أصدرت وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي تعميما بشأن تنظيم اليوم الدراسي خلال فترتي اختبارات منتصف الفصل الدراسي الأول ومنتصف الفصل الدراسي الثاني للعام...
رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
ضيف مجلس الشرق هو رجل عصامي مكافح عاش أحداث فترة الثلاثينيات من القرن الماضي سافر بواسطة السفن الخشبية ذات الأشرعة التي كانت تمخر عباب البحر لعدة دول فمن مدينة الخور انطلق متوجهاً للكويت والبصرة وعبدان وساحل فارس، حتى وصل الى مسقط، ومنها الى صلالة وعدن وسقطرى ومنها السيمبا رنغا بزنجبار صادف العديد من المواقف الصعبة، حكاية ابن الخور، أحمد بن إبراهيم الهيل، وهو من مواليد 1931، يرويها لمجلس (الشرق) ويتحدث عن تفاصيل تنشر لأول مرة عن مدينة الخور جميلة الجميلات التي ولد ونشأ وترعرع فيها، ويتذكر مظاهر الحياة البسيطة فيها وكيف كان الناس يحبون بعضهم، وكيف كانت مركزاً تجارياً مزدهراً في تلك الحقبة الجميلة من الزمن الجميل، رجل أنعم الله عليه بذاكرة قوية تختزل الكثير من ذكريات الماضي ويسرد خيوط حكاية تلك الحقبة من الزمن الجميل بكل تفاصيلها، ويمتلك مخزونا كبيراً من الذكريات يرويها عبر مجلس الشرق. ولادتي في مدينة الخور أنا من مواليد مدينة الخور وذلك في عام 1931، مرضت والدتي بعد الولادة مباشرة فقامت بارضاعي والاهتمام بي (دولة بنت عوض بن بخيت اليامي) ابنة أكبر معمر قطري عاش في مدينة الخور فقد جاوز عمره (130) عاماً عند وفاته بمدينة الخور. وأعتبر مدينة الخور جميلة الجميلات مسقط رأسي ومكان ولادتي والتي أتردد دائماً على زيارتها وأشتم فيها رائحة عبق الماضي الجميل، قضيت فيها أحلى أيام طفولتي وشبابي وترعرعت في حضنها الدافئ، وتعلّمت واكتسبت خبرة من أهلها الطيبين، وأتذكر أيامي الجميلة التي قضيتها فيها مع أقراني كنا نلهو ونلعب الألعاب الشعبية القديمة، مثل البلبول وكان يسويه لنا ماجد القلاف، ونلعب (التيله) وكان أشهر وأحسن لاعب في تلك الفترة هو حمد بن صقر المريخي، وكنا نحبل بالفخ وذلك لصيد الطيور بأنواعها مثل المدقي والأصرد والمخضرم والصعو والسلاحي وبوبريقش والقحافي والفقاق والسمّن وغيرها، وكنا نسبح في (عين حليتان) وماؤها البارد الصافي في فصل الصيف. درست عن المطاوعة الحرمي والمحري لقد درست القرآن الكريم عند المطوّع (ملا جابر الحرمي أخ علي بن محمد الحرمي في مدينة الخور، وتعلمنا على يديه حفظ القرآن الكريم، وأذكر كان معي الدكتور محمد بن علي الحرمي أول طبيب جراح قطري، وكذلك عند المرحوم راشد بن علي المحري المهندي الذي علمنا الكتابة والقراءة واستفدنا من تعليمه، وكنا ندفع مبالغ رمزية تسمى الخميسيه نسبة ليوم الخميس، والمبالغ زهيده جدا وكانت من صغار العملة الهندية المتداولة في دول الخليج (غران، آنه، آنتين، وست آنات وهكذا. النساء يردن الماء من أم سويه أيام زمان كانت المياه العذبة تجلب من منطقة (أم سويه)، وكانت النساء في الخور هن الذين يردن المياه، وكانوا يملؤون (اليود) وهي القربة التي توضع فيها المياه ثم يضعنها على ظهور الحمير محملين بكميات كبيرة لاستعمالها في الشرب والطبخ لأنها مياه عذبة، أما غسيل الأواني والملابس فتستخدم مياه ( الجليب) أو (الجواجب) الموجودة على سيف الخور مياهها (خريج)، وكانت المياه تخزن في جرة كبيرة يطلق عليها (ليحله) وهي مصنوعة من الفخار، أما الحِب فهو مصنوع من الفخار أيضاً، وكن حجمه صغيرا ويوضع على خشبة مرتفعة ويوضع في الظل وبخاصة ظل الليوان في مكان مفتوح ليضربه الهواء في صيف وذلك لتبريد المياه، وهناك نوعان من الحب اللي طينته بيضاء وهو يأتي من العراق فهو يبرّد أكثر، واللي طينته حمراء تبريده أقل. صيد الغزلان أتذكر راشد بن حمرور وهو من أهالي الخور وكان راعياً للغنم ويصيد الغزلان بالقرب من عين حليتان بالخور، وكان يأخذ معه الكلب أثناء الصيد، وكذلك يحمل بندقية اسمها (بوصمعه ) وكذلك لديه بندقية أخرى اسمها (ميدر)، وطلبنا منه لحم غزال، وذهب إلى بيته، وبعد نصف ساعة تقريباً جاء محملا بغزالين على ظهره حيث كان من صيد ذلك اليوم، وكنا عند القصاب إسماعيل الذي يقصب اللحم مرة وحدة في الأسبوع، وقام بذبح وبتقطيع الغزلان وقام بن حمرور ببيع اللحم حسب طلب كل زبون، واشترينا منه، وكذلك قام البعض بشراء لحم الغزلان اللذيذ، كانت الخيرات في قطر كثيرة قبل أن تصل لها السيارات. التمر من القطيف كانت سفن والدي تأتي محملّة بالتمر والمواد الغذائية من مدينة القطيف بالسعودية الى الخور مباشرة وتبيعه على الناس، وكان يوضع التمر في (قلّه ) تزن تقريبا (مَن) الذي يساوي حوالي أربعة عشرة ربعة، وكذلك يوضع التمر في يالوق وهو أكبر من القلّة، وهما مصنوعتان من خوص النخيل، ولكن مذاق تمر العراق أحلى ولذيذ جدا ويفضله كثير من الناس ويزداد الطلب عليه. عمارتا الهيل وبومطوي أذكر كانت مدينة الخور مزدهرة بالحركة التجارية إبان حقبة الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي، وكانت سفن الخليج تأتي مباشرة الى مدينة الخور، وكان مدير الجمارك يسمى ( قاسمي) قاسم فخرو وله بيت كبير يقع في منطقة الخريس في الخور واستخدم بعد ذلك في الخمسينيات كروضة أو تمهيدي للتعليم. مدابس تخزين التمر كانت هناك عدة بلوط في مدينة الخور ترسو بجانبها السفن في فترة المد، وكذلك كانت هناك عمارتان إحداهما تسمى عمارة الهيل وتقع بالقرب من بلط الهيل، وتضم العمارة تقريبا أربع أو خمس غرف وهي عبارة عن مخازن ومستودعات خصصت لتخزين المواد التي يحتاجها البحارة وأهل الغوص ولوازم السفن، وغرفة لتخزين التمر، ولدينا عدة مدابس بالخور لتخزين التمر، وغرفة لوضع وتخزين أشرعة سفننا لأننا في تلك الفترة كنا نعتمد على الشراع وليس المكائن ولدينا عدة سفن، وغرفة مخصصة لتخزين الأخشاب والدنجل والمنقرور ولوازم مواد البناء، وغرفة للمواد الغذائية وغرفة لتخزين سمك العوم (نوع من السمك الصغير المجفف )، وغيرها من احتياجات أهل الخور ولها باب رئيسي وهي ملك التاجر حسن بن جاسم الهيل الذي توفيّ في مدينة القطيف بالسعودية في ثلاثينيات القرن الماضي. وفي منطقة شرق الخور تقع عمارة ( بومطوي) عند بلط حسن بومطوي وبها غرف عديدة خصصت كمخازن، كما يمتلك دكاناً قرب البلط مطل على البحر وكان لدى بومطوي وهو من الميسورين في تلك الحقبة عدة سفن خشبية للغوص ويمتلك بيتا كبيرا يتكون من طابقين ولديه مدابس للتمر، بعد ذلك انتقل الى الدوحة بعد كساد فترة الغوص على اللؤلؤ واستخدم الأهالي البلط لصيد السمك بطريقة الحداق. بحر الخور يصير حلو ! من الذكريات الجميلة أنه إذا نزلت أمطار الخير في الماضي بغزارة كانت وديان العقدة تهد على (الجلته) التي كان لها سور مبني من الاسمنت لحجز مياه الامطار ولها فتحات لتسريب بعض مياه الأمطار للبحر ومن شدة قوة السيول انهدم السد وذهبت المياه للبحر، وكانت مياه الأمطار تختلط مع مياه البحر وتصل لمنطقة الفرجية عند مدخل الخور ويصير ماء البحر حلو وتكثر فيه الروبيان. الذياب والضباع أتذكر عندما تغيب الشمس تكثر الحيوانات المفترسة مثل الذياب والضباع، وقد رأيت ذلك بأم عيني عندما كنت أباري المسكر، وكانت منتشرة بكثرة حول مدينة الخور لأن البيئة كانت في تلك الفترة تسمح لهم وذلك لوجود حفر كبيرة وبعض المغارات والمقاطع التي تختفي فيها تلك الحيوانات، ولم تكن هناك أصوات آليات في تلك الحقبة تزعجهم. طيور القطا المهاجرة كانت (عين حليتان) من العيون المشهورة بمدينة الخور وماؤها نصف مالح والنصف الآخر حلو وكان الأهالي يسبحون ويستحمون فيها أثناء فصل الصيف، وكذلك كانت النسوة تغسل ملابس البيت كله وأيضاً كن يسبحن في حليته المخصصة للسيدات والأطفال، كما كان للعين مجرى مائي يصب في البحر يطلق عليه (الساب) وتكثر بجانبه الطيور المهاجرة، وبخاصة طيور (القطا) التي تأتي بأعداد كبيرة جداً لشرب الماء، وأثناء طيرانها تغطي سماء مدينة الخور من كثافتها. وكما يقال أن عين حليتان أحد المعالم المشهورة اكتشفت من قبل بعض رجال المهاندة القادمين من (لخوير) على مطاياهم وذلك بحثاً عن إيجاد منطقة للسكن تتميّز بوجود الماء والخضرة والبحر، ووجدوا العين مغطاة بجلد سميك ويتسرب منه الماء، وعندما اكتشفوا طعم الماء فرحوا بذلك، وجاءت القبيلة وسكنت في الخور واتخذته موطناً لها وأطلقوا عليه خور المهاندة، ويقال إن المياه كانت تأتي من عروق مائية من ناحية الجلته، وهناك من يقول بأن نيزك نزل من السماء للأرض وأوجد تلك العين. صناعة السفن كما أذكر خلال فترة الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي كانت السفن تصنع في مدينة الخور بوسطة القلاليف وأذكر كان هناك القلاف خميس القعاطري وسعد القعاطري الذي كان مشهوراً بالقلافة مع أفراد اسرته، وكانوا يجلسون عدة شهور من أجل تكملة صناعة السفن، وكانوا يصنعون السفينة من البيص حتى يكملونها وكانت لديهم مهارات عالية في صناعة السفن القلافة، وقد صنعت عدة سفن في الخور وبخاصة من نوعية الجلبوت وكان هناك قلاليف من البحارنه يأتون من الدوحة وعمل السفن، وكان الناس يأتون لمشاهدة القلاليف وفي وقت الفطور يتناولون معهم فطورهم المكون من بلاليط وبيض وقهوة وشاي وتمر. سكن بن عساف أتذكر كان حسن بن عساف الفضاله يسكن في مدينة الخور، وكان يمتلك سنبوك كبير، وكان كثير السفر ويجوب البحار ويذهب لبيع البضائع في كل مكان، وعند العودة لمدينة الخور يأتي كذلك محملا بالبضائع، وبعد فترة رحل مع أهله للكويت ليستقر هناك فيها، وباع بيته اللي في مدينة الخور الى التاجر (محمد حسين ) بمبلغ ثلاثين روبية، كان ذلك في فترة بداية الأربعينيات من القرن الماضي. الخريس سوقاً تجارياً بعد زيادة عدد السكان في الخور فتح بعض التجار دكاكين لهم في منطقة الخريس بمدينة الخور وأصبح سوقاً تجارياً يعج بالحركة والنشاط يبدأ يومه منذ الصباح الباكر وحتى قبل المغرب حيث كانت المحلات تقفل أبوابها بسبب عدم وجود الكهرباء، كانت هناك محلات تجارية للمواد الغذائية وغيرها من المواد الاستهلاكية وما يتعلق باحتياجات أهل البحر وأصحاب السفن، هناك دكان عبدالرحمن دامان ودكان باكر الهيدوس ودكان محمد عبدالله هيدوس الملقب (بالزبيري) ودكان محمود العوضي ومخبز الخور الوحيد وكان صاحبه رجب أحمد، ثم جاء في أواخر الخمسينيات علي الخباز، وكان يباع في الخريس السمك وفي بعض الأحيان اللحم وغيره، وكانت تفد للخور مجموعة من أهل البادية يبيعون اليقط والدهن وبعض الماشية، وأحياناً يشترون منهم التجار وفي الستينيات جاءت سيارات الشام الكبيرة محملة ببضائع سورية مختلفة وارده من بلاد الشام. جمارك في الخور !! أتذكر كانت هناك في الخور (جمارك) وكان المسؤول عنها هو محمد قاسمي، وكانت تفرض ضرائب ورسوم على السفن التي تدخل الخور محملة بالبضائع، كانت تجبى من قبل مسؤولين بالدولة، ولا تفرض على سفن البحارة والصيادين المحليين من أهالي الخور، كانت هناك محاولة فرض رسوم على سفن الغوص ولكنهم وقفوا لهم أصحاب السفن بالمرصاد ولم يدفعوا تلك الرسوم !!. الأمانات تحفظ عند التجار كانت الأمانات في تلك الحقبة توضع عند التجار ليحفظوها، وتسجل في دفتر خاص يسمى (دفتر الأمانات )، وأنا أحتفظ بنسخة من تلك الدفاتر، كذلك توضع في بيوت التجار داخل صناديق خشبية يطلق عليها (المشتخته)، وبعض الناس كانت تضعها في جرات فخارية وتدفنها تحت في الغرفة. بناؤون الخور مشهورون أذكر كان في الخور بناؤون قطريون مشهورون مثل علي بن ناصر الفضالة وعوض بن بخيت اليامي، وبارود، وكانوا هم أساتذة ولديهم عمال يشتغلون باليومية، وقد قاموا ببناء أغلب بيوت الخور والمساجد، وكانوا يأتون بالحجارة من مقاطع الخور وكذلك يستخرجون الفروش من البحر، والرمل متواجد بجانب سواحل البحر. الغسيّ أشهر نهام يقال إن أشهر (نهام ) في مدينة الخور هو ( عبدالله الغسيّ ) وكان صاحب صوت جميل ولد في الخور وعاش فيها ثم في حقبة خمسينيات القرن الماضي سافر للبحرين مع ياقوت طلباً للرزق، ثم عاد في أواخر الستينيات واستقر بمدينة الخور، وكان من فناني الفرق الشعبية بمدينة الخور، وهناك كانت أيضاً فرق للفنون الشعبية وأذكر البعض منهم ممن تختزله ذكرتي وهم دهام بن رماي وفرقة الغسيّ وياقوت، والغمري، وسالمين بن جوهر وغيرهم. السفن تنقل أهالي الخور للدوحة كانت في تلك الحقبة الجميلة وسيلة المواصلات من الخور للدوحة هي المطايا، وكذلك السفن الخشبية الصغيرة، كما كانت تنقل المؤن واحتياجات أهالي المنطقة، وكذلك عندما فتحت شركة البترول أبوابها كانت السفن الخشبية هي التي تنقل العمال الى الدوحة يوم الجمعة ومنها الى مدينة دخان، والعودة يوم الخميس، وكانت عملية مرهقة للعاملين في دخان، وكان أصحاب السفن يأخذون مبالغ رمزية على كل عامل إلى أن جاءت السيارات متأخرة وبدأت تحل محل السفن في نقل العمال الى دخان وامسيعيد. انتظرونا لنتابع الجزء الثاني مع الوالد أحمد الهيل في عدد الخميس القادم.
5248
| 12 يناير 2023
كنا نجتمع كل يوم لتناول الإفطارعلى ضوء "القنديل" الدولة تكلف شخصاً للمرور على المناطق للإعلان عن دخول شهر رمضان والعيد السنوات الماضية تميزت بقوة الترابط والمحبة والألفة بين سكان المناطق تحدث الوالد مبارك بن علي المنصوري في أول لقاء معه لدوحة الصائم عن ذكرياته في شهر رمضان المبارك في الزمان الماضي، أي منذ نهاية الخمسينيات وبداية السبعينيات، كيف كانت الحياة والمحبة والألفة بين الاهل والأصدقاء وسكان المنطقة الواحدة، الذين يتزاورون يوميا لتناول الإفطار مع بعضهم، ومن ثم الاجتماع مع بعضهم في المجالس لتبادل جوانب الحديث. في ذلك الزمن البسيط رغم قسوة الحياة كانت القلوب متقاربة ومتحابة، كان مبارك المنصوري يبلغ من العمر سبع سنوات آنذاك، ويسكن مع والده وأقربائه في منطقة الزغين الواقعة بالقرب من منطقة دخان، ويسكنها عدد من المواطنين منذ أكثر من نصف قرن، ومازالوا يعيشون في تلك المنطقة حتى الآن. خلال لقائنا مع مبارك المنصوري تطرق إلى العديد من الامور التي تتعلق في شهر رمضان في السابق، وعن الذكريات التي عاشوها في ذلك الوقت حيث البساطة والألفة والمحبة، موضحاً ذلك بالأجواء الروحانية والعبادات، فهي لم تتغير، فنرى أن المواطنين مازالوا متمسكين بأداء الفرائض وقراءة القرآن في كل وقت، خاصة خلال شهر رمضان، وكذلك تبادل الزيارات فهي عادة قديمة، ومازالت مستمرة حتى الآن، وهو ما يدل على قوة الترابط، وأن ما طرأ من اختلاف نوعا ما ببعض الامور هو نتيجة التغيرات والتطورات المواكبة للتكنولوجيا الحديثة. وقال مبارك المنصوري: إن الحياة قبل الستينيات وحتى بداية السبعينيات كانت بسيطة جدا، وكان هناك ترابط اجتماعي بين سكان المناطق، حيث انهم يحرصون على تناول الافطار طيلة شهر رمضان مع بعضهم، إفطارا جماعي مع الجيران ولفيف الأقارب والأصدقاء، موضحا كنا آنذلك نفطر كل يوم لدى أحد الجيران، مجتمعين مع بعضنا حول "السفرة" ننتظر أذان المغرب، حتى نبدأ الأكل والشرب بعد يوم كان لا يخلو من المشقة، خاصة أن الزمان السابق لم تتوفر به الكهرباء، وكنا نفطر على ضوء القنديل الجميل، واستمر الوضع بدون كهرباء حتى بداية السبعينيات. وأضاف: كنا في ذلك الوقت لا نعلم متى نصوم أو بالأحرى متى يدخل علينا شهر رمضان، وكذلك عيد الفطر أيضا لعدم وجود إذاعة حيث كانت الدولة تكلف مراكز الشرطة الموزعة بحسب المناطق بالمرور في المناطق والإعلان عبر مكبر الصوت اليدوي، في ليلة رمضان عن دخول شهر رمضان، وكذلك أيضا في آخر ليلة من رمضان يتم أيضا الاعلان عن عيد الفطر، وبالفعل كان الضابط علي بن حميد ـ رحمه الله ـ هو من يقوم بهذه المهمة.
4634
| 05 يونيو 2016
لشهر رمضان ذكرياته العديدة في "زمان لول"، والتي لاتزال محفورة في الذاكرة الجمعية، وهى المظاهر التي أصبحت تختلف اليوم باختلاف العصر وتطوراته المتسارعة.وفي حديثه لـ "بوابة الشرق" يستعيد السيد عبدالرحمن فخرو العبيدان، نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية القطرية للتصوير الضوئي، ذكرياته الرمضانية، والتي يؤكد أنها ستظل محفورة في الذاكرة بما يؤكد الموروث الشعبي لدولة قطر، والحرص الدائم على إحيائه دوما.ويتعرض العبيدان إلى الأسباب التي أدت إلى اختفاء هذه المظاهر الرمضانية، والتي يرجعها الى تطورات العصر وتطوراته المتسارعة، علاوة على جوانب أخرى تحدث عنها في الحوار التالي:*ونحن نودع الشهر الكريم.. كيف تصف رمضان هذا العام عن الأعوام الأخرى، والتي كانت في "زمان لول"؟**هناك العديد من الأمور التي تتغير في شهر رمضان من كل عام، فالشهر الكريم في "زمان لول" كان مختلفا للغاية، فلم تكن هناك وقتها الوسائط التقنية القائمة في عالم اليوم، وكان التواصل الاجتماعي عبارة عن زيارات أسرية يقوم بها أبناء الفريج لبعضهم البعض، غير أن ظهور المنصات الرقمية، ومواقع التواصل الاجتماعي عبر شبكة "الانترنت" تسبب في إحداث حالة من الفرقة بين الناس، بحكم تطورات العصر وانشغالاتهم في أمور حياتية. تطورات العصر*وهل تتذكرون بعض الذكريات خلال شهر رمضان المبارك؟** نعم.. لايمكن أن أنسى بالطبع تحركاتنا ليلا للخروج بهدف التصوير الفوتوغرافي، وممارسة بعض الألعاب الشعبية، التي تعيدنا الى "زمان لول"، التي كنا نقيم خلالها المسابقات من أجل التحفيز والتشجيع والابتكار. أما اليوم، فلا نجد سوى حالات من الكسل والخمول، بعيدا عن إحياء مثل هذه الألعاب الشعبية، وما تمثله من موروث شعبي.كما أذكر أننا كنا منذ اليوم الأول في شهر رمضان نعكف على تجهيزات رمضان، وجمعها في أكياس تأكيدا على التكافل الاجتماعي، غير أننا في عالم اليوم وتطوراته نجد اختلافا كبيرا للعديد من المظاهر الرمضانية، غير أن ذكريات هذا الشهر الكريم لاتزال محفورة في الأذهان، ونستحضرها دائما، باعتبارها تعيدنا الى موروثنا الشعبي. *وهل تتذكرون ليالي رمضان، وما كانت تتسم به في "زمان لول"؟** نعم.. كنا في "زمان لول"، وأثناء فترة الطفولة نبدأ ممارسة الألعاب الشعبية من الساعة الثامنة مساء، بعدما نكون قد أدينا صلاتي العشاء والتراويح. ولم نكن نحب السهر، إذ كنا ننام مبكرا، فقد كان الآباء ينامون بعد صلاتي العشاء والتراويح للاستيقاظ قبل السحور بوقت كاف، تمهيدا لاعداده، ونظل في استيقاظ لحين صلاة الفجر.وما بين الاستيقاظ استعدادا للسحور وتأدية صلاة الفجر، كان الفريج يتحول الى حالة من النشاط والحركة والحيوية استعدادا لتجهيزات السحور، في أجواء تعكس الروح الأسرية التي كانت تسود أبناء الفريج آنذاك.أما اليوم، فالملاحظ أن الأمور تغيرت تماما، فالناس في دوامهم على مدى اليوم، الا في أوقات قليلة يخلدون فيها الى الراحة، ليأتي وقت الليل القصير، حيث صلاتي العشاء والتراويح، ليحل سريعا وقت الفجر. أكلات "زمان لول"*وهل تتذكرون أكلات "زمان لول"؟** بالطبع، فكانت الأكلات وقتها مختلفة عن أكلات اليوم، وكانت صحية بامتياز، وأذكر أن جدي توفي عن عمر ناهز 92 عاما، وكان حريصا على تناول الغذاء الصحي، أما اليوم فالوضع تغير حتى الطعام الذي نأكله تغير عما كنا نأكله قديما، ولذلك نسمع عن الأمراض التي لم تكن موجودة من قبل، نتيجة لغياب الثقافة الغذائية، مما يعني أن التغير في رمضان لم يشمل اختفاء الكثير من المظاهر الرمضانية فقط، بل شمل أيضا تغير الثقافة الغذائية.ومع احترامي لمن يقوم بالشواء اليوم على النار الحار، فإننا في "زمان لول" كنا نشوي على الفحم، وكانت هذه الطريقة صحية بدرجة كبيرة، ولا تسبب الكثير من الأمراض التي يمكن أن يسببها الشواء على النار مباشرة في عالم اليوم.وليس هذا التغيير في الطعام فقط، ولكنه تغيير في كل شيء، فالتكنولوجيا الحديثة لعبت دورا كبيرا في اختفاء العديد من المظاهر الرمضانية. *لكن ألا تعتقد أن بعض المظاهر الرمضانية لاتزال حاضرة في عالم اليوم؟**ربما تكون هذه المظاهر في مدفع رمضان والقرنقعوه وغيرها من المظاهر المحدودة التي لاتزال قائمة، ولكن الاحتفال بكل هذه المظاهر لم يكن كما كنا في "زمان لول"، مما يعطي لهذا الزمن خصوصية وروحا تختلف عما تبقى منه في وقتنا الحالي.وإذا كنا اليوم نعيد إحياء ليلة القرنقعوه، فإنها لم تكن كما كانت في السابق، حين كنا نخرج على مدى خمس ساعات متواصلة، تمتد حتى منتصف الليل في أجواء من التكافل التي لا نظير لها، علاوة على ما كانت تضفيه الليلة علينا كأطفال وقتها من سعادة غامرة، إذ كنا نسير ما بين 10 الى 15 شخصا لتعبئة الأكياس، في أجواء ومظاهر رمضانية، لا تزال محفورة في الذاكرة، على الرغم من كافة مجريات العصر، ومحاولاتها زعزعة بعض المظاهر الرمضانية، التي لاتزال محفورة في ذاكرتنا الجمعية، لتؤكد الموروث الشعبي لدولة قطر، الذي نفتخر ونعتز به، ويعمل قادتنا على إحيائه دوما.
1167
| 14 يوليو 2015
مساحة إعلانية
أصدرت وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي تعميما بشأن تنظيم اليوم الدراسي خلال فترتي اختبارات منتصف الفصل الدراسي الأول ومنتصف الفصل الدراسي الثاني للعام...
27546
| 08 أكتوبر 2025
أصدرت المحكمة المدنية حكماً بإلزام مؤسسة طبية بأن تؤدي لمقيمة مبلغ (2,000,000) مليوني ريال تعويضاً لخطأ طبى فى التشخيص. وتفيد وقائع الدعوى أن...
7762
| 08 أكتوبر 2025
أقر مجلس الوزراء تعديلات جديدة على ضوابط صرف بدل طبيعة العمل في الجهات الحكومية، حيث شملت التحديثات رفع بعض النسب الحالية ومنح بدلات...
7284
| 09 أكتوبر 2025
ترأس معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، الاجتماع العادي الذي عقده المجلس صباح اليوم بمقره...
6244
| 08 أكتوبر 2025
تابع الأخبار المحلية والعالمية من خلال تطبيقات الجوال المتاحة على متجر جوجل ومتجر آبل
أصدر حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، اليوم، القرار الأميري رقم 42 لسنة 2025 بتعيين أعضاء مجلس...
5244
| 09 أكتوبر 2025
يتواجه منتخب قطر مع نظيره العماني في افتتاح مباريات المجموعة الأولى لملحق آسيا المؤهل لكأس العالم 2026 لكرة القدم. تضم المجموعة الأولى منتخبات...
4836
| 08 أكتوبر 2025
نبّهت الخطوط الجوية القطرية المسافرين المتجهين إلى دول الاتحاد الأوروبي أنه اعتباراً من 12 أكتوبر 2025، سيتم اعتماد نظاماً جديداً للدخول/ الخروج (EES)...
4438
| 10 أكتوبر 2025