كشف السيد مال الله بن عبدالرحمن الجابر مدير إدارة الدعوة والإرشاد الديني بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أن عودة طلاب مراكز القرآن الكريم للدراسة المباشرة يتوقف على رفع الإجراءات الاحترازية بالتنسيق مع الجهات الصحية في الدولة. وقال في حوار لـ الشرق إنه تم تخريج 300 إمام وخطيب من برنامج تأهيل الأئمة والخطباء، حيث يعبرون الآن وبنجاح عن قضايا الأمة. ولفت الجابر إلى أن عدد مراكز تحفيظ القرآن وصل نحو 140 مركزا تتبع للأوقاف تعمل على إعداد الأجيال، بينما وصل عدد المراكز الخاصة نحو 22 مركزا خاصا لتحفيظ كتاب الله تخضع لرقابة الأوقاف. وأكد أن الأوقاف تواكب التطورات إذ تقوم بالدعوة عبر الوسائل الحديثة مثل البوست، والفيديو، والفيديو جراف، والبودكاست الصوتي، والإنفوجراف وسائل جديدة للدعوة. وقال الجابر إن الأوقاف تعمل على استقطاب الراغبين في الإمامة والخطابة من غير خريجي الشريعة. وأضاف: نقوم باستمرار بزيادة حوافز المدرسين بمراكز التحفيظ بحسب ساعات العمل الإضافية المطلوبة.. وفيما يلي تفاصيل الحوار: * ما خطة وزارة الأوقاف لإعادة افتتاح مراكز تحفيظ القرآن الكريم التي توقفت بسبب جائحة كورونا؟ وزارة الأوقاف جزء من المجتمع تتفاعل معه وتساهم فيما يكون سبباً في حفظه وصيانته من كل مكروه، لذا فمراكز تعليم القرآن الكريم التابعة لقسم القرآن الكريم وعلومه وكذلك المراكز الأهلية التي تشرف عليها الوزارة، الجميع في هذه الفترة يُسيّر برامجه القرآنية عن بعد عبر منصة الوزارة التعليمية في برنامج ما يكروسوفت تيمز؛ لكونه يتوافق مع الإجراءات الاحترازية التي تتخذها الدولة للحد من انتشار فيروس كورونا. وتتابع الوزارة مع الجهة المختصة في الدولة موضوع رفع الإجراءات الاحترازية واستئناف الحياة الطبيعية داخل الدولة للعودة إلى الدراسة بالطريقة المعتادة في مساجد الدولة المختلفة للرجال، والمراكز القرآنية الموزعة في مختلف مناطق الدولة للنساء. * كيف تقيمون خطة تحفيظ القرآن عن بُعد؟ - أطلقت إدارة الدعوة والإرشاد الديني النسخة الثانية من برنامج تعاهد القرآني بنظام الدراسة عن بُعد، حتى أصبح أكثر قرباً وتفاعلاً وتقييماً لهذه التجربة، كما أنه يتم تدارس نتائج هذه المرحلة يومياً، من خلال المشرفين الفنيين في الإدارة، وكانت البداية الفعلية لهذا التقييم مع برنامج مدارسة الذي نظمته الإدارة خلال شهر رمضان الماضي، وتواصل هذا الأمر مع النسخة الأولى لبرنامج تعاهد؛ وعلى مدار شهرين خلال الفترة الصيفية، كما يتم الآن متابعة جوانب عدة وتقييمها ومنها جوانب تفاعل الدارسين وحضورهم، ومدى الإقبال على المشاركة اليومية والتحصيل الدراسي من خلال تقدمهم في الحفظ والمراجعة وتعلم الدروس الهجائية. التواصل عن بعد ناجح 3- بعض مدرسي تحفيظ القرآن يقولون إن التحفيظ لابد أن يكون مباشراً.. فكيف تردون؟ برامج التواصل عن بُعد حققت جانب التواصل المباشر، حيث إن عند الإعلان عن الدورة سواء الحالية أو السابقة، كان الشرط الأساسي للمشارك هو توافر الكاميرا، والموافقة على تشغيلها؛ حتى يتم التواصل المباشر مع المدرس، ولا يسمح للطالب بالمشاركة في حال عدم توفر الكاميرا، لذا يسمح فقط بالمشاركة في البرنامج وحضور الحلقة مع المحفظ بنظام المشاهدة المرئية المباشرة عبر برنامج (ميكروسوفت تيمز). 4- ما خطة الوزارة لتطوير العمل في المراكز؟ مراكز تعليم القرآن الكريم ومنذ انطلاقها في عام 1994م، وهي تراعي التطوير والتجديد في طرق التدريس؛ لذا تتميز هذه المراكز بوجود منهج تعليمي يراعي الفروق الفردية بين المنتسبين لها، وكذلك أعمار المشاركين بها، ولذلك يتم التأكيد على السير على هذه الخطط؛ ودراستها ومراجعتها باستمرار من خلال التقارير التي ترفع شهرياً من قبل المشرفين الفنيين العاملين في الحقل التعليمي بهذه المراكز. كما أن الخطة السنوية لمراكز تعليم القرآن الكريم تقوم على 4 مراحل: المرحلة الأولى، وتنقسم إلى مستويين يدرس خلاله الطالب الدروس والتمارين من كتاب الدروس الهجائية؛ مع تلاوة قصار السور، والمرحلة الثانية التأسيسية: وتشمل إتمام الطالب حفظ وتلاوة الخمسة أجزاء الأخيرة من القرآن الكريم على خمسة مستويات بواقع حفظ جزء واحد في كل مستوى، والمرحلة الثالثة (فوق خمسة أجزاء): فتنقسم هي الأخرى خمسة مستويات وتبدأ من الجزء الخامس والعشرين وحتى الجزء الحادي والعشرين من القرآن الكريم، لتختتم بالمرحلة الرابعة: والتي تحوي 10 مستويات بتمامها يكمل المشارك حفظ القرآن الكريم كاملاً وتنفذ هذه الخطة في المراكز جميعا والبالغ عددها 140 مركزاً، وتعمل على فترتين صباحية ومسائية. ويشار هنا إلى أبرز أهدافنا في هذا الجانب بالاهتمام بكتاب الله عز وجل والعناية بحفظه وتجويده، ربط أبناء وبنات الأمة بكتاب الله عز وجل، الذي هو سبب عزتها وسعادتها في الدنيا والآخرة، وكذلك تشجيع أبناء المسلمين من شباب وناشئة للإقبال على كتاب الله حفظاً وتلاوة وتدبراً، وإتاحة هذه الفرصة وفتح الأبواب بالمراكز التابعة للإدارة لتعليم كتاب الله عز وجل للجميع من مواطنين ومقيمين، ليشمل جميع فئات المجتمع. كما نؤكد على الجانب الإيجابي الذي ظهر لنا مع الإجراءات الاحترازية التي استجدت خلال الفترة الماضية بسبب جائحة كورونا (كوفيد 19)، فقد فتحت هذه الإجراءات آفاقا واسعة لبرامج وأنشطة وفعاليات منوعة تصب جميعها في مصلحة الطلاب المنتسبين للمراكز القرآنية، وأيضاً تساهم في تنشيط العملية التعليمية بمراكز تعليم القرآن الكريم، وبما يعمل على تطوير الخطط والمناهج القائمة عليها عملية تعليم القرآن الكريم، كما أن تنوع هذه البرامج النوعية في الجانب الترفيهي أو استحداث وسائل التعليم جديدة وحديثة أو إقامة المسابقات الثقافية والبرامج العلمية المصاحبة كل ذلك يعمل على استقطاب عدد أكبر من الطلاب من المواطنين والمقيمين في حلق ومراكز تعليم القرآن الكريم على مستوى الدولة. أما بخصوص حوافز المدرسين فإنها في زيادة مستمرة منذ أن أنشئ القسم وحتى الآن وبما يتوافق مع ساعات العمل الإضافية المطلوب من المحفظ إنجازها، ومع الميزانيات المرصودة لذلك من قبل الوزارة. * ما رؤيتكم لجذب خريجي الشريعة للعمل في الدعوة؟ - تحرص الوزارة على استقطاب الراغبين من طلاب الشريعة والعلوم الإسلامية للعمل في المجال الدعوي وتهتم بذلك أشد الاهتمام، وتنظم لهم الدورات التأهيلية، وفترات الإعداد والتدريب في معهد الدعوة والعلوم الإسلامية التابع للإدارة، وتحرص على انخراطهم المباشر بالعمل الدعوي وتعتمد عليهم في كثير من الفعاليات والبرامج المتنوعة، وتعمل كذلك على تصدرهم المشهد الإعلامي لتعكس الصورة الحقيقية للإمام والداعية القطري، ويتم هذا الأمر بالتعاون التام بين إدارات الوزارة المختلفة. كما تستقطب الوزارة الراغبين للعمل في المجال الدعوي (الإمامة والخطابة) من غير خريجي الكليات الشرعية، وذلك من خلال تأهيلهم التأهيل الشرعي والمعرفي في معهد الدعوة والعلوم الإسلامية كذلك. * ماذا عن التدريب الذي يتلقاه الدعاة وأئمة المساجد الشباب لتأهيلهم؟ - كما أسلفت بأن تطوير وتنمية مستويات الأئمة والخطباء والدعاة يبدأ من قبل إدارة المساجد بالوزارة للانخراط في هذه المهمة المباركة، يتم بعدها مباشرة الإعداد لدورة التأهيل والإعداد الخاصة بهذه الفئة والتي تشمل دراسة مواد (العقيدة – والفقه – والحديث – والسيرة – وخطابة.. وكذلك القرآن الكريم والتجويد بالإضافة إلى منهج في مادة النحو من شرح الأجرومية)، لينعقد عقب هذه الدروس اختبارات للمشاركين لتحديد المستوى، وتكريم المتميزين منهم، وهذه الدورات تتواصل سنوياً، فالبرنامج يواصل نجاحاته السنوية من خلال الإقبال على المشاركة فيه؛ واستيعاب الخريجين منه، وذلك منذ عام 2005م، حيث كانت البداية والانطلاقة الأولى لهذا البرنامج المبارك؛ ليبلغ عامه الخامس عشر، والدورة الخامسة عشرة. وسائل دعوية حديثة * إلى أي مدى استفادت إدارة الدعوة من وسائل التواصل الحديثة ؟ - عملت الإدارة الدعوة ومنذ فترة طويلة في الاستفادة من مواقع التواصل الاجتماعي، وخلال الفترة الماضية فقط قدمنا العديد من البرامج المنوعة والتي لاقت إقبالاً كبيراً من جمهور المتابعين كان من أبرزها برنامج تعاهد القرآني للرجال والنساء والذي حظي بمشاركة أكثر من 3 آلاف طالب وطالبة في فروعه الدراسية المختلفة في الحفظ والمراجعة وتعلم الدروس الهجائية، والآن تتواصل النسخة الثانية من البرنامج بمشاركة أكثر من 4 آلاف طالب وطالبة. كما شارك قرابة 53 داعية من الدعاة القطريين في تنفيذ اثني عشر برنامجاً دعوياً منوعاً خلال عام 2020م وجميعها على مواقع التواصل الاجتماعي، منها برنامج ذكرى للذاكرين، وبرنامج موعظة للمتقين والذي قدم خلال شهر رمضان المنصرم بواقع 29 حلقة يومية، وبرنامج جُنة الرمضاني، وبرنامج ختمه لايف بأصوات القراء القطريين وبواقع 14 لقاءً، وبرنامج قيم وقمم التربوي، ودورة تأصيل وتحصيل الفقهية، وأيضا موسم غيمة وغنيمة والذي شارك فيه 24 داعية قطريا، وتجهز الإدارة في الوقت الحالي لتدشين الموسم من هذا البرنامج التفاعلي المميز. * لا يزال الناس يلاحظون داخل المساجد صحفاً حائطية كوسيلة للدعوة.. هل تتناسب مع التطورات؟ - صحيفة الدعوة الحائطية والتي صدر منها أكثر من 210 أعداد، كانت إحدى الوسائل الدعوية للإدارة، وكان لها حضور قوي على الساحة الدعوية بين رواد المساجد؛ كما هو الحال مع المجلات الدعوية على مستوى العالم الإسلامي، واستمرت فترة من الزمن، وكانت بمثابة رسالة بحثية في موضوعات وقضايا تلامس حاجة الناس، وتميزت بالبيان الشامل للآراء الشرعية لهذه القضايا التي كانت تتناولها، وفي الآونة الأخيرة استبدلتها الإدارة بوسائل دعوية حديثة أخرى؛ تماشياً مع مستجدات العصر في التواصل مع الجمهور لإيصال الرسالة الدعوية منها: البوست، الفيديو، الفيديو جراف، البودكاست الصوتي، الإنفوجراف وغيرها من الوسائل الحديثة في الجوانب الدعوية عبر حسابات الوزارة في مواقع التواصل الاجتماعي، وتم عبر هذه الإصدارات المتنوعة مراعاة جوانب عدم الإسهاب؛ مع نشرها على مواقع التواصل كذلك. * هل تسمحون للقيام بهذه المهمة بشكل منفرد أم من خلال الوزارة ؟ - في ظل وجود القانون رقم 12 لسنة 2011 بشأن إنشاء وتنظيم المراكز الدينية، فإنه يحظر قيام أي شخص طبيعي أو اعتباري بأي أنشطة دينية إلا بعد الحصول على الترخيص المسبق الذي أوجبه القانون المشار إليه أعلاه، ونحن بدورنا نقوم بتثقيف المجتمع والجهات والكيانات الاعتبارية بضرورة توفيق أوضاعها بما يتوافق مع أحكام هذا القانون؛ منعا من الوقوع في المخالفات التي تستوجب العقوبات المنصوص عليها في ذات القانون. * كيف تتحدثون عن إقبال المواطنين على إنشاء مراكز خاصة لتعليم القرآن الكريم؟ وما شروطكم لقيام هذه المراكز؟ وهل تشارك الأوقاف في وضع مناهجها ومراقبتها؟ - المراكز الأهلية منتشرة في البلاد وتخدم عددا كبيرا من الرجال والنساء والكبار والصغار وبلغ عددها حتى الآن 22 مركزاً وداراً لتحفيظ القرآن الكريم وعلومه مرخصة بموجب أحكام القانون رقم 12 لسنة 2011 بشأن إنشاء وتنظيم المراكز الدينية، وهي خاضعة للرقابة والتقييم الدوري حسب القرارات المنظمة لذلك في إدارة الدعوة والإرشاد الديني. التعبير عن قضايا المواطنين * ما رؤيتكم لجذب الشباب القطري للانخراط في سلك الدعوة والإمامة ؟ - هذا الجانب توليه الوزارة أهمية كبرى، كما يحظى بدعم متواصل ومستمر من سعادة وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، ومنذ الانطلاقة المباركة لبرنامج تأهيل الأئمة والخطباء القطريين، والذي تخرج منه حتى الآن قرابة 300 إمام وخطيب قد تأهلوا فيه وتخرجوا من دوراته، تم إشراكهم مباشرة في المجال الدعوي؛ وجميعهم نراهم اليوم في مساجد قطر ومنابرها يعبرون عن قضاياها؛ ويتناولون ما يلامس حاجة الناس فيها، بالإضافة إلى توظيف جهودهم الدعوية في شتى البرامج الجماهيرية؛ والمباشرة وعبر الأثير ضمن البرامج المرئية والمسموعة وأيضاً من خلال برامج مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، وذلك على مدار العام. دعوة عبر الوسائل الحديثة * هل تقوم إدارة الدعوة بتصميم رسائل دعوية عبر الوسائل الحديثة مثل الفيس بوك والانسجرام وتويتر؟ - كما أشرت سلفاً فإن النشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي نهتم به اهتماماً كبيرا، ويأتي هذا بتكثيف الأنشطة والبرامج التي تقدمها أقسام الإدارة المختلفة، ومنها موقع الشبكة الإسلامية إسلام ويب والذي قام بإعداد محتوى يناسب فئات المجتمع المتعددة وبلغاته المتنوعة، حيث قام منذ إنشائه وحتى نهاية عام 2019م بنشر أكثر من (245) ألف فتوى شرعية، وأكثر من (191) ألف استشارة منوعة، وأكثر من (99) ألف مقال ثقافي، وأكثر من (207) آلاف ملف صوتي، وأكثر من (6) آلاف مادة مرئية في مجالات متنوعة، وأكثر من (88) مادة مترجمة بمواقع اللغات. وواصل الموقع تميزه خلال 2019م حيث قام الموقع بإضافة أكثر من (8) آلاف فتوى شرعية عبر صفحات موقع إسلام ويب، و(13) ألف فتوى عبر برنامج SMS المجاني، وأكثر من (200) ألف فتوى عبر البرنامج المباشر الشات (chat)، وأكثر من (8) آلاف استشارة متخصصة في المجالات الشبابية والأسرية والثقافية والنفسية وغيرها، وأكثر من ألف مقال ثقافي، وترجمة أكثر من ألفي فتوى واستشارة ومقال إلى لغات الموقع (الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والألمانية)، كما حقق معدلات مشاهدة كبيرة جداً وصلت لأكثر من(381) مليون صفحة مشاهدة خلال العام الماضي 2019م، إضافة إلى الخدمات المسموعة من موقع الصوتيات التي استفاد منها أكثر من(263) مليون مستمع خلال 2019م. ومنها ما قدمته الإدارة عبر حسابات الوزارة في مواقع التواصل الاجتماعي وبالتعاون مع إدارة العلاقات العامة والاتصال في إنتاج ونشر البرامج الدعوية الحديثة بالأساليب الحديثة والمبتكرة لإيصال رسالة الوزارة كبرنامج تزودوا والذي اشتمل على 12 بودكاست، و14 فيديو جراف، وأيضا 12 مقطعا مختارا من برنامج ختمة لايف، ومقاطع فضل التكبير وحلقات سؤال وجواب، وأيضا الاستضافات والبرامج الدعوية عبر حسابات الوزارة، والمقاطع المصورة عن وباء كورونا والتي قدمها 28 داعية، بالإضافة إلى أدعية مصورة لاثنتي عشرة داعية.