رئاسة الاتحاد القطري رشح لمنصب الرئيس وتمت الموافقة عليه وأصبحنا نتسيّد آسيا في كرة السلة وأصبح لنا صوت مسموع وثقل كبير. بعثة الحج القطرية أذكر في عام 76/‏1977 طلب من والدي الأستاذ محمد بن عبدالله الأنصاري رئيس بعثة الحج في تلك الفترة أن أكون مديراً لمكتبه، انتقلت من وزارة التربية حيث كنت مدرساً في التربية الرياضية، لأصبح مديرا لمكتبه، واستمررت في العمل معه خمس سنوات، وكنت دائماً أسافر مع بعثة الحج إلى الديار المقدسة أثناء موسم الحج وكان العمل متعباً ومجهداً، وكنت أذهب قبل البعثة عن طريق البر بالسيارات، وذلك من أجل تجهيز كل أمور بعثة الحج القطرية وكان معنا عدة أطقم إدارية وطبية وأدوية وكانت عندنا عيادة نعالج جميع من يراجعنا، ولدينا سيارات إسعاف ويصل العدد إلى 150 شخصا وعدد السيارات حوالي 27 سيارة، وبذلنا قصارى جهدنا من أجل راحة الحجاج القطريين والمقيمين في قطر، وبعد تعيين محمد علي العلي المعاضيد رئيساً للبعثة طلب مني الاستمرار في العمل واستمررت خمس سنوات أخرى. مشواري بوزارة التربية وبعد حصولي على بكالوريوس تربية من جامعة قطر طلبت العودة لوزارة التربية وذلك بسبب الحوافز التشجيعية حوالي (40 %) كانت تصرف للمدرسين، وكان يومها الوزير عبدالعزيز بن تركي وطلبت تحويلي لمدرس بمدرسة مشيرب ودرّست هناك مواد العلوم الشرعية واللغة العربية والعلوم ولمدة أربع سنوات، ثم عينت بوظيفة وكيل بمدرسة حمزة الإعدادية، ثم انتقلت للمعهد الديني الثانوي بوظيفة وكيل مع المدير محمد جابر سلطان لمدة أربع سنوت، ثم عينت مديراً لمدرسة الوكرة الإعدادية لمدة سنتين ونصف، ثم صدر قرار تعييني مساعد ملحق ثقافي بالقاهرة. ملحق ثقافي وعسكري في عام 1994م طلبت وزارة التربية والتعليم عبر الإعلان تعيين مساعدين ملحقين ثقافيين في كل من بريطانيا والأردن والقاهرة والسعودية وأمريكا، وتقدم للعمل حوالي 200 مرشح من الوزارة وخارجها، وطلبت اللجنة المكلفة من الوزارة أن تكون الأولوية للموظفين العاملين بالوزارة ويقتصر التعيين على موظفي الوزارة فقط، وتم تقليص العدد إلى (120) مرشحا، ثم تم تقليص العدد إلى (8) مرشحين فقط، وبعد اجتماع اللجنة تقرر تقليص العدد إلى (5) مرشحين للتعيين في مصر والأردن وبريطانيا وأمريكا والسعودية، وكنت أنا منهم، واتصل بي سعادة الوزير عبدالعزيز بن تركي وقال رشحت لتكون أنت مساعد ملحق ثقافي في مصر وقلت له أنا تحت أمركم، وإن شاء الله أكون عند حسن الظن، وصدر القرار بتاريخ 17/‏10/‏1994م، وذهبت لمصر لتسلم مهام عملي وبعد سنة ونصف نقل الملحق العسكري سلطان العوجان إلى بريطانيا، وظل مركزه شاغراً، وفي عام 1995 صدر قرار بعد اتفاق بين وزارة التربية والتعليم مع وزارة الدفاع على أن أستلم مهمة الإشراف على المكتب العسكري بالإضافة إلى عملي كملحق ثقافي حيث تم تعييني في 2001م واستمررت في أداء عملي حتى عام 2020م.أذكر في 3/‏8/‏2008 صدر قرار بإلغاء الملحقين الثقافيين في الخارج ومن ضمنهم مكتب القاهرة، ولكن كنت أقوم بمهمة الملحق العسكري، وبعد اتفاق بين معالي الشيخ عبدالله بن ناصر آل ثاني وزير الداخلية وسعادة شيخة المحمود وزيرة التربية والتعليم تم تعييني للإشراف على مكتب الملحق العسكري والموظفين العاملين فيه، وبعد إلغاء المكتب الثقافي كانت هناك مشكلة بالنسبة للطلبة المبتعثين ويدرسون على حساب الوزارة وبعضهم على حسابهم الخاص فقررت حل هذه المشكلة التي يعاني منها الطلبة القطريون، وقابلت معالي وزير الداخلية وشرحت له وضع الطلبة فقال لي بالحرف الواحد أي مواطن قطري يأتيك لطلب مساعدة أو مبتعث سواء من وزارة التربية أو يدرس على حسابه فسهلوا مهماتهم وإجراءاتهم وساعدوهم، وقمنا بمهمتنا على أكمل وجه سواء في المكتب العسكري أو الثقافي. الماجستير والدكتوراه في الحقيقة في عام 1996 عندما كنت مساعد ملحق ثقافي كلفوني بمهمة حضور مناقشة الطلبة القطريين للحصول على درجة الماجستير ودرجة الدكتوراه، ووجدت أن أغلب المتقدمين من الطلبة الذين كنت أدرسهم سابقاً، فطرأت فكرة تقديم الماجستير وظلت تشغل تفكيري وكان طموحي منذ الحصول على البكالوريوس هو الحصول على مؤهل علمي عالٍ، وخاطبت وزير التربية سعادة عبدالعزيز بن تركي بطلب تكملة دراستي العليا، ووافق بشرط أن لا يتعارض مع أداء عملي كمساعد ملحق ثقافي، وبدأت الإعداد لهذه المهمة بروح وهمة عالية وإصرار على تحقيق الهدف المنشود، وتقدمت إلى جامعة عين شمس بالقاهرة وطلبوا منى الحصول دبلوم الإدارة المدرسية وكذلك دبلوم في التربية، وبعد الانتهاء من ذلك سجلت في جامعة عين شمس وكان عنوان رسالة الماجستير (أصول تربية إدارة تربوية وتطوير السلوك التربوي لمدراء المدارس الثانوية في قطر) وتم مناقشتها في شهر أغسطس من عام 2001 وجلست مع مشرف الرسالة الذي اقترح عليَّ أن تكون رسالة الدكتوراه التخصص في مجال مدراء المدارس وكان عنوانها (تطوير السلوك الإداري لدى مدراء المدارس الثانوية العامة في قطر باستخدام أسلوب إدارة الأزمات) وبدأت تجميع البيانات وعمل الاستبيانات والإحصائيات والأبحاث الخاصة بالموضوع وقد أخذ مني وقتا طويلا حيث جلست مع عدد من المدراء وكذلك زرت عدة جامعات منها جامعة الشارقة وجامعة قطر، وبعد الانتهاء من موضوع الرسالة تقدمت لمناقشتها وكان ذلك في شهر أغسطس من عام 2005 وحصلت على شهادة الدكتوراه. استثناءات للطلبة للقبول بالجامعات خلال فترة عملي كملحق ثقافي وعسكري في مصر فقد كوّنت علاقات قوية مع كبار المسؤولين في وزارة الدفاع والمسؤولين عن التعليم وفي بعض الجامعات والمعاهد والإدارات الأخرى، وكنت أخاطب الشؤون العربية التابعة لرئاسة الجمهورية بمصر بطلب استثناءات للطلبة التي معدلاتهم لا تسمح لهم بالقبول في الجامعات، ووجدت منهم كل ترحيب وتعاون، وتسهيل الأمور، وتمكنت من خلال هذه العلاقات من عمل عدة تسهيلات لبعض الطلبة القطريين وساهمت في الحصول على استثناءات لبعض الطلبة الجامعيين، وهذا من فضل ربي، وأفتخر أنني عملت من أجل خدمة بلادي الغالية قطر بكل تفانٍ وإخلاص، وتسهيل مهمة طلبة قطر في مصر. اللجنة الأولمبية دعمت نادي الطلبة من الأمور التي لا تنسى أبداً هي مساهمة اللجنة الأولمبية القطرية بدعم نادي طلبة قطر في القاهرة بالأجهزة والمعدات الرياضية والدعم المالي حوالي (خمسة ملايين ريال) حيث اجتمعت مع سعادة الشيخ سعود بن عبدالرحمن آل ثاني أمين عام اللجنة الأولمبية سابقاً وسهل لنا أمور النادي، وتم الموافقة على تابعية النادي للجنة الأولمبية، وهذه من الأمور التي اسعدتني. سعادة لا توصف بالفوز بتنظيم المونديال شعرت بسعادة غامرة عندما أسند تنظيم مونديال 2022م إلى دولة قطر الصغيرة في مساحتها والكبيرة بأفعال رجالها وذلك بعد منافسة قوية مع دول كبيرة وعظمى ولكن إرادة الشباب كانت قوية ومحتويات ملف قطر كانت كافية بإعلان المصوتين لترجيح كفة قطر، وقد عملت الدولة بكافة أجهزتها ليكون هذا المونديال فريداً من نوعه، وقد بذلت قطر جهوداً مضنية من أجل تحقيق الهدف المنشود، وقبل انطلاق المونديال بسنة أكملت قطر كافة الملاعب المخصصة للمونديال، وكذلك كافة المشاريع والبنية التحتية وشبكة طرق كبيرة من الجسور والأنفاق ووسائل النقل من المترو (الريل)، ولا ننسى أن هذه الطرق تقرب المسافة بين الملاعب التي تمتاز بها قطر فيمكنك مشاهدة مباراتين أو أكثر في اليوم الواحد. كأس العرب كما أن استضافة كأس العرب 2021 الذي كان نسخة استثنائية أبهرت العالم ووضعت الاهتمام بأولوية اللغة العربية وقد وافق الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) على اعتماد اللغة العربية رسمياً ضمن اللغات المعتمدة، وهذا بسبب الدور الكبير الذي بذلته دولة قطر بأن تكون اللغة العربية معتمدة في أكبر حدث رياضي عالمي، كما أن الافتتاح على ملعب (البيت) بمدينة الخور المصمم على الطراز المحلي الذي يعبّر عن (بيت الشعر) والذي يعبر عن كرم الضيافة واستقبال العالم، أما الختام فكان على استاد لوسيل الذي يُعد من أكبر الاستادات العالمية ويتسع لحوالي (80000) متفرج، ولا ننسى استاد الجنوب بالوكرة الذي يعبر عن البيئة البحرية واستاد الثمامة الذي يعبر عن (القحفية) واستاد 974 برأس أبوعبود على البحر ويبلغ عدد الحاويات 974 حاوية وهو يعبر عن البحر وعن السفن، وجوهرة الصحراء في المدينة التعليمية، وملعب أحمد بن علي في نادي الريان كلها تحفة فنية رائعة، وقد أبهرت قطر العالم في التنظيم، وكان حديث العالم وحققنا نجاحاً كبيراً ويعتبر أفضل تنظيم في العالم، وأصبحت لنا مكانة عالمية كبيرة في الرياضة وكان كل شيء في المونديال غير مسبوقة. وفي ختام حوار الذكريات تقدم سلطان بن محمد آل مذكور الخالدي بالشكر قائلا: أشكركم وجريدة الشرق القطرية على هذا اللقاء.

3416

| 16 فبراير 2023

محليات alsharq
الدكتور سلطان الخالدي يخص "مجلس الشرق" بحكايات من الماضي الأصيل (1-2): صدمت لعدم اختياري للدراسة في الخارج رغم تفوقي.. فبكيت قهراً

والدي حرص على تعليمنا وكان يصطحبنا للمجالس.. والمجالس مدارس أغنية سميرة توفيق ضيعت عليَّ درجات امتحان الجغرافيا وزارة المعارف شجعتنا للتعليم بالرواتب وكسوة الشتاء والصيف المدرسون كانوا مخلصين.. وكانوا يدرسوننا بعد الدوام مجاناً ضيف مجلس الشرق الدكتور سلطان بن محمد آل مذكور الخالدي، أحد الرياضيين الذين لعبوا بمدرسة صلاح الدين الأيوبي الابتدائية، وكان حارس مرمى فريق الناشئين التابع لوزارة التربية الذي أصبح اسمه في عام 1968 نادي الأهلي القطري وشارك في دوري كرة القدم، وبرع عيال (المنصوري) سابقاً (الخالدي) حالياً في لعبة كرة القدم والسلة والطائرة واليد وكانوا يشكلون منتخبات قطر في تلك الفترة، كما كان عضواً بارزاً في اتحاد كرة السلة القطري والاتحاد الآسيوي، عمل في سلك التربية والتعليم كمدرس رياضة ثم تدرج في وظيفته حتى وصل لمنصب ملحق ثقافي بسفارة قطر بالقاهرة، كما عمل مع بعثة الحج القطرية.. د. الخالدي فتح قلبه لـ مجلس الشرق وسرد ذكرياته ومسيرته التي دامت أكثر من (29) عاماً وكان هذا اللقاء. قال: كانت ولادتي في فريج مشيرب عام 1951، وكانت الحياة في تلك الحقبة الجميلة بسيطة والناس يتعاونون مع بعضهم البعض وكانت الدوحة صغيرة، ولم يكن هناك ازدحام كنا نتنقل بين الفرجان سيراً على الأقدام، ثم انتقلنا إلى الجسرة وبعدها بفترة انتقلنا لمنطقة الدوحة الجديدة، كان والدي يشتغل في دائرة الأعتدة الميكانيكية، أتذكر كنا نذهب مع الوالد يوم الجمعة إلى السوق القديم وكذلك شبرة الخضرة والفواكه القديمة وكانت على البحر وسوق السمك واللحم لأن جميع الأسواق بجانب بعض ونشتري جميع مستلزمات البيت. وقال د. الخالدي، كنا في الفريج مع أقراننا شغوفين بكرة القدم وكانت الكرة من الشراب والقماش وكان يطلق عليها كرة الشراب، لم نكن نملك مبلغا لشراء الكرة، كان التحدي بيننا في الفريج كبيراً وكنا نشعر بسعادة غامرة، وعندما دخلنا المدارس كنا نشتري حذاء رياضة أبيض فيه خط أخضر يسمى (الكويتي) ومن الذكريات الجميلة أن الوالد كان يحرص دائماً على تعليمك ويصطحبك معه إلى المجالس لأن المجالس كانت مدارس، ويعلمك آداب المجالس كما يعلمك (السنع) وهو كيف تتعامل مع الناس خارج المنزل. التعليم بدأ في الخمسينيات أتذكر عندما دخلنا المدرسة كنا سعداء جدا ونقبل بشغف على التعليم حيث كانت فترة الخمسينيات هي بداية التعليم في قطر حيث تم فتح العديد من المدارس، وكانت الدولة ممثلة في وزارة المعارف تشجع على التعليم وتخصص الحوافز لإقبال الشباب عليه حيث منحتنا راتبا شهريا لكل الطلاب القطريين والوافدين، كما كانت تخصص لنا كسوة الشتاء والصيف من الملابس بالإضافة للأحذية، وتصرف لنا الكتب والأدوات المدرسية بالمجان وكذلك المواصلات عبر الباصات توصلنا إلى منازلنا، وكانت تصرف وجبة غذائية لكل الطلاب ولا ننسى تناول طعام الغداء في قسم التغذية بالقسم الداخلي. وكان المدرسون مخلصين في التدريس وفي بعض الأحيان يدرسوننا بالمجان بعد نهاية الدوام، كنا مشغولين طوال اليوم بالدراسة وكذلك النشاط المدرسي اليومي، وكنا نقبل على المشاركة في نشاط الكشافة ونقوم بالتنظيم في المدرسة كانت حياة مليئة بالنشاط والحيوية. التحقت بالتعليم في أوائل الستينيات أذكر في عام 1960، وبالتحديد دخلت مدرسة صلاح الدين الأيوبي القديمة، درسنا فيها ثلاث سنوات ثم أصبحت فيما بعد مدرسة خديجة الابتدائية للبنات، وانتقلنا إلى مدرسة صلاح الدين الأيوبي الجديدة مقابل مدرسة الصناعة سابقاً وهي مبنية على النماذج الجديدة وبها ملاعب كرة السلة والطائرة واليد وكرة القدم، وكان مدير المدرسة فضيلة الشيخ عبدالله بن إبراهيم الأنصاري، وما زالت الذاكرة تتذكر ضابط المدرسة أستاذ خيري من لبنان يعاقب الطلبة المتأخرين بضربة فلقه ويخاف منه الطلاب !!. أغنية ضَيَّعت درجاتي ومن الذكريات الجميلة أننا كنا مجموعة من الطلاب نتنافس بحماسة للحصول على أعلى الدرجات في الصف، أذكر منهم: طارق الشملان، خليل إبراهيم ومحمد الشعراوي وسعد المانع، ومن الطرائف أن سؤالا جاء في امتحان الجغرافيا يقول أين تقع مدينة (حلب)، وتذكرت أغنية سميرة توفيق عنوانها (من بيروت لحلب)، وكتبت بيروت وخصمت عليَّ درجات السؤال وضيعتنا معلومات سميرة توفيق. النشاطات المدرسية والكشافة كنت دائماً أحرص على المشاركة في النشاطات المدرسية وألعب كرة السلة واليد والطائرة، كما كنت دائماً أشارك في نشاط الكشافة، ونذهب خلال عطلة الأسبوع في رحلات مدرسية مع الكشافة ونشارك في المخيَّم الكشفي العام الذي تقيمه الجمعية القطرية للكشافة تحت إشراف وزارة التربية والتعليم وتشارك فيه جميع مدارس قطر في تلك الفترة، وعلمتني الكشافة الطبخ جيداً، فكنت في كل رحلة أتولى عملية الطبخ، كما علمتني الاعتماد على النفس والصبر والانضباط وأن أكون مستعداً في كل وقت، وقد شاركت في جميع المخيمات التي أقيمت في منطقة رأس أبوعبود، وهذه المعسكرات تعلمك الاعتماد على النفس والمشاركة بالعمل مع الشباب والحراسات الليلية والطبخ والنظافة حيث تقوم بتنظيف الخيام يوميا وكذلك الصبر والتعود على الاستيقاظ مبكرا وكذلك الانتماء والولاء للوطن من خلال تحية العلم صباح كل يوم وهذه تزرع فيك الحماس وحبك لبلدك، والصلاة جماعة وإبراز مهارتك الشخصية وشغل أوقات الفراغ بما يعود عليك بالنفع، وبالليل تقام حفلات السمر يشارك فيها الطلبة ومن خلالها برزت مواهب غنائية وممثلون قطريون ويحضرها الأهالي من مدينة الدوحة، كما سافرت إلى منطقة نينوى بالعراق في شهر أغسطس حيث أقيم المخيم العربي الكشفي. ومن شغفي بالكشافة دخلت دورات تدريبية عديدة وأنا طالب في دار المعلمين من أجل التأهل والإعداد للحصول على الشارة الخشبية، وقد اجتزت الاختبارات بنجاح وحصلت على الشارة الخشبية. ومن طرائف الكشافة كنا في رحلة داخلية إلى مدينة فويرط، وكان معنا الأستاذ عبدالرحمن المولوي مدير المدرسة، وفي حفل السمر الليلي طلب منا الغناء فقلت أنا أحفظ أغنية سورية (يابوردين) كانت قد عرضت في مسلسل (غوار)، وغنيت الأغنية وشاركتني المجموعة وكنا سعداء بالرحلة. طلبوني للمشاركة في مسرحية.. ولكن !! أيضاً من الأنشطة التي شاركت فيها وذلك عندما كنت طالباً في دار المعلمين في بداية السبعينيات من القرن الماضي طلب مني الأستاذ محمد عبدالله الأنصاري وكان يومها يشغل منصب مدير دار المعلمين المشاركة في تمثيل دور الأجنبي في مسرحية (حلاة الثوب رقعته منه وفيه) وجلست أتدرب لمدة أسبوع على الدور وتقمصت الشخصية، ولكن كان معنا طالب اسمه هارون علي جاسم الجسيمان ويشبه في هيئته وشكله (الأجانب) أقصد الأوروبيين فوقع الاختيار عليه، وأعطوه الدور ونجح، وأنا لم أشارك وانسحبت من المسرحية، ولكن كنت على أهبة الاستعداد، وتعلمت شيئاً من فنون التمثيل، أذكر كان من أبطال المسرحية المدرس عاهد الشنطي ومحمد نوح، وسيار دهام الكواري، محمد سلطان الكواري، علي حسن، هارون علي جاسم وحسن حسين، وعرضت المسرحية على مسرح دار المعلمين لمدة يومين في عام 1971م وحققت نجاحاً كبيراً، وكان مؤلف ومخرج المسرحية اللبناني عبداللطيف سمهون. عائلة رياضية كنا عائلة رياضية نمارس كل الألعاب الرياضية في تلك الحقبة ونلعب في مدرسة صلاح الدين الأيوبي ثم شاركنا مع فريق الناشئين التابع لوزارة المعارف الذي تحوّل لنادي الأهلي في عام 1968، كنا نلعب مع مدرسة صلاح الدين الأيوبي في كرة السلة والطائرة واليد فقد كان أخي الكبير علي يلعب كرة الطائرة، وناصر كان يلعب كرة الطائرة والسلة، وأنا كنت ألعب كرة سلة وطائرة وقدم، ومسعود يلعب كرة اليد، وإبراهيم (رحمه الله) كان يلعب سلة وكرة الطائرة، بالإضافة إلى كرة القدم حيث لعبنا مع فريق الناشئين تحت إشراف الأستاذ عمر الخطيب (رحمه الله). تأسيس فريق الناشئين الذي تحول لنادي الأهلي كانت فكرة تأسيس فريق الناشئين تراود المربي الفاضل الأستاذ عمر الخطيب المدرس بمدرسة صلاح الدين الأيوبي، فتحدث في الموضوع مع الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني وزير المعارف واقترح عليه تكوين فريق من الناشئين الموهوبين في المدارس ثم توزيعهم على الأندية وهذه كانت البداية فوافق على الفور، وفي عام 1964 تم تغيير الفكرة بعد أن رأى أن مستوى الناشئين ومهاراتهم وطريقة لعبهم وتجانسهم تحتاج إلى استمرارهم بفريق واحد بدلا من التشتت بين الأندية، فقام بتكوين مركز للناشئين بمدرسة صلاح الدين الأيوبي واستقطب العديد من الشباب وكان الإقبال كبيراً في كرة القدم، وكذلك الألعاب الأخرى وتم طلب إضاءة لملاعب كرة السلة والطائرة واليد وتم إضاءة الملاعب وكنا نتدرب بالليل على ملاعب مدرسة صلاح الدين الأيوبي، وكنا سعداء بذلك، أما فريق كرة القدم فيتدرب بعد صلاة العصر على الملعب الرملي بالمدرسة، وأذكر عندما شاهد مهارات المواهب الشبابية قرر تكوين فريق لكرة القدم والمشاركة بهم في الدوري القطري بالدرجة الثانية في منتصف الستينيات، ويتكون الفريق من اللاعبين التالية أسماؤهم وهم: محمد غانم الرميحي، ومحمد الصديقي، عبدالله الصديقي، عبدالله البلم، أحمد قمبر، شاهين الكبيسي، صالح المسلماني، عبدالله أحمد حسن، علي حسن (زيران)، عزت محمد رشيد، عبدالرحمن مراد، عقيل مال الله، سبعان مسمار، سبيل سالم وكذلك سيف بوهندي (حارس) وأنا سلطان كنت الحارس الثاني معه. أما قصة تغيير الاسم للنادي الأهلي ففي عام 1968 اجتمعنا واقترحنا تغيير الاسم ليصبح النادي الأهلي، وشاركنا في الدوري القطري ونافسنا الفرق الكبيرة، وأصبح لنا مقر خاص عبارة عن بيت تم تأجيره وتأثيثه من قبل وزارة المعارف وكان قريبا من مدرسة صلاح الدين وذلك لسهولة الوصول للملعب للتدريب على ملعب المدرسة، وخصصت الوزارة لنا باص لنقلنا للتمارين والمباريات، كما كانت تصرف لنا وجبات يومية. ملاعب اللجنة الرياضية في أم غويلينة أذكر أننا كنا نلعب على ملاعب اللجنة الرياضية العليا في منطقة أم غويلينة فريج إسحاق مباريات دوري كرة الطائرة والسلة واليد وتنس الطاولة وأذكر كان يلعب معنا حسن إبراهيم الملا الجفيري وهو مميّز في كرة الطاولة ولاعب لبناني اسمه جورج، وكنا ننافس على ألقاب البطولات مع الأندية الأخرى. بعد دمج نادي النجاح مع الأهلي تحت مسمى (الأهلي) في عام 1972م، كانت لنا كفريق لكرة السلة طلبات معقولة قدمناها للنادي الأهلي ولم يستجب لطلباتنا، فقررنا الانتقال لنادي السد بناء على طلب من عبدالله بن حمد العطية ولعبت كرة السلة وكان معي في الفريق عبدالعزيز التميمي، وخالد الكواري، عبدالله الرميحي، ومبارك الكواري، ولعب معنا في تلك الفترة الكابتن محمد وفا حارس المرمى ويوسف السوداني لاعب كرة القدم، وكانت اللوائح في تلك الفترة تسمح للاعب أن يلعب أكثر من لعبة. اغتنام الفرصة في المرحلة الإعدادية انتقلت للدراسة في مدرسة قطر الإعدادية القريبة من مستشفى الولادة السابق (حمده)، وعندما شاهدني مدرس الرياضة الأستاذ محمد علي متفوقاً في الرياضة وضعني مسؤولا عن النشاط الرياضي، وأعطاني فرصة لا تعوّض وهي قائد طابور الصباح يومياً واغتنمت الفرصة واستفدت منها من ناحية زرع الثقة بالنفس وتبوء مركز القيادة الطلابية وبناء الشخصية في تلك المرحلة الهامة من عمر الشباب. درَّست في الخليج ومشيرب بعد التخرج في دار المعلمين عام 73/‏1974 تم تعييني في وزارة التربية والتعليم في وظيفة مدرس تربية رياضية في مدرسة الخليج العربي وهناك كوَّنت فريقا لكرة السلة بالمدرسة، ثم نقلوني للتدريس في مدرسة مشيرب وكان مديرها الأستاذ سعد الكبيسي. المنتخبات المدرسية والوطنية والعسكرية خلال مشواري مع كرة السلة شاركت مع المنتخبات الوطنية والمدرسية والعسكرية خلال فترة سبعينيات القرن الماضي حيث شاركت مع المنتخب العسكري في بطولة السلة بالسنغال وفي سوريا، كما شاركت في البطولة المدرسية العربية، وفي البطولة العربية للمنتخبات ومهرجان الشباب العربي بالجزائر عام 1975، كنت ألعب في مركز صانع ألعاب، وأذكر كان جيلي من اللاعبين الذين شاركت معهم: عبدالعزيز التميمي، وفيصل الخزاعي، ومحمد رضا الخزاعي، ومحمود كنار، وسلمان كنار، أحمد صالح وعبدالرحمن الغانم أحد نجوم السلة في قطر وشارك معنا في مهرجان الجزائر.. أمي خففت الصدمة عندما تخرجنا من دار المعلمين تم ابتعاث أربعة طلاب من دفعتي للدراسة في الخارج أذكر منهم غانم السليطي الذي سافر لدراسة المسرح بالكويت، وعبدالله دسمال الكواري كذلك ذهب للكويت، كما تم ابتعاث عبدالإله المير لمعهد التربية البدنية في القاهرة، وعندما رجعت إلى البيت بكيت متأثراً من القهر أمام والدتي لأنهم لم يرسلوني للدراسة في الخارج وكنت من المتفوقين وقد خفف عني حنان الأم من ألم الصدمة، وجلست أفكر كيف أسافر للدراسة للخارج، فقررت دراسة الثانوية من جديد ونجحت في الصف الأول والثاني، وبعدها صدر قرار من سمو الأمير باستثناء طلبة دار المعلمين لتكملة دبلوم التربية في جامعة قطر التحقت بها حتى أنهيت دراستي الجامعية بالحصول على بكالوريوس تربية. ندعوكم لمتابعة الجزء الثاني من الحوار في الأسبوع القادم..

3972

| 09 فبراير 2023

محليات alsharq
المهندس شافي النعيمي لمجلس الشرق: ساعة رولكس جائزتي في مسابقة قرآنية

نتابع في الجزء الثاني من حوار ضيف مجلس الشرق المهندس شافي بن حسن الفرحان النعيمي، الذي يتحدث عن مشواره مع التعليم، وكيف انجذب لدراسة الهندسة المعمارية في جامعة عين شمس بالقاهرة، وكان شاهدا على نكسة عام 1967م وتنحي الرئيس جمال عبدالناصر، وكذلك شارك في جنازة عبدالناصر، كما تحدث عن قلعة زكريت التي بناها ارحمه الجلاهمة، وبعد تخرجه عُين مهندسا معماريا في إدارة الخدمات الهندسية وظل يتنقل من منصب إلى آخر حيث عُين نائب مدير المساكن الشعبية، بعد دمج وزارة الأشغال مع وزارة البلدية انتقل إلى وظيفة نائب مدير بلدية أم صلال حتى تقاعد عن العمل 2003. أذكر أن البناء صالح بوقحوص الحميدي، هو الذي كان يقوم بمهنة بناء البيوت والمساجد وكل ما يتعلّق بعمل البناء في قرية زكريت، وكان رجلاً بسيطاً ولم يتعلم أصول المهنة بل كان موهوبا حرفياً في أعمال البناء فهو إلى جانب إتقان عمله في البناء، كان حرفيّا في نقش وزخرفة جبس المسجد وكان يحفر عيون الماء، وقد شاهدته بنفسي عندما كان والدي يرسلني له لتقديم طعام الغداء له يومياً، فكنت أجلس بالساعات لمشاهدة طريقة عمل الزخرفة على الجبس بمحراب المسجد ويستعمل السكين وكان مبدعاً وفناناً وحرفياً في هذه المهنة، وقد شدني ذلك العمل وقررت بعد نجاحي في المرحلة الثانوية دخول الجامعة واخترت تخصص الهندسة المعمارية في جامعة عين شمس. من الذكريات الجميلة في حقبة ستينيات القرن الماضي، هو إهدائي ساعة ماركة رولكس بمناسبة فوزي بمسابقة القرآن الكريم، وكان يقام احتفال سنوي كبير بهذه المناسبة في قاعة الاحتفالات بقسم التغذية يكرّم فيه المتسابقون في حفظ القرآن الكريم بحضور وزير معارف قطر الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني، وقد كنت سعيداً بحصولي على هذه الهدية القيّمة في تلك الفترة. دار الكتب وبما أن مقر إقامتي الدائم كان في القسم الداخلي فقد كنت دائم الحرص على زيارة دار الكتب القطرية لأنها قريبة ومقابل القسم الداخلي، وكان لديَّ شغف قراءة الجرائد والمجلات والكتب، وكان الترحيب بنا كبيراً من قبل المسؤولين عن الدار في تلك الفترة، وكان يوجد بها أمهات الكتب التي يحتاجها القارئ، وبصراحة كانت دار الكتب القطرية منارة إشعاع ثقافي في قطر ويوجد بها جميع الإصدارات في تلك الفترة، وأتمنى استمرار مبناها الفريد من نوعه، وأن يرمم ويبقى شاهدً على نهضة قطر الثقافية، وألا يطاله معول هدم المباني التاريخية والتي تشهد على نهضة قطر وأن تكون إرثاً للأجيال القادمة. والدي والشعر يعتبر والدي من الشعراء المميزين والمعدودين في قطر ولديه ملكة حفظ عجيبة للشعر، ولديه علاقة مع الشاعر لحدان بن صباح الكبيسي، واشتغل والدي في آبار البترول في شركة أرامكو بالسعودية وكان يقول لنا كنت مضطراً ليكتب لنا (الفورمن) رئيسهم في العمل رسالة لأهلنا، ومن كثرة مطالبنا كان يتذمر علينا ويحاول إذلالنا، وبعد هذا الموقف غيرنا إستراتيجيتنا وكنا ننزل مدينة الخبر ليكتب لنا أحد المشهورين من الكتبة، وبعد ذلك قرر والدي أن يتعلم الكتابة والقراءة بنفسه ونجح في ذلك، وبدأ بكتابة شعره لأنه عندما تقدم عمر الوالد في السن، كان ينسى الشعر وكانت لديه ملكة الحفظ، لكن تمكنا في النهاية من إصدار ديوان شعر له بعنوان (ديوان بن فرحان) (1924 – 1970) تم طبعه للمرة الأولى في عام 1980 وهو أول ديوان تطبعه إدارة الثقافة، وقام بتقديمه الشاعر البحريني علي عبدالله خليفة عندما كان يعمل في إدارة الثقافة والفنون بوزارة الإعلام، وقام بتحقيقه الشاعر حمد بن محسن النعيمي، ولم يتم إجازة بعض القصائد من قبل المسؤولين بالإعلام في تلك الفترة، وفي عام 2008 فكرنا في إعادة طباعته للمرة الثانية وإضافة بعض القصائد التي لم تكن في الديوان الأول. تأثرت برسالة والدي عن عبدالناصر !! عندما كنت أدرس في الجامعة في مصر ورحيل الزعيم جمال عبدالناصر في 28 سبتمبر عام 1970، وصلتني آخر رسالة من الوالد الذي كان في تلك الفترة مرافقاً لشقيقتي المريضة في لبنان، ويشرح فيها كيف كانت ساحة البرج وساحة الشهداء في وسط بيروت تعج بالجماهير التي خرجت تعبّر عن حزنها الشديد على رحيل الرئيس جمال عبدالناصر، وكان يصفها بدقة متناهية ويعيّشك وكأنك في قلب الحدث، كما قال لي في آخر الرسالة لقد استخرت الله وقررت إجراء عملية الديسك في مستشفى البربير ببيروت. وفاة والدي ببيروت أذكر كان والدي حسن الفرحان مرافقاً لعلاج شقيقتي في بيروت، وهناك عاودته آلام الديسك وقرر إجراء عملية جراحية، فتوكل على الله بعد استشارة إخوانه عمي سويد وولده راشد وأخي حمد الفرحان، وقد انتقل إلى جوار ربه أثناء إجراء عملية الجراحة في مستشفى البربير في نوفمبر عام 1970، فقرر الأهل دفنه في بيروت في مقبرة الشهداء، لأن أهله كانوا متواجدين معه خلال رحلة علاج ابنته، وقد تأثرنا كثيراً بفقدانه لأنه كان عميد الأسرة ومحباً للجميع وبذل مجهوداً كبيراً وضحى من أجل تربيتنا وتعليمنا جميعاً، وقد تعلّمت منه الكثير، رحمه الله رحمة واسعة. جامعة عين شمس بعد تخرجي من الثانوية العامة، قررت دراسة الهندسة المعمارية في جامعة عين شمس والتحقت بالجامعة عام 1965، وأقبلت بشغف على دراسة الهندسة المعمارية، وسبب دخولي الهندسة كما ذكرت سابقاً أستاذ البناء بوقحوص، وكذلك كنت شغوفا بقراءة كل ما يتعلق بالمباني الهندسية وخاصة أعجبت بتصميم مبنى مطار الظهران الدولي في تلك الفترة، واجهتني صعوبات كبيرة في البداية ولكنني تمكنت من تجاوزها بفضل من الله ثم جدي واجتهادي، وتغلبت عليها بفضل من الله، وقد كانت حقبة الستينيات من القرن الماضي رائعة جداً بكل جوانبها، وقد كان للوافد العربي تقدير واحترام ويعامل مثل معاملة المصريين، وكان هناك ترحيب خاص بنا من قبل الطلبة المصريين، لدرجة أنهم يقومون بدعوتنا لمنازلهم للتعرّف علينا، وكانت مصر في أوج ازدهارها وتقدمها وكانت قلب العروبة النابض. نكسة 67 عندما جلست أقرأ الجريدة الصباحية كالعادة أحسست بانقباض في نفسي وبأن هناك حدثا ما، لأنني وجدت (مانشيت) جريدة الأهرام باللون الأسود، ودائماً كان العنوان الرئيسي باللون الأحمر ولفت انتباهي خبر يتعلق بإلقاء الرئيس عبدالناصر كلمة للشعب، واستمعت للكلمة حيث وجَّه الرئيس جمال عبدالناصر كلمة للشعب المصري أعلن فيها تنحيه عن منصب الرئيس، وكلف زكريا محي الدين بالقيام بمهام الرئيس، لا شعورياً قمنا بتغيير ملابسنا للخروج لنرى ماذا يحدث وكان معي زميلي خليفة دعلوج الكبيسي (رحمه الله)، وسبقنا محمد بن سالم الكواري، وكانت المفاجأة ظهرت حشود كبيرة من الجماهير متوجهة إلى بيت عبدالناصر تعبّر عن رفضها لتنحي الرئيس، وقد أغلقوا جميع الشوارع، ولم نعرف أين نذهب وكنا متأثرين مثلهم لأننا كنا نحب جمال عبدالناصر، وفي الطريق وجدت صديق دراسة مسيحيا مصريا اسمه عصمت شكري وهو يجهش بالبكاء وقال لي لماذا كل الناس تحب عبدالناصر وأنا ما أحبه، أعتقد أنني أنا الغلطان. أمواج بشرية في جنازة عبدالناصر وكذلك كنت شاهداً على وفاة الرئيس جمال عبدالناصر وكنت يومها طالبا جامعياً أدرس في جامعة عين شمس بمصر، وشاهدت في جنازة الرئيس أمواجا كبيرة من البشر في شوارع القاهرة التي غصت بالجماهير وهي متأثرة وحزينة برحيل القائد جمال عبدالناصر الذي دفن بمسجد جمال عبدالناصر في كوبري القبة، كما تابعت موكب الجنازة عبر التلفزيون في شقة الزميل راشد المناعي الذي أجر تلفزيونا لمشاهدة الجنازة المأهولة. أول تعيين لي 1977 أذكر أنني تأخرت كثيراً في الدراسة لأسباب خاصة، وعندما أنهيت دراستي تم تعييني في إدارة الخدمات الهندسية في شهر فبراير من عام 1977 بوزارة الأشغال، وهي تنقسم إلى ثلاثة أقسام منها قسم الطرق برئاسة المهندس راشد المناعي وقسم المباني الحكومية برئاسة خالد الخاطر وقسم المساكن الشعبية برئاسة المهندس صدقي خضر، وتم تعييني بوظيفة مهندس في قسم المباني الحكومية، وتم إيفادي في بعثة دراسية إلى بريطانيا لدراسة دورة في اللغة الإنجليزية تخص الأمور الهندسية لمدة سنة، ثم عدت للدوحة بعد نهاية الدورة أشرفت على مباني صالة الوصول بمطار الدوحة الدولي، كما أشرفت على جميع المباني المدرسية في قطر، في عام 1980 صدر قرار بنقلي إلى قسم المساكن الشعبية بوظيفة مساعد رئيس قسم ثم عينت رئيس قسم، واشتغلت مع مجموعة من الموظفين والمهندسين القطريين والعرب وما زالت علاقتي بهم مستمرة، وكانوا نِعم الرجال وقمنا بزيارات متنوعة للمساكن الشعبية في جميع أنحاء قطر، كما قمنا بصيانة العديد من البيوت الشعبية في قطر. بلدية أم صلال انتقلت للعمل مساعد مدير لبلدية أم صلال وذلك في مدينة أم صلال علي، وعملت هناك مع مجموعة تعمل بجد ونشاط حتى 30 مارس عام 1999، وبعد ذلك طلبوني للعمل في البلدية، ثم تقاعدت في عام 2003م عندما صدر قانون التقاعد. أخي الأديب حمد الفرحان كان رفيق عمري أخي حمد بن حسن الفرحان النعيمي (رحمه الله) يحب الثقافة والأدب والشعر، أنهى دراسته الثانوية ثم اتجه للدراسة في جامعة بيروت العربية، لكنه لم يستمر في مواصلة الدراسة لأسباب خاصة، وعاد للدوحة وعمل في إدارة الجمارك لفترة طويلة، لكنه في الأخير تعيَّن في المكان المناسب الذي يحبه في إدارة الثقافة والفنون وعيّن رئيساً في قسم التوثيق ووجد ضالته التي كان يبحث عنها حيث كان يحب الأدب والثقافة والشعر، وكان له دور كبير في توثيق وتحقيق دواوين الشعراء القطريين وبعض كتب التراث، وألف كتابين هما كتاب حول المكتبات في قطر طبع في حياته، وكتاب دراسة في الشعر النبطي وطبعناه على نفقتنا الخاصة عام 2008 بعد مماته. قلعة زكريت كانت بيت الجلاهمة وتحدث عن قلعة زكريت قائلاً: في زكريت كانت توجد قلعة وتقع في شمالها خلف بيتنا وما زالت آثارها قائمة، وقد شيدت قلعة زكريت في العقد الأول من القرن الثامن عشر ميلادي تقريبا الشيخ ارحمه بن جابر الجلاهمة، حيث لا تزال حدود أطلال هذه القلعة واضحة حتى الآن، وكان يقيم في هذه القلعة ومن معه. وقد تحدثت مع عدد من أهل زكريت من بينهم سعد بن سعد الكشاشي المهندي، وعلي بونوره الحميدي وعبدالكريم الحميدي، وقد أكدوا لي أن هذه القلعة بناها الجلاهمة، وذلك عندما انشق عن أبناء عمومته الخليفة بسبب خلافات شخصية، وسكن فيها حتى وفاته في إحدى المعارك الشرسة، وقد تم تشييد قلعة زكريت وذلك في العقد الأول من القرن الثامن عشر ميلادي تقريبا حيث لا تزال حدود أطلال هذه القلعة واضحة حتى الآن. وأذكر حضرت مناقشة في مسرح قطر الوطني وكانت المتحدثة من أعضاء البعثة الفرنسية للتنقيب عن الآثار، وأكدت لي أن هذه القلعة بنيت في فترة معاصرة لبناء قلعة الزبارة، ولكن حتى الآن لم يتأكدوا أن هذه القلعة بناها ارحمه بن جابر، بل يقولون قلعة أثرية مع أن مصادر كثيرة تؤكد أن هذه القلعة بناها الشيخ ارحمه بن جابر الجلاهمة.

3225

| 02 فبراير 2023

محليات alsharq
المهندس شافي النعيمي: هذه حكايتي مع بوقحوص

ضيف مجلس الشرق اليوم، هو المهندس شافي بن حسن الفرحان النعيمي أحد الرجال القطريين الذين كافحوا من أجل التحصيل العلمي والحصول على أعلى المؤهلات العلمية، اختار مجال الهندسة المعمارية وتخصص فيها وواصل دراسته في جامعة عين شمس بجمهورية مصر العربية، وعن سبب اختياره مجال الهندسة أوضح أن أستاذ البناء بوقحوص هو الذي ساهم في حبه للهندسة عندما كان صغيرا وكان يذهب لمشاهدته في بناء مسجد زكريت وطريقة نقشه للجص بطريقة حرفية، الشرق زارت المهندس شافي النعيمي في مجلسه العامر في منطقة الدفنة لسبر أغوار سيرته وتجربته، وغصنا في أعماق ذاكرته ليروي لنا جانبا من الفترة الانتقالية التي فصلت بين جيلين والتحولات التي خاضها المجتمع القطري من البساطة ومحدودية الموارد إلى الحداثة والتنمية والتطور والانفتاح على العالم. كانت ولادتي في مدينة الظهران بالسعودية عام 1948م، حيث رحل والدي من قطر إلى السعودية مع مجموعة من القطريين بحثا عن طلب الرزق بعد كساد مهنة الغوص والعمل حيث اشتغل في شركة أرامكو في السعودية وهي شركة نفط أمريكية سعودية، وعند عودة والدي إلى قطر عام 1948، عمل في شركة نفط قطر، وأول عمل قام به هو مد أنابيب المياه من الجميلية إلى دخان، يقول الوالد بدأ العمل في أول رمضان وانتهى في 30 رمضان وكان في شهر يوليو في عز الصيف، ويضيف والدي قائلاً: كان المسؤول الإنجليزي يتعاطف معنا في شهر رمضان فهو لا يشرب الماء أمامنا، ويرش علينا الماء ونحن نشتغل لتخفيف وطأة حرارة الصيف اللاهبة، وحسب رواية والدتي أنني ولدت في تلك الفترة في الظهران، ثم عدنا لقطر. الجميلية وزغين.. ثم زكريت عند عودتنا من السعودية واستقرارنا في قطر سكنا في البداية في مدينة الجميلية التي تشتهر بوجود آبار المياه الارتوازية، ثم انتقلنا إلى زغين وكذلك المناطق القريبة من عمل والدي بالشركة، وفي عام 1956 عندما قرر بناء بيوت في قرية (زكريت) وكانت عبارة عن مبنى سكني من العرشان والشولان وبعض الأخشاب، وتقرر سكن العمال والموظفين في زكريت وتوفير لهم سيارات ثم باصات تنقلهم للعمل في دخان يومياً، وقرية زكريت قريبة من مدينة دخان. القبائل في زكريت كان أهل زكريت متعاونين ومتحابين، وكانت الحياة بسيطة ولكنها حلوة بتكاتف أهلها، كانت تلك القرية الوادعة الهادئة التي تقع على سواحل قطر الغربية تجمع أغلب قبائل قطر الذين تجمعهم المحبة والألفة، وكانوا يشتغلون في منطقة دخان حيث بداية ظهور النفط واستخراجه خاصة بعد كساد تجارة اللؤلؤ الطبيعي وظهور اللؤلؤ الصناعي. سيرة بني هلال قبل المدرسة! وأذكر في 1956 أثناء فترة العدوان الثلاثي على مصر كان والدي يحضر لنا مجلات المصور وآخر ساعة المصرية ونقرأ فيها أخبار العدوان الثلاثي على مصر، وكان والدي يعلمنا ويحفظنا بعض سور القرآن الكريم، وكان لدى والدي كتاب سيرة بني هلال الكبرى، ومن خلال تعلمنا للحروف في القرآن بدأنا أنا وأخي المرحوم الشاعر حمد بن حسن الفرحان نقرأ سيرة بني هلال، وعندما جاء والدي تفاجأ بقراءتنا لسيرة بني هلال، وكذلك نقرأ القرآن. أذكر عندما جاء فضيلة الشيخ عبدالله بن إبراهيم الأنصاري إلى زكريت عام 1958 وهو مسؤول شؤون القرى في وزارة المعارف لأجل افتتاح مدرسة لأبناء المنطقة فقد كلف المطوع عيسى بن حارب لتسجيل أسماء الطلبة الذين يرغبون في الدراسة، فسجلنا أسماءنا مع أخي حمد، وكان مقر المدرسة مثل سائر أغلب البيوت في زكريت في تلك الفترة مشيدة من أنواع من الأخشاب مثل الشولان والدنجل والمنقرور ولم تكن مبنية ويوجد بها صف واحد، وقد عيّن مديراً للمدرسة الأستاذ أحمد الرمحي من فلسطين وكان يقوم بتدريس جميع المواد ما عدا القرآن الكريم حيث كلف المطوع عيسى بن حارب وهو من ساحل عمان وكان عددنا قليل حوالي 6 طلاب. انفراج الأزمة ببناء المدرسة أذكر عندما فكرت معارف قطر في تلك الفترة ببناء المدرسة في صيف عام 1960، طلب أهالي قرية زكريت بناء المدرسة بأنفسهم بدلا من المقاولين من خارج القرية، وقد اعتمدت معارف قطر مبلغ (100) ألف روبية للبناء، وكونت لجنة من أهالي القرية برئاسة مبارك المطبوخ الرمزاني، وصالح بن علي العرابيد، وأنا رشحوني كاتبا وأسجل الحسابات وأتابع عملية البناء، وكان يشرف على البناء المهندس صدقي خضر وكان يأتي من الدوحة لمتابعة أعمال البناء، وقد تم انتهاء بناء المدرسة التي ضمت ستة صفوف للمرحلة الابتدائية، وأذكر من الطرائف التي حدثت أنه بعد نهاية البناء كان المبلغ المخصص لنا تقريبا (لك) بالروبية الهندية ولم أكن أعرف ما هو (الك) وضيّعت الحسبة واستفسرت من الوالد وعرفت أن الك يساوي مائة ألف روبية، وسألنا مبارك المطبوخ كم تبقى من مبلغ البناء، ووزعنا مبلغ الأرباح على جميع بيوت القرية وكانوا سعداء بذلك. أول حمام بزكريت في بيتنا ومن الذكريات الجميلة أن الوالد لديه خبرة في السباكة عندما كان يعمل في شركة أرامكو ونقل خبرته إلى قطر، وعند بناء بيتنا في عام 1961م قام بعمل حمام جميل يشبه الحمامات المتطوّرة فيه بانيو ودوش ومغسلة وحمام أفرنجي وعربي، لأن والدي لديه خبرة وتخصص في السباكة، ويعتبر أول حمام في بيوت أهل زكريت، وأذكر كانت الشركة توزع عدد (2) درام مياه حلوة لأن مياه زكريت كانت مالحة، وقام والدي بعمل خزان فوق البيت، وكان هو الذي يرفع المياه للخزان بالمضخة اليدوية وقد سبب له مرضا عانى منه كثيراً !!. كنت متفوقاً وأحب التعليم لقد كانت رغبتي كبيرة في التعلّم ومعرفة القراءة والكتابة، وعندما بدأت في المدرسة كنت من المتفوقين ونقلوني مع أخي حمد وكان عددنا ستة طلاب من الصف الأول للصف الثالث، وأذكر بعد نجاحنا بالصف الرابع جاءت لجنة من الدوحة وعملت لنا اختبارا ونقلوني من الصف الرابع إلى السادس الابتدائي، وكنا نحن ستة طلاب أربعة في الصف الرابع وأنا وأخي حمد في الصف السادس وكنا جالسين في نفس الصف مع مدرس واحد، وأذكر قدمنا امتحانات الشهادة الابتدائية (الصف السادس) في الدوحة حيث سكنت في غرفة مع أخي حمد في (القسم الداخلي) المخصص للطلاب خلال فترة تقديم امتحانات الصف السادس، وكنا سعداء بتوفير السكن والإقامة والإعاشة وأكل ثلاث وجبات في قسم التغذية المخصص لطلاب القسم الداخلي وبعض المدارس في تلك الفترة، وطلعت النتيجة ونجحنا وكانت نسبة النجاح في مدرسة زكريت (100 %) بمعنى احنا اثنين ونجحنا، وكانت سعادتنا لا توصف في تلك الفترة. تسلمنا شهاداتنا بالبرواز في يوم العلم أذكر أننا بعد أن نجحنا في المرحلة الابتدائية قامت معارف قطر بتكريمنا في الحفل السنوي الذي يقام في قاعة الاحتفالات بقسم التغذية القريب من القسم الداخلي، والذي يطلق عليه (يوم العلم) يكرّم فيه جميع الناجحين في جميع المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية ودار المعلمين والمعهد الديني ومدرسة الصناعة، وأذكر تسلمنا شهاداتنا الابتدائية بالبرواز وهي جميلة وكانت تحمل أسماءنا والترتيب العام لنا، وكانت مناسبة الاحتفال بالتخرج جميلة حيث يكون الحضور كبيراً ويحضر أولياء الأمور والطلبة المكرمون في زيهم الجميل، ويوزعون علينا كتابا يضم بين دفتيه أسماء جميع الناجحين في الشهادات المختلفة للذكرى. الدراسة من زكريت إلى الدوحة أذكر بعد التخرج في المرحلة الابتدائية انتقلنا للسكن في الدوحة وحطينا الرحال بالقسم الداخلي الذي كان مخصصاً للطلبة القطريين الذين يسكنون في القرى والمناطق خارج العاصمة الدوحة، وكانت الإقامة والمأكل والمشرب والمواصلات على حساب معارف قطر، وكنا سعداء بالانتقال من قرية زكريت إلى أجواء جميلة ومتطوّرة من سكن جميل ومرتب في العاصمة الدوحة ويقدم لنا كل ما نحتاجه بالمجان، وكان هناك مشرفون على الطلبة، كما يخصصون لنا وقتا للدراسة في إحدى قاعات القسم الداخلي، وكان هناك نشاط رياضي يومي ومشرف رياضي واجتماعي وغيرها من الأنشطة، وكان القسم الداخلي يضم طلابا من مدارس منطقة الشمال ومنطقة الخور ومنطقة أم صلال ومنطقة دخان وكل مناطق قطر، بالإضافة لبعض الوافدين من الطلبة القادمين من الخارج. درست في مدرسة الدوحة الإعدادية الثانوية القريبة من ملعب الدوحة الثانوية (استاد الدوحة) حاليا، وكانت مدرسة نموذجية جميلة ومرتبة وتضم فصولا لطلاب الإعدادية وأخرى للثانوية، كنا نقبل على الدراسة بشغف وبحب التعليم، وبصراحة كان المدرسون متعاونين معنا ويدرسوننا بإخلاص وتفانٍ، واختلف الوضع كثيراً عن بيئة زكريت وتعرفنا على أسماء جديدة وكونا صداقات وعلاقات كبيرة، وأذكر كان يدرس معي المذيع عبدالوهاب المطوع. شغفي بالدراسة استمررنا في الدراسة لمدة أسبوع ثم تم فتح صف خاص نقلونا له مع طلاب الوكرة وإبراهيم الباكر وطالب يمني أذكر اسمه محمد صالح المحولي، بعد انتهاء السنة الدراسية عاودني الحنين للدراسة من أجل تحقيق حلمي وهو الانتهاء من الدراسة بسرعة والانتقال للعمل، فقدمت كتابا للمدرسة لإجراء امتحانات الصف الثاني الإعدادي في الدور الثاني، وتمت الموافقة، واستلمت الكتب وشمرت عن ساعدي وبدأت الدراسة في الصيف ووفقني الله في الامتحانات ونجحت وانتقلت للصف الثالث الإعدادي وكنت سعيداً بهذه القفزة. حكايتي مع الأستاذ حسن توفيق أتذكر عندما كنت طالباً في الصف الثالث الإعدادي كان لدينا أستاذ مصري اسمه حسن توفيق وهو مشرف اجتماعي وكان دائماً يحفزني على الدراسة وعلى تقديم الامتحانات ويساعدني في متابعة تقديم الطلب، وفي الصف الثالث الإعدادي جاء بطلبات لمن يرغب في الدراسة في معهد سرس الليان بمصر، وعندما قدمت الطلب رفض بشدة وقال أنا شايف مستقبلك في تكملة الدراسة في الثانوية وعليك بتقديم طلب امتحان الصف الأول الثانوي في الصيف، وأحضر لي بنفسه الكتب وطلب مني قراءتها قبل الامتحانات، ولكن من المفارقات أنني لم أفتح إلا كتاب التاريخ لأنه كان يتكلم عن النهضة في أوروبا وكنت مولعاً به، وأتذكر يوم الخميس في صيف يوم حار وقبل موعد تقديم الامتحانات جاءني إلى (زكريت) في سيارة فولكس واجن الأستاذ حسن توفيق برفقة علي بن حميّد المسؤول عن الشرطة في منطقة دخان، وقال لي عليك الاستعداد للذهاب معي إلى القسم الداخلي لتقديم الامتحانات فأجبته بالرفض حيث إنني لم أفتح إلا كتاب التاريخ، لكن الوالد رد عليَّ بقوة وقال لي عليك بتجهيز نفسك حالاً لأن الأستاذ يحب مصلحتك وجاي عاني لك من الدوحة وقاطع مشوار كبير، فتوكلت على الله وعقدت العزم وذهبنا للدوحة وسكنت في القسم الداخلي، ودرست هناك في ليلة الامتحانات وكنت أواصل الدراسة في الليل ولم أنَم إلا بعد تقديم الامتحانات، وأذكر كان عندنا امتحان فيزياء وانقطعت الكهرباء عن القسم الداخلي وحملت كتبي وذهبت أذاكر في مسجد فريق الغانم بجوار القسم الداخلي حتى موعد الذهاب للمدرسة، وفي قاعة الامتحانات مر المراقب من أمامي وشاهد إجاباتي ونصحني بالدخول إلى القسم العلمي قائلا إجاباتك تؤهلك لذلك، ولله الحمد بعد تقديم الامتحانات في ظروف صعبة وقاسية نجحت في الأول الثانوي وانتقلت للصف الثاني الثانوي القسم العلمي حسب نصيحة الأستاذ ولم أنسَ في حياتي موقف الأستاذ حسن توفيق الذي نصحني وحفزني وجاء إلى زكريت من أجل أن أذهب لتقديم الامتحانات، هكذا كان معدن المدرسين في تلك الفترة الجميلة حب مصلحة الطلاب مهما كانت المشقة والصعاب والذهاب للقرى لإقناع الطلاب. كنت من أوائل الطلاب في بعثة للكويت أتذكر في عطلة منتصف الفصل أو ما تسمى عطلة الربيع في فبراير من عام 1964م، رشحت وزارة المعارف لأول مرة، بعض الطلبة المتفوقين للذهاب لبعثة مدرسية للاطلاع على معالم الكويت وزيارة بعض المدارس، وكان معي في البعثة المهندس حمد عبدالله المري، وكانت هذه أول مرة أسافر فيها إلى خارج قطر وقضينا تقريباً سبعة أيام كانت جميلة وممتعة وتعرفنا على معالم الكويت وزرنا مدارسها الجميلة في تلك الحقبة من الزمن الجميل، ومجلس الأمة الكويتي وبعض الوزارات الهامة وأسواقها التقليدية الجميلة. الخميس القادم نواصل الجزء الثاني من اللقاء

3210

| 26 يناير 2023

عربي ودولي alsharq
الفلسطيني "أبو خالد".. بائع مسليات و"بنك ناطق"

يتخذ علي مناصرة أبو خالد من ميدان المنارة وسط مدينة رام الله، وعلى مقربة من البنك العربي، مكاناً إستراتيجياً لبيع المسليات الساخنة، ولا يمل من رواية حكايته مع ضيق العيش، الذي دفعه لهذا العمل منذ عدة سنوات، معرّجاً على رحلة معاناته في علاج أحد أبنائه الثمانية. أجلس في مكاني هذا منذ 25 عاماً، ويعرفني المارّة وغالبية الموظفين، لا سيما من يرتادون البنك، ومعظم هؤلاء زبائن عندي ويبدأون صباحهم بشراء المسليات مني، فيقبلون على الترمس والبليلة والفول والذرة الصفراء قال أبو خالد، وقد ظهر عليه التعب، لدرجة أن تجاعيد وجهه بدت وكأنها تناقض عمره، فهو في منتصف الستينيات، لكنه يبدو كمن بلغ من العمر عتيّا!. لم يبد أبو خالد أي تحفظ في الحديث عن الظروف التي دفعته لهكذا مهنة في هذا العمر، وإن كان الخجل قد أطل على محياه، موضحا لـالشرق: لدي إعاقة في يدي، وأعيل أسرة كبيرة، ونسكن في بيت بالإيجار، ومنذ ما يزيد على 15 عاماً، أعالج أحد أبنائي الذي يعاني أمراضاً نفسية، وفي بعض الأيام لا أبيع بأكثر من 20 شيكلاً (نحو 6 دولارات) والحمد لله مستورة.. (يقبّل يده ويضعها على جبينه) في إشارة للرضا بما قسم الله. ربع قرن، وأبو خالد على هذا الحال، ووراء العربة ذاتها، غير أن جديده في السنوات العشر الأخيرة، أنه أصبح بنكاً ناطقاً بحكم قرب مكانه من البنك العربي، إذ أصبح على علم بكافة المعاملات البنكية اليومية، كأسعار العملات، وصرف رواتب الموظفين، بل إنه يغوص في التفاصيل الدقيقة، على نحو إذا كانت الرواتب ستصرف بشكل كامل أو نصف الراتب، وإذا كانت ستصرف في موعدها المعتاد مطلع كل شهر، أو ستتأخر لبضعة أيام، وهكذا. يسرد أبو خالد: بحكم الخبرة أصبحت أوفر الجهد والوقت على مراجعي البنك، وأجنبهم عناء الوقوف في طوابير طويلة على الصرافات الآلية، فأنا على علاقة جيدة مع كبار موظفي البنك، وكذلك مسؤولي الأمن، الذين يعرفونني بشكل جيد، ويثقون بي، ومن خلالهم أستطلع المعلومات بشكل يومي، متى ستصرف رواتب الموظفين الحكوميين، وكذلك الحال بالنسبة لرواتب موظفي وكالة الغوث الأونروا أو أفراد الأجهزة الأمنية، ومساعدات وزارة الشؤون الاجتماعية، ومعاشات التقاعد، وغير ذلك. يواصل: بعض المشترين، أصبحوا يسألونني قبل طلباتهم من المسليات، عن حركة البنك اليومية، خصوصاً في ظل عدم انتظام صرف الرواتب للموظفين الفلسطينيين، بسبب الأزمة المالية الخانقة التي تعاني منها الحكومة الفلسطينية منذ عدة سنوات. يتحمل أبو خالد في عمله، حر الصيف وبرد الشتاء، ويعاني ظروفاً لا يعلم بها إلا الله كما يقول، لكنه يرفض أن يدفعه هذا لكي يمد يده للناس، ولا يمكن لأي كان، أن يصف سعادته، لدى عودته إلى بيته، عندما يرخي الليل أستاره، وبضعة شواقل في جيبه.

957

| 26 يناير 2023

ثقافة وفنون alsharq
جورج كلوني يصور "يحيا القيصر"

يعتزم نجم هوليوود الشهير، جورج كلوني، التعاون للمرة الـ4 مع الأخوين كوين في تصوير فيلم جديد. فبعد أفلام "يا أخي، أين أنت؟" و"قسوة لا تحتمل" و"يحرق بعد القراءة" يصور كلوني " الفيلم الكوميدي الجديد، "يحيا القيصر"، مع المخرجين الشقيقين إيثان وجويل كوين. وسيكون الممثل الأمريكي، جوش برولين، ضمن طاقم الفيلم أيضا. ويدور الفيلم في خمسينيات القرن الماضي حول قصة حياة إيدي مانيكس الذي كان يعمل في أستوديوهات هوليوود كـ"حلال للمشاكل" التي قد تهدد سمعة نجوم هوليوود، بسبب الصحافة المتطفلة.

411

| 10 يونيو 2014