من منطقة الدفنة، كانت الشرق في ضيافة مجلس الفنان القدير فيصل التميمي، ذلك المجلس الذي تجد في كل زواياه عبق الماضي الجميل لما يحتوي من مقتنيات نادرة، وتحف تراثية جعلته أشبه بالمتحف المصغر. وكانت الشرق، حاضرة لفعالية مميزة تقام يومياً في تمام الساعة الثانية والنصف صباحاً، وهي فعالية المسحر التي يحييها مجموعة من الشباب القطري الشغوف بالتراث والعادات القديمة، ونقلت عدسة الشرق من قلب الحدث في منطقة الدفنة قيام الفرقة بالتسحير. في البداية تحدث الفنان فيصل التميمي، قائلاً: بصراحة مظاهر رمضان تختلف من زمان إلى زمان آخر، فأذكر عندما كنت طفلاً صغيراً في فريج الغانم كنت أساعد أمي في جلب السعف من النخيل، من أجل الطبخ وعمل خبز الرقاق، إلى أن أصبحت رائحة السعف تذكرني بشهر رمضان المبارك، ثم انتقلنا لمنطقة نجمة وكان بيتنا مثل بقية البيوت غرفتين وحوشا وليوانا، وكانت رائحة السعف تشمها في البيت من كثرة الدخان، تلك الرائحة التي ما زالت عالقة في ذهني حتى اليوم. وأضاف: كنت أنا مطراش البيت، أسعى بالأطباق الرمضانية لإهدائها إلى جيراننا، والجميل أن كل صحن كان تحته نيشان ليعرف كل بيت صحنه، ثم أعود محملاً بأطباق أخرى، وكنا نحن الصغار كشبكة مراسلين منتشرين في الفرجان، ونبدأ من بعد صلاة العصر وحتى موعد الفطور، وأذكر يوم تقوم إحدى ربات البيوت بعمل الهريس، كان ذلك بمثابة أفراح في الفريج، وإشارة بأن المائدة سيكون عليها اليوم طبق من الهريس قائلين: اليوم بيجينا هريس. وتابع: كما أتذكر الكباب في رمضان الذي كان له مكانة خاصة، فكنا نحضره على الدوه في البيت، أو نشتريه من البائعين المتجولين المنتشرين في الفرجان الذين يبيعون الكباب، حيث يتجمع الشباب حول البائع للتلذذ بأسياخ الكباب الشهية بعد عصر بضع قطرات من الليمون عليها، مع الجرجير والخبز الإيراني، كما لا أنسى تأجير الدراجات الهوائية أو السياكل في رمضان من عند صاحب الدكان، حيث نبدأ في التأجير من أول الشهر الكريم، ونجوب الفرجان. وأردف: كما كنا نحضر الدورات الرياضية الرمضانية التي تقام في الفرجان والأندية، وكانت تفرز مواهب كروية يتم ضمها للأندية، وبعد الانتهاء من صلاة الفجر نذهب بالسياكل لصيد القباقب في منطقة المحرقة في رأس أبوعبود، ونستمر حتى طلوع الشمس، ونعود للبيت وقد فاحت منا رائحة الماء والملح. بوسحور أول مسحر عرفته وعن ذكرياته مع المسحر، قال: في منطقة النجمة أول مسحر عرفته هو بوسحور. كان رجلا طويلا وله شارب كبير، وكان يجوب على البيوت ويهلل ويسبح ويقرع الطبل بقوة لإيقاظ الصائمين، وكنت أرافقه مع الشباب، وهو يأخذ في جولته أكثر من ساعتين، في نجمة والمنصورة والمنتزه وبن درهم وحتى حدود أم غويلينة عند مصنع البيبسي القديم، وكل هذه المسافة كنا نقطعها سيرا على الأقدام بالطبع، كما أتذكر المسحر عبدالله بلال والد اللاعب المشهور في النادي الأهلي مشعل عبدالله، وكذلك المسحر محمد سعد مبارك. كما تحدث الفنان فيصل التميمي عن الغبقة، مشيراً إلى أن للغبقة عشاقها منذ فترة طويلة وأنا عندي طوال رمضان أربع غبقات الأولى لزملائي في المدرسة سابقاً والثانية لأصدقائي المقربين، والثالثة لرجال أعتز بهم، أما الرابعة تكون للجميع. في فرقة اللؤلؤة بدأت التسحير وعن بداياته في ممارسة هواية التسحير، قال التميمي: التسحير ليس نوعا من الفنون بل هو مهنة إنسانية قديمة موروثة جيلا بعد جيل تشعرك بقيمة خدمتك للمجتمع، وقد امتهن هذه المهنة في الخليج العديد من الفنانين، فالمسحر لا يتقاضى راتباً. وتابع: بدأت مع فرقة اللؤلؤة للفنون الشعبية، وكنا مجموعة شبابية لدينا نشاط وقوة وحماس في إبراز مهنة المسحر وتطويرها، واستهوتني مهنة المسحر، فقمنا بالتجربة مع فرقة اللؤلؤة بالنجمة عام 1982، وأذكر كان معنا أحمد عبدالرحيم وإخوانه أحمد وجمال وسعيد ومجموعة من الفرقة، ونجحنا في ذلك، وبدأت قيادة التسحير في الفرقة، أما بعد انتقالنا إلى بيتنا الجديد في الدفنة عام 1983، من هناك بدأت شهرتي كواحد من مجموعة شبابية قمنا بالتسحير في المنطقة. عايروني بـالطبال بالجامعة.. فجاء الرد عليهم من أستاذتي وعن مرحلته الجامعية، قال التميمي: أثناء تواجدي في جامعة قطر لدراسة علم الاجتماع، وُجهت لي عبارات غير لائقة من قبل بعض الطلاب الذين شاهدوني في لقاء التلفزيون وأطلقوا عليَّ لقب طبال وقد تأثرت من هذه الكلمات غير اللائقة واحتقار مهنة المسحر. وأضاف: لكن لا أنسى كلام الدكتورة جهينة سلطان، عندما لاحظت عليَّ تغيرا في وجهي، وحدثتها بقصة ما حصل لي من قبل الطلبة وقامت بإلقاء محاضرتين متتاليتين عن دور الأشخاص في خدمة المجتمع وكيفية إسعاد الناس، وأشارت عليَّ وقالت أنتم لكم ميزة لكن هذا الشخص له ميزة أكثر وأفضل وله قيمة لأنه أخذ علم الاجتماع على أصوله ولم يتقوقع بل اندمج مع المجتمع وقام بعمل اجتماعي تطوعي كبير ومؤثر في خدمة المجتمع، وأعاد إحياء مهنة المسحر التي تكاد تندثر هذه الأيام. واستطرد: بصراحة رد الدكتورة برد قلبي، ومن بعدها وضعت في أذني قطعة قطن ولم أستمع لكلام الناس، وكلفتني الجامعة بتأسيس فرقة شعبية تمثل الجامعة في المهرجانات الجامعية، ونجحنا في تأسيس فرقة لدرجة أن الدكتور محمد كافود أسس قسم الفنون في الجامعة وقالي هذا المنصب مخصص لك بعد التخرج وبعد أن أصبحت رئيسا للقسم كونت فرقة مسرحية وفنون شعبية وموسيقية، وقمنا بعمل حفل تم توجيه الدعوة إلى شخصيات ومختصين بالتراث والمسرح، وكانت الفرقة القومية الشعبية في أوج تألقها وشهرتها، ومنذ ذلك الحفل طلبني الأستاذ موسى زينل مدير إدارة الثقافة وعينني رئيساً على الفرقة القومية الشعبية قائلاً لا نريد الازدواجية والبقاء على فرقة واحدة تمثلنا في الفنون الشعبية. وأوضح التميمي أن الفرقة التي تقوم بالتسحير هي فرقة الجبيلات ولديها رخصة من وزارة الثقافة، وتشارك في المناسبات وكانت طوال الشهر الكريم تسحر في الميناء القديم، كما شاركت في ليلة القرنقعوه في الدوحة والخور. سالم النوبي: نرى الفرحة في عيون الناس عندما يشاهدون المسحر تحدث سالم النوبي عضو فريق الجبيلات، قائلاً: نحن سعداء بعملنا في خدمة المجتمع وبالتسحير فمهنة المسحر لها خصوصيتها، وانقرضت منذ فترة، ولكن نحن فرقة الجبيل قمنا بإحياء هذه المهنة، فيومياً نقوم بالتسحير في المعلم السياحي ميناء الدوحة القديم، ولدينا شباب متخصصون في ذلك وتوزع المهام على الجميع من قارع الطبل إلى صقال الطارات، والتصفيق والترديد وذلك لإيقاظ الناس، ونرى الفرحة في عيون الناس سواء الأطفال أو الكبار، كما أننا نقوم يومياً بالتسحير في منطقة الدفنة، ونبدأ من بيت الفنان فيصل التميمي مروراً بشوارع كل المنطقة. وأضاف: في المناطق البعيدة نركب السيارة، ويوم العطلات ترى العديد من السيارات يتتبعونا إلى الخور والوكرة والذخيرة والشمال ليستمتعوا بأجواء التسحير. ومن المواقف الجميلة قيام أحد الشيبان بتوقيفنا لكي نسحر له، وبعد انتهاء فقرتنا أجهش في البكاء متذكراً أيامه في الفرجان، هذه المواقف تؤثر فينا، بل تستفزنا في تقديم الأفضل.

أكد الموسيقي والمخرج القطري فيصل التميمي أن حفل القرعة النهائية لكأس العالم FIFA قطر 2022™، الذي استضافته الدوحة في الأول من الشهر الجاري، نقل للعالم جانباً من الفنون والتراث القطري من خلال العروض التي ألقت الضوء على الطابع الثقافي للبلاد، لا سيما الفنون التقليدية التي تنفرد بها قطر والمنطقة. وشارك التميمي، الباحث في الفنون والموروث الشعبي، في حفل قرعة المونديال من خلال عرض استثنائي بعنوان رحلة إلى فن لفجيري، وشكّل الشخصية الرئيسية التي عملت على تقديم العمل الفني المبتكر، انطلاقاً من جهوده لتكريس حياته للحفاظ على الثقافة القطرية وإحياء الموروث الغني للبلاد. وتضمنت الفقرة طبقات الصوت التقليدية لـ النهّام، وهوالمغني الذي كان يؤدي الأناشيد التراثية لبث الحماس لدى غواصي اللؤلؤ في منطقة الخليج العربي، والتي دُمجت مع الموسيقى الإلكترونية في إشارة إلى دور البطولة في بناء جسور التقارب الثقافي بين الشعوب عند استضافة النسخة الأولى من مونديال كرة القدم في العالم العربي والشرق الأوسط. وفي حوار مع موقع اللجنة العليا للمشاريع والارث قال: هدفي أن يتعرف العالم على الثقافة القطرية الثرية، وتحديداً خصال الجود وحفاوة الترحاب بالضيوف التي تعد جزءاً هاماً في تشكيل هويتنا الثقافية. وأضاف: أريد أن يحظى المشجعون بتجربة فريدة خلال المونديال، وأن يعودوا إلى أوطانهم وهم يحملون معهم ملابس أو غيرها من القطع المرتبطة بعاداتنا وتقاليدنا، أود على سبيل المثال أن أرى مشجعاً إنجليزياً يرتدي الثوب والقحفية، أو مشجعاً يابانياً يحمل الدلة، أو إبريق القهوة التراثي،عائداً بها إلى بلده. وبصفة عامة أريد أن يأخذ المشجعون معهم ما يذكرهم بجمال ثقافتنا وتراثنا.

كشف الملحن والباحث فيصل التميمي، ملحن العرض الغنائي في حفل إعلان قرعة كأس العالم فيفا 2022، بمشاركة الأمريكي جريج إم جونسون وأداء النهام علي الحداد، عن حنين جارف للماضي، وتمسك بالعادات والذكريات خاصة تلك التي تتعلق بأشخاص تركوا أثرا في حياته. حول العادات غير التعبدية في رمضان يقول فيصل التميمي: أمارس الرياضة وفق برنامج معين يتناسب مع أوقات الصيام والإفطار. ومن أهم العادات تبادل الزيارات، بالإضافة إلى عادة الغبقة الأسبوعية التي نجمع فيها أصدقاء الطفولة والدراسة والعمل والهواية. إلى جانب ممارسة المسحر، فقد اعتدت القيام بهذه المهمة في منطقتي بهدف الحفاظ على هذه العادة الجميلة، وقبل الإفطار أصطحب الأطفال لمشاهدة مدفع رمضان. وتحدث التميمي عن ذكرياته في رمضان فقال: في مرحلة الطفولة كان هناك مجال أكبر للسهر، وعندما تطورت الحياة وتشعبت أصبحنا نسهر إلى الفجر، ونخرج من بيوتنا لنتتبع المسرح في مشواره اليومي، وكنا نستمتع بذلك ونحن على الدراجات الهوائية. كنا نمارس بعض الألعاب الخاصة بشهر رمضان مثل الشراخيات وهي الألعاب النارية البسيطة التي كانت تباع في الدكاكين، حيث كنا نحاكي من خلالها مدفع رمضان. كانت والدتي ترسلنا للبحث عن سعف النخيل الجاف لإعداد خبز الرقاق، وعندما بلغنا سن المراهقة أصبحنا نمارس رياضة كرة القدم ضمن ما يشبه الكرنفالات الكروية في كل الفرجان، وكانت مهمتنا شراء الكشافات من مالنا الخاص، والإتيان بأعمدة لبناء ملعب ليلي. ما يميز رمضان في الماضي أيضا هو التلفزيون، حيث يزداد عدد ساعات البث خلال شهر الصيام مقارنة بالأيام العادية. وفي الماضي كانت البيوت مفتوحة على بعضها البعض، وكانت هناك طقوس خاصة بأهل الفريج، وحالة استنفار غير عادية على العكس اليوم فأنت تعرف دخول رمضان من خلال الإعلان وصلاة التراويح. وحول أطرف المواقف قال: كنا جالسين في الحوش متحلقين حول السفرة، وكان والدي - رحمه الله - يجلس قبالتنا، فجأة سمع صوتا كأنه أذان، فأخذ حبة من التمر وأكلها وكنا سنتبعه لولا والدتي التي قالت له هذا صوت رجل يغني وليس صوت الأذان، فضحكنا جميعا من الموقف الذي حصل لوالدي. ولخص التحولات في المشهد الثقافي في قطر والعالم بأسره في التغيرات التي فرضتها جائحة كورونا وخاصة في مجالا الثقافة. أما عن مشاهداته في رمضان فقال: لا أجد وقتا لمشاهدة التلفزيون إلا في الفترة من الساعة 12:00 ليلا إلى الثانية صباحا، حيث أميل الى مشاهدة المسلسلات التاريخية، وفي السنوات الأخيرة أتابع مسلسل عمر الذي تشدني إليه طريقة كتابة السيناريو والحوار. وعن ضيوف مائدة الإفطار والسحور الذين يختارهم قال: أهم ضيوفي من الأموات شخص عزيز على قلبي هو مال الله عبدالله مبارك الذي كان مدير الجوازات، كنت ألتقيه دائما في صلاة التراويح، فقدته في شهر رمضان، وكان قمة في الأدب والأخلاق. بالإضافة إلى سعادة عبدالرحمن المعضادي الذي كان مدير إذاعة قطر سابقا. هذا الشخص تعلمت منه الكثير، وأفتقده كثيرا.

يقدم برنامج فنون وهو من إنتاج إذاعة قطر حيث يذاع اليوم ثاني أيام العيد وثالث أيام العيد وذلك في تمام الساعة 1:30 ظهراً ويعاد الساعة 1:00 بعد منتصف الليل. حيث تنناول الحلقة الأولى نشأة فن العرضة ويستضيف البرنامج الشاعر والباحث خميس الكبيسي. أما الحلقة الثانية فتتناول المفهوم العلمي لفن العرضة وتستضيف الباحث الدكتور ربيعة الكواري. والباحث خميس الكبيسي والحلقة الثالثة: الفنون النسائية وضيف الحلقة الباحث والفنان خليفة جمعان السويدي. والبرنامج من إعداد وتقديم الباحث والفنان فيصل التميمي. الذي أعدّ وقدّم العديد من البرامج وآخرها برنامج (أره يا مال) الذي حقق نجاحاً واسعاً على مدى سنة ونصف.

يوثق الفنان الملحن فيصل التميمي عبر برنامجه أوه يا مال، والذي يبث على إذاعة قطر، تاريخ الفنون الشعبية في قطر والخليج ويغوص في تفاصيل كل فن من هذه الفنون مثل تاريخها ونشأتها والمسميات والمعاني لهذه الفنون وطريقة الإيقاعات بكل فن من هذه الفنون وأهم الأغاني والأشعار والإيقاعات وكمية المتغيرات التي حدثت في هذه الفنون عبر مرور الزمن. ويتناول كذلك أهم الفنانين، سواء كانوا عازفين أو مؤدّين أو الذين مارسوا هذه الفنون عبر الفرق الشعبية أو بشكل فردي. كما يتناول البرنامج نوعية الأصناف وطريقة التشكيل وأسباب هذا الشكل، ففي كل حلقة يطرح موالاً يؤديه الفنان خليفة جمعان، ومن ثم يقوم بشرح كلماته، خصوصاً التي تقع في نهاية الموال، حيث إن كل كلمة مختلفة عن الثانية في كل شطر من الأشطر.

يعكف الفنان والمخرج فيصل التميمي حالياً على وضع اللمسات الأخيرة لأوبريت مسرحي عن فترة الغوص والممارسات التي مارسها الآباء والأجداد خلال رحلات الغوص التي كانت أهم موارد الحياة لديهم، وسيتم عرض الأوبريت خلال الفترة من 18 إلى 22 من نوفمبر الحالي خلال مهرجان "المحامل التقليدية" الذي تنظمه مؤسسة الحي الثقافي (كتارا). وسيتم تقديم الأوبريت تحت عنوان "الطبعة"، وذلك خلال الفترة المسائية بمسرح القرية التراثية على شاطئ كتارا، ويشارك في تأليف الأوبريت عدد من الكتاب القطريين ويقوم بأعمال التلحين والإشراف على الاستعراضات المخرج فيصل التميمي. ويضم العمل ما يقرب من 45 شخصاً من بينهم فنانون مثل أحمد الحرمي وسارة أحمد اللذين يقومان بدور المؤديان في العمل إلى جانب فنانين آخرين مثل الفنانة هبه لطفي. ويضم الأوبريت عدة لوحات تتخللها أغان واستعراضات مستوحاة من الموروث الشعبي، الذي يحكي عن فترة الغوص وعمليتي الدشه والقفال، والأغاني التي كانت تؤدى في الحالتين وكذا الأغاني والأهازيج التي يرددها الغاصة على سفن الصيد، بالإضافة إلى عدد من الأغاني الأخرى التي كان يغنيها الأطفال وهم في انتظار عودة آبائهم من البحر، حيث يشارك في الأوبريت مجموعة من الأطفال إلى جانب 15 شابا وفتاة يؤدون أدوار الأزواج والزوجات،في لحظات دخول الغاصة وعملية الرجوع المعروفة تراثيل بالقفال. وقال المخرج فيصل التميمي إن البروفات بدأت قبل فترة كافية من الإعلان عن الأوبريت وتقام حالياً في الفترة المسائية بمقر فرقة الجبيلات، مؤكداً أن التراث القطري يضم الكثير من المحاور التي يمكن تناولها بشكل فني وتحديداً في المسرح الاستعراضي الغنائي أو ما يعرف فنياً بالأوبريت، حيث سبق أن تناولت جوانب هامة من جوانب التراث خاصة التراث البحري من منظور مختلف وبرؤية جديدة في كل مرة. وأشار إلى أن الاستعدادات جادة وتجرى على قدم وساق للخروج بعمل كبير لا يقل أهمية عن مجموعة الأعمال السابقة التي قدمناها في مناسبات مختلفة، والتي لاقت استحسانا كبيرا من جانب الحضور، كما أحدثت صدى طيب لدى وسائل الإعلام والأشخاص والجهات المعنية بالموروث الشعبي والثقافي، خاصة ما يتعلق بالجانب البحري الذي يعد هو الأساس في حياة الآباء والأجداد لكثرة تعاملهم معه واعتمادهم عليه في جلب أرزاقهم، فلهم مع البحر رحلات وحكايات لا تخلو من العطاء المتبادل بينهم وبين البحر الذي أخذ منهم بقدر ما أعطاهم، يذكر أن الفنان والمخرج فيصل التميمي يمتلك رصيدا زاخرا من أعمال مماثلة قدم خلالها أفكار منوعة كان آخرها أوبريت " الدار " الذي كان باكورة أعمال مركز الريان للفنون المسرحية الذي أعلن عن تدشينه العام الماضي،ويأتي أوبريت افتتاح مهرجان المحامل ليمثل إضافة جديدة في سجل التميمي حاملا توقيعه وبصماته برؤية جديدة ومبتكرة.

يواصل الإعلامى نزار عابدين رحلته الأسبوعية التى تبحث فى روائع النغم العربى عبر أثير موجات إذاعة قطر من خلال برنامجه الأسبوعي "كنوز الألحان "وفي حلـقة اليوم من "كنوز الألحـان" يسـتضيف الـبرنامـج الملحـن والمخـرج والمصـمم القـطري فيصل التـميمي ليلـقي الضوء على ثلاث أغـان قديمة، الأولى لشـادي الخليج وعنوانها "هولو" تعود إلى بدايات شادي الخليج، والثانية "شكل تاني" للمطربة نجاة من كلـمات حسـيـن السـيـد وألحان محمد عـبد الوهـاب وغـنتهـا عام 1966 لكن الجـديـد في البرنامج أنه يقدمها بصوت الفنان السعودي الشهير عبادي الجوهر، مع بيان لماذا غنى عبادي هذه الأغنية، وهل نجح في أدائها أم لا ؟كما يعرض البرنامج في حلقة اليوم أسرار أغنية "ياهلى" للفنان الراحل عبدالحليم حافظ الذي غناها عندما زار الكويت في عام 1965، ولم تكن الألحان الكويتية والخليجية عامة قد انتـشـرت، ولذلك وجد الملحن عبد الحميد السـيد الذي رحل عن دنيانا قبل فترة قصيرة فرصة ليلحن لعبد الحليم أغنية اشتهرت كثيراً وهي "يا هلي" من كلمات وليـد جعـفر، لكن الجديـد الذي يـقـدمه البرنامـج هـو أغنية "يا هلي" بصوت ملحـنها عبد الحميد السـيد مع تقرير عن الملحن ومسـيرته الفنية، وقلائل من يعرفون أن هذه الأغنية من فـن "الصوت" الخليجي، لكن الملحن اخـتار أبسـط أشـكال الصـوت، وهـو فن عريق يصعب على كثيرين من مطربي الخليج أداؤه، فما بالك بمطرب غير خليجي؟ "كنوز الألحان"... برنامج أسبوعي يذاع في التاسعة والنصف مساء الجمعة، من إعداد وتقديم نزار عابدين ويسـتضيف فى كل حلقة فـناناً أو ملحناً أو موسـيـقياً للمسـاعـدة في شـرح الألحان المختارة، وهي من روائع الغناء العربي الكلاسـيكي الجميل التي لا تذاع إلا نادراً، وكثيرون من أبناء الجيـل الجديد لم يسمعوها ولم يسمعوا بها.