شارك عدد من طلاب وطالبات 20 مدرسة ثانوية من مختلف أنحاء البلاد في الدورة الرابعة من برنامج الطامحين لدراسة الطب الذي تطرحه وايل كورنيل للطب قطر على مدى عام كامل، حيث حصل خمسة منهم على مرتبة الشرف في الفيزياء والبيولوجيا والمهارات البحثية. يهدف البرنامج، إلى إعداد الملتحقين به لدراسة الطب، من خلال محاضرات وتدريب مباشر ووحدات دراسية عبر الإنترنت تتضمّن علوم الفيزياء والأحياء واللغة الإنجليزية والمهارات البحثية حيث يعتمد أساليب تعلُّم قائمة على الإتقان وتتناسب مع القدرات المختلفة للطلاب، وتأخذ في الحسبان الأعباء الدراسية التي يتحملها الطلاب خلال هذه المرحلة من دراستهم الثانوية. ويعمل البرنامج على إعداد الطلاب لاختبار الكليات الأمريكية (ACT) الذي يعتبر أحد متطلبات القبول المهمة، كما يساعد الملتحقين به على اكتساب مهارات مهمة في مجالات إدارة الوقت والتفكير النقدي. كما يتيح لهم فرصة التواصل طوال العام مع أعضاء الهيئة التدريسية والإداريين وطلاب الكلية، واستخدام المرافق المختلفة التي تتميز بها وايل كورنيل للطب قطر ليتعرفوا على طبيعة الدراسة فيها. في هذا السياق أشاد الدكتور رشيد بن إدريس، العميد المساعد لشؤون استقطاب الطلاب والتواصل المجتمعي والبرنامج التأسيسي في وايل كورنيل للطب- قطر، بالجهد الكبير للطلاب، معتبرا برنامج الطامحين لدراسة الطب في قطر من الوسائل الفعالة جداً والتي تسهم في تمكين طلبة المدارس الثانوية الذين يطمحون في أن يصبحوا أطباء وتعزيز المهارات التي تساعدهم على تحقيق طموحاتهم مشيرا إلى أن البرنامج تضمن مجموعة من التحديات لإذكاء روح المبادرة والانضباط الذاتي لدى الطلاب. يُذكر أن برنامج الطامحين لدراسة الطب في قطر يمتد من شهر سبتمبر حتى شهر أبريل ويجب أن يحصل الطالب على ترشيح مدرسته الثانوية للالتحاق به، لأن القبول يتمّ على أساس الجدارة والتميّز والرغبة في دراسة الطب.

حصلت كلية طب وايل كورنيل على المركز الأول في الدوري الرابع لمناظرات الجامعات باللغة الإنجليزية الذي نظَّمه مركز مناظرات قطر عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع بمقر كلية شمال الأطلنطي بمشاركة 16 فريقاً. وفازت جامعة كارنيجي ميلون بالمركز الثاني ثم جامعة قطر. وتميز الدوري بتطور ملحوظ لمهارات الطلبة ووجود متناظرين موهوبين لديهم القدرة على مواجهة أقوى الفرق.

نظمت وايل كورنيل للطب – قطر حفلها السنوي التقليدي لارتداء المعاطف البيضاء وللترحيب بالطلاب الجدد في فندق إنتركونتننتال الدوحة. وقد ارتدى 49 طالباً وطالبة أنهوا برنامج ما قبل الطب، ثلثهم من القطريين، المعاطف البيضاء وتسلموا السماعات الطبية كرمز لدخولهم عالم الطب حيث سيبدأون التدريبات الإكلينيكية حتى تخرجهم في عام 2021. ورحّب الدكتور جاويد شيخ، عميد وايل كورنيل للطب — قطر بالطلاب الجدد في برنامج الطب المدمج ومدته ست سنوات وتمنى لهم التوفيق في دراستهم. كما أعرب عن فخره بتقديم المعطف الأبيض لطلاب الطب الذين سيتخرجون بعد أربع سنوات. وقال: "يُعتبر حفل المعطف الأبيض من أهم الفعاليات التي تنظمها الكلية، وارتداؤه لأول مرة يشكل منعطفاً هاماً في الحياة المهنية لأي طبيب، فهو المؤشر على البدء في ممارسة مهنة الطب وتعلم المهارات العملية التي تتيح لطلاب الطب الفرصة الحقيقية لمعالجة المرضى، وإحداث التغيير في مجتمعاتهم وفي العالم ككل. هؤلاء الطلاب سيقدمون العلاج للمرضى في قطر في المستقبل القريب وسيبذلون كل الجهود في مجالات الابتكار والبحوث ونشر المعرفة لتحقيق غايتهم السامية في إنقاذ الأرواح والحفاظ عليها. طلابنا هم جيل المستقبل الذي سيساهم في تقديم نظام رعاية صحية متطور لقطر وللمنطقة عموماً". كما تحدث خلال الحفل، الدكتور عبد البديع أبو سمرة، رئيس إدارة الطب الباطني ومدير المعهد الوطني للسكري والسمنة وأمراض الأيض بمؤسسة حمد الطبية وأستاذ الطب في وايل كورنيل للطب – قطر. يُذكر أنه تم خلال الحفل، الذي حضره ذوو الطلاب وأفراد عائلاتهم وضيوف آخرون وأعضاء من الهيئة التدريسية، الترحيب بانضمام 43 طالباً وطالبة لبرنامج الطب المدمج الذي يمتد إلى ست سنوات، ويشمل سنتين دراسيتين في برنامج ما قبل الطب ثم أربع سنوات في برنامج الطب. كما تم الترحيب بانضمام 24 طالباً وطالبة، منهم 19 طالباً وطالبة قطرياً، إلى البرنامج التأسيسي الذي تقدمه الكلية ومدته سنة واحدة للتمهيد إلى دخول برنامج ما قبل الطب.

تناول البروفيسور توماس آيزنبيرغ، مدير مركز دراسة منتجات التبغ التابع لجامعة فرجينيا كومنولث في فيرجينيا، مضارّ تدخين الشيشة والاعتماد على النيكوتين، وذلك خلال محاضرة نظمها قسم التعليم الطبي المستمر في وايل كورنيل للطب – قطر، من ضمن سلسلة المحاضرات المتخصصة. وأكّد آيزنبيرغ أن البحوث العلمية أثبتت أن دخان تبغ الشيشة يتضمن السموم ذاتها المعروفة عن دخان السجائر ويمكن أن يتسبّب بإدمان مماثل. وقد أظهرت دراسة تحليلية كيميائية أجراها في المختبر أن الدخان الناجم عن جلسة تدخين الشيشة لمدة 45 دقيقة يعرّض المدخن لنحو 1.7 ضعف كمية النيكوتين، ويتضمن 8.4 ضعف كمية ثاني أكسيد الكربون الضار ونحو 36 ضعف كمية القطران عند مقارنته بالدخان الناجم عن تدخين سيجارة لمدة 5 دقائق. البروفيسور توماس آيزنبيرغ شهد تدخين الشيشة في الأعوام القليلة الماضية انتشاراً كبيراً في منطقة الشرق الأوسط والولايات المتحدة الأميركية وأوروبا، لا سيما بين الشبان. وثمة اعتقاد أبعد ما يكون عن الحقيقة بأن مضارّ تدخين الشيشة أقل من مضارّ تدخين السجائر وبأن الشيشة لا تسبب الإدمان. ولكن آيزنبيرغ حذّر من أن مضارّ تدخين الشيشة ربما تكون أكثر بسبب طريقة التدخين، لأن الماء يقوم بتبريد الدخان ولا يقوم بتصفية السموم كما أن مقاومة السحب في الأنبوب ضعيفة إلى حد بعيد. وقال: "إن مؤشر الاعتماد على النيكوتين هو أن يشعر الفرد بأن إرادته مسلوبة أمامه وبأنه يخفق مراراً في الإقلاع عن التدخين الذي يستحوذ على تفكيره. وقد أظهرت البحوث أن بعض مدخني الشيشة قد بلغوا تلك المرحلة، ولذلك يجب علينا إيلاء الاهتمام المستحق لمثل هذا الاعتماد على النيكوتين لأن تدخين التبغ بهذه الطريقة يجعل الإنسان عرضة لكمية هائلة من السموم وما ينجم عن ذلك من أمراض مضنية". وأضاف قائلاً: "تماماً مثل تدخين السجائر، فإن تدخين الشيشة يفاقم خطر الإصابة بأمراض مثل التهاب الشُّعَب الهوائية ونُفَاخ الرئتين ومرض الأنسجة المحيطة بالأسنان وسرطان الرئة، وقد يتسبَّب تدخين الحوامل للشيشة في قلة وزن المواليد الجُدد".

توصَّل باحثو من كلية طب وايل كورنيل في قطر إلى اكتشاف مهم قد يساعد العلماء في تطوير عقاقير دوائية جديدة لمحاربة السمنة.وانصبّ اهتمام فريق الباحثين بقيادة الدكتور نايف مظلوم، الأستاذ المساعد للبحوث في علم الجراثيم وعلم المناعة في وايل كورنيل للطب – قطر، على البروتين المعروف باسم SIRT1 والذي يضطلع بدور رئيس في تنظيم العملية الأيضية ومواجهة مضاعفات السمنة. وفي هذا الإطار، قال الدكتور مظلوم أن اختلال قدرة جسم الإنسان على تخزين أو حرق الدهون على نحو كافٍ يؤثر سلباً في صحة الإنسان، وهو ما قد يفاقم خطر الإصابة بداء السكري وأمراض القلب وعدد من الأمراض الخطيرة الأخرى. ومن هذا المنطلق أردنا أن نفهم بعمق الآلية الدقيقة لتأثير البروتين SIRT1 في العملية الأيضية". يُذكر أن جسم الإنسان يراكم الدهون بطريقتين مختلفتين، تُعرف الأولى بالتضخم حيث يزداد حجم الخلايا الدهنية، أما الثانية التي يزداد فيها العدد فتعرف بفرط التنسُّج. إن العلماء على معرفة وافية بدور البروتين SIRT1 في الطريقة الأولى، أي التضخم، فيما لم تنل الطريقة الثانية من قبل نصيباً كافياً من البحث، لذا كانت محور اهتمام البحث الذي قاده الدكتور مظلوم. و قد استعان باحثو وايل كورنيل للطب – قطر بخلايا دهنية طليعية من الفئران فيها مستويات متدنية مصطنعة من البروتين SIRT1، للتحقق من أن للبروتين دوراً محورياً في الحدّ من تراكم الخلايا الدهنية مفرطة التنسُّج ومختلّة الوظائف الأيضية. و بدوره قال الدكتور هواري عبدالسلام، المؤلف الأول للدراسة البحثية وباحث ما بعد الدكتوراة المشارك في مختبر الدكتور نايف مظلوم في وايل كورنيل للطب - قطر: "لاحظنا أن المستويات المتدنية من البروتين SIRT1 مرتبطة بزيادة تراكم الخلايا الدهنية مفرطة التنسُّج ومختلّة الوظائف الأيضية. كذلك قُمنا بتحليل المسارات الخلوية المعدّلة التي تقود هذه العملية. وأضاف : أثمرت هذه الدراسة البحثية عن معرفة معمّقة عن الآليات التي يعمل بها البروتين SIRT1 للقيام بأيض الدهون بطريقة طبيعية وصحية. وهذه المعرفة تمهّد أمام البحوث المستقبلية للنظر في تطوير عقاقير دوائية محاكية للبروتين SIRT1 في وظائفه من أجل تحسين العملية الأيضية عند المصابين بالسمنة". وقال الدكتور خالد مشاقة، العميد المشارك لشؤون البحوث في وايل كورنيل للطب – قطر: "تساهم هذه الدراسة البحثية بمعرفة قيّمة عن الآليات الأيضية وثيقة الصلة بالسمنة. وستكون لهذه الدراسة أهمية عظيمة في الأروقة البحثية الطبية الحيوية في خضم جهود العلماء الحثيثة لتطوير عقاقير جديدة في مواجهة وباء السمنة حول العالم، وهو ما يمثل أحد التحديات الأكثر إلحاحاً التي تواجه الطب، قطرياً وعالمياً". هذا و قد نُفّذت هذه الدراسة البحثية بعنوان "البروتين SIRT1 يحدّ من فرط تنسُّج الخلايا الدهنية من خلال تثبيط الجينة c-Myc" بتمويل من برنامج بحوث الطب الحيوي المنبثق عن مؤسسة قطر التي دأبت على دعم الجهود البحثية لوايل كورنيل للطب – قطر. وشارك فيها إلى جانب الدكتور مظلوم والدكتور عبدالسلام عدد من الباحثين و هم عائشة مدني و أحمد هانيو منى النوبيو نيها غوسواميو هشام بن حميدانو أنجا إمو بيلينغ، جينيفر باسكييه و نجيب حلبي و رجاء دلول و محمد شريف و يوهانيس غراومان و نسرين مسائلي (وجميعهم من وايل كورنيل للطب – قطر)، مايكل إس. بونكوسكي وديفيد أيه. سينكلير (من قسم العلوم الجينية في كلية طب هارفرد)، محمد الريس من قسم العلوم الحياتية في مختبر مكافحة المنشطات – قطر.

أنجزت باحثتان قطريتان في كلية طب وايل كورنيل في قطر أول دراسة قطرية متكاملة عن أثر وتأثير التدخين والتقدم بالسن في المادة الجينية. وأكدت الدراسة التي أجرتها في كلية طب وايل كورنيل في قطر طالبتا دكتوراه قطريتان هُما مشاعل الشافعي ووضحة المفتاح، أن التقدم بالسن يحدث تغيرات في الحمض النووي الرايبوزي منقوص الأكسجين (دي إن أيه) وأن تدخين التبغ يتسبب بتغيرات مماثلة في جينات الإنسان. ومن اللافت أن البحث المذكور هو أول بحث من نوعه يستند إلى عينات مأخوذة من أحد الشعوب العربية بعد أن اقتصرت البحوث السابقة في هذا المضمار في معظمها على الشعوب القوقازية. وتعمل الباحثتان القطريتان الشافعي والمفتاح في كلية طب وايل كورنيل في قطر في إطار برنامج قطر للريادة في العلوم، المبادرة التي أطلقتها مؤسسة قطر لدعم الخريجين القطريين المتميزين والمتطلعين إلى مهنة واعدة في مجال العلوم والبحوث العلمية.وقد أنجزت الباحثتان القطريتان مشروع البحث الرائد بدعم من فريق من كبار العلماء والباحثين والمختصين بكلية طب وايل كورنيل في قطر وإمبريال كوليدج لندن. وقد نُشرت الورقة البحثية بعنوان "تحديد العلاقة بين مَيْثَلة الحمض النووي والسن والجنس والتدخين عند أحد الشعوب العربية" في الدورية الطبية المرموقة Clinical Epigenetics، ويمثل نشر هذه الورقة نجاحاً متميزاً وكبيراً لكل من برنامج قطر للريادة في العلوم وكلية طب وايل كورنيل في قطر. ويُقصد بعلم الوراثة فوق الجينية، أو اللاجينية، (epigenetics) دراسة ما بعد الجينوم (epigenome) الذي يتألف من مركبات كيميائية تؤثر في إنتاج البروتينات من خلال تفعيل أو تعطيل الجينات في الحمض النووي. يُشار إلى أن الباحثة مشاعل الشافعي الحاصلة على درجة البكالوريوس في علم الوراثة البشرية من جامعة ليدز بالمملكة المتحدة، انضمت إلى برنامج قطر للريادة في العلوم في عام 2009وتعمل بمختبرات كلية طب وايل كورنيل في قطر منذ عام 2012 كطالبة دكتوراه، وسبق لها العمل في الكلية كمتدربة في عام 2010. وفي هذا الصدد، تقول الشافعي: "أنا حتماً سعيدة أن يُنشر بحثنا في دورية عالمية مرموقة مثل Clinical Epigenetics، وهذا الإنجاز المتميز ما كان ليتحقق لولا دعم فريق الباحثين المشاركين بكلية طب وايل كورنيل في قطر وإمبريال كوليدج لندن. وأنا فخورة بالعمل ضمن هذا الفريق الرائع والبارع في مرحلة مبكرة من مهنتي كباحثة متخصصة. قمنا بتطبيق أحدث التقنيات في مجالات مختلفة، بدءاً من جمع العينات ووصولاً إلى إنشاء البيانات وتحليلها، واستطعنا بنجاح استنساخ نتائج بحوث أُجريت على القوقازيين. ويشجع بحثنا على بذل مزيد من الجهود البحثية المنصبَّة على شعوب لم تنل نصيباً كافياً من البحث، مثل العرب". وشملت الدراسة أخذ عينات دم من 123 قطرياً بالغاً، من بينهم 13 مدخناً. ثم حُلّلت سلسلة دي إن أيه في عينات الدم المأخوذة لرصد معدل مَيْثَلة الحمض النووي، ويُقصد بذلك تلك العملية الطبيعية لتحوُّر الجينات التي تجعل نمو وتطور الخلايا أمراً ممكناً. وتحدث الميْثَلة بطريقة طبيعية مع التقدم بالسن، غير أن ثمة عوامل بيئية قد تتسبب بها، مثل تدخين التبغ. وثمة صلة وثيقة أيضاً بين الميْثَلة ونمو معظم أنواع السرطان. واستنتج الباحثون أن دراسة مَيْثَلة دي إن أيه تمثل وسيلة فعالة لإجراء دراسات وراثية بين الشعوب غير القوقازية، الأمر الذي يفتح الباب أمام مزيد من البحوث المهمة التي تنصبُّ على نطاق عريض من الجماعات الإثنية المختلفة.وبالاعتماد على البيانات المجمعة في الدراسة وبالاستعانة بأحدث التقنيات، تمكَّن فريق الباحثين من توقُّع عمر كل شخص بدقة عالية وفي حدود فرق لا يتجاوز سبعة أعوام، وكل ذلك بتحليل قطرة دم واحدة لا أكثر. أما الباحثة وضحة المفتاح فقد تخرجت من جامعة الخليج العربي بالبحرين حيث درست العلوم الطبية الأساسية وحصلت على درجة جامعية طبية. وانضمت إلى برنامج قطر للريادة في العلوم في عام 2008، وهي تعمل في مختبرات كلية طب وايل كورنيل في قطر منذ عام 2012 كطالبة دكتوراه. وقالت المفتاح: "إن غالبية بحوث علم الوراثة فوق الجينية الحالية مبنية على شعوب أوروبية، في حين بقيت المنطقة العربية غير مستكشفة حتى هذه اللحظة. وأعتقد أن الاختلافات الجينية والبيئية بين الشعوب الأوروبية والعربية تجعل إجراء بحوث الوراثة فوق الجينية في المنطقة العربية في غاية الأهمية".

احتفلت كلية طب "وايل كورنيل" في قطر بتخريج دفعة جديدة من طلابها وذلك خلال حفل أقامته مساء اليوم في حرم الكلية في المدينة التعليمية حيث منحت الجامعة 42 طبيباً شهادة "دكتور في الطب" أمام حشد من ذويهم وأصدقائهم وأعضاء الهيئة التدريسية والإدارية. وقد شارك في جانب من الحفل سعادة السيد عبدالله بن خالد القحطاني، وزير الصحة والأمين العام للمجلس الأعلى للصحة في قطر، حيث هنأ الخريجين وتحدث إليهم حول خططهم المستقبلية في التخصص الطبي العالي. و تُعدّ دفعة 2015 الأكبر في تاريخ كلية طب "وايل كورنيل" في قطر، ويستعد الخريجون الجُدد للالتحاق ببرامج إقامة الأطباء في مستشفيات ومؤسسات طبية مرموقة في الولايات المتحدة الأميركية وقطر، فيما فضَّل عدد منهم التفرغ للبحوث العلمية والطبية في المرحلة الراهنة. وتوجه الدكتور جاويد شيخ عميد كلية طب "وايل كورنيل" في قطر، بالتهنئة للخريجين قائلاً "نأمل أن يختار أغلبكم خدمة دولة قطر في المستقبل لأن من شأن إنجازاتكم المستقبلية في مهنة الطب أن تدعم زخم رؤية قطر بإرساء دعائم اقتصاد المعرفة من جهة، وتنشئة أجيال صحية ومتعافية من جهة ثانية. وبطبيعة الحال سنرحِّب بانضمام العديد منكم إلى الكلية في ما بعد تخصصكم الطبي العالي ضمن الهيئة التدريسية لتكليل هذا الإنجاز" وأضاف الدكتور شيخ "وأنتم تتطلعون اليومَ إلى فصل جديد في حياتكم لا تنسوا فضل وسخاء مؤسسة قطر التي أتاحت لكم فرصة التخرُّج من كلية طب عالمية، وبادروا بدوركم إلى إثراء حياة الآخرين، أينما كنتم داخل قطر أو خارجها". وقال للخريجين انتم جاهزين للمستقبل وتحدث عن الانجازات الكبيرة التي قدمها الطلبة خلال فترة دراستهم في الجامعة مشيدا بمستواهم العلمي و الأكاديمي موضحا أن الكلية لم تبخل على الخريجين بتوفير المعلومات الكافية والممارسة العملية حتى يتخرج كوكبة من الاطباء اللامعين وشدد على ضرورة أن يلتزموا بأخلاق المهنة وآدابها وان لا ينسوا أهلهم وذويهم وأسدى د شيخ العديد من النصائح للطلبة التي تفيدهم في حياتهم العملية . وقال إن كلية "وايل كورنيل" في قطر حققت ثورة طبية كبيرة وخاصة في مجال مرض السكري مشيرا الى ان هناك تعاون وشراكة مع المجلس الأعلى للصحة وسيدرا ومؤسسة حمد الطبية في سبيل الخروج بإستراتيجية طبية عالية المستوى في قطر . موضحا في السياق ذاته إلى أن مؤسسة حمد الطبية تطور نفسها على كافة الأصعدة وأصبحت منخرطة في مجال البحث العلمي وهناك شراكة مثمرة معها في سبيل اعتماد الأطباء . كما أعلن عميد كلية طب "وايل كورنيل" في خطابه أن الجامعة عملت على إيجاد تخصصات طبية جديدة لدعم برامجها ولزيادة قيمة الشهادة التي يحصلون عليها , ثم هنا الخريجين وتمنى لهم النجاح في المستقبل. إنجاز مستحق ثم تحدث الخريج الدكتور أحمد محسن باسم زملائه الخريجين مذكراً إياهم بما بذلوه من جهد للوصول إلى هذه اللحظة واستحقاق هذا الإنجاز، كما ذكرهم بأهمية التواضع والعمل بروح الجماعة. و شكر القيادة القطرية وأُسر الخريجين والهيئة الإدارية في كلية طب "وايل كورنيل" في قطر، معرباً عن عميق الامتنان لأفراد الهيئة التدريسية على ما بذلوه في تدريس وإعداد هذه الدفعة من الأطباء. وقال "أود أن أشكر كافة الأساتذة والمحاضرين في برنامج الطب وبرنامج ما قبل الطب على السواء، والهيئة التدريسية الإكلينيكية في مؤسسة حمد الطبية ومركز السدرة للطب والبحوث ومستشفى نيويورك-برسبتيريان. وهناك قول مأثور عند الصينيين أظنكم تعرفونه: "أعطِ رَجلاً سمكة تطعمه ليوم واحد، ولكن علِّمه كيف يصطاد السمك تطعمه مدى الحياة". ونحن ممتنون للمهارات الكثيرة التي تعلمناها منكم والتي منحتنا فرصة خدمة مجتمعنا، وممارسة مهنة مرموقة، والأخذ بيد العالم نحو مستقبل أفضل. أشكركم مرة أخرى على كل ما بذلتم، وسنظل نتذكر فضلكم إلى الأبد". من جهة أخرى، خاطبت الدكتورة لوري جليمشر عميد كلية طب وايل كورنيل في نيويورك الخريجين قائلة إنهم سيبقون على الدوام من أسرة وايل كورنيل، وسيجدون كل ترحاب في حرم الكلية في نيويورك وقطر، وداعية إياهم إلى إثبات جدارتهم كرياديين ومبتكرين والعمل دون كلل لتحقيق طموحاتهم والإبقاء على شغف العلم والمعرفة. كما حثت جليمشر الخريجين على جعل رسالة الطب النبيلة دائماً نُصب أعينهم، وقالت: "سواء كانت اختياراتكم إكلينيكية أو بحثية، وسواء تخصصتم في طب الأطفال أو طب الشيخوخة، لا تنسوا أن مرضاكم هُم محور اهتمامكم الأول وأن مرضاكم هُم حافزكم الأول للبحث والاستكشاف". كما خاطب الدكتور ديفيد سكورتون رئيس جامعة كورنيل، الحضور عبر رسالة مرئية مسجلة، أكد خلالها فخر واعتزاز كورنيل بالأطباء الجُدد. وقال: "خلال الأعوام التسعة كرئيس لجامعة كورنيل كنت أشعر بالفخر والاعتزاز كلما شاهدت نمو وازدهار هذه الكلية وتخريج دفعة تلو الأخرى من الأطباء الشبان المتميزين الملتزمين برسالة الطب. أهنئكم جميعاً على هذا الإنجاز متمنياً لكم النجاح الباهر في المرحلة التالية من رحلتكم مع مهنة الطب". التميز الأكاديمي من جانبه قال الدكتور أيمن الجردي الحاصل على التميز الأكاديمي في الجامعة أنه سيعمل على إكمال تخصصه في مجال الطب الباطني في مستشفى "كورنيل" في نيويورك في الولايات المتحدة الامريكية . و اختار أيمن مهنة الطب عن قناعة راسخة لجوانبها العلمية والإنسانية ولد أيمن، 22 عاماً، في قطر وهو لبناني ُ ويقول إنه اختار مهنة الطب ليتمكن من مساعدة الآخرين عندما يكونون في ْحاجة للمساعدة و تقديم العلاج اللازم لهم ومساعدتهم في الشفاء واستئناف حياتهم الطبيعية . انجذب أيمن إلى كلية طب "وايل كورنيل" في قطر لسمعتها المرموقة، وزار خلال دراسته بها الكلية الأم في نيويورك وجامعة كورنيل في إيثاكا لإجراء بحوث وللالتحاق بدورات تدريبية إكلينيكية، ويعتزم الالتحاق ببرنامج إقامة الأطباء في الطب الباطني، ومن ثم الحصول على زمالة في طب أمراض القلب أو الرئة أو الرعاية الحرجة. و أكثر ما يفخر به أيمن هو المساعدة في تدريس الطلاب الأصغر سناً.

فازت جامعة تكساس (أي أند أم) في قطر بالبطولة الوطنية لمناظرات الجامعات باللغة الإنجليزية التي نظمها مركز مناظرات قطر، عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع.. في حين كان المركز الثاني من نصيب كلية طب وايل كورنيل في قطر. شارك في البطولة، التي دارت منافساتها في جامعة قطر على مدى يومين، 24 فريقا يمثلون 8 جامعات وتحت إشراف 18 مُحكّماً. ونوّهت الدكتورة حياة معرفي المدير التنفيذي لمركز مناظرات قطر، بالتطور الملحوظ في مستوى المشاركين بالبطولة، مما يدفع المركز إلى تحقيق خطوات نوعية أخرى نحو ترسيخ أدبيات الحوار لدى الشباب، واستقطاب أكبر عدد من المتناظرين القطريين. وأكدت سعي مركز مناظرات قطر إلى المزيد نحو بناء قدرات العناصر الوطنية الشابة الطموحة التي أظهرت خلال هذه المسابقة مستوى متميزاً.

ناقشت ندوة عُقدت بمقر كلية طب وايل كورنيل في قطر بالتعاون مع كلية القانون بجامعة قطر بعنوان " مفترق طرق بين القانون والطب"، القوانين التي تحكم ممارسة مهنة الطب في قطر والتي تنظم عمل الأطباء والباحثين والممرضين وغيرهم من العاملين في مجال الرعاية الصحية في قطر. وتطرقت الندوة التي نظمها قسم التعليم الطبي المستمر ومكتب شؤون الهيئة التدريسية في كلية طب وايل كورنيل في قطر ومكتب عميد كلية القانون بجامعة قطر، إلى نطاق عريض من القضايا ذات الصلة، منها على سبيل المثال الحماية التي تكفلها القوانين للمرضى، والإجراءات المتبعة في حالات الأخطاء الطبية، والمصاعب التي تحُول دون فهم عام للقانون بسبب الشريحة العريضة والمتفاوتة من العاملين في مجال الرعاية الصحية واختلاف المرضى. وفي مستهل أعمال الندوة، ألقى الدكتور محمد بن عبد العزيز الخليفي عميد كلية القانون بجامعة قطر، كلمة شدَّد فيها على أهمية التعاون الوثيق بين الأطباء والمحامين بما يضمن للمرضى ومقدمي الرعاية الصحية أفضل حماية قانونية. وقال في كلمته: "تؤكد مشاركتنا في هذا الحوار المهم مكانة كلية القانون بجامعة قطر بصفتها كلية القانون الوحيدة في قطر، وبصفتها أيضاً كلية قانون ريادية بالمنطقة، وهذه المكانة المرموقة المستحقة تحققت بفضل برامجها الأكاديمية الرفيعة، وتميز خريجيها، وخبرة محاضريها، إلى جانب النطاق العريض من الخدمات التي تقدمها الكلية لمجتمعها. وقدم البروفسور جابر محجوب من كلية القانون بجامعة قطر عرضاً عن القوانين التي تحكم في الوقت الحاضر الأخطاء الطبية في قطر، مشيراً إلى أن المحكمة الجنائية والمحكمة المدنية والإدارات المختصة قد تنظر في شكاوى المرضى بشأن الأخطاء الطبية. كما تحدث الدكتورإبراهيم الجناحي، استشاري أول ورئيس قسم طب الأطفال والأمراض الصدرية في مؤسسة حمد الطبية، عن تجربته الفريدة كطبيب ممارس وكعضو بمجلس إدارة المجلس القطري للتخصصات الصحية- مدير إدارة التراخيص بمؤسسة حمد الطبية. وعُيّن في ديسمبر 2014 بمنصب بروفيسور في أمراض الأطفال السريرية بكلية طب وايل كورنيل في قطر ليصبح أول طبيب قطري يحصل على درجة البروفسور بالكلية. وتحدثت الدكتورة ثريا عريسي، أستاذ الطب المشارك والعميد المشارك للتعليم الطبي المستمر في كلية طب وايل كورنيل في قطر، عن تجربتها كطبيبة مقيمة في قطر وكعضو هيئة تدريس تُعِد طلابها لممارسة الطب في قطر وخارجها. وشدَّدت الدكتورة عريسي على أهمية الإحاطة الكافية بثقافة المريض من أجل ممارسة مهنة الطب بشكل فعال وتجنب أي سوء فهم معه. وأدارت السيدة سوناندا هولمز، المستشار القانوني لكلية طب وايل كورنيل في قطر، الحوار بين القانونين والأطباء المشاركين من جهة والحضور من جهة ثانية بشأن القضايا المثارة خلال كلمات المشاركين. وأشارت هولمز إلى أن 69% من الأطباء و91% من الممرضين العاملين في قطر هم من الوافدين القادمين من نحو 70 بلداً من حول العالم. وأضافت قائلة إن الطبيعة المعقدة لقوانين البلدان المختلفة مقرونة بعدم إتقان اللغة العربية (واللغة الإنجليزية) يجعل المسائل القانونية صعبة ومقلقة لبعض العاملين في مجال الرعاية الصحية في قطر، مشيرة إلى قناعتها بأن الحوار حول مثل هذه القضايا سيزيل الكثير من المخاوف المنطوية. كما شملت الندوة نقاشاً مباشراً مع الحضور بمشاركة قانونيين وممارسين طبيين يمثلون منظومة الرعاية الصحية القطرية بكافة قطاعاتها.

قدّم الدكتور كارستن زوري، أستاذ الفسيولوجيا والفيزياء الحيوية في كلية طب وايل كورنيل في قطر وأحد الباحثين الرياديين في مجال العملية الأيضية، شرحاً مفصلاً حول دور التغيرات الجينية في عملية الأيض أو الاستقلاب عند الإنسان وتأثيرها في طرق تطور الأمراض وفي عدد من الاضطرابات المعقدة مثل السكري وأمراض الكُلى وأمراض القلب والأوعية الدموية. وخلال محاضرة دعا إليها قسم التعليم الطبي المستمر في الكليةحضرها عدد كبير من الباحثين والأطباء وطلاب الطب والمختصين في مجال الرعاية الصحية، أشار الدكتور زوري إلى اختلاف التفاعل مع العقاقير الدوائية والعوامل البيئية من مريض إلى آخر. وأوضح أن التفاعلات الأيضية تعتبر من المجالات البحثية المثيرة للاهتمام لأنها تعطي رؤية شاملة لدور عملية الاستقلاب بجوانبها المختلفة عند كل فرد على حدة، مثلمايدرس علم الجينوم جينوم الإنسان بكافة أوجهه. يعمل الدكتور زوري أيضاً كباحث في الطب الحيوي في الكلية، وقد استعان وفريق الباحثين بتقنية حاسوبية متقدمة لتحليل عينات دم وبول شريحة من المرضى لإنشاء ما يُعرف باسم "خرائط أيضية" للآلاف من التفاعلات الكيميائية التي تشكّل معاً ما يُعرف باسم ميتابولوم الإنسان. ومن خلال تحليل المادة الجينية، تمكن فريق الباحثين من تحديد التغيرات الجينية المقابلة للعمليات الاستقلابية التي يُعتقد أنها المسؤولة عن العديد من الأمراض، مثل السكري وأمراض الكُلى واضطرابات القلب والأوعية الدموية. وفي هذا الإطار، قال الدكتور زوري: "إن الفهم العميق للعمليات الأيضية للأمراض مفيد لأبعد الحدود لأنه يمكّن الأطباء من التدخل بطرق أكثر تقدماً. وعلى سبيل المثال، ثمة العديد من المشكلات الصحية الناجمة عن تغيرات جينية وعوامل بيئية معاً، وهنا يمكننا الاعتماد على فهمنا للتفاعل بين الاثنين ومن ثم توجيه المريض لتجنُّب عوامل بيئية معينة، ويكون ذلك على سبيل المثال من خلال اتباع حمية معينة للحد من احتمال الإصابة بالمرض". يُذكر أن الدكتور زوري تعاون السنة الماضية مع شركاء في أوروبا، ووضعوا معاً أطلساً استقلابياً شاملاً يحدد الجينات التي تؤثر في توازن مستويات السكر والدهنيات والأحماض الأمينية في جسم الإنسان. وخلال الدراسة التي شملت 7824 مشاركاً، حدَّد العلماء 145 جينة ذات تأثير كبير في القدرات الاستقلابية لجسم الإنسان، ونُشرت الدراسة في الدورية العلمية Nature Genetics. وتُعد الخريطة الاستقلابية وسيلة مهمة للعلماء لأنها تصف المسارات بين الجينات والإنزيمات والمستقلَبات، مثلما تصف كيف أن استهداف جينة معينة بعقار معين قد يكون له تبعات مختلفة على المسارات الأخرى. وستساعد هذه المعرفة العلمية الأطباء والباحثين في تحديد الإنزيمات التي يمكن استهدافها لعلاج أمراض معينة مثل السكري والسرطان، كما ستساعدهم في فهم المستقلَبات والإنزيمات الأخرى التي ستتأثر بعقار معين. ولهذه المعرفة العلمية أيضاً أهمية في اختيار التوليفة الصائبة من العقاقير الدوائية لعلاج الأمراض المختلفة بأكثر الطرق فعالية. من جانبها، قالت الدكتورة ثريا عريسي أستاذ الطب المشارك والعميد المشارك للتعليم الطبي المستمر في كلية طب وايل كورنيل في قطر: "يُجري الدكتور زوري وفريق من الباحثين في كلية طب وايل كورنيل في قطر بحوثاً ريادية حقيقية، وسلسلة المحاضرات المتخصصة في الكلية هي الوسيلة الأمثل للتعريف بمثل هذه المعرفة العلمية الريادية في أوساط منظومة الرعاية الصحية في قطر وعموم المنطقة بما يصب في منفعة المختصين في مجال الرعاية الصحية والباحثين وطلاب الطب، وكذلك المرضى أنفسهم".

ألقى الملتقى البحثي السنوي الخامس لكلية طب وايل كورنيل في قطر الضوءَ على البحوث الريادية الاستقصائية قيد التنفيذ في مجالات عدة تشمل الطب الوراثي، ارتفاع ضغط الدم، الأمراض الوراثية، السكري، السمنة، دور الكالسيوم في العمليات الخلوية التي تشكل أساس كافة جوانب الحياة. ويمثل الملتقى البحثي فرصة سنوية مهمة لباحثي الكلية لمناقشة مشاريعهم البحثية الراهنة مع العلماء والباحثين في قطر، إذ شارك فيه هذا العام أكثر من 240 باحثاً من الكلية ومن الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي، جامعة حمد بن خليفة، المجلس الأعلى للصحة، مؤسسة حمد الطبية، مؤسسة قطر، مركز السدرة للطب والبحوث، جامعة قطر، بالإضافة إلى مؤسسات قطرية أخرى. استهلّت أعمال الملتقى بكلمتين افتتاحيتين للدكتور جاويد شيخ عميد كلية طب وايل كورنيل في قطر والدكتور خالد مشاقة العميد المشارك لشؤون البحوث في الكلية. إذ أكد الدكتور شيخ في كلمته أن الملتقى البحثي السنوي للكلية بات تقليداً علمياً راسخاً وحدثاً مرتقباً ضمن الفعاليات البحثية التي تنظم في الكلية. وأضاف: "تكمن أهمية الملتقى في إتاحة الفرصة للتعرف عن كثب على الاختراقات المهمة واللافتة التي حققها باحثو الكلية وعرضها أمام باحثين يمثلون مؤسسات مختلفة. وألقى الدكتور خالد مشاقة كلمة بعنوان "ارتفاع ضغط الدم وإشارات الكالسيوم في العضلة الوعائية الملساء"، ثم تحدّث الدكتور شاهراد طاهري، أستاذ الطب، عن إجراء بحوث إكلينيكية عن السكري والسمنة في إطار منظومة تعاون بين المؤسسات البحثية المعنية. وتضمّنت نسخة هذا العام من الملتقى البحثي لكلية طب وايل كورنيل في قطر ما مجموعه 86 ملصقاً بحثياً لباحثين مختصين وطلاب وزملاء برامج ما بعد الطب، تناولت نتائج المشاريع البحثية التي أُجريت في الكلية خلال السنة الماضية. يُذكر أن كلية طب وايل كورنيل في قطر تدير 35 مختبراً بحثياً نشطاً تتناول نطاقاً عريضاً من المجالات المهمة ونال باحثو الكلية خلال الأعوام الستة الماضية تمويلاً بقيمة 89.5 مليون دولار أمريكي عبر البرامج التنافسية المختلفة التي يديرها الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي. وقبيل ختام أعمال الملتقى البحثي السنوي أُعلنت أسماء الفائزين بأفضل الملصقات العلمية البحثية ضمن ثلاث فئات.

أعلنت كلية طب وايل كورنيل في قطر عن التحاق ست باحثات قطريات بالدورة الجديدة من البرنامج التدريبي في بحوث الطب الحيوي للمواطنين القطريين، حيث سيتدربن على مجموعة شاملة من المهارات العلمية التي ستثري وظائفهن البحثية. ويمتد البرنامج التدريبي في بحوث الطب الحيوي للمواطنين القطريين لستة أشهر، ويمنح الخريجون الجدد فرصة اكتساب مهارات البحوث العلمية من خلال العمل بمختبرات الكلية المضاهية لأفضل المختبرات البحثية في العالم، والتعلُّم من باحثي الكلية ذوي الإنجازات والخبرات العالمية. وهذه هي الدورة الخامسة من البرنامج الذي حقق نجاحاً واسعاً منذ أن أطلقته كلية طب وايل كورنيل في قطر عام 2011 من أجل إعداد جيل جديد من الباحثين القطريين الذين تحتاجهم قطر في سعيها لبناء اقتصاد المعرفة بما يتماشى مع رؤية قطر الوطنية 2030. وقد تم تخريج 18 باحثا وباحثة حتى اليوم من هذا البرنامج حيث تم تدريبهم على نطاق عريض من المهارات والقدرات ذات الصلة، بدءاً من مهارات البحوث العملية والتطبيقية ووصولاً إلى تصميم المشاريع البحثية وإدارة البحوث. وتحدثت الباحثات الملتحقات بالدورة الجديدة من البرنامج عن طموحاتهن من خلال العمل بمختبرات كلية طب وايل كورنيل في قطر. وقالت مريم الدوسري في هذا السياق: "يتيح البرنامج فرصة رائعة لتطوير مهاراتنا البحثية تحت إشراف باحثين متميزين معروفين لنسهم بدورنا في تقدم البحوث العلمية في قطر". أما روضة القحطاني فقالت: "أنا ممتنة للكلية لقبولي بالبرنامج التدريبي الذي سيمنحني المعرفة الضرورية والقدرات اللازمة لمهنة المستقبل". ورغم أن البرنامج التدريبي في بحوث الطب الحيوي للمواطنين القطريين مخصص للخريجين الجدد المهتمين بالعمل كعلماء مختبرات بحثية، أو كباحثين في الدراسات الإكلينيكية أو الطبية الحيوية، غير أنه قد يقبل طلبات حَمَلة الدرجات الجامعية غير العلمية. وستعمل الباحثات المتدربات روضة ونوف ومريم جنباً إلى جنب مع زميلاتهن مها الدوسري وعائشة القطحاني وشريفة المناعي في البرنامج التدريبي في بحوث الطب الحيوي للمواطنين القطريين الذي يستمر حتى شهر يوليو المقبل. وقد رحّب الدكتور خالد مشاقة العميد المشارك للبحوث في كلية طب وايل كورنيل في قطر، بالباحثات المتدربات قائلاً: "يسرنا جميعاً أن نستقبل الباحثات الشغوفات بالمعرفة في كلية طب وايل كورنيل في قطر ليتدربن هنا على المهارات الحيوية الضرورية للالتحاق بمهنة بحثية ناجحة في المستقبل. وهذه فرصة عظيمة لهن للتدرب على يد نخبة من أهم الباحثين المرموقين في العالم في مجال الطب الحيوي، وستساعدهن المعرفة المكتسبة هنا في تطوير فرصهن المهنية في عالم البحوث وتقديم إسهام متميز في المنظومة البحثية المتنامية في قطر".

أطلقت كلية طب وايل كورنيل في قطر مبادرة"يلاّ ناتشيرال" في إطار حملة"صحتك أولاً"بهدف توثيق وتعميق الصلة بين الإنسان والطبيعة من أجل صحته وعافيته. وتهدف المبادرة الجديدة إلى تشجيع أفراد المجتمع على تعزيز صحتهم بطرق طبيعية تشمل تحضير الأطعمة من مكونات صحية طازجة، والإكثار من تناول الفواكه والخضروات، وممارسة التمارين البدنية مع العائلة والأصدقاء خارج المنزل، وزراعة المحاصيل في المنزل لتناولها طازجة. وشهد كورنيش الدوحة يومي الخميس والجمعة فعاليات متنوعة تضمنتها حافلة "يلاّ ناتشيرال"التي يبلغ طولها 12 متراً، حيث قدّم خبراء التغذية والرياضة والزراعة المشورة لكافة مرتادي الكورنيش من مواطنين ومقيمين بكافة فئاتهم العمرية الذين شاركوا بتمارين رياضية مثل الأيروبيكس وتعلّم مبادىء كرة القدم وحركات القوة. من جهة أخرى، تمكّن الصغار من الزراعة بأنفسهم من خلال اختيار بذور الخضروات التي يحبونها ونثرها في أحواض صغيرة تحت إشراف الخبراء الذين شرحوا لهم طريقة الاهتمام بها في المنزل حتى تنبت وتعطي محصولاً. ومن بين الفعاليات أيضاً، تحضير الوجبات الصحية المكوّنة من محاصيل عضوية قدّمها الشيف الفرنسي إيريك كوزان من مطعم "شيف جاردن" الذي تديره "أملاك للضيافة"، عضو مؤسسة قطر. وقال كوزان في هذا الإطار: "بات تناول الأطعمة العضوية رائجاً بين أفراد المجتمع الذين يقدّرون الفوائد الجمة لها، إذ من المهم جداً أن نعرف مصادر الطعام الذي نتناوله من خضروات ولحوم مختلفة. ولا يكفي أن نتاول الخضار الطازجة فحسب، بل أن نتناولها عضوية لأنها مفيدة أكثر لصحتنا وصحة أفراد عائلاتنا". أما الفعالية التي اجتذبت اهتمام الصغار والكبار معاً، فكانت الدراجة الهوائية التي تحضّر العصائر المخفوقة من خلال الضغط على الدواسات، بمعنى آخر، الاستمتاع بركوب الدراجة الهوائية وممارسة الرياضة وتناول العصير الطازج في وقت واحد. وفي هذا الصدد، قال الدكتور جاويد شيخ عميد كلية طب وايل كورنيل في قطر: "أثبتت البحوث أن تشجيع أفراد المجتمع على المشاركة بالأنشطة الصحية وتزويدهم بالأدوات اللازمة للتحول نحو أساليب الحياة الصحية أكثر فاعلية بكثير من حملات التوعية التقليدية التي تقتصر على التعريف نظرياً بالأطعمة التي ينبغي تناولها وتلك التي يجب تجنبها والحث على ممارسة التمارين الرياضية. وتعتبرمبادرة"يلاّ ناتشيرال" مثالاً تطبيقياً رائعاً على ما سبق لأنها تجمع أفراد المجتمع للمشاركة معاً في أنشطة صحية مرحة وسهلة وفعالة في آنٍ معاً". وأضاف: "تُذكّرنا مبادرة"يلاّ ناتشيرال"ً بأن الطبيعة تمدّنا بكل ما نحتاجه للحفاظ على صحتنا وعافيتنا وسعادتنا. ويمكننا جميعاً البدء بخطوات بسيطة مثل شرب كمية كافية من الماء وتناول الأطعمة الطازجة والبستنة المنزلية وممارسة التمارين الرياضية خارج المنزل، فهذه الخطوات كفيلة بتحسين صحة وعافية ولياقة كافة أفراد العائلة، بل يسهم بعضها في الاسترخاء وإزالة التوتر". تركّز حملة "صحتك أولاً" بالمطلق على ممارسة التمارين الرياضية إلى جانب الغذاء الصحي والسليم، وقد استعانت مبادرة "يلاّ ناتشيرال"بخبير اللياقة البدنية محمد السمهري، لاعب كرة قدم سابق في نادي قطر، الذي قدّم نصائحه بشأن التغذية والتمارين الرياضية مؤكداً أنه لم يعد ضرورياً أن يذهب أحدنا إلى صالة "الجيم" كل يوم، فباستطاعتنا جميعاً ممارسة التمارين الرياضية في منازلنا باستخدام الكثير من الأشياء حولنا. وعلى سبيل المثال، يمكن استخدام السلالم لممارسة تمارين "الستيبات" أو الدرجات، أو استعمال إطار سيارة قديم لإحداث مقاومة أثناء الجري، أو استخدام صندوق للقفز. وحثَّ محمد الجميع على التقليل من ارتياد المطاعم، والاستعاضة عن ذلك بتحضير أطباق صحية وطازجة في المنزل. وشرح محمد سبب شغفه بالصحة واللياقة قائلاً: "تتسبّب السمنة بكثير من الأمراضوتعتبر مشكلة رئيسية في العالم. لذا أحث الجميع على الحفاظ على صحتهم والالتزام بالتمارين الرياضية لأنهم سيشعرون بفرق كبير بعد شهر واحد لا أكثر من ممارسة التمارين الرياضية وتناول الأطعمة الصحية. وفي حال المواظبة على ذلك لثلاثة أشهر متتالية،سيفقدون الشهية للأطعمة السريعة وسيشعرون بطاقة وحيوية غير مسبوقتين". ومن بين الحضور الذين شاركوا في فعاليات "يلاّ ناتشيرال" على الكورنيش، السيدة صفاء برجاوي (أم لأربعة أولاد) التي أثنت على جهود الحملة في تعزيز انماط الحياة الصحية من خلال التشجيع على تناول الخضروات والفواكه الطازجة الغنية بالفيتامينات التي تساعد الأطفال والأولاد على النموّ بشكل سليم، على عكس الأطعمة المصنعة والجاهزة. أما السيد حاتم عمر فقال: "أفضّل أن أتناول مع أفراد عائلتي الأطعمة الطازجة والصحية ولكن من السهل الوقوع في العادات الغذائية السيئة نظراً لسهولة الحصول على الوجبات السريعة الجاهزة. أنا سعيد لرؤية مثل هذه الحملات والمبادرات التي تستهدف النشء وتؤثر عليهم، فها هو ابني يقول لي إنه يجب علينا تناول الخضروات وممارسة الرياضة من الآن وصاعداً". من المقرر أن تتجول حافلة "يلاّ ناتشيرال" خلال الأسابيع القليلة المقبلة في أرجاء الدوحة، حيث ستتوقف في المخيم الشتوي للجنة الأولمبية القطرية في سيلين يومي 26 و27 فبراير، في أسباير يومي 5 و6 مارس، في مؤسسة قطر لمدة خمسة أيام بين 8 و12 مارس كي يتسنى لأكبر عدد من طلاب المدارس في قطر من زيارة الحافلة والاستفادة من المعلومات، وفي كتارا يومي 26 و27 مارس، من أجل تعميم التجربة والفائدة على الجميع.وستوزّع خلال الجولات وصفات طعام صحية وكتيبات عن التغذية السليمة وسيتمكّن الجمهور من استخدام ميزان متقدّم يزوّدهم بالعمر الأيضي للجسم وبمؤشر كتلة الجسم.

أعلن مركز السدرة للطب والبحوث، وهو مستشفى ومركز بحوث رائد للأطفال والنساء، عن تعيين الدكتور محمد وقار عظيم كأول رئيسٍ لقسم الطب النفسي في المركز. والدكتور عظيم حاصل على زمالة الأكاديمية الأمريكية للطب النفسي للمراهقين والأطفال، وزمالة الجمعية الأمريكية للطب النفسي. وسوف يتولّى الدكتور عظيم في هذا المنصب القيادي وضعَ معايير جديدة لتقديم رعاية على مستوى عالمي للمريض وأسرته، وتوفير تعليم طبي متميز، وإجراء بحوث مبتكرة في الطب النفسي. علاوة على ذلك، سيتولّى الدكتور عظيم منصب رئيس قسم الطب النفسي للأطفال في كلية طب وايل كورنيل في قطر. ومن خلال هذين المنصبين المشتركين سيلعب الدكتور عظيم دوراً متكاملاً في تحسين خدمات الصحة النفسية للأطفال وأسرهم في دولة قطر والمنطقة. وقد انضم الدكتور عظيم إلى مركز السدرة قادماً من مركز آلبرت سولنِت للأطفال، وهو واحد من أفضل المرافق التعليمية في مجال الطب النفسي للأطفال والمراهقين في الولايات المتحدة، حيث كان يتولّى منصب رئيس قسم الطب النفسي والمدير الطبي للمركز. وقد عمل أيضاً كأستاذ مشارك في مركز دراسات الطفل في كلية طب جامعة ييل، ومديراً لبرنامج تدريب الأطباء المقيمين في مركز ييل لدراسات الطفل وزمالة الطب النفسي للأطفال والمراهقين في مركز سولنِت. وقال الدكتور زياد حجازي رئيس الإدارة الطبية بالإنابة في مركز السدرة "إننا سعداء للغاية بالترحيب بالدكتور عظيم في مركز السدرة حيث ينضم إلى فريق من الزملاء والاختصاصيّين العالميين الذين يجلبون معهم مهارات ومعرفة لا مثيل لها من المراكز الطبية الأكاديمية الأكثر تميزاً في العالم"، مضيفا أن "الدكتور عظيم لديه خلفية متميزة في مجالي الرعاية النفسية السريرية والبحوث على حدٍّ سواء، وسوف يكون له دور فعال في ضمان تلبية خدمات الصحة النفسية التي نقدمها إلى الأطفال والنساء في قطر والمنطقة لأعلى المعايير الممكنة للرعاية بالمرضى". وقد أعربَ الدكتور عظيم عن سعادته بالانضمام إلى مركز السدرة قائلاً "إن التحاقي بمركز السدرة في هذه المرحلة الهامة من تطوير الرعاية الصحية في قطر يُعد فرصةً فريدةً لأي طبيب. فمعرفة أنك ستترك أثراً ملموساً على طريقة تقديم الرعاية للمرضى في المستقبل هو أمرٌ يحدث مرةً واحدة في حياة المرء، ويشرّفني أن أكونَ أحد أفراد هذا الفريق الذي يمتلك الكثير من المواهب". وقال الدكتور عبدالله الكعبي، النائب التنفيذي لرئيس الإدارة الطبية في مركز السدرة بأنه "من خلال رعاية المرضى والتعليم والبحوث، سيلعب مركز السدرة دوراً مهماً في دعم وتنفيذ الاستراتيجية الوطنية للصحة النفسية في قطر، وسوف يقود الدكتور عظيم جهود مركز السدرة في هذا الصدد"، مضيفا أن "الدكتور عظيم يتمتع بسجل حافل من الخبرة في التدريس والتدريب في أفضل المراكز الطبية الأكاديمية في الولايات المتحدة، ويسرنا أن نرحب بانضمامه إلى فريق العمل في مركز السدرة".

أقامت كلية طب وايل كورنيل في قطر فعالية تعريفية لأعضاء جدد في الهيئة التدريسية ممّن يعملون كأطباء في عدد من المؤسسات القطرية المتعاونة مع الكلية. وقد حضر الفعالية 77 عضو هيئة تدريسية يعملون في مؤسسة حمد الطبية ومستشفى جراحة العظام والطب الرياضي في قطر "أسبيتار" ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية ومركز السدرة للطب والبحوث، للتعرّف على أدوارهم الجديدة كمدرِّبين إكلينيكيين لطلاب كلية طب وايل كورنيل في قطر. وهؤلاء الأعضاء الجدد لن ينفصلوا عن مؤسساتهم المتعاونة مع الكلية وسيوفرون من هناك تدريباً إكلينيكياً مباشراً لطلاب الكلية، مثلما سيقدم هؤلاء للأطباء المتدربين المشورة في مستهل رحلتهم مع مهنة الطب. وقال الدكتور روبرت كرون المستشار الأول لعميد الكلية للشؤون الأكاديمية في كلية طب وايل كورنيل في قطر في كلمته الترحيبية: "أرحب بكم ببالغ السرور كأعضاء هيئة تدريسية جُدد بالكلية وأنتم نخبة من الأطباء المتمرسين المتفانين. إن طلابنا يستفيدون من خبرتكم وتجربتكم وتدريبكم، وأنا واثق أنهم يثمّنون عالياً هذه الفرصة القيمة للعمل جنباً إلى جنب معكم. ويسهم توثيق التعاون بين مؤسساتنا في إيجاد منظومة صحية متكاملة ومتسقة في قطر توحِّد تعليم الطب والبحوث والممارسة الإكلينيكية بما يصب في منفعة جميع أفراد المجتمع". وفي هذا الصدد، قال الدكتور إسماعيل حلمي، نائب مدير قسم التعليم الطبي بمؤسسة حمد الطبية: "أعمل عن كثب مع كلية طب وايل كورنيل في قطر منذ عام 2004، ومنذ ذلك الوقت تعمَّقت العلاقة بين الكلية ومؤسسة حمد الطبية ومركز السدرة للطب والبحوث وأسبيتار ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية على نحو مذهل. ثمة صلة راسخة بين هذه المؤسسات التي تتضافر جهودها معاً لتحقيق هدف واحد هو إرساء دعائم نظام صحي أكاديمي في الدولة يمثل أحد أركان المستقبل المشرق للرعاية الصحية في قطر". من جانبه، قال الدكتور يحيى إمام أخصائي طب الأعصاب والطب الباطني بمؤسسة حمد الطبية الذي انضم حديثاً إلى الهيئة التدريسية في كلية طب وايل كورنيل في قطر: "أتذكر من تجربتي الشخصية كيف أن التدريب على يد أطباء مؤهلين كان مفيداً إلى أبعد حد. باستطاعة المرء أن يقرأ كل كتاب بالمكتبة لكن لا استغناء له عن التدريب المباشر في بيئة إكلينيكية. إنه شرف لي أن أسهم بتعليم الأطباء المتدربين في مرحلة بالغة الأهمية من تأهيلهم كأطباء، وأتطلع إلى تدريبهم بذات الطريقة الفعالة التي استفدت منها كثيراً عندما كنت طالب طب".

تواصل كلية طب وايل كورنيل في قطر التوعية الصحية من خلال حملة "صحتك أولاً" بدعم من مؤسسة قطر وذلك للإرتقاء بصحة الآلاف من طلاب المدارس في أنحاء قطر بفضل رؤية مؤسسة قطر. وتُقدَّم لكافة طلاب المدارس التابعة لمؤسسة قطر وجبات صحية خلال استراحة الغداء، من ضمن قائمة الطعام الصحية والمغذية ومتعددة الأصناف التي أعدّها خبراء تغذية من "أملاك للخدمات" التابعة لـ "أملاك القابضة"، عضو مؤسسة قطر، ويتم تحضير كافة الوجبات في مطابخها المتوافقة مع أفضل المعايير العالمية. وانطلاقاً من رؤية ورسالة "صحتك أولاً"، سيتعرّف الطلاب على فوائد الأطعمة التي يتناولونها ويتحملون المسؤولية في اختيار الأطعمة المفيدة لصحة أجسامهم وعقولهم. وفي المقام الأول، تهدف هذه المبادرة إلى غَرْس مفاهيم الأطعمة الصحية بين النشء في سن مبكر بما يسهم في الارتقاء بصحة هذا الجيل وأجيال قادمة والحدّ من انتشار السمنة ومرض السكري وأمراض القلب خلال الأعوام المقبلة. صحتك أولا وفي هذا الصدد، قالت السيدة بثينة النعيمي، نائب الرئيس المشارك للتعليم في مكتب التعليم ما قبل الجامعي بمؤسسة قطر: "إن غرس ثقافة المواظبة على تناول الأطعمة الصحية في أذهان النشء في قطر وبناء مجتمع واعٍ صحياً، من أبرز ركائز رؤية مؤسسة قطر في مجال تعزيزها لتنمية المجتمع. وتهدف حملة "صحتك أولاً" الممتدة لخمسة أعوام إلى توعية المجتمع بأساليب الحياة الصحية ومن خلال ذلك تسعى مؤسسة قطر بالتعاون مع شركائها إلى الارتقاء بصحة أجيال المستقبل، واستدامة عافية أبناء المجتمع في الأمد البعيد". من جهته، أشاد الدكتور جاويد شيخ عميد كلية طب وايل كورنيل في قطر، بالمبادرة وما يمكن أن تحققه على صعيد صحة أطفال المدارس في قطر، وقال: "تفخر كلية طب وايل كورنيل في قطر بدورها الكبير والمؤثر في مجتمعها، وهي ملتزمة بمستقبل قطر وكل ما من شأنه الإسهام بتحقيق الأهداف الطموحة لرؤية قطر الوطنية 2030. إن أطباءنا على دراية تامة بالتحديات الصحية الماثلة أمام قطر، لكنهم يعرفون أيضاً أنه بإمكاننا التغلب على مجمل تلك التحديات بشكل فعال من خلال الحمية الغذائية الصحية المقرونة بالتمارين البدنية المنتظمة. قائمة الطعام الصحية وكان مشروع مقاصف مدارس مؤسسة قطر قد إنطلق رسمياً في 7 سبتمبر في مستهل السنة الدراسية الجديدة. وبالإضافة إلى قائمة الطعام الصحية خلال استراحة الغداء، سيتعرف الطلاب على حقائق حول التغذية من خلال شاشات تفاعلية موضوعة في كل مقصف من مقاصف المدارس المشاركة لترسيخ أهمية الأطعمة الصحية في أذهان النشء. كما سيتعرف طلاب المدارس الثانوية على كيفية حساب مؤشر كتلة الجسم لتحفيزهم وتشجيعهم على اختيار أساليب الحياة الصحية، إلى جانب معلومات عن الفوائد الصحية المتأتية من أطعمة معينة. وستتوافر بطاقات لوصفات طعام صحية للطلاب الراغبين بإعداد وجبات صحية في منازلهم. وللترفيه عن الأطفال، هناك ورق اللعب الذي يدور حول الأطعمة الصحية بحيث يلعب الأطفال مع أقرانهم.

كشفت دراسة مشتركة أجراها باحثون من كلية طب وايل كورنيل في قطر والجمعية القطرية للسكري النقابَ عن أن قرابة 4.2% من طلاب المرحلة الثانوية ربما يكونون مصابين بحالة ما قبل السكري. ويُقصد بحالة ما قبل السكري المرحلة التي تتجاوز فيها نسبة السكر بالدم المستويات الطبيعية المقبولة غير أنها لم تصل بعد إلى حد الإصابة بداء السكري. شملت الدراسة 4 مدارس مستقلة في قطر فيما شملت عينة الدراسة 1694 طالباً وطالبة من الفئة العمرية 11 - 18 عاماً. وكشفت الدراسة عن مستويات مرتفعة للسكر في الدم لـ 56 طالباً و15 طالبة وهي المستويات التي تجعلهم مصابين بحالة ما قبل السكري. وتكمن أهمية الدراسة في أن الباحثين تمكنوا من تحديد عوامل الاختطار التي تؤدي إلى الإصابة بحالة ما قبل السكري، وقد تسهم هذه المعرفة في تعزيز الوقاية من المرض الذي يصيب ما بين 15 إلى 17% من سكان قطر. نُشرت الدراسة في الدورية الطبية المرموقة "جورنال أوف رويال سوسيتي أوف ميدسن" وهي من إعداد الدكتور جاويد شيخ والدكتور رافيندر مامتاني والدكتورة سهيلة شيما من كلية طب وايل كورنيل في قطر جنباً إلى جنب مع الدكتور عبدالله الحمق وشارود ماثيس وكاتي النحاس من الجمعية القطرية للسكري. وعن الدراسة، قال الدكتور مامتاني العميد المشارك للصحة العالمية والعامة في كلية طب وايل كورنيل في قطر: "أعتقد أن الدراسة بالغة الأهمية ووثيقة الصلة بالصحة العامة في قطر وبلدان المنطقة عامة، وتجسّد التعاون الوثيق بين الكلية وشركائها في قطر في مجال البحوث العلمية. وكان الغرض من الدراسة التحقُّق من مدى انتشار حالة ما قبل السكري بين طلاب المدارس القطرية من سن 11 إلى سن 18 عاماً". استعان الباحثون باستبيان لجمع المعلومات الديموغرافية والصحية، منها على سبيل المثال أطوال وأوزان طلاب عينة الدراسة ومقدار التمارين البدنية التي يمارسونها وأنماط حياتهم اليومية.وبعد جَمْع المعلومات اللازمة وتحليلها، تبيَّن أن 4.2% من الطلاب الذين شملتهم الدراسة مصابون بحالة ما قبل السكري. لكن المرض أكثر انتشاراً بين البنين منه بين البنات، إذ بلغ عدد الطلاب المصابين به 56 من أصل 974 طالباً، أي بنسبة 6% بينما بلغ عدد الطالبات المصابات به 15 من أصل 720 طالبة، أي بنسبة 2%. وإلى جانب نزعة انتشار حالة ما قبل السكري بين الذكور أكثر من الإناث، ثمة عوامل عديدة تفاقم اختطار الإصابة بهذه الحالة، مثل أن يكون أحد الأبوين مصاباً بالسكري وأن تكون نسبة الخصر إلى الطول أكثر من 0.5. وبتعبير آخر، الفتى الذي يبلغ طوله 160 سم يجب ألا يتجاوز خصره 80 سم. وأضاف الدكتور مامتاني: "نعتقد أن لمثل هذه المعرفة أهمية بالغة في اتخاذ التدابير اللازمة، فمعرفتنا بعوامل الاختطار بين طلاب المدارس تجعلنا ننظِّم برامج لمثل هذه الفئة العمرية تسهم في إقناعهم بتغيير أساليب حياتهم. ثانياً، عند تحديد عوامل الاختطار لابدّ أن يأخذ أطباء الأطفال مثل هذه العوامل في الحسبان عند تقييم مرضاهم من الأطفال". من جانبه، قال الدكتور عبدالله الحمق" إن نسبة الأطفال المصابين بحالة ما قبل السكري مرتفعة، لذا ستعمل الجمعية القطرية للسكري دون كلل لتقليص تلك النسبة عبر تنظيم برامج الوقاية أو برامج التدخل المبكر.وفي هذا الصدد سوف ستنفذ الجمعية القطرية للسكري برنامجاً للتدخل المبكر من أجل تأخير الإصابة بداء السكري، أما بالنسبة للأطفال المصابين بداء السكري تنفذ الجمعية حالياً العديد من البرامج الرامية لتأخير حدوث المضاعفات المترتبة على المرض، منها مخيم البواسل السنوي للأطفال المصابين بالسكري". غير أن تحديد عوامل الاختطار السابقة للإصابة بحالة ما قبل السكري لا يعني بأي حال من الأحوال أن تلك العوامل هي الوحيدة التي قد تقود للإصابة بالمرض. وفي هذا السياق، شددت الدكتورة سهيلة شيما، مديرة الصحة العالمية والعامة في كلية طب وايل كورنيل في قطر، على الدور الكبير والمؤثر للتمارين البدنية المنتظمة والحمية الغذائية المتوازنة والمغذية من أجل الوقاية من النوع الثاني من داء السكري أو تقليص مضاعفاته في حال الإصابة به. وقالت: "تبيَّن لنا أن الطلاب الذين يمارسون التمارين البدنية يومياً أقل وزناً من أقرانهم ممَّن لا يمارسون مثل تلك التمارين، كما أنهم أقل من الآخرين من حيث محيط الخصر، وهذا دليل كاف على أنهم يتبعون أساليب الحياة الصحية والسليمة. من المعروف أن عادات الإنسان تتشكَّل خلال أعوام الفئة العمرية التي شملها الاستبيان، ومن المهم تشجيع جميع الطلاب من الآن على انتهاج أساليب الحياة السليمة حتى تظل راسخة في أذهانهم". بلغ عدد الطلاب القطريين الذين شملتهم الدراسة988 طالباً وطالبة من أصل 1694، فيما ينتمي معظم طلاب العينة الآخرين إلى عدد من بلدان الشرق الأوسط. وكان لافتاً ومقلقاً أن قرابة نصف طلاب وطالبات عينة الاستبيان مصابون بالبدانة، إذ تبيَّن للباحثين أن 46% من البنين و44% من البنات مصابون بالبدانة أو السمنة. وتعتزم الجمعية القطرية للسكري توسيع نطاق الدراسة والاستفاضة بها من خلال استبيان آراء الطلاب المشاركين عن معلومات مفصلة عن الحمية الغذائية ووتيرة التمارين البدنية التي يمارسونها وطبيعتها والعديد من خيارات أنماط الحياة اليومية. كذلك ستقدم الجمعية القطرية للسكري النصيحة للمصابين بحالة ما قبل السكري.

رحّبت كلية طب وايل كورنيل في قطر بالطلاب الجدد الذين انضموا إلى البرنامج التأسيسي وبرنامج ما قبل الطب، حيث نظمت لهم في حرم الكلية برامج وأنشطة توجيهية على مدى أربعة أيام، التقوا خلالها بزملائهم الجدد وتعرفوا على الحياة الجامعية وعلى سير عمل كافة الأقسام الموجودة في الكلية ويبلغ عدد الطلاب في البرنامج التأسيسي الذي يستمر سنة كاملة 21 طالباً بينهم 17 قطرياً، فيما برنامج ما قبل الطب الذي يستمر لمدة عامين التحق به 43 طالباً بينهم 14 قطرياً. برنامج توجيهي وانشطة مختلفة وقد استمع الطلاب الجدد الذين ينتمون إلى جنسيات مختلفة، إلى العديد من المحاضرات من بينها كيفية إدارة الوقت، الآليات الأساسية لحياة جامعية وأكاديمية ناجحة، كيفية الاستفادة من الوسائل الإلكترونية التي تتيحها الكلية للتعلّم المستمر حيث حصل كل واحد منهم على كمبيوتر محمول. ولم يقتصر البرنامج التوجيهي على المحاضرات الجدية فقط، بل تخللته زيارات إلى مركز الطلاب في جامعة حمد بن خليفة والحي الثقافي كتارا وسهرات ثقافية من بينها الليلة العربية. وفي اليوم الأخير، تناول الطلاب طعام الغداء مع العاملين في قسم الصيانة في الكلية وعمال آخرين وقدموا هبات عينية لمشروع طيف في قطر الخيرية. ورحّب الدكتور جاويد شيخ عميد كلية طب وايل كورنيل في قطر بالطلاب الجدد متمنياً لهم التوفيق في حياتهم الجامعية، وقال: "تسرّني دائماً رؤية الطلاب الجدد المقبلين بحماس إلى كلية طب وايل كورنيل في قطر، فهم يتمتعون بذكاء كبير وحب المعرفة والفضول والرغبة بالعمل بجدية من أجل تحقيق أهدافهم بأن يصبحوا أطباء. وأنا على ثقة بأن كل طالب من هؤلاء الطلاب الجدد سيستفيد من الفرص التي تتيحها له الكلية ليس فقط على صعيد التعليم الذي يرقى إلى المستوى العالمي، بل أيضاً على صعيد الإنخراط بالأنشطة المجتمعية واللاصفية التي تشكل جزءاً من ثقافتنا في الكلية".

وجد باحثون من كلية طب وايل كورنيل في قطر أن الأعداد الهائلة من المسلمين الذين يصومون شهر رمضان المبارك يمثلون فرصاً بحثية هائلة، لدراسة استجابة الجسم للصيام وفهم الأبعاد الدقيقة لتلك الاستجابة بشكل أفضل. وقد أظهرت دراسة علمية لهم تمّ نشرها في المجلة العالمية المتخصصة Journal of Translational Medicine أن دراسة استجابة جسم الإنسان لفترات الصوم الممتدة قد تقود لتعميق فهمنا وتشخيصنا لحالات خطيرة مثل السمنة المَرَضية والنوع الثاني من داء السكري. تتمحور الدراسة البحثية حول أحد المجالات العلمية الاستقصائية الحديثة نسبياً المعروفة باسم الاستقلابيات، أو الأيضيات، ويُقصد بذلك الدراسة الشاملة للجزيئات الدقيقة المشتركة بالعديد من العمليات الاستقلابية أو الأيضية الأساسية المحافِظَة على الحياة والتي تحدث داخل أجسام الكائنات الحية. ويشمل ذلك عمليات حاسمة الأهمية مثل تحويل الطعام إلى طاقة واستخلاص البروتينات من الأغذية لبناء الأنسجة، مثل الأنسجة العضلية. كذلك يُستعان بالاستقلابيات لدراسة تركيزات الجزيئات التي تشير إلى إصابة المرء بمرض ما. غير أن العمليات الاستقلابية المعقدة المرتبطة بتلك الأمراض تتغير تغيّراً واسعاً عندما يتناول الإنسان الطعام، وهنا تكمن أهمية قيام الباحثين بمراقبة العينة البحثية أثناء الصيام وبعد البدء بتناول الطعام. وعن الدراسة، قالت سويتي ماثيو منسِّقة المشروع في قسم الفسيولوجيا والفيزياء الحيوية بالكلية والمؤلفة الرئيسة للدراسة: "في الظروف الاعتيادية، ليس من السهل إدارة دراسة بحثية بمشاركة عدد كبير من الصائمين، فالأمر لا يخلو من تحديات لوجستية عديدة، غير أن شهر رمضان يجعل المهمة أسهل بكثير لأن المسلمين يصومون ما بين 18-13 ساعة يومياً ويفطرون عند أذان المغرب. وأوضحت أن مثل هذا الصوم بين عموم المسلمين بمواعيد محددة يسهّل إجراء دراسة بحثية موسعة بمشاركة أعداد كبيرة من الصائمين وتقديم الطعام لهم عند الإفطار وفق ضوابط معينة، ويساعدنا ذلك في تحقيق نتائج بحثية مهمة". تحمل الدراسة عنوان "الأبعاد الاستقلابية لصوم رمضان: فرصة لدراسة ومراقبة الاستجابات الفسيولوجية لتناول الطعام"، وهي ثمرة تعاون بين باحثين في قطر وألمانيا، وأعد الدراسة مختبر الدكتور كارستن زوري، أستاذ الفسيولوجيا والفيزياء الحيوية ومدير مختبر المعلومات الحيوية في الكلية، وقد أسهم الدكتور زوري نفسه في إعداد الدراسة. ومن بين المساهمين الآخرين في إعداد الدراسة من كلية طب وايل كورنيل في قطر الدكتورة آنا هالاما، باحثة مختصة أولى (مساهمة متساوية مع سويتي ماثيو) والدكتور جويل مالك، أستاذ الطب الوراثي المساعد ومدير مختبر علم الجينوم في الكلية. وعن أهمية الدراسة، قال الدكتور زوري: "يعتبر استقطاب عدد كبير من الصائمين للمشاركة بدراسة بحثية عن الاستقلاب أمر مفيد للغاية وقد يمهد لاكتشافات علمية مهمة. وعلى سبيل المثال، مسلمون كثيرون مصابون بالسكري يصومون شهر رمضان، وهذه فرصة بحثية قيّمة لدراسة المرض ضمن ظروف قد يصعب في العادة إيجادها بمشاركة واسعة". يُذكر أن الدراسة أُجريت الدراسة بمنحة من الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي وكذلك بتمويل من برنامج بحوث الطب الحيوي، وكلاهما يُمولان من قبل مؤسسة قطر، كذلك أسهمت بتمويل الدراسة وزارة التعليم والبحوث الألمانية الاتحادية والمركز الألماني لبحوث السكري. من جهته، قال الدكتور خالد مشاقة العميد المشارك لشؤون البحوث في كلية طب وايل كورنيل في قطر وأستاذ الفسيولوجيا والفيزياء الحيوية بالكلية: "هذه الدراسة المهمة ستمهد الطريق أمام تعميق فهمنا لكيفية تنظيم عملية الاستقلاب خلال ساعات الصوم وما بعد الإفطار. وتستحق كلية طب وايل كورنيل في قطر الإشادة لمثل هذه الدراسة التي تتطرق لأبعاد ثقافية وثيقة بالصلة بالمنطقة مثل الصوم خلال شهر رمضان الفضيل بالاعتماد على أحد أحدث العلوم مثل الاستقلابيات". وأكد أن "لهذه الدراسة أهمية بالغة لسكان قطر والمنطقة عامة، ومن المرجح أن تتسع المنفعة العلمية المتأتية من مثل هذه الدراسة نحو حالتين مَرَضيتين مضنيتين شائعتين إلى حد بعيد في بلدان مجلس التعاون هما النوع الثاني من السكري والسمنة". ويعتزم الدكتور زوري إجراء دراسة واسعة النطاق في مجال الاستقلابيات لاستقصاء الفوائد الصحية المتأتية من حمية غذائية غنية بالتمور التي تشكل جانباً أساسياً من طعام الصائمين عند الإفطار خلال شهر رمضان، في قطر وكافة بلدان المنطقة، وستُجرى الدراسة المذكورة بالتعاون مع الدكتور مالك في إطار برنامج بحوث نخيل التمر المموَّل من الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي ضمن فئة برنامج الأولويات الوطنية للبحث العلمي – المقترحات الاستثنائية. ويتطلع فريق الباحثين إلى أن تنجح الدراسة المقترَحة، التي مازالت قيد الإعداد لها في الوقت الراهن، في استقطاب عدد كبير من الصائمين خلال شهر رمضان في المستقبل.

نشر باحثون من كلية طب وايل كورنيل في قطر أول خريطة وراثية لنخيل التمر، في إنجاز يمهّد الطريق أمام قطر لقيادة الجهود البحثية الرامية لكشف الأسرار الوراثية لنخيل التمر، وفهم جوانب التكنولوجيا الحيوية ذات الصلة. رَسَم الخريطة الوراثية فريق باحثين في علم الجينوم، تحت إشراف الدكتور جويل مالك، أستاذ الطب الوراثي المساعد في كلية طب وايل كورنيل في قطر، بالتعاون مع الدكتور كارستن زوري أستاذ الفسيولوجيا والفيزياء الحيوية بالكلية، وبدعم من باحثين من مركز التقنية الحيوية بوزارة البيئة القطرية وإدارة الشؤون الزراعية بالوزارة. ونُفذ البحث الذي يحمل عنوان "تحقيق الريادة العالمية في بحوث نخيل التمر بقطر". (NPRP — EP X — 014 — 4 — 001) بتمويل من "برنامج الأولويات الوطنية للبحث العلمي، المقترَحات الاستثنائية، "المنبثق عن الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي الذي قدم 4.5 مليون دولار أمريكي دعماً للمشروع. وتكمن أهمية الخريطة الوراثية في أنها تُظهر ترتيب كروموسومات نخيل التمر، وتحديد الكروموسوم المسؤول عن التكاثر. ومن الناحية النظرية، ستتيح المعلومات المتأتية من الخريطة الوراثية للمزارعين ذات يوم، التحكّم بنمو البذور من حيث اختيار أشجار النخيل الإناث المثمرة، دونَ أشجار النخيل الذكور غير المثمرة. وتضع هذه الخريطة الوراثية قطر في مكانة الصدارة في بحوث نخيل التمر، الذي يُعدُّ أحد مصادر الغذاء المهمة في غالبية بلدان الشرق الأوسط. وقال الدكتور مالك: "لقد نجحنا في إرساء دعائم ريادة عالمية في بحوث نخيل التمر، ولتحقيق مثل هذه الريادة لابدّ من بنية تحتية، وهذا الإنجاز هو بمثابة بنية تحتية وراثية، ستجعلنا رواداً في التكنولوجيا الحيوية لنخيل التمر". طريق البداية تمكّن الدكتور مالك وفريق الباحثين العاملين معه قبل ثلاثة أعوام من وَضْع نسخة أولية لجينوم نخيل التمر، وهو الإنجاز الذي مهَّد لرسم خريطة أكثر دقة. ولإنجاز الخريطة الوراثية لنخيل التمر، تعاون فريق باحثي كلية طب وايل كورنيل في قطر مع مركز التقنية الحيوية بوزارة البيئة القطرية وإدارة الشؤون الزراعية بالوزارة. وقدمت الوزارة للباحثين 150 بذرة من نخلة أنثى واحدة، وتولت عملية إكثار البذور الباحثة أمينة المالكي من مركز التقنية الحيوية بالوزارة. وبعد عملية الإنبات، أُخذت الأوراق والـ "دي إن إيه" من فسائل النخل، ثم طُبقت عملية جديدة تُسمى "تحديد النمطية الجينية بالتسلسل الوراثي" القائمة على تحديد تسلسل أجزاء من جينوم 150 فسيلة. بعدئذ تمكن الباحثون من دراسة النخلة الأم للتحقق من كيفية انتقال الـ"دي إن إيه" إلى الفسائل. وفي هذات الإطار، أوضح الدكتور مالك أنه في حال انتقال اختلافَين جينيين على الدوام إلى الفسائل، فإن ذلك يعني أنهما كانا متقاربين على الكروموسوم. وفي حال قلَّما شوهد الاختلافان الجينيان معاً، فمن المرجح أنهما من كروموسومين مختلفين. وأضاف: وبعد إجراء دراسة مسحية لخمسة آلاف من الاختلافات الجينية في 150 فسيلة، وتحديد تواتر ظهورها، تمكن الباحثون من رسم خريطة وراثية تحدد مواضع الكروموسومات. والآن لابدّ من تكثيف البحوث لتحديد مسؤولية كل جينة أو مورّثة، مثل الجينة المسؤولة عن جنس النخلة أو حجم الثمار أو مقاومة الجفاف. وقال الدكتور خالد مشاقة العميد المشارك للبحوث في كلية طب وايل كورنيل في قطر: يؤكد هذا الإنجاز الأهمية البالغة لتمويل بحوث مبتكرة وثيقة الصلة بالمنطقة، تشارك بها مؤسسات مختلفة في قطر. فالتمويل الذي قدمه "برنامج الأولويات الوطنية للبحث العلمي المقترَحات الاستثنائية" للبحوث المنصبة على نخيل التمر هو الأول من نوعه الذي قدمه الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي. وتابع: "ويموّل البرنامج البحوث المهمة وثيقة الصلة بالمنطقة، التي من المرجح أن تسهم في تحقيق رؤية قطر لبناء اقتصاد المعرفة. وقد بدأ مثل هذا التمويل حصد النتائج المرجوَّة عبر إنتاج أول خريطة كرموسومية لنخيل التمر، إثر تضافر جهود أكثر من جهة في قطر".